المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

3253 - هُوَ أهْلُهُ سُبْحَانَهُ وَبِحمدهِ … كُلُّ المحَامِدِ وَصْفُ - نونية ابن القيم الكافية الشافية - ط عطاءات العلم - جـ ٣

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌فصلٌ في النَّوعِ الثالثِ مِن توحيدِ أهلِ الإلحادِ

- ‌فصلٌ في النَّوعِ الرَّابعِ مِنْ أنواعِهِ

- ‌فصلٌ(1)في بيانِ(2)توحيدِ الأنبياءِ والمرسلينَ ومخالفتهِ لتوحيدِ الملاحدةِ والمعطلينَ

- ‌ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ

- ‌ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}

- ‌ المجِيدُ

- ‌ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}

- ‌ العَلِيمُ

- ‌ الحَمِيدُ

- ‌[فصلٌ]

- ‌فصلٌ

- ‌ الرَّقِيبُ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌ الغَفُورُ

- ‌ التَّوّابُ

- ‌فصلٌ

- ‌ الإِلهُ السَّيِّدُ الصَّمَدُ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌النُّورُ

- ‌فصلٌ

- ‌ المقدِّمُ والمؤَخِّرُ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في النَّوعِ الثَّانِي مِنْ نوعي توحيدِ الأنبياءِ والمرسلينَ المخالفِ لتوحيدِ المعطلينَ [والمشركينَ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في مصارعِ النفاةِ المعطّلينَ(1)بأسِنّةِ أمراءِ الإِثباتِ الموحّدينَ

- ‌فصلٌ في بيانِ أنَّ المصيبةَ التي حلَّتْ بأهلِ التعطيلِ والكفرانِ من جهةِ الأسماءِ التي ما أنزلَ الله بهَا من سلطان

- ‌فصلٌ في مبدأ العداوةِ الواقعةِ بينَ المثبتينَ الموحدينَ وبينَ النفاةِ المعطلين

- ‌فصلٌ في بيانِ أنَّ التعطيلَ(1)أساسُ الزندقةِ والكفرانِ، والإثباتَ أساسُ العلمِ(2)والإيمانِ

- ‌فصلٌ في بهتِ أهلِ الشركِ والتعطيلِ في رميهم أهلَ التوحيدِ والإثباتِ بتنقّص(1)الرسول

- ‌ مسألة التفضيل بين مكة والمدينة

- ‌فصلٌ في تَعَيُّنِ اتّباعَ السُّنَنِ والقرآنِ طريقًا للنَّجاةِ منَ النِّيرَانِ

- ‌فصلٌ في ظهورِ الفرقِ بينَ الطائفتينِ، وعدمِ التِبَاسِهِ(1)إلا على مَنْ ليسَ بذي عينينِ

- ‌فصلٌ في التَّفاوتِ بينَ حظِّ المثبتينَ والمعطِّلينَ من وحي ربِّ العالمينَ

- ‌[فصلٌ]

- ‌فصلٌ في لازمِ المذهبِ هلْ هُوَ مَذْهبٌ أمْ لا

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في تلاعب المكفِّرينَ لأهلِ السُّنَّةِ والإيمَانِ بَالدِّينِ كتلاعُبِ الصِّبيانِ

- ‌فصلٌ في ظهورِ الفرقِ المُبِينِ بينَ دعوةِ الرسلِ ودعوةِ المعطِّلينَ

- ‌فصلٌ في شكوى أهلِ السُّنَّةِ والقرآنِ أهلَ التَّعطيلِ والآراءِ المخالفة(1)لهما إلى الرحمنِ

- ‌فصلٌ في تلازُمِ التَّعطيلِ والشِّركِ

- ‌فصلٌ في بيانِ أنَّ المعطِّلَ شرٌّ مِنَ المشْرِكِ

- ‌فصلٌ في مَثَلِ المشْرِكِ والمعطِّلِ

- ‌فصلٌ فيما أعدَّ اللَّهُ تعالى مِنَ الإحسانِ للمتمسِّكينَ بكتابِهِ وسنَّةِ رسولِهِ عندَ فسادِ الزَّمانِ

- ‌الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر

- ‌فصلٌ [في صفةِ الجَنَّةِ الَّتي أعدَّها اللَّهُ ذُو الفضْلِ والمنَّةِ لأوليائِهِ المتمسِّكينَ بالكتابِ والسُّنَّة]

- ‌فصلٌ في عددِ دَرجاتِ الجنَّة ومَا بينَ كلّ دَرَجتينِ

- ‌فصلٌ في أبوابِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في مقدارِ ما بينَ البابِ والباب مِنْهَا

- ‌فصلٌ في مقدارِ ما بينَ مِصْرَاعَي البابِ الواحدِ

- ‌فصلٌ في مَنْشُورِ(1)الجنَّةِ الذي يُوقَّع به لصاحِبِهَا

- ‌فصلٌ في صُفُوفِ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في صفةِ أوَّلِ زُمرةٍ تدخلُ الجنَّة

- ‌فصلٌ في صفةِ الزُّمرةِ الثَّانيةِ

- ‌فصلٌ في تفاضُلِ أهْلِ الجنَّةِ في الدَّرجاتِ العُلى

- ‌فصلٌ في ذِكرِ أعْلَى أهْلِ الجنَّةِ منزلةً وأدْناهُمْ

- ‌فصلٌ في ذكْرِ سِنِّ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في حُلاهم(1)وألوَانهمْ

- ‌فصلٌ في لِسان أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في ريِحِ أهْلِ الجنَّةِ مِنْ مسيرةِ كم تُوجد

- ‌فصلٌ في أسبقِ النَّاسِ دخولًا إلى الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في عددِ الجنَّاتِ وأجناسِها

- ‌فصلٌ في بناءِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في أرْضِها وحصبائِها وتُرْبتها

- ‌فصلٌ في صِفةِ غُرُفَاتِهَا

- ‌فصلٌ في خِيامِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في أرَائِكِهَا وسُرُرِهَا

- ‌فصلٌ في أشجارِهَا وظلالِها وثمارِها

- ‌فصلٌ في سَمَاعِ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في أنهارِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في طَعامِ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في شرابِهِمْ

- ‌فصلٌ في مَصْرِفِ طعامِهِمْ وشرابِهِمْ وهضْمِهِ

- ‌فصلٌ في فُرُشِهِمْ وما يتبعُهَا

- ‌فصلٌ في حُلِيّ أهْلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في صفةِ عرائسِ الجنَّةِ وحسْنِهنَّ وجَمَالِهنَّ ولذةِ وِصالِهنَّ ومُهورِهنَّ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ

- ‌فصلٌ في ذِكْرِ الخِلافِ بينَ النَّاسِ هلْ تحبلُ نساءُ أهْلِ الجنَّةِ أمْ لا

- ‌فصلٌ في كَلامِ الرَّبِّ جل جلاله معَ أهلِ الجنَّةِ

- ‌فصلٌ في المطَرِ الَّذي يُصيبُهُمْ هُناكَ

- ‌فصلٌ في سُوقِ الجنَّةِ الذي ينصرفونَ إِليه مِنْ ذَلِكَ المجلِسِ

- ‌فصلٌ في حَالهمْ عِنْدَ رُجوعِهمْ إِلَى أَهْلِيهمْ(1)ومنازِلِهمْ

- ‌فصلٌ في ذبْحِ الموتِ بينَ الجنَّةِ والنَّارِ والرَّدِّ على مَنْ قَالَ: إنَّ الذَّبحَ لِملَكِ الموتِ أو إنَّ ذلكَ مجازٌ لَا حقيقةٌ

- ‌فصلٌ في رغبةِ قائِلها إلى مَنْ يقفُ عليها منْ أهل العلم والإيمان أن يتجرّد لله ويحكم عليها بما يوجبهُ الدليلُ والبرهان، فإنْ رأى حقًّا قبِلَهُ وحمدَ الله عليَهِ وإنْ رأى باطلًا عَرَّفَه وأرشَد إليه

- ‌فصلٌ في حالِ العدو الثَّانِي

- ‌فصلٌ في حالِ العدوِّ الثَّالثِ

- ‌فصلٌ في حالِ العدوِّ الرَّابعِ

- ‌فصلٌ في توجُّهِ أهلِ السنّةِ إلى ربِّ العالمينَ أنْ ينصُرَ دينَه وكتابَه ورسولَه وعبادَه المؤمنينَ

- ‌ثبت المراجع والمصادر

الفصل: 3253 - هُوَ أهْلُهُ سُبْحَانَهُ وَبِحمدهِ … كُلُّ المحَامِدِ وَصْفُ

3253 -

هُوَ أهْلُهُ سُبْحَانَهُ وَبِحمدهِ

كُلُّ المحَامِدِ وَصْفُ ذِي الإحْسَانِ

[فصلٌ]

(1)

3254 -

وَهُوَ المُكَلِّمُ عَبْدَهُ مُوسَى بِتَكْـ

ـليِمِ الخِطَابِ وَقَبْلَهُ الأَبَوَانِ

3255 -

كَلِمَاتُهُ جَلَّتْ عَنِ الإحْصَاءِ والتَّـ

ـعْدَادِ بَلْ عَنْ حَصْرِ ذِي الحُسْبَانِ

3256 -

لَوْ أنَّ أشْجَارَ البِلَادِ جَمِيعَهَا الْـ

أقْلَامُ تَكْتُبُهَا بِكلِّ بَنَانِ

3253 - معنى هذه الأبيات الثلاثة مأخوذ من قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه عند الاعتدال من الركوع: "اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد

".

رواه مسلم في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، رقم (478)، وأبو داود في الصلاة، باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع، برقم (847)، والنسائي في الافتتاح، باب ما يقول في قيامه ذلك، رقم (1066) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

قال الناظم في معناه: "فله سبحانه الحمد حمدًا يملأ المخلوقات، والفضاء الذي بين السماوات والأرض، ويملأ ما يقدر بعد ذلك مما يشاء الله أن يملأ بحمده، وذلك يحتمل أمرين: أحدهما: أن يملأ ما يخلقه الله مبدع السموات والأرض، والمعنى أن الحمد ملءُ ما خلقته وملءُ ما تخلقه بعد ذلك. والثاني: أن يكون المعنى: ملءُ ما شئت من شيء بعد يملؤه حمدك، أي يقدَّر مملوءًا بحمدك، وإن لم يكن موجودًا.

ولكن يقال المعنى الأول أقوى، لأن قوله:"ما شئت من شيء بعد" يقتضي أنه شيء يشاؤه، وما شاء كان، والمشيئة متعلقة بعينه لا بمجرد ملء الحمد له". انظر: طريق الهجرتين ص 202 - 203.

(1)

لم يرد هنا "فصل" في الأصلين.

3254 -

كما مرّ قريبًا في البيت 2742، وانظر: البيتين 418، 675. وانظر كذلك: حاشية البيت 2745، والبيت 2258.

3256 -

البَنان: الأصابع أو أطرافها. القاموس (1524).

ص: 710

3257 -

وَالبحْرُ يُلْقَى فِيهِ سَبْعَةُ أبْحُرٍ

لِكِتابةِ الكَلماتِ كُلَّ زَمَانِ

3258 -

نَفِدتْ وَلَمْ تَنْفَدْ بِها كَلِماتُهُ

لَيْسَ الكلامُ مِنَ الإلهِ بِفَانِ

3259 -

وَهُوَ القَدِيرُ فلَيْسَ يُعْجِزهُ إذَا

مَا رَامَ شَيْئًا قَطُّ ذُو سُلْطَانِ

3260 -

وَهُوَ القَويُّ لَهُ القُوَى جَمْعًا تَعَا

لى رَبُّ ذي الأكْوَانِ

3261 -

وَهُوَ الغَنيُّ بِذَاتِهِ فِغِنَاهُ ذَا

تِيٌّ لَهُ كالجُودِ والإحْسَانِ

3262 -

وَهُوَ العَزِيزُ فَلَنْ يُرام جَنَابُهُ

أَنَّى يُرامُ جَنابُ ذِي السُّلْطَانِ

3263 -

وَهُوَ العَزِيزُ القَاهِرُ الغَلَّابُ لمْ

يَغْلِبْهُ شَيءٌ هذِهِ صِفَتانِ

3264 -

وَهُوَ العَزيزُ بقوةٍ هِي وَصْفُهُ

فَالعِزُّ حِينَئذٍ ثَلَاثُ مَعَانِ

3258 - إشارة إلى قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [لقمان: 27]، وانظر ما سبق في حاشية البيت 668.

3259 -

كما في قوله تعالى: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 284].

- كذا في الأصلين. وفي غيرهما: "وليس".

3260 -

كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ} [الشورى: 19].

- كذا ورد البيت في الأصلين وغيرهما ناقصًا في الوزن. وقد مرّ مثله آنفًا في البيت 3250. وانظر التعليق على البيت 683. وقد أصلحه ناشر طع بزيادة "والأزمان" في آخر البيت، وفي طه:"تعالى الله ذو الأكوان والسلطان"، وبعض من قرأ نسخة ف وأفسدها في غير موضع كتب في حاشيتها "الأقدار" مع "صح"، يعني زيادتها قبل الأكوان لإقامة الوزن (ص).

3261 -

كما في قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [الحديد: 24].

3262 -

كما في قوله تعالى: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [الحشر: 24].

3264 -

انظر في تذكير "ثلاث" ما سبق في حاشية البيت 586.

- ومعاني العزّ كما ذكر الناظم: معنى الامتناع على من يرومه من أعدائه، فهو المنيع الذي لا يُغلَب. ومعنى القهر والغلبة. فهو القاهر لأعدائه، يغلبهم ولا يغلبونه. ومعنى القوّة والشدة. وانظر: شرح هراس 2/ 79. وقد =

ص: 711

3265 -

وَهيَ الَّتي كَمُلَتْ لَهُ سُبْحَانهُ

مِنْ كُلِّ وَجْهٍ عَادِمِ النُّقْصانِ

3266 -

وَهُو الحَكيمُ وَذَاكَ مِنْ أَوْصَافِهِ

نَوعَانِ أَيْضًا مَا هُمَا عَدَمَانِ

3267 -

حُكْمٌ وإحْكَامٌ وَكلٌّ مِنْهُمَا

نَوْعَانِ أيْضًا ثَابتَا البُرْهَانِ

3268 -

والحُكْمُ شَرْعِيٌّ وكَوْنيٌّ وَلَا

يَتَلَازَمَانِ وَمَا هُمَا سِيَّانِ

3269 -

بَلْ ذَاكَ يُوجَدُ دُونَ هذَا مُفْرَدًا

وَالعَكْسُ أيْضًا ثُمَّ يَجْتَمِعَانِ

3270 -

لَنْ يَخْلُوَ المربُوبُ مِنْ إحْدَاهُمَا

أو منْهُمَا بلْ لَيْسَ ينْتَفِيَانِ

= ذكر الخطابي رحمه الله أن العزّ في كلام العرب على ثلاثة أوجه: أحدها بمعنى الغلبة، والثاني بمعنى الشدة والقوة، والثالث بمعنى نفاسة القدر ويتأول معنى العزيز على هذا أنه الذي لا مثل له ولا نظير.

انظر: شأن الدعاء، ص 47 - 48.

3266 -

كما في قوله تعالى: {إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [يوسف: 83].

3267 -

الحكم والإحكام كلاهما مراد بلفظ الحكيم، فالحكيم يكون بمعنى الحاكم وهو القاضي، فهو فعيل بمعنى فاعل، ويكون بمعنى مُحكِم وهو الذي يُحكم الأشياء ويتقنها، فهو فعيل بمعنى مُفْعِل. انظر: اللسان 12/ 140، مادة (حكم).

- كذا في الأصلين ود، س. وفي غيرها:"فكل".

3268 -

أي أن حكم الله تعالى على نوعين: الأول: الحكم الكوني: وهذا يتعلق بالحوادث الكونية التي قدرها الله تعالى وقضاها. ومما يدل عليه قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 112]. الثاني: الحكم الشرعي، وهو متعلق بالأمور الدينية التي يحبها الله تعالى ويرضاها ويثيب أصحابها. ومما يدل عليه قوله تعالى:{ذَلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ} [الممتحنة: 10] انظر: مجموع الفتاوى 8/ 58، شفاء العليل 2/ 287، طريق الهجرتين، ص 71 وما بعدها، شرح العقيدة الطحاوية، ص 658.

3270 -

أنث "الحكم" -وهو مذكر- للضرورة. انظر ما سبق في حاشية البيت 181 (ص).

ص: 712

3271 -

لَكِنَّمَا الشَّرْعِيُّ مَحْبُوبٌ لَهُ

أبَدًا ولَوْ يَخْلُو مِن الأكْوَانِ

3272 -

هُوَ أمرُهُ الدِّينيِّ جاءَتْ رُسْلُهُ

بقيَامِهِ فِي سَائِرِ الأَزْمَانِ

3273 -

لَكِنَّما الكوْنيُّ فَهْوَ قَضَاؤُهُ

فِي خَلْقهِ بالعَدْلِ والإحْسَانِ

3274 -

هُوَ كُلُّهُ حَقٌّ وعَدْلٌ ذُو رِضًى

والشَّأنُ فِي المَقْضِيِّ كلُّ الشَّانِ

= -والمعنى أن المخلوق لا يخلو من هذين الحكمين أو من أحدهما، فهذه ثلاث حالات: أحدها: ما تعلق به الحكمان، وهو ما وقع في الوجود من الأعمال الصالحة، فتعلق بها الحكم الكوني من حيث وقوعها، والحكم الشرعي من حيث محبة الله تعالى لها. ومثالها: إيمان المؤمن. الثانية: ما يتعلق به الحكم الشرعي فقط. وهو ما أمر الله تعالى به من الأعمال الصالحة فعصى ذلك الكفار والفجار وغيرهم. ومثالها: إيمان الكافر. الثالثة: ما يتعلق به الحكم الكوني فقط، وهو ما قدره الله وشاءه من الحوادث التي لم يأمر بها سبحانه كالمباحات والمعاصي ونحوها. ومثالها كفر الكافر.

وهناك حالة رابعة تُذكر لإكمال القسمة الرباعية في اجتماع الحكمين وافتراقهما، وإن كانت لا تتعلق بمخلوق وهي: ما لم يتعلق به الحكم الشرعي، ولا الكوني، وهو ما لم يكن من أنواع المباحات والمعاصي ونحوها، ومثالها: كفر المؤمن.

وبناء على معرفة هذه الأحوال فالمخلوق إما أن يكون مؤمنًا مطيعًا فيجتمع فيه الحكم الشرعي والكوني. وإما أن يكون عاصيًا أو كافرًا فينفرد في حقه الحكم الكوني من حيث الوقوع، وينفرد الحكم الشرعي من حيث مخاطبته به دون وقوعه. وهذا معنى ما ذكره الناظم رحمه الله تعالى. انظر: مجموع الفتاوى 8/ 188 - 189، شفاء العليل (2/ 287).

3271 -

كذا في الأصلين وب، ظ، د. ولعل المعنى أن الحكم الشرعي محبوب لله تعالى، ولو لم يجتمع معه الحكم الكوني الموافق له، كما في العاصي والكافر. وفي س، ح، ط:"ولن يخلو"، وفسره الشيخ هراس بأن الحكم الشرعي لم يخل عنه الوجود في وقت من الأوقات، بل لم يزل الله آمرًا ناهيًا

". انظر: شرحه 2/ 82 (ص).

ص: 713

3275 -

فَلذَاكَ يُرْضَى بالقَضاءِ ويُسْخَطُ الـ

ـمَقْضيُّ حِينَ يَكُونُ بالعِصْيَانِ

3276 -

فاللهُ يَرْضَى بالقَضَاءِ وَيسْخَطُ الْـ

ـمَقْضِيُّ مَا الأمْرَانِ مُتَّحِدَانِ

3277 -

فَقَضَاؤُهُ صِفَةٌ بِهِ قَامَتْ وَمَا الْـ

ـمَقْضِيُّ إلَّا صَنْعَةُ الإنْسَانِ

3278 -

والْكَوْنُ مَحْبُوبٌ وَمَبْغُوضٌ لَهُ

وَكِلاهُمَا بِمَشِيئَةِ الرَّحْمَنِ

3279 -

هَذا البَيَانُ يُزيلُ لَبْسًا طَالَمَا

هَلَكَتْ عَلْيهِ الناسُ كُلَّ زَمَانِ

3280 -

وَيحُلُّ مَا قَدْ عَقَّدُوا بأصُولِهِمْ

وبُحُوثِهمْ فافْهَمْهُ فَهْمَ بَيَانِ

3281 -

مَنْ وَافَقَ الكَوْنِيَّ وَافَقَ سُخْطَهُ

إذْ لَمْ يوافِقْ طَاعَةَ الدَّيَّانِ

3275 - الفعلان "يرضى ويسخط" كلاهما في الأصل بالياء، وأهمل نقط الثاني في ف. وفي غيرهما بالنون:"نَرضى ونسخط".

3276 -

في س: "والله".

3277 -

كذا في جميع النسخ. ولكن في طه (1/ 83): "صنعة الرحمن"، وعليه فسر البيت (ص).

3279 -

د، س:"منذ زمان".

3280 -

يقول الناظم في بيان هذا المعنى: "الحكم والقضاء نوعان: ديني وكوني، فالديني يجب الرضا به، وهو من لوازم الإسلام. والكوني منه ما يجب الرضا به، كالنعم التي يجب شكرها، ومن تمام شكرها الرضا بها، ومنه ما لا يجوز الرضا به كالمعايب والذنوب التي يسخطها الله وإن كانت بقضائه وقدره، ومنه ما يستحب الرضا به كالمصائب، وفي وجوبه قولان، هذا كله في الرضا بالقضاء الذي هو المقضي. وأما القضاء الذي هو وصفه سبحانه وفعله، كعلمه وكتابته وتقديره ومشيئته، فالرضا به من تمام الرضا بالله ربًّا وإلهًا ومالكًا ومدبّرًا. فبهذا التفصيل يتبيّن الصواب ويزول اللبس في هذه المسألة العظيمة التي هي مفرق طرق بين الناس". انظر: شفاء العليل 2/ 282.

3281 -

كذا في ف، ب. وفي الأصل وظ، د، س، طت:"أو لم يوافق" ولعله تحريف "لو". وفي طه: "إن"، وفي طع:"أفلم" تصرّف من الناشرين (ص).

- س: "طاعة الرحمن".

ص: 714