الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن كان قد قدم- وقد ذهب الوقت- فليصل صلاة المسافر (1)؛ لأنه إنما يقضي مثل الذي كان عليه».
قال مالك: «وهذا الأمر هو الذي أدركت عليه الناس وأهل العلم ببلدنا» (2)
…
24 -
وحدثني عن مالك، عن نافع: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أغمي عليه، فذهب عقله، فلم يقض الصلاة.
قال مالك: «وذلك فيما نرى -والله أعلم- أن الوقت قد ذهب، فأما من أفاق في الوقت فإنه يصلي» (3).
باب النوم عن الصلاة
25 -
حدثني يحيى، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل من خيبر أسرى، حتى إذا كان من آخر الليل عرس، وقال لبلال:«اكلأ لنا الصبح» ، ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وكلأ بلال ما قدر له، ثم
(1) بل يصليها تامة: صلاة مقيم؛ لأن السفر قد زال.
سئل الشيخ -رحمة الله تعالى-: عمن ذكر صلاة سفر في حضر؟
فقال: يتم: صلاة مقيم.
(2)
قلت: قال الحافظ ابن عبد البر -رحمة الله تعالى- في «التمهيد» (3: 4): «قال الدراوردي: إذا قال مالك: «وعليه أدركت أهل بلدنا، وأهل العلم ببلدنا» ، و «الأمر المجتمع عليه عندنا» فإنه يريد: ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وابن هرمز».
(3)
قلت: تكلم شيخنا عن الإغماء، والخلاف في القضاء فيمن حدده بإدراك وقت الصلاة، ومن حده بخمس صلوات -كالأحناف- فيقضي، وما زاد لا.
ثم اختار: أن الأقرب ثلاثة أيام؛ لفعل عمار رضي الله عنه، فتكون حدا. فمن أغمي عليه أكثر لا يقضي، وأقل يقضي.
ثم أمرني بعد ببحث المسألة. والله المستعان. هذا بحث للمؤلف ينبغي أن يثبت، فليراجع المؤلف «نفح العبير» (1/ 74).
استند إلى راحلته، وهو مقابل الفجر، فغلبته عيناه، فلم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بلال ولا أحد من الركب، حتى ضربتهم الشمس، ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلال: يا رسول الله، أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اقتادوا» ، فبعثوا رواحلهم واقتادوا شيئًا، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالًا فأقام الصلاة، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح، ثم قال حين قضى الصلاة:«من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها؛ فإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14]» (1).
26 -
وحدثني: عن مالك، عن زيد بن أسلم، أنه قال: عرس رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة بطريق مكة، ووكل بلالًا أن يوقظهم للصلاة، فرقد بلال ورقدوا، حتى استيقظوا وقد طلعت عليهم الشمس، فاستيقظ القوم وقد فزعوا، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن يركبوا، حتى يخرجوا من ذلك الوادي، وقال:«إن هذا واد به شيطان» ، فركبوا حتى خرجوا من ذلك الوادي، ثم أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن ينزلوا، وأن يتوضئوا، وأمر بلالًا: أن ينادي بالصلاة أو يقيم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس، ثم انصرف إليهم وقد رأى من فزعهم، فقال:«يا أيها الناس، إن الله قبض أرواحنا، ولو شاء لردها إلينا في حين غير هذا، فإذا رقد أحدكم عن الصلاة - أو نسيها- ثم فزع إليها، فليصلها كما كان يصليها في وقتها» ، ثم التفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال:«إن الشيطان أتى بلالًا وهو قائم يصلي فأضجعه، فلم يزل يهدئه كما يهدأ الصبي، حتى نام» ، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالًا، فأخبر
(1) وهذا من رحمة الله، وحتى يحصل للناس الطمأنينة إذا وقع لهم مثل ذلك، فمن نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها.
فإذا نام تحول عن مكانه، ثم يصليها بأذان وإقامة، وصلى سننها قبلها.