المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل في صفة عرائس الجنة وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهورهن - نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم - جـ ٣

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌فصلٌ في النَّوعِ الثالثِ مِن توحيدِ أهلِ الإلحادِ

- ‌فصلٌ في النَّوعِ الرَّابعِ مِنْ أنواعِهِ

- ‌فصلٌ(1)في بيانِ(2)توحيدِ الأنبياءِ والمرسلينَ ومخالفتهِ لتوحيدِ الملاحدةِ والمعطلينَ

- ‌ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ

- ‌ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}

- ‌ المجِيدُ

- ‌ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

- ‌ العَلِيمُ

- ‌ الحَمِيدُ

- ‌[فصلٌ]

- ‌فصلٌ

- ‌ الرَّقِيبُ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌ الغَفُورُ

- ‌ التَّوّابُ

- ‌فصلٌ

- ‌ الإِلهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌النُّورُ

- ‌فصلٌ

- ‌ المقدِّمُ والمؤَخِّرُ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في النَّوعِ الثَّانِي مِنْ نوعي توحيدِ الأنبياءِ والمرسلينَ المخالفِ لتوحيدِ المعطلينَ [والمشركينَ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في مصارعِ النفاةِ المعطّلينَ(1)بأسِنّةِ أمراءِ الإِثباتِ الموحّدينَ

- ‌فصلٌ في بيانِ أنَّ المصيبةَ التي حلَّتْ بأهلِ التعطيلِ والكفرانِ من جهةِ الأسماءِ التي ما أنزلَ الله بهَا من سلطان

- ‌فصلٌ في مبدأ العداوةِ الواقعةِ بينَ المثبتينَ الموحدينَ وبينَ النفاةِ المعطلين

- ‌فصلٌ في بيانِ أنَّ التعطيلَ(1)أساسُ الزندقةِ والكفرانِ، والإثباتَ أساسُ العلمِ(2)والإيمانِ

- ‌فصلٌ في بهتِ أهلِ الشركِ والتعطيلِ في رميهم أهلَ التوحيدِ والإثباتِ بتنقّص(1)الرسول

- ‌ مسألة التفضيل بين مكة والمدينة

- ‌فصلٌ في تَعَيُّنِ اتّباعَ السُّنَنِ والقرآنِ طريقًا للنَّجاةِ منَ النِّيرَانِ

- ‌فصلٌ في ظهورِ الفرقِ بينَ الطائفتينِ، وعدمِ التِبَاسِهِ(1)إلا على مَنْ ليسَ بذي عينينِ

- ‌فصلٌ في التَّفاوتِ بينَ حظِّ المثبتينَ والمعطِّلينَ من وحي ربِّ العالمينَ

- ‌[فصلٌ]

- ‌فصلٌ في لازمِ المذهبِ هلْ هُوَ مَذْهبٌ أمْ لا

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في تلاعب المكفِّرينَ لأهلِ السُّنَّةِ والإيمَانِ بَالدِّينِ كتلاعُبِ الصِّبيانِ

- ‌فصلٌ في ظهورِ الفرقِ المُبِينِ بينَ دعوةِ الرسلِ ودعوةِ المعطِّلينَ

- ‌فصلٌ في شكوى أهلِ السُّنَّةِ والقرآنِ أهلَ التَّعطيلِ والآراءِ المخالفة(1)لهما إلى الرحمنِ

- ‌فصلٌ في تلازُمِ التَّعطيلِ والشِّركِ

- ‌فصلٌ في بيانِ أنَّ المعطِّلَ شرٌّ مِنَ المشْرِكِ

- ‌فصلٌ في مَثَلِ المشْرِكِ والمعطِّلِ

- ‌فصلٌ فيما أعدَّ اللَّهُ تعالى مِنَ الإحسانِ للمتمسِّكينَ بكتابِهِ وسنَّةِ رسولِهِ عندَ فسادِ الزَّمانِ

- ‌الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر

- ‌فصلٌ [في صفةِ الجَنَّةِ الَّتي أعدَّها اللَّهُ ذُو الفضْلِ والمنَّةِ لأوليائِهِ المتمسِّكينَ بالكتابِ والسُّنَّة]

- ‌فصلٌ في عددِ دَرجاتِ الجنَّة ومَا بينَ كلّ دَرَجتينِ

- ‌فصلٌ في أبوابِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في مقدارِ ما بينَ البابِ والباب مِنْهَا

- ‌فصلٌ في مقدارِ ما بينَ مِصْرَاعَي البابِ الواحدِ

- ‌فصلٌ في مَنْشُورِ(1)الجنَّةِ الذي يُوقَّع به لصاحِبِهَا

- ‌فصلٌ في صُفُوفِ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في صفةِ أوَّلِ زُمرةٍ تدخلُ الجنَّة

- ‌فصلٌ في صفةِ الزُّمرةِ الثَّانيةِ

- ‌فصلٌ في تفاضُلِ أهْلِ الجنَّةِ في الدَّرجاتِ العُلى

- ‌فصلٌ في ذِكرِ أعْلَى أهْلِ الجنَّةِ منزلةً وأدْناهُمْ

- ‌فصلٌ في ذكْرِ سِنِّ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في حُلاهم(1)وألوَانهمْ

- ‌فصلٌ في لِسان أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في ريِحِ أهْلِ الجنَّةِ مِنْ مسيرةِ كم تُوجد

- ‌فصلٌ في أسبقِ النَّاسِ دخولًا إلى الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في عددِ الجنَّاتِ وأجناسِها

- ‌فصلٌ في بناءِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في أرْضِها وحصبائِها وتُرْبتها

- ‌فصلٌ في صِفةِ غُرُفَاتِهَا

- ‌فصلٌ في خِيامِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في أرَائِكِهَا وسُرُرِهَا

- ‌فصلٌ في أشجارِهَا وظلالِها وثمارِها

- ‌فصلٌ في سَمَاعِ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في أنهارِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في طَعامِ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في شرابِهِمْ

- ‌فصلٌ في مَصْرِفِ طعامِهِمْ وشرابِهِمْ وهضْمِهِ

- ‌فصلٌ في فُرُشِهِمْ وما يتبعُهَا

- ‌فصلٌ في حُلِيّ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في صفةِ عرائسِ الجنَّةِ وحسْنِهنَّ وجَمَالِهنَّ ولذةِ وِصالِهنَّ ومُهورِهنَّ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في ذِكْرِ الخِلافِ بينَ النَّاسِ هلْ تحبلُ نساءُ أهْلِ الجنَّةِ أمْ لا

- ‌فصلٌ في كَلامِ الرَّبِّ جل جلاله معَ أهلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في المطَرِ الَّذي يُصيبُهُمْ هُناكَ

- ‌فصلٌ في سُوقِ الجنَّةِ الذي ينصرفونَ إِليه مِنْ ذَلِكَ المجلِسِ

- ‌فصلٌ في حَالهمْ عِنْدَ رُجوعِهمْ إِلَى أَهْلِيهمْ(1)ومنازِلِهمْ

- ‌فصلٌ في ذبْحِ الموتِ بينَ الجنَّةِ والنَّارِ والرَّدِّ على مَنْ قَالَ: إنَّ الذَّبحَ لِملَكِ الموتِ أو إنَّ ذلكَ مجازٌ لَا حقيقةٌ

- ‌فصلٌ في رغبةِ قائِلها إلى مَنْ يقفُ عليها منْ أهل العلم والإيمان أن يتجرّد لله ويحكم عليها بما يوجبهُ الدليلُ والبرهان، فإنْ رأى حقًّا قبِلَهُ وحمدَ الله عليَهِ وإنْ رأى باطلًا عَرَّفَه وأرشَد إليه

- ‌فصلٌ في حالِ العدو الثَّانِي

- ‌فصلٌ في حالِ العدوِّ الثَّالثِ

- ‌فصلٌ في حالِ العدوِّ الرَّابعِ

- ‌فصلٌ في توجُّهِ أهلِ السنّةِ إلى ربِّ العالمينَ أنْ ينصُرَ دينَه وكتابَه ورسولَه وعبادَه المؤمنينَ

- ‌ثبت المراجع والمصادر

الفصل: ‌فصل في صفة عرائس الجنة وحسنهن وجمالهن ولذة وصالهن ومهورهن

5248 -

وَإطَالَةُ الغُرّاتِ لَيْسَ بِمُمْكنٍ

أَبَدًا وَذَا فِي غَايَةِ التِّبْيَانِ

* * *

‌فصلٌ في صفةِ عرائسِ الجنَّةِ وحسْنِهنَّ وجَمَالِهنَّ ولذةِ وِصالِهنَّ ومُهورِهنَّ

5249 -

يَا مَنْ يَطُوفُ بِكَعْبَةِ الحُسْنِ الَّتي

حُفَّتْ بِذَاكَ الحِجْرِ والأرْكَانِ

5250 -

ويظَلُّ يَسعَى دَائِمًا حَولَ الصَّفَا

وَمُحَسِّرٌ مَسعَاهُ لَا العَلَمَانِ

5251 -

وَيرُومُ قُربَانَ الوِصَالِ عَلَى مِنًى

والخَيفُ يَحْجُبُهُ عَنِ القُربَانِ

5252 -

فَلِذَا تَرَاهُ مُحْرِمًا أبَدًا وَمَوْ

ضِعُ حِلِّهِ مِنْهُ فلَيْسَ بِدَانِ

5253 -

يَبغِي التَّمَتُّعَ مُفْرِدًا عن حِبِّهِ

مُتَجَرِّدًا يَبغِي شَفِيعَ قِرَانِ

5254 -

فَيَظَلُّ بالجَمَرَاتِ يَرمِي قَلْبَهُ

هَذِي مَنَاسِكُهُ بِكُلِّ زَمَانِ

5255 -

وَالنَّاسُ قَدْ قَضَّوْا مَنَاسِكَهُم وَقَدْ

حَثُّوا رَكَائِبَهُمْ إلَى الأوْطَانِ

5249 - يقول الشيخ محمد خليل هراس: "في هذا الفصل والذي بعده تظهر عبقرية المؤلف وترق حواشي شعره .. ويكثر في كلامه هنا التورية. وهو أراد معاني بعيدة غير التي تعطيها ظواهر الألفاظ. انظر: شرحه 2/ 386.

5250 -

يعني العلمين الأخضرين في المسعى. ويجوز ضبط "محسّرِ" بالجرّ كما في ف. والمقصود: أن سعيه ليس في المسعى الذي فيه العلمان الأخضران، وإنما "يسعى بين صفاء يرجوه وحسرة تلوعه" انظر شرح هراس 2/ 386.

5252 -

د: "يداني".

5253 -

طه: "من حبه".

5255 -

ب: "ركابهم".

ص: 982

5256 -

وَحَدَتْ بِهِم هِمَمٌ لَهُمْ وَعَزَائِمٌ

نَحْوَ المنَازِلِ أوَّلَ الأزْمَانِ

5257 -

رُفِعَتْ لَهُمْ فِي السَّيرِ أعْلَامُ الوِصَا

لِ فَشَمَّرُوا يَا خَيْبَةَ الكَسْلَانِ

5258 -

وَرَأَوْا عَلَى بُعْدٍ خيَامًا مُشْرِفَا

تٍ مُشْرِقَاتِ النُّورِ وَالبُرهَانِ

5259 -

فَتَيَمَّمُوا تِلْكَ الخِيَامَ فآنسُوا

فِيهِنَّ أقْمَارًا بِلَا نُقْصانِ

5260 -

مِنْ قَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لَا تَبغِي سِوَى

مَحْبُوبِهَا مِنْ سَائِرِ الشُّبَّانِ

5261 -

قَصَرَتْ عَلَيْه طَرفَهَا مِنْ حُسْنِهِ

فالطَّرْف فِي ذَا الوَجْهِ لِلنِّسوَانِ

5262 -

أَوْ أَنَّهَا قَصَرَتْ عَلَيْها طَرْفَهُ

مِنْ حُسْنِهَا فَالطَّرفُ لِلذُّكْرَانِ

5263 -

وَالأولُ المعْهُودُ مِنْ وَضْعِ الخِطَا

بِ فَلا تَحِدْ عَنْ ظَاهِرِ القُرْآنِ

5264 -

وَلرُبَّمَا دَلَّتْ إشَارَتُهُ عَلَى الثـ

ـانِي فَتِلكَ إشَارَةٌ لِمَعَانِ

5256 - خ، ط:"وخدت".

يعني: إلى الجنة التي سكنها آدم وحواء عليهما السلام. ومثله قول الناظم في ميميته.

فحَيَّ على جنات عدن فإنّها

منازلنا الأولى وفيها المخيّمُ

انظر: حادي الأرواح ص 32 (ط دار ابن كثير).

5258 -

"مشرفات" ساقطة في د، ح.

5259 -

تيممه: قصده.

5260 -

جاء وصفهن في القرآن بالقاصرات في ثلاثة مواضع: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56)} [الرحمن: 56]، وقوله تعالى:{وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49)} [الصافات: 48، 49] والثالث قوله تعالى: {وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (52)} [ص: 52].

5261 -

ب، س:"والطرف".

5264 -

طع: "اللمعان". وقال الناظم في حادي الأرواح: "والمفسرون كلّهم على أن المعنى قصرن طرفهن على أزواجهن، فلا يطمحن إلى غيرهم. وقيل: قصرن طرف أزواجهن عليهن، فلا يدعهم حسنهن وجمالهن أن ينظروا إلى غيرهن. وهذا صحيح من جهة المعنى، وأما من جهة اللفظ فقاصرات صفة =

ص: 983

5265 -

هَذَا وَلَيْسَ القَاصِرَاتُ كَمَنْ غَدَتْ

مَقْصُورَةً فَهُمَا إذًا صِنْفَانِ

5266 -

يَا مُطْلِقَ الطَّرفِ المعَذَّبِ فِي الأُلَى

جُرِّدْنَ عَنْ حُسْنٍ وَعَنْ إحْسَانِ

5267 -

لَا تَسْبِيَنَّكَ صُورَةٌ مِنْ تَحْتِهَا الدَّ

اءُ الدَّوِيُّ تَبُوءُ بالخُسْرَانِ

5268 -

قَبُحَتْ خَلَائِقُهَا وَقُبِّحَ فِعْلُهَا

شَيْطَانَةٌ فِي صُورَةِ الإنْسَانِ

5269 -

تَنْقَادُ لِلأنْذَالِ والأرْذَالُ هُمْ

أكْفَاؤُهَا مِنْ دُونِ ذِي الإحْسَانِ

5270 -

مَا ثَمَّ مِنْ دِينٍ وَلَا عَقْلٍ وَلَا

خُلُقٍ وَلَا خَوْفٍ مِنَ الرّحْمنِ

5271 -

وَجَمَالُهَا زُورٌ وَمَصْنُوعٌ فَإنْ

تَرَكَتْهُ لَمْ تَطْمَحْ لَهَا العَيْنَانِ

5272 -

طُبعَتْ عَلَى تَرْكِ الحِفَاظِ فَمَا لَهَا

بِوَفَاءِ حَقِّ البَعْلِ قَطُّ يَدَانِ

5273 -

إنْ قَصَّرَ السَّاعِي عَلَيْهَا سَاعةً

قَالَتْ: وَهَلْ أَوْلَيْتَ مِنْ إحْسَانِ؟

= مضافة إلى الفاعل الحسان الوجوه وأصله قاصر طرفهن أي: ليس بطامح متعدّ" حادي الأرواح ص 152 الباب (53).

5265 -

أي: ليس القصر هنا كالقصر في قوله تعالى: {حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [الرحمن: 72] إذ إن معنى "مقصورات" هنا محبوسات، فسر ذلك ابن عباس والضحاك والحسن. انظر: تفسير الطبري 27/ 160. فهما إذًا نوعان: الأول للمقربين لأنهن ذكرن في وصف الجنتين الفضليين، والثاني لأصحاب اليمين لأنهن ذكرن في وصف الجنتين اللتين من دون الأوليين.

5266 -

بدأ الناظم في هذا البيت ببيان عيوب نساء الدنيا.

5267 -

س: "لا تلهينك".

5269 -

أي: إنها تشابه صفات من تنقاد إليه من أرذال الناس وسفلتهم. أما ذو الإحسان فليس كفوءًا لها.

5271 -

: "تتركه".

5272 -

أي: ليس لها قدرة على الوفاء بحق الزوج، فهذا طبعها قد تطبعت عليه.

5273 -

يدل لذلك ما روي في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار" فقلن: وبمَ يا رسول الله؟ قال: "تكثرن اللعن وتكفرن العشير

" رواه البخاري 1/ 116، ورواه مسلم 1/ 86.

ص: 984

5274 -

أَوْ رَامَ تَقْوِيمًا لَهَا اسْتَعْصَتْ وَلَم

تَقْبَلْ سِوَى التَّعْويجِ والنُّقْصَانِ

5275 -

أفْكَارُهَا فِي المَكْرِ والكَيْدِ الَّذِي

قَدْ حَارَ فِيهِ فِكْرَةُ الإنْسَانِ

5276 -

فَجَمَالُهَا قِشْرٌ رَقِيقٌ تَحْتَهُ

مَا شِئْتَ مِنْ عَيْبٍ وَمِنْ نُقْصَانِ

5277 -

نَقْدٌ رَدِيءٌ فَوْقَهُ مِنْ فِضَّةٍ

شَيءٌ يُظَنُّ بِهِ مِنَ الأثْمَانِ

5278 -

فَالنَّاقِدُونَ يَرَوْنَ مَاذَا تَحْتَهُ

وَالناسُ أكْثرُهُم مِنَ العُمْيَانِ

5279 -

أمَّا جَمِيلَاتُ الوُجُوهِ فَخَائِنَا

تُ بُعُولِهِنَّ وَهُنَّ لِلأَخْدَانِ

5280 -

وَالحَافِظَاتُ الغَيْبِ مِنْهُنَّ الَّتي

قَدْ أصْبَحَتْ فَرْدًا مِنَ النِّسْوَانِ

5281 -

فَانْظُرْ مَصَارعَ مَنْ يَلِيكَ وَمَنْ خَلا

مِنْ قَبْلُ مِنْ شِيبٍ وَمِنْ شُبَّانِ

5274 - في ذلك إشارة لما روي في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء" رواه البخاري 3/ 1212، ومسلم 2/ 1091.

5275 -

فهي كما قال تعالى: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [يوسف: 28] فهن صاحبات مكر وكيد.

5278 -

أي: فجمالها قشرة رقيقة تحتها من العيوب والقبائح ما شاء الله، فهو يشبه نقدًا رديئًا قد انطلى بالذهب والفضة، فالعقلاء يميزون بين الذهب الحقيقي والمزيف، فهؤلاء النساء الجميلات الظاهر قد عمي أكثر الناس بحثهن ولم يعلموا ما تحت هذا الجمال المزور من أخلاق سيئة، فهم اهتموا بالمظهر دون المخبر.

5279 -

الأخدان: الأصحاب والخُلّان، جمع خِدن وقد سبق.

5280 -

يشير إلى قلة وجود الصالحات الحافظات للغيب ومعنى "حافظات للغيب" قال قتادة: حافظات لما استودعهن الله من حقه وحافظات لغيب أزواجهن. انظر: تفسير الطبري: 5/ 60.

5281 -

يقول الشيخ ابن عيسى في شرح النونية: "أي: انظر: مصارع العشاق، واقرأ ما صنفه العلماء في ذلك "كمصارع العشاق" للشيخ أبي محمد جعفر السراج لترى ما جرى على عشاق الصور". انظر: 2/ 547.

ص: 985

5282 -

وَارْغَبْ بِعَقْلِكَ أَنْ تَبيعَ العَالِيَ الْـ

ـبَاقِي بِذَا الأدْنَى الَّذِي هُوَ فَانِ

5283 -

إنْ كَانَ قَدْ أَعْيَاكَ خَوْدٌ مِثْلُ مَا

تَبغِي وَلَم تَظْفَرْ إلَى ذَا الآنِ

5284 -

فَاخْطُبْ مِنَ الرَّحْمنِ خَوْدًا ثُمَّ قَدِّ

مْ مَهْرَهَا مَا دُمْتَ ذَا إمْكَانِ

5285 -

ذَاكَ النِّكَاحُ عَلَيْكَ أيْسَرُ إنْ يَكُنْ

لَكَ نِسْبَةٌ لِلْعِلْمِ وَالإيمَانِ

5286 -

وَاللَّهِ لَمْ تَخرُجْ إلَى الدُّنْيَا لِلَذَّ

ة عَيْشِهَا أَوْ لِلْحُطَامِ الفَانِي

5287 -

لَكِنْ خَرَجْتَ لِكَيْ تُعِدَّ الزَّادَ لِلْـ

أُخْرَى فَجِئتَ بأقْبَحِ الخُسْرَانِ

5288 -

أَهْملْتَ جَمْعَ الزَّادِ حَتَّى فَاتَ بَلْ

فَاتَ الَّذِي ألْهَاكَ عَنْ ذَا الشَّانِ

5289 -

وَاللَّهِ لَوْ أنَّ القُلُوبَ سَليمَةٌ

لَتقَطَّعَتْ أسَفًا مِنَ الحِرْمَانِ

5290 -

لَكِنَّهَا سَكْرَى بِحُبِّ حَيَاتِهَا الدُّ

نْيَا وَسَوْفَ تُفِيقُ بَعْدَ زَمَانِ

5282 - "العالي": كذا بالعين المهملة في الأصلين وط. وفي غيرها بالمعجمة. "الأدنى" ساقط من الأصل، و"الذي" ساقط من ب.

5283 -

الخَود: الفتاةُ الحسنةُ الخَلقِ الشابةُ. وقيل: الجارية الناعمة. اللسان 3/ 165، وقد سبق.

والمعنى: أنك إذا لم تكن تستطيع أن تخطب خودًا وهي الفتاة الحسنة وأعياك ذلك ولم تقدر حتى الآن فاخطب من الرحمن خودًا، وقدّم لها مهرًا، وهو صدق الإيمان والعمل الصالح ما دمت ذا قدرة وإمكان. وفي هذا المعنى يقول الناظم من قصيدة له أوردها في مقدمة حادي الأرواح:

فيا خاطب الحسناء إن كنت باغيًا

فهذا زمان المهر فهو المقدّم

5288 -

في هذا البيت والذي قبله موعظة من الناظم رحمه الله وهي: أنه ينبغي للمسلم أن يعلم أن هذه الدنيا ليست دار قرار وإنما هي دار عمل وإعداد للزاد وهو العمل الصالح الذي يوصلك بإذن الله إلى الدار الآخرة وهي دار الحياة الحقيقية الباقية.

5290 -

وفي معنى ذلك يقول الله عز وجل: {أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَاحَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)} [الزمر: 56 - 58].

ص: 986