الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[قال ابن عبد البر: روي عن عائشة مسندًا](1).
باب جامع الجنائز
47 -
وحدثني، عن مالك، عن نافع أن عبد الله بن عمر قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعدة بالغداة والعشي: إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، يقال له: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة» (2).
48 -
وحدثني عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب» (3).
49 -
وحدثني عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري، أنه أخبره: أن أباه كعب بن مالك كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما نسمة المؤمن طير يعلق (4) في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه» (5).
(1) ظاهر كلام ابن عبد البر ثبوته عن جماعة.
(2)
أرواح المؤمنين في الجنة، ومع ذلك تعرض عليهم مقاعدهم.
(3)
الجسد ينال نصيبه من النعيم ما دام باقيًا.
(4)
يعلق: الأكل والرعي.
(5)
أرواح المؤمنين تعلق في شجر الجنة. والشهداء في حواصل طير خضر، فتأوي إلى قناديل معلقة، فروح المؤمن هي الطائرة.
قلت: رواه أحمد في «مسنده» (3/ 455): عن الشافعي، عن مالك، به .. فهو مسلسل بالأئمة وله طرق عن الزهري وبهذا الإسناد هو أحد أفراد أسانيد الدنيا التي اجتمع فيها ثلاثة من أئمة الفقه الأربعة المشاهير، سوى النعمان وهي نحو أربعة أحاديث، وفي حكاية هذا الإسناد.
فائدة: عليك بالأثر ودع التعقب يا من تريد الحق.
50 -
وحدثني عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تبارك وتعالى: إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه وإذا كره لقائي كرهت لقاءه» (1).
51 -
وحدثني عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال رجل لم يعمل حسنة قط لأهله: إذا مات فحرقوه، ثم أذروا نصفه في البر ونصفه في البحر؛ فو الله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابًا لا يعذبه أحدًا من العالمين. فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم به، فأمر الله البر فجمع ما فيه، وأمر البحر فجمع ما فيه، ثم قال: لم فعلت هذا؟! قال: من خشيتك يا رب، وأنت أعلم. قال: فغفر له» (2).
52 -
وحدثني عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل مولود يولد على الفطرة: فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، كما تناتج الإبل من بهيمة جمعاء، هل تحس فيها من جدعاء؟!» قالوا: يا رسول الله، أرأيت الذي يموت وهو صغير؟ قال:«الله أعلم بما كانوا عاملين» (3).
(1) إذا بشر المؤمن بالجنة أحب لقاء الله، والكافر يبشر بالنار فيكره لقاء الله.
(2)
وهذا موحد، لكن جهل كمال القدرة، وجهل هذا الشيء الدقيق، فعفا الله عنه.
وسئل الشيخ -رحمة الله تعالى- الميت يرى الملائكة عند الاحتضار؟
- فقال: هو الظاهر.
(3)
المولود على الفطرة .... الإسلام وفي الإرث على هذه الملة. فإن مات فهو في الجنة، إلا إن غير بعد كبره، ولهذا أجمع المسلمون على أن أولاد المسلمين في الجنة. وهكذا أولاد المشركين، على الصحيح؛ لأنهم لا ذنب عليهم.
والقول الثاني: يمتحنون.
والراجح: أنهم في الجنة.
- طفل المشركين يصلى عليه، إذا حكم بإسلامه، كأن يكون عندنا بلا والدين.
53 -
وحدثني عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه» (1).
54 -
وحدثني عن مالك، عن محمد بن عمرو بن حلحلة الديلي، عن معبد بن كعب بن ملك، عن أبي قتادة بن ربعي: أنه كان يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال: «مستريح ومستراح منه» ، قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال:«العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب» (2).
وحدثني عن مالك، عن أبي النضر (مولى عمر بن عبيد الله): أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مات عثمان بن مظعون رضي الله عنه ومر بجنازته: «ذهبت ولم تلبس منها بشيء» (3).
55 -
وحدثني مالك، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه أنها قالت: سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فلبس ثيابه، ثم خرج، قالت: فأمرت جاريتي بريرة تتبعه، فتبعته حتى جاء البقيع، فوقف في أدناه ما شاء الله أن يقف، ثم انصرف، فسبقته بريرة، فأخبرتني، فلم أذكر له شيئًا حتى أصبح، ثم ذكرت ذلك له، فقال:«إني بعثت إلى أهل البقيع لأصلي عليهم» (4).
(1) من شدة الفتن.
(2)
لأن الكافر تتضرر منه البلاد والشجر؛ بسبب المعاصي.
(3)
يعني: الدنيا.
(4)
المشهور: أنه دعا لهم، أو دعا لهم دعاءً خاصًا، وإنما يصلي على الميت قريبًا (إلى شهر).