الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل فِي فتح عزاز
قَالَ أَبُو يعلى وَورد الْخَبَر فِي الْخَامِس من الْمحرم من نَاحيَة حلب بِأَن عسكرها من التركمان ظفر بِابْن جوسلين صَاحب عزاز وَأَصْحَابه وحصلوا فِي قَبْضَة الْأسر فِي قلعة حلب فسر هَذَا الْفَتْح كَافَّة النَّاس وَتوجه نور الدّين فِي عسكره إِلَى عزاز وَنزل عَلَيْهَا وضايقها وواظب قتالها إِلَى أَن سهل الله تَعَالَى ملكهَا بالأمان وَهِي على غَايَة من المنعة والحصانة والرفعة
فَلَمَّا تسلمها رتب فِيهَا من ثقاته من وثق بِهِ ورحل عَنْهَا ظافراً مَسْرُورا عَائِدًا إِلَى حلب فِي أَيَّام من شهر ربيع الأول
قلت وَذكر ابْن مُنِير فتح عزاز وَغَيرهَا وَأمر دمشق فِي قصيدة أَولهَا
(فدتك الْقُلُوب بألبابها
…
وساح الْمُلُوك بأربابها)
(كتائب ترمي جنود الصَّلِيب
…
مِنْهَا بتقطيع أصلابها)
(إِذا مَا انْثَنَتْ منَّة قراع الكماة
…
كست وفدها وشي أسلابها)
(تبرنس مِنْهَا الْبُرْنُس الثِّيَاب
…
وحلبه وَقع أحلابها)
(عَشِيَّة غصت على إنّب
…
نفوس النَّصَارَى بغصابها)
(وَقَامَ لِأَحْمَد محمودها
…
بجدع موران أحزابها)
(تجلى لَهَا حيدري المصاع
…
أغلب مُودٍ بغلابها)
(مورث أركاسها من أَب
…
أكول الفوارس شرابها)
(همام إِذا اعصوصبت نبوة
…
دهاها بهاشم أعصابها)
(مضى وجنى لَك حُلْو الشهاد
…
مِمَّا تمطق من صابها)
(وَأوصى بهَا لَك من بعد مَا
…
تجرع ممقر أوصابها)
(واقسم جدك أَلا يَلِيق
…
بغيرك ملبس أثوابها)
(صبحت دمشق بمشق الْجِيَاد
…
زبور الوغى بَين أحدابها)
(وأصلت رَأْيك قبل الحسام
…
فخمد جَمْرَة أجلابها)
(فأعطتك مَا لم تنله يدُ
…
وفازت رقاك بأصحابها)
(وَأَنت تصرف فضل الزِّمَام
…
من حمص ياخير ركابهَا)
(تخونها الْجور فاستدركت
…
بعدلك أغبار ظبظابها)
(وفاجأت قُورُس بالشائلات
…
تمج القنا سمّ أذنابها)
(فَمَا رِمت حَتَّى رَمَت بيضها
…
إِلَيْك أزمّة ضرّابها)
(وعزت عزاز فأذللتها
…
بمجر مضيق لأسهابها)
(بأشمخ من أنفها منكبا
…
وَأكْثر من عد تورابها)
(دلفت لعيطاء أم النُّجُوم
…
فِي الْأَمر إيطاء أترابها)
(وعذراء مذ عَمَرت مَا اهتدت
…
ظنون الليالى لإخْرَابها)
(تفرعتها بِفُرُوع الوشيج
…
مثمرة هام أوشابها)
(وعوج إِذا أنبضت أغمضت
…
ذكاء لإرسال نشابها)
(ومحدودبات تطير الخطوب
…
ملاقط ألسن خطابها)
(تصوب عقبان ريب الْمنون
…
مَتى زبَنَتْها بأعقابها)
(وَمَا ركعت حول شم الهضاب
…
إِلَّا سجدن لأنصابها)
(فلاذت بمعتصم بِالْكتاب
…
وهوب الممالك سلابها)
(بمعتصمي الندى وَالْهدى
…
هموس السُّرى غير هيابها)
(محلى الْمحل بِوَصْف الْفتُوح
…
وَوصف التهاني وأربابها)
(وتعجز مداحه أَن تحيط
…
بآدابه فلك آدابها)
(بَدَائِع لَو رد دهر رمين
…
بَنات حبيب بأحبابها)
(وَأَيْنَ ابْن أَوْس وأبياته
…
من اللاء أودت بحسابها)
(من اللاء عَاد عَتيق لَهَا
…
ورد عَلَيْهَا ابْن خطابها)
(فأيامه من حبور تكَاد
…
يطير بهَا فرط إعْجَابهَا)
(لَك الْفضل إِن راسلتك الْجِيَاد
…
وَقَامَت أَدِلَّة أنجابها)
(إِذا اعتسفت همم الجائرين
…
أتيت السِّيَادَة من بَابهَا)
(أَبوك أَبوهَا وَأَنت ابْنهَا العريق
…
ودمية مِحْرَابهَا)
(أَقُول لمؤجره بالغرور
…
تمطت هَواهَا فَأَهوى بهَا)
(حذار فَعِنْدَ ابتسام الغيوث
…
يخْشَى صواعق ألهابها)
(وَلَا تخدعوا بإفترار الليوث
…
فَالنَّار فِي برد أنيابها)