الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كان من عبد مناف كلها
…
بمكان السمع منها والبصر
انتهى.
وتوفى سنة سبع وأربعين ومائة. كما ذكر الذهبى فى العبر وقال: كان عالما فقيها نبيلا.
1833 ـ عبد العزيز بن عيسى بن محمد بن عمران الحجبى، أبو محمد المكى:
سمع من الشريف يونس بن يحيى الهاشمى، وحدث. سمع منه أبو المعالى بن القسطلانى. وتوفى فى الثامن والعشرين من ذى الحجة سنة ثمان وأربعين وستمائة بمكة، نقلت وفاته من خط الشريف أبى القاسم الحسينى فى وفياته.
1834 ـ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن على بن حماعة بن حازم بن صخر الكنانى:
قاضى القضاة بالديار المصرية، عز الدين أبو عمر بن قاضى القضاة بدر الدين المعروف بابن جماعة الحموى الأصل، المصرى المولد والدار، الشافعى.
ولد فى التاسع عشر من المحرم سنة أربع وتسعين وستمائة، بقاعة العادلية بدمشق. وأجاز له أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن وريدة المكبر، والرشيد بن أبى القاسم، وإسماعيل بن الطبال، وجماعة من بغداد. ومن دمشق: أحمد بن عبد السلام بن أبى عصرون، وعمر بن إبراهيم الرسعنى، وآخرون. ومن بعلبك: عبد الخالق بن علوان، وزينب بنت عمر بن كندى، وغيرهما.
ومن نابلس: عبد الحافظ بن بدران. ومن القاهرة: النجم أحمد بن حمدان، وأخوه شبيب، وغزى المشطوبى، وجعفر الإدريسى، والبوصيرى ناظم البردة، وغيرهم. ومن المغرب: أبو جعفر أحمد بن الزبير الغرناطى.
وحضر بدمشق، على أبى حفص عمر بن القواس: الجزء الأول من معجم ابن جميع، وعلى أبى الفضل أحمد بن عساكر: جزء البيتوتة. وعلى العز إسماعيل بن عمرو الفراء [ .... ](1) وعلى الحسن بن على الخلال [ .... ](1):
1834 ـ انظر ترجمته فى: (الدرر الكامنة 2/ 378، الكتبخانة 7/ 181، التيمورية 3/ 61، كشف الظنون 1940، الأعلام 4/ 26).
(1)
ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
وسمع بالقاهرة من أبى المعالى الأبرقوهى: جزء ابن الطلاية، وعلى محمد بن الحسين الفوى: الخلعيات عن ابن عماد، وعلى الحافظ شرف الدين الدمياطى [ .... ](2) وجماعة بعد ذلك بطلبه من مصر، والإسكندرية، ودمشق، مكة. وشيوخه بالسماع والإجازة، يزيدون على ألف وثلاثمائة شيخ، وأخذ الفقه عن الشيخ جمال الدين بن الوجيزى، والأصلين عن الشيخ علاء الدين الباجى، والعربية عن الشيخ أبى حيان.
وأفتى، ودرس بأماكن، منها: الزاوية المعروفة بالخشابية بمصر، ودرس الحديث والفقه بجامع ابن طولون، ودار الحديث الكاملية وغيرها. وصنف شرحا على «المنهاج» لم يكمله، والمناسك على المذاهب الأربعة فى مجلدين، والمناسك الصغرى، وتخريج أحاديث الرافعى، ولم يبيضه، وسيرة كبرى وصغرى، وغير ذلك. وله نظم، وما زال يكتب ويسمع، ويشتغل ويصنف، حتى توفى.
وولى قضاء الديار المصرية فى حياة شيوخه، بعد عزل الجلال القزوينى، فى ثامن جمادى الآخر سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، وسار فيه سيرة حسنة. واستمر حتى عزل فى سنة تسع وخمسين بابن عقيل، ثم أعيد بعد ثمانين يوما، ثم أعرض عن ذلك. فثقلوا عليه بالعود، بحيث إن يبلغا مدبر الدولة بالقاهرة، حضر إلى منزله وبالغ فى سؤاله فى العود، فأبى وصمم على المنع. فسئل فى تعيين قاض عوضه، فقال: لا أتقلد. ويقال: إنه أشار إلى أبى البقاء السبكى، فولى عوضه. وكان ذلك فى جمادى الأولى من سنة ست وستين، وتوجه إلى الحجاز، فحج وزار المدينة النبوية، ثم عاد إلى مكة. فتوفى بعد ثلاثة عشر يوما، وذلك فى يوم الاثنين حادى عشر جمادى الآخرة سنة سبع وستين، ودفن ـ يومئذ ـ بالمعلاة، بجوار الفضيل بن عياض.
وكان سعيد الحركات، متين الديانة، كثير العبادة. له وقع فى النفوس، معظما عند الخاصة والعامة، بحيث بلغ من أمره، أن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون، أغدق الولايات فى الممالك بمن يعينه، وهو مع ذلك مطرح الجانب.
وذكره الإسنائى فى طبقاته وأثنى عليه، وذكر من حاله أشياء لم يذكرها غيره، ونص ما ذكره، بعد أن ذكر ترجمة لوالده القاضى بدر الدين بن جماعة:
«وأما ولده القضاة عز الدين عبد العزيز، فإنه ولد بدمشق بقاعة العادلية فى شهر المحرم سنة أربع وتسعين وستمائة، ونشأ فى العلم والدين ومحبة أهل الخير. ودرس وأفتى،
(2) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
وصنف تصانيف كثيرة حسنة. وخطب بالجامع الجديد بمصر، وتولى الوكالة الخاصة والعامة، والنظر على أوقاف كثيرة، ثم تولى قضاء بالديار المصرية فى جمادى الآخرة سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة، فسار فيه سيرة حسنة.
وكان حسن المحاضرة، كثير الأدب، يقول الشعر الجيد، ويكتب الخط الحسن السريع، حافظا للقرآن، سليم الصدر، محبا لأهل العلم، يستقل عليهم الكثير، بخلاف والده، رحمهما الله تعالى. وكان شديد التصميم فى الأمور التى تصل إليه مما يتعلق بتصرفه.
وأما دفع الظلم عن الناس ـ من حواشى السلطان ـ فقليل الكلام فيه، ثم أضيف إليه أوقاف كثيرة.
وكان السلطان قد أغدق الولايات فى المماليك بمن يعينه، غير أنه كانت فيه عجلة فى الجواب عن أمور متعلقة بالمنصب، تؤدى إلى الضرر غالبا به وبغيره، ولم يكن فيه حذق يهتدى به، لما فيه نفع من يستحق النفع، بل أموره بحسب من يتوسط بخير أو شر، ثم انفصل عن المنصب سنة تسع وخمسين، وبقى كذلك نحو ثمانين يوما، ثم أعيد إليه، لزوال من توسط فى عزله. وكانت عاقبة المتوسطين فى عزله من أسوأ العواقب، ثم علم فى تلك الأيام مقدار الراحة، وألقى الله فى نفسه كراهة المنصب.
فاستعفى منه فى جمادى الأولى سنة ست وستين، حمل معه ختمة شريفة، وتوسل بها، فأعفى فى تلك الحالة. فلما ذهب إلى منزله على ذلك، ثقلوا عليه بأنواع التثقيلات، وتحيلوا بأنواع التحيلات، فلم يجبهم، فركب إليه صاحب الأمر إذ ذاك وسأله، فصمم واعتذر. انتهى.
وقال فى ترجمة نائبه القاضى تاج الدين محمد بن إسحاق المناوى، بعد أن ذكر ترجمة لأخيه القاضى شرف الدين إبراهيم: وناب فى الحكم عن ابن جماعة، ثم قال: وإستقل به بسؤال من مستنيبه، ثم تحدث جماعة فى إعادة الأمر كما كان، فأعيد بعد يوم». انتهى.
فعلى هذا يكون القاضى عز الدين بن جماعة، ولى قضاء الديار المصرية ثلاث مرات، وما عرفت هل ولايته بعد تاج الدين المناوى قبل عزله بابن عقيل أو بعده؟ ، وهو الأقرب. والله أعلم.