الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
على قاضى القضاة علاء الدين القونوىّ: مختصر ابن الحاجب، وعلى قاضى القضاة جلال الدين القزوينى: التلخيص فى علم المعانى والبيان، وصحبه مدة، واستفاد منه وعظم به، وأخذ العربية عن الإمام شرف الدين محمد بن على الحسنى الشاذلى، وأقرأ القراءات على شمس الدين بن الشوّاء، ثم قرأ أيضا على التقى الصايغ وغيره، وحدث وأفتى ودرّس وأقرأ، وانتفع به جماعة، وجاور بمكة مدة، وتأهّل فيها إلى أن مات بها، فى شهر ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، ودفن بالمعلاة. ومولده بعد الثمانين وستمائة.
نقلت مولده ووفاته وشيوخه فى العلم، من ذيل طبقات القراء للذهبى، الظاهر أنه من إملاء العفيف المطرى، وقال: أقرأ القراءات، بالحرمين الشريفين وأفاد، وكان ضنينا بعلمه، وخلّف جملة من الكتب والدنيا، ولم يعمل فيها خيرا، وهلكت بعده، [فلم](1) ينتفع به ولا بها، سامحه الله وغفر له.
وهكذا ذكر وفاته شيخنا ابن سكر فيما وجدت بخطه، وذكر أنه توفى فى يوم الثلاثاء الثالث عشر من الشهر المذكور، أعنى شهر ربيع الأول، ودفن فى عصر يومه بالمعلاة، قريبا من الفضيل بن عياض، وذكر شيخنا الحافظ العراقى، أنه توفى فى سنة إحدى وخمسين وسبعمائة بمكة، وهذا وهم، وقال: برع فى النحو والقراءات والحديث والفقه، وكان جامعا لعلوم. وقرأت عليه عشر ختمات، لأبى عمرو وابن كثير ونافع، وعنه أخذت النحو.
وذكر لى شيخنا أبو بكر بن قاسم بن عبد المعطى، أنه قرأ عليه ختمات، لهؤلاء ولابن عامر، وأنه تزوج رقية بنت الإمام شهاب الدين الحنفى، وكان لجدى به خصوصية، وكذلك الضياء الحموى، واستولى الضياء على تركته لأنه أوصى إليه، وقد حدثنا شيخنا الإمام أبو اليمن الطبرى عنه.
2195 ـ عمر بن محمد بن عمر بن الحسن بن عبد الله بن أحمد بن ميمون التوزرى الإمام أبو البركات القسطلانى المكى:
إمام مقام المالكية بالحرم الشريف. سمع بالحرم الشريف من أبى عبد الله بن أبى الفضل المرسى: الجزء الثانى والثالث والرابع من صحيح مسلم، من تجزئة أربعة، وأظنّه سمع الجزء الأول، إلا أنّى لم أجد سماعه له، والسماع بقراءة الفقيه سليمان بن خليل، فى
(1) ما بين المعقوفتين منقول من طبقات القراء، ووضعناه ليستقيم المعنى.
ذى القعدة سنة تسع عشرة وستمائة، وبخط عبد الله بن محمد بن أبى بكر الطبرى، وترجمه: بالفقيه الإمام، إمام مقام المالكية. ولم أتحقق متى كانت ولايته للإمامة، لأنّى وجدت بخط الجدّ أبى عبد الله الفاسى، ورقة ذكر فيها وفاته ومولده: وأخبرنى أبو المعالى محمد بن شيخنا أبى بكر محمد بن أحمد القسطلانى، وهو ابن ابنته، أنه صلّى فى مقام المالكية سنة ست عشرة وستمائة.
ووجدت بخط جدى على بن أبى عبد الله الفاسى أنه ولى الإمامة فى سنة أربع عشرة، بعد امتناعه منها، وإكراهه عليها، والله أعلم بالصواب.
وكانت وفاته بين الظهر والعصر، من يوم الأربعاء رابع صفر سنة أربع وأربعين وستمائة بمكة، ومولده فى السابع عشر من شوال، سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، كذا وجدت بخط الجد أبى عبد الله، وذكر أنه وجد ذلك بخط شيخه أبى بكر القسطلانى، يعنى قطب الدين، ووجدت أنا ذلك بخط أبى بكر المذكور.
وأخبرنى شيخنا عبد الرحمن بن أبى الخير الفاسى، أن الإمام تقىّ الدين القسطلانى، كان يحفظ «الجواهر» لابن شاس، وأنه كان جالسا عند سيدى الشيخ خليل المالكى، فجاء إليه شيخنا شمس الدين بن سكر بشيء ترجمه فيه وترجم أباءه، وقرأ ذلك عليه، فلما وصل إلى تراجم الإمام أبى البركات عمر هذا، قال الشيخ خليل: إنه فوق ذلك. انتهى.
ومن المشهور أن شيخنا ابن سكر، يبالغ غالبا فى ألقاب آحاد الناس، فما بالك بالإمام أبى البركات عمر القسطلانى على جلالة قدره! ومن المعلوم ورع الشيخ خليل المالكى، رحمهم الله تعالى ونفعنا بهم.
أنشدنى غير واحد من شيوخى إذنا، عن الحافظين: قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور الحلبى، وأبى الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس اليعمرىّ، إجازة إن لم يكن سماعا، قالا: أنشدنا الإمام قطب الدين أبو بكر محمد بن أحمد بن القسطلانى، إمام المالكية بمكة المشرفة، قال: أنشدنا أبو الحسين بن جبير الكيلانى [من الكامل]:
نزل البلاء بجسم كلّ من هو
…
متفلسف فى دينه متزندق
بالمنطق اشتغلوا فقيل حقيقة
…
إن البلاء موكل بالمنطق
نقلت هذين البيتين من خط جدى أبى عبد الله الفاسى، وذكر أنه وجدهما بخط شيخه أبى بكر القسطلانى، قال: وأظن أنى سمعت منه من غير تحقيق.