المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

3363 - يُعْطِي بِرَحْمَتِهِ وَيَمْنَعُ مَنْ يَشَا … ءُ بحِكْمَةٍ - نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم - جـ ٣

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌فصلٌ في النَّوعِ الثالثِ مِن توحيدِ أهلِ الإلحادِ

- ‌فصلٌ في النَّوعِ الرَّابعِ مِنْ أنواعِهِ

- ‌فصلٌ(1)في بيانِ(2)توحيدِ الأنبياءِ والمرسلينَ ومخالفتهِ لتوحيدِ الملاحدةِ والمعطلينَ

- ‌ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ

- ‌ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}

- ‌ المجِيدُ

- ‌ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

- ‌ العَلِيمُ

- ‌ الحَمِيدُ

- ‌[فصلٌ]

- ‌فصلٌ

- ‌ الرَّقِيبُ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌ الغَفُورُ

- ‌ التَّوّابُ

- ‌فصلٌ

- ‌ الإِلهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌النُّورُ

- ‌فصلٌ

- ‌ المقدِّمُ والمؤَخِّرُ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في النَّوعِ الثَّانِي مِنْ نوعي توحيدِ الأنبياءِ والمرسلينَ المخالفِ لتوحيدِ المعطلينَ [والمشركينَ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في مصارعِ النفاةِ المعطّلينَ(1)بأسِنّةِ أمراءِ الإِثباتِ الموحّدينَ

- ‌فصلٌ في بيانِ أنَّ المصيبةَ التي حلَّتْ بأهلِ التعطيلِ والكفرانِ من جهةِ الأسماءِ التي ما أنزلَ الله بهَا من سلطان

- ‌فصلٌ في مبدأ العداوةِ الواقعةِ بينَ المثبتينَ الموحدينَ وبينَ النفاةِ المعطلين

- ‌فصلٌ في بيانِ أنَّ التعطيلَ(1)أساسُ الزندقةِ والكفرانِ، والإثباتَ أساسُ العلمِ(2)والإيمانِ

- ‌فصلٌ في بهتِ أهلِ الشركِ والتعطيلِ في رميهم أهلَ التوحيدِ والإثباتِ بتنقّص(1)الرسول

- ‌ مسألة التفضيل بين مكة والمدينة

- ‌فصلٌ في تَعَيُّنِ اتّباعَ السُّنَنِ والقرآنِ طريقًا للنَّجاةِ منَ النِّيرَانِ

- ‌فصلٌ في ظهورِ الفرقِ بينَ الطائفتينِ، وعدمِ التِبَاسِهِ(1)إلا على مَنْ ليسَ بذي عينينِ

- ‌فصلٌ في التَّفاوتِ بينَ حظِّ المثبتينَ والمعطِّلينَ من وحي ربِّ العالمينَ

- ‌[فصلٌ]

- ‌فصلٌ في لازمِ المذهبِ هلْ هُوَ مَذْهبٌ أمْ لا

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في تلاعب المكفِّرينَ لأهلِ السُّنَّةِ والإيمَانِ بَالدِّينِ كتلاعُبِ الصِّبيانِ

- ‌فصلٌ في ظهورِ الفرقِ المُبِينِ بينَ دعوةِ الرسلِ ودعوةِ المعطِّلينَ

- ‌فصلٌ في شكوى أهلِ السُّنَّةِ والقرآنِ أهلَ التَّعطيلِ والآراءِ المخالفة(1)لهما إلى الرحمنِ

- ‌فصلٌ في تلازُمِ التَّعطيلِ والشِّركِ

- ‌فصلٌ في بيانِ أنَّ المعطِّلَ شرٌّ مِنَ المشْرِكِ

- ‌فصلٌ في مَثَلِ المشْرِكِ والمعطِّلِ

- ‌فصلٌ فيما أعدَّ اللَّهُ تعالى مِنَ الإحسانِ للمتمسِّكينَ بكتابِهِ وسنَّةِ رسولِهِ عندَ فسادِ الزَّمانِ

- ‌الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر

- ‌فصلٌ [في صفةِ الجَنَّةِ الَّتي أعدَّها اللَّهُ ذُو الفضْلِ والمنَّةِ لأوليائِهِ المتمسِّكينَ بالكتابِ والسُّنَّة]

- ‌فصلٌ في عددِ دَرجاتِ الجنَّة ومَا بينَ كلّ دَرَجتينِ

- ‌فصلٌ في أبوابِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في مقدارِ ما بينَ البابِ والباب مِنْهَا

- ‌فصلٌ في مقدارِ ما بينَ مِصْرَاعَي البابِ الواحدِ

- ‌فصلٌ في مَنْشُورِ(1)الجنَّةِ الذي يُوقَّع به لصاحِبِهَا

- ‌فصلٌ في صُفُوفِ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في صفةِ أوَّلِ زُمرةٍ تدخلُ الجنَّة

- ‌فصلٌ في صفةِ الزُّمرةِ الثَّانيةِ

- ‌فصلٌ في تفاضُلِ أهْلِ الجنَّةِ في الدَّرجاتِ العُلى

- ‌فصلٌ في ذِكرِ أعْلَى أهْلِ الجنَّةِ منزلةً وأدْناهُمْ

- ‌فصلٌ في ذكْرِ سِنِّ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في حُلاهم(1)وألوَانهمْ

- ‌فصلٌ في لِسان أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في ريِحِ أهْلِ الجنَّةِ مِنْ مسيرةِ كم تُوجد

- ‌فصلٌ في أسبقِ النَّاسِ دخولًا إلى الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في عددِ الجنَّاتِ وأجناسِها

- ‌فصلٌ في بناءِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في أرْضِها وحصبائِها وتُرْبتها

- ‌فصلٌ في صِفةِ غُرُفَاتِهَا

- ‌فصلٌ في خِيامِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في أرَائِكِهَا وسُرُرِهَا

- ‌فصلٌ في أشجارِهَا وظلالِها وثمارِها

- ‌فصلٌ في سَمَاعِ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في أنهارِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في طَعامِ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في شرابِهِمْ

- ‌فصلٌ في مَصْرِفِ طعامِهِمْ وشرابِهِمْ وهضْمِهِ

- ‌فصلٌ في فُرُشِهِمْ وما يتبعُهَا

- ‌فصلٌ في حُلِيّ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في صفةِ عرائسِ الجنَّةِ وحسْنِهنَّ وجَمَالِهنَّ ولذةِ وِصالِهنَّ ومُهورِهنَّ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في ذِكْرِ الخِلافِ بينَ النَّاسِ هلْ تحبلُ نساءُ أهْلِ الجنَّةِ أمْ لا

- ‌فصلٌ في كَلامِ الرَّبِّ جل جلاله معَ أهلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في المطَرِ الَّذي يُصيبُهُمْ هُناكَ

- ‌فصلٌ في سُوقِ الجنَّةِ الذي ينصرفونَ إِليه مِنْ ذَلِكَ المجلِسِ

- ‌فصلٌ في حَالهمْ عِنْدَ رُجوعِهمْ إِلَى أَهْلِيهمْ(1)ومنازِلِهمْ

- ‌فصلٌ في ذبْحِ الموتِ بينَ الجنَّةِ والنَّارِ والرَّدِّ على مَنْ قَالَ: إنَّ الذَّبحَ لِملَكِ الموتِ أو إنَّ ذلكَ مجازٌ لَا حقيقةٌ

- ‌فصلٌ في رغبةِ قائِلها إلى مَنْ يقفُ عليها منْ أهل العلم والإيمان أن يتجرّد لله ويحكم عليها بما يوجبهُ الدليلُ والبرهان، فإنْ رأى حقًّا قبِلَهُ وحمدَ الله عليَهِ وإنْ رأى باطلًا عَرَّفَه وأرشَد إليه

- ‌فصلٌ في حالِ العدو الثَّانِي

- ‌فصلٌ في حالِ العدوِّ الثَّالثِ

- ‌فصلٌ في حالِ العدوِّ الرَّابعِ

- ‌فصلٌ في توجُّهِ أهلِ السنّةِ إلى ربِّ العالمينَ أنْ ينصُرَ دينَه وكتابَه ورسولَه وعبادَه المؤمنينَ

- ‌ثبت المراجع والمصادر

الفصل: 3363 - يُعْطِي بِرَحْمَتِهِ وَيَمْنَعُ مَنْ يَشَا … ءُ بحِكْمَةٍ

3363 -

يُعْطِي بِرَحْمَتِهِ وَيَمْنَعُ مَنْ يَشَا

ءُ بحِكْمَةٍ واللَّهُ ذُو سُلْطَانِ

* * *

‌فصلٌ

3364 -

وَ‌

‌النُّورُ

مِنْ أسْمَائِهِ أيْضًا وَمِنْ

أَوْصَافِهِ سُبْحَانَ ذِي البُرْهَانِ

3365 -

قَالَ ابْنُ مسْعُودٍ كَلَامًا قَدْ حَكَا

هُ الدَّارِميْ عَنْهُ بِلَا نُكْرَانِ

3363 - "ويمنع"ساقطة من (ف).

3364 -

كما في قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35]، وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن

".

أخرجه البخاري في التهجد، باب التهجد بالليل، رقم (1120)، وفي الدعوات، باب الدعاء إذا انتبه من الليل، رقم (6317)، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} رقم (7385)، وباب قول الله تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22)} ، رقم (7442) وباب قول الله تعالى:{يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللهِ} ، رقم (7499)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، رقم (769).

قال الناظم في الصواعق: "إن النص قد ورد بتسمية الرب نورًا، وبأن له نورًا مضافًا إليه، وبأنه نور السماوات والأرض، وبأن حجابه نور. فهذه أربعة أنواع. فالأول يقال عليه سبحانه بالإطلاق فإنه النور الهادي. والثاني يضاف إليه كما يضاف إليه حياته وسمعه، وبصره وعزّته. والثالث وهو إضافة نوره إلى السماوات والأرض، كقوله: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35]. والرابع كقوله "حجابه النور"، فهذا النور المضاف إليه يجيء على أحد الوجوه الأربعة". انظر: مختصر الصواعق، ص 348، وانظر: ص 344. وانظر: مجموع الفتاوى 6/ 374 - 379.

3365 -

الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ الهذلي =

ص: 733

3366 -

مَا عِنْدَهُ لَيْلٌ يَكُونُ وَلَا نَهَا

رٌ قُلتُ تَحْتَ الفَلْكِ يُوجَدُ ذَانِ

3367 -

نُورُ السَّماواتِ العُلى مِنْ نُورهِ

والأرْضِ كَيْفَ النَّجْمُ والقَمَرَانِ

3368 -

مِنْ نُورِ وَجْهِ الرَّبِّ جل جلاله

وَكَذَا حَكَاهُ الحَافِظُ الطَّبَرَانِي

= المكي أبو بكر، حليف بني زهرة. من السابقين الأولين، ومن النجباء العالمين، هاجر الهجرتين، وشهد بدرًا وما بعدها، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان صاحب نعليه. حدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا، آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الزبير، وبعد الهجرة بينه وبين سعد بن معاذ، وكان من أقرأ الصحابة حتى قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:"من سرّه أن يقرأ القرآن غضًّا كما نزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد" -يعني عبد الله- رواه أحمد وغيره. مات سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة. السير 1/ 461، الإصابة 4/ 198.

- تقدمت ترجمة الإمام عثمان بن سعيد الدارمي تحت البيت 885.

3366 -

الفلك: بفتح الفاء واللام. سكّن اللام هنا للضرورة.

3368 -

تقدمت ترجمة الحافظ أبي القاسم الطبراني في حاشية البيت 1441.

- وأثر ابن مسعود رضي الله عنه رواه الدارمي في رده على بشر المريسي، فقال: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد -هو ابن سلمة- عن الزبير أبي عبد السلام عن أيوب بن عبد الله الفهري عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "إن ربكم ليس عنده ليل ولا نهار، نور السماوات من نور وجهه .. "، الحديث. رد الإمام الدارمي على بشر المريسي، بتعليق الشيخ محمد حامد الفقي، ص 91.

ورواه الطبراني في الكبير (8886) من طريق حماد بن سلمة عن أبي عبد السلام عن عبد الله بن مكرز عن ابن مسعود رضي الله عنه وذكره. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8511): "رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عبد السلام، قال أبو حاتم: مجهول، وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وعبد الله بن مكرز -أبو عبيد الله على الشك- لم أرَ من ذكره".

قلت: لم أعثر على ترجمة لعبد الله بن مكرز، ولعله أيوب بن عبد الله بن مكرز المذكور في رواية الدارمي، لكن وقع سقط أو نحوه في رواية الطبراني؛ لأن من ترجم لأيوب يذكر رواية أبي عبد السلام عنه، كما في=

ص: 734

3369 -

فَبِهِ اسْتَنَارَ العَرْشُ والكُرْسِيُّ مَعْ

سَبْعِ الطِّبَاقِ وَسَائِرِ الأكْوَانِ

3370 -

وَكِتَابُهُ نُورٌ كَذَلِكَ شَرْعُهُ

نُورٌ كَذَا المبْعُوثُ بالفُرْقَانِ

3371 -

وَكذلِكَ الأيمَانُ فِي قَلبِ الفَتى

نُورٌ عَلَى نُورٍ مَعَ القُرْآنِ

3372 -

وَحِجَابُهُ نُورٌ فَلَوْ كَشَفَ الحِجَا

بَ لأحْرَقَ السُّبُحَاتُ للأكْوَانِ

= الجرح التعديل لابن أبي حاتم (2/ 251)، الميزان (1/ 290)، تهذيب التهذيب (1/ 407) والله أعلم.

والحاصل: أنّ مدار الحديث على أبي عبد السلام، وثقه ابن حبان (الثقات 6/ 333)، لكن قال أبو حاتم: مجهول. (الجرح والتعديل 9/ 406)، وقال الذهبي: لا يُعرف. (الميزان 4/ 548)، وقال الدولابي: ضعيف. (الكنى والأسماء 2/ 72) فالحديث ضعيف بسبب أبي عبد السلام هذا. والله أعلم.

3369 -

في الأصل ود، طه:"فيه استنار"، تصحيف. والمثبت من ف، ب، طع. (ص).

3370 -

"كتابه نور" كما في قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى: 52].

- "وشرعه نور" كما في قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32].

- "ورسوله نور" كما في قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45، 46].

3371 -

كما في قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ

} الآية [النور: 35]. قال جماعة من المفسرين: المعنى: مثل نور المؤمن الذي في قلبه كمشكاة، فشبه قلب المؤمن وما هو مفطور عليه من الهدى وما يتلقاه من القرآن المطابق لما هو مفطور عليه. انظر: تفسير الطبري 9/ 321 - 322، تفسير ابن كثير 3/ 290.

3372 -

إشارة إلى حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. وقد تقدم تخريجه عند البيت رقم (3359)، وفي آخره "حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".

ص: 735

3373 -

وَإذَا أَتى لِلفَصْلِ يُشْرِقُ نُورُهُ

فِي الأرْضِ يَوْمَ قِيَامَةِ الأبْدَانِ

3374 -

وَكَذَاكَ دَارُ الرِّبِّ جَنَّاتُ الْعُلَى

نُورٌ تَلَأْلأَ لَيْسَ ذَا بُطْلَانِ

3375 -

وَالنُّورُ ذُو نَوعَيْنِ مَخْلُوقٌ وَوصْـ

ـفٌ مَا هُمَا واللهِ مُتَّحِدَانِ

3376 -

وَكَذَلِكَ المخْلُوقُ ذُو نَوْعَيْنِ مَحْـ

ـسُوسٌ ومَعْقُولٌ هُمَا شَيْئانِ

3373 - كما في قوله تعالى: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر: 69].

3374 -

لعله يشير إلى ما رواه ابن ماجه من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه: "ألا مشمر للجنة؟ فإن الجنة لا خطر لها، هي ورب الكعبة نور يتلألأ، وريحانة تهتز، وقصر مشيّد، ونهر مطّرد، وفاكهة كثيرة نضيجة، وزوجة حسناء جميلة، وحلل كثير،

" الحديث. أخرجه ابن ماجه في الزهد، باب صفة الجنة برقم (4332)، وابن حبان في صحيحه (الإحسان) في كتاب إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة، باب في وصف الجنة وأهلها، برقم (7381). والحديث في إسناده مقال بسبب الضحاك المعافري، لم يوثقه غير ابن حبان وقال الذهبي عنه: مجهول. انظر: الميزان 2/ 327، مصباح الزجاجة للبوصيري 2/ 359 - 360.

ولكن مفهوم النصوص التي جاءت في وصف الجنة وأهلها يدل على أن الجنة نور يتلألأ لأصحابها، وهذا مقتضى التنعم فيها كما هو حال أهلها قبل أن يدخلوها حيث قال الله تعالى عنهم:{يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [الحديد: 12].

3376 -

أي أن النور المخلوق يكون محسوسًا كالنار ونحوها، ويكون معقولًا كنور الإيمان والهدى، فهذا وإن لم يشاهد بالحس إلا أنه معنًى تستنير به القلوب والأسماع والأبصار.

والنور المحسوس يكون على نوعين كما قال شيخ الإسلام: "النور المخلوق محسوس لا يحتاج إلى بيان كيفية، لكنه نوعان: أعيان، وأعراض، (فالأعيان) هو نفس جرم النار حيث كانت، نور السراج والمصباح الذي في الزجاجة وغيره، وهي النور الذي ضرب الله به المثل، ومثل القمر فإن الله سمّاه نورًا

(وأعراض) مثل ما يقع من شعاع الشمس والقمر والنار على الأجسام الصقيلة وغيرها". انظر: مجموع الفتاوى 6/ 383.

ص: 736

3377 -

احْذَرْ تَزِلَّ فَتَحْتَ رِجْلِكَ هُوَّةٌ

كَمْ قَدْ هَوَى فِيهَا عَلَى الأَزْمَانِ

3378 -

مِنْ عَابِدٍ بالجَهْلِ زلَّتْ رِجْلُهُ

فَهَوى إلَى قَعْرِ الحَضِيضِ الدَّانِي

3379 -

لَاحَتْ لهُ أنْوَارُ آثارِ العِبَا

دَةِ ظَنَّهَا الأنْوَارَ للرَّحْمنِ

3380 -

فأتَى بِكُل مُصِيبةٍ وَبَليَّةٍ

مَا شِئْتَ مِنْ شَطْحٍ وَمِنْ هَذَيَانِ

3381 -

وَكَذا الحُلُوليُّ الَّذِي هُوَ خِدْنُهُ

مِنْ ههُنَا حَقًّا هُمَا الأخَوَانِ

3377 - "فتحت" ساقطة من "طه".

- الهوَّة: الحفرة البعيدة القعر، وكل وهدة عميقة. اللسان 15/ 374.

3378 -

طع: "فهى إلى" تحريف.

3380 -

وفي هذا يقول رحمه الله في مدارج السالكين: "ولا ريب أن القلوب تشاهد أنوارًا بحسب استعدادها، تقوى تارة وتضعف أخرى، ولكن تلك أنوار الأعمال والإيمان والمعارف، وصفاء البواطن والأسرار، لا أنها أنوار الذات المقدسة، فإن الجبل لم يثبت لليسير من ذلك النور حتى تدكدك وخرّ الكليم صعقًا، مع عدم تجليه له، فما الظن بغيره؟ فإياك إياك وترهات القوم وخيالاتهم وأوهامهم، فإنها عند العارفين أعظم من حجاب النفس وأحكامها، فإن المحجوب بنفسه معترف بأنه في ذلك الحجاب، وصاحب هذه الخيالات يرى أن الحقيقة قد تجلت له أنوارها، ولم يحصل ذلك لموسى بن عمران كليم الرحمن، فحجاب هؤلاء أغلظ بلا شك من حجاب أولئك

، فالصادقون في أنوار معارفهم وعباداتهم وأحوالهم ليس إلا، وأنوار ذات الرب تبارك وتعالى وراء ذلك كله، وهذا الموضع من مقاطع الطريق، ولله كم زلّت فيه أقدام، وضلّت فيه أفهام، وحارت فيه أوهام، ونجا منه صادق البصيرة، تام المعرفة، علمه متصل بمشكاة النبوة. وبالله التوفيق". انظر: مدارج السالكين (3/ 67).

3381 -

انظر ما سبق عن الحلولية في حاشية البيت 313.

- الخِدن: الصديق، والصاحب. اللسان 13/ 139.

- كذا في الأصل وحاشية ف ونسخة د. وفي غيرها: "أخَوان".

ص: 737