الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وحديث ابن ماجة: أنه سأل النبى صلى الله عليه وسلم يوم الفتح مبايعته على الهجرة، فأبى، فاستشفع إليه بالعباس رضى الله عنه (2).
وقيل: إن صفوان هذا تميمى. وفيه اضطراب، ذكره أبو عمر بن عبد البر وغيره.
1740 ـ عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن وائلة ابن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك الفهرى:
أمير الحرمين، ذكر ابن جرير الطبرى: أن فى سنة ثلاث ومائة، ضمت إليه مكة مع المدينة، وأنه عزل عن مكة والمدينة فى النصف من ربيع الأول سنة أربع ومائة، عزله عن ذلك يزيد بن عبد الملك، بعبد الواحد بن زياد النصرى.
وذكر ابن كثير، ولعله نقل ذلك من تاريخ ابن الأثير عن تاريخ ابن جرير: أن سبب عزله، أنه كان خطب فاطمة بنت الحسين، فامتنعت من قبوله، فألح عليها وتوعدها، فشكته إلى يزيد بن عبد الملك، فبعث إلى عبد الواحد، فولاه المدينة، وأن يضرب عبد الرحمن بن الضحاك حتى يسمع صوته، وهو متكئ على فراشه بدمشق، وأن يأخذ منه أربعين ألفا.
فلما بلغ ذلك عبد الرحمن، ركب إلى دمشق، واستجار بمسلمة بن عبد الملك،
ـ جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبى زياد عن مجاهد عن عبد الرحمن بن صفوان قال: لما فتح رسول اللهصلى الله عليه وسلم مكة قلت: لألبسن ثيابى وكانت دارى على الطريق فلأنظرن كيف يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت فرأيت النبى صلى الله عليه وسلم قد خرج من الكعبة هو وأصحابه وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم وقد وضعوا خدودهم على البيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسطهم.
(2)
فى باب إبرار القسم (2172) من طريق: أبو بكر بن أبى شيبة. حدثنا محمد بن فضيل، عن يزيد بن أبى زياد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن صفوان، أو عن صفوان بن عبد الرحمن القرشى قال: لما كان يوم فتح مكة جاء بأبيه، فقال: يا رسول الله، اجعل لأبى نصيبا من الهجرة، فقال:«إنه لا هجرة» فانطلق فدخل على العباس، فقال: قد عرفتنى؟ فقال: أجل، فخرج العباس فى قميص ليس عليه رداء، فقال: يا رسول الله، قد عرفت فلانا والذى بيننا وبينه، وجاء بأبيه لتبايعه على الهجرة، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:«إنه لا هجرة» فقال العباس: أقسمت عليك، فمد النبى صلى الله عليه وسلم يده، فمس يده. فقال:«أبررت عمى، ولا هجرة» .
قال فى مصباح الزجاجة: هذا إسناد فيه يزيد بن أبى زياد، أخرج له مسلم فى المتابعات وضعفه الجمهور، رواه الإمام أحمد فى مسنده من طريق مجاهد، ورواه ابن أبى شيبة فى مسنده هكذا بإسناده ومتنه.
فدخل على أخيه، فقال: إن لى إليك حاجة. قال: كل حاجة تقولها فهى لك، إلا أن تكون ابن الضحاك، فقال: هو والله حاجتى. فقال: والله لا أقبلها، ولا أعفو عنه، فرده إلى المدينة، فتسلمه عبد الواحد، فضربه وأخذ ماله، حتى تركه فى جبة صوف يسأل الناس بالمدينة.
وكان قد باشر نيابة المدينة ثلاث سنين وأشهرا، وكان الزهرى، قد أشار عليه برأى سديد، وهو أنه يسأل العلماء إذا أشكل عليه أمر، فلم يقبل ولم يفعل، فأبغضه الناس، وذمه الشعراء. وهذا كان آخر أمره. انتهى.
وذكر الزبير بن بكار شيئا من خبره، فقال: حدثنى عمامة بن عمرو السهمى عن رجل من خزاعة، عن مولى لمحمد بن ذكوان ـ مولى مروان، فارسى ـ أنه لما جاء عبد الرحمن بن الضحاك بن قيس عزله وعمل النصرى ـ وكان بالعرصة ـ أرسل إلى محمد ابن ذكوان، وكان على أمور بنى أمية بالمدينة، فجاءه، قال: فقال لى محمد بن ذكوان: امسك دابتى، وصعد إليه، فقال له: يا محمد، قد علمت رأيى فيك وقضاء حوائجك، وقد جاء من عمل هذا الغلام النصرى ما رأيت، ولا ينبغى لمثلى أن يقيم له فى شئ، وموضعى يتعب بى، فأشر علىّ. قال: أنا أذن القوم السامعة، وعينهم الناظرة، ولا يستقيم لهم أنى أشير عليك بشيء لعله يقع بخلافهم، قال: يا محمد بن ذكوان، أشر علىّ، فأبى، وأتعظ عليه. فقال عبد الرحمن بن الضحاك [من البسيط]:
رميت بالهم غيرى إذ رميت به
…
ولم أقم غرضا للهم يرمينى (1)
شدوا على إبلكم، واستبطنوا الوادى، وأموا بها الطريق، فإنى مسلم على النبىصلى الله عليه وسلم ولاحقكم، ففعل، فرد من الطريق ووقف للناس. وكذلك كانت بنو أمية تفعل بالعامل إذا عزلته. وكان يمر به القرشيون فيعدلون إليه ويثنون عليه، ويجلسون تحته، حتى صاروا حلقة ضخمة، وسقط خف رجليه من الشمس حتى حمل حملا.
وقال الزبير أيضا: حدثنى عمامة بن عمرو، قال: كان عبد الرحمن بن الضحاك برّا بقريش، وكان يقول: أنعتونى رجلا من قريش، علقه دين أو له عيال. فإذا دلوه عليه، استعمله على بعض أعماله، ثم قال له: من عال بعدها فلا أجير. قال: وكان يزيد بن عبد الملك قد ولاه بناء داره بالمدينة التى تعرف بدار يزيد، فكان يرسل إلى قواعد
1740 ـ (1) فى التحفة اللطيفة 2/ 475:
رميت بالهم غيرى إذ رميت به
…
ولم أقم عرضا للهم يرمينى