المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في عدد الجنات وأجناسها - نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم - جـ ٣

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌فصلٌ في النَّوعِ الثالثِ مِن توحيدِ أهلِ الإلحادِ

- ‌فصلٌ في النَّوعِ الرَّابعِ مِنْ أنواعِهِ

- ‌فصلٌ(1)في بيانِ(2)توحيدِ الأنبياءِ والمرسلينَ ومخالفتهِ لتوحيدِ الملاحدةِ والمعطلينَ

- ‌ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ

- ‌ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}

- ‌ المجِيدُ

- ‌ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

- ‌ العَلِيمُ

- ‌ الحَمِيدُ

- ‌[فصلٌ]

- ‌فصلٌ

- ‌ الرَّقِيبُ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌ الغَفُورُ

- ‌ التَّوّابُ

- ‌فصلٌ

- ‌ الإِلهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌النُّورُ

- ‌فصلٌ

- ‌ المقدِّمُ والمؤَخِّرُ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في النَّوعِ الثَّانِي مِنْ نوعي توحيدِ الأنبياءِ والمرسلينَ المخالفِ لتوحيدِ المعطلينَ [والمشركينَ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في مصارعِ النفاةِ المعطّلينَ(1)بأسِنّةِ أمراءِ الإِثباتِ الموحّدينَ

- ‌فصلٌ في بيانِ أنَّ المصيبةَ التي حلَّتْ بأهلِ التعطيلِ والكفرانِ من جهةِ الأسماءِ التي ما أنزلَ الله بهَا من سلطان

- ‌فصلٌ في مبدأ العداوةِ الواقعةِ بينَ المثبتينَ الموحدينَ وبينَ النفاةِ المعطلين

- ‌فصلٌ في بيانِ أنَّ التعطيلَ(1)أساسُ الزندقةِ والكفرانِ، والإثباتَ أساسُ العلمِ(2)والإيمانِ

- ‌فصلٌ في بهتِ أهلِ الشركِ والتعطيلِ في رميهم أهلَ التوحيدِ والإثباتِ بتنقّص(1)الرسول

- ‌ مسألة التفضيل بين مكة والمدينة

- ‌فصلٌ في تَعَيُّنِ اتّباعَ السُّنَنِ والقرآنِ طريقًا للنَّجاةِ منَ النِّيرَانِ

- ‌فصلٌ في ظهورِ الفرقِ بينَ الطائفتينِ، وعدمِ التِبَاسِهِ(1)إلا على مَنْ ليسَ بذي عينينِ

- ‌فصلٌ في التَّفاوتِ بينَ حظِّ المثبتينَ والمعطِّلينَ من وحي ربِّ العالمينَ

- ‌[فصلٌ]

- ‌فصلٌ في لازمِ المذهبِ هلْ هُوَ مَذْهبٌ أمْ لا

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في تلاعب المكفِّرينَ لأهلِ السُّنَّةِ والإيمَانِ بَالدِّينِ كتلاعُبِ الصِّبيانِ

- ‌فصلٌ في ظهورِ الفرقِ المُبِينِ بينَ دعوةِ الرسلِ ودعوةِ المعطِّلينَ

- ‌فصلٌ في شكوى أهلِ السُّنَّةِ والقرآنِ أهلَ التَّعطيلِ والآراءِ المخالفة(1)لهما إلى الرحمنِ

- ‌فصلٌ في تلازُمِ التَّعطيلِ والشِّركِ

- ‌فصلٌ في بيانِ أنَّ المعطِّلَ شرٌّ مِنَ المشْرِكِ

- ‌فصلٌ في مَثَلِ المشْرِكِ والمعطِّلِ

- ‌فصلٌ فيما أعدَّ اللَّهُ تعالى مِنَ الإحسانِ للمتمسِّكينَ بكتابِهِ وسنَّةِ رسولِهِ عندَ فسادِ الزَّمانِ

- ‌الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر

- ‌فصلٌ [في صفةِ الجَنَّةِ الَّتي أعدَّها اللَّهُ ذُو الفضْلِ والمنَّةِ لأوليائِهِ المتمسِّكينَ بالكتابِ والسُّنَّة]

- ‌فصلٌ في عددِ دَرجاتِ الجنَّة ومَا بينَ كلّ دَرَجتينِ

- ‌فصلٌ في أبوابِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في مقدارِ ما بينَ البابِ والباب مِنْهَا

- ‌فصلٌ في مقدارِ ما بينَ مِصْرَاعَي البابِ الواحدِ

- ‌فصلٌ في مَنْشُورِ(1)الجنَّةِ الذي يُوقَّع به لصاحِبِهَا

- ‌فصلٌ في صُفُوفِ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في صفةِ أوَّلِ زُمرةٍ تدخلُ الجنَّة

- ‌فصلٌ في صفةِ الزُّمرةِ الثَّانيةِ

- ‌فصلٌ في تفاضُلِ أهْلِ الجنَّةِ في الدَّرجاتِ العُلى

- ‌فصلٌ في ذِكرِ أعْلَى أهْلِ الجنَّةِ منزلةً وأدْناهُمْ

- ‌فصلٌ في ذكْرِ سِنِّ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في حُلاهم(1)وألوَانهمْ

- ‌فصلٌ في لِسان أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في ريِحِ أهْلِ الجنَّةِ مِنْ مسيرةِ كم تُوجد

- ‌فصلٌ في أسبقِ النَّاسِ دخولًا إلى الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في عددِ الجنَّاتِ وأجناسِها

- ‌فصلٌ في بناءِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في أرْضِها وحصبائِها وتُرْبتها

- ‌فصلٌ في صِفةِ غُرُفَاتِهَا

- ‌فصلٌ في خِيامِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في أرَائِكِهَا وسُرُرِهَا

- ‌فصلٌ في أشجارِهَا وظلالِها وثمارِها

- ‌فصلٌ في سَمَاعِ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في أنهارِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في طَعامِ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في شرابِهِمْ

- ‌فصلٌ في مَصْرِفِ طعامِهِمْ وشرابِهِمْ وهضْمِهِ

- ‌فصلٌ في فُرُشِهِمْ وما يتبعُهَا

- ‌فصلٌ في حُلِيّ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في صفةِ عرائسِ الجنَّةِ وحسْنِهنَّ وجَمَالِهنَّ ولذةِ وِصالِهنَّ ومُهورِهنَّ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في ذِكْرِ الخِلافِ بينَ النَّاسِ هلْ تحبلُ نساءُ أهْلِ الجنَّةِ أمْ لا

- ‌فصلٌ في كَلامِ الرَّبِّ جل جلاله معَ أهلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في المطَرِ الَّذي يُصيبُهُمْ هُناكَ

- ‌فصلٌ في سُوقِ الجنَّةِ الذي ينصرفونَ إِليه مِنْ ذَلِكَ المجلِسِ

- ‌فصلٌ في حَالهمْ عِنْدَ رُجوعِهمْ إِلَى أَهْلِيهمْ(1)ومنازِلِهمْ

- ‌فصلٌ في ذبْحِ الموتِ بينَ الجنَّةِ والنَّارِ والرَّدِّ على مَنْ قَالَ: إنَّ الذَّبحَ لِملَكِ الموتِ أو إنَّ ذلكَ مجازٌ لَا حقيقةٌ

- ‌فصلٌ في رغبةِ قائِلها إلى مَنْ يقفُ عليها منْ أهل العلم والإيمان أن يتجرّد لله ويحكم عليها بما يوجبهُ الدليلُ والبرهان، فإنْ رأى حقًّا قبِلَهُ وحمدَ الله عليَهِ وإنْ رأى باطلًا عَرَّفَه وأرشَد إليه

- ‌فصلٌ في حالِ العدو الثَّانِي

- ‌فصلٌ في حالِ العدوِّ الثَّالثِ

- ‌فصلٌ في حالِ العدوِّ الرَّابعِ

- ‌فصلٌ في توجُّهِ أهلِ السنّةِ إلى ربِّ العالمينَ أنْ ينصُرَ دينَه وكتابَه ورسولَه وعبادَه المؤمنينَ

- ‌ثبت المراجع والمصادر

الفصل: ‌فصل في عدد الجنات وأجناسها

5065 -

وَكَذَلِكَ الممْلُوكُ حِينَ يَقُومُ بالْـ

ـحَقَّينِ سَبَّاقًا بِغَيْرِ تَوَانِ

5066 -

وَكَذَا فَقِيرٌ ذُو عِيَالٍ لَيْسَ بِالْـ

ـملْحَاحِ بَلْ ذُو عِفَّةٍ وَصِيَانِ

* * *

‌فصلٌ في عددِ الجنَّاتِ وأجناسِها

5067 -

وَالجَنَّةُ اسْمُ الجِنْسِ وَهْيَ كَثيرةٌ

جِدًّا وَلَكِنْ أَصْلُهَا نَوْعَانِ

= رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عُرض علي أول ثلاثة من أمتي يدخلون الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار، فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة فالشهيد، وعبد مملوك لم يشغله رق الدنيا عن طاعة ربه، وفقير متعفف ذو عيال. وأول ثلاثة يدخلون النار فأمير مسلط، وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله من ماله، وفقير فخور" رواه أحمد في مسنده 2/ 425: 9527. وروى الترمذي نحوه وقال: "هذا حديث حسن". انظر: سنن الترمذي 4/ 176: 1644 ورواه ابن حبان في صحيحه 10/ 514 وابن خزيمة في صحيحه 4/ 8 باب إدخال مانع الزكاة النار.

وكذلك ما رواه مسلم من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه مرفوعًا قال: "أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى، ومسلم عفيف متعفف ذو عيال" رواه مسلم 4/ 2197، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار.

5065 -

الحقان هما:

1 -

حقٌّ لله بأداء ما افترضهُ عليه، واجتناب ما نهى عنه.

2 -

حقٌّ لسيده بأن يؤدي حقه عليه ويطيعه في غير معصية الخالق.

- ما عدا الأصلين: "سباق".

5067 -

قال الناظم: "الجنة هو الاسم العام المتناول لتلك الدار وما اشتملت عليه =

ص: 944

5068 -

ذَهَبيَّتانِ بِكُلِّ مَا حَوَتَاهُ مِنْ

حَلْيٍ وَآنِيَةٍ وَمِنْ بُنْيَانِ

5069 -

وَكَذَاكَ أَيْضًا فِضَّةٌ ثِنْتَانِ مِنْ

حَلْيٍ وَبُنْيَانٍ وَكُلِّ أوَانِ

5070 -

لَكِنَّ دَارَ الخُلْدِ وَالمأْوَى وَعَدْ

نٍ والسَّلَامِ إِضَافَةٌ لِمَعَانِ

= من أنواع النعيم واللذة والبهجة والسرور وقرة الأعين" وقال أيضًا: "والجنة اسم شامل لجميع ما حوته من بساتين والمساكن والقصور وهي جنات كثيرة". انظر: الحادي ص 68، 74.

- يشير إلى ما رواه البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك أن أم الربيع بنت البراء وهي أم حارثة بن سراقة "أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله لتحدثني عن حارثة؟ وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غَرْبٌ. فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء. قال: "يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى" رواه البخاري في صحيحه 3/ 1034 باب من أتاه سهما غرب.

5069 -

يشير إلى ما روي في الصحيحين من حديث أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما. وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن" رواه البخاري 4/ 1848، ومسلم 1/ 163.

5070 -

قال تعالى: {قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ} [الفرقان: 15] سميت بذلك لأن أهلها لا يظعنون عنها أبدًا كما قال تعالى: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 108] الحادي ص 70.

- وقال تعالى: {عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15)} [النجم: 15]، والمأوى مفعل من أوى يأوي إذا انضم إلى المكان وصار إليه واستقر به. الحادي ص 70.

- وقال الناظم عن جنات عدن: "فقيل هي اسم لجنة من الجنات والصحيح أنه اسم لجملة الجنات وكلها جنات عدن. قال تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ} [مريم: 61] .. يقال: عدن بالمكان إذا أقام به، وعدنت البلد: توطنته، وعدنت الإبل بمكان كذا: لزمته فلم تبرح منه" الحادي ص 71. =

ص: 945

5071 -

أَوْصَافُهَا اسْتَدْعَتْ إضَافَتَهَا إِليـ

ـها مِدْحَةً في غَايَةِ التِّبْيَانِ

5072 -

لَكِنَّمَا الفِردَوسُ أَعْلَاهَا وَأَوْ

سَطُهَا مَسَاكنُ صَفْوةِ الرَّحْمنِ

5073 -

أَعْلَاهُ مَنْزِلَةً لأَعْلَى الْخلْقِ مَنْـ

ـزلةً هُوَ المبْعُوثُ بالْقُرْآنِ

5074 -

وَهيَ الْوَسِيلَةُ وَهْيَ أَعْلَى رُتْبَةٍ

خَلَصَتْ لَهُ فَضْلًا مِنَ الرَّحْمنِ

= وقال الناظم رحمه الله: "قد سماها الله بهذا الاسم في قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [الأنعام: 127]{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ} [يونس: 25] وهي أحق بهذا الاسم فإنها دار السلامة من كل بلية وآفة ومكروه. انظر: الحادي ص 69.

5071 -

"في غاية": كذا في الأصلين ود وحاشية ب. وأشير في حاشية ف إلى أن في نسخة: "مع" وكذا في ب وغيرها.

5072 -

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)} [الكهف: 107، 108]"والفردوس اسم يقال على جميع الجنة ويقال على أفضلها وأعلاها، كأنه أحق بهذا الاسم من غيره من الجنات، وأصل الفردوس البستان والفراديس البساتين" الحادي ص 72.

- ويشير إلى ما رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة" رواه البخاري في صحيحه 6/ 2700.

5074 -

سميت درجة النبي صلى الله عليه وسلم "الوسيلة" لأنها أقرب الدرجات إلى عرش الرحمن وهي أقرب الدرجات إلى الله وأصل اشتقاق لفظ الوسيلة من القرب وهي فعيلة من وسل إليه إذا تقرب إليه

ومعنى الوسيلة من الوصلة ولهذا كانت أفضل الجنة وأشرفها وأعظمها نورًا الحادي ص 61.

- ب: "فهي أعلى".

- ح: "حصلت له".

- يشير إلى ما رواه مسلم في صحيحه عن عمرو بن العاص أنه سمع =

ص: 946

5075 -

وَلَقَدْ أَتَى في سُورَةِ الرَّحْمنِ تَفْـ

ـصيلُ الجِنَانِ مُفَصَّلًا بِبَيَانِ

5076 -

هِيَ أرْبَعٌ ثِنْتَانِ فَاضلَتَانِ ثُمَّ م

يَليهِمَا ثِنْتَانِ مَفْضُولَانِ

5077 -

فالأُولَيَانِ الفُضْلَيَانِ لأَوْجُهٍ

عَشْرٍ وَيَعْسُرُ نَظْمُهَا بِوزَانِ

5078 -

وَإذَا تأمَّلْتَ السِّياقَ وَجَدْتَهَا

فِيهِ تَلُوحُ لِمَنْ لَهُ عَيْنَانِ

= النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلُّوا عليّ فإنه من صلّى عليّ صلاة واحدة صلّى الله عليه عشرًا. ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون هو، فمن سأل لى الوسيلة حلّت عليه شفاعتي" رواه مسلم في صحيحه 1/ 288.

5076 -

في الأصلين وغيرهما: "ويليهما" بدلًا من "ثم يليهما"، والمثبت من س، طه. وفي س:"تليهما".

5077 -

وقد بيّنها الناظم في "حادي الأرواح" وخلاصتها: والسياق يدل على تفضيل الجنتين الأوليين من عشرة أوجه: أحدها: قوله: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ} أي: ذواتا أصناف ولم يذكر ذلك في الأخريين. الثاني: قوله: {فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50)} وفي الأخريين: {فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66)} والجارية أحسن من النضاخة. الثالث: أنه قال: {فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52)} ولم يذكر ذلك في الأخريين. الرابع: أنه قال: {مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ} ولم يذكر ذلك في الأخريين. الخامس: أنه قال: {وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} ولم يذكر ذلك في الأخريين. السادس: أنه قال: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} وقال في الأخريين: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72)} وقصرهن في الأوليين أفضل وأكمل. السابع: أنه وصفهن بشبه الياقوت والمرجان في صفاء اللون ولم يذكر ذلك في التي بعدها. الثامن: أنه قال في الأوليين: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ (60)} وهذا يقتضي أن أصحابهما من أهل الإحسان المطلق ولم يذكر ذلك في الأخريين. التاسع: أنه بدأ بوصف الجنتين الأوليين. العاشر: أنه قال: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62)} أي: هما أفضل من اللتين بعدهما. انظر: "حادي الأرواح" ص 75، 76.

5078 -

ب: "أذنان"، خطأ.

ص: 947

5079 -

سُبْحَانَ مَنْ غَرَسَتْ يَدَاهُ جَنَةَ الْـ

ـفِرْدَوسِ عِنْدَ تَكَامُلِ البُنْيَانِ

5080 -

وَيدَاه أيْضًا أتْقَنَتْ لِبِنَائِهَا

فَتَبَارَكَ الرَّحْمنُ أعْظَمُ بَانِ

5081 -

هِيَ فِي الجِنَانِ كآدَمٍ وَكِلَاهُمَا

تَفْضِيلُهُ مِنْ أَجْلِ هَذَا الشَّانِ

5082 -

لَكِنَّمَا الجَهْمِيُّ لَيْسَ لَدَيْهِ مِنْ

ذَا الفَضلِ شَيءٌ فَهْوَ ذُو نُكْرَانِ

5083 -

وَلَدٌ عَقُوقٌ عَقَّ وَالِدَهُ وَلَمْ

يُثْبِتْ بِذَا فَضْلًا عَلَى الشيْطَانِ

5084 -

فَكِلَاهُمَا تَأثيرُ قُدْرَتِه وَتَأْ

ثِيرُ المشِيئَةِ لَيْسَ ثَمَّ يَدَانِ

5080 - في "أتقنت" إفراد الضمير العائد إلى المثنى، وفي "لبنائها" زيادة اللام على المفعول به، للضرورة (ص).

- قال الناظم: "قد ذكر الدارمي وابن النجار وغيرهما من حديث أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن -متكلم فيه- عن عون بن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن أخيه عبد الله بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله ثلاثة أشياء بيده، خلق آدم بيده، وكتب التوراة بيده، وغرس الفردوس بيده، ثم قال: وعزتي وجلالي لا يدخلها مدمن خمر ولا الديوث" قالوا: يا رسول الله قد عرفنا مدمن الخمر فما الديوث؟ قال: "الذي يقر السوء في أهله" قلت: المحفوظ أنه موقوف" وعلى هذا يكون ضعيفًا.

وقد ذكر الناظم عدة آثار تثبت تلك الأمور وبمجموعها قد يقوي بعضها بعضًا ويشدّ بعضها بعضًا. انظر: حادي الأرواح ص 77، 78.

5081 -

أي: أن الفردوس فضلت على الجنان بأن الله خلقها بيده كما فضّل آدم على سائر الخلق بأن الله خلقه بيده.

5083 -

أي: أن الجهمي ينكر الصفات كلها ومنها صفة اليدين ويؤول صفة اليدين بالمشيئة والقدرة، فهو بذلك عن والده آدم فلم يثبت له فضيلة، لأن اليد إذا كان معناها القدرة أو المشيئة استوى آدم وإبليس فإن كليهما مخلوق بقدرة الله ومشيئته.

5084 -

د: "وكلاهما"، يعني: آدم والشيطان.

ص: 948

5085 -

إلّا هُمَا أو نِعْمَتَاهُ وَخَلقُهُ

كُلٌّ بِنِعْمَةِ رَبِّهِ المنَّانِ

5086 -

لَمَّا قَضَى رَبُّ العِبَادِ الغرْسَ قَا

لَ تَكَلَّمِي فَتَكَلَّمَتْ بِبَيَانِ

5087 -

قَدْ أفْلحَ العَبْدُ الَّذِي هُوَ مُؤمِنٌ

مَاذَا ادَّخَرْتُ لَهُ مِنَ الإحْسَانِ

5088 -

وَلَقَدْ رَوَى حَقًّا أَبُو الدَّرْدَاءِ ذَا

كَ عُوَيْمِرٌ أَثَرًا عَظِيمَ الشَّانِ

5085 - "هما" أي: القدرة والمشيئة.

5086 -

"الغرس": كذا في الأصل ود، ح. يعني: غرس الجنّة. وفي ب وغيرها: "العرش" يعني: لما غرس عرش الجنة كما في الحديث. والكلمة في ف بإهمال العين والسين.

- "فتكلمت" ساقطة من د.

- قال الناظم: "ذكر البيهقي من حديث البغوي: حدثنا يونس بن عبيد الله البصري حدثنا عدي بن الفضل عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أحاط حائط الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة، وغرس عرشها بيده، وقال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح المؤمنون، فقال: طوبى لك منزل الملوك".

وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا محمد بن المثنى البزار حدثنا محمد بن زياد الكلبي حدثنا بشير بن حسين عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درّة بيضاء، ولبنةً من ياقوتة حمراء، ولبنة من زبرجدة خضراء ملاطُها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ، وحشيشها الزعفران ثم قال لها: انطقي، قالت: قد أفلح المؤمنون" كما في الحادي ص 78، وتفسير ابن كثير 3/ 239، وأخرجه الطبري في تفسيره 7/ 18، وابن أبي شيبة في مصنفه 7/ 44، والحاكم في المستدرك وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه 2/ 426، وأخرجه ابن المبارك في الزهد ص 512، والطبراني في الأوسط 1/ 224، والكبير 11/ 184، وقال الهيثمي عن إسنادي الطبراني: أحدهما جيد. انظر: مجمع الزوائد 3/ 258.

5088 -

عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري مختلف في اسم أبيه. أما هو فمشهور بكنيته، وقيل: اسمه عامر، وعويمر لقب. صحابي جليل، أول مشاهده =

ص: 949

5089 -

يَهْتَزُّ قَلْبُ العَبْدِ عِنْدَ سَمَاعِهِ

طَرَبًا بِقَدْرِ حَلَاوَةِ الإيمَانِ

5090 -

مَا مِثْلُه أَبَدًا يُقَالُ بِرَأْيِهِ

أَوْ كَانَ يَا أَهْلًا بِذَا العِرْفَانِ

5091 -

فِيهِ النُّزُولُ ثَلَاثَ سَاعَاتٍ فإحْـ

ـدَاهُنَّ يَنْظُرُ في الكِتَاب الثَّانِي

5092 -

يَمْحُو وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ بِحِكْمَةٍ

وَبِعِزَّةٍ وبِرَحْمَةٍ وَحَنَانِ

5093 -

فَتَرى الفَتَى يُمْسِي عَلَى حَالٍ وَيُصْـ

ـبحُ في سِوَاهَا مَا هُمَا مِثْلَانِ

5094 -

هُوَ نَائِمٌ وأُمُورُهُ قَدْ دُبِّرَتْ

لَيْلًا وَلَا يَدْري بِذَاكَ الشَّانِ

5095 -

والسَّاعَةُ الأخْرَى إلَى عَدْنٍ مَسَا

كِنِ أَهْلهِ هُمْ صَفوةُ الرَّحْمنِ

= أحد، وكان عابدًا، مات في آخر خلافة عثمان، وقيل: عاش بعد ذلك.

انظر: تهذيب التهذيب 8/ 175، سير أعلام النبلاء 2/ 335.

- قال الطبراني في معجمه: وحدثنا مطلب بن شعيب ثنا عبد الله بن صالح حدثنا الليث عن زيادة بن محمد الأنصاري عن محمد بن كعب القرظي عن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ينزل الله تعالى في آخر ثلاث ساعات يبقين من الليل ينظر في الساعة الأولى منهن في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره فيمحو ما يشاء ويثبت، ثم ينظر في الساعة الثانية إلى جنة عدن وهي مسكنه الذي يسكن فيه، ولا يكون معه فيها إلا الأنبياء والشهداء والصديقون وفيها ما لم تره عين أحد، ولا خطر على قلب بشر، ثم يهبط آخر ساعة من الليل فيقول: ألا مستغفرٌ يستغفرني فأغفر له؟ ألا سائل يسألني فأعطيه؟ ألا داع يدعوني فأستجيب له؟ حتى يطلع الفجر. قال تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} فيشهده الله تعالى وملائكته" الحادي ص 77. وهذا الحديث -كما ذكر الناظم- لا يقال مثله بالرأي، فيكون حكمه حكم الرفع.

وهذا الحديث رواه الطبراني في الأوسط 8/ 279: 4529 واللالكائي في السنة 3/ 442.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه الطبراني في الكبير والأوسط والبزار نحوه. وفيه زيادة بن محمد الأنصاري وهو منكر الحديث. مجمع الزوائد 10/ 155.

ص: 950