الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(لَا يخدعنك فَإِنَّمَا إصْلَاح من
…
يخُشى انتشاط خناقه إفساده)
(أنزلهُ حَيْثُ قَضَت لَهُ غدراته
…
واحله طغيانه وعناده)
(فِي حَيْثُ لَا يأوى لَهُ سجّانه
…
حنقا ويكشط جلده جلاده)
(وثن هدمت بني الضلال بهدمه
…
وغدت عِبَادك عنْوَة عباده)
(فتكت بِهِ آيَات مَن لمُحَمد
…
ولدينه إبداؤه وعواده)
(لَو أنشط الْبَلَد الْحَرَام تواءمت
…
تثني عَلَيْهِ تلاعه ووهاده)
(وَلَو ان منبره أطَاق تكلما
…
نطقت بباهر فَضله أعواده)
(نَام الْخَلِيفَة واستطار لذبه
…
عَن سدتيه واستطير رقاده)
(رجعت لَك الْعِزّ الْقَدِيم سيوفه
…
مَا زَان رونق مَائِهَا أغماده)
(من بعد مَا نعق الصَّلِيب لحزبه
…
وَرَأَيْت زرع الْملك حَان حَصَاده)
(أَنِّي تميل الحادثات رواقه
…
بهبوبها وَابْن الْعِمَاد عماده)
فصل
قَالَ ابْن الْأَثِير وَلما سَار نور الدّين إِلَى قلاع جوسلين ملك بَعْضًا وَبَقِي بعض فاجتمعت الفرنج فَالْتَقوا مَعَ نور الدّين بدلوك فَهَزَمَهُمْ وَاسْتولى على دلوك وَغَيرهَا فَفِيهَا يَقُول أَحْمد بن مُنِير قصيدة مِنْهَا
(هِيَ الْخَيل خير عتاد الْكَرِيم
…
يحضر للهم إحضارها)
(ضغمت فأدردت أفواهها
…
وسرت فقلمت أظفارها)
(إلام وَلم تُبق مِمَّا غزوت
…
قلوبا تكابد إذعارها)
(اما فِي مفصل آي القراع
…
أَن تضع الْحَرْب أَوزَارهَا)
(عَسى أَن يُحم لهَذَا الْحمام
…
أَن يتوكر أوكارها)
(وَمَا يَوْم من غَلَّته وَاحِد
…
فتودعه الّلسْنُ أشعارها)
(وَأَيْنَ المَقَاول مِمَّا فعلت
…
وَلَو شفع الْقطر إكثارها)
(فكم أجلبت خَلفك الجافخات
…
فصلصل فخرك فخارها)
(أعدت بعصرك هَذَا الأنيق
…
فتوح النَّبِي وأعصارها)
(وَكَانَ مهاجرها تابعيك
…
وأنصار رَأْيك أنصارها)
(فجددت إِسْلَام سلمانها
…
وَعمر جدك عمارها)
(وَمَا يَوْم إنب إِلَّا كتيك
…
بل طَال بالبوع أشبارها)
(وأيامك الغر من بعده
…
تعيد إِلَى الطي أغرارها)
(وَلما هببت ببصرى سمكت
…
بأهباء خيلك أبصارها)
(وَيَوْم على الجون جون السراة
…
عز فسعَّطها عارها)
(صدمت عُريمتها صدمة
…
أذابت مَعَ المَاء أحجارها)
(وَفِي تل بَاشر باشرتهم
…
بزحف تسور أسوارها)
(وَإِن دالكتهم دلوك فقد
…
شددت فصدقت أَخْبَارهَا)
(وشب التدامُر حَتَّى طلعت
…
عَلَيْهَا فولتك أدبارها)
(مشَاهد مَشْهُورَة نمنمت
…
على صفحة الدَّهْر أسطارها)
(يلذ الأغاني ترجيعها
…
ويستسفر السّفر أسفارها)
(بنيت لوفد المنى كعبة
…
تجير الْمُعَلق أستارها)
(وملكت وَالْأَرْض مغبرة
…
تكَاد تُحَدِّثُ أخْبَارَها)
(فَمَا زلت تدجن حَتَّى محوت
…
دجاها وشعشعت أنوارها)
(وصلت فأعززت مسكينها
…
وصلت فأذللت جبارها)
(وصغت حلى من علا أحكمت
…
على عنق الدَّهْر أزرارها)
قَالَ أَبُو يعلى التَّمِيمِي وَفِي رَجَب وَردت الْأَخْبَار من نَاحيَة نور الدّين بظفره بعسكر الإفرنج النازلين بإزائه قَرِيبا من تل بَاشر وعظيم النكاية فيهم والفتك بهم وامتلأت الْأَيْدِي من غنائمهم وَسَبْيهمْ وَاسْتولى على حصن خَالِد الَّذِي كَانَ مضايقه ومنازله
قَالَ وَفِي أَيَّام من الْمحرم وصل جمَاعَة من حجاج الْعرَاق وخراسان المأخوذين فِي طَرِيق الْحَج عِنْد عودهم بِجَمَاعَة من كفار العربان وحكوا مُصِيبَة مَا نزل مثلهَا بِأحد فِي السنين الخالية وَلَا يكون أبشع مِنْهَا
وَذكر أَنه كَانَ فِي هَذَا الْحَاج من وُجُوه خُرَاسَان وتنائها وفقهائها وعلمائها وقضاتها وخواتين أُمَرَاء العساكر السُّلْطَانِيَّة وَالْحرم الْعدَد الْكثير وَالْأَمْوَال الجمة والأمتعة الوافرة فَأخذ جَمِيع ذَلِك وَقتل الْأَكْثَر وَسلم الْأَقَل وهتكت النِّسَاء وسلبن وَهلك من هلك بِالْجُوعِ والعطش فضاقت الصُّدُور لهَذِهِ النَّازِلَة فكسي العارى مِنْهُم وَأطلق لَهُم مَا استعانوا بِهِ على عودهم إِلَى أوطانهم من أَصْحَاب الْمُرُوءَة بِدِمَشْق {ذَلِكَ تَقْدِيُر الْعَزِيز الْعَلِيم}
قَالَ وَكَانَ مُجَاهِد الدّين بزان قد توجه إِلَى حصنه صرخد لتفقد أَحْوَاله فعرضت بعده نفرة بَين مجير الدّين والرئيس بسعايات أَصْحَاب الْأَغْرَاض وَالْفساد واقتضت الْحَال استدعاء مُجَاهِد الدّين لإِصْلَاح الْحَال فوصل وَتمّ ذَلِك بوساطته على شَرط إبعاد الْحَاجِب يُوسُف صَاحب مجير الدّين عَن الْبَلَد مَعَ أَصْحَابه وتوجهوا وَلم يعرض لشَيْء من أَمْوَالهم وَقصد بعلبك فَأكْرمه وإليها
قَالَ ووردت الْأَخْبَار من مصر بالخُلف المستمر بَين وزيرها ابْن مصال وَبَين الْأَمِير المظفر ابْن السلار وَوُقُوع الْحَرْب وَسَفك الدِّمَاء إِلَى أَن أسفرت الْحَال عَن قتل ابْن مصال الْوَزير وانتصاب ابْن السلار مَوْضِعه فِي الوزارة
قَالَ وَفِي سَابِع عشر رَجَب توفى القَاضِي بهاء الدّين عبد الْملك بن الْفَقِيه عبد الْوَهَّاب الْحَنْبَلِيّ وَكَانَ إِمَامًا فَاضلا مناظرا مُسْتقِلّا مفتيا على مَذْهَب الْإِمَامَيْنِ أَحْمد وَأبي حنيفَة بِحكم مَا كَانَ عَلَيْهِ عِنْد إِقَامَته بخراسان لطلب الْعلم والتقدم وَكَانَ يعرف اللِّسَان الْفَارِسِي مَعَ الْعَرَبِيّ وَهُوَ حسن الحَدِيث فِي الْجد والهزل وَكَانَ لَهُ يَوْم مشهود وَدفن فِي جوَار أَبِيه وجده فِي مَقَابِر الشُّهَدَاء