الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَسْوَسَةُ الشَّيْطَان
قَالَ تَعَالَى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ ، إِلَهِ النَّاسِ ، مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ، الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} (1)
وَقَالَ تَعَالَى: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ ، فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ ، إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} (4)
(س حم)، وَعَنْ سَبْرَةَ بْنِ أَبِي فَاكِهٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ بِأَطْرُقِهِ (5) فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ فَقَالَ: تُسْلِمُ وَتَذَرُ دِينَكَ وَدِينَ آبَائِكَ وَآبَاءِ أَبِيكَ؟ ، فَعَصَاهُ فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ ، فَقَالَ: تُهَاجِرُ وَتَدَعُ أَرْضَكَ وَسَمَاءَكَ؟ ، وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ (6) فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْجِهَادِ ، فَقَالَ: تُجَاهِدُ؟ ، فَهُوَ جَهْدُ النَّفْسِ وَالْمَالِ (7) فَتُقَاتِلُ فَتُقْتَلُ ، فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ ، وَيُقْسَمُ الْمَالُ ، فَعَصَاهُ فَجَاهَدَ) (8) (قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَمَاتَ ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ) (9)(وَمَنْ قُتِلَ ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، وَإِنْ غَرِقَ ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ، أَوْ وَقَصَتْهُ (10) دَابَّتُهُ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ") (11)
(1)[الناس/1 - 6]
(2)
[الأعراف/19 - 22]
(3)
[الأعراف/27]
(4)
[الحشر/16]
(5)
جَمْعُ طَرِيق. شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 408)
(6)
هُوَ الْحَبْلُ الَّذِي يُشَدُّ أَحَدُ طَرَفَيْهِ فِي وَتَد ، وَالطَّرَفُ الْآخِرُ فِي يَدِ الْفَرَس ، وَهَذَا مِنْ كَلَامِ الشَّيْطَان ، وَمَقْصُودُهُ أَنَّ الْمُهَاجِرَ يَصِيرُ كَالْمُقَيَّدِ فِي بِلَادِ الْغُرْبَة ، لَا يَدُورُ إِلَّا فِي بَيْتِه ، وَلَا يُخَالِطهُ إِلَّا بَعْضُ مَعَارِفِه ، فَهُوَ كَالْفَرَسِ فِي طِوَلٍ ، لَا يَدُورُ وَلَا يَرْعَى إِلَّا بِقَدْرِهِ ، بِخِلَافِ أَهْل الْبِلَادِ فِي بِلَادهمْ ، فَإِنَّهُمْ مَبْسُوطُونَ لَا ضِيق عَلَيْهِمْ ، فَأَحَدهمْ كَالْفَرَسِ الْمُرْسَل. شرح سنن النسائي (ج 4 / ص 408)
(7)
أي: تَعَبُ وضَعْفُ النفسِ والمال.
(8)
(س) 3134 ، (حم) 16000
(9)
(حم) 16000 ، (س) 3134
(10)
الوَقْص: كسر العنق والرقبة ، والوَقَصُ بالتحريك: ما بَيْن الفَرِيضَتَيْن، كالزِّيادة على الخَمْس من الإبل إلى التِّسْع ، وعلى العَشْر إلى أرْبَعَ عَشرة ، والجَمع: أوْقَاصٌ.
(11)
(س) 3134 ، (حم) 16000 ، صَحِيح الْجَامِع: 1652 ، الصَّحِيحَة: 2979
(م د حم)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ:(جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلُوهُ)(1)(فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نُحَدِّثُ أَنْفُسَنَا بِالشَّيْءِ)(2)(مِنْ شَأْنِ الرَّبِّ عز وجل (3)) (4)(لَأَنْ يَكُونَ أَحَدُنَا حُمَمَةً (5) أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ) (6)(فَقَالَ: " وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ " ، قَالُوا: نَعَمْ)(7) (قَالَ: " اللهُ أَكْبَرُ،
اللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ) (8) (ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ (9) ") (10) وفي رواية:(ذَاكَ مَحْضُ الْإِيمَانِ)(11)(الْحَمْدُ للهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إِلَى الْوَسْوَسَةِ ")(12)
(1)(م) 132
(2)
(حم) 3161 ، (د) 5112
(3)
ربما كان ذلك شكاً في وجود الله ، كما قال ذلك رجل من التابعين لابن عباس ، فقال له: ما نجا من ذلك أحد ، وربما كان تساؤلاً عن بَدء الخلق، وأين كان الله قبل بدء الخلق، كما سأل بعض الناس أبا هريرة فقالوا: من خَلَقَ اللهَ، وربما كان شكًّا في صدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم أو في صدق بعض الأخبار التي يُخبِر بها مما سيحدث في الدنيا والآخرة، وربما كان التساؤل عن القدر: لماذا خلق اللهُ بعضَ الناس وكتب عليهم الخلود في النار وهم في بطون أمهاتهم، ولماذا كتب اللهُ الخطيئة على الإنسان ونحو ذلك مما لَا يستطيع إنسان مؤمن النطق به ،
أو ينجوَ من التفكير فيه. ع
(4)
(حم) 9877 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(5)
أَيْ: فحمة.
(6)
(حم) 3161 ، (م) 132
(7)
(م) 132
(8)
(د) 5112 ، (حم) 2097
(9)
أَيْ: اِسْتِعْظَامُكُمْ الْكَلَامَ بِهِ هُوَ صَرِيحُ الْإِيمَان، فَإِنَّ اِسْتِعْظَامَ هَذَا ، وَشِدَّةَ الْخَوْفِ مِنْهُ ، وَمِنْ النُّطْقِ بِهِ ، فَضْلًا عَنْ اِعْتِقَاده ، إِنَّمَا يَكُونُ لِمَنْ اِسْتَكْمَلَ الْإِيمَان اِسْتِكْمَالًا مُحَقَّقًا ، وَانْتَفَتْ عَنْهُ الرِّيبَةُ وَالشُّكُوك.
وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ الشَّيْطَانَ إِنَّمَا يُوَسْوِسُ لِمَنْ أَيِسَ مِنْ إِغْوَائِهِ ، فَيُنَكِّدُ عَلَيْهِ بِالْوَسْوَسَةِ لِعَجْزِهِ عَنْ إِغْوَائِهِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ فَإِنَّهُ يَأْتِيهِ مِنْ حَيْثُ شَاءَ ، وَلَا يَقْتَصِرُ فِي حَقِّهِ عَلَى الْوَسْوَسَة ، بَلْ يَتَلَاعَبُ بِهِ كَيْفَ أَرَادَ.
فَعَلَى هَذَا مَعْنَى الْحَدِيث: سَبَبُ الْوَسْوَسَةِ مَحْضُ الْإِيمَان، أَوْ الْوَسْوَسَةُ عَلَامَةُ مَحْضِ الْإِيمَان ، وَهَذَا الْقَوْلُ اِخْتِيَارِ الْقَاضِي عِيَاض. شرح النووي (1/ 251)
(10)
(م) 132 ، (د) 5111
(11)
(حم) 9877 ، (م) 133
(12)
(د) 5112 ، (حم) 2097
(د)، وَعَنْ أَبِي زُمَيْلٍ قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَقُلْتُ: مَا شَيْءٌ أَجِدُهُ فِي صَدْرِي؟ ، قَالَ: مَا هُوَ؟ ، قُلْتُ: وَاللهِ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ ، فَقَالَ لِي: أَشَيْءٌ مِنْ شَكٍّ (1)؟ ، فَضَحِكَ (2) وَقَالَ: مَا نَجَا مِنْ ذَلِكَ أَحَدٌ ، حَتَّى أَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ (3) مِنْ قَبْلِكَ} (4) فَقَالَ لِي: إِذَا وَجَدْتَ فِي نَفْسِكَ شَيْئًا فَقُلْ {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (5). (6)
(1) أَيْ: مَا تَجِدُهُ فِي صَدْرِكَ أَهُوَ شَيْءٌ مِنْ شَكٍّ. عون المعبود (ج 11 / ص 148)
(2)
أَيْ: اِبْن عَبَّاس كَمَا هُوَ الظَّاهِر. عون المعبود - (ج 11 / ص 148)
(3)
أَيْ: التَّوْرَاة ، فَإِنَّهُ ثَابِت عِنْدهمْ يُخْبِرُونَك بِصِدْقِهِ ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" لَا أَشُكّ وَلَا أَسْأَل " كَذَا فِي تَفْسِير الْجَلَالَيْنِ.
وَفِي مَعَالِم التَّنْزِيل: قَوْله تَعَالَى {فَإِنْ كُنْت فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْك} يَعْنِي الْقُرْآن ، فَاسْأَلْ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَاب مِنْ قَبْلك ، فَيُخْبِرُونَك أَنَّك مَكْتُوب عِنْدهمْ فِي التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل.
قِيلَ: هَذَا خِطَاب لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُرَاد بِهِ غَيْرُه عَلَى عَادَةِ الْعَرَب ، فَإِنَّهُمْ يُخَاطِبُونَ الرَّجُل ، وَيُرِيدُونَ بِهِ غَيْرَه ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى {يَا أَيّهَا النَّبِيّ اِتَّقِ الله} خَاطَبَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَأَرَادَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ.
وَقِيلَ: كَانَ النَّاسُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَيْن مُصَدِّقٍ ، وَمُكَذِّبٍ ، وَشَاكٍّ ، فَهَذَا الْخِطَاب مَعَ أَهْل الشَّكِّ ، وَمَعْنَاهُ إِنْ كُنْتَ يَا أَيّهَا الْإِنْسَانُ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ مِنْ الْهُدَى عَلَى لِسَانِ رَسُولنَا مُحَمَّدٍ ، فَاسْأَلْ الَّذِينَ .. إِلَخْ.
وقَالَ الشَّيْخ اِبْن الْقَيِّم رَحِمَهُ الله تَعَالَى: وفِي الصَّحِيحَيْنِ " إِنَّ الله تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسهَا ، مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ ".عون المعبود (11/ 148)
(4)
[يونس/94]
(5)
[الحديد/3]
(6)
(د) 5110
(خ م د حم)، وَعَنْ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" يَأتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ:)(1)(مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ؟ ، فَيَقُولُ: اللهُ ، ثُمَّ يَقُولُ: مَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ ، فَيَقُولُ: اللهُ ، حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ اللهَ؟ ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ ذَلِكَ فَلْيَقُلْ: آمَنْتُ بِاللهِ)(2)(وَرُسُلِهِ)(3)(ثُمَّ لِيَتْفُلْ (4) عَن يَسَارِهِ ثَلَاثًا) (5)(وَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ وَلْيَنْتَهِ (6)) (7)(فَإِنَّ ذَلِكَ يَذْهُبُ عَنْهُ ")(8)
(1)(خ) 3102 ، (م) 134
(2)
(حم) 21916 ، (خ) 3102
(3)
(م) 134 ، (حم) 8358
(4)
أَيْ: لِيَبْصُق. عون المعبود - (ج 10 / ص 241)
(5)
(د) 4722
(6)
أَيْ: وَلْيَنْتَهِ عَنْ الِاسْتِرْسَالِ مَعَهُ فِي ذَلِكَ، بَلْ يَلْجَأُ إِلَى اللهِ فِي دَفْعِهِ، وَيَعْلَمُ أَنَّهُ يُرِيدُ إِفْسَادَ دِينِهِ وَعَقْلِهِ بِهَذِهِ الْوَسْوَسَة، فَيَنْبَغِي أَنْ يَجْتَهِدَ فِي دَفْعِهَا بِالِاشْتِغَالِ بِغَيْرِهَا.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: وَجْه هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا وَسْوَسَ بِذَلِكَ، فَاسْتَعَاذَ الشَّخْصُ بِاللهِ مِنْهُ ، وَكَفَّ عَنْ مُطَاوَلَتِهِ فِي ذَلِكَ ، اِنْدَفَعَ، قَالَ: وَهَذَا بِخِلَافِ مَا لَوْ تَعَرَّضَ أَحَدٌ مِنْ الْبَشَر بِذَلِكَ ، فَإِنَّهُ يُمْكِنُ قَطْعُهُ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَان، قَالَ: وَالْفَرْقُ بَيْنَهُمَا أَنَّ الْآدَمِيَّ يَقَعُ مِنْهُ الْكَلَامُ بِالسُّؤَالِ وَالْجَوَاب ، وَالْحَالُ مَعَهُ مَحْصُور، فَإِذَا رَاعَى الطَّرِيقَةَ وَأَصَابَ الْحُجَّة اِنْقَطَعَ، وَأَمَّا الشَّيْطَانُ فَلَيْسَ لِوَسْوَسَتِهِ اِنْتِهَاء، بَلْ كُلَّمَا أُلْزِمَ حُجَّة زَاغَ إِلَى غَيْرهَا ، إِلَى أَنْ يُفْضِيَ بِالْمَرْءِ إِلَى الْحِيرَة، نَعُوذ بِاللهِ مِنْ ذَلِكَ. قَالَ الْخَطَّابِيُّ: عَلَى أَنَّ قَوْله (مَنْ خَلَقَ رَبّك) كَلَامٌ مُتَهَافِتٌ يَنْقُضُ آخِرُهُ أَوَّلَهُ ، لِأَنَّ الْخَالِق يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكُون مَخْلُوقًا، ثُمَّ لَوْ كَانَ السُّؤَالُ مُتَّجِهًا لَاسْتَلْزَمَ التَّسَلْسُلَ ، وَهُوَ مُحَال، وَقَدْ أَثْبَتَ الْعَقْلُ أَنَّ الْمُحْدَثَاتِ مُفْتَقِرَةٌ إِلَى مُحْدِث ،
فَلَوْ كَانَ هُوَ مُفْتَقِرًا إِلَى مُحْدِث ، لَكَانَ مِنْ الْمُحْدَثَات، اِنْتَهَى.
وَقَالَ الطِّيبِيُّ: إِنَّمَا أَمَرَ بِالِاسْتِعَاذَةِ وَالِاشْتِغَالِ بِأَمْرٍ آخَرٍ ، وَلَمْ يَامُرْ بِالتَّأَمُّلِ وَالِاحْتِجَاج لِأَنَّ الْعِلْمَ بِاسْتِغْنَاءِ اللهِ عز وجل عَنْ الْمُوجِدِ أَمْرٌ ضَرُورِيٌّ لَا يَقْبَلُ الْمُنَاظَرَة
وَلِأَنَّ الِاسْتِرْسَالَ فِي الْفِكْرِ فِي ذَلِكَ لَا يَزِيدُ الْمَرْءَ إِلَّا حَيْرَة، وَمَنْ هَذَا حَالُهُ فَلَا عِلَاجَ لَهُ إِلَّا الْمَلْجَأُ إِلَى اللهِ تَعَالَى ، وَالِاعْتِصَامُ بِهِ. فتح الباري (ج 10 / ص 60)
(7)
(خ) 3102 ، (م) 134
(8)
(حم) 26246 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 1542 ، الصحيحة: 116 ،
وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(خ م حم صم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ اللهَ عز وجل قَالَ لِي: إِنَّ أُمَّتَكَ لَا يَزَالُونَ يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ:)(1)(مَا كَذَا؟ ، مَا كَذَا؟ ، حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟)(2)(فَعِنْدَ ذَلِكَ يَضِلُّونَ ")(3)
(1)(حم) 12014 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(2)
(خ) 6866 ، (م) 136
(3)
(صم) 647 ، وصححها الألباني في الصَّحِيحَة: 966
(م د حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" لَيَسْأَلَنَّكُمْ النَّاسُ عَن كُلِّ شَيْءٍ ، حَتَّى يَقُولُوا: هَذَا اللهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟)(1)(فَإِذَا قَالُوا ذَلِكَ ، فَقُولُوا: اللهُ أَحَدٌ (2) اللهُ الصَّمَدُ (3) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا (4) أَحَدٌ) (5) (قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ رَجُلٍ -: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ ، قَدْ سَأَلَنِي اثْنَانِ وَهَذَا الثَّالِثُ) (6)(فَوَاللهِ إِنِّي لَجَالِسٌ يَوْمًا فِي الْمَسْجِدِ ، إِذْ قَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ: هَذَا اللهُ خَلَقَنَا فَمَنْ خَلَقَ اللهَ؟ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَجَعَلْتُ أُصْبُعَيَّ فِي أُذُنَيَّ ثُمَّ صِحْتُ فَقُلْتُ: صَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ ، اللهُ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)(7)(قَالَ: فَأَخَذَ أَبُو هُرَيْرَةَ حَصًى بِكَفِّهِ فَرَمَاهُمْ ، ثُمَّ قَالَ: قُومُوا ، قُومُوا صَدَقَ خَلِيلِي)(8).
(1)(م) 135
(2)
الْأَحَد: هُوَ الَّذِي لَا ثَانِي لَهُ فِي الذَّات وَلَا فِي الصِّفَات. عون (10/ 241)
(3)
الصَّمَد: الْمَرْجِعُ فِي الْحَوَائِجِ ، الْمُسْتَغْنِي عَنْ كُلِّ أَحَد. عون (10/ 241)
(4)
أَيْ: مُكَافِيًا وَمُمَاثِلًا. عون المعبود - (ج 10 / ص 241)
(5)
(د) 4722
(6)
(م) 135
(7)
(حم) 9015 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(8)
(م) 135
(د)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: إِنَّ أَهْلَ فَارِسَ لَمَّا مَاتَ نَبِيُّهُمْ ، كَتَبَ لَهُمْ إِبْلِيسُ الْمَجُوسِيَّةَ. (1)
(1)(د) 3042
(جة طب)، وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الطَّائِفِ ، جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:" ابْنُ أَبِي الْعَاصِ؟ "، قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ:" مَا جَاءَ بِكَ؟ "، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي ، قَالَ:" ذَاكَ الشَّيْطَانُ ، ادْنُهْ " ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ ، " فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ ، وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ: اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ قَالَ: الْحَقْ بِعَمَلِكَ "، قَالَ عُثْمَانُ: فَلَعَمْرِي مَا أَحْسِبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ. (1)
وفي رواية: فَمَا نَسِيتُ مِنْهُ (2) شَيْئًا بَعْدُ أَحْبَبْتُ أَنْ أَذْكُرَهُ. (3)
الشرح (4)
(1)(جة) 3548 ، (الآحاد والمثاني) 1531 ، انظر الصَّحِيحَة: 2918
(2)
أَيْ: من القرآن.
(3)
(طب) 8347
(4)
قال الألباني في الصحيحة: وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ويدخل فيه ، ولو كان مؤمنا صالحا، وفي ذلك أحاديث كثيرة، وقد كنتُ خرجتُ أحدها فيما تقدم برقم (485) من حديث يعلى بن مرة قال:" سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت منه شيئا عجبا .. " وفيه: " وأتته امرأة فقالت: إن ابني هذا به لَمَمٌ منذ سبع سنين يأخذه كل يوم مرتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أَدْنِيه "، فأدنته منه، فتفل في فيه وقال: اخرج عدو الله! أنا رسول الله " ، رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي، وهو منقطع ، ثم خرجته من طرق أخرى عن يعلى ، جوَّدَ المنذري أحدَها! ، ثم ختمت التخريج بقولي: " وبالجملة فالحديث بهذه المتابعات جيد والله أعلم.
ولكنني من جانب آخر أُنكِر أشد الإنكار على الذين يستغلون هذه العقيدة، ويتخذون استحضار الجن ومخاطبتهم مهنة لمعالجة المجانين والمصابين بالصرع، ويتخذون في ذلك من الوسائل التي تزيد على مجرد تلاوة القرآن مما لم ينزِّل اللهُ به سلطانا، كالضرب الشديد الذي قد يترتب عليه أحيانا قتل المصاب كما وقع هنا في عمَّان، وفي مصر، مما صار حديث الجرائد والمجالس ، لقد كان الذين يتولون القراءة على المصروعين أفرادا قليلين صالحين فيما مضى، فصاروا اليوم بالمئات، وفيهم بعض النسوة المتبرجات، فخرج الأمر عن كونه وسيلة شرعية لَا يقوم بها إِلَّا الأطباء عادة إلى أمور ووسائل أخرى لَا يعرفها الشرع ولا الطب معا، فهي عندي نوع من الدَّجَل والوساوس يوحي بها الشيطان إلى عدوه الإنسان {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} وهو نوع من الاستعاذة بالجن التي كان عليها المشركون في الجاهلية المذكورة في قوله تعالى:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} ، فمن استعان بهم على فك سحر - زعموا - أو معرفة هوية الجني المتلبس بالإنسي ، أذكر هو أم أنثى؟ ، مسلم أم كافر؟ ، وصدَّقَه المستعينُ به ، ثم صدَّق هذا الحاضرون عنده، فقد شملهم جميعا وَعِيدُ قولِه صلى الله عليه وسلم:" من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد ".وفي حديث آخر: " .. لم تُقْبَل له صلاة أربعين ليلة " ، فينبغي الانتباه لهذا، فقد علمتُ أن كثيرا ممن ابتُلُوا بهذه المهنة هم من الغافلين عن هذه الحقيقة، فأنصحهم - إن استمروا في مهنتهم - أن لَا يزيدوا في مخاطبتهم على قول النبي صلى الله عليه وسلم:" اخرج عدو الله "، مُذَكِّرًا لهم بقوله تعالى {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ، والله المستعان ، ولا حول ولا قوة إِلَّا بالله. أ. هـ
(م)، وَعَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلَاتِي وَقِرَاءَتِي (1) يَلْبِسُهَا عَلَيَّ (2) فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ: خِنْزَبٌ ، فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ فَتَعَوَّذْ بِاللهِ مِنْهُ ، وَاتْفُلْ (3) عَنْ يَسَارِكَ ثَلَاثًا "، قَالَ: فَفَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَأَذْهَبَهُ اللهُ عَنِّي. (4)
(1) أَيْ: نَكَّدَنِي فِيهَا، وَمَنَعَنِي لَذَّتهَا، وَالْفَرَاغَ لِلْخُشُوعِ فِيهَا. النووي (7/ 342)
(2)
أَيْ: يَخْلِطُهَا وَيُشَكِّكنِي فِيهَا. شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 342)
(3)
النفثُ بالفم: شبيهٌ بالنفخ ، وأما التَّفْل ، فلا يكونُ إلا ومعه شيءٌ من الرِّيق. غريب الحديث لأبي عبيد (ج1ص298)
(4)
(م)(2203) ، (حم) 17928 ، وحسنه الألباني في صفة الصلاة ص 127
(خ م ت د)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِذَا نُودِيَ لِلصَلَاةِ ، أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لَا يَسْمَعَ الْأَذَانَ فَإِذَا قُضِيَ الْأَذَانُ)(1)(رَجَعَ فَوَسْوَسَ)(2)(فَإِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلَاةِ (3) أَدْبَرَ، فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ) (4) (رَجَعَ فَوَسْوَسَ) (5) (حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ (6) يَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا، وَاذْكُرْ كَذَا، لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ مِنْ قَبْلُ (7)) (8)(فَيَلْبِسُ عَلَيْهِ)(9)(حَتَّى لَا يَدْرِيَ الرَّجُلُ كَمْ صَلَّى)(10)
(أَثَلَاثًا صَلَّى ، أَمْ أَرْبَعًا)(11)(فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى)(12)(ثَلَاثًا أَوْ أَرْبَعًا)(13)(فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيِ السَّهْوِ)(14)(وَهُوَ جَالِسٌ)(15)(قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ (16) ") (17)
(1)(خ) 1174 ، (م) 389
(2)
(م) 389
(3)
الْمُرَاد بِالتَّثْوِيبِ هُنَا: الْإِقَامَة. فتح الباري (ج 2 / ص 406)
(4)
(خ) 1174 ، (م) 389
(5)
(م) 389 ، (حم) 9159
(6)
أَيْ أَنَّهُ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَبَيْنَ مَا يُرِيدُهُ مِنْ إِقْبَالِهِ عَلَى صَلَاتِهِ وَإِخْلَاصِهِ فِيهَا. فتح الباري (ج 2 / ص 406)
(7)
أَيْ: لِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ عَلَى ذِكْرِهِ قَبْلَ دُخُولِهِ فِي الصَّلَاة. فتح الباري (2/ 406)
(8)
(خ) 1174 ، (م) 389
(9)
(ت) 397
(10)
(خ) 583 ، (م) 389
(11)
(خ) 3111
(12)
(خ) 1174 ، (م) 389
(13)
(خ) 1174
(14)
(خ) 3111 ، 1174 ، (م) 389
(15)
(خ) 1174 ، (م) 389
(16)
قلت: فيه دليل على أن السهوَ في الصلاة لَا يُبطلها، لأن النبيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ أن الشيطانَ يفعلُ ذلك بالإنسان كلما أراد أن يصلي ، ثم إن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يأمرْ من وجدَ الوسوسة بإعادة الصلاة، ولم يَقُلْ ببطلانها، وكأن السهوَ أمرٌ يكادُ يكون خارجاً عن الإرادة البشرية، فلم يَعْرَ منه حتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم نفسه، عندما سَها في صلاته - كما في حديث ذي اليدين - وعندما استمع لأصحابه وهم يحققون مع العبدِ القرشي يوم بدر وهو يصلي صلى الله عليه وسلم وإنما أمرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من شكَّ في صلاتِه بإتمام الصلاة ، والبناء على اليقين ، أمَّا من يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم لَا يسهو، وإنما كان سَهْوُهُ بتقديرٍ من الله ليُشَرِّع للأمة .. فنقول له: نعم، ولكن ، ماذا سنَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم لِأُمَّتِه حين يسهو المرء في صلاته؟ ، هل أعاد النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاتَه لأنه سها فيها؟ أم أنه أكمل بقيَّتَها وسلَّم؟. ع
(17)
(د) 1032 ، (جة) 1216
(ت س د حم حب)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِوٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(" خَلَّتَانِ لَا يُحْصِيهِمَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، أَلَا وَهُمَا يَسِيرٌ ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ ، يُسَبِّحُ اللهَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا ، وَيَحْمَدُهُ عَشْرًا ، وَيُكَبِّرُهُ عَشْرًا ")(1)(- قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: " وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَعْقِدُهُنَّ بِيَدِهِ)(2) وفي رواية: (يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَمِينِهِ-)(3)(قَالَ: فَتِلْكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ ، وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ)(4)(وَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ ، سَبَّحَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، وَحَمِدَ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ)(5)(فَتِلْكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ ، وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، فَأَيُّكُمْ يَعْمَلُ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ أَلْفَيْنِ وَخَمْسَ مِائَةِ سَيِّئَةٍ؟ ")(6)(قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ هُمَا يَسِيرٌ ، وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ؟)(7)(قَالَ: " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْتِي أَحَدَكُمْ وَهُوَ فِي صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا)(8) وفي رواية: (إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَضَى صَلَاتَهُ ، أَتَاهُ الشَّيْطَانُ فَذَكَّرَهُ حَوَائِجَهُ، فَيَقُومُ قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا، فَإِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ أَتَاهُ)(9)(فلَا يَزَالُ يُنَوِّمُهُ ، حَتَّى يَنَامَ)(10)(قَبْلَ أَنْ يَقُولَهَا ")(11)
(1)(ت) 3410 ، (خد) 1216 ، (س) 1348 ، (د) 5065
(2)
(حب) 2018 ، (ت) 3486 ، (س) 1355 ، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(د) 1502
(4)
(ت) 3410 ، (س) 1348
(5)
(ن) 9981 ، (خد) 1216 ، (ت) 3410 ، (جة) 926
(6)
(ت) 3410 ، (خد) 1216 ، (س) 1348 ، (ش) 29264
(7)
(د) 5065 ، (خد) 1216
(8)
(س) 1348 ، (خد) 1216 ، (د) 5065 ، (عب) 3189
(9)
(طس) 6215 ، (حم) 6910
(10)
(ت) 3410 ، (د) 5065
(11)
(حم) 6910 ، (د) 5065 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 606 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(م)، وَعَنْ سُهَيْلِ بْنِ ذَكْوانَ قَالَ: أَرْسَلَنِي أَبِي إِلَى بَنِي حَارِثَةَ ، وَمَعِي غُلَامٌ لَنَا، فَنَادَاهُ مُنَادٍ مِنْ حَائِطٍ (1) بِاسْمِهِ، فَأَشْرَفَ الَّذِي مَعِي عَلَى الْحَائِطِ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي ، فَقَالَ: لَوْ شَعَرْتُ أَنَّكَ تَلْقَ هَذَا لَمْ أُرْسِلْكَ، وَلَكِنْ إِذَا سَمِعْتَ صَوْتًا فَنَادِ بِالصَلَاةِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يُحَدِّثُ عَنِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" إِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا نُودِيَ بِالصَلَاةِ وَلَّى وَلَهُ حُصَاصٌ (2) "(3)
(1) الْحَائِطُ: الْبُسْتَانُ مِنْ النَّخْلِ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ حَائِطٌ ، وَهُوَ الْجِدَارُ.
(2)
أَيْ: ضُرَاط.
(3)
(م) 389
(ش) وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي قَوْلِهِ تعالى {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} قَالَ: الشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ، فَإِذَا سَهَا وَغَفَلَ وَسْوَسَ، وَإِذَا ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ (1). (2)
(1) أَيْ: انقبض الشيطان وتأخر.
(2)
(ش) 34774 ، (عب) 3750 ، (ك) 3991 ، (هب) 676 ، وصححه الألباني في هداية الرواة: 2221
(حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ، جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَأَبَسَ بِهِ (1) كَمَا يَابِسُ الرَّجُلُ بِدَابَّتِهِ ، فَإِذَا سَكَنَ لَهُ زَنَقَهُ (2) أَوْ أَلْجَمَهُ "، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَأَنْتُمْ تَرَوْنَ ذَلِكَ، أَمَّا الْمَزْنُوقُ ، فَتَرَاهُ مَائِلًا كَذَا ، لَا يَذْكُرُ اللهَ، وَأَمَّا الْمَلْجُومُ ، فَفَاتِحٌ فَاهُ ، لَا يَذْكُرُ اللهَ عز وجل. (3)
(1)(أَبَس): زَجَر دابَّته لِتُسرع المشي.
(2)
الزِّناقُ: حَلَقةٌ توضَع تحت حنك الدابة ، ثم يُجعل فيها خيط يُشَدُّ براسها يَمْنَع به جِمَاحَها. لسان العرب
(3)
(حم) 8352 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.
(خد) وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: النَّوْمُ عِنْدَ الذِّكْرِ مِنَ الشَّيْطَانِ، إِنْ شِئْتُمْ فَجَرِّبُوا، إِذَا أَخَذَ أَحَدُكُمْ مَضْجَعَهُ وَأَرَادَ أَنْ يَنَامَ ، فَلْيَذْكُرِ اللهَ عز وجل. (1)
(1)(خد) 1208 ، انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: 922
(حم)، وَعَنْ بريدة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا يُخْرِجُ رَجُلٌ شَيْئًا مِنْ الصَّدَقَةِ حَتَّى يَفُكَّ عَنْهَا لَحْيَيْ سَبْعِينَ شَيْطَانًا (1) "(2)
(1) أي: كان سبعون شيطانًا يريدون أكْلَها ويمنعوه عن إعطائها ، يريد: كثرة الموانع الشديدة عن الصدقة. (حاشية السندي على المسند)
(2)
(حم) 23012 ، (ك) 1521 ، صَحِيح الْجَامِع: 5814 ، والصحيحة: 1268
(م حم)، وَعَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ رضي الله عنه قَالَ:(قَدِمْتُ أَنَا وَصَاحِبَانِ لِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ)(1)(فَذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا وَأَبْصَارُنَا مِنْ الْجَهْدِ (2) فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) (3)(فَلَمْ يُضِفْنَا أَحَدٌ (4)) (5)(فَأَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم)(6)(" فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى مَنْزِلِهِ " ، فَإِذَا أَرْبَعَةُ أَعْنُزٍ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا مِقْدَادُ ، جَزِّئْ أَلْبَانَهَا بَيْنَنَا أَرْبَاعًا ")(7) (قَالَ: فَكُنَّا نَحْتَلِبُ، فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنَّا نَصِيبَهُ ، وَنَرْفَعُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم نَصِيبَهُ ،
" فَيَجِيءُ مِنْ اللَّيْلِ ، فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا لَا يُوقِظُ نَائِمًا ، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ (8) ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي ، ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ فَيَشْرَبُ) (9) (فَاحْتُبَسَ (10) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ ") (11)(فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ وَقَدْ شَرِبْتُ نَصِيبِي ، فَقَالَ: مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ (12) وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ ، مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجُرْعَةِ) (13)(فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قُمْتُ إِلَى نَصِيبِهِ فَشَرِبْتُهُ ثُمَّ غَطَّيْتُ الْقَدَحَ)(14)(فَلَمَّا أَنْ وَغَلَتْ فِي بَطْنِي (15) وَعَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ ، نَدَّمَنِي الشَّيْطَانُ ، فَقَالَ: وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ؟ ، أَشَرِبْتَ شَرَابَ مُحَمَّدٍ؟ ، فَيَجِيءُ) (16)(جَائِعًا ، فلَا يَجِدُ شَيْئًا)(17)(فَيَدْعُو عَلَيْكَ ، فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ وَآخِرَتُكَ فَتَهْلِكُ، قَالَ: وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ ، إِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَاسِي ، وَإِذَا وَضَعْتُهَا عَلَى رَاسِي خَرَجَ قَدَمَايَ ، وَجَعَلَ لَا يَجِيئُنِي النَّوْمُ ، وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا ، وَلَمْ يَصْنَعَا مَا صَنَعْتُ)(18)(فَتَسَجَّيْتُ (19) وَجَعَلْتُ أُحَدِّثُ نَفْسِي ، فَبَيْنَا أَنَا كَذَلِكَ ، " إِذْ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم) (20) (فَسَلَّمَ كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ فَصَلَّى ، ثُمَّ أَتَى شَرَابَهُ فَكَشَفَ عَنْهُ ، فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ "، فَقُلْتُ: الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ فَأَهْلِكُ ، فَقَالَ:" اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي ، وَاسْقِ مَنْ أَسْقَانِي (21) ") (22)(قَالَ: فَاغْتَنَمْتُ الدَّعْوَةَ)(23)(فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ ، وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَجْتَسُّهَا أَيُّهَا أَسْمَنُ ، فَأَذْبَحُهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(24)(فَلَا تَمُرُّ يَدَيَّ عَلَى ضَرْعِ وَاحِدَةٍ إِلَّا وَجَدْتُهَا حَافِلًا (25)) (26)(وَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ ، فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ لِآلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ أَنْ يَحْتَلِبُوا فِيهِ ، فَحَلَبْتُ فِيهِ حَتَّى عَلَتْهُ رَغْوَةٌ ، فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " أَشَرِبْتُمْ شَرَابَكُمْ اللَّيْلَةَ؟ " ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ ، " فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي " ، فَقُلْتُ: اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللهِ ، " فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِي " ، فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَدْ رَوِيَ وَأَصَبْتُ دَعْوَتَهُ ، ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيتُ إِلَى الْأَرْضِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ (27)؟ " ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، كَانَ مِنْ أَمْرِي كَذَا وَكَذَا، وَفَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةٌ مِنْ اللهِ (28) أَفَلَا كُنْتَ آذَنْتَنِي (29) فَنُوقِظَ صَاحِبَيْنَا فَيُصِيبَانِ مِنْهَا؟ " ، فَقُلْتُ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ) (30)(إِذَا أَصَابَتْنِي وَإِيَّاكَ الْبَرَكَةُ ، فَمَا أُبَالِي مَنْ أَخْطَأَتْ)(31).
(1)(حم) 23860 ، (ت) 2719
(2)
(الْجَهْد): الْجُوع وَالْمَشَقَّة.
(3)
(م) 2055 ، (ت) 2719
(4)
هَذَا مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّ الَّذِينَ عَرَضُوا أَنْفُسَهمْ عَلَيْهِمْ كَانُوا مُقِلِّينَ ، لَيْسَ عِنْدَهُمْ شَيْءٌ يُوَاسُونَ بِهِ. شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 122)
(5)
(حم) 23860 ، (ت) 2719
(6)
(م) 2055 ، (ت) 2719
(7)
(حم) 23860 ، (ت) 2719
(8)
هَذَا فِيهِ آدَابُ السَّلَامِ عَلَى الْأَيْقَاظِ فِي مَوْضِعٍ فِيهِ نِيَام ، أَوْ مَنْ فِي مَعْنَاهُمْ، وَأَنَّهُ يَكُونُ سَلَامًا مُتَوَسِّطًا بَيْن الرَّفْعِ وَالْمُخَافَتَة، بِحَيْثُ يُسْمِعُ الْأَيْقَاظ، وَلَا يُهَوِّشِ عَلَى غَيْرهمْ. شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 122)
(9)
(م) 2055 ، (ت) 2719
(10)
أَيْ: تأخر.
(11)
(حم) 23860
(12)
التُّحْفةُ: الطُرْفةُ من الفاكهة وغيرها. لسان العرب - (ج 9 / ص 17)
(13)
(م) 2055
(14)
(حم) 23860
(15)
أَيْ: دَخَلَتْ وَتَمَكَّنَتْ مِنْهُ.
(16)
(م) 2055
(17)
(حم) 23860
(18)
(م) 2055
(19)
أَيْ: تَغَطَّيْتُ.
(20)
(حم) 23860
(21)
فِيهِ مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْحِلْمِ وَالْأَخْلَاقِ الْمَرْضِيَّةِ وَالْمَحَاسِنِ الْمَرْضِيَّة ، وَكَرَمِ النَّفْسِ وَالصَّبْرِ وَالْإِغْضَاءِ عَنْ حُقُوقِه؛ فَإِنَّهُ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَسْأَلْ عَنْ نَصِيبِهِ مِنْ اللَّبَنِ. شرح النووي على مسلم - (ج 7 / ص 122)
(22)
(م) 2055
(23)
(حم) 23860
(24)
(م) 2055
(25)
أَيْ: قد امتلأ ضَرعُها لَبَنًا.
(26)
(حم) 23860
(27)
أَيْ: أَنَّكَ فَعَلْتَ سَوْأَةً مِنْ الْفَعَلَات ، مَا هِيَ؟. شرح النووي (7/ 122)
(28)
أَيْ: مَا إِحْدَاثُ هَذَا اللَّبَنِ فِي غَيْرِ وَقْتِهِ وَخِلَافِ عَادَتِهِ إِلَّا رَحْمَةٌ مِنْ اللهِ تَعَالَى وَإِنْ كَانَ الْجَمِيعُ مِنْ فَضْلِ الله تَعَالَى. شرح النووي (ج 7 / ص 122)
(29)
آذن: أعلَمَ وأخبر.
(30)
(م) 2055
(31)
(حم) 23860
(خ م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي)(1)(مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا)(2) وفي رواية: (مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا)(3)(مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ (4) ") (5)
(1)(خ) 4968
(2)
(خ) 2391 ، (جة) 2044
(3)
(خ) 4968 ، (م) 127
(4)
احْتَجَّ مَنْ قَالَ: " إِذَا طَلَّقَ في نَفْسه طَلُقَتْ "، بِأَنَّ مَنْ اِعْتَقَدَ الْكُفْر بِقَلْبِهِ كَفَرَ ، وَمَنْ أَصَرَّ عَلَى الْمَعْصِيَة أَثِمَ، وَكَذَلِكَ مَنْ رَاءَى بِعَمَلِهِ وَأُعْجِبَ، وَكَذَا مَنْ قَذَفَ مُسْلِمًا بِقَلْبِهِ، وَكُلّ ذَلِكَ مِنْ أَعْمَال الْقَلْب دُون اللِّسَان.
وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْعَفْو عَنْ حَدِيثِ النَّفْسِ مِنْ فَضَائِلِ هَذِهِ الْأُمَّة، وَالْمُصِرُّ عَلَى الْكُفْرِ لَيْسَ مِنْهُمْ، وَبِأَنَّ الْمُصِرَّ عَلَى الْمَعْصِيَةِ الْآثِمِ مَنْ تَقَدَّمَ لَهُ عَمَلُ الْمَعْصِيَة ، لَا مَنْ لَمْ يَعْمَلْ مَعْصِيَةً قَطُّ، وَأَمَّا الرِّيَاءُ وَالْعُجْبُ وَغَيْرُ ذَلِكَ ، فَكُلُّهُ مُتَعَلِّق بِالْأَعْمَالِ. فتح الباري (ج 15 / ص 100)
(5)
(م) 127 ، (خ) 6287