المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وجوب اتباع الرسل - الجامع الصحيح للسنن والمسانيد - جـ ١

[صهيب عبد الجبار]

فهرس الكتاب

- ‌(1) شَرَف أصحاب الحديث

- ‌(2) مُقَدِّمَة المؤلف

- ‌أَقْوَالُ الْعُلَمَاءِ فِي جَمْعِ أَسَانِيدِ الْأَحَادِيثِ وَمُتُونِهَا

- ‌مُحَاوَلَاتُ الْعُلَمَاءِ قَدِيمًا وَحَدِيثًا جَمْعَ طُرُقِ الْحَدِيثِ فِي مَتْنٍ وَاحِد

- ‌منهج العمل في هذا الكتاب

- ‌طريقة شرح الحديث في الأجزاء الفقهية:

- ‌ طريقة البحث:

- ‌مَيِّزَاتُ الْجَامِعِ الصَّحِيحِ لِلسُّنَنِ وَالْمَسَانِيد

- ‌أقسام الكتاب

- ‌مفاتيح الرموز

- ‌كِتَابُ الْعَقِيدَة الأول

- ‌(1) الْإسْلَام

- ‌عُلُوُّ الْإسْلَام

- ‌الْمُؤمِنُ عَزِيزٌ عَلَى الله

- ‌أَرْكَانُ الْإِسْلَام

- ‌إسْلَامُ قَائِلِ الشَّهَادَتَيْن

- ‌الْإقْرَارُ بالشَّهَادَتَيْنِ يَعْصِمُ الدَّمَ وَالْمَالَ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَام

- ‌نَجَاةُ الْمُوَحِّدِينَ مِنَ الْخُلُودِ فِي النَّار

- ‌(2) اَلْإيمَان

- ‌أَرْكَانُ الْإيمَان

- ‌الْإِيمَانُ بِالله

- ‌تَنْزِيهُ الرَّبِ سُبْحَانَهُ عَنِ اتِّخَاذِ الشَّرِيكِ وَالْوَلَد

- ‌عَدَدُ أَسْمَاءِ اللهِ عز وجل

- ‌بَعْضُ صِفَاتِ الرَّبِّ عز وجل

- ‌غِنَى الرَّبِ عز وجل عَنْ خَلْقِه

- ‌عَظَمَةُ عَرْشِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ وَسَعَةُ كُرْسِيِّه

- ‌عُلُوُّ الرَّبِّ عز وجل عَلَى خَلْقِه

- ‌تَفَرُّدُ الرَّبِّ عز وجل بِالْقُدْرَةِ عَلَى الْخَلْق

- ‌تَفَرُّدُ الرَّبِّ عز وجل بِمَعْرِفَةِ الْغَيْب

- ‌سَعَةُ رَحْمَةِ اللهِ وَمَغْفِرَتِه

- ‌غَيْرَةُ الرَّبِّ عز وجل

- ‌صَبْرُ الرَّبِّ عز وجل

- ‌قُرْبُ الرَّبِّ عز وجل مِنْ عِبَادِه

- ‌الرَّبُّ عز وجل سِتِّيرٌ يُحِبُّ السَّتْر

- ‌مَحَبَّةُ الرَّبِّ عز وجل لِلْمَدْح

- ‌مَحَبَّةُ الرَّبِّ عز وجل لِأَوْلِيَائِهِ ، وَتَايِيدِهِ لَهُمْ بِنُصْرَتِهِ وَمَعِيَّتِه

- ‌استجابةُ اللهِ سَبْحَانَهُ لِدُعَاءِ عِبَادِه

- ‌حُسْنُ الظَّنِّ بِاللهِ تَعَالَى بِالرَّجَاء

- ‌كَرَاهِيَةُ الرَّبِّ لِقُنُوطِ عِبَادِهِ مِنْ رَحْمَتِه

- ‌كَرَاهِيَةُ الرَّبِّ لِلشِّرْك

- ‌كَرَاهِيَةُ الرَّبِّ لِلظُّلم

- ‌رُؤْيَةُ الْمُؤْمِنِينَ لِلهِ يَوْمَ الْقِيَامَة

- ‌بَدْءُ الْخَلْق

- ‌الحِكْمَةُ مِن إِيجَادِ الخَلْق

- ‌كَيْفِيَّةُ بَدْءِ الْخَلْق

- ‌الْإِيمَانُ بِالْمَلَائِكَة

- ‌وُجُوبُ الْإِيمَانِ بِالْمَلَائِكَة

- ‌صِفَةُ خَلْقِ الْمَلَائِكَة

- ‌خَصَائِصُ الْمَلَائِكَة

- ‌طَهَارَةُ الْمَلَائِكَة

- ‌جَمَالُ صُوَرِ بَعْضِهِم

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَيْسُوا إنَاثًا

- ‌الْمَلَائِكَةُ لا يَأكُلُونَ الطَّعَامَ

- ‌قُدْرَةُ الْمَلَائِكَةِ عَلَى التَّشَكُّل

- ‌نُزُولُ جِبْرِيلَ فِي صُورَةِ دِحْيَة الْكَلْبِيّ

- ‌بَعْضُ الْمَخْلُوقَاتِ تَرَى الْمَلَائِكَة

- ‌ضَخَامَةُ أَحْجَامِهِم

- ‌الْمَلَائِكَة لَهَا أَجْنِحَة

- ‌قُوَّةُ الْمَلَائِكَة

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَعْصُونَ اللهَ مُطْلَقًا

- ‌الْمَلَائِكَةُ يَخَافُونَ كَثِيرًا مِنَ الله

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ كَلْب

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ صُورَة

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ جَرَس

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ بَوْلٌ مُنْتَقِع

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَصْحَبُونَ رُفْقَةً فِيهَا كَلْبٌ وَلَا جَرَسٌ وَلَا جِلْدُ نَمِرٍ

- ‌الْمَلَائِكَةُ لَا يَقْرَبُونَ الْجُنُب

- ‌الْمَلَائِكَةُ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الْإنْسَان

- ‌نُزُولُ الْمَلَائِكَةِ فِي الْعِنَان

- ‌تَكْلِيمُ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ لِلْمَلَائِكَة

- ‌جِبْرِيلُ عليه السلام

- ‌صِفَةُ جِبْرِيل

- ‌تَكْلِيمُ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ لِجِبْرِيل

- ‌تسميةُ جبريلَ بالرُّوح

- ‌لِقَاءُ جِبْرِيلَ فِي بَدْءِ الْوَحْي

- ‌حُبُّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِقَاءَ جِبْرِيل

- ‌عَرْضُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ عَلَى جِبْرِيلَ فِي رَمَضَان

- ‌تَعْلِيمُ جِبْرِيلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُمُورَ الدِّين

- ‌عَدَاوَةُ الْيَهُودِ لِجِبْرِيل

- ‌وَظَائِفُ الْمَلَائِكَة

- ‌مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ تَبْلِيغُ رِسَالَاتِ اللَه

- ‌مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ كِتَابَةُ الْأَعْمَال

- ‌دُعَاءُ الْمَلَائكَةِ لِلْمُسْلِمِين

- ‌مُشَارَكَةُ الْمَلَائكَةِ الْمُؤمِنِينَ فِي الصَّلَوَات

- ‌مُشَارَكَةُ الْمَلَائكَةِ الْمُؤمِنِينَ فِي الْقِتَال

- ‌مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ إرْشَادُ الْمُسْلِمِ إلَى طَرِيقِ الْحَقّ

- ‌مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ التَّسْبِيحُ وَالتَّقْدِيسُ وَالصَّلَاة

- ‌مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ قَبْضُ أَرْوَاحِ الْبَشَرِ ، وَسُؤالِهِمْ فِي الْقَبْرِ ، وَتَعْذِيبِ الْعُصَاةِ والْكَفَرَة مِنْهُم

- ‌مِنْ وَظَائِفِ الْمَلَائِكَةِ تَشْيِيعُ جَنَائِزِ الصَّالِحِينَ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِم

- ‌الْإيمَانُ بِالْجِنّ

- ‌هَل الْجِنُّ يَمُوتُون

- ‌عَدَاوَةُ الشَّيْطَانِ لِلْإنسَان

- ‌وَسْوَسَةُ الشَّيْطَان

- ‌دُخُولُ الْجِنِّ فِي الْإنْسَانِ مِنْ حِينِ وِلَادَتِه

- ‌تَلَبُّس الْجِنّ بِالْآدَمِيِّ

- ‌أَمْرُ الْجِنِّيِّ بِالْخُرُوج

- ‌تَسَلُّطُ الشَّيْطَانِ عَلَى الْإِنْسَانِ عِنْدَ الْمَوْت

- ‌ظُهُورُ الْجِنِّ لِلْإنْسَانِ وَقُدْرَتِهِمْ عَلَى التَّشَكُّل

- ‌اسْتِرَاقُ الْجِنِّ السَّمْعَ مِنَ السَّمَاء

- ‌الْوِقَايَةُ مِنَ الشَّيَاطِين

- ‌الْإِيمَانُ بِالْكُتُبِ السَّمَاوِيَّة

- ‌الْإيمَانُ بِالرُّسُل

- ‌وُجُوبُ الْإيمَانِ بِالرُّسُل

- ‌الأنْبِيَاءُ دِينُهُمْ وَاحِد

- ‌وُجُوبُ اتِّباعِ الرُّسُل

- ‌نَماذِجُ مِن تَمَسُّكِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بِإحْسَانٍ بِسُنَّتِه صلى الله عليه وسلم

- ‌رُجُوعُ الصَّحَابَةِ عَنْ آرائِهِمْ لَمَّا عَلِمُوا أَنَّهَا مُخَالِفَةٌ لِسُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌عَدَدُ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُل

- ‌صِفَاتٌ خَاصَّةٌ بِالْأَنْبِيَاء

- ‌الْأَنْبِيَاءُ لَا تُورَث

- ‌أَسْمَاؤُهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌صِفَتُهُ صلى الله عليه وسلم فِي الْكُتُبِ السَّابِقَة

- ‌تَفْضِيلُهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى سَائِرِ الْأَنْبِيَاء

- ‌دَلَائِلُ نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الْبِعْثَة

- ‌دَلَائِلُ نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الْبِعْثَة

- ‌انْشِقَاقُ الْقَمَرِ بِدُعَائِه صلى الله عليه وسلم

- ‌قُدُومُ الشَّجَرِ إلَيْه صلى الله عليه وسلم

- ‌إخْبَارُهُ صلى الله عليه وسلم بِمَا سَيَحْدُث

- ‌شِفَاءُ الْمَرْضَى بِبَرَكَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَكْثِيرُ الطَّعَامِ بِبَرَكَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌خُرُوجُ يَنَابِيعِ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَسْبِيحُ الْحَصَى بَيْنَ يَدَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌تَسْلِيمُ الشَّجَرِ وَالْحَجَرِ عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌مَعْرِفَةُ الْمَخْلُوقَاتِ بِنُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌حَنِينُ الْجِذْعِ إلَيْهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌اسْتِجَابَةُ دُعَائِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌إسْرَاعُ الْخَيْلِ والْإِبِلِ بِبَرَكَتِهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌حِمَايَةُ اللهِ لَهُ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَذَى الْخَلْق

- ‌طَيُّ الْأَرْضِ لَهُ صلى الله عليه وسلم

- ‌خُرُوجُ النَّخْلِ الَّذِي زَرَعَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ مِنْ عَامِه

- ‌إخْبَارُهُ صلى الله عليه وسلم بِبَعْضِ الْحَقَائِقِ الْعِلْمِيِّةِ الَّتِي لَمْ تُعْرَف إِلَّا فِي الْعَصْرِ الْحَدِيث

- ‌بَشَرِيَّتُه صلى الله عليه وسلم

الفصل: ‌وجوب اتباع الرسل

‌وُجُوبُ اتِّباعِ الرُّسُل

قَالَ تَعَالَى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ، وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا} (1)

وَقَالَ تَعَالَى: {وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (2)

وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ، وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (3)

وَقَالَ تَعَالَى: {قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} (4)

وَقَالَ تَعَالَى: {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا ، وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} (5)

(خ م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ (6) وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ "(7)

(1)[النساء/80]

(2)

[آل عمران: 132]

(3)

[الأحزاب: 36]

(4)

[آل عمران: 32]

(5)

[النساء/14]

(6)

هَذِهِ الْجُمْلَة مُنْتَزَعَة مِنْ قَوْله تَعَالَى {مَنْ يُطِعْ الرَّسُول فَقَدْ أَطَاعَ الله} أَيْ: لِأَنِّي لَا آمُر إِلَّا بِمَا أَمَرَ اللهُ بِهِ، فَمَنْ فَعَلَ مَا آمُرهُ بِهِ ، فَإِنَّمَا أَطَاعَ مَنْ أَمَرَنِي أَنْ آمُرَهُ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: لِأَنَّ اللهَ أَمَرَ بِطَاعَتِي ، فَمَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ أَمْرَ اللهِ لَهُ بِطَاعَتِي، وَفِي الْمَعْصِيَةِ كَذَلِكَ.

وَالطَّاعَةُ: هِيَ الْإِتْيَانُ بِالْمَامُورِ بِهِ ، وَالِانْتِهَاء عَنْ الْمَنْهِيّ عَنْهُ، وَالْعِصْيَانُ بِخِلَافِهِ. فتح الباري (ج 20 / ص 152)

(7)

(خ) 2797 ، (م) 1835

ص: 341

(د حم)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما قَالَ:(كُنْتُ أَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ أَسْمَعُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُرِيدُ حِفْظَهُ ، فَنَهَتْنِي قُرَيْشٌ ، وَقَالُوا: أَتَكْتُبُ كُلَّ شَيْءٍ تَسْمَعُهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَشَرٌ ، يَتَكَلَّمُ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا ، فَأَمْسَكْتُ عَنْ الْكِتَابِ)(1)(حَتَّى ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(2)(" فَأَوْمَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأُصْبُعِهِ إِلَى فِيهِ وَقَالَ: اكْتُبْ فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَّا حَقٌّ ")(3)

(1)(حم) 6510 ، (د) 3646

(2)

(حم) 6802 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

(3)

(د) 3646 ، (حم) 6802 ، صَحِيح الْجَامِع: 1196 ، الصَّحِيحَة: 1532

ص: 342

(خ م س)، وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ الرَّجُلَ لَيَسْأَلُنِي الشَّيْءَ ، فَأَمْنَعُهُ حَتَّى تَشْفَعُوا فِيهِ فَتُؤْجَرُوا)(1)(فَاشْفَعُوا تُؤْجَرُوا ، وَيَقْضِي اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ (2) ") (3)

(1)(س) 2557 ، (طب) ج19ص 348 ح809 ، صحيح الجامع: 1622 ، والصحيحة: 1464

(2)

فيه دليل على أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لَا ينطق عن الهوى. ع

(3)

(خ) 1365 ، 7038 ، (م) 145 - (2627) ، (ت) 2672 ، (د) 5131

ص: 343

(خ م)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما قَالَ: إنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ خَاصَمَ الزُّبَيْرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي شِرَاجِ (1) الْحَرَّةِ (2) الَّتِي يَسْقُونَ بِهَا النَّخْلَ ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: سَرِّحْ الْمَاءَ يَمُرُّ (3) فَأَبَى عَلَيْهِ فَاخْتَصَمَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلزُّبَيْرِ: " اسْقِ يَا زُبَيْرُ ، ثُمَّ أَرْسِلْ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ "، فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ فَقَالَ:[يَا رَسُولَ اللهِ](4) أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ؟ ، " فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (5) ثُمَّ قَالَ: اسْقِ يَا زُبَيْرُ ، ثُمَّ احْبِسْ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ (6) " ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ: وَاللهِ إِنِّي لَأَحْسِبُ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ فِي ذَلِكَ {فلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ ، وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (7). (8)

(1) الشِّراج: مَسَايِل الْمِيَاه ، أَحَدهَا شَرْجَة. عون المعبود - (ج 8 / ص 132)

(2)

(الْحَرَّة): أَرْض ذَات حِجَارَة سُود. عون المعبود - (ج 8 / ص 132)

(3)

أَيْ: أَطْلِقْهُ ، وَإِنَّمَا قَالَ لَهُ ذَلِكَ لِأَنَّ الْمَاء كَانَ يَمُرّ بِأَرْضِ الزُّبَيْر قَبْل أَرْض الْأَنْصَارِيّ ، فَيَحْبِسهُ لِإِكْمَالِ سَقْي أَرْضه ، ثُمَّ يُرْسِلهُ إِلَى أَرْض جَاره، فَالْتَمَسَ مِنْهُ الْأَنْصَارِيّ تَعْجِيل ذَلِكَ ، فَامْتَنَعَ. فتح الباري (ج 7 / ص 220)

(4)

(خ) 2561 ، (م) 129 - (2357)

(5)

أَيْ: تَغَيَّرَ مِنْ الْغَضَب لِانْتِهَاكِ حُرْمَة النُّبُوَّة. عون المعبود (ج 8 / ص 132)

(6)

(الْجَدْر): هُوَ الْجِدَار، وَالْمُرَادُ بِهِ: أَصْلُ الْحَائِط.

وَفِي الْفَتْح: أَنَّ الْمُرَاد بِهِ هُنَا الْمَسْنَاة ، وَهِيَ مَا وُضِعَ بَيْنَ شَرْيَاتِ النَّخْلِ كَالْجِدَارِ وَمَا أَمَرَ صلى الله عليه وسلم الزُّبَيْرَ أَوَّلًا إِلَّا بِالْمُسَامَحَةِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ بِتَرْكِ بَعْضِ حَقِّه، فَلَمَّا رَأَى الْأَنْصَارِيَّ يَجْهَلُ مَوْضِعَ حَقِّهِ ، أَمَرَهُ بِاسْتِيفَاءِ تَمَامِ حَقِّهِ.

وَقَدْ بَوَّبَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيّ عَلَى هَذَا الْحَدِيث بَابَ: إِذَا أَشَارَ الْإِمَامُ بِالصُّلْحِ ، فَأَبَى حَكَمَ عَلَيْهِ بِالْحُكْمِ الْبَيِّن. عون المعبود - (ج 8 / ص 132)

(7)

[النساء/65]

(8)

(خ) 2231 ، (م) 129 - (2357) ، (ت) 1363 ، (س) 5416 ، (حم) 16161

ص: 344

(خ)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ أَبَى "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَنْ يَابَى؟، قَالَ:" مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى "(1)

(1)(خ) 6851 ، (حم) 8713

ص: 345

(خم حم)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي (1) وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ "(2)

(1) فِي الْحَدِيثِ إِشَارَةٌ إِلَى فَضْلِ الرُّمْحِ ، وَإِلَى أَنَّ رِزْقَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جُعِلَ فِيهَا ، لَا فِي غَيْرِهَا مِنْ الْمَكَاسِبِ ، وَلِهَذَا قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: إِنَّهَا أَفْضَلُ الْمَكَاسِبِ ، وَالْمُرَادُ بِالصَّغَارِ: بَذْلُ الْجِزْيَة. فتح (ج 9 / ص 74)

(2)

(خم) ج4ص40 ، (حم) 5115 ، وحسنه الألباني في الإرواء حديث: 1269 وصَحِيح الْجَامِع: 2831 ، وصححه في كتاب جلباب المرأة المسلمة: 24

ص: 346

(ك)، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا [إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا] (1): كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ "(2)

(1) مختصر العلو: ص61

(2)

(ك) 319 ، (قط) ج4ص245ح149 ، (هق) 20124 ، وحسنه الألباني في المشكاة: 186، وصَحِيح الْجَامِع: 2937 ، 3232 ، وكتاب " منزلة السنة في الإسلام " ص18

ص: 347

(خ م)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:(قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اقْرَأْ عَلَيَّ " ، قُلْتُ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ ، قَالَ: " إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي " ، قَالَ: فَقَرَاتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ ، حَتَّى بَلَغْتُ: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} (1)) (2)(فَقَالَ: " حَسْبُكَ الْآنَ ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ ، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ (3) ") (4)

(1)[النساء/41]

(2)

(خ) 4306 ، (م) 800

(3)

أَيْ: تَفِيضَانِ بِالدَّمْعِ وَتَسِيلَانِ.

وفِي الحَدِيثِ اِسْتِحْبَابُ اِسْتِمَاعِ الْقِرَاءَةِ وَالْإِصْغَاءِ لَهَا ، وَالْبُكَاءِ عِنْدَهَا وَتَدَبُّرِهَا، وَاسْتِحْبَابُ طَلَبِ الْقِرَاءَةِ مِنْ غَيْرِهِ لِيَسْتَمِعَ لَهُ، وَهُوَ أَبْلَغُ فِي التَّفَهُّمِ وَالتَّدَبُّر مِنْ قِرَاءَتِهِ بِنَفْسِهِ. شرح النووي على مسلم - (ج 3 / ص 154)

(4)

(خ) 4763 ، (م) 800

ص: 348

(ت د جة ك)، وَعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ:(" صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاةَ الصُّبْحِ)(1)(ذَاتَ يَوْمٍ)(2)(ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً (3)) (4)(وَجِلَتْ (5) مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ (6) مِنْهَا الْعُيُونُ ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ (7)) (8)(فَمَاذَا تَعْهَدُ (9) إِلَيْنَا؟) (10)(قَالَ: " أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ)(11)(وَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ (12) لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا ، لَا يَزِيغُ (13) عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ) (14)(وَمَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِي ، فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي ، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، تَمَسَّكُوا بِهَا ، وَعَضُّوا (15) عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ (16) وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ (17) فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ (18) وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ) (19)(وَأُوصِيكُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ)(20)(وَإِنْ أُمِّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ (21)) (22)(فَإِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ هَيِّنُونَ لَيِّنُونَ)(23)(كَالْجَمَلِ الْأَنِفِ (24) حَيْثُمَا قِيدَ انْقَادَ) (25)(وَإِذَا أُنِيخَ عَلَى صَخْرَةٍ اسْتَنَاخَ ")(26)

(1)(جة) 44 ، (ت) 2676

(2)

(جة) 42 ، (د) 4607

(3)

البليغة: المؤثرة التي يُبَالَغ فيها بالإنذار والتخويف.

(4)

(جة) 44 ، (ت) 2676

(5)

الوَجَل: الخوف والخشية والفزع.

(6)

ذَرَفت العيون: سال منها الدمع.

(7)

أَيْ: كَأَنَّك تُوَدِّعنَا بِهَا ، لِمَا رَأَى مِنْ مُبَالَغَتِهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَوْعِظَة. عون (10/ 127)

(8)

(جة) 42 ، (ت) 2676

(9)

أَيْ: تُوصِي. عون المعبود - (ج 10 / ص 127)

(10)

(ت) 2676 ، (جة) 42

(11)

(ت) 2676 ، (د) 4607

(12)

البيضاء: الطريقة الواضحة النقية.

(13)

الزيغ: البعد عن الحق، والميل عن الاستقامة.

(14)

(جة) 43 ، (حم) 17182

(15)

العَضُّ: المراد بِهُ الالتزام وشدة التمسك.

(16)

النواجذ: هي أواخُر الأسنان ، وقيل: التي بعد الأنياب.

(17)

مُحْدَثة: أمر جديد لم يكن موجودًا.

(18)

الْمُرَاد بِالْبِدْعَةِ: مَا أُحْدِثَ مِمَّا لَا أَصْلَ لَهُ فِي الشَّرِيعَةِ يَدُلُّ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مَا كَانَ لَهُ أَصْلٌ مِنْ الشَّرْعِ يَدُلُّ عَلَيْهِ ، فَلَيْسَ بِبِدْعَةٍ شَرْعًا ، وَإِنْ كَانَ بِدْعَة لُغَة، فَقَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم " كُلّ بِدْعَة ضَلَالَة " مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِم ، لَا يَخْرُجُ عَنْهُ شَيْء، وَهُوَ أَصْلٌ عَظِيمٌ مِنْ أُصُولِ الدِّين ، وَأَمَّا مَا وَقَعَ فِي كَلَامِ السَّلَفِ مِنْ اِسْتِحْسَانِ بَعْض الْبِدَع ، فَإِنَّمَا ذَلِكَ فِي الْبِدَعِ اللُّغَوِيَّةِ ، لَا الشَّرْعِيَّة، فَمِنْ ذَلِكَ قَوْل عُمَر رضي الله عنه فِي التَّرَاوِيح:" نِعْمَتْ الْبِدْعَة هَذِهِ " ، وَرُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ " إِنْ كَانَتْ هَذِهِ بِدْعَة، فَنِعْمَتْ الْبِدْعَة " وَمِنْ ذَلِكَ: أَذَانُ الْجُمُعَةِ الْأَوَّل ، زَادَهُ عُثْمَان لِحَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْهِ ، وَأَقَرَّهُ عَلِيٌّ ، وَاسْتَمَرَّ عَمَلُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ. عون المعبود - (ج 10 / ص 127)

(19)

(د) 4607 ، (ت) 2676

(20)

(ت) 2676 ، (د) 4607

(21)

يُرِيدُ بِهِ طَاعَةَ مَنْ وَلَّاهُ الْإِمَامُ عَلَيْكُمْ ، وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا، وَلَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ الْإِمَامَ عَبْدًا حَبَشِيًّا ، وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:" الْأَئِمَّة مِنْ قُرَيْش " ، وَقَدْ يُضْرَبُ الْمَثَلُ فِي الشَّيْءِ بِمَا لَا يَكَادُ يَصِحُّ فِي الْوُجُود ، كَقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم:" مَنْ بَنَى لِلهِ مَسْجِدًا وَلَوْ مِثْلَ مَفْحَصِ قَطَاةٍ ، بَنَى الله لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّة " وَقَدْرُ مَفْحَصِ الْقَطَاةِ لَا يَكُونُ مَسْجِدًا لِشَخْصٍ آدَمِي، وَنَظَائِرُ هَذَا الْكَلَام كَثِير. عون المعبود (10/ 127)

(22)

(ك) 329 ، (د) 4607 ، (جة) 42 ، انظر صحيح الجامع: 2549

(23)

رواه العقيلي في " الضعفاء "(214)، انظر الصحيحة: 936

(24)

الأَنِف: أي المأنوف ، وهو الذي عَقَرُ الخَشَاشُ أَنْفَه ، فهو لَا يَمْتَنِعُ على قائده لِلْوَجَعِ الذي به ، وقيل: الْأَنِف الذَّلُول.

(25)

(جة) 43 ، (حم) 17182

(26)

العقيلي في " الضعفاء "(214)، صَحِيح الْجَامِع: 4314، والصَّحِيحَة: 937، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 59

ص: 349

(حم مي هب)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ:(أَتَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِنُسْخَةٍ مِنْ التَّوْرَاةِ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، هَذِهِ نُسْخَةٌ مِنْ التَّوْرَاةِ)(1)(أَصَبْتُهَا مَعَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ، أَعْرِضُهَا عَلَيْكَ؟)(2)(" فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم " ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَقْرَأُ ، " وَوَجْهُ رَسُولِ اللهِ يَتَغَيَّرُ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: ثَكِلَتْكَ الثَّوَاكِلُ (3) أَمَا تَرَى وَجْهَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ، فَنَظَرَ عُمَرُ إِلَى وَجْهِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضَبِ اللهِ وَغَضَبِ رَسُولِهِ ، رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا) (4) (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ (5)؟ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا (6) بَيْضَاءَ نَقِيَّةً (7)) (8) (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَوْ أَصْبَحَ مُوسَى فِيكُمْ فَاتَّبَعْتُمُوهُ وَتَرَكْتُمُونِي ، لَضَلَلْتُمْ) (9) (عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ، وَلَوْ كَانَ حَيًّا وَأَدْرَكَ نُبُوَّتِي) (10) (مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي (11)) (12) (أَنَا حَظُّكُمْ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَأَنْتُمْ حَظِّي مِنَ الْأُمَمِ) (13) (لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ ") (14)

(1)(مي) 435

(2)

(هب) 5201 ، (حم) 18361

(3)

(ثَكِلَتْكَ) أَيْ: فَقَدَتْك، وَأَصْلُهُ الدُّعَاءُ بِالْمَوْتِ ، ثُمَّ اسْتُعْمَلُ فِي التَّعَجُّبِ.

(4)

(مي) 435 ، (حم) 15903

(5)

أَيْ: أمتحيِّرون في دينكم حتى تأخذوا العلم من غير كتابكم ونبيكم ، كما تهَوَّكَت اليهود والنصارى ، أي: كتحيُّرِهم ، حيث نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم واتبعوا أهواء أحبارهم ورهبانهم. مرقاة المفاتيح (ج 2 / ص 64)

(6)

أَيْ: بالملة الحنيفية. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (ج 2 / ص 64)

(7)

أَيْ: واضحة ، صافية ، خالصة ، خالية عن الشرك والشبهة.

وقيل: المراد أنها مَصُونَة عن التبديل والتحريف ، والإصْرِ والإغلالِ ، خاليةٌ عن التكاليف الشَّاقة. مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح - (ج 2 / ص 64)

(8)

(حم) 15195

(9)

(حم) 15903 ، (هب) 5201

(10)

(مي) 435

(11)

أَيْ: فكيف يجوز لكم أن تطلبوا فائدة من قومه مع وجودي؟.المرقاة (2/ 64)

(12)

(حم) 15195

(13)

(هب) 5201 ، (حم) 15903 ، 18361

(14)

(حم): 15195 ، (ش) 26421 ، وحسنه الألباني في الإرواء: 1589، صَحِيح الْجَامِع: 5308 ، الصَّحِيحَة: 3207 ، المشكاة: 177

ويشهد لها حديث (خ) 4215 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:" كَانَ أَهْلُ الْكِتَابِ يَقْرَءُونَ التَّوْرَاةَ بِالْعِبْرَانِيَّةِ ، وَيُفَسِّرُونَهَا بِالْعَرَبِيَّةِ لِأَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُصَدِّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَلَا تُكَذِّبُوهُمْ ، وَقُولُوا: آمَنَّا بِاللهِ ، وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا ، وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ .. الْآية "

ص: 350

(د)، وعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ السُّلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: نَزَلْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خَيْبَرَ ، وَمَعَهُ مَنْ مَعَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَكَانَ صَاحِبُ خَيْبَرَ رَجُلًا مَارِدًا (1) مُنْكَرًا ، فَأَقْبَلَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ، أَلَكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا حُمُرَنَا (2) وَتَاكُلُوا ثَمَرَنَا ، وَتَضْرِبُوا نِسَاءَنَا؟ ، " فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: يَا ابْنَ عَوْفٍ، ارْكَبْ فَرَسَكَ ثُمَّ نَادِ: أَلَا إِنَّ الْجَنَّةَ لَا تَحِلُّ إِلَّا لِمُؤْمِنٍ، وَأَنْ اجْتَمِعُوا لِلصَلَاةِ "، قَالَ: فَاجْتَمَعُوا، " فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَامَ فَقَالَ: أَيَحْسَبُ أَحَدُكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ (3) يَظُنُّ إِنَّ اللهَ لَمْ يُحَرِّمْ شَيْئًا إِلَّا مَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ؟، أَلَا وَإِنِّي وَاللهِ قَدْ وَعَظْتُ وَأَمَرْتُ وَنَهَيْتُ عَنْ أَشْيَاءَ إِنَّهَا لَمِثْلُ الْقُرْآنِ أَو أَكْثَرُ، وَإِنَّ اللهَ عز وجل لَمْ يُحِلَّ لَكُمْ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتَ أَهْلِ الْكِتَابِ (4) إِلَّا بِإِذْنٍ (5) وَلَا ضَرْبَ نِسَائِهِمْ، وَلَا أَكْلَ ثِمَارِهِمْ إِذَا أَعْطَوْكُمْ الَّذِي عَلَيْهِمْ (6) " (7)

(1) أَيْ: عَاتِيًا.

(2)

(حُمُرنَا): جَمْع حِمَار. عون المعبود - (ج 7 / ص 35)

(3)

أَيْ: عَلَى سَرِيرِه ، أَشَارَ إِلَى مَنْشَأ جَهْلِهِ وَعَدَمِ اِطِّلَاعه عَلَى السُّنَن ، فَرَدَّ كَلَامَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بقِلَّةِ نَظَرِهِ ، وَدَوَامِ غَفْلَتِهِ بِتَعَهُّدِ الِاتِّكَاءِ وَالرُّقَاد.

وَقَالَ الْقَارِي: يَعْنِي الَّذِي لَزِمَ الْبَيْتَ ، وَقَعَدَ عَنْ طَلَبِ الْعِلْم ، فهَذِهِ الصِّفَةُ لِلتَّرَفُّهِ وَالدَّعَة ، كَمَا هُوَ عَادَةُ الْمُتَكَبِّرِ الْمُتَجَبِّرِ الْقَلِيلِ الِاهْتِمَامِ بِأَمْرِ الدِّين. عون (7/ 35)

(4)

يَعْنِي أَهْلَ الذِّمَّةِ الَّذِينَ قَبِلُوا الْجِزْيَة. عون المعبود - (ج 7 / ص 35)

(5)

أَيْ: إِلَّا أَنْ يَاذَنُوا لَكُمْ بِالطَّوْعِ وَالرَّغْبَة. عون المعبود - (ج 7 / ص 35)

(6)

أَيْ: مِنْ الْجِزْيَة. عون المعبود - (ج 7 / ص 35)

(7)

(د) 3050 ، (طس) 7226 ، انظر الصَّحِيحَة: 882

ص: 351

(د جة حم حب)، وَعَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِيكَرِبَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ (1)) (2)(أَلَا يُوشِكُ)(3)(الرَّجُلُ مُتَّكِئًا)(4)(شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ)(5)(يُحَدَّثُ بِحَدِيثٍ مِنْ حَدِيثِي)(6) وفي رواية: (يَأتِيهِ أَمْرٌ مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ ، أَوْ نَهَيْتُ عَنْهُ ، فَيَقُولُ: مَا نَدْرِي مَا هَذَا، عِنْدَنَا كِتَابُ اللهِ لَيْسَ هَذَا فِيهِ)(7)(بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللهِ ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ مِنْ حَرَامٍ حَرَّمْنَاهُ ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (8) مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللهُ (9) ") (10)

(1) قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: هَذَا الْحَدِيثُ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ ، أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ أُوتِيَ مِنْ الْوَحْيِ الْبَاطِنِ غَيْرِ الْمَتْلُوِّ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مِنْ الظَّاهِرِ الْمَتْلُوّ.

وَالثَّانِي: أَنَّ مَعْنَاهُ أَنَّهُ أُوتِيَ الْكِتَابَ وَحْيًا يُتْلَى، وَأُوتِيَ مِثْلَهُ مِنْ الْبَيَان ، أَيْ: أُذِنَ لَهُ أَنْ يُبَيِّنَ مَا فِي الْكِتَاب ، فَيَعُمَّ وَيَخُصّ ، وَأَنْ يَزِيدَ عَلَيْهِ ، فَيُشَرِّعَ مَا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ لَهُ ذِكْر ، فَيَكُونُ ذَلِكَ فِي وُجُوبِ الْحُكْمِ وَلُزُومِ الْعَمَلِ بِهِ كَالظَّاهِرِ الْمَتْلُوِّ مِنْ الْقُرْآن. عون المعبود - (ج 10 / ص 124)

(2)

(حم) 17213 ، (د) 4604

(3)

(د) 4604

(4)

(جة) 12

(5)

(د) 4604

(6)

(جة) 12

(7)

(حب) 13 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(8)

أَيْ: الَّذِي حَرَّمَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَيْرِ الْقُرْآنِ. تحفة الأحوذي (6/ 463)

(9)

أَيْ: فِي الْقُرْآنِ.

وقَالَ الطِّيبِيُّ: فِي تَكْرِيرِ كَلِمَةِ " ألا " تَوْبِيخٌ وَتَقْرِيعٌ ، نَشَأَ مِنْ غَضَبٍ عَظِيمٍ عَلَى مَنْ تَرَكَ السُّنَّةَ وَالْعَمَلَ بِالْحَدِيثِ اِسْتِغْنَاءً بِالْكِتَابِ ، فَكَيْفَ بِمَنْ رَجَّحَ الرَّايَ عَلَى الْحَدِيثِ؟. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 463)

(10)

(جة) 12 ، (ت) 2664

ص: 352

(مي)، وَعَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ الْمُحَارِبِيِّ (1) قَالَ:" كَانَ جِبْرِيلُ عليه السلام يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالسُّنَّةِ كَمَا يَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْقُرْآنِ ، ويُعَلِّمُهُ إِيَّاهَا كَمَا يُعلِّمُهُ الْقُرْآنَ "(2)

(1) تابعي جليل.

(2)

(مي) 588 ، (الإبانة الكبرى لابن بطة) 92 ، وصححه الألباني في كتاب الإيمان لابن تيمية ص37 ، فقال: رواه الدارمي بسند صحيح عن حسان بن عطية ، فهو مرسل.

ص: 353

(مي)، وَعَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: السُّنَّةُ قَاضِيَةٌ عَلَى الْقُرْآنِ ، وَلَيْسَ الْقُرْآنُ بِقَاضٍ عَلَى السُّنَّةِ. (1)

(1)(مي) 587 ، وإسناده جيد.

ص: 354

(طب ش)، وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ:(تَرَكَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ فِي الْهَوَاءِ ، إِلَّا ذَكَرَ لَنَا مِنْهُ عِلْمًا (1)) (2)(وَقَالَ صلى الله عليه وسلم: " مَا تَرَكْتُ شَيْئًا يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُبَاعِدُكُمْ عَنِ النَّارِ ، إِلَّا وَقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، ومَا تَرَكْتُ شَيْئًا يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ ، وَيُبَاعِدُكُمْ عَنِ الْجَنَّةِ ، إِلَّا وَقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ")(3)

(1) يعني: أوامره صلى الله عليه وسلم ونواهيه ، وأخباره ، وأفعاله ، وإباحاته.

(2)

(طب) ح1647 ، (حم) 21399

(3)

(ش) 35473 ، (هب) 10376 ،وصححه الألباني في الصَّحِيحَة: 1803، صحيح موارد الظمآن: 62

وأثبت الألباني صحته عن النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب التوسل ص118، فقال: وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما تركت شيئا يقربكم .. ، وكذلك ذكره بلفظ مُقارِب في كتاب تحريم آلات الطرب ص176 ، فقال: ولو كان استعمال الملاهي المطربات أو استماعها من الدين ، ومما يقرِّب إلى حضرة رب العالمين لبيَّنه صلى الله عليه وسلم وأوضحه كمالَ الإيضاح لأمته ، وقد قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما تركت شيئا يقربكم من الجنة ويباعدكم عن النار إِلَّا أمرتكم به وما تركت شيئا يقربكم من النار ويباعدكم عن الجنة إِلَّا نهيتكم عنه ". أ. هـ

ص: 355

(خ م د جة)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ (" خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا " ، فقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ (1)؟، " فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ " ، حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا ، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ قُلْتُ نَعَمْ، لَوَجَبَتْ (2)) (3)(وَلَوْ وَجَبَتْ ، لَمْ تَقُومُوا بِهَا، وَلَوْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا عُذِّبْتُمْ)(4)(بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ)(5)(ثُمَّ قَالَ: ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ (6) فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ (7) كَثْرَةُ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ (8)) (9)(فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَاتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ ")(10)

الشرح (11)

(1) قِيَاسًا عَلَى الصَّوْمِ وَالزَّكَاة ، فَإِنَّ الْأَوَّلَ: عِبَادَةٌ بَدَنِيَّة ، وَالثَّانِي: طَاعَةٌ مَالِيَّة ، وَالْحَجُّ مُرَكَّب مِنْهُمَا. عون المعبود - (ج 4 / ص 124)

(2)

أَيْ: لَوَجَبَ الْحَجُّ كُلَّ عَام ، وَهَذَا بِظَاهِرِهِ يَقْتَضِي أَنَّ أَمْرَ اِفْتِرَاضِ الْحَجِّ كُلَّ عَامٍ كَانَ مُفَوَّضًا إِلَيْهِ ، حَتَّى لَوْ قَالَ نَعَمْ ، لَحَصَلَ ، وَلَيْسَ بِمُسْتَبْعَدٍ ، إِذْ يَجُوزُ أَنْ يَامُرَ اللهُ تَعَالَى بِالْإِطْلَاقِ ، وَيُفَوِّضَ أَمْرَ التَّقْيِيدِ إِلَى الَّذِي فُوِّضَ إِلَيْهِ الْبَيَان ، فَهُوَ إِنْ أَرَادَ أَنْ يُبْقِيَهُ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، يُبْقِيه عَلَيْهِ ، وَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُقَيِّدَهُ بِكُلِّ عَامٍ يُقَيِّدهُ بِهِ.

ثُمَّ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى كَرَاهَةِ السُّؤَالِ فِي النُّصُوصِ الْمُطْلَقَة ، وَالتَّفْتِيشِ عَنْ قُيُودِهَا ، بَلْ يَنْبَغِي الْعَمَلُ بِإِطْلَاقِهَا حَتَّى يَظْهَرَ فِيهَا قَيْدٌ ، وَقَدْ جَاءَ الْقُرْآنُ مُوَافِقًا لِهَذِهِ الْكَرَاهَة. شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 95)

(3)

(م) 1337 ، (س) 2619

(4)

(جة) 2885 ، (س) 2620 ، انظر صحيح الجامع: 5277

(5)

(د) 1721 ، (جة) 2886

(6)

أَيْ: اُتْرُكُونِي مِنْ السُّؤَالِ عَنْ الْقُيُودِ فِي الْمُطْلَقَات. شرح سنن النسائي (4/ 95)

وَالْمُرَادُ بِهَذَا الْأَمْر: تَرْكُ السُّؤَالِ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يَقَع ، خَشْيَةَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ وُجُوبُهُ

أَوْ تَحْرِيمُه، وَعَنْ كَثْرَةِ السُّؤَال ، لِمَا فِيهِ غَالِبًا مِنْ التَّعَنُّت، وَخَشْيَةِ أَنْ تَقَعَ الْإِجَابَةُ بِأَمْرٍ يُسْتَثْقَل، فَقَدْ يُؤَدِّي لِتَرْكِ الِامْتِثَال ، فَتَقَعُ الْمُخَالَفَة ، لِأَنَّهُ قَدْ يُفْضِي إِلَى مِثْل مَا وَقَعَ لِبَنِي إِسْرَائِيل، إِذْ أُمِرُوا أَنْ يَذْبَحُوا الْبَقَرَة ، فَلَوْ ذَبَحُوا أَيّ بَقَرَة كَانَتْ ، لَامْتَثَلُوا ، وَلَكِنَّهُمْ شَدَّدُوا ، فَشُدِّدَ عَلَيْهِمْ، وَبِهَذَا تَظْهَرُ مُنَاسَبَةُ قَوْلِه:" فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلكُمْ .. إِلَى آخِره ". فتح الباري - (ج 20 / ص 339)

(7)

أَيْ: مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 478)

(8)

يَعْنِي: إِذَا أَمَرَهُمْ الْأَنْبِيَاءُ بَعْدَ السُّؤَالِ أَوْ قَبْلَهُ ، اخْتَلَفُوا عَلَيْهِمْ ، فَهَلَكُوا وَاسْتَحَقُّوا الْإِهْلَاكَ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 478)

(9)

(م) 1337 ، (خ) 6858

(10)

(خ) 6858 ، (م) 1337

(11)

قَوْله صلى الله عليه وسلم: (فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَاتُوا مِنْهُ مَا اِسْتَطَعْتُمْ) هَذَا مِنْ قَوَاعِدِ الْإِسْلَام الْمُهِمَّة، وَمِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ الَّتِي أُعْطِيَهَا صلى الله عليه وسلم وَيَدْخُلُ فِيهِ مَا لَا يُحْصَى مِنْ الْأَحْكَامِ كَالصَّلَاةِ بِأَنْوَاعِهَا، فَإِذَا عَجَزَ عَنْ بَعْضِ أَرْكَانِهَا ، أَوْ بَعْضِ شُرُوطِهَا ، أَتَى بِالْبَاقِي وَإِذَا عَجَزَ عَنْ بَعْضِ أَعْضَاءِ الْوُضُوءِ أَوْ الْغُسْل ، غَسَلَ الْمُمْكِن ، وَإِذَا وَجَدَ بَعْضَ مَا يَكْفِيه مِنْ الْمَاءِ لِطَهَارَتِهِ ، أَوْ لِغَسْلِ النَّجَاسَة ، فَعَلَ الْمُمْكِن ، وَأَشْبَاهُ هَذَا غَيْرُ مُنْحَصِرَة ، وَهِيَ مَشْهُورَةٌ فِي كُتُبِ الْفِقْه، وَالْمَقْصُودُ التَّنْبِيهُ عَلَى أَصْلِ ذَلِكَ. وَهَذَا الْحَدِيثُ مُوَافِقٌ لِقَوْلِ الله تَعَالَى:{فَاتَّقُوا اللهَ مَا اِسْتَطَعْتُمْ} ،

وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى: {اِتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاته} فَفِيهَا مَذْهَبَانِ:

أَحَدهمَا: أَنَّهَا مَنْسُوخَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاتَّقُوا الله مَا اِسْتَطَعْتُمْ}

وَالثَّانِي- وَهُوَ الصَّحِيح ، أَوْ الصَّوَاب، وَبِهِ جَزَمَ الْمُحَقِّقُونَ -: أَنَّهَا لَيْسَتْ مَنْسُوخَة بَلْ قَوْله تَعَالَى: {فَاتَّقُوا الله مَا اِسْتَطَعْتُمْ} مُفَسِّرَة لَهَا ، وَمُبَيِّنَة لِلْمُرَادِ بِهَا،

قَالُوا: {وَحَقّ تُقَاتِه} هُوَ اِمْتِثَالُ أَمْرِهِ ، وَاجْتِنَابُ نَهْيِه، وَلَمْ يَامُرْ سبحانه وتعالى إِلَّا بِالْمُسْتَطَاعِ، قَالَ الله تَعَالَى:{لَا يُكَلِّف الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا} ، وَقَالَ تَعَالَى:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّين مِنْ حَرَج} وَالله أَعْلَم. شرح النووي (4/ 499)

فالْأَمْرُ الْمُطْلَقُ لَا يَقْتَضِي دَوَامَ الْفِعْل ، وَإِنَّمَا يَقْتَضِي جِنْسَ الْمَامُورِ بِهِ ، وَأَنَّهُ طَاعَةٌ مَطْلُوبَةٌ يَنْبَغِي أَنْ يَأْتِيَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْهُ عَلَى قَدْر طَاقَتِه ، وَأَمَّا النَّهْيُ ، فَيَقْتَضِي دَوَامَ التَّرْك ، وَالله تَعَالَى أَعْلَم. شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 95)

ص: 356

(ت)، وَعَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: قَرَأَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رضي الله عنه قَوْلَهُ تَعَالَى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ (1) لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ (2)} (3) قَالَ: هَذَا نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم يُوحَى إِلَيْهِ ، وَخِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ (4) لَوْ أَطَاعَهُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْأَمْرِ لَعَنِتُوا ، فَكَيْفَ بِكُمْ الْيَوْمَ (5)؟. (6)

(1) أَيْ: اِعْلَمُوا أَنَّ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ رَسُولَ اللهِ ، فَعَظِّمُوهُ وَوَقِّرُوهُ ، وَتَأَدَّبُوا مَعَهُ ، وَانْقَادُوا لِأَمْرِهِ ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِمَصَالِحِكُمْ ، وَأَشْفَقُ عَلَيْكُمْ مِنْكُمْ ، وَرَايُهُ فِيكُمْ أَتَمُّ مِنْ رَايِكُمْ لِأَنْفُسِكُمْ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 125)

(2)

أَيْ: لَوْ أَطَاعَكُمْ فِي جَمِيعِ مَا تَخْتَارُونَهُ ، لَأَدَّى ذَلِكَ إِلَى عَنَتِكُمْ وَحَرَجِكُمْ، وَالْعَنَتُ: هُوَ التَّعَبُ وَالْجَهْدُ ، وَالْإِثْمُ ، وَالْهَلَاكُ. تحفة (ج 8 / ص 125)

(3)

[الحجرات/7]

(4)

أَيْ: الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 125)

(5)

أَيْ: كَيْفَ يَكُونُ حَالُكُمْ لَوْ يَقْتَدِي بِكُمْ وَيَأْخُذُ بِآرَائِكُمْ وَيَتْرُكُ كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ رَسُولِهِ. تحفة الأحوذي (ج8ص125)

(6)

(ت) 3269

ص: 357

(خ ت)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ:" جَاءَتْ مَلَائِكَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ نَائِمٌ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ، وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ ، فَقَالُوا: إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلًا ، فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا (1) فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ ، وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ ، فَقَالُوا: مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا ، وَجَعَلَ فِيهَا مَأدُبَةً ، وَبَعَثَ دَاعِيًا ، فَمَنْ أَجَابَ الدَّاعِيَ ، دَخَلَ الدَّارَ ، وَأَكَلَ مِنْ الْمَأدُبَةِ ، وَمَنْ لَمْ يُجِبْ الدَّاعِيَ ، لَمْ يَدْخُلْ الدَّارَ ، وَلَمْ يَأكُلْ مِنْ الْمَأدُبَةِ ، فَقَالُوا: أَوِّلُوهَا لَهُ يَفْقَهْهَا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ الْعَيْنَ نَائِمَةٌ ، وَالْقَلْبَ يَقْظَانُ ، فَقَالُوا: الدَّارُ الْجَنَّةُ وَالدَّاعِي مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فَمَنْ أَطَاعَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصَى مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم فَقَدْ عَصَى اللهَ ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ "(2)

(1) أَيْ: تَمْثِيلًا وَتَصْوِيرًا لِلْمَعْنَى الْمَعْقُولِ ، فِي صُورَةِ الْأَمْرِ الْمَحْسُوسِ ،

لِيَكُونَ أَوْقَعَ تَاثِيرًا فِي النُّفُوسِ. تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 180)

(2)

(خ) 6852 ، (ت) 2860

ص: 358

(خ م ت حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ)(1)(كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ (2) نَارًا) (3)(بِلَيْلٍ فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهَا ، جَعَلَ الْفَرَاشُ)(4)(وَالذُّبَابُ)(5)(يَقَعْنَ فِي النَّارِ، وَجَعَلَ يَحْجُزُهُنَّ)(6)(عَنْهَا)(7)(فَيَغْلِبْنَهُ وَيَتَقَحَّمْنَ فِيهَا)(8)(وَإِنَّ اللهَ لَمْ يُحَرِّمْ حُرْمَةً (9) إِلَّا وَقَدْ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَطَّلِعُهَا مِنْكُمْ مُطَّلِعٌ (10) أَلَا وَإِنِّي آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ (11) أَنْ تَهَافَتُوا فِي النَّارِ كَتَهَافُتِ الْفَرَاشِ أَوْ الذُّبَابِ) (12)(هَلُمَّ عَنْ النَّارِ، هَلُمَّ عَنْ النَّارِ)(13)(أَدْعُوكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ)(14)(وَأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ مِنْ يَدِي)(15)(تَقَحَّمُونَ فِيهَا (16) ") (17)

(1)(حم) 10976 ، (م) 2284 ، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(2)

أَيْ: أَوْقَدَ. تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 192)

(3)

(خ) 3244

(4)

(م) 2284 ، (خ) 6118

(5)

(ت) 2874

(6)

(حم) 8102 ، (خ) 6118

(7)

(م) 2285 ، (حم) 14930

(8)

(م) 2284 ، (خ) 6118

(9)

الحُرْمة: ما لا يَحِلُّ انتِهاكُه.

(10)

أي: سيطلب الطلوع إليها ، والانتهاك لها ، وإنما سمَّى انتهاكَها طُلوعًا وفاعلَه مُطَّلِعًا لأنه تعالى قد خصَّ ما حَرَّمَه بالوعيد عليه ، والنهي عنه ، فالهاتك للحُرْمة قد ارتقى مُرْتَقًا صعبًا ، وقد جُبِلَت النفوس على حُبِّ ما مُنِعَتْ منه ، كما قيل: أحب شيء إلى الإنسان مَا مُنِعَا. التنوير شرح الجامع الصغير (3/ 337)

(11)

جَمْع حُجْزَة ، وَهِيَ مَعْقِد الْإِزَار، وَمِنْ السَّرَاوِيل مَوْضِع التِّكَّة. فتح (18/ 311)

(12)

(حم) 3704 ، 4027 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.

(13)

(م) 2284 ، (حم) 8102

(14)

(حم) 10976 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(15)

(م) 2285

(16)

أَيْ: تَدْخُلُونَ فِيهَا بِشِدَّةٍ وَمُزَاحَمَةٍ.

قِيلَ: التَّقَحُّمُ: هُوَ الدُّخُولُ فِي الشَّيْءِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ ، وَيُعَبَّرُ بِهِ عَنْ الْهَلَاكِ وَإِلْقَاءِ النَّفْسِ فِي الْهَلَاكِ.

وَقَالَ النَّوَوِيُّ: مَقْصُودُ الْحَدِيثِ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم شَبَّهَ تَسَاقُطَ الْجَاهِلِينَ وَالْمُخَالِفِينَ بِمَعَاصِيهِمْ وَشَهَوَاتِهِمْ فِي نَارِ الْآخِرَةِ ، وَحِرْصَهُمْ عَلَى الْوُقُوعِ فِي ذَلِكَ مَعَ مَنْعِهِ إِيَّاهُمْ ، وَقَبْضِهِ عَلَى مَوَاضِعِ الْمَنْعِ مِنْهُمْ بِتَسَاقُطِ الْفَرَاشِ فِي نَارِ الدُّنْيَا ، لِهَوَاهُ وَضَعْفِ تَمْيِيزِهِ ، فَكِلَاهُمَا حَرِيصٌ عَلَى هَلَاكِ نَفْسِهِ ، سَاعٍ فِي ذَلِكَ لِجَهْلِهِ. تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 192)

(17)

(م) 2284 ، (ت) 2874

ص: 359

(طب)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَنَا آخِذٌ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ ، أَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَجَهَنَّمَ ، إِيَّاكُمْ وَالْحُدُودَ فَإِذَا مِتُّ فَأَنَا فَرَطُكُمْ (1) وَمَوْعِدُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، فَمَنْ وَرَدَ أَفْلَحَ "(2)

(1) الْفَارِط: هُوَ الَّذِي يَتَقَدَّمُ الْوَارِدَ لِيُصْلِحَ لَهُمْ الْحِيَاضَ وَالدِّلَاءَ وَنَحْوَهَا مِنْ أُمُورِ الِاسْتِقَاءِ.

فَمَعْنَى " فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْض " سَابِقكُمْ إِلَيْهِ كَالْمُهَيِّئِ لَهُ. النووي (7/ 495)

(2)

(طب) 12805 ، الصَّحِيحَة: 3087 ، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2344

ص: 360

(خ م)، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا، فَقَالَ: يَا قَوْمِ ، إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ بِعَيْنَيَّ ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْعُرْيَانُ (1) فَالنَّجَاءَ النَّجَاءَ (2)) (3)

(فَأَطَاعَتْهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ ، فَأَدْلَجُوا (4) فَانْطَلَقُوا عَلَى مَهْلِهِمْ فَنَجَوْا ، وَكَذَّبَتْهُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ ، فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ ، فَصَبَّحَهُمْ الْجَيْشُ (5) فَاجْتَاحَهُمْ وَأَهْلَكَهُمْ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ أَطَاعَنِي فَاتَّبَعَ مَا جِئْتُ بِهِ ، وَمَثَلُ مَنْ عَصَانِي وَكَذَّبَ بِمَا جِئْتُ بِهِ مِنْ الْحَقِّ ") (6)

(1) الْأَصْلُ فِيهِ أَنَّ رَجُلًا لَقِيَ جَيْشًا ، فَسَلَبُوهُ وَأَسَرُوهُ ، فَانْفَلَتَ إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْجَيْشَ فَسَلَبُونِي، فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا ، فَتَحَقَّقُوا صِدْقَه، لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْرِفُونَهُ وَلَا يَتَّهِمُونَهُ فِي النَّصِيحَة ، وَلَا جَرَتْ عَادَتُه بِالتَّعَرِّي، فَقَطَعُوا بِصِدْقِهِ لِهَذِهِ الْقَرَائِن فَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِنَفْسِهِ وَلِمَا جَاءَ بِهِ مَثَلًا بِذَلِكَ، لِمَا أَبْدَاهُ مِنْ الْخَوَارِق وَالْمُعْجِزَاتِ الدَّالَّةِ عَلَى الْقَطْعِ بِصِدْقِهِ ، تَقْرِيبًا لِأَفْهَامِ الْمُخَاطَبِينَ بِمَا يَألَفُونَهُ وَيَعْرِفُونَهُ. فتح الباري (ج 18 / ص 310)

(2)

أَيْ: اُطْلُبُوا النَّجَاءَ بِأَنْ تُسْرِعُوا الْهَرَب. فتح الباري (ج 18 / ص 310)

(3)

(خ) 6117 ، (م) 2283

(4)

أَيْ: سَارُوا أَوَّلَ اللَّيْل ، أَوْ سَارُوا اللَّيْلَ كُلَّه ، عَلَى الِاخْتِلَافِ فِي مَدْلُولِ هَذِهِ اللَّفْظَة. فتح الباري (ج 18 / ص 310)

(5)

أَيْ: أَتَاهُمْ صَبَاحًا، هَذَا أَصْلُه ، ثُمَّ كَثُرَ اِسْتِعْمَالُهُ ، حَتَّى اسْتُعْمِلَ فِيمَنْ طُرِقَ بَغْتَةً فِي أَيِّ وَقْتٍ كَانَ. فتح الباري (ج 18 / ص 310)

(6)

(خ) 6854 ، (م) 2283

ص: 361

(حم)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:" أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِيمَا يَرَى النَّائِمُ مَلَكَانِ ، فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَالْآخَرُ عِنْدَ رَأْسِهِ ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَيْهِ لِلَّذِي عِنْدَ رَأْسِهِ: اضْرِبْ مَثَلَ هَذَا وَمَثَلَ أُمَّتِهِ ، فَقَالَ: إِنَّ مَثَلَهُ وَمَثَلَ أُمَّتِهِ كَمَثَلِ قَوْمٍ سَفْرٍ (1) انْتَهوا إِلَى رَاسِ مَفَازَةٍ (2) فَلَمْ يَكُنْ مَعَهُمْ مِنْ الزَّادِ مَا يَقْطَعُونَ بِهِ الْمَفَازَةَ ، وَلَا مَا يَرْجِعُونَ بِهِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ ، إِذْ أَتَاهُمْ رَجُلٌ فِي حُلَّةٍ (3) حِبَرَةٍ (4) فَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ وَرَدْتُ بِكُمْ رِيَاضًا (5) مُعْشِبَةً (6) وَحِيَاضًا (7) رُوَاءً (8) أَتَتَّبِعُونِي؟ ، فَقَالُوا: نَعَمْ ، فَانْطَلَقَ بِهِمْ فَأَوْرَدَهُمْ رِيَاضًا مُعْشِبَةً ، وَحِيَاضًا رُوَاءً ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَسَمِنُوا ، فَقَالَ لَهُمْ: أَلَمْ أَلْقَكُمْ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ؟ ، فَجَعَلْتُمْ لِي إِنْ وَرَدْتُ بِكُمْ رِيَاضًا مُعْشِبَةً وَحِيَاضًا رُوَاءً أَنْ تَتَّبِعُونِي؟ ، فَقَالُوا: بَلَى ، قَالَ: فَإِنَّ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ رِيَاضًا أَعْشَبَ مِنْ هَذِهِ ، وَحِيَاضًا هِيَ أَرْوَى مِنْ هَذِهِ ، فَاتَّبِعُونِي ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: صَدَقَ ، وَاللهِ لَنَتَّبِعَنَّهُ ، وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: قَدْ رَضِينَا بِهَذَا ، نُقِيمُ عَلَيْهِ "(9)

(1) أَيْ: مسافرين.

(2)

المَفازة: البَرِّيَّة القفر، سميت مفازة تفاؤلا.

(3)

الْحُلَّة: إِزَارٌ وَرِدَاءٌ مِنْ جِنْسٍ وَاحِد. (فتح - ح30)

(4)

الحِبَرة: ثوب يماني من قطن أو كتان مخطط.

(5)

الرياض: جمع الروضة ، وهي البستان.

(6)

أَيْ: كثيرة العشب.

(7)

الحياض: جمع حوض، وهو مجتمع الماء كالبئر.

(8)

الرُّواء: من الرِّيِّ والارتواء.

(9)

صححه أحمد شاكر في (حم) 2402 ، وقال الحاكم: 8200: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في التلخيص فقال: على شرط البخاري ومسلم.

ص: 362

(م حم)، وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ:(أَكَلَ رَجُلٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشِمَالِهِ ، فَقَالَ: " كُلْ بِيَمِينِكَ " ، قَالَ: لَا أَسْتَطِيعُ - مَا مَنَعَهُ إِلَّا الْكِبْرُ - قَالَ: " لَا اسْتَطَعْتَ ")(1)(قَالَ: فَمَا وَصَلَتْ يَمِينُهُ إِلَى فَمِهِ بَعْدُ (2)) (3).

(1)(م) 1974

(2)

فِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى وُجُوبِ الْأَكْلِ بِالْيَمِينِ، فَلَا يَدْعُو صلى الله عليه وسلم إلَّا عَلَى مَنْ تَرَكَ الْوَاجِبَ، وَأَمَّا كَوْنُ الدُّعَاءِ لِتَكَبُّرِهِ ، فَهُوَ مُحْتَمَلٌ أَيْضًا، وَلَا يُنَافِي أَنَّ الدُّعَاءَ عَلَيْهِ لِلْأَمْرَيْنِ مَعًا. سبل السلام - (ج 5 / ص 102)

(3)

(حم) 16546

ص: 363

(خ م خز حم)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(" خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ)(1)(عَامَ الْفَتْحِ)(2)(لِعَشْرٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ)(3)(وَمَعَهُ عَشَرَةُ آلَافٍ ، وَذَلِكَ عَلَى رَاسِ ثَمَانِ سِنِينَ وَنِصْفٍ مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ ، فَسَارَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِلَى مَكَّةَ ، يَصُومُ وَيَصُومُونَ ، حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ ، وَهُوَ مَاءٌ بَيْنَ عُسْفَانَ وَقُدَيْدٍ)(4)(وَذَلِكَ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ ، فَعَطِشَ النَّاسُ ، وَجَعَلُوا يَمُدُّونَ أَعْنَاقَهُمْ ، وَتَتُوقُ أَنْفُسُهُمْ إِلَيْهِ)(5)(فَقِيلَ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمْ الصِّيَامُ (6)) (7)(فَقَالَ: " اشْرَبُوا أَيُّهَا النَّاسُ)(8)(إِنَّكُمْ مُصَبِّحُو عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ ، فَأَفْطِرُوا ")(9)(فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ: " إِنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ إِنِّي رَاكِبٌ وَأَنْتُمْ مُشَاةٌ، وَإِنِّي أَيْسَرُكُمُ، اشْرَبُوا " ، فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ مَا يَصْنَعُ ، فَلَمَّا أَبَوْا)(10)(" دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِإِنَاءٍ مِنْ مَاءٍ)(11)(بَعْدَ الْعَصْرِ)(12)(فَأَمْسَكَهُ عَلَى يَدِهِ حَتَّى رَآهُ النَّاسُ ، ثُمَّ شَرِبَ)(13)(وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ، يُعْلِمُهُمْ أَنَّهُ قَدْ أَفْطَرَ " ، فَأَفْطَرَ الْمُسْلِمُونَ)(14)(فَقِيلَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ: إِنَّ بَعْضَ النَّاسِ قَدْ صَامَ، فَقَالَ: " أُولَئِكَ الْعُصَاةُ، أُولَئِكَ الْعُصَاةُ)(15)(فَلَمْ يَزَلْ مُفْطِرًا حَتَّى انْسَلَخَ الشَّهْرُ (16) ") (17)

(1)(خ) 1847

(2)

(خ) 4028 ، (م) 1114

(3)

(حم) 2392 ، (خ) 1842

(4)

(خ) 4027 ، (م) 1113

(5)

(حم) 3460 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

(6)

أَيْ: صَعُبَ عليهم أَمْرُه.

(7)

(م) 1114 ، (ت) 710

(8)

(حم) 11441 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.

(9)

(م) 1120

(10)

(خز) 1966 ، (م) 1114 ، (حم) 11441 ، وقال الأعظمي: إسناده صحيح

(11)

(خ) 4029 ، (م) 1114

(12)

(م) 1114

(13)

(حم) 3460 ، (م) 1114 ، (خ) 4028 ، وقال الأرناؤوط: إسناده صحيح

(14)

(حم) 2363 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.

(15)

(م) 1114 ، (ت) 710

(16)

اسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ لِلْمَرْءِ أَنْ يُفْطِرَ وَلَوْ نَوَى الصِّيَامَ مِنْ اللَّيْلِ وَأَصْبَحَ صَائِمًا ، فَلَهُ أَنْ يُفْطِرَ فِي أَثْنَاءِ النَّهَار ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُور، وَهَذَا كُلُّهُ فِيمَا لَوْ نَوَى الصَّوْمَ فِي السَّفَر، فَأَمَّا لَوْ نَوَى الصَّوْمَ وَهُوَ مُقِيمٌ ، ثُمَّ سَافَرَ فِي أَثْنَاءِ النَّهَار ، فَهَلْ لَهُ أَنْ يُفْطِرَ فِي ذَلِكَ النَّهَار؟ ، مَنَعَهُ الْجُمْهُور، وَقَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَاقُ بِالْجَوَازِ، وَاخْتَارَهُ الْمُزَنِيُّ ، مُحْتَجًّا بِهَذَا الْحَدِيث، ظَنًّا مِنْهُ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم أَفْطَرَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ مِنْ الْمَدِينَة، وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، فَإِنَّ بَيْن الْمَدِينَةِ وَالْكَدِيدِ عِدَّةَ أَيَّامٍ.

وَأَبْلَغُ مِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة وَالْبَيْهَقِيُّ عَنْ أَنَسٍ " أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَرَادَ السَّفَرَ ، يُفْطِر فِي الْحَضَرِ قَبْلَ أَنْ يَرْكَبَ ".

ثُمَّ لَا فَرْقَ عِنْدَ الْمُجِيزِينَ فِي الْفِطْرِ بِكُلِّ مُفْطِر، وَفَرَّقَ أَحْمَدُ فِي الْمَشْهُورِ عَنْهُ بَيْن الْفِطْرِ بِالْجِمَاعِ وَغَيْرِهِ ، فَمَنَعَهُ فِي الْجِمَاعِ، قَالَ: فَلَوْ جَامَعَ ، فَعَلَيْهِ الْكَفَّارَة ، إِلَّا إِنْ أَفْطَرَ بِغَيْرِ الْجِمَاعِ قَبْلَ الْجِمَاعِ. فتح الباري (ج 6 / ص 199)

(17)

(خ) 4026

ص: 364

(حم حب)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ "(1)

وفي رواية: " إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ "(2)

(1)(حب) 354 ، (هق) 5199 ، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 1060

(2)

(حم) 5873 ، (حب) 2742 ، صَحِيح الْجَامِع: 1885 ، الإرواء: 564 ، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.

ص: 365

(م س)، وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ:(مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا ، فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الْهُدَى)(1)(وَإِنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى الصَّلَاةَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ)(2)(وَإِنِّي لَا أَحْسَبُ مِنْكُمْ أَحَدًا إِلَّا لَهُ مَسْجِدٌ يُصَلِّي فِيهِ فِي بَيْتِهِ ، فَلَوْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ وَتَرَكْتُمْ مَسَاجِدَكُمْ ، لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ)(3).

(1)(م) 257 - (654) ، (س) 849 ، (د) 550

(2)

(م) 256 - (654)

(3)

(س) 849 ، (د) 550 ، (م) 257 - (654) ، (حم) 4355

ص: 366

قال الألباني في الإرواء تحت حديث 1002: وما أحسنَ ما قالَ الإمامُ مالكٌ رحمه الله لِرجُلٍ أرادَ أن يُحرمَ قبل ذي الحُلَيْفة: لَا تفعل ، فإني أخشي عليك الفتنة ، فقال: وأيُّ فتنةٍ في هذه؟ ، وإنما هي أميالٌ أَزِيدُها! ، قال: وأيًّ فتنةٍ أعظمُ من أن ترى أنكَ سَبقتَ إلى فضيلةٍ قَصُرَ عنها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ ، إني سمعتُ اللهَ يقول:{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (1).

(1)[النور/63]

ص: 367

(حب يع)، وَعَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ جَيْشٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ - أَنَا أَمِيرُهُمْ - حَتَّى نَزَلْنَا الْإسْكَنَدَرِيّةَ، فَقَالَ عَظِيمٌ مِنْ عُظَمَائِهِمُ: أخْرِجُوا إِلَيَّ رَجُلًا يُكَلِّمُنِي وَأُكَلِّمُهُ، فَقُلْتُ: لَا يَخْرُجْ إِلَيْهِ غَيْرِي، فَخَرَجْتُ وَمَعِي تَرْجُمَانِي ، وَمَعَهُ تَرْجُمَانَهُ، حَتَّى وُضِعَ لَنَا (مِنْبَرَانِ) (1) فَقَالَ: مَا أَنْتُمْ؟، فَقُلْتُ:" إِنَّا نَحْنُ الْعَرَبُ، أَهْلُ الشَّوْكِ وَالْقَرَظِ (2) وَأَهْلُ بَيْتِ اللهِ، كُنَّا أَضْيَقَ النَّاسِ أَرْضًا، وَأَشَدَّهُمْ عَيْشًا، نَاكُلُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ ، وَيَغِيرُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ حَتَّى خَرَجَ فِينَا رَجُلٌ لَيْسَ بِأَعْظَمِنَا يَوْمَئِذٍ شَرَفًا، وَلَا أَكْثَرِنَا مَالًا، وَقَالَ: " أَنَا رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ، يَامُرُنَا بِمَا لَا نَعْرِفُ، وَيَنْهَانَا عَمَّا كُنَّا عَلَيْهِ وَكَانَتْ عَلَيْهِ آبَاؤُنَا "، فَكَذَّبْنَاهُ ، وَرَدَدْنَا عَلَيْهِ مَقَالَتَهُ، حَتَّى خَرَجَ إِلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ غَيْرِنَا، فَقَالُوا: نَحْنُ نُصَدِّقُكَ وَنُؤْمِنُ بِكَ وَنَتَّبِعُكَ، وَنُقَاتِلُ مَنْ قَاتَلَكَ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَخَرَجْنَا إِلَيْهِ، فَقَاتَلْنَاهُ فَقَتَلَنَا، وَظَهَرَ عَلَيْنَا وَغَلَبَنَا ، وَتَنَاوَلَ مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ، فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَلَوْ يَعْلَمُ مَنْ وَرَائِي مِنَ الْعَرَبِ مَا أَنْتُمْ فِيهِ مِنَ الْعَيْشِ، لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلَّا جَاءَكُمْ حَتَّى يَشْرَكَكُمْ فِيمَا أَنْتُمْ فِيهِ، فَضَحِكَ ثُمَّ قَالَ: إِنَّ رَسُولَكُمْ قَدْ صَدَقَ، قَدْ جَاءَتْنَا رُسُلُنَا بِمِثْلِ الَّذِي جَاءَ بِهِ رَسُولُكُمْ، فَكُنَّا عَلَيْهِ حَتَّى ظَهَرَتْ فِينَا مُلُوكٌ، فَجَعَلُوا يَعْمَلُونَ بِأَهْوَائِهِمْ ، وَيَتْرُكُونَ أَمْرَ الأَنْبِيَاءِ، فَإِنْ أَنْتُمْ أَخَذْتُمْ بِأَمْرِ نَبِيِّكُمْ ، لَمْ يُقَاتِلْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبْتُمُوهُ ، وَلَمْ يُشَارِرْكُمْ (3) أَحَدٌ إِلَّا ظَهَرْتُمْ عَلَيْهِ، فَإِذَا فَعَلْتُمْ مِثْلَ الَّذِي فَعَلْنَا وَتَرَكْتُمْ أَمْرَ نَبِيِّكُمْ، وَعَمِلْتُمْ مِثْلَ الَّذِينَ عَمِلُوا بِأَهْوَائِهِمْ ، فَخُلِّيَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ، لَمْ تَكُونُوا أَكْثَرَ عَدَدًا مِنَّا، وَلَا أَشَدَّ مِنَّا قُوَّةً، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ: فَمَا كَلَّمْتُ رَجُلًا قَطُّ (أَذْكَى)(4) مِنْهُ. (5)

(1)(يع) 7353

(2)

القَرَظ: ورق شجر السَّلَم ، يُدْبَغُ بِه.

(3)

أي: يَفعل بكم شرًّا يُحْوِجُكُم أن تفعلوا به مثلَه.

(4)

(يع) 7353

(5)

(حب) 6564 ، انظر صحيح موارد الظمآن: 1429

ص: 368