الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2187 ـ عمر بن على بن مرشد بن على الحموىّ الأصل، المصرى المولد والدار، أبو حفص، ويقال أبو القاسم، بن أبى الحسن شرف الدين المعروف بابن الفارض، الشاعر المشهور الملقب بسلطان العشاق:
ذكره ابن مسدى فى معجمه، وقال: برع فى الأدب، وكان فصيح العبارة، دقيق الإشارة، وقد سمع من أبى محمد القاسم بن على بن عساكر وغيره، وحدث. سألته عن مولده، فقال: فى ذى القعدة من سنة ست وستين وخمسمائة بالمعزية، وتوفى رحمه الله بها فى يوم الثلاثاء الثامن من جمادى الأولى سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، وقد جاور بمكة مدة، ورجع فانقطع بالجامع الأزهر، وهناك سمعت شيئا عليه من روايته وشعره، قال: وكان أبوه فارضا على يدى الحاكم بمصر، من أهل العلم والطب.
وذكره الرشيد العطار فى مشخته، وقال: يعرف بابن المفرّض هكذا، والفارض أصح، كان حسن النظم متوقد الخاطر، وكان يسلك طريق التصوف، وينتحل مذهب الشافعى، والأصل فيه من حماة، أقام بمكة مدة، وصاحب جماعة من المشايخ، ثم عاد إلى بلده وأقام بها إلى أن مات.
وذكره الشيخ عبد الله اليافعى فى تاريخه، وذكر له حكاية بليغة فى مبدأ حاله، منها أنه وصل إلى مكة فى الحال مع بعض المشايخ وأقام بها اثنتى عشرة سنة، وفتح عليه، ونظم فيها ديوانه المشهور.
ثم قال: ومن المشهور أنه وقع للشيخ الدين السّهروردىّ قبض فى بعض حجّاته، فخطر بقلبه: ترى هل ذكرت فى هذا الموسم؟ فسمع قائلا يقول: من فطيمة فى سوق الغزل! . فأتى إليه الشيخ شرف الدين بن الفارض المذكور فأنشده، وقيل إن الشيخ شهاب الدين، استنشده من قريضه قصيدة، فأنشده قصيدة مفتتحها [من البسيط] (1):
2187 ـ انظر ترجمته فى: (تكملة المنذرى 3/ 2586، تكملة ابن الصابونى 270، وفيات الأعيان 3/ 454 ـ 456، مختصر أبى الفداء 3/ 164، تاريخ الإسلام للذهبى 123 ـ 124، العبر 5/ 129، ميزان الاعتدال 2/ 66، البداية والنهاية 13/ 143، لسان الميزان 4/ 317، النجوم الزاهرة 6/ 288 ـ 290، حسن المحاضرة 1/ 246، مجالس المؤمنين للشوشترى 2/ 56 ـ 57، شذرات الذهب 5/ 149 ـ 153، روضات الجنات للخونسارى 505، سير أعلام النبلاء 22/ 368).
(1)
ديوان ابن الفارض 144.
ما بين معترك الأحداق والمهج
…
أنا القتيل بلا ذنب ولا حرج
ثم استمر فى إنشادها إلى أن قال [من البسيط](2):
أهلا بما لم أكن أهلا لموقعه
…
قول المبشّر بعد اليأس بالفرج
لك البشارة فاخلع ما عليك لقد
…
ذكرت ثمّ على ما فيك من عوج
فقام الشيخ شهاب الدين، وتواجد هو ومن عنده من شيوخ الوقت الحاضرين، وكان المجلس عامرا، شيوخ أجلاء وسادة من الأولياء، فخلع عليه هو والحاضرون، فبلغ أربعمائة خلعة. انتهى.
وذكره الذهبى فى الميزان، وقال: ينعق بالاتحاد الصريح فى شعره، وهذه بلية عظيمة، فتدبّر نظمه ولا تستعجل، ولكنك حسن الظن بالصوفية، وما ثم إلا زىّ الصوفية، وإشارات مجملة، وتحت الزى والعبارة، فلسفة وأفاعى، فقد نصحتك، والله الموعد. انتهى.
وذكره فى العبر فقال: حجّة أهل الوحدة، وحامل لواء الشعراء. وسئل عنه شيخنا العلامة المحقق الحافظ أبو زرعة أحمد بن الحافظ زين الدين بن الحسين العراقى، فقال: وأما ابن الفارض، فالاتحاد فى شعره ظاهر، وأمرنا أن نحكم بالظاهر، وإنما يؤوّل كلام المعصومين. انتهى باختصار.
وسئل عنه شيخنا الإمام الأصولى البارع، ولىّ الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمى المالكى، قاضى المالكية بالقاهرة، عن ابن عربى الصوفى السّابق ذكره، فذكر من حاله أشياء، واستطرد فى كلامه إلى ابن الفارض هذا، لأنه قال فيما أنبأنا به، إذنا مشافهة: وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة، وما يوجد من نسخها بأيدى الناس، مثل الفصوص، والفتوحات لابن عربى، والبدّ لابن سبعين، وخلع النعلين لابن قسىّ، وعين اليقين لابن برّجان، وما أجدر الكثير من شعر ابن الفارض، والعفيف التلمسانى وأمثالهما أن يلحق بهذه الكتب، وكذا شرح ابن الفرغانى للقصيدة التائية، من نظم ابن الفارض، فالحكم فى هذه الكتب كلها وأمثالها، إذهاب أعيانها متى وجدت، بالتحريق بالنار والغسل بالماء، حتى ينمحى أثر الكتابة، لما فى ذلك من المصلحة العامة فى الدين، بمحو العقائد المضلة. إلى آخر كلامه السابق فى ترجمة ابن عربى.
(2) ديوان ابن الفارض 147.