الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب البدء بالصفا في السعي
126 -
حدثني يحيى، عن مالك، عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - حين خرج من المسجد، وهو يريد الصفا وهو يقول-:«نبدأ بما بدأ الله به» ، فبدأ بالصفا (1).
127 -
وحدثني عن مالك، عن جعفر بن محمد بن علي، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وقف على الصفا يكبر ثلاثًا ويقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (2)، يصنع ذلك ثلاث مرات، ويدعو. ويصنع على المروة مثل ذلك.
128 -
وحدثني عن مالك، عن نافع أنه سمع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهو على الصفا يدعو يقول اللهم إنك قلت:{ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]، وإنك لا تخلف الميعاد وإني أسألك كما هديتني للإسلام أن لا تنزعه مني حتى تتوفاني وأنا مسلم (3).
باب جامع السعي
129 -
حدثني يحيى، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه قال: قلت لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنه وأنا يومئذ حديث السن: أرأيت قول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ
(1){إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158]، ثم يبدأ. أول الآية؛ ولم يأت أن النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الآية.
وكل إنسان يشرع له أن يقول: أبدأ لما بدأ الله به.
(2)
لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصره عبده، وهزم الأحزاب وحده. ثم يدعو ويدفع يديه، ثم يكرر ثلاثًا، فيكون التكبير تسعًا.
(3)
اللهم ارض عنه.
الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158]، فما على الرجل شيء أن لا يطوف بهما، فقالت عائشة: كلا، لو كان كما تقول لكانت: فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما؛ إنما أنزلت هذه الآية في الأنصار، كانوا يهلون لمناة، وكانت مناة حذو قديد، وكانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة، فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فأنزل الله تبارك وتعالى:{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} [البقرة: 158](1).
130 -
وحدثني عن مالك، عن هشام بن عروة: أن سودة بنت عبد الله بن عمر كانت عند عروة بن الزبير، فخرجت تطوف بين الصفا والمروة في حج أو عمرة ماشية (2)، وكانت امرأة ثقيله، فجاءت حين انصرف الناس من العشاء، فلم تقض طوافها حتى
(1) النبي طاف بهما، وقال:«خذوا عني مناسككم» ، فدل على وجوب ذلك.
سئل الشيخ -رحمه الله تعالى-: عن تفطير الصائم وهو يطوف على تمرة؟
فقال: محل نظر؛ مشبه بالصلاة، ولا يأكل ولا يشرب في الصلاة، فالأحوط تركه.
فقلت: اتصلت على شيخنا بالهاتف بتاريخ 17/ 11/1419 وذكرت له قول شيخ الإسلام في «المجموع» (26/ 198، 199) وفي «الموضع الآخر» (26/ 125) وفيه نقل الاتفاق.
فقال رحمه الله: هذا عجيب من الشيخ (يعني شيخ الإسلام) رحمه الله يحتاج إلى تأمل فقلت: وهو نقل الاتفاق.
فقال: لعلكم تراجعون المغنى والمجموع.
فقلت: أأكتب فيه بحثًا؟
فقال: نعم اكتب. رحمه الله.
وسئل الشيخ: عمن أكل وشرب؟
فقال: يعيد الطواف من أوله.
(2)
لابد من السعي، وإن أتى المرأة [يعني: الجماع] عليه: الهدي، وتكميل العمرة، وعمرة جديدة.
وسألت الشيخ: عمن جامع بعد السعي في العمرة، هل تفسد عمرته؟
فقال الشيخ: نعم.
نودي بالأولى من الصبح، فقضت طوافها فيما بينها وبينه. وكان عروة إذا رآهم يطوفون على الدواب ينهاهم أشد النهي، فيعتلون بالمرض حياء منه، فيقول لنا فيما بيننا وبينه: لقد خاب هؤلاء وخسروا.
قال مالك: من نسي السعي بين الصفا والمروة في عمرة فلم يذكر حتى يستبعد من مكة أنه يرجع فيسعى وإن كان قد أصاب النساء فليرجع فليسع بين الصفا والمروة حتى يتم ما بقي عليه من تلك العمرة ثم عليه عمرة أخرى والهدي.
وسئل مالك عن الرجل يلقاه الرجل بين الصفا والمروة فيقف معه يحدثه؟ فقال: لا، أحب له ذلك.
قال مالك: ومن نسي من طوافه شيئًا أو شك فيه فلم يذكر إلا وهو يسعى بين الصفا والمروة فإنه يقطع سعيه ثم يتم طوافه بالبيت على ما يستيقن ويركع ركعتي الطواف ثم يبتدئ سعيه بين الصفا والمروة (1).
131 -
وحدثني عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا نزل من الصفا والمروة مشى حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى حتى يخرج منه.
قال مالك في رجل جهل فبدأ بالسعي بين الصفا والمروة قبل أن يطوف بالبيت؟ قال: ليرجع فليطف بالبيت، ثم ليسع بين الصفا والمروة، وإن جهل ذلك حتى يخرج من مكة ويستبعد، فإنه يرجع إلى مكة فيطوف بالبيت ويسعى بين الصفا والمروة، وإن كان
(1) والشك الجديد بعد السعي أو بعد الطواف لا يضر.