الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذا جاء فى رواية ابن ماجة، ثم قال: وقال: ابن أبى حاتم: مكى. انتهى. روى له أبو داود والنسائى وابن ماجة.
2263 ـ عمير بن أبى وقاص، واسم أبى وقاص، مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشى الزهرى:
أخو سعد بن أبى وقاص رضى الله عنهما، قال الزبير بن بكار، بعد أن ذكر شيئا من خبر أخيه سعد بن أبى وقاص: وأخوه عمير، استشهد يوم بدر، وكان رسول اللهصلى الله عليه وسلم استصغره، فأراد أن يخلفّه، وهو ابن ست عشرة سنة، فبكى، فخرج به معه، فاستشهد ببدر. انتهى.
وقال غيره: قتل يوم بدر شهيدا، قتله عمرو بن عبد ودّ، فكان النبىصلى الله عليه وسلم، استصغره حين أراد الخروج إلى بدر، فرده، فبكى عمير رضى الله عنه، فأجازه، وكان يقول: أحب الخروج، لعل الله يرزقنى الشهادة، فرزقه الله تعالى إياها، وهو ابن ست عشرة سنة، على ما قال الواقدى.
قال النووى: كان عمير رضى الله عنه صحابيا، قديم الإسلام، من المهاجرين، وكان سيفه طويلا، يعقد عليه حمائله.
2264 ـ عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح الجمحى، يكنى أبا أمية:
ذكر الزبير، أن أمه، أم سخيلة بنت هشام بن سعيد بن سهم. قال: وهو الذى حزر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ثلاثمائة، إن زادوا فقليلا، ثم هم الحصى تحت الجحف. ثم أقبل على قريش فقال: لا تعرّضوا وجوهكم هذه، التى كأنها المصابيح، لوجوه كأنها وجوه الحيات، ولقد رأيت أقواما لا يموتون حتى يقتلوا أعداءهم، قالت قريش: دع هذا عنك، وحرش بين القوم. فهو أول من رمى بفرسه ونفسه أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، وأشبّ الحرب، وأسر ابنه يومئذ وهب بن عمير، ثم قدم على النبى صلى الله عليه وسلم، وهو يريد الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره رسول اللهصلى الله عليه وسلم خبره فأسلم، وشهد معه فتح مكة، واستأمن
2263 ـ انظر ترجمته فى: (الإصابة ترجمة 6072، الاستيعاب ترجمة 2019، أسد الغابة ترجمة 4059، تجريد أسماء الصحابة 1/ 220).
2264 ـ انظر ترجمته فى: (الإصابة ترجمة 6073، الاستيعاب ترجمة 2020، أسد الغابة ترجمة 4096، الجرح والتعديل 6/ 2091، البداية والنهاية 3/ 113، 5/ 8).
لصفوان بن أمية، فأطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمير ابنه حين أسلم، وكان له قدر وشرف، وكان بالشام، وقد انقرض بنو وهب بن خلف فلا عقب لهم.
وكان من أبطال قريش، وهو أحد الأربعة المعدود كل منهم بألف فارس، على ما قيل، الذين أمد بهم عمر بن الخطاب، عمرو بن العاص، رضى الله عنهم، فى فتح مصر، ولم يختلف فى أنه منهم، كما لم يختلف فى أن الزبير بن العوام، وخارجة بن حذافة السهمى منهم، واختلف فى بشر بن أرطاة، فبعضهم يعدّه فيهم، وبعضهم يجعل المقداد بن الأسود عوضه، وهو الذى مشى حول عسكر النبى صلى الله عليه وسلم فى نواحيه، ليحرز عددهم يوم بدر، وأسر ابنه وهب بن عمير يومئذ، ثم قدم عمير رضى الله عنه المدينة، يريد الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبره، فأسلم.
وسبب قدومه المدينة على ما قيل، أنه جلس يوما بعد بدر، مع صفوان بن أمية الجمحى فى الحجر، فتذاكرا قتلى بدر، فقال عمير: والله لولا بنات لى أخاف عليهم الضيعة بعدى، لذهبت إلى محمد حتى أقتله، فإن لى عنده حجّة، أقول: جئت فى فداء أسيرى، فقال له صفوان: دينك علىّ، واجعل بناتك عدل بناتى ما حييت. قال: فاكتم علىّ. قال: فجهزه صفوان، ثم ذهب ليفتك بالنبى صلى الله عليه وسلم، فقدم المدينة، فأناخ بعيره عند باب النبى صلى الله عليه وسلم، ثم دخل المسجد متقلدا سيفه، فلما رآه عمر، وثب إليه، وقال: يا رسول الله: هذا عدو الله عمير بن وهب، الذى حزرنا يوم بدر، ولا نأمن غدره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه، فجاء حتى جلس بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له النبىصلى الله عليه وسلم: ما جاء بك يا عمير؟ قال: جئت لأفادى أسيرى، وتحسن إلىّ، قال: وأين ما جعلت لصفوان بن أمية وأنتما فى الحجر؟ فقال عمير: والله ما علم بهذا أحد يخبر بنا، إلا الله، وما سبقنى إليك أحد، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.
وكان صفوان يقول لقريش بعد مخرجه: أبشروا بوقيعة تنسيكم وقعة بدر، فيقال له: ما هى؟ فيقول: ستعلمونه بعد حين، وكان يسأل من قدم من المدينة عن عمير حتى أخبر بإسلامه، فجعل على نفسه ألا يكلمه أبدا، ولا ينفعه بنافعة أبدا.
وقال الواقدى: حدثنى محمد بن أبى حميد، عن عبد الله بن عمرو بن أمية، عن أبيه، قال: لما قدم عمير بن وهب مكة، يعنى بعد أن أسلم، نزل بأهله، ولم يقف بصفوان بن أمية، فأظهر الإسلام، ودعا إليه، فبلغ ذلك صفوان، فقال: قد عرفت حين لم يبدأ بى قبل منزله، أنه قد ارتكس وصبأ، فلا أكلمه أبدا، ولا أنفعه ولا عياله بنافعة، فوقف عليه