الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب جامع الصلاة
81 -
حدثني يحيى، عن مالك، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبي العاص بن ربيعة بن عبد شمس (1)، فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها (2).
82 -
وحدثني عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم -وهو أعلم بهم-: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون» (3).
83 -
وحدثني عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مروا أبا بكر فليصل للناس» ، فقالت عائشة رضي الله عنه: إن أبا بكر يا رسول الله إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس، قال:«مروا أبا بكر فليصل للناس» ، قالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي له: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل للناس،
(1) صوابه: أبو العاص بن الربيع. وأخرجه البخاري [494] من طريق مالك، بإسناده ومتنه، وأخرجه مسلم من طريق مالك كذلك [543] وهي رواية أبي مصعب الزهري لموطأ مالك [566].
(2)
كونه يرفع شيئًا ويضع شيئًا لا يضر في الصلاة.
(3)
لله در من شهدوا له بالصلاة في الجماعة في الخمس.
ففعلت حفصة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنكن لأنتن صواحب يوسف (1)، مروا أبا بكر فليصل للناس» ، فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيرًا.
84 -
وحدثني عن مالك، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني الناس إذ جاءه رجل فساره، فلم يدر ما ساره به حتى جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يستأذنه في قتل رجل من المنافقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جهر:«أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله؟!» فقال الرجل: بلى، ولا شهادة له، فقال: أليس يصلي؟ قال: بلى، ولا صلاة له، فقال صلى الله عليه وسلم:«أولئك الذين نهاني الله عنهم» (2).
[قال ابن عبد البر: هكذا رواه سائر رواة الموطأ مرسلًا، وعبيد الله لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم](3).
(1) المقصود من هذا: {إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} ، [يوسف: 28]. وعائشة أرادت ألا يتشاءم الناس بأبي بكر رضي الله عنه، فلكن مقاصد ليست النصيحة الواضحة.
قلت: «إنكن صواحب يوسف» مراده عليه السلام في قولهن: {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} فلم يردن النصيحة إنما أردن رؤية هذا الذي فتن امرأة العزيز فتوسلن بهذه الحيلة إلى مرادهن وحصل مرداهن
…
(2)
هذا مرسل. والمقصود: أن من أظهر الإسلام لم يجز قتله إلا بدليل شرعي يوجب ذلك.
(3)
وصله روح عن مالك، وذكر عن رجل من الأنصار فالحديث متصل، قلت: رواية روح أخرجها ابن عبد البر في «التمهيد» والمحفوظ عن مالك الإرسال وكذا تابع مالكًا ابن عيينة وعقيل بن خالد عن الزهري به ووصله معمر والليث وابن أخي الزهري، فكبار أصحاب الزهري يرسلونه.
85 -
وحدثني عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار: أن رسول الله قال: «اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد (1)، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» (2).
[قال ابن عبد البر: لا خلاف عن مالك في إرسال هذا الحديث].
86 -
وحدثني عن مالك، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه: أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمى، وأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها تكون الظلمة والمطر والسيل، وأنا رجل ضرير البصر، فصل يا رسول الله في بيتي مكانًا أتخذه مصلي، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«أين تحب أن أصلي؟» فأشار له إلى مكان من البيت، فصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).
87 -
وحدثني عن مالك، عن ابن شهاب، عن عباد بن تميم، عن عمه: أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مُسْتَلْقِيًا في المسجد واضعًا إحدى رجليه على الأخرى.
وحدثني عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب: أن عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم
كانا يفعلان ذلك (4).
(1) قلت: روى أحمد (2/ 246) في مسنده من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة نحوه وإسناده قوي.
(2)
زيارة حراء وثور للتعبد بدعة، وللفرجة لا بأس.
(3)
هذا يدل على تثبيت القبلة، وللبركة منه عليه السلام في اتخاذ المسجد، وهذا خاص به صلى الله عليه وسلم.
(4)
الجمع في البيوت في المطر لا مانع؛ لأن الرخصة عامة، وإن وقت لا بأس.
لا بأس بذلك؛ والنهي لأجل انكشاف العورة.
88 -
وحدثني عن مالك، عن يحيى بن سعيد: أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال لإنسان:«إنك في زمان كثير فقهاؤه قليل قراؤه، تحفظ فيه حدود القرآن وتضيع خروج، قليل من يسأل كثير من يعطي، يطيلون فيه الصلاة ويقصرون الخطبة، يبدون أعمالهم قبل أهوائهم، وسيأتي على الناس زمان قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ كَثِيرٌ قراؤه، يحفظ فيه حروف القرآن وتضيع حدوده، كثير من يسأل قليل من يعطي، يطيلون فيه الخطبة ويقصرون الصلاة، يبدون فيه أهواءهم قبل أعمالهم» (1).
89 -
وحدثني عن مالك، عن يحيى بن سعيد، أنه قال: بلغني: أن أول ما ينظر فيه من عمل العبد الصلاة، فإن قبلت منه نظر فيما بقي من عمله، وإن لم تقبل منه لم ينظر في شيء من عمله (2).
[ورد في معناه حديث مرفوع عن أبي هريرة](3).
(1) صدق؛ «بدأ الإسلام غريبًا ..» .
(2)
جاء هذا في حديث صحيح.
(3)
وأصح من حديث أبي هريرة: حديث تميم أبو داود من طريق: موسى بن إسماعيل، عن طريق حماد بن سلمه، عن داود بن أبي هند، عن زرارة بن أبي أوفى، عن تميم، واختلف في سماع زرارة من تميم والصحيح بسماعه، وهو من طريق داود ابن أبي هند عنه عن تميم وفيه اختلاف آخر في بقية رفعه ووقفه.
قال البيهقي (2/ 387) ورواه يزيد عن هارون عن داود بن ابي هند به موقوفًا ثم قال: «ووقفه كذلك سفيان الثوري وحفص بن غياث عن داود» .
وقال الدارمي [1395] بعد إخراجه من طريق حماد بن سلمة مرفوعًا قال ما نصه: ولا أعلم أحدًا رفعه غير حماد، قيل لأبي محمد، صح هذا، قال: لا، حسين سليم وفي طبعة «المسند» الرسالة (28/ 150).
قيل لأبي محمد صح هذا؟ قال: إي!
وبكل حال الخبر ثابت ومثله لا يقال بالرأي فله حكم الرفع، وفي الباب أحاديث من أمثلها خبر تميم.