الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إخْبَارُهُ صلى الله عليه وسلم بِمَا سَيَحْدُث
(خ م)، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:(" حَاصَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَهْلَ الطَّائِفِ، فَلَمْ يَنَلْ مِنْهُمْ شَيْئًا (1)) (2)(فَقَالَ: إِنَّا قَافِلُونَ (3) غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ ") (4) (فَقَالَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: نَرْجِعُ وَلَمْ نَفْتَتِحْهُ؟ ، لَا نَبْرَحُ أَوْ نَفْتَحَهَا، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " فَاغْدُوا عَلَى الْقِتَالِ ") (5) (فَغَدَوْا ، فَقَاتَلُوهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا ، وَكَثُرَ فِيهِمُ الْجِرَاحَاتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّا قَافِلُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ ") (6) (قَالَ: فَكَأَنَّ ذَلِكَ أَعْجَبَهُمْ) (7) (فَسَكَتُوا ، " فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (8) ") (9)
(1) ذَكَرَ أَهْلُ الْمَغَازِي أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا اِسْتَعْصَى عَلَيْهِ الْحِصْن ، وَكَانُوا قَدْ أَعَدُّوا فِيهِ مَا يَكْفِيهِمْ لِحِصَارِ سَنَة ، وَرَمُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ سِكَكَ الْحَدِيدِ الْمُحْمَاة ، وَرَمَوْهُمْ بِالنَّبْلِ ، فَأَصَابُوا قَوْمًا، فَاسْتَشَارَ نَوْفَلَ بْنَ مُعَاوِيَةِ الدِّيلِيّ ، فَقَالَ: هُمْ ثَعْلَبٌ فِي جُحْر ، إِنْ أَقَمْتَ عَلَيْهِ أَخَذَتْهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَضُرَّكْ، فَرَحَلَ عَنْهُمْ " وَذَكَر أَنَسٌ فِي حَدِيثِه عِنْدَ مُسْلِمٍ أَنَّ مُدَّةَ حِصَارِهِمْ كَانَتْ أَرْبَعِينَ يَوْمًا. فتح الباري (ج 12 / ص 135)
(2)
(م) 1778، (خ) 4070
(3)
أَيْ: رَاجِعُونَ إِلَى الْمَدِينَة. فتح الباري (ج 12 / ص 135)
(4)
(خ) 5736 ، (م) 1778
(5)
(م) 1778 ، (خ) 5736
(6)
(خ) 5736 ، (م) 1778
(7)
(خ) 7042 ، (م) 1778
(8)
حَاصِلُ الْخَبَرِ أَنَّهُمْ لَمَّا أَخْبَرَهُمْ بِالرُّجُوعِ بِغَيْرِ فَتْح ، لَمْ يُعْجِبْهُمْ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ ، أَمَرَهُمْ بِالْقِتَالِ ، فَلَمْ يُفْتَحْ لَهُمْ ، فَأُصِيبُوا بِالْجِرَاحِ ، لِأَنَّهُمْ رَمَوْا عَلَيْهِمْ مِنْ أَعْلَى السُّور ، فَكَانُوا يَنَالُونَ مِنْهُمْ بِسِهَامِهِمْ ، وَلَا تَصِلُ السِّهَامُ إِلَى مَنْ عَلَى السُّورِ فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ ، تَبَيَّنَ لَهُمْ تَصْوِيبُ الرُّجُوعِ، فَلَمَّا أَعَادَ عَلَيْهِمْ الْقَوْلَ بِالرُّجُوعِ أَعْجَبَهُمْ حِينَئِذٍ، وَلِهَذَا ضَحِكَ صلى الله عليه وسلم. فتح الباري (ج 12 / ص 135)
(9)
(خ) 5736 ، (م) 1778
(خ ت حم)، وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه (1) قَالَ: لَمَّا بَلَغَنِي خُرُوجُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَرِهْتُ خُرُوجَهُ كَرَاهَةً شَدِيدَةً ، فَخَرَجْتُ حَتَّى وَقَعْتُ نَاحِيَةَ الرُّومِ، حَتَّى قَدِمْتُ عَلَى قَيْصَرَ ، فَكَرِهْتُ مَكَانِي ذَلِكَ أَشَدَّ مِنْ كَرَاهِيَتِي لِخُرُوجِهِ ، فَقُلْتُ: وَاللهِ لَوْلَا أَتَيْتُ هَذَا الرَّجُلَ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا لَمْ يَضُرَّنِي، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا عَلِمْتُ، فَقَدِمْتُ) (2)(بِغَيْرِ أَمَانٍ وَلَا كِتَابٍ ، فَأَتَيْتُهُ " وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ ")(3)(فَلَمَّا رَآنِي النَّاسُ قَالُوا: عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، فَدَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(4)(فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ ، إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ (5) ثُمَّ أَتَاهُ آخَرُ فَشَكَا إِلَيْهِ قَطْعَ السَّبِيلِ (6)) (7)(" ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي فَقَامَ - وَقَدْ كَانَ قَالَ قَبْلَ ذَلِكَ: إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَجْعَلَ اللهُ يَدَهُ فِي يَدِي - " ، فَلَقِيَتْهُ امْرَأَةٌ وَصَبِيٌّ مَعَهَا ، فَقَالَا: إِنَّ لَنَا إِلَيْكَ حَاجَةً ، " فَقَامَ مَعَهُمَا حَتَّى قَضَى حَاجَتَهُمَا ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي حَتَّى أَتَى بِي دَارَهُ فَأَلْقَتْ لَهُ الْوَلِيدَةُ (8) وِسَادَةً فَجَلَسَ عَلَيْهَا " ، وَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، " فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: مَا يُفِرُّكَ (9)؟ ، أَنْ تَقُولَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ؟ فَهَلْ تَعْلَمُ مِنْ إِلَهٍ سِوَى اللهِ؟ " ، قُلْتُ: لَا ، " ثُمَّ تَكَلَّمَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّمَا تَفِرُّ أَنْ تَقُولَ اللهُ أَكْبَرُ؟ ، فَهَلْ تَعْلَمُ أَنَّ شَيْئًا أَكْبَرُ مِنْ اللهِ؟ " قُلْتُ: لَا، قَالَ: " فَإِنَّ الْيَهُودَ مَغْضُوبٌ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّ النَّصَارَى ضُلَّالٌ) (10)
(يَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، يَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ، يَا عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ ")(11)(فَقُلْتُ: إِنِّي مِنْ أَهْلِ دِينٍ)(12)(قَالَ: " أَنَا أَعْلَمُ بِدِينِكَ مِنْكَ " ، فَقُلْتُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِدِينِي مِنِّي؟ ، قَالَ: " نَعَمْ)(13)(أَلَسْتَ رَكُوسِيًّا (14)؟ " ، قُلْتُ: بَلَى ، قَالَ: " أَلَسْتَ تَرْأَسُ قَوْمَكَ؟ " ، قُلْتُ: بَلَى ، قَالَ: " أَلَسْتَ تَأْخُذُ) (15)(مِرْبَاعَ قَوْمِكَ (16)؟ " ، قُلْتُ: بَلَى ، قَالَ: " فَإِنَّ هَذَا لَا يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكِ ") (17) (قَالَ: فَلَمَّا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ) (18) (تَوَاضَعَتْ مِنِّي نَفْسِي) (19) (فَقَالَ: " أَمَا إِنِّي أَعْلَمُ مَا الَّذِي يَمْنَعُكَ مِنْ الْإِسْلَامِ ، تَقُولُ: إِنَّمَا اتَّبَعَهُ ضَعَفَةُ النَّاسِ ، وَمَنْ لَا قُوَّةَ لَهُ ، وَقَدْ رَمَتْهُمْ الْعَرَبُ (20) فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ ، أَتَعْرِفُ الْحِيرَةَ (21)؟ " ، قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا، وَقَدْ سَمِعْتُ بِهَا) (22) (قَالَ: " فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ (23) تَرْتَحِلُ مِنْ الْحِيرَةِ ، حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ ، لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللهُ " ، فَقُلْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي:) (24) (فَأَيْنَ لُصُوصُ طَيِّئٍ (25)) (26) (الَّذِينَ سَعَّرُوا الْبِلَادَ (27)؟ ، قَالَ: " وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى " فَقُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟) (28) (قَالَ: " نَعَمْ) (29)(كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ)(30)(يَطُوفَ بِصَدَقَتِهِ ، فلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا مِنْهُ (31)") (32) (فَقُلْتُ: إِنِّي جِئْتُ مُسْلِمًا ، قَالَ: " فَرَأَيْتُ وَجْهَهُ تَبَسَّطَ فَرَحًا ، ثُمَّ أَمَرَ بِي فَأُنْزِلْتُ عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ " ، فَجَعَلْتُ آتِيهِ طَرَفَيْ النَّهَارِ) (33) (قَالَ عَدِيٌّ: فَهَذِهِ الظَّعِينَةُ تَخْرُجُ مِنْ الْحِيرَةِ ، فَتَطُوفُ بِالْبَيْتِ فِي غَيْرِ جِوَارٍ ، وَلَقَدْ كُنْتُ فِيمَنْ فَتَحَ كُنُوزَ كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكُونَنَّ الثَّالِثَةُ ، " لِأَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ قَالَهَا ") (34)
(1) هو عَدِيُّ بْن حَاتِمٍ الطَّائِيّ ، صَحَابِيٌّ شَهِيرٌ ، وَكَانَ مِمَّنْ ثَبَتَ عَلَى الْإِسْلَامِ فِي الرِّدَّةِ ، وَحَضَرَ فُتُوحَ الْعِرَاقِ ، وَحُرُوبَ عَلِيٍّ. تحفة الأحوذي (ج 7 / ص 272)
(2)
(حم) 18286 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(3)
(ت) 2954
(4)
(حم) 18286
(5)
الفاقة: الفقر والحاجة.
(6)
أَيْ: شكا إليه كثرة قُطاع الطرق.
(7)
(خ) 3595
(8)
أَيْ: الْجَارِيَةُ.
(9)
أَيْ: مَا يَحْمِلُك عَلَى الْفِرَارِ.
(10)
(ت) 2954 ، انظر الصَّحِيحَة: 3263
(11)
(حم) 18286
(12)
(حم) 19397 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(13)
(حم) 18286
(14)
الرَّكُوسِيَّة: ديانة مأخوذة من دين النصارى والصابئة.
(15)
(حم) 19408 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده حسن.
(16)
الْمِرْبَاع: رُبُعُ الْغَنِيمَةِ ، كَانَ رَئِيسُ الْقَوْمِ يَأْخُذُهُ لِنَفْسِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. المصباح المنير (ج 3 / ص 340)
(17)
(حم) 18286
(18)
(حم) 19397
(19)
(حم) 19408
(20)
أَيْ: حارَبَتْهم العربُ مجتمعة.
(21)
(الْحِيرَةِ): كَانَتْ بَلَدَ مُلُوكِ الْعَرَبِ الَّذِينَ تَحْتَ حُكْمِ آلِ فَارِسَ، وَكَانَ مَلِكُهُمْ يَوْمَئِذٍ إِيَاسُ بْنُ قَبِيصَةَ الطَّائِيُّ ، وَلِيَهَا مِنْ تَحْتِ يَدِ كَسْرَى بَعْدَ قَتْلِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ. تحفة الأحوذي - (ج 7 / ص 272)
(22)
(حم) 18286
(23)
(الظَّعِينَة): الْمَرْأَةُ فِي الْهَوْدَج، وَهُوَ فِي الْأَصْلِ اِسْمٌ لِلْهَوْدَجِ. فتح (10/ 398)
(24)
(خ) 3595
(25)
الْمُرَاد قُطَّاع الطَّرِيق ، وَطَيِّئ قَبِيلَة مَشْهُورَة، مِنْهَا عَدِيّ بْن حَاتِم الْمَذْكُور، وَبِلَادهمْ مَا بَيْن الْعِرَاق وَالْحِجَاز، وَكَانُوا يَقْطَعُونَ الطَّرِيق عَلَى مَنْ مَرَّ عَلَيْهِمْ بِغَيْرِ جِوَار، وَلِذَلِكَ تَعَجَّبَ عَدِيّ كَيْف تَمُرّ الْمَرْأَة عَلَيْهِمْ وَهِيَ غَيْر خَائِفَة. فتح الباري (ج 10 / ص 398)
(26)
(ت) 2954
(27)
أَيْ: مَلَاؤُا الْأَرْض شَرًّا وَفَسَادًا. فتح الباري (ج 10 / ص 398)
(28)
(خ) 3595
(29)
(حم) 18286
(30)
(خ) 3595
(31)
وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ إِشَارَةً إِلَى مَا وَقَعَ فِي زَمَنِ عُمَرَ بْنِ عَبْد الْعَزِيز ، وَبِذَلِكَ جَزَمَ الْبَيْهَقِيُّ ، وَأَخْرَجَ فِي " الدَّلَائِل " عَنْ عُمَر بْن أُسَيد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن زَيْد بْن الْخَطَّاب قَالَ:" إِنَّمَا وَلِيَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيز ثَلَاثِينَ شَهْرًا، أَلَا وَاللهِ مَا مَاتَ حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِينَا بِالْمَالِ الْعَظِيم ، فَيَقُول: اِجْعَلُوا هَذَا حَيْثُ تَرَوْنَ فِي الْفُقَرَاء، فَمَا نَبْرَحُ حَتَّى نَرْجِعَ بِمَالِهِ ، نَتَذَكَّرُ مَنْ نَضَعُهُ فِيهِ ، فَلَا نَجِدُهُ ".
وهَذَا الِاحْتِمَال لِقَوْلِهِ فِي الْحَدِيث " وَلَئِنْ طَالَتْ بِك حَيَاة ".فتح (ج10ص398)
(32)
(خ) 1413
(33)
(ت) 2954
(34)
(حم) 18286 ، (خ) 3595
(حب)، وَعَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مُثِّلَتْ لِيَ الْحِيرَةُ كَأَنْيَابِ الْكِلَابِ، وَإِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَهَا "، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: هَبْ لِي يَا رَسُولَ اللهِ ابْنَةَ بُقَيْلَةَ، فَقَالَ:" هِيَ لَكَ "، فَأَعْطُوهُ إِيَّاهَا، فَجَاءَ أَبُوهَا فَقَالَ: أَتَبِيعُهَا؟، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: بِكُمْ؟ ، احْتَكِمْ مَا شِئْتَ، قَالَ: بِأَلْفِ دِرْهَمٍ ، قَالَ: قَدْ أَخَذْتُهَا، فَقِيلَ لَهُ: لَوْ قُلْتَ: ثَلَاثينَ أَلْفًا ، قَالَ: وَهَلْ عَدَدٌ أَكْثَرُ مِنْ أَلْفٍ!. (1)
(1)(حب) 6674 ، انظر الصَّحِيحَة: 2825 ،
وقال الألباني في صحيح موارد الظمآن 1427 بعدما صحح الحديث: وللحديث شاهد قوي مرسل في كتاب الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام عن حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ: أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي شَيْبَانَ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: اكْتُبْ لِي بِابْنَةِ بَقِيلَةَ عَظِيمِ الْحِيرَةِ، فَقَالَ:" يَا فُلَانُ، أَتَرْجُو أَنْ يَفْتَحَهَا اللهُ لَنَا؟ "، فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَيَفْتَحَنَّهَا اللهُ لَنَا، قَالَ: فَكَتَبَ لَهُ بِهَا فِي أَدِيمٍ أَحْمَرَ، فَقَالَ: فَغَزَاهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَخَرَجَ مَعَهُ ذَلِكَ الشَّيْبَانِيُّ، قَالَ: فَصَالَحَ أَهْلُ الْحِيرَةِ وَلَمْ يُقَاتِلُوا، فَجَاءَ الشَّيْبَانِيُّ بِكِتَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَالِدٍ، فَلَمَّا أَخَذَهُ قَبَّلَهُ ثُمَّ قَالَ: دُونَكَهَا، فَجَاءَ عُظَمَاءُ أَهْلِ الْحِيرَةِ فَقَالُوا: يَا فُلَانُ، إِنَّكَ كُنْتَ رَأَيْتَ فُلَانَةَ وَهِيَ شَابَّةٌ، وَإِنَّهَا وَاللهِ قَدْ كَبِرَتْ وَذَهَبَتْ عَامَّةُ مَحَاسِنَهَا ، فَبِعْنَاهَا فَقَالَ: وَاللهِ لَا أَبِيعُكُمُوهَا إِلَّا بِحُكْمِي، فَخَافُوا أَنْ يَحْكُمَ عَلَيْهِمْ مَا لَا يُطِيقُونَ، فَقَالُوا: سَلْنَا مَا شِئْتَ، فَقَالَ: لَا وَاللهِ، لَا أَبِيعُكُمُوهَا إِلَّا بِحُكْمِي، فَلَمَّا أَبَى قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَعْطُوهُ مَا احْتَكَمَ، فَقَالُوا: فَاحْتَكِمْ، قَالَ: فَإِنِّي أَسْأَلُكُمْ أَلْفَ دِرْهَمٍ - قَالَ حُمَيْدٌ، وَهُمْ أُنَاسٌ مَنَاكِيرُ - فَقَالُوا: يَا فُلَانُ، أَيْنَ تَقَعُ أَمْوَالُنَا مِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ؟ ، قَالَ: فَلا وَاللهِ لَا أَنْقُصُهَا مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَأَعْطَوْهُ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَانْطَلَقُوا بِصَاحِبَتِهِمْ ، فَلَمَّا رَجَعَ الشَّيْبَانِيُّ إِلَى قَوْمِهِ قَالُوا: مَا صَنَعْتَ؟ ، قَالَ: بِعْتُهَا بِحُكْمِي، قَالُوا: أَحْسَنْتَ، فَمَا احْتَكَمْتَ؟ ، قَالَ: أَلْفُ دِرْهَمٍ، فَأَقْبَلُوا عَلَيْهِ يَسُبُّونَهُ وَيَلُومُونَهُ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا قَالَ: لَا تَلُومُونِي، فَوَاللهِ مَا كُنْتُ أَظُنُّ عَدَدًا يُذْكَرُ أَكْثَرَ مِنْ أَلْفِ دِرْهَمٍ.
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَكَانَ بَعْضُ الْمُحَدِّثِينَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، وَيَجْعَلُ هَذَا الرَّجُلَ مِنْ طَيِّئٍ، فَأَرَى هَذِهِ قَدْ سُبِيَتْ، وَإِنَّمَا افْتَتَحُوهُمْ صُلْحًا، وَسُنَّةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالْمُسْلِمِينَ:" أَنْ لَا سِبَاءَ عَلَى أَهْلِ الصُّلْحِ وَلَا رِقَّ، وَأَنَّهُمْ أَحْرَارٌ "، فَوَجْهُ هَذَا الْحَدِيثِ عِنْدِي: أَنَّهَا إِنَّمَا رَقَّتْ لِلنَّفَلِ الْمُتَقَدِّمِ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلشَّيْبَانِيِّ، فَلَمْ يَكُنْ لِذَلِكَ مَرْجِعٌ، فَلِهَذَا أَمْضَاهَا لَهُ خَالِدٌ، وَلَوْلا ذَلِكَ مَا حَلَّ سِبَاؤُهَا وَلَا بَيْعُهَا ألَا تَرَى أَنَّهُ لَمْ يَسْتَرِقَّ أَحَدًا مِنْ أَهْلِ الْحِيرَةِ غَيْرَهَا؟. أ. هـ
(خ)، وَعَنْ خَبَّابِ بْنِ الْأَرَتِّ رضي الله عنه قَالَ:(أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً (1) لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ ، وَقَدْ لَقِينَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ شِدَّةً ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ) (2)(أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ ، أَلَا تَدْعُو اللهَ لَنَا (3)؟) (4)(" فَقَعَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْمَرٌّ وَجْهُهُ ، فَقَالَ: لَقَدْ كَانَ)(5)(الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الْأَرْضِ)(6)(فَيُجْعَلُ فِيهَا ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى)(7)(مَفْرِقِ رَأْسِهِ)(8)(فَيُشَقُّ)(9)(نِصْفَيْنِ)(10)(مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ (11) عَنْ دِينِهِ) (12)(وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ)(13)(مَا دُونَ عِظَامِهِ مِنْ لَحْمٍ أَوْ عَصَبٍ (14) مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ (15)) (16)
(وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ (17) حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ (18) لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ (19) ") (20)
(1) البْرُدُ والبُرْدة: الشَّمْلَةُ المخطَّطة، وقيل: هو كِساءٌ أسود مُرَبَّع فيه صورٌ ، وَالْمَعْنَى: جَعَلَ الْبُرْدَةَ وِسَادَةً لَهُ، مِنْ: تَوَسَّدَ الشَّيْءَ: جَعَلَهُ تَحْتَ رَاسه. عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(2)
(خ) 3639
(3)
أَيْ: عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، فَإِنَّهُمْ يُؤْذُونَنَا. عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(4)
(خ) 3416 ، (س) 5320
(5)
(خ) 3639
(6)
(خ) 3416
(7)
(خ) 6544
(8)
(خ) 3639
(9)
(خ) 3639
(10)
(خ) 6544
(11)
أَيْ: لَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ الْعَذَاب الشَّدِيد. عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(12)
(خ) 3639
(13)
(خ) 3416
(14)
قَالَ الطِّيبِيُّ: فِيهِ مُبَالَغَةٌ بِأَنَّ الْأَمْشَاطَ لِحِدَّتِهَا وَقُوَّتِهَا كَانَتْ تَنْفُذُ مِنْ اللَّحْمِ إِلَى الْعَظْمِ وَمَا يَلْتَصِقُ بِهِ مِنْ الْعَصَب. عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(15)
قَالَ اِبْن بَطَّال: أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ مَنْ أُكْرِهَ عَلَى الْكُفْرِ وَاخْتَارَ الْقَتْلَ ، أَنَّهُ أَعْظَمُ أَجْرًا عِنْدَ اللهِ مِمَّنْ اِخْتَارَ الرُّخْصَة، وَأَمَّا غَيْرُ الْكُفْرِ ، فَإِنْ أُكْرِهَ عَلَى أَكْلِ الْخِنْزِير وَشُرْبِ الْخَمْر مَثَلًا ، فَالْفِعْل أَوْلَى.
وَقَالَ بَعْض الْمَالِكِيَّة: بَلْ يَاثَمُ إِنْ مُنِعَ مِنْ أَكْلِ غَيْرهَا ، فَإِنَّهُ يَصِيرُ كَالْمُضْطَرِّ عَلَى أَكْلِ الْمَيْتَة إِذَا خَافَ عَلَى نَفْسِهِ الْمَوْتَ فَلَمْ يَاكُلْ. فتح الباري (19/ 402)
(16)
(خ) 3639
(17)
أَيْ: أَمْرَ الدِّين. عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(18)
بَيْن صنعاء وحَضْرَمَوْت مَسَافَة بَعِيدَة ، نَحْو خَمْسَة أَيَّام. فتح الباري (10/ 413)
(19)
أَيْ: سَيَزُولُ عَذَابُ الْمُشْرِكِينَ، فَاصْبِرُوا عَلَى أَمْرِ الدِّينِ كَمَا صَبَرَ مَنْ سَبَقَكُمْ. عون المعبود - (ج 6 / ص 79)
(20)
(خ) 6544 ، (د) 2649
(خ م)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِذَا هَلَكَ كِسْرَى ، فلَا كِسْرَى بَعْدَهُ ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ ، فلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ (1) "(2)
(1) قَالَ الشَّافِعِيُّ وَسَائِرُ الْعُلَمَاء: مَعْنَاهُ لَا يَكُونُ كِسْرَى بِالْعِرَاقِ، وَلَا قَيْصَرُ بِالشَّامِ كَمَا كَانَ فِي زَمَنِهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَّمَنَا صلى الله عليه وسلم بِانْقِطَاعِ مُلْكِهِمَا فِي هَذَيْنِ الْإِقْلِيمَيْنِ، فَكَانَ كَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم فَأَمَّا كِسْرَى فَانْقَطَعَ مُلْكُهُ وَزَالَ بِالْكُلِّيَّةِ مِنْ جَمِيعِ الْأَرْض، وَتَمَزَّقَ مُلْكُهُ كُلَّ مُمَزَّق، وَاضْمَحَلَّ بِدَعْوَةِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَمَّا قَيْصَر ، فَانْهَزَمَ مِنْ الشَّامِ وَدَخَلَ أَقَاصِي بِلَادِه، فَافْتَتَحَ الْمُسْلِمُونَ بِلَادَهُمَا ، وَاسْتَقَرَّتْ لِلْمُسْلِمِينَ وَللهِ الْحَمْد، وَأَنْفَقَ الْمُسْلِمُونَ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ الله كَمَا أَخْبَرَ صلى الله عليه وسلم وَهَذِهِ مُعْجِزَات ظَاهِرَة. (النووي - ج 9 / ص 304)
(2)
(خ) 2952 ، (م) 2918
(خ م حم)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:(" أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ " ، فَجَعَلْنَا نَنْقُلُ لَبِنَةً لَبِنَةً (1)) (2)(وَكَانَ عَمَّارٌ رضي الله عنه يَنْقُلُ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ)(3)(فَتَتَرَّبُ رَأْسُهُ (4)) (5)(" فَرَآهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(6)(فَجَعَلَ يَنْفُضُ)(7)(عَنْ رَأْسِهِ الْغُبَارَ وَيَقُولُ: وَيْحَ عَمَّارٍ ، تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ (8)
عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ (9) ") (10) (فَقَالَ عَمَّارٌ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الْفِتَنِ) (11).
(1) اللَّبِنَةُ: مَا يُصْنَع مِنْ الطِّين وَغَيْره لِلْبِنَاءِ قَبْل أَنْ يُحْرَق.
(2)
(حم) 11024، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(خ) 2657
(4)
أَيْ: امتلأ غُبارا وأتربة.
(5)
(حم) 11024
(6)
(خ) 436
(7)
(حم) 11024
(8)
قَالَ الْعُلَمَاء: هَذَا الْحَدِيثُ حُجَّةٌ ظَاهِرَةٌ فِي أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه كَانَ مُحِقًّا مُصِيبًا، وَالطَّائِفَة الْأُخْرَى بُغَاةٌ ، لَكِنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ ، فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِمْ لِذَلِكَ. النووي (9/ 300)
والْمُرَادُ " بِالْفِئَةِ ": أَصْحَابُ مُعَاوِيَةَ ، وَالْفِئَةُ: الْجَمَاعَةُ ، وَ" الْبَاغِيَةُ " هُمْ الَّذِينَ خَالَفُوا الْإِمَامَ ، وَخَرَجُوا عَنْ طَاعَتِهِ بِتَاوِيلٍ بَاطِلٍ، وَأَصْلُ الْبَغْيِ مُجَاوَزَةُ الْحَدِّ. تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 222)
(9)
قَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ: فَإِنْ قِيلَ: كَانَ قَتْلُهُ بِصِفِّينَ وَهُوَ مَعَ عَلِيٍّ ، وَالَّذِينَ قَتَلُوهُ مَعَ مُعَاوِيَةَ ، وَكَانَ مَعَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ الصَّحَابَةِ ، فَكَيْفَ يَجُوزُ عَلَيْهِمْ الدُّعَاءُ إِلَى النَّارِ ، فَالْجَوَابُ أَنَّهُمْ كَانُوا ظَانِّينَ أَنَّهُمْ يَدْعُونَ إِلَى الْجَنَّةِ ، وَهُمْ مُجْتَهِدُونَ لَا لَوْمَ عَلَيْهِمْ فِي اِتِّبَاعِ ظُنُونِهِمْ ، فَالْمُرَادُ بِالدُّعَاءِ إِلَى الْجَنَّةِ ، الدُّعَاءُ إِلَى سَبَبِهَا ، وَهُوَ طَاعَةُ الْإِمَامِ، وَكَذَلِكَ كَانَ عَمَّارٌ يَدْعُوهُمْ إِلَى طَاعَةِ عَلِيٍّ ، وَهُوَ الْإِمَامُ الْوَاجِبُ الطَّاعَةِ إِذْ ذَاكَ ، وَكَانُوا هُمْ يَدْعُونَ إِلَى خِلَافِ ذَلِكَ ، لَكِنَّهُمْ مَعْذُورُونَ ، لِلتَّأْوِيلِ الَّذِي ظَهَرَ لَهُمْ ، اِنْتَهَى. تحفة الأحوذي - (ج 9 / ص 222)
(10)
(خ) 2657 ، (م) 2915
(11)
(خ) 436
(ك) ، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: سَمِعْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ بِصِفِّينَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ وَهو يُنَادِي: أُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ، وَزُوِّجَتِ الْحُورُ الْعَيْنُ، الْيَوْمَ نَلْقَى حَبِيبَنَا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم " عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ آخِرَ زَادَكَ مِنَ الدُّنْيَا ضَيْحٌ (1) مِنْ لَبَنٍ "(2)
(1) الضَّيْح: هو اللبن الخاثر ، يُمزج بالماء حتى يصبح رقيقاً.
(2)
(ك) 5668، (طس) 6471، انظر الصَّحِيحَة: 3217
(م)، وَعَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: كُنْتُ قَائِمًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ حَبْرٌ (1) مِنْ أَحْبَارِ الْيَهُودِ ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ ، فَدَفَعْتُهُ دَفْعَةً كَادَ يُصْرَعُ (2) مِنْهَا ، فَقَالَ: لِمَ تَدْفَعُنِي؟ ، فَقُلْتُ: أَلَا تَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: إِنَّمَا نَدْعُوهُ بِاسْمِهِ الَّذِي سَمَّاهُ بِهِ أَهْلُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" إِنَّ اسْمِي الَّذِي سَمَّانِي بِهِ أَهْلِي مُحَمَّدٌ "، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: جِئْتُ أَسْأَلُكَ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِنْ حَدَّثْتُكَ؟ " قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ ، " فَنَكَتَ (3) رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعُودٍ مَعَهُ ، فَقَالَ: سَلْ "، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ (4) "، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: فَمَنْ أَوَّلُ النَّاسِ إِجَازَةً (5)؟ ، قَالَ:" فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ "، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: فَمَا تُحْفَتُهُمْ (6) حِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ؟ ، قَالَ:" زِيَادَةُ كَبِدِ النُّونِ (7) "، قَالَ: فَمَا غِذَاؤُهُمْ عَلَى إِثْرِهَا؟ ، قَالَ:" يُنْحَرُ لَهُمْ ثَوْرُ الْجَنَّةِ الَّذِي كَانَ يَأْكُلُ مِنْ أَطْرَافِهَا "، قَالَ: فَمَا شَرَابُهُمْ عَلَيْهِ؟ " ، قَالَ: " مِنْ عَيْنٍ فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا (8) " ، قَالَ: صَدَقْتَ ،
وَجِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ لَا يَعْلَمُهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ إِلَّا نَبِيٌّ ، أَوْ رَجُلٌ ، أَوْ رَجُلَانِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" أَيَنْفَعُكَ شَيْءٌ إِنْ حَدَّثْتُكَ؟ "، قَالَ: أَسْمَعُ بِأُذُنَيَّ ، جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ الْوَلَدِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" مَاءُ الرَّجُلِ أَبْيَضُ ، وَمَاءُ الْمَرْأَةِ أَصْفَرُ ، فَإِذَا اجْتَمَعَا فَعَلَا مَنِيُّ الرَّجُلِ مَنِيَّ الْمَرْأَةِ ، أَذْكَرَا بِإِذْنِ اللهِ ، وَإِذَا عَلَا مَنِيُّ الْمَرْأَةِ مَنِيَّ الرَّجُلِ ، آنَثَا بِإِذْنِ اللهِ (9) "، فَقَالَ الْيَهُودِيُّ: لَقَدْ صَدَقْتَ ، وَإِنَّكَ لَنَبِيٌّ ، ثُمَّ ذَهَبَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَقَدْ سَأَلَنِي هَذَا عَنْ الَّذِي سَأَلَنِي عَنْهُ ، وَمَا لِي عِلْمٌ بِشَيْءٍ مِنْهُ ، حَتَّى أَتَانِيَ اللهُ بِهِ "(10)
(1) الحَبْر: العالم المتبحر في العلم.
(2)
الصَّرْع: السقوط والوقوع.
(3)
النَّكْت: قَرْعُ الأرض بعود أو بإصبع أو غير ذلك ، فتؤثر بطرفه فيها.
(4)
الْمُرَاد بِهِ هُنَا الصِّرَاط. شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 14)
(5)
أَيْ: مَنْ أَوَّلُ النَّاسِ جَوَازًا وَعُبُورًا. شرح النووي - (ج 2 / ص 14)
(6)
التُّحْفَةُ: مَا يُهْدَى إِلَى الرَّجُلِ وَيُخَصُّ بِهِ وَيُلَاطَف.
وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَلَبِيّ: هِيَ طُرَف الْفَاكِهَة.
(7)
النُّون: الحوت ، وَالزِّيَادَةُ وَالزَّائِدَةُ شَيْءٌ وَاحِد، وَهُوَ طَرَفُ الْكَبِد ، وَهُوَ أَطْيَبُهَا. شرح النووي - (ج 2 / ص 14)
(8)
قَالَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَة وَالْمُفَسِّرِينَ: السَّلْسَبِيلُ: اِسْم لِلْعَيْنِ.
وَقَالَ مُجَاهِد وَغَيْره: هِيَ شَدِيدَةُ الْجَرْي.
وَقِيلَ: هِيَ السِّلْسِلَة اللَّيِّنَة. شرح النووي على مسلم - (ج 2 / ص 14)
(9)
مَعْنَى الْأوَّل: كَانَ الْوَلَد ذَكَرًا ، وَمَعْنَى الثَّانِي: كَانَ أُنْثَى. النووي (2/ 14)
(10)
(م) 315
(حم)، وَعَنْ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: أَرَانِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بُسْرٍ رضي الله عنه شَامَةً فِي قَرْنِهِ (1) - وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ (2) - فَوَضَعْتُ إصْبَعِي عَلَيْهَا ، فَقَالَ:" وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إصْبَعَهُ عَلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: لَتَبْلُغَنَّ قَرْنًا (3) "(4)
(1) القرن: جانب الرأس.
(2)
الجُمَّة: ما ترامى من شعر الرأس على المنكبين.
(3)
أَيْ أنك ستعيشُ مائة سنة.
(4)
(حم) 17725 ، (ك) 8525 ، وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.