الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَهلهَا وَسلمهَا للأمير زين الدّين عَليّ على سَبِيل الإقطاع وفوض إِلَيْهِ تَدْبِير أمورها
ثمَّ دخلت سنة خمس وَخمسين وَخمْس مئة
قَالَ الرئيس أَبُو يعلى فِي صفر توفى الْأَمِير مُجَاهِد الدّين بزان بن مامين أحد مقدمي أُمَرَاء الأكراد وَهُوَ من ذوى الوجاهة فِي الدولة مَوْصُوف بالشجاعة والبسالة والسماحة مواظب على بَث الصلات وَالصَّدقَات فِي الْمَسَاكِين والضعفاء والفقراء مَعَ الزَّمَان فِي كل عصر يَنْقَضِي وَأَوَان جميل الْمحيا حسن الْبشر فِي اللِّقَاء
وَحمل من دَاره بِبَاب الفراديس إِلَى الْجَامِع للصَّلَاة ثمَّ إِلَى الْمدرسَة الْمَشْهُورَة باسمه فَدفن فِيهَا من الْيَوْم وَلم يخل من باك عَلَيْهِ ومؤبن لَهُ ومتأسف على فَقده لجميل أَفعاله وَحميد خلاله
قلت وَله أوقاف على أَبْوَاب الْبر مِنْهُ المدرستان المنسوبتان إِلَيْهِ إِحْدَاهمَا الَّتِي دفن فِيهَا وَهِي لزيق بَاب الفراديس المجدد وَالْأُخْرَى قبالة
بَاب دَار سيف الغربى فِي صف مدرسة نور الدّين رَحمَه الله تَعَالَى
وَله وقف على من يقْرَأ السَّبع كل يَوْم بمقصورة الْخضر بِجَامِع دمشق وَغير ذَلِك وَقد مدحه العرقلة وَغَيره
قَالَ أَبُو يعلى وَفِي مستهل صفر رفع القَاضِي زكى الدّين أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن يحيى بن عَليّ الْقرشِي قَاضِي دمشق إِلَى الْملك الْعَادِل نور الدّين رقْعَة يسْأَله فِيهَا الإعفاء من الْقَضَاء والاستبدال بِهِ فَأجَاب سُؤَاله وَولى قَضَاء دمشق القَاضِي كَمَال الدّين ابْن الشهرزوري وَهُوَ الْمَشْهُور بالتقدم ووفور الْعلم وصفاء الْفَهم والمعرفة بقوانين الْأَحْكَام وشروط اسْتِعْمَال الْإِنْصَاف وَالْعدْل والنزاهة وتجنب الْهوى وَالظُّلم
واستقام لَهُ الْأَمر على مَا يهواه ويؤثره ويرضاه على أَن الْقَضَاء من بعض أدواته وَاسْتقر أَن يكون النَّائِب عَنهُ عِنْد اشْتِغَاله وَلَده
قلت ولكمال الدّين رَحمَه الله تَعَالَى الصَّدَقَة الْجَارِيَة بعده على الْفُقَرَاء كل يَوْم جُمُعَة وَإِلَيْهِ ينْسب الشباك الكمالي بِجَامِع دمشق من الغرب وَهُوَ الَّذِي حكمت فِيهِ الْقُضَاة مُدَّة وَيصلونَ فِيهِ الْجُمُعَة فِي زَمَاننَا
وَإِلَى هَهُنَا انْتهى مَا نَقَلْنَاهُ من كتاب الرئيس أبي يعلى التَّمِيمِي فَإِنَّهُ آخر كِتَابه
وَفِي هَذِه السّنة توفّي رَحمَه الله تَعَالَى
قَالَ ابْن الْأَثِير وَفِي سنة خمس وَخمسين توفّي أَمِير الْمُؤمنِينَ المقتفي بن المستظهر ومولده سنة تسع وَثَمَانِينَ وَأَرْبع مئة وَكَانَت خِلَافَته أَرْبعا وَعشْرين سنة وشهرين وبويع وَلَده أَبُو المظفر يُوسُف ولقب المستنجد بِاللَّه فَأقر ابْن هُبَيْرَة على وزارته
قَالَ وفيهَا حج زين الدّين عَليّ وَأحسن إِلَى النَّاس فِي طَرِيق مَكَّة وَأكْثر الصَّدقَات فَلَمَّا وصل بَغْدَاد أكْرمه المستنجد بِاللَّه فَلَمَّا لبس الخلعة كَانَت طَوِيلَة وَكَانَ قَصِيرا جدا فَمد يَده إِلَى كمراته وَأخرج مَا شدّ بِهِ وَسطه وَقصر الْجُبَّة فَنظر المستنجد إِلَيْهِ وَاسْتحْسن ذَلِك مِنْهُ وَقَالَ لمن عِنْده مثل هَذَا يكون الْأَمِير والجندي لَا مثلكُمْ
قلت وَفِي هَذِه السّنة توفّي الْمُسْتَخْلف بِمصْر الملقب بالفائز بن الظافر بن الْحَافِظ وَولي بعده ابْن عَمه العاضد بن يُوسُف بن الْحَافِظ وَهُوَ أخر خلفاء مصر
وَوصل من الصَّالح بن رزيك كتاب إِلَى ابْن منقذ أُسَامَة بذلك فَكتب إِلَيْهِ
(هناء بنعمى قل عَن قدرهَا الشُّكْر
…
وصبرا لرزء لَا يقوم بِهِ الصَّبْر)
(مضى الفائز الطُّهْر الإِمَام وَقَامَ بِالْإِمَامَةِ
…
فِينَا بعده العاضد الطُّهْر)
(إِمَامًا هدى لله فِي نقل ذَا إِلَى
…
كرامته وَفِي إِقَامَة ذَا سر)
(فعش أبدا واسلم لَهُم يَا كفيلهم
…
تدافع عَنْهُم كل حَادِثَة تعرو)