الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كَيْفِيَّةُ بَدْءِ الْخَلْق
قَالَ تَعَالَى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ، ثُمَّ اللهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ، إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1)
وَقَالَ تَعَالَى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} (2)
وَقَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (3)
وَقَالَ تَعَالَى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ ، وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ} (6)
(1)[العنكبوت: 20]
(2)
[الأنبياء: 30]
(3)
[هود: 7]
(4)
[فصلت: 9 - 12]
(5)
[لقمان: 10]
(6)
[الحجر: 26، 27]
(خ ت حم)، وَعَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رضي الله عنه قَالَ:(دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ ، فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، فَقَالَ: " اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ (1)") (2) (فَقَالُوا: أَمَّا إِذْ بَشَّرْتَنَا ، فَأَعْطِنَا ، " فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم (3)") (4) (ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، فَقَالَ: " اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ " ، فَقَالُوا: قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ) (5) (ثُمَّ قَالُوا: جِئْنَاكَ لِنَتَفَقَّهَ فِي الدِّينِ، وَلِنَسْأَلَكَ عَنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ [كَيْفَ] (6) كَانَ؟) (7) (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " كَانَ اللهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ (8) وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ (9) وَكَتَبَ (10) فِي [اللَّوْحِ (11)](12) كُلَّ شَيْءٍ (13)) (14)(ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ (15) " ، ثُمَّ أَتَانِي رَجُلٌ فَقَالَ: يَا عِمْرَانُ ، أَدْرِكْ نَاقَتَكَ فَقَدْ ذَهَبَتْ ، فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ (16) فَوَاللهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهَا قَدْ ذَهَبَتْ وَلَمْ أَقُمْ) (17).
(1) قَالَ الْكَرْمَانِيُّ: بَشَّرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا يَقْتَضِي دُخُولَ الْجَنَّة ، حَيْثُ عَرَّفَهُمْ أُصُولَ الْعَقَائِد ، الَّتِي هِيَ الْمَبْدَأُ وَالْمَعَادُ وَمَا بَيْنَهُمَا. فتح الباري (20/ 495)
(2)
(خ) 3020 ، (ت) 3951
(3)
إِمَّا لِلْأَسَفِ عَلَيْهِمْ كَيْفَ آثَرُوا الدُّنْيَا، وَإِمَّا لِكَوْنِهِ لَمْ يَحْضُرْهُ مَا يُعْطِيهِمْ فَيَتَأَلَّفهُمْ بِهِ، أَوْ لِكُلٍّ مِنْهُمَا. فتح الباري (ج 9 / ص 472)
قَالَ الْكَرْمَانِيُّ: دَلَّ قَوْلُهُمْ " بَشَّرْتنَا " عَلَى أَنَّهُمْ قَبِلُوا فِي الْجُمْلَة ، لَكِنْ طَلَبُوا مَعَ ذَلِكَ شَيْئًا مِنْ الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا نَفَى عَنْهُمْ الْقَبُولَ الْمَطْلُوبَ ، لَا مُطْلَقَ الْقَبُول، وَغَضِبَ حَيْثُ لَمْ يَهْتَمُّوا بِالسُّؤَالِ عَنْ حَقَائِقِ كَلِمَةِ التَّوْحِيد ، وَالْمَبْدَأ وَالْمَعَادِ ، وَلَمْ يَعْتَنُوا بِضَبْطِهَا ، وَلَمْ يَسْأَلُوا عَنْ مُوجِبَاتهَا وَالْمُوَصِّلَات إِلَيْهَا.
قَالَ الطِّيبِيُّ: لَمَّا لَمْ يَكُنْ جُلُّ اِهْتِمَامِهِمْ إِلَّا بِشَأْنِ الدُّنْيَا، قَالُوا:" بَشَّرْتنَا فَأَعْطِنَا " فَمِنْ ثَمَّ قَالَ " إِذْ لَمْ يَقْبَلهَا بَنُو تَمِيم ". فتح الباري (ج 20 / ص 495)
(4)
(خ) 4125 ، (ت) 3951
(5)
(خ) 3020 ، (ت) 3951
(6)
(حم) 19889 ، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(7)
(خ) 6982
(8)
فِيهِ دَلَالَة عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُ اللهِ ، لَا الْمَاءُ وَلَا الْعَرْشُ وَلَا غَيْرُهُمَا، لِأَنَّ كُلَّ ذَلِكَ غَيْرُ اللهِ تَعَالَى. فتح الباري (ج 9 / ص 473)
(9)
مَعْنَاهُ أَنَّهُ خَلَقَ الْمَاءَ سَابِقًا ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاء، وَقَدْ وَقَعَ فِي قِصَّة نَافِع بْن زَيْد الْحِمْيَرِيّ بِلَفْظِ:" كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ خَلَقَ الْقَلَمَ ، فَقَالَ: اُكْتُبْ مَا هُوَ كَائِن، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَمَا فِيهِنَّ " ، فَصَرَّحَ بِتَرْتِيبِ الْمَخْلُوقَاتِ بَعْدَ الْمَاءِ وَالْعَرْش.
وَأَمَّا مَا رَوَاهُ أَحْمَد وَالتِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث عُبَادَةَ بْن الصَّامِت مَرْفُوعًا " أَوَّل مَا خَلَقَ اللهُ الْقَلَم، ثُمَّ قَالَ اُكْتُبْ، فَجَرَى بِمَا هُوَ كَائِن إِلَى يَوْم الْقِيَامَة " فَيُجْمَعُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَا قَبْلَهُ بِأَنَّ أَوَّلِيَّةَ الْقَلَمِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا عَدَا الْمَاء وَالْعَرْش ، أَوْ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا مِنْهُ صَدَرَ مِنْ الْكِتَابَة، أَيْ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: اُكْتُبْ أَوَّل مَا خُلِقَ. فتح الباري (9/ 473)
(10)
أَيْ: قَدَّرَ. فتح الباري (ج 9 / ص 473)
(11)
أَيْ: فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ. فتح الباري (ج 9 / ص 473)
(12)
(حم) 19889
(13)
أَيْ: مِنْ الْكَائِنَات. فتح الباري (ج 9 / ص 473)
(14)
(خ) 3020
(15)
لَمْ يَقَع بِلَفْظِ " ثُمَّ " إِلَّا فِي ذِكْرِ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض، وَقَدْ رَوَى مُسْلِم مِنْ حَدِيث عَبْد الله بْن عَمْرو مَرْفُوعًا " أَنَّ الله قَدَّرَ مَقَادِيرَ الْخَلَائِق قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء " ، وَهَذَا الْحَدِيثُ يُؤَيِّدُ رِوَايَة مَنْ رَوَى " ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض " بِاللَّفْظِ الدَّالِّ عَلَى التَّرْتِيب. فتح الباري (ج 9 / ص 473)
(16)
أَيْ: يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ رُؤْيَتِهَا السَّرَاب، وَهُوَ مَا يُرَى نَهَارًا فِي الْفَلَاةِ كَأَنَّهُ مَاءٌ. فتح الباري (ج 9 / ص 473)
(17)
(خ) 6982
(ك)، وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: سُئِلَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} (1) عَلَى أَيِّ شَيْءٍ كَانَ الْمَاءُ؟ ، قَالَ:" عَلَى مَتْنِ الرِّيحِ "(2)
(1)[هود/7]
(2)
(ك) 3293 ، (عب) 9089 ، و (صم) 584 ، وصححه الألباني في ظلال الجنة: 584 وقال: إسناده جيد موقوف ، وليس له حكم المرفوع ، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاه عن أهل الكتاب. أ. هـ
(حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي ، وَقَرَّتْ عَيْنِي، فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ ، فَقَالَ:" كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ (1) "(2)
(1) قِيلَ أَيْ: مِنْ النُّطْفَةِ، وَالظَّاهِرُ أَنْ يَكُونَ اِقْتِبَاسًا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} ، أَيْ: وَخَلَقْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ حَيَوَانٍ ، لِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ {وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ} ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمَاءَ أَعْظَمُ مَوَارِدِهِ ، أَوْ لِفَرْطِ اِحْتِيَاجِهِ إِلَيْهِ وَانْتِفَاعِهِ بِعَيْنِهِ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 317)
(2)
(حم) 7919 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(خد)، وَعَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: سَأَلَ ابْنُ الكَوَّى (1) عَليّاً رضي الله عنه عَنْ الْمَجَرَّةِ ، فَقَالَ:" هُوَ شَرَجُ (2) السَّمَاءِ ، وُمِنْهَا فُتِحَتْ السَّمَاءُ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ "(3)
(1) هو عبد الله بن أبي أوفى اليشكري ، أحد القائمين بالفتنة على عثمان ، وبعد صفِّين والتحكيم كان على رأس الخوارج على علي ، فلما حاجَّهم عليٌّ وابن عباس ، رجع إلى علي قبل وقعة النهروان. انظر العواصم من القواصم ص131
(2)
الشَّرَج بالتحريك: منفسح الوادي ، ومجرَّة السماء ، والجمع أشراج.
(3)
(خد) 766 ، صَحْيحُ الْأَدَبِ الْمُفْرَد: 593
(خد)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: الْقَوْسُ (1) أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ مِنَ الْغَرَقِ، وَالْمَجَرَّةُ: بَابُ السَّمَاءِ الَّذِي تَنْشَقُّ مِنْهُ. (2)
(1) أَيْ: قوس قزح.
(2)
(خد) 767 ، (طب) ج10ص243ح10591 ، (حل) ج1ص320 ،
انظر صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: 597
(م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:" أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي فَقَالَ: خَلَقَ اللهُ عز وجل التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ عليه السلام بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فِي آخِرِ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ "(1)
(1)(م) 27 - (2789) ، (حم) 8323
(م)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " خُلِقَتْ الْمَلَائِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ مَارِجٍ (1) مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُمْ "(2)
(1) الْمَارِج: اللَّهَب الْمُخْتَلِطُ بِسَوَادِ النَّار. شرح النووي (ج 9 / ص 379)
(2)
(م) 2996 ، (حم) 25235
(ت د)، وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قُبْضَةٍ (1) قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ (2) فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ (3) فَجَاءَ مِنْهُمْ الْأَحْمَرُ ، وَالْأَبْيَضُ ، وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذَلِكَ (4) وَالسَّهْلُ (5) وَالْحَزْنُ (6) وَالْخَبِيثُ (7) وَالطَّيِّبُ) (8) (وَبَيْنَ ذَلِكَ (9) ") (10)
(1) قَالَ فِي النِّهَايَة: الْقَبْض: الْأَخْذ بِجَمِيعِ الْكَفّ ، وَالْقَبْضَة: الْمَرَّة مِنْهُ ، وَبِالضَّمِّ: الِاسْم مِنْهُ. عون المعبود - (ج 10 / ص 213)
(2)
أَيْ: مِنْ جَمِيع أَجْزَائِهَا. عون المعبود - (ج 10 / ص 213)
(3)
أَيْ: مَبْلَغهَا مِنْ الْأَلْوَان وَالطِّبَاع. عون المعبود - (ج 10 / ص 213)
(4)
أَيْ: بَيْن الْأَحْمَر وَالْأَبْيَض وَالْأَسْوَد. عون المعبود - (ج 10 / ص 213)
(5)
أَيْ: وَمِنْهُمْ السَّهْل أَيْ: اللَّيِّن الْمُنْقَاد. عون المعبود - (ج 10 / ص 213)
(6)
أَيْ: الْغَلِيظ الطَّبْع. عون المعبود - (ج 10 / ص 213)
(7)
أَيْ: خَبِيث الْخِصَال. عون المعبود - (ج 10 / ص 213)
(8)
(ت)(2955) ، (د) 4693
(9)
أَيْ: بَيْن السَّهْل وَالْحَزْن وَالْخَبِيث وَالطَّيِّب. عون المعبود (ج 10 / ص 213)
(10)
(د) 4693 ، (حم) 19597 ،صَحِيح الْجَامِع: 1516، الصَّحِيحَة: 1580، 1630
(م)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَمَّا صَوَّرَ اللهُ آدَمَ فِي الْجَنَّةِ، تَرَكَهُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَتْرُكَهُ، فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ ، وَيَنْظُرُ مَا هُوَ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ، عَرَفَ أَنَّهُ خُلِقَ خَلْقًا لَا يَتَمَالَكْ (1) "(2)
قَالَ تَعَالَى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} (3)
(1) أَيْ: لا يتقوى بعضه ببعض ، ولا قوة له ولا ثبات ، بل يكون مُتَزَلْزِل الأمر ، متغيِّر الحال ، متعرِّضا للآفات ، والتَّمَالُك: التَّمَاسُك. مرقاة المفاتيح (16/ 328)
وَقِيلَ: لَا يَمْلِك نَفْسَه وَيَحْبِسَهَا عَنْ الشَّهَوَات.
وَقِيلَ: لَا يَمْلِك دَفْعَ الْوَسْوَاس عَنْهُ.
وَقِيلَ: لَا يَمْلِك نَفْسَه عِنْد الْغَضَب، وَالْمُرَادُ جِنْسُ بَنِي آدَم. النووي (8/ 436)
(2)
(م) 2611 ، (حم) 12561
(3)
[النساء/28]
(خ م ت حم)، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:(لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ الدَّيْنِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:)(1)(" خَلَقَ اللهُ عز وجل آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ (2) طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا) (3)(قَالَ: فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا ، فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدَهُ حَتَّى الْآنَ)(4)(فَلَمَّا نَفَخَ فِيهِ الرُّوحَ عَطَسَ ، فَقَالَ: الْحَمْدُ للهِ ، فَحَمِدَ اللهَ بِإِذْنِهِ (5) فَقَالَ لَهُ رَبُّهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ يَا آدَمُ) (6) يَرْحَمُكَ رَبُّكَ (7)(ثُمَّ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ - وَهُمْ نَفَرٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ - فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ)(8)(فَذَهَبَ فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: وَعَلَيْكَ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللهِ، قَالَ: فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللهِ)(9)(ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ ، فَقَالَ لَهُ: إِنَّ هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ)(10)(ذُرِّيَّتِكَ)(11)(بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ قَالَ اللهُ لَهُ وَيَدَاهُ مَقْبُوضَتَانِ: اخْتَرْ أَيَّهُمَا شِئْتَ ، قَالَ: اخْتَرْتُ يَمِينَ رَبِّي ، وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ مُبَارَكَةٌ ، فَبَسَطَهَا فَإِذَا فِيهَا آدَمُ)(12)(وَكُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (13) فَقَالَ: أَيْ رَبِّ مَا هَؤُلَاءِ؟ ، فَقَالَ: هَؤُلَاءِ ذُرِّيَّتُكَ (14)) (15)(فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ مَكْتُوبٌ عُمُرُهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ)(16)(وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ وَبِيصًا مِنْ نُورٍ)(17)(فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلًا [مِنْ أَضْوَئِهِمْ] (18) فَأَعْجَبَهُ وَبِيصُ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ ، فَقَالَ: يَا رَبِّ ، مَنْ هَذَا؟، فَقَالَ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الْأُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ ، يُقَالُ لَهُ: دَاوُدُ، فَقَالَ: رَبِّ كَمْ جَعَلْتَ عُمُرَهُ؟) (19)(قَالَ: قَدْ كَتَبْتُ لَهُ عُمْرَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، قَالَ: يَا رَبِّ زِدْهُ فِي عُمْرِهِ ، قَالَ: ذَاكَ الَّذِي كَتَبْتُ لَهُ (20) قَالَ: أَيْ رَبِّ ، فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُ لَهُ مِنْ عُمْرِي سِتِّينَ سَنَةً (21) قَالَ: أَنْتَ وَذَاكَ ، قَالَ: ثُمَّ أُسْكِنَ الْجَنَّةَ مَا شَاءَ اللهُ ، ثُمَّ أُهْبِطَ مِنْهَا ، فَكَانَ آدَمُ يَعُدُّ لِنَفْسِهِ) (22) (فَلَمَّا قُضِيَ عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ) (23) (فَقَالَ لَهُ آدَمُ: قَدْ عَجِلْتَ (24) قَدْ كُتِبَ لِي أَلْفُ سَنَةٍ) (25)(أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمُرِي سِتِّينَ سَنَةً؟)(26)(قَالَ: بَلَى ، وَلَكِنَّكَ جَعَلْتَ لِابْنِكِ دَاوُدَ سِتِّينَ سَنَةً)(27)(قَالَ: مَا فَعَلْتُ)(28)(فَجَحَدَ آدَمُ (29) فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ (30) وَنَسِيَ آدَمُ فَنَسِيَتْ ذُرِّيَّتُهُ) (31)(وَخَطِئَ آدَمُ ، فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ)(32)(قَالَ: فَمِنْ يَوْمِئِذٍ أُمِرَ (33) بِالْكِتَابِ وَالشُّهُودِ (34) ") (35)
(1)(حم) 2270 ، وصححه الألباني في ظلال الجنة: 204، وهداية الرواة: 114
(2)
قال الحافظ في الفتح (ج 8 / ص 31): اخْتُلِفَ فِي الضَّمِير عَلَى مَنْ يَعُود؟ ، فَالْأَكْثَر عَلَى أَنَّهُ يَعُودُ عَلَى الْمَضْرُوبِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنْ الْأَمْر بِإِكْرَامِ وَجْهه، وَلَوْلَا أَنَّ الْمُرَاد التَّعْلِيل بِذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِهَذِهِ الْجُمْلَة اِرْتِبَاط بِمَا قَبْلهَا.
وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: أَعَادَ بَعْضُهُمْ الضَّمِيرَ عَلَى اللهِ مُتَمَسِّكًا بِمَا وَرَدَ فِي بَعْض طُرُقه " إِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة الرَّحْمَن "، قَالَ: وَكَأَنَّ مَنْ رَوَاهُ أَوْرَدَهُ بِالْمَعْنَى مُتَمَسِّكًا بِمَا تَوَهَّمَهُ فَغَلِطَ فِي ذَلِكَ، وَقَدْ أَنْكَرَ الْمَازِرِيّ وَمَنْ تَبِعَهُ صِحَّة هَذِهِ الزِّيَادَة ثُمَّ قَالَ: وَعَلَى تَقْدِيرِ صِحَّتِهَا فَيُحْمَلُ عَلَى مَا يَلِيقُ بِالْبَارِي سبحانه وتعالى.
قُلْت: الزِّيَادَة أَخْرَجَهَا اِبْن أَبِي عَاصِم فِي " السُّنَّة " وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر بِإِسْنَادٍ رِجَالُهُ ثِقَات ، وَأَخْرَجَهَا اِبْن أَبِي عَاصِمٍ أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظٍ يَرُدُّ التَّاوِيلَ الْأَوَّل ، قَالَ:" مَنْ قَاتَلَ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْه ، فَإِنَّ صُورَةَ وَجْهِ الْإِنْسَان عَلَى صُورَةِ وَجْهِ الرَّحْمَنِ " ، فَتَعَيَّنَ إِجْرَاءُ مَا فِي ذَلِكَ عَلَى مَا تَقَرَّرَ بَيْن أَهْل السُّنَّة مِنْ إِمْرَارِه كَمَا جَاءَ مِنْ غَيْر اِعْتِقَادِ تَشْبِيهٍ، أَوْ مِنْ تَاوِيلِهِ عَلَى مَا يَلِيقُ بِالرَّحْمَنِ عز وجل وَزَعَمَ بَعْضُهمْ أَنَّ الضَّمِيرَ يَعُودُ عَلَى آدَم ، أَيْ: عَلَى صِفَتِهِ ، أَيْ خَلَقَهُ مَوْصُوفًا بِالْعِلْمِ الَّذِي فَضَلَ بِهِ الْحَيَوَان ، وَهَذَا مُحْتَمَل، وَقَدْ قَالَ الْمَازِرِيّ: غَلِطَ اِبْن قُتَيْبَة فَأَجْرَى هَذَا الْحَدِيث عَلَى ظَاهِره وَقَالَ: صُورَةٌ لَا كَالصُّوَرِ وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ فِي " كِتَاب السُّنَّة " سَمِعْت إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ يَقُولُ: صَحَّ أَنَّ اللهَ خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة الرَّحْمَن.
وَقَالَ إِسْحَاق الْكَوْسَج: سَمِعْت أَحْمَدَ يَقُولُ: هُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ فِي كِتَاب السُّنَّة: " حَدَّثَنَا عَبْد الله بْن أَحْمَد بْن حَنْبَل قَالَ: قَالَ رَجُل لِأَبِي: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: خَلَقَ اللهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِه -أَيْ صُورَةِ الرَّجُل- فَقَالَ: كَذِب ، هُوَ قَوْل الْجَهْمِيَّةِ ".
وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي " الْأَدَب الْمُفْرَد " وَأَحْمَد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعًا " لَا تَقُولَنَّ قَبَّحَ اللهُ وَجْهَك ، وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَك ، فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِه " وَهُوَ ظَاهِرٌ فِي عَوْدِ الضَّمِيرِ عَلَى الْمَقُولِ لَهُ ذَلِكَ.
وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهُ اِبْن أَبِي عَاصِم أَيْضًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظِ " إِذَا قَاتَلَ أَحَدكُمْ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْه ، فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَم عَلَى صُورَة وَجْهه "
(3)
(خ) 5873 ، (م) 2841 ، (حم) 8274
(4)
(م) 2841 ، (خ) 3148
(5)
أَيْ: بِأَمْرِهِ وَحُكْمِهِ ، أَوْ بِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ ، أَوْ بِتَيْسِيرِهِ وَتَوْفِيقِهِ. تحفة (8/ 264)
(6)
(ت) 3368
(7)
(حب) 6167 ، وقال شعيب الأرناءوط: إسناده قوي على شرط مسلم.
(8)
(م) 2841 ، (خ) 3148
(9)
(م) 2841 ، (خ) 3148
(10)
(ت) 3368 ، (م) 2841 ، (خ) 3148
(11)
(م) 2841
(12)
(ت) 3368 ، (حب) 6167
(13)
وفي رواية للترمذي 3076 ، و (حم) 2270:" مَسَحَ اللهُ ظَهْرَهُ ، فَسَقَطَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة ".
(14)
يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: رَأَى آدَمُ مِثَالَهُ وَمِثَالَ بَنِيهِ فِي عَالَمِ الْغَيْبِ ، والظَّاهِرُ مِنْ كَوْنِهِمْ فِي الْيَمِينِ اِخْتِصَاصُهُمْ بِالصَّالِحِينَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَالْمُقَرَّبِينَ ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَيْضًا قَوْلُهُ:" فَإِذَا كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَخْ ". تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 264)
(15)
(ت) 3076
(16)
(ت) 3368
(17)
(ت) 3076
(18)
(ت) 3368
(19)
(ت) 3076 ، (حب) 6167
(20)
أَيْ: لَا مَزِيدَ عَلَى ذَلِكَ وَلَا نُقْصَانَ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 264)
(21)
أَيْ: تَكْمِلَةً لِلْمِائَةِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِهَذَا الْخَبَرِ الدُّعَاءُ وَالِاسْتِدْعَاءُ مِنْ رَبِّهِ أَنْ يَجْعَلَهُ سُبْحَانَهُ كَذَلِكَ ، فَإِنَّ أَحَدًا لَا يَقْدِرْ عَلَى هَذَا الْجُعْلِ. تحفة (8/ 264)
(22)
(ت) 3368 ، (حب) 6167
(23)
(ت) 3076
(24)
أَيْ: اِسْتَعْجَلْتَ وَجِئْتَ قَبْلَ أَوَانِك. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 264)
(25)
(ت) 3368 ، (حب) 6167
(26)
(ت) 3076
(27)
(ت) 3368
(28)
(حم) 2270
(29)
أَيْ: أَنْكَرَ آدَمُ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 264)
(30)
أَيْ: بِنَاءً عَلَى أَنَّ الْوَلَدَ مِنْ سِرِّ أَبِيهِ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 264)
(31)
(ت) 3368 ، (حب) 6167
(32)
(ت) 3076
(33)
أَيْ: أُمِرَ النَّاسُ. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 264)
(34)
أَيْ: بِكِتَابَةِ الْقَضَايَا وَالشُّهُودِ فِيهَا. تحفة الأحوذي - (ج 8 / ص 264)
(35)
(ت) 3368 ، (حب) 6167 ، انظر صَحِيح الْجَامِع: 5208 ، 5209 ، المشكاة: 118
(خ م حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ)(1)(خَيْرًا (2)) (3)(فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ (4) وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ (5)) (6)(لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ)(7)(وَاحِدَةٍ)(8)(فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا ، اسْتَمْتَعْتَ بِهَا)(9)(وَفِيهَا عِوَجٌ)(10)(وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا، وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا (11)) (12)(فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا ")(13)
(1)(خ) 3153 ، (م) 60 - (1468)
(2)
أَيْ: اِقْبَلُوا وَصِيَّتِي فِيهِنَّ ، وَاعْمَلُوا بِهَا ، وَارْفُقُوا بِهِنَّ ، وَأَحْسِنُوا عِشْرَتهنَّ. فتح الباري (ج 10 / ص 111)
(3)
(خ) 4890 ، (م) 60 - (1468) ، (ت) 1163 ، (جة) 1851
(4)
فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ حَوَّاءَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعِ آدَم الْأَيْسَر ، وَقِيلَ: مِنْ ضِلْعِهِ الْقَصِيرِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّة ، وَجُعِلَ مَكَانُهُ لَحْم " أَخْرَجَهُ اِبْن إِسْحَاق.
وَمَعْنَى (خُلِقَتْ) أَيْ: أُخْرِجَتْ كَمَا تَخْرُجُ النَّخْلَة مِنْ النَّوَاة. فتح (ج10ص111)
(5)
فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّ أَعْوَجَ مَا فِي الْمَرْأَةِ لِسَانُهَا، وَفَائِدَةُ هَذِهِ الْمُقَدِّمَة ، أَنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْع أَعْوَج ، فَلَا يُنْكَرُ اِعْوِجَاجهَا، أَوْ الْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّهَا لَا تَقْبَلُ التَّقْوِيم كَمَا أَنَّ الضِّلْعَ لَا يَقْبَلُهُ. فتح الباري (ج 10 / ص 111)
(6)
(خ) 3153 ، (م) 60 - (1468)
(7)
(م) 59 - (1468) ، (حم) 10452
(8)
(حم) 9794
(9)
(م) 59 - (1468) ، (خ) 4889
(10)
(خ) 4889 ، (م) 65 - (1468) ، (ت) 1188 ، (حم) 9520
(11)
أَيْ: إِنْ أَرَدْتَ مِنْهَا أَنْ تَتْرُكَ اِعْوِجَاجَهَا أَفْضَى الْأَمْرُ إِلَى فِرَاقِهَا. فتح (10/ 111)
(12)
(م) 59 - (1468) ، (حب) 4179 ، (خ) 4889 ، (ت) 1188 ، (حم) 9794
(13)
(خ) 3153 ، (م) 60 - (1468)
(خ م)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْلَا حَوَّاءُ ، لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ (1) "(2)
(1) قَوْلُهُ: (لَوْلَا حَوَّاء) أَيْ: اِمْرَأَة آدَم ، قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا أُمّ كُلّ حَيّ، وَقَوْله:" لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا " فِيهِ إِشَارَة إِلَى مَا وَقَعَ مِنْ حَوَّاء فِي تَزْيِينهَا لِآدَم الْأَكْل مِنْ الشَّجَرَة حَتَّى وَقَعَ فِي ذَلِكَ ، فَمَعْنَى خِيَانَتهَا أَنَّهَا قَبِلَتْ مَا زَيَّنَ لَهَا إِبْلِيس حَتَّى زَيَّنَتْهُ لِآدَم، وَلَمَّا كَانَتْ هِيَ أُمّ بَنَات آدَم ، أَشْبَهْنَهَا بِالْوِلَادَةِ وَنَزْعَ الْعِرْقُ ، فَلَا تَكَاد اِمْرَأَةٌ تَسْلَم مِنْ خِيَانَة زَوْجهَا بِالْفِعْلِ أَوْ بِالْقَوْلِ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِالْخِيَانَةِ هُنَا اِرْتِكَاب الْفَوَاحِش ، حَاشَا وَكَلَّا، وَلَكِنْ لَمَّا مَالَتْ إِلَى شَهْوَة النَّفْس مِنْ أَكْل الشَّجَرَة ، وَحَسَّنَتْ ذَلِكَ لِآدَم ، عُدَّ ذَلِكَ خِيَانَة لَهُ، وَأَمَّا مَنْ جَاءَ بَعْدهَا مِنْ النِّسَاء ، فَخِيَانَة كُلّ وَاحِدَة مِنْهُنَّ بِحَسَبِهَا ، وَقَرِيب مِنْ هَذَا حَدِيث:" جَحَدَ آدَم فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّته ".
وَفِي الْحَدِيث إِشَارَة إِلَى تَسْلِيَة الرِّجَال فِيمَا يَقَع لَهُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ بِمَا وَقَعَ مِنْ أُمّهنَّ الْكُبْرَى، وَأَنَّ ذَلِكَ مِنْ طَبْعهنَّ ، فَلَا يُفْرِط فِي لَوْمِ مَنْ وَقَعَ مِنْهَا شَيْء مِنْ غَيْر قَصْد إِلَيْهِ ، أَوْ عَلَى سَبِيل النُّدُور، وَيَنْبَغِي لَهُنَّ أَنْ لَا يَتَمَكَّنَّ بِهَذَا فِي الِاسْتِرْسَال فِي هَذَا النَّوْع ، بَلْ يَضْبِطْنَ أَنْفُسهنَّ ، وَيُجَاهِدْنَ هَوَاهُنَّ، وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ. (فتح) - (ج 10 / ص 110)
(2)
(خ) 3218 ، (م) 1470