الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
119 -
وحدثني عن مالك، عن أبي الزبير المكي، أنه قال:«لقد رأيت البيت يخلو بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العصر ما يطوف به أحد» (1).
قال مالك: ومن طاف بالبيت بعض أسبوعه ثم أقيمت صلاة الصبح أو صلاة العصر فإنه يصلي مع الإمام، ثم يبني على ما طاف حتى يكمل سبعًا، ثم لا يصلي حتى تطلع الشمس أو تغرب، قال: وإن أخرهما حتى يصلي المغرب فلا بأس بذلك.
قال مالك: ولا بأس أن يطوف الرجل طوافًا واحدًا بعد الصبح وبعد العصر، لا يزيد على سبع واحد، ويؤخر الركعتين حتى تطلع الشمس، كما صنع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويؤخرهما بعد العصر حتى تغرب الشمس، فإذا غربت الشمس صلاهما إن شاء، وإن شاء أخرهما حتى يصلي المغرب، لا بأس بذلك (2).
باب جامع الطواف
123 -
حدثني يحيى، عن مالك، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي، فقال: «طوفي من وراء الناس
(1) سئل الشيخ -رحمه الله تعالى-: المسافر يقدم معتمرًا، هل يطوف في حال خطبة الجمعة؟
فقال: لا، بل يصلي ركعتين، ثم يجلس.
ثم سألت الشيخ: الطواف حال خطبة الجمعة من المقيم بمكة؟
فقال: ما ينبغي، يجلس ويستمع.
قلت: سئل شيخنا صالح الفوزان، فأجازه؛ لوجهين:
1 -
قوله تعالى: {أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [البقرة: 125].
2 -
حديث: «لا تمنعوا أحدًا طاف بهذا البيت، وصلى فيه أية ساعة شاء من ليل أو نهار» .
(2)
والصواب: إذا طاف صلى في أي وقت؛ فالسنة هي الحق.
- العقد يصح قبل التحلل الثاني وبعد الأول، ولا يبقى يحرم إلا الجماع.
وأنت راكبة»، قالت: فطفت راكبة بعيري ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يصلي إلى جانب البيت، وهو يقرأ بـ:{وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ} [الطور: 1، 2](1).
124 -
وحدثني عن مالك، عن أبي الزبير المكي: أن أبا ماعز الأسلمي (عبد الله بن سفيان) أخبره: أنه كان جالسًا مع عبد الله بن عمر رضي الله عنه فجاءته امرأة تستفتيه، فقالت: إني أقبلت أريد أن أطوف بالبيت، حتى إذا كنت بباب المسجد هرقت الدماء، فرجعت حتى ذهب ذلك عني، ثم أقبلت حتى إذا كنت عند باب المسجد هرقت الدماء، فرجعت حتى ذهب ذلك عني، ثم أقبلت حتى إذا كنت عند باب المسجد هرقت الدماء؟ فقال عبد الله بن عمر: إنما ذلك ركضة من الشيطان فاغتسلي ثم استثفري بثوب ثم طوفي (2).
125 -
وحدثني عن مالك، أنه بلغه: أن سعد بن أبي وقاص كان إذا دخل مكة مراهقًا خرج إلى عرفة قبل أن يطوف بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم يطوف بعد أن يرجع. قال مالك: وذلك واسع إن شاء الله (3).
وسئل مالك: هل يقف الرجل في الطواف بالبيت الواجب عليه يتحدث مع الرجل؟ فقال: لا أحب ذلك له (4).
قال مالك: لا يطوف أحد بالبيت ولا بين الصفا والمروة إلا وهو طاهر (5).
(1) هذا طواف الوداع، في صباح الأربعاء، الرابع عشر؛ لأن حجته كانت بعرفة يوم الجمعة التاسع.
(2)
وهذا في حق من ليست حائضًا، من تصاب بها [أي: الدماء] وهي مستحاضة؛ لأن ظاهر الحال أنه أصابها ما هو على العادة.
(3)
إذا ضاق عليه الوقت وجاء مصيف [أي: متأخر] أخر الطواف، وإن أمكنه الطواف قبل طاف.
(4)
تركه أولى، لكن الكلمات اليسيرة أمرها سهل.
(5)
وأما الطهارة فلا تشترط للسعي، بل للطواف.