الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1813 ـ عبد السلام بن محمد بن أبى موسى المخزومى أبو القاسم الصوفى:
شيخ الحرم. لقى من الصوفية أبا بكر الكنانى، وأبا على الروذبارى وحدث عن أبى بكر بن داود، وأبى عروبة الحرانى، وابن جوصا، وغيرهم.
روى عنه أبو نعيم الحافظ. وجاور بمكة سنين حتى مات بها سنة أربع وستين وثلاثمائة، وكان ممن جمع علم الشريعة والحقيقة، والفتوة وحسن الأخلاق.
ذكره بمعنى هذا، الخطيب البغدادى فى تاريخه، وقال: حدثنا عنه أبو نعيم الأصبهانى. وكان ثقة.
1814 ـ عبد السلام بن أبى المعالى بن أبى الخير بن ذاكر بن أحمد بن الحسن ابن شهريار الكازرونى، أبو محمد المكى:
مؤذن الحرم الشريف، سمع من يوسف بن بندار السنبسى، فى سنة ست وسبعين وخمسمائة، وحدث عنه.
سمع منه الرشيد العطار، وذكره فى مشيخته، وقال بعد أن نسبه: كان من شيوخ الصوفية، وهو مؤذن الحرم الشريف بمكة، أقام بها مجاورا أكثر عمره، ويقال إنه وقف بعرفة نحوا من خمسين وقفة أو أكثر، سألته عن مولده، فقال: لا أعلم إلا أن لى اليوم خمسا وسبعين سنة؛ وكان سؤالى له فى ذى القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
وبلغنى أنه توفى فى أواخر صفر سنة ثمان وعشرين وستمائة بمكة، شرفها الله تعالى. كذلك أخبر ولده محمد، والله أعلم. انتهى.
وهذا النسب نقلته من خط الحافظ أبى القاسم الحسينى فى ترجمة ولده محمد.
* * *
من اسمه عبد الصمد
1815 ـ عبد الصمد بن عبد الوهاب بن الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقى، الشيخ أمين الدين أبو اليمن، المعروف بابن عساكر الشافعى:
نزيل مكة. سمع من جده، زين الأمناء أبى البركات الحسن بن عساكر، والموفق بن
1815 ـ انظر ترجمته فى: (فوات الوفيات 1/ 257، شذرات 5/ 395، مخطوطات 1/ 209، الأعلام 4/ 11).
قدامة، والمجد محمد بن الحسين القزوينى، وأبى القاسم بن صصرى، وأبى مجمد المنى، وجماعة بدمشق والقاهرة والإسكندرية، وخلق ببغداد.
وأجاز له المؤيد بن محمد الطوسى، وأبو روح عبد المعز بن محمد الهروى، وأبو محمد القاسم بن عبد الله الصفار، وإسماعيل بن عثمان القارى، وعبد الرحيم بن أبى سعد السمعانى، وزينب بنت عبد الرحمن الشعرى، فى آخرين، وحدث بالكثير.
سمع منه الأعيان، منهم: الرضى بن خليل المكى، وأخوه العلم، وعلاء الدين بن العطار. والقطب الحلبى، والحمال المطرى، وخالص البهائى، ومن طريقهما روينا تأليفه المسمى «إتحاف الزائر وإطراف المقيم السائر» عنه، وبدر الدين محمد بن أحمد بن خالد الفارقى. ومن طريقه روينا كتابه «تمثال نعل النبى صلى الله عليه وسلم» وسمع منه أيضا تأليفه فى خبر حراء.
وله تآليف غير ذلك، وشعر حسن، وخط كيس. وأثنى عليه غير واحد من الأعيان.
منهم: [ .... ](1) قال: وكان ثقة فاضلا عالما جيد المشاركة فى العلوم، بديع النظم، صاحب دين وعبادة وإخلاص، وكل من يعرفه يثنى عليه، ويصفه بالدين والزهد، وجاور أربعين سنة. وكان شيخ الحجاز فى وقته.
ومولده يوم الاثنين تاسع ربيع الأول، سنة أربع عشرة وستمائة. وتوفى فى جمادى الأولى ـ فى وسطه، وقيل فى مستهله ـ سنة ست وثمانين وستمائة. انتهى.
ووجدت بخطى فيما نقلت من خط البرزالى، فى التراجم التى نقلها من خط التاج عبد الباقى بن عبد الله اليمنى: أنه توفى فى يوم الثلاثاء ثانى جمادى الآخرة، سنة ست وثمانين، ودفن بالبقيع.
ووجدت بخطى أيضا، فيما نقلته من ذيل تاريخ بغداد لابن رافع: أنه توفى مستهل جمادى الآخرة، عند طلوع الشمس، سنة ست وثمانين، ودفن بعد الظهر من يومه بالبقيع، خلف قبة العباس رضى الله عنه.
ووجدت بخطى أيضا، فيما نقلته من خط المؤرخ شمس الدين الجزرى فى تاريخه أنه توفى فى ثانى رجب، وهذا وهم، والله أعلم بالصواب، أنه توفى ثانى جمادى الأولى، لأبى وجدت ذلك بخط العفيف المطرى، وهو أقعد بمعرفته. والله أعلم.
(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
وذكره ابن رشيد فى رحلته، وذكر شيئا من حاله، فقال بعد أن ذكر نسبه ومولده: ورحل به أبوه إلى العراق سنة أربع وثلاثين، فسمع بها مع أبيه تاج الدين من بغداد سنة خمس وثلاثين، ورجع إلى الشاونال بها وبمصر الرتبة العليا، والجاه العظيم عند السلطان. ولم يزل كذلك إلى عام سبعة وأربعين وستمائة، حتى وصل الفرنسيس إلى الديار المصرية، فى العام المعروف بعام دمياط، عام هياط ودمياط، فأقام بها فى المنصورة مع المحلة، إلى أن أشتد أمر العدو فى تلك الأيام. فأتفق هو وأحد أصحابه على أن يهيأ أنفسهما لله تعالى، ويجاهدا حتى يستشهدا، فخرجا وقاتلا، ففاز صاحبه بالشهادة، وأخر هو لما أراد الله تعالى من أنواع السعادة، فعاد إلى العسكر جريحا، حسبما ذكر فى كتابه الذى صنفه فى غزوة دمياط، وحين انقضى أمر العدو، ورأى أن لا يرجع فى هيئته، فتوجه إلى حرم الله تعالى واستوطنه. ولم يزل مستوطنا على كثرة ترغيب الملوك له، ورغبتهم فى وفوده عليهم شاما ويمنا، لم يخرج منه، إلا لزيارة النبى صلى الله عليه وسلم، نفعه الله ونفع به، وإلى ذلك أشار بقوله (2) [من الوافر]:
إذا ما عنّ لى شجن
…
فمن حرم إلى حرم
انتهى.
وسيأتى منها أبيات كثيرة.
ومن شعر أبى اليمن بن عساكر، ما أنشدناه المفتى أبو بكر بن الحسين بن عمر الشافعى، سماعا بالحرم النبوى: أن البدر محمد بن أحمد بن خالد الفارقى، أنشده ذلك إذنا إن لم يكن سماعا، عن أبى اليمن بن عساكر [من الكامل]:
يا جيرتى بين الحجون إلى الصفا
…
شوقى إليكم مجمل ومفصل
أهوى دياركم ولى بربوعها
…
وجد يثبطنى وعهد أول
ويزيدنى فيها العذول صبابة
…
فيظل يغرينى إذا ما يعدل
ويقول لى لو قد تبدلت الهوى
…
فأقول قد عز الغداة تبدل
بالله قل لى كيف تحسن سلوتى
…
عنها وحسن تصبرى هل يجمل
يا أهل ودى بالمحصب دعوة
…
من نازح يلقاكم يتعلل
ومنه بالإسناد المذكور [من الوافر]:
عسى الأيام أن تدنى الديارا
…
بمن أهوى وقد شطوا مزارا
(2) انظر: التحفة اللطيفة 1/ 177.
ويصبح شمل أحبابى جميعا
…
وآخذ منهم بالقرب ثارا
وتمسى جيرة العلمين أهلى
…
ودارهم لنا يا سعد دارا
وبى الرشأ الذى ما صد إلا
…
ليبلى فى الهوى منى اصطبارا
كلفت به من الأعراب ما إن
…
أدار لثامه إلا عذرا
يروع الأسد فى فتكات لحظ
…
ويحكى ظبية الوادى نفارا
ومنه بالإسناد المذكور [من الرمل]:
يا نزولا بين سلع وقباء
…
جئتكم أسعى على شقة بين
ونعم والله إنى زائر
…
لمغانيكم على رأسى وعينى
إن من أمّ حماكم آملا
…
راح بالمأمول مملوء اليدين
فأشفقوا لى قد تشفعت بكم
…
لوصال واتصال دائمين
وبالإسناد المذكور إليه [من الرمل]:
قضى شجونا وما قضى لنا شجنا
…
وكم تمنى وهل يعطى المحب منا
صب برسم رسيم الدار يندبها
…
بعد الأحبة لما فارق السكنا
ويسأل الربع عنهم أية سلكوا
…
وليس نافعه أن يسأل الدمنا
يا دار ما فعل الأحباب أين ثووا
…
أأشاموا أم بيمنى قد نووا يمنا
يا طول وجدى بهم واوحشتى لهم
…
وفرط شوقى من عنك قد ظعنا
سقيا لعهدك دار الهوى فلقد
…
بوصلهم فيك بلغنا المنى زمنا
يا مبتدى الحى هل من عودة لهم
…
تدنى بها وطرا من نازح وطنا
هم الأحبة كم أبقوا لهم أثرا
…
آثار حسنى وكم قد أبرأوا حسنا
تا لله ما نقضوا عهدى ولا رفضوا
…
ودى ولا ابتغوا فى منّهم مننا
لا تبعدون بلى والله قد بعدوا
…
وشطت الدار والمثوى بهم وبنا
ومن شعره أيضا بهذا الإسناد فى قصيدة أولها [من الطويل]:
بملتقى الركنين قلبى لقاكم
…
كم لى ومن أهوى بها ملتقى
ومنها:
ولى على سفح الصفا جيرة
…
قلبى إليهم لم يزل شيقا
إخوان صدق أخلصوا ودهم
…
غصن التصافى بينهم قد أورقا
حلوا الصفا مغنى وحلوا بالصفا
…
معنى ونقوا فثووا بالنقا
عهدى بهم مذ نفروا من منى
…
عسى يجمع جمع من فرقا
فسائل الأحياء عن حيهم
…
أأبحد أم أشام أم أعرقا
تعرفت من بعد تفريقنا
…
أرواحنا فاشتاقت الملتقى
أشتاقهم حبظا وقد أصبحوا
…
منا إلينا فى الهوى أشوقا
ومنها:
معاهد عهدى قديم بها
…
لا مصرهم أهوى ولا جلقا
فاصب بها لا لبرق اللوى
…
وبرقها شم ودع الأبرقا
ومنه أيضا بهذا الإسناد قصيدة، أولها [من الوافر]:
أرقت لو مض مبتسم
…
أضاء لنا دجى الظلم
فبت به سليم هوى
…
لجيران بذى سلم
تجشم كل شاسعة
…
فحل حمى بنى جشم
فسل نارا على علم
…
بدت عن جيرة العلم
ومنها:
فما يمن لنا شجن
…
وبرق الشام لم أشم
بمكة لى قديم هوى
…
علقت به من القدم
فأمسى نحوها أبدا
…
على خبب وفى أمم
ومنها:
وطيبة طاب مربعها
…
فعنها قط لا ترم
إذا ما عن لى شجن
…
فمن حرم إلى حرم
أزور أحبة كرموا
…
كلفت على النوى بهم
وأسعى فى زيارتهم
…
برأسى لا على قدمى
ومنه بهذا الإسناد، ما كتبه إلى [من الطويل]:
إذا كنت لم تطلع هلالا لشهرنا
…
فكن بدره البادى بعشر وأربع
أطلت ثواء فى خميلة روضة
…
وذاك لمثوى الغصن أنسب موضع
وخلفتنى بين الطلول مناشدا
…
لمن ليس يشكى إن شكوت ولا يعى
أروح بقلب للفراق مروع
…
وأغذو بدمع فى الديار موزع
وقد فاتنى رؤيا حماك بناظرى
…
فصفه لعلى أن أراه بمسمعى
ومنه أيضا، وكتبه أبو حيان بهذا الإسناد (3) [من الكامل]:
يا سيدى إن كان منك زيارة
…
فاجعل مزارك بالأصائل والبكر
أخشى عليك الكاشحين من السرى
…
رياك نمام ووجهك كالقمر
ومنه أيضا بالإسناد المذكور، وكتبه أبو حيان [من الطويل]:
وجاءت إلينا منك يوما رسالة
…
على فترة قرآنها الذكر محكم
تحدثت فيها بالبلاغة معجزا
…
لمن رامها فاللفظ در منظم
كتيبة فضل أم كتابة فاضل
…
أولو الفضل منها للفواضل ألهموا
أخط يراع أم قنا الخط أشرعت
…
يراع لها قلب الكمى المصمم
أسحر حلال أم هى الخمر حللت
…
لشاربها لا لغو فيها يؤثم
أروضة حسن ثم مذ نمنم الندى
…
خمائلها عند النسيم المهيتم
ومن شعره، ما روينا بالإسناد السابق، وكتبه عنه الرضى بن خليل [من البسيط]:
أفدى الذى طال عمرى فى محبته
…
لكن بهجرانه قد ضاع أكثره
وما صفا لى وقت فى تألفه
…
إلا وحاول منى ما يكدره
ظنى إذا عنّ لى يوما بلفتته
…
عطفا علىّ فواشيه ينفره
إذا بدا فهو بدر الأفق ينظره
…
أو انثنى فهو غصن البان يهصره
كم كنت أصرف طرفى عن محاسنه
…
عمدا وأنهى فؤادى ثم أزجره
يا قلب جانب هوى من عز جانبه
…
فالموت أسهل ما فيه وأيسره
والقلب يصبو ولا يصغى لمعتبة
…
فيه وكنت لعمر الحب أعذره
حتى تعرض لى يوما فعارضنى
…
وجد به ساق لى ما كنت أحذره
فأصبح القلب رهنا فى حبائله
…
يا موردا للهوى قد عز مصدره
ومن شعره أيضا، ما أنشدناه: أبو الخير أحمد بن الحافظ صلاح الدين العلائى، إذنا مشافهة. أن الأستاذ أبا حبان محمد بن يوسف الجيانى، أنشده إجازة. قال: أنشدنى شيخنا أمين الدين أبو اليمن بن عساكر، وقد بعث إليه بعض أصحابه فتى اسمه محمد، يستدعى منه الختمة فوجهها، وكتب معه:
مولاى إن محمدا وافى إلى
…
علياك بالذكر الحكيم رسولا
علقت به روح الأمين صبابة
…
فعلية نزل حبه تنزيلا
(3) انظر: (التحفة 2/ 178).