الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بالتجارة، فاستفاد عقارا بمكة والخضراء وخيف بنى عمير، من أعمال مكة، وغير ذلك، وصاهر الشيخ نجم الدين المرجانى على ابنته، فولدت له أولادا، وتزوج قبل ذلك بابنة القاضى سراج الدين عبد اللطيف بن سالم، وكان قبل ذلك فى خدمة أبيها، أيام ولايته بشدّ زبيد، وبه تجمل حاله فى ابتداء أمره، ومات فى ربيع الآخر، أو جمادى الأولى، سنة خمس وعشرين وثمانمائة بمكة، ودفن بالمعلاة، وقد قارب الخمسين، وكان انقطاعه بمنزله نحو يومين أو ثلاثة.
2296 ـ عيسى بن ميمون المكى، أبو موسى الحرشى:
صاحب التفسير، المعروف بابن داسة، روى عن مجاهد، وابن أبى نجيح، وقيس بن سعد. روى عنه السفيانان، وأبو عاصم.
روى له أبو داود فى الناسخ والمنسوخ، وقال: ثقة يرى القدر. ووثّقه ابن معين. كتبت هذه الترجمة من التهذيب.
2297 ـ عيسى بن يحيى الرّيغىّ المغربى المالكى:
نزيل مكة، كان خيّرا متعبدا، معتنيا بالعلم نظرا وإفادة، وله فى النحو وغيره نباهة، وكان كثير السعى فى مصالح الفقراء الطرخى، وجمعهم من الطرقات إلى المرستان المستنصرى، بالجانب الشامى من المسجد الحرام، وربما حمل الفقراء المنقطعين بعد الحج إلى مكة من منى ويحصب، حاشية المطاف بالمسجد الحرام، ويحصب، حاشية المطاف بالمسجد الحرام، ويقوم بما يجب فى ذلك، لمن يحمل الحصباء لهذا المحل.
وقد جاور بمكة سنين كثيرة، تقارب العشرين، وتأهّل فيها بنساء من أعيان مكة، ورزق بها أولادا، وبها توفى ليلة الاثنين، سلخ المحرم، أو مستهل صفر، سنة سبع وعشرين وثمانمائة، ودفن بالمعلاة، وهو فى عشر الستين ظنا، وقد سمع الحديث بمكة على جماعة من شيوخها والقادمين إليها.
والريغى: بمثناة من تحت وغين معجمة وياء للنسبة.
2298 ـ عيسى بن يزيد الجلودى:
نقلت من كتاب «مقاتل الطالبيين» عن أبى العباس أحمد عبد الله بن عمار الثقفى،
2296 ـ انظر ترجمته فى: (تهذيب التهذيب 2/ 102).
2298 ـ انظر ترجمته فى: (الكامل لابن الأثير 6/ 211، جمهرة ابن حزم 143).
فيما رواه من كتاب هارون بن عبد الملك الزيات، قال: حدثنى أبو جعفر محمد بن عبد الواحد بن النصير بن القاسم، مولى عبد الله بن على، أن عيسى بن يزيد الجلودى، أقام بمكة ـ وهى مستقيمة له ـ والمدينة، حتى قدم هارون بن المسيب واليا على الحرمين، فبدأ بمكة، فصرف الجلودى عنها، وحج وانصرف إلى المدينة، فأقام سنة. انتهى.
وذكر الذهبى، ما يقتضى أن عيسى بن يزيد الجلودى، ولى مكة فى سنة مائتين، بعد هزيمة العلويين منها، وكانت هزيمتهم فى جمادى الآخرة من السنة المذكورة، لأن فى الخبر الذى ذكره فى خبر العلويين بمكة فى هذه السنة، بعد أن ذكر أن مجئ الديباجة إلى مكة، وطلوعه المنبر مع الجلودى، وإشهاده بخلع نفسه: ثم خرج به عيسى الجلودى إلى العراق، واستخلف على مكة ابنه محمد بن عيسى. انتهى.
وذكر ابن حزم فى الجمهرة، ما يدل لولاية الجلودى على مكة، لأنه ذكر أن يزيد بن محمد بن حنظلة المخزومى، استخلفه عيسى بن يزيد الجلودى على مكة، فدخلها عنوة إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين، وقتل يزيد بن محمد. انتهى.
والجلودى هذا، حارب العقيلى الذى قدم من اليمن فى سنة مائتين، لإقامة الحج فى هذه السنة، وأعاد الجلودى ما كان أخذه العقيلى من كسوة الكعبة وأموال التجار، وقد ذكره هذه الحادثة ابن الأثير، لأنه قال فى أخبار سنة مائتين من الهجرة: ذكر ما فعله إبراهيم بن موسى وفى هذه السنة، وجّه إبراهيم بن موسى جعفر، من اليمن، رجلا من ولد عقيل بن أبى طالب فى جند للحج بالناس، فسار العقيلى حتى أتى بستان ابن عامر، فبلغه أن أبا إسحاق المعتصم، قد حج فى جماعة من القواد، فيهم حمدويه بن على بن موسى بن ماهان، وقد استعمل الحسن بن سهل على اليمن، فعلم العقيلى أنه لا يقوى بهم، فأقام ببستان ابن عامر، فاجتاز قافلة من الحاج، ومعهم كسوة الكعبة وطيبها، فأخذوا كسوة الكعبة وطيبها، وقدم الحاج مكة عراة منهوبين، فاستشار المعتصم أصحابه، فقال الجلودى: أنا أكفيك ذلك، فانتخب مائة رجل، وسار بهم إلى العقيلى، فصبّحهم فقاتلهم، فانهزموا وأسر أكثرهم، وأخذ كسوة الكعبة وأموال التجار، إلا ما كان مع من هرب قبل ذلك فرده، وأخذ الأسرى، فضرب كل واحد منهم عشرة أسواط، وأطلقهم، فرجعوا إلى اليمن، يستطعمون الناس، فهلك أكثرهم فى الطريق. انتهى (1).
(1) على هامش الأصل: «نجز الجزء الثالث من كتاب العقد الثمين، فى تاريخ البلد الأمين، تأليف السيد الشريف الإمام العلامة الحافظ المؤرخ، قاضى المسلمين، أبى الطيب محمد تقى الدين بن الإمام العلامة أقضى القضاة شهاب الدين أبى العباس أحمد بن على الحسنى ـ