الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اسْتِرَاقُ الْجِنِّ السَّمْعَ مِنَ السَّمَاء
(خ م)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(سَأَلَ نَاسٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الْكُهَّانِ فَقَالَ: " إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِشَيْءٍ (3)" ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَا) (4) (أَحْيَانًا بِالشَّيْءِ فَيَكُونُ حَقًّا) (5) (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَنْزِلُ فِي الْعَنَانِ -وَهُوَ السَّحَابُ (6) - فَتَذْكُرُ الْأَمْرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ، فَتَسْمَعُهُ ، فَتُوحِيهِ إِلَى الْكُهَّانِ ، فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ") (7)
وفي رواية: (تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنْ الْحَقِّ (8) يَخْطَفُهَا الْجِنِّيُّ ، فَيُقَرْقِرُهَا (9) فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ (10) كَقَرْقَرَةِ الدَّجَاجَةِ (11)) (12)(فَيَزِيدُ فِيهَا مِائَةِ كَذْبَةٍ ")(13)
(1) السَّفَه: الخِفَّةُ والطَّيْشُ، وسَفِهَ رأيُه ، إذا كان مَضْطربا لَا اسِتقامَةَ له، والسفيه: الجاهلُ.
(2)
[الجن/1 - 10]
(3)
أَيْ: لَيْسَ قَوْلُهُمْ بِشَيْءٍ يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ، وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِمَنْ عَمِلَ شَيْئًا وَلَمْ يُحْكِمهُ: مَا عَمِلَ شَيْئًا.
قَالَ الْقُرْطُبِيّ: كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَتَرَافَعُونَ إِلَى الْكُهَّانِ فِي الْوَقَائِعِ وَالْأَحْكَامِ ، وَيَرْجِعُونَ إِلَى أَقْوَالِهِمْ، وَقَدْ اِنْقَطَعَتْ الْكِهَانَةُ بِالْبَعْثَةِ الْمُحَمَّدِيَّة، لَكِنْ بَقِيَ فِي الْوُجُودِ مَنْ يَتَشَبَّهُ بِهِمْ، وَثَبَتَ النَّهْيُ عَنْ إِتْيَانهمْ، فَلَا يَحِلُّ إِتْيَانُهُمْ وَلَا تَصْدِيقُهُمْ. فتح الباري - (ج 16 / ص 294)
(4)
(خ) 7122 ، (م) 2228
(5)
(خ) 5859 ، (م) 2228
(6)
يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِالسَّحَابِ السَّمَاء ، كَمَا أَطْلَقَ السَّمَاءَ عَلَى السَّحَابِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى حَقِيقَتِه ، وَأَنَّ بَعْضَ الْمَلَائِكَةِ إِذَا نَزَلَ بِالْوَحْيِ إِلَى الْأَرْضِ تَسْمَعُ مِنْهُمْ الشَّيَاطِين، أَوْ الْمُرَادُ: الْمَلَائِكَةُ الْمُوَكَّلَةُ بِإِنْزَالِ الْمَطَر. فتح (16/ 294)
(7)
(خ) 3038
(8)
أَيْ: الْكَلِمَةُ الْمَسْمُوعَة الَّتِي تَقَع حَقًّا. فتح الباري - (ج 16 / ص 294)
(9)
أَيْ: يُرَدِّدُهَا، يُقَال: قَرْقَرَتْ الدَّجَاجَة ، تُقَرْقِرُ قَرْقَرَةً ، إِذَا رَدَّدَتْ صَوْتهَا. فتح الباري - (ج 16 / ص 294)
(10)
أُطْلِقَ عَلَى الْكَاهِن: وَلِيُّ الْجِنِّيّ ، لِكَوْنِهِ يُوَالِيه ، أَوْ عَدَلَ عَنْ قَوْلِه الْكَاهِن إِلَى قَوْله " وَلِيُّه " لِلتَّعْمِيمِ فِي الْكَاهِنِ وَغَيْرِه ، مِمَّنْ يُوَالِي الْجِنّ. فتح (16/ 294)
(11)
أَيْ: أَنَّ الْجِنِّيَّ يُلْقِي الْكَلِمَةَ إِلَى وَلِيِّهِ بِصَوْتٍ خَفِيّ مُتَرَاجِعٍ لَهُ زَمْزَمَة ، فَلِذَلِكَ يَقَعُ كَلَامُ الْكُهَّانِ غَالِبًا عَلَى هَذَا النَّمَط، وَفِي قِصَّة اِبْن صَيَّاد قَوْلُهُ:" فِي قَطِيفَة ، لَهُ فِيهَا زَمْزَمَة ". فتح الباري - (ج 16 / ص 294)
(12)
(خ) 7122 ، (م) 2228
(13)
(م) 2228 ، (خ) 5429
(م ت)، وَعَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رُمِيَ بِنَجْمٍ (1) فَاسْتَنَارَ (2) فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا؟ "، قُلْنَا: كُنَّا نَقُولُ: وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ ، وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" فَإِنَّهَا لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ ، وَلَا لِحَيَاتِهِ ، وَلَكِنْ اللهَ تبارك وتعالى إِذَا قَضَى أَمْرًا ، سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ (3) أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ: مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟ ، فَيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قَالَ ، قَالَ اللهُ: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ} (4) قَالَ: فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ بَعْضًا ، حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ أَهْلَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَتَخْتَطِفُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ ، فَيَقْذِفُونَهُ (5) إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ (6) وَيُرْمَوْنَ بِهِ (7) فَمَا جَاءُوا بِهِ (8) عَلَى وَجْهِهِ (9) فَهُوَ حَقٌّ (10)) (11) (وَلَكِنَّهُمْ يُحَرِّفُونَهُ وَيَزِيدُونَ (12) ") (13)
(1)(رُمِيَ بِنَجْمٍ) أَيْ: قُذِفَ بِهِ ، وَالْمَعْنَى: اِنْقَضَّ كَوْكَبٌ. تحفة (ج 8 / ص 68)
(2)
أَيْ: فَاسْتَنَارَ الْجَوُّ بِهِ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 68)
(3)
أَيْ: صَوْتُهُ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 68)
(4)
[سبأ/23]
(5)
أَيْ: مَا سَمِعُوهُ مِنْ الْمَلَائِكَةِ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 68)
(6)
مِنْ الْكَهَنَةِ وَالْمُنَجِّمِينَ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 68)
(7)
أَيْ: يُقْذَفُونَ بِالشُّهُبِ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 68)
(8)
أَيْ: أَوْلِيَاؤُهُمْ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 68)
(9)
أَيْ: مِنْ غَيْرِ تَصَرُّفٍ فِيهِ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 68)
(10)
أَيْ: كَائِنٌ وَاقِعٌ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 68)
(11)
(م) 2229 ، (ت) 3224
(12)
أَيْ: يَزِيدُونَ فِيهِ دَائِمًا كِذْبَاتٍ أُخَرَ مُنْضَمَّةً إِلَيْهِ. تحفة الأحوذي (ج8 / ص 68)
(13)
(ت) 3224 ، (م) 2229
(خ ت جة)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِذَا قَضَى اللهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ (1) ضَرَبَتْ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا (2) لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ (3) سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ (4) يَنْفُذُهُمْ ذَلِكَ ، فَإِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ (5) قَالُوا (6): مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ؟، قَالُوا: الْحَقَّ (7) وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) (8)(قَالَ: وَالشَّيَاطِينُ بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ (9)) (10)(فَيَسْمَعُ مُسْتَرِقُ السَّمْعِ الْكَلِمَةَ ، فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ أَوْ الْكَاهِنِ)(11)(فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ الْمُسْتَمِعَ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ فَيُحْرِقَهُ)(12)
(وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ (13)) (14)(إِلَى الَّذِي يَلِيهِ ، إِلَى الَّذِي هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ ، حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الْأَرْضِ ، فَتُلْقَى عَلَى فَمْ السَّاحِرِ ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ)(15)(فَيُقَالُ: أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا ، كَذَا وَكَذَا؟ ، فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ)(16)(الَّتِي سُمِعَتْ مِنْ السَّمَاءِ ")(17)
(1) أَيْ: إِذَا حَكَمَ اللهُ عز وجل بِأَمْرٍ مِنْ الْأُمُورِ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 67)
(2)
(خُضْعَانًا) مِنْ الْخُضُوعِ، وَهُوَ بِمَعْنَى خَاضِعِينَ. (فتح)(ج 13 / ص 343)
(3)
أَيْ: كَلِمَاتُهُ الْمَسْمُوعَةَ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 67)
(4)
هُوَ مِثْل قَوْله فِي بَدْء الْوَحْي: " صَلْصَلَة كَصَلْصَلَةِ الْجَرَس " ، وَهُوَ صَوْت الْمَلَكِ بِالْوَحْيِ، وَأَرَادَ أَنَّ التَّشْبِيهَ فِي الْمَوْضِعَيْنِ بِمَعْنًى وَاحِد، فَالَّذِي فِي بَدْء الْوَحْي هَذَا ، وَالَّذِي هُنَا جَرُّ السِّلْسِلَةِ مِنْ الْحَدِيدِ عَلَى الصَّفْوَانِ ، الَّذِي هُوَ الْحَجَر الْأَمْلَس ، يَكُون الصَّوْت النَّاشِئ عَنْهُمَا سَوَاء. (فتح)(ج 13/ ص 343)
(5)
أَيْ: كُشِفَ الْفَزَعُ عَنْ قُلُوبهمْ وَأُزِيلَ ، فَالتَّفْزِيع: إِزَالَة الْفَزَع. عون (9/ 12)
(6)
أَيْ: سَأَلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 67)
(7)
أَيْ: قَالَ اللهُ الْقَوْلَ الْحَقَّ ، والْمُجِيبُونَ: هُمْ الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ، كَجَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَغَيْرِهِمَا ، ففِي حَدِيثِ اِبْنِ مَسْعُودٍ عِنْدَ أَبِي دَاوُدَ قَالَ " إِذَا تَكَلَّمَ اللهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَاةِ ، فَيُصْعَقُونَ ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ ، فَإِذَا جَاءَ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ فَيَقُولُونَ: يَا جَبْرَائِيلُ مَاذَا قَالَ رَبُّك؟ ، فَيَقُولُ: الْحَقَّ ، فَيَقُولُونَ: الْحَقَّ ".تحفة (8/ 67)
(8)
(خ) 7043 ، (جة) 194
(9)
أَيْ: لِاسْتِرَاقِ السَّمْعِ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 67)
(10)
(ت) 3223
(11)
(خ) 4522 ، (جة) 194
(12)
(خ) 4424 ، (جة) 194
(13)
قَوْله: (فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَاب إِلَخْ) يَقْتَضِي أَنَّ الْأَمْر فِي ذَلِكَ يَقَع عَلَى حَدٍّ سَوَاء، وَالْحَدِيثُ الْآخَر يَقْتَضِي أَنَّ الَّذِي يَسْلَمُ مِنْهُمْ قَلِيلٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ يُدْرِكهُ الشِّهَاب. (فتح)(ج13ص343)
(14)
(خ) 4522 ، (جة) 194
(15)
(خ) 4424 ، (جة) 194
(16)
(خ) 4522 ، (جة) 194
(17)
(جة) 194 ، (خ) 4522