الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وساق ابن عبد البر حديثا فى ذلك، من رواية جابر رضى الله عنه، عن النبىصلى الله عليه وسلم، والحديث فى صحيح مسلم. وأمه سبيعة بنت عبد شمس بن عبد مناف.
1999 ـ عطاء الشيبى القرشى العبد رى:
من بنى شيبة. ذكره هكذا ابن عبد البر، وقال: روى عنه فطر بن خليفة. فى صحبته نظر.
2000 ـ[عطاء بن إبراهيم، وقيل: إبراهيم بن عطاء الثقفى]
(1):
قال عطاء: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى النعال. وحديثه عند أبى عاصم النبيل، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن يحيى بن إبراهيم بن عطاء، عن أبيه، عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «قابلوا النّعال» .
قال ابن عبد البر: يقال فى تفسيره: اجعلوا للنّعل قبالين. ولا أدرى أهو الذى قبله أم لا؟ .
2001 ـ عطاء بن أبى رباح، واسمه أسلم، القرشى الجمحى، وقيل الفهرى، مولاهم، أبو محمد المكى:
أحد الأعلام. روى عن عتّاب بن أسيد، وعثمان بن عفان مرسلا، وسمع من أبى هريرة، وأبى سعيد الخدرى، ومعاوية بن أبى سفيان، والعبادلة الأربعة: ابن عمرو، وابن عباس، وابن الزبير، وابن عمر، وغيرهم، رضى الله عنهم.
روى عنه الزهرى، وعمرو بن دينار، وأيوب السّختيانى، وابن جريج، وأبو حنيفة،
1999 ـ انظر ترجمته فى: (الإصابة ترجمة 5580، الاستيعاب ترجمة 2054، أسد الغابة 3/ 10).
2000 ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة 2055، الإصابة ترجمة 5581).
(1)
ما بين المعقوفتين ساقط من الأصول، وجاءت هذه الترجمة مندمجة مع التى قبلها.
2001 ـ انظر ترجمته فى: (طبقات ابن سعد 5/ 467، طبقات خليفة 280، تاريخ البخارى 6/ 463، التاريخ الصغير 1/ 277، تاريخ الفسوى 1/ 701، تهذيب الأسماء واللغات 1/ 333، الجرح والتعديل 6/ 330، طبقات الشيرازى 69، وفيات الأعيان 3/ 261، تهذيب الكمال 938، تذهيب التهذيب 3/ 41، تاريخ الإسلام 4/ 278، ميزان الاعتدال 3/ 70، العبر 1/ 141، نكت الهميان 199، البداية 9/ 306، طبقات القراء 1/ 513، تهذيب التهذيب 7/ 199، النجوم الزاهرة 1/ 273، طبقات الحفاظ 309، خلاصة تذهيب الكمال 266، شذرات الذهب 1/ 147، سير أعلام النبلاء 5/ 78).
والليث بن سعد، حديثا واحدا، وخلق. روى له الجماعة. ووثّقه ابن معين، وأبو زرعة.
وقال يحيى القطان: مرسلات مجاهد، أحبّ إلىّ من مرسلات عطاء بكثير، كان عطاء يأخذ عن كل ضرب.
وقال بشر بن السّرى، عن عمر بن سعيد بن أبى حسين، عن أمه، أنها رأت النبىصلى الله عليه وسلم فى النوم، فقال لها: سيد المرسلين، عطاء بن أبى رباح. وقال أبو حنيفة: ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء بن أبى رباح.
وقال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة. وقال غيره: كان لا يفتر عن ذكر الله تعالى. وقال ربيعة الرأى: فاق عطاء أهل مكة فى الفتوى.
وقال ابن سعد: نشأ بمكة، وهو مولى لبنى فهر أو لجمح، وانتهت فتوى أهل مكة إليه وإلى مجاهد، وأكثر ذلك إلى عطاء. وسمعت بعضهم يقول: كان أسود أفطس أعور أشلّ أعرج، ثم عمى بعد ذلك، وكان ثقة فقيها عالما كثير الحديث. ومناقب عطاء كثيرة.
وقد اختلف فى وفاته، فقال حمّاد بن سلمة: قدمت مكة سنة مات عطاء، سنة أربع عشرة ومائة، وكذلك قال الهيثم بن عدى، وأبو المليح، وجزم بن ابن حبان، والذهبى فى العبر، وزاد: فى رمضان، وقال: على الأصح. وقيل سنة خمس عشرة بمكة، قاله المدينى، وذكر أنه من مولّدى الجند، وأن أباه قدم مكة وهو غلام.
وقال بوفاته فى سنة خمس عشرة، ابن جريج، وأبو نعيم، وابن أبى شيبة، وعمرو بن على الفلّاس، وقال: وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقيل سنة تسع عشرة، حكاه صاحب الكمال عن خليفة بن خياط.
واختلف فى مولده، فقال ابن حبان: فى سنة سبع وعشرين. وروى عمرو بن قيس، عن عطاء قال: أعقل مقتل عثمان رضى الله عنه، وولدت لعامين خلوا من خلافة عثمان رضى الله عنه.
وهذا يدل على أن مولده سنة ست وعشرين، لأن عثمان بويع بالخلافة فى محرم سنة أربع وعشرين.
وقال العلاء بن عمرو، عن عبد القدّوس، عن حجاج، قال عطاء: وددت أنى أحسن العربية، قال: وهو يومئذ ابن تسعين سنة.
وهذا يلزم منه أن يكون مولده فى سنة أربع وعشرين، أو فى سنة خمس وعشرين. وقال ابن أبى ليلى: حجّ عطاء سبعين حجة، وعاش مائة سنة.
وقال النووى فى ترجمته فى التهذيب: ومن غرائبه ما حكاه ابن المنذر وغيره عنه أنه قال: إذا كان العيد يوم الجمعة، وجبت صلاة العيد، ولا يجب بعدها لا جمعة ولا ظهر، ولا صلاة بعد العيد إلى العصر. انتهى.
ومن غرائبه أيضا ما قيل: إنه كان يرى إباحة وطء الجوارى بإذن أربابهن، نقل عنه ذلك ابن خلكان فى تاريخه، لأنه قال: وحكى أبو الفتوح العجلىّ فى كتاب شرح «مشكلات الوسيط والوجيز» فى الباب الثالث من «كتاب الرهن» ما مثاله: وحكى عن عطاء، أنه كان يبعث بجواريه إلى ضيفانه، والذى أعتقده أنا أن هذا بعيد، ولو رأى الحل، لكانت المروءة والغيرة تأبى ذلك، فكيف يظن هذا بمثل ذلك السيد الإمام، ولم أذكره إلا لغرابته. انتهى كلام ابن خلكان.
وعطاء بن أبى رباح، هو الذى رماه الشاعر بقوله (1):
سل المفتى المكىّ هل فى تزوار
…
وضمّة مشتاق الفؤاد جناح
فقال معاذ الله أن يذهب التّقى
…
تلاصق أكباد بهن جراح
كذا قيل فى هذا الخبر، وقيل إن عطاء أنكر ذلك لما بلغه، والله أعلم.
وذكر ابن الأثير مجد الدين ـ فى كتابه ـ لعطاء بن أبى رباح ترجمة مليحة تشتمل على أشياء مما ذكرنا وغير ذلك، ونص ما ذكره: عطاء بن أبى رباح، أبو محمد، واسم أبى رباح: أسلم، وكان من مولدى الجند، وهو مولى لآل أبى ميسرة الفهرى، من تابعى مكة وعلمائها وزهادها، سمع جابرا، وابن عباس، وابن عمر، وابن الزبير، رضى الله عنهم، وخلقا كثيرا من الصحابة. روى عنه عمرو بن دينار، والزهرى، وقتادة، ومالك ابن دينار، والأعمش، والأوزاعى، وخلق كثير. وإليه وإلى مجاهد، انتهت فتوى مكة فى زمانهما، وأكثر ذلك إلى عطاء.
وقال ابن جريج: كان عطاء بعد ما كبر وضعف، يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتى آية من سورة البقرة، وهو قائم لا يزول منه شيء ولا يتحرك.
وقال ابن عيينة: قلت لابن جريج: ما رأيت مصليا مثلك، فقال: فكيف لو رأيت عطاء.
(1) البيتان فى طبقات الشافعية 1/ 303.
وقال سفيان: قدم ابن عمر مكة فسألوه، فقال: أتجمعون لى يا أهل مكة المسائل، وفيكم ابن أبى رباح! .
وقال أبو حنيفة: ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء. وقال ابن أبى ليلى: حج عطاء سبعين حجّة، وعاش مائة سنة. وقال ابن جريج: كان المسجد فراش عطاء عشرين سنة، أو نحوا عن عشرين سنة.
وقال الزهرى: قدمت على عبد الملك بن مروان، فقال: من أين قدمت يا زهرىّ؟ قلت: من مكة. قال: فمن خلّفت يسودها فى أهلها؟ .
قلت: عطاء بن أبى رباح. قال: فمن العرب أم من الموالى؟ . قلت: من الموالى. قال: فبم سادهم؟ قلت: بالديانة والرواية. قال: إن أهل الديانة والرواية لينبغى أن يسودوا.
وقال عبد الرحمن بن سابط: والله ما أرى إيمان أهل الأرض، يعدل إيمان أبى بكر، ولا أرى إيمان أهل مكة، يعدل إيمان عطاء.
وقال أحمد بن حنبل: العلم خزائن يقسمه الله تعالى لمن أحب، لو كان يخصّ بالعلم أحدا، لكان بيت النبى صلى الله عليه وسلم أولى. كان عطاء بن أبى رباح حبشيّا.
وقال سلمة بن كهيل: ما رأيت أحدا يريد بالعلم وجه الله تعالى، غير هؤلاء الثلاثة: عطاء، وطاوس، ومجاهد.
وقال إبراهيم الحربى: كان عطاء عبدا أسود لامرأة من أهل مكة، وكان أنفه كأنه باقلّاة. قال: وجاء سليمان بن عبد الملك أمير المؤمنين، إلى عطاء هو وابناه، فجلسوا إليه وهو يصلى، فلما صلى، انفتل إليهم، فما زالوا يسألونه عن مناسك الحج، وقد حول قفاه إليهم، ثم قال سليمان لابنيه: قوما. وقال: يا بنىّ لا تنيا فى طلب العلم، فإنى لا أنسى ذلّنا بين يدى هذا العبد الأسود.
وقال عمرو بن دينار: ما رأيت مثل عطاء قط، وما رأيت على عطاء قميصا، ولا رأيت عليه ثوبا يساوى خمسة دراهم.
وقال إسماعيل بن أمية: كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم يخيّل إلينا أنه يؤيد.
وقال الأوزاعى: ما رأيت أحدا أخشع لله من عطاء، ولا أطول حزنا من يحيى بن أبى كثير.
وقال معاذ بن سعيد: كنا عند عطاء، فتحدث رجل بحديث، فاعترض له آخر فى حديثه، فقال عطاء: سبحان الله، ما هذه الأخلاق، ما هذه الأخلاق، إنى لأسمع الحديث من الرجل، وأنا أعلم به منه، فأريه أنى لا أحسن منه شيئا.
وقال ابن جريج عن عطاء: إن الرجل ليحدثنى بالحديث فأنصت له، كأنى لم أسمعه قط، وقد سمعته قبل أن يولد.
وقال يعلى بن عبيد: دخلنا على محمد بن سوقة، فقال: أحدثكم بحديث لعله ينفعكم؟ فإنه قد نفعنى، ثم قال: قال عطاء بن أبى رباح: يابن أخى، إن من كان قبلكم، كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدون فضوله، ما عدا كتاب الله عزوجل، أن تقرأه أو تأمر بمعروف، أو تنهى عن منكر، أو تنطق بحاجتك فى معيشتك التى لابد لك منها، أتنكرون؟ . (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ) [الانفطار: 10، 11] (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 17، 18] أما يستحيى أحدكم لو نشرت عليه صحيفته، التى أملى صدر نهاره، وكان أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه؟ .
وقال الأوزاعى: مات عطاء وهو أرضى أهل الأرض. وقال ابن جريج: رأيت عطاء يطوف بالبيت، فقال لقائده: امسك، احفظوا عنى خمسا: القدر خيره وشره، حلوه مره، من الله تعالى، ليس للعبد فيه مشيئة ولا تفويض، وأهل قبلتنا مؤمنون، حرام دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، وقتال الفئة الباغية بالأيدى والسلاح، والشهادة على الخوارج بالضّلالة.
وقال عطاء: النظر إلى العابد عبادة. وقال: إن استطعت أن تخلو بنفسك عشيّة عرفة فافعل.
وقال أبو حنيفة: لقيت عطاء بمكة، فسألته عن شئ، فقال: من أين أنت؟ . قلت: من أهل الكوفة، قال: من أهل القرية الذين فارقوا دينهم وكانوا شيعا؟ . قلت: نعم. قال: من أى الأصناف أنت؟ قلت: ممن لا يسب السلف، ويؤمن بالقدر، ولا يكفر أحدا بذنب. فقال لى عطاء: عرفت فالزم.
وقال عثمان بن الأسود: قلت لعطاء: الرجل يمرّ بالقوم، فيقذفه بعضهم، أنخبره؟ قال: لا، المجالس بالأمانة.
وقال عطاء الخراسانى: انطلقت مع أبى وهو يريد هشام بن عبد الملك، فلما قربنا،