الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل
وقفت على توقيع كتب فِي ذِي الْقعدَة سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين عَن خَليفَة مصر يَوْمئِذٍ وَهُوَ الملقب بِالْحَافِظِ وَعَلِيهِ علامته الْحَمد لله رب الْعَالمين
إِلَى القَاضِي الْأَشْرَف أَبى الْمجد عَليّ بن الْحسن بن الْحُسَيْن بن أَحْمد البيساني وَهُوَ وَالِد القَاضِي الْفَاضِل وَكَانَ يَوْمئِذٍ مُتَوَلِّي الْقَضَاء وَالْحكم بِمَدِينَة عسقلان يَقُول فِيهِ انْتهى إِلَى حَضْرَة أَمِير الْمُؤمنِينَ أَن قوما من أهل ثغر عسقلان حماه الله قد صَارُوا يؤدون توقيعات بِقبُول أَقْوَالهم من غير تَزْكِيَة من شُهُوده المعروفين بالتزكية لَهُم مَعَ كَونهم غير مستوجبين للشَّهَادَة وَلَا مستحقين لسَمَاع القَوْل أنكر أَمِير الْمُؤمنِينَ ذَلِك من فعلهم وَخرج عالي أمره بِأَن لَا يسمع قَول شَاهد وَلَا من تقدم لخطابة وَلَا لصَلَاة بِالنَّاسِ وَلَا لتلاوة فِي مَوضِع شرِيف إِلَّا من زَكَّاهُ أَعْيَان شُهُود الثغر المحروس وهم فلَان وَفُلَان فعد ثَمَانِيَة أنفس عبد السَّاتِر بن عبد الرَّحْمَن عبد الْعَزِيز بن مفضل عَليّ بن قُرَيْش أَحْمد بن حسن أَحْمد بن عَليّ عبد الرَّحْمَن بن محسن أُسَامَة بن عبد الصَّمد عَليّ بن عبد الله
قلت وَهَذَا من أحسن مَا يؤرخ عَن أَيَّام تِلْكَ الدولة المبانية للشريعة على مَا سَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تَعَالَى
وَقَالَ الرئيس أَبُو يعلى وَفِي شَوَّال من سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين ترددت المراسلات بَين نور الدّين ومعين الدّين أنر إِلَى أَن اسْتَقَرَّتْ الْحَال بَينهمَا على أجمل صفة وَأحسن قَضِيَّة وانعقدت الوصلة بَين نور الدّين وَبَين ابْنة معِين الدّين وتأكدت الْأُمُور على مَا اقترح كل مِنْهُمَا وَكتب كتاب العقد فِي دمشق بِمحضر من رسل نور الدّين فِي الثَّالِث وَالْعِشْرين من شَوَّال وَشرع فِي تَحْصِيل الجهاز وَعند الْفَرَاغ مِنْهُ تَوَجَّهت الرُّسُل عَائِدَة إِلَى حلب وَفِي صحبتهم ابْنة معِين الدّين وَمن فِي جُمْلَتهَا من خَواص الْأَصْحَاب فِي النّصْف من ذِي الْقعدَة
قَالَ وَتوجه معِين الدّين إِلَى نَاحيَة صرخد وَبصرى بِالْخَيْلِ وَالرجل وآلات الْحَرْب وَنزل على صرخد وَبهَا الْمَعْرُوف بالتونتاش غُلَام أَمِين الدولة كمشتكين الأتابكي الَّذِي كَانَ واليها أَولا
قلت هُوَ الَّذِي تنْسب إِلَيْهِ الْمدرسَة الأمينية قبلي الْجَامِع بِدِمَشْق
قَالَ وَكَانَت نفس ألتونتاش قد حدثته بجهله أَنه يُقَاوم من يكون مستولياً على دمشق وَأَن الإفرنج يعينونه على مُرَاده وَكَانَ قد خرج من حصن صرخد إِلَى نَاحيَة الفرنج للاستنصار بهم وَتَقْرِير أَحْوَال الْفساد مَعَهم فحال معِين الدولة بَينه وَبَين الْعود إِلَى أحد الحصنين
وراسل نور الدّين فِي إنجاده على الْكفْر فَأَجَابَهُ وَكَانَ مبرزاً بِظَاهِر حلب فِي عسكره فَثنى إِلَيْهِ الأعنة وأغذ الْمسير فوصل دمشق فِي السَّابِع وَالْعِشْرين من ذِي الْحجَّة فَأَقَامَ أَيَّامًا يسيرَة