الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
دَلَائِلُ نُبُوَّتِهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الْبِعْثَة
(حم مي ك)، عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قَالَ:
(قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ)(1)(كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ؟)(2)(قَالَ: " نَعَمْ)(3)(إِنِّي عَبْدُ اللهِ)(4)(وَمَكْتُوبٌ فِي أُمِّ الْكِتَابِ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ)(5)(وَإِنَّ آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِأَوَّلِ ذَلِكَ ، أَنَا دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبِشَارَةُ عِيسَى ، وَرَأَتْ أُمِّي حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَ لَهَا قُصُورَ بُصْرَى (6) مِنْ أَرْضِ الشَّامِ) (7)(وَاسْتُرْضِعْتُ)(8)(فَكَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ)(9)(فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ (10) لَنَا ، وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا، فَقُلْتُ: يَا أَخِي، اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أُمِّنَا، فَانْطَلَقَ أَخِي وَمَكَثْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ) (11) (فَأَتَانِي رَجُلانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ) (12) (بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءَةٍ ثَلْجًا) (13) (فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَهُوَ هُوَ؟، فَقَالَ الْآخَرُ: نَعَمْ ، فَأَخَذَانِي فَبَطَحَانِي لِلْقَفَا ، فَشَقَّا بَطْنِي ، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَشَقَّاهُ) (14) (فَاسْتَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَةً (15) سَوْدَاءَ فَطَرَحَاهَا) (16) (ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: ائْتِنِي بِمَاءِ ثَلْجٍ، فَغَسَلَ بِهِ جَوْفِي، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِمَاءِ بَرَدٍ، فَغَسَلَ بِهِ قَلْبِي، ثُمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِالسَّكِينَةِ (17) فَذَرَّهَا فِي قَلْبِي، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: حُصْهُ، فَحَاصَهُ (18) وَخَتَمَ عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: اجْعَلْهُ فِي كِفَّةٍ ، وَاجْعَلْ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْأَلْفِ فَوْقِي أُشْفِقُ (19) أَنْ يَخِرَّ عَلَيَّ بَعْضُهُمْ، فَقَالَ: لَوْ أَنَّ أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لَمَالَ بِهِمْ، ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَفَرِقْتُ (20) فَرَقًا شَدِيدًا، ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَقِيتُ، فَأَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدْ الْتَبَسَ بِي، فَقَالَتْ: أُعِيذُكَ بِاللهِ، فَرَحَلَتْ بَعِيرًا لَهَا ، فَجَعَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ وَرَكِبَتْ خَلْفِي حَتَّى بَلَغْنَا إِلَى أُمِّي، فَقَالَتْ: أَدَّيْتُ أَمَانَتِي وَذِمَّتِي؟، وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ، فَلَمْ يَرُعْهَا (21) ذَلِكَ ، وَقَالَتْ: إِنِّي رَأَيْتُ حِينَ خَرَجَ مِنِّي شَيْئًا ، يَعْنِي: نُورًا أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ ") (22)
(1)(ك) 4174
(2)
(حم) 17685
(3)
الطبقات الكبرى لابن سعد: 341
(4)
(حم) 17190
(5)
مسند الشاميين: 1455
(6)
(بُصْرَى) مَدِينَة مَعْرُوفَة ، بَيْنهَا وَبَيْن دِمَشْق نَحْو ثَلَاث مَرَاحِل، وَهِيَ مَدِينَة حُورَان ، بَيْنهَا وَبَيْن مَكَّة شَهْر.
(7)
(ك) 4174 ، (حم) 17190
(8)
الطبقات الكبرى لابن سعد: 341
(9)
(حم) 17685
(10)
يعني: غنم.
(11)
(حم) 17685
(12)
الطبقات الكبرى لابن سعد: 341
(13)
أخرجه الحافظ ابن كثير في " البداية "(2/ 275)
(14)
(مي) 13
(15)
العلقة: القطعة من الدم الغليظ الجامد.
(16)
الطبقات الكبرى لابن سعد: 341
(17)
السَّكِينة: الطمأنينة والمهابة والوقار.
(18)
حَاصَه: خاطه ،
قلت: سبحان الله! هذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم فإن خياطة العمليات الجراحية لم تُعرف إِلَّا حديثا. ع
(19)
أشْفَقَ: خاف.
(20)
الفَرَق: الخوف الشديد والفزع.
(21)
الرَّوْع: الفزع.
(22)
(مي) 13 ، (حم) 17685 ، وصححه الألباني في المشكاة: 5759، والصَّحِيحَة: 373، 1545 ، 1546، 1925 ، 2529، وصحيح السيرة ص16 وما بعدها.
(خ م حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما وَذَكَرَ بِنَاءَ الْكَعْبَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ (1) -قَالَ:(فَهَدَمَتْهَا قُرَيْشٌ، وَجَعَلُوا يَبْنُونَهَا بِحِجَارَةِ الْوَادِي)(2)(وَكَانَ النَّاسُ يَنْقُلُونَ الْحِجَارَةَ عَلَى رِقَابِهِمْ ، " وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْقُلُ مَعَهُمْ ")(3)(فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ: يَا ابْنَ أَخِي ، لَوْ حَلَلْتَ إِزَارَكَ (4) فَجَعَلْتَهُ عَلَى مَنْكِبَيْكَ (5)) (6)(يَقِيكَ (7) مِنْ الْحِجَارَةِ) (8)
(قَالَ: " فَحَلَّهُ فَجَعَلَهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ، فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ)(9)(ثُمَّ أَفَاقَ فَقَالَ: إِزَارِي ، إِزَارِي ، فَشَدَّ عَلَيْهِ إِزَارَهُ)(10)(فَمَا رُئِيَ بَعْدَ ذَلِكَ عُرْيَانًا صلى الله عليه وسلم (11) ") (12)
(1) هَذَا الْحَدِيثُ مُرْسَلُ صَحَابِيّ ، وَالْعُلَمَاءُ مِنْ الطَّوَائِفِ مُتَّفِقُونَ عَلَى الِاحْتِجَاجِ بِمُرْسَلِ الصَّحَابِيّ ، إِلَّا مَا اِنْفَرَدَ بِهِ الْأُسْتَاذ أَبُو إِسْحَاق الْإِسْفَرَايِينِيّ مِنْ أَنَّهُ لَا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَسُمِّيَتْ الْكَعْبَةُ كَعْبَةً لِعُلُوِّهَا وَارْتِفَاعِهَا، وَقِيلَ: لِاسْتِدَارَتِهَا وَعُلُوِّهَا. شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 53)
(2)
(حم) 23851 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.
(3)
(حم) 23845 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده قوي.
(4)
الإزار: ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن.
(5)
المنكب: مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد.
(6)
(خ) 357 ، (م) 340
(7)
أَيْ: يحفظك.
(8)
(خ) 3617
(9)
(خ) 357 ، (م) 340
(10)
(خ) 3617 ، (م) 340
(11)
فِيهِ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ مَصُونًا عَمَّا يُسْتَقْبَحُ قَبْلَ الْبَعْثَةِ وَبَعْدَهَا.
وَفِيهِ النَّهْيُ عَنْ التَّعَرِّي بِحَضْرَةِ النَّاس. فتح الباري (ج 2 / ص 64)
(12)
(خ) 357 ، (م) 340
(م)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلَيَّ (1) قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ ، إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ (2) "(3)
(1) أَيْ: يَقُولُ: (السَّلَامُ عَلَيْك يَا رَسُولَ اللهِ) كَمَا فِي رِوَايَةٍ. تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 32)
(2)
فِيهِ مُعْجِزَة لَهُ صلى الله عليه وسلم وَفِي هَذَا إِثْبَات التَّمْيِيز فِي بَعْض الْجَمَادَات، وَهُوَ مُوَافِق لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْحِجَارَة:{وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ} وَقَوْله تَعَالَى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} وَفِي هَذِهِ الْآيَة خِلَافٌ مَشْهُور، وَالصَّحِيح أَنَّهُ يُسَبِّحُ حَقِيقَة، وَيَجْعَلُ الله تَعَالَى فِيهِ تَمْيِيزًا بِحَسَبِهِ كَمَا ذَكَرْنَا، وَمِنْهُ الْحَجَر الَّذِي فَرَّ بِثَوْبِ مُوسَى صلى الله عليه وسلم وَكَلَام الذِّرَاع الْمَسْمُومَة، وَمَشْيُ إِحْدَى الشَّجَرَتَيْنِ إِلَى الْأُخْرَى حِين دَعَاهُمَا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وَأَشْبَاه ذَلِكَ. شرح النووي (ج 7 / ص 472)
(3)
(م) 2277 ، (ت) 3624