المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الأنبياء دينهم واحد - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ١

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌(1) شَرَف أصحاب الحديث

- ‌(2) مُقَدِّمَة المؤلف

- ‌أَقْوَالُ الْعُلَمَاءِ فِي جَمْعِ أَسَانِيدِ الْأَحَادِيثِ وَمُتُونِهَا

- ‌مُحَاوَلَاتُ الْعُلَمَاءِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا جَمْعَ طُرُقِ الْحَدِيثِ فِي مَتْنٍ وَاحِد

- ‌منهج العمل في هذا الكتاب

- ‌طريقة شرح الحديث في الأجزاء الفقهية:

- ‌ طريقة البحث:

- ‌مَيِّزَاتُ الْجَامِعِ الصَّحِيحِ لِلسُّنَنِ وَالْمَسَانِيد

- ‌أقسام الكتاب

- ‌مفاتيح الرموز

- ‌كِتَابُ الْعَقِيدَة الأول

- ‌(1) الْإسْلَام

- ‌عُلُوُّ الْإسْلَام

- ‌الْمُؤمِنُ عَزِيزٌ عَلَى الله

- ‌أَرْكَانُ الْإِسْلَام

- ‌إسْلَامُ قَائِلِ الشَّهَادَتَيْن

- ‌الْإقْرَارُ بالشَّهَادَتَيْنِ يَعْصِمُ الدَّمَ وَالْمَالَ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَام

- ‌نَجَاةُ الْمُوَحِّدِينَ مِنَ الْخُلُودِ فِي النَّار

- ‌(2) اَلْإيمَان

- ‌أَرْكَانُ الْإيمَان

- ‌الْإِيمَانُ بِالله

- ‌تَنْزِيهُ الرَّبِ سُبْحَانَهُ عَنِ اتِّخَاذِ الشَّرِيكِ وَالْوَلَد

- ‌عَدَدُ أَسْمَاءِ اللهِ عز وجل

- ‌بَعْضُ صِفَاتِ الرَّبِّ عز وجل

- ‌غِنَى الرَّبِ عز وجل عَنْ خَلْقِه

- ‌عَظَمَةُ عَرْشِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ وَسَعَةُ كُرْسِيِّه

- ‌عُلُوُّ الرَّبِّ عز وجل عَلَى خَلْقِه

- ‌تَفَرُّدُ الرَّبِّ عز وجل بِالْقُدْرَةِ عَلَى الْخَلْق

- ‌تَفَرُّدُ الرَّبِّ عز وجل بِمَعْرِفَةِ الْغَيْب

- ‌سَعَةُ رَحْمَةِ اللهِ وَمَغْفِرَتِه

- ‌غَيْرَةُ الرَّبِّ عز وجل

- ‌صَبْرُ الرَّبِّ عز وجل

- ‌قُرْبُ الرَّبِّ عز وجل مِنْ عِبَادِه

- ‌الرَّبُّ عز وجل سِتِّيرٌ يُحِبُّ السَّتْر

- ‌مَحَبَّةُ الرَّبِّ عز وجل لِلْمَدْح

- ‌مَحَبَّةُ الرَّبِّ عز وجل لِأَوْلِيَائِهِ ، وَتَايِيدِهِ لَهُمْ بِنُصْرَتِهِ وَمَعِيَّتِه

- ‌استجابةُ اللهِ سَبْحَانَهُ لِدُعَاءِ عِبَادِه

- ‌حُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ تَعَالَى بِالرَّجَاء

- ‌كَرَاهِيَةُ الرَّبِّ لِقُنُوطِ عِبَادِهِ مِنْ رَحْمَتِه

- ‌كَرَاهِيَةُ الرَّبِّ لِلشِّرْك

- ‌كَرَاهِيَةُ الرَّبِّ لِلظُّلم

- ‌رُؤْيَةُ الْمُؤْمِنِينَ لِلهِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌بَدْءُ الْخَلْق

- ‌الحِكْمَةُ مِن إِيجَادِ الخَلْق

- ‌كَيْفِيَّةُ بَدْءِ الْخَلْق

- ‌الْإِيمَانُ بِالْمَلَائِكَة

- ‌وُجُوبُ الْإِيمَانِ بِالْمَلَائِكَة

- ‌صِفَةُ خَلْقِ الْمَلَائِكَة

- ‌خَصَائِصُ الْمَلَائِكَة

- ‌طَهَارَةُ الْمَلَائِكَة

- ‌جَمَالُ صُوَرِ بَعْضِهِم

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَيْسُوا إنَاثًا

- ‌الْمَلَائِكَةُ لا يَأكُلُونَ الطَّعَامَ

- ‌قُدْرَةُ الْمَلَائِكَةِ عَلَى التَّشَكُّل

- ‌نُزُولُ جِبْرِيلَ فِي صُورَةِ دِحْيَة الْكَلْبِيّ

- ‌بَعْضُ الْمَخْلُوقَاتِ تَرَى الْمَلَائِكَة

- ‌ضَخَامَةُ أَحْجَامِهِم

- ‌الْمَلَائِكَة لَهَا أَجْنِحَة

- ‌قُوَّةُ الْمَلَائِكَة

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَعْصُونَ اللهَ مُطْلَقًا

- ‌الْمَلَائِكَةُ يَخَافُونَ كَثِيرًا مِنَ الله

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ كَلْب

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ صُورَة

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ جَرَس

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ بَوْلٌ مُنْتَقِع

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَصْحَبُونَ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ وَلَا جَرَسٌ وَلَا جِلْدُ نَمِرٍ

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَقْرَبُونَ الْجُنُب

- ‌الْمَلَائِكَةُ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الْإنْسَان

- ‌نُزُولُ الْمَلَائِكَةِ فِي الْعِنَان

- ‌تَكْلِيمُ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ لِلْمَلَائِكَة

- ‌جِبْرِيلُ عليه السلام

- ‌صِفَةُ جِبْرِيل

- ‌تَكْلِيمُ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ لِجِبْرِيل

- ‌تسميةُ جبريلَ بالرُّوح

- ‌لِقَاءُ جِبْرِيلَ فِي بَدْءِ الْوَحْي

- ‌حُبُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِقَاءَ جِبْرِيل

- ‌عَرْضُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ عَلَى جِبْرِيلَ فِي رَمَضَان

- ‌تَعْلِيمُ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُمُورَ الدِّين

- ‌عَدَاوَةُ الْيَهُودِ لِجِبْرِيل

- ‌وَظَائِفُ الْمَلَائِكَة

- ‌مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ تَبْلِيغُ رِسَالَاتِ اللَه

- ‌مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ كِتَابَةُ الْأَعْمَال

- ‌دُعَاءُ الْمَلَائكَةِ لِلْمُسْلِمِين

- ‌مُشَارَكَةُ الْمَلَائكَةِ الْمُؤمِنِينَ فِي الصَّلَوَات

- ‌مُشَارَكَةُ الْمَلَائكَةِ الْمُؤمِنِينَ فِي الْقِتَال

- ‌مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ إرْشَادُ الْمُسْلِمِ إلَى طَرِيقِ الْحَقّ

- ‌مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ التَّسْبِيحُ وَالتَّقْدِيسُ وَالصَّلَاة

- ‌مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ قَبْضُ أَرْوَاحِ الْبَشَرِ ، وَسُؤالِهِمْ فِي الْقَبْرِ ، وَتَعْذِيبِ الْعُصَاةِ والْكَفَرَة مِنْهُم

- ‌مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ تَشْيِيعُ جَنَائِزِ الصَّالِحِينَ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِم

- ‌الْإيمَانُ بِالْجِنّ

- ‌هَل الْجِنُّ يَمُوتُون

- ‌عَدَاوَةُ الشَّيْطَانِ لِلْإنسَان

- ‌وَسْوَسَةُ الشَّيْطَان

- ‌دُخُولُ الْجِنِّ فِي الْإنْسَانِ مِنْ حِينِ وِلَادَتِه

- ‌تَلَبُّس الْجِنّ بِالْآدَمِيِّ

- ‌أَمْرُ الْجِنِّيِّ بِالْخُرُوج

- ‌تَسَلُّطُ الشَّيْطَانِ عَلَى الْإِنْسَانِ عِنْدَ الْمَوْت

- ‌ظُهُورُ الْجِنِّ لِلْإنْسَانِ وَقُدْرَتِهِمْ عَلَى التَّشَكُّل

- ‌اسْتِرَاقُ الْجِنِّ السَّمْعَ مِنَ السَّمَاء

- ‌الْوِقَايَةُ مِنَ الشَّيَاطِين

- ‌الْإِيمَانُ بِالْكُتُبِ السَّمَاوِيَّة

- ‌الْإيمَانُ بِالرُّسُل

- ‌وُجُوبُ الْإيمَانِ بِالرُّسُل

- ‌الأنْبِيَاءُ دِينُهُمْ وَاحِد

- ‌وُجُوبُ اتِّباعِ الرُّسُل

- ‌نَماذِجُ مِن تَمَسُّكِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بِإحْسَانٍ بِسُنَّتِه صلى الله عليه وسلم

- ‌رُجُوعُ الصَّحَابَةِ عَنْ آرائِهِمْ لَمَّا عَلِمُوا أَنَّهَا مُخَالِفَةٌ لِسُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌عَدَدُ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُل

- ‌صِفَاتٌ خَاصَّةٌ بِالْأَنْبِيَاء

- ‌الْأَنْبِيَاءُ لَا تُورَث

- ‌أَسْمَاؤُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌صِفَتُهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْكُتُبِ السَّابِقَة

- ‌تَفْضِيلُهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاء

- ‌دَلَائِلُ نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الْبِعْثَة

- ‌دَلَائِلُ نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الْبِعْثَة

- ‌انْشِقَاقُ الْقَمَرِ بِدُعَائِه صلى الله عليه وسلم

- ‌قُدُومُ الشَّجَرِ إلَيْه صلى الله عليه وسلم

- ‌إخْبَارُهُ صلى الله عليه وسلم بِمَا سَيَحْدُث

- ‌شِفَاءُ الْمَرْضَى بِبَرَكَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَكْثِيرُ الطَّعَامِ بِبَرَكَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌خُرُوجُ يَنَابِيعِ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَسْبِيحُ الْحَصَى بَيْنَ يَدَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَسْلِيمُ الشَّجَرِ وَالْحَجَرِ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَعْرِفَةُ الْمَخْلُوقَاتِ بِنُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَنِينُ الْجِذْعِ إلَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌اسْتِجَابَةُ دُعَائِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌إسْرَاعُ الْخَيْلِ والْإِبِلِ بِبَرَكَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌حِمَايَةُ اللهِ لَهُ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَذَى الْخَلْق

- ‌طَيُّ الْأَرْضِ لَهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌خُرُوجُ النَّخْلِ الَّذِي زَرَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ مِنْ عَامِه

- ‌إخْبَارُهُ صلى الله عليه وسلم بِبَعْضِ الْحَقَائِقِ الْعِلْمِيِّةِ الَّتِي لَمْ تُعْرَف إِلَّا فِي الْعَصْرِ الْحَدِيث

- ‌بَشَرِيَّتُه صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌الأنبياء دينهم واحد

‌الأنْبِيَاءُ دِينُهُمْ وَاحِد

قَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ} (1)

وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ، وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (2)

وقَالَ نوحٌ عليه السلام لِقَوْمِه: {إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ ، وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (3)

وَقَالَ إبراهيمُ عليه السلام وابنُهُ إسَمَاعيلُ: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} (4)

وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ، مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ، هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} (5)

وَقَالَ تَعَالَى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ ، يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ ، فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ ، إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي ، قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ، إِلَهًا وَاحِدًا ، وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} (6)

وَقَالَ تَعَالَى في قِصة لوط عليه السلام: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (7)

وَقَالَ يوسف عليه السلام: {فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} (8)

وَقَالَ موسى عليه السلام: {يَا قَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} (9)

وَقَالَ السحرة: {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِآَيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ، رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا ، وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} (10)

وَكَتَبَ سُلَيْمَانُ عليه السلام لأهلِ سَبَأ: {أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَاتُونِي مُسْلِمِينَ} (11)

وَقَالَ الحواريون: {نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ ، آَمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (12)

وَقَالَ تَعَالَى في حَقِّ النَّبِيِّين: {إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ، يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} (13)

وَقَالَ تَعَالَى في حق أمة محمد صلى الله عليه وسلم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ، وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (14)

وَقَالَ تَعَالَى مُخْبِرًا عن الجن: {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ ، فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا} (15)

(1)[آل عمران/19]

(2)

[آل عمران/85]

(3)

[يونس: 72]

(4)

[البقرة: 128]

(5)

[الحج: 78]

(6)

[آل عمران/19]

(7)

[الذاريات: 35، 36]

(8)

[يوسف: 101]

(9)

[يونس: 84]

(10)

[الأعراف: 126]

(11)

[النمل: 31]

(12)

[آل عمران: 52]

(13)

[المائدة: 44]

(14)

[المائدة: 3]

(15)

[الجن: 14]

ص: 335

(خ م د حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" الْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ (1) أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى (2) وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ ، وَأَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عليه السلام) (3)(فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)(4)(لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ)(5)(وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ)(6)(وَإِنِّي لَأَرْجُو إِنْ طَالَتْ بِيَ حَيَاةٌ)(7)(أَنْ أَلْقَاهُ ، فَإِنْ عَجِلَ بِي مَوْتٌ فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلَامَ)(8)(فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ (9) إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ) (10)(عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ (11)) (12)(سَبْطٌ (13) كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ) (14)(إِمَامًا مُقْسِطًا ، وَحَكَمًا عَدْلًا)(15)(مَهْدِيًّا)(16)(يَكْسِرَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ (17)) (18)(وَالْخَرَاجَ (19) وَتُجْمَعُ لَهُ الصَّلَاةُ) (20)(وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَامِ)(21)(وَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ (22) كُلَّهَا غَيْرَ الْإِسْلَامَ) (23)

(وَيُهْلِكُ اللهُ فِي زَمَانِهِ)(24)(مَسِيحَ الضَّلَالَةِ ، الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ)(25)(وَتَكُونَ الدَّعْوَةُ وَاحِدَةً (26)) (27)(وَيَنْزِلُ)(28)(بِفَجِّ الرَّوْحَاءَ (29) وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَيُهِلَّنَّ (30) مِنْهَا حَاجًّا أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيُثَنِّيَهُمَا (31)) (32) (جَمِيعًا) (33) (ثُمَّ لَئِنْ قَامَ عَلَى قَبْرِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، لأُجِيبَنَّهُ ") (34)

(1) أَوْلَاد الْعَلَّات: الْإِخْوَة مِنْ الْأَب ، وَأُمَّهَاتهمْ شَتَّى.

(2)

شَتَّى: مختلفين ، متفرقين.

(3)

(حم) 9259 ، (خ) 3258 ، انظر الصحيحة: 2182

(4)

(حم) 10994 ، صحيح الجامع 1452 ، وقال الأرناءوط: إسناده حسن

(5)

(حم) 9259 ، (خ) 3258

(6)

(خ) 2109 ، (م) 155

(7)

(حم) 7958 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(8)

(حم) 7957 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(9)

المَربوع: المتوسط القامة بين الطول والقصر.

(10)

(د) 4324 ، (حم) 9259

(11)

المُمَصَّرَة: التي فيها صُفْرة خفيفة.

(12)

(حم) 9259 ، وقال الأرناءوط: صحيح ، وانظر روضة المحدثين: 1198

(13)

الشعر السَّبْط: المُنْبَسِط المُسْترسل.

(14)

(د) 4324 ، (حم) 9259

(15)

(م) 155 ، (حم) 7665

(16)

(حم) 9312 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(17)

الجِزْية: عبارةٌ عن الْمَالِ الذي يُعْقَد للْكِتَابي عليه الذِّمَّة، وهي فِعْلة، من الجزَاء، كأنها جَزَتْ عن قَتْلِه، والجزيةُ مقابل إقامتهم في الدولة الإسلامية ، وحمايتها لهم.

(18)

(خ) 2109 ، (م) 155

(19)

الخَرَاج: معناه الغَلَّة ، لأَن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه أَمر بِمَسَاحَةِ أَرضِ السَّوَادِ وأَرضِ الفَيْء ، ودفعها إِلى الفلاحين الذين كانوا فيه ، على غلةٍ يؤدونها كل سنة ولذلك سُمِّي خَراجاً ، ثم قيل بعد ذلك للبلاد التي افتُتِحت صُلْحاً ووُظِّف ما صولحوا عليه على أَراضيهم: خراجية ، لأَن تلك الوظيفة أَشبهتْ الخراجَ الذي أُلْزِم به الفلَاّحون ، وهو الغَلَّة. لسان العرب - (ج 2 / ص 249)

(20)

(حم) 7890 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(21)

(حم) 9259

(22)

أي: الأديان.

(23)

(د) 4324 ، (حم) 9259

(24)

(حم) 9259

(25)

(حم) 9630 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: صحيح ، (د) 4324

(26)

قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَيْ يُكْرِهُ أَهْلَ الْكِتَابِ عَلَى الْإِسْلَام، فَلَا يَقْبَلُ مِنْهُمْ الْجِزْيَة ، بَلْ الْإِسْلَامَ أَوْ الْقَتْل. عون المعبود - (ج 9 / ص 361)

(27)

(حم) 9110 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.

(28)

(حم) 7890

(29)

(فَجّ الرَّوْحَاء): بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة ، وَكَانَ طَرِيقُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ وَإِلَى مَكَّة عَام الْفَتْح ، وَعَام حَجَّة الْوَدَاع. (النووي - ج 4 / ص 353)

(30)

الإهلال: رفع الصوت بالتلبية.

(31)

أي: يَقْرُن بَيْنهمَا.

(32)

(م) 1252 ، (حم) 7270

(33)

(حم) 10671 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.

(34)

(يع)(6584)، انظر الصَّحِيحَة:2733.

ص: 336

(يع)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَقَدْ مَرَّ بِالصَّخْرَةِ مِنِ الرَّوْحَاءِ سَبْعُونَ نَبِيًّا ، حُفَاةً عَلَيْهِمُ الْعَبَاءَةُ، يَؤُمُّونَ بَيْتَ اللهِ الْعَتِيقَ ، مِنْهُمْ مُوسَى نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم "(1)

(1)(يع) 4275 ، 7231 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1128

ص: 337

(م حب)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(" سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَمَرَرْنَا بِوَادِي الْأَزْرَقِ فَقَالَ: أَيُّ وَادٍ هَذَا؟ " ، فَقَالُوا: هَذَا وَادِي الْأَزْرَقِ ، قَالَ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى عليه السلام مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي)(1)(مَاشِيًا)(2)(وَاضِعًا إِصْبَعَيْهِ فِي أُذُنَيْهِ ، وَلَهُ جُؤَارٌ (3) إِلَى اللهِ بِالتَّلْبِيَةِ ، ثُمَّ سِرْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى ثَنِيَّةِ هَرْشَى (4) فَقَالَ: أَيُّ ثَنِيَّةٍ هَذِهِ " ، قَالُوا: ثَنِيَّةُ هَرْشَى ، قَالَ: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى عليه السلام عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ جَعْدَةٍ (5) عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ ، خِطَامُ (6) نَاقَتِهِ خُلْبَةٌ (7) مَارًّا بِهَذَا الْوَادِي وَهُوَ يُلَبِّي") (8)

الشرح (9)

(1)(م) 166 ، (جة) 2891

(2)

(حب) 3755 ، انظر الصحيحة: 2958

(3)

الجُؤَار: رَفْع الصَّوْت. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 298)

(4)

هُوَ جَبَل عَلَى طَرِيقِ الشَّامِ وَالْمَدِينَةِ ، قَرِيبٌ مِنْ الْجُحْفَة. النووي (1/ 298)

(5)

الجَعْدَة: مُكْتَنِزَة اللَّحْم. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 298)

(6)

الخِطَام: كل ما وُضِعَ على أنف البعير ليُقتادَ به.

(7)

الْخُلْب وَالْخِلْب: هُوَ اللِّيف. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 298)

(8)

(م) 166 ، (جة) 2891

(9)

إِنْ قِيلَ: كَيْف يَحُجُّونَ وَيُلَبُّونَ وَهُمْ أَمْوَات ، وَهُمْ فِي الدَّارِ الْآخِرَة ، وَلَيْسَتْ دَارَ عَمَل ، فالجواب: أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم أُرِيَ أَحْوَالَهُمْ الَّتِي كَانَتْ فِي حَيَاتِهِمْ ، وَمُثِّلُوا لَهُ فِي حَالِ حَيَاتِهِمْ كَيْفَ كَانُوا ، وَكَيْفَ حَجُّهُمْ وَتَلْبِيَتُهُمْ. شرح النووي (1/ 298)

ص: 338

(يع)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ فِي هَذَا الْوَادِي مُحْرِمًا بَيْنَ قَطَوَانِيَّتَيْنِ (1) "(2)

(1) القَطْوانية: عباءة بيضاء ، قصيرة الوبر. لسان العرب - (ج 15 / ص 189)

(2)

(يع) 5093 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 4468 ، الصَّحِيحَة: 2023

ص: 339

(طس)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا، مِنْهُمْ مُوسَى صلى الله عليه وسلم كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ (1) قَطْوَانِيَّتَانِ (2) وَهو مُحْرِمٌ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِ شَنُوءَةَ ، مَخْطُومٍ (3) بِخِطَامِ لِيفٍ لَهُ ضَفِيرَتَانِ "(4)

(1) العباءة: كساء مفتوح واسع بلا كمين ، يُلبس فوق الثياب.

(2)

القَطَوانِيَّةُ: عباءة بيضاء ، قصيرة الخَمْلِ. لسان العرب (ج 15 / ص 189)

(3)

الخِطامُ: الزِّمامُ ، وخَطَمْتُ البعير: زَممْتُهُ.

قال ابن شميل: الخِطامُ كل حبل يُعَلَّقُ في حَلْقِ البعير ثم يُعْقَدُ على أَنفه. لسان العرب - (ج 12 / ص 186)

(4)

(طس) 5407، (ك) 4169 ، (هق) 9618 ، (الضياء) 309 ، انظر الصَّحِيحَة: 2023 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1127 ، ومناسك الحج والعمرة ص26

ص: 340