الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزهاد: وحضر يوما عند صاحب مكة، وحضر إليه شخص يدعى أن يعرف علم الكيمياء، ويتحدث كثيرا. فقال الشيخ عثمان لذلك الرجل: الذى تصنعه، مخلوق أم مصنوع؟ فقال الرجل: بل مصنوع. فقال له: كل مصنوع لا بد أن يستحيل. فقال له الرجل: أقول لك مخلوق حتى تقتلنى شرعا! وانفصل الميعاد.
وذكر الذهبى، أنه توفى فى جمادى الآخرة سنة أربع وسبعين وستمائة، وصلّى عليه يوم حضر صلاة الغائب، وما ذكره فى شهر وفاته وهم؛ لأنى وجدت فى حجر قبره، أنه توفى فى يوم الخميس الثانى والعشرين من المحرم سنة أربع وسبعين وستمائة. وفيه: أنه ولى الإمامة من سنة أربع وعشرين، إلى أن توفى رحمه الله تعالى، وترجم فيه بتراجم، منها: الشيخ الفقيه الإمام الزاهد العالم العامل محيى الشريعة، مفتى الفرق، شيخ الإسلام، حجة المحدثين.
1976 ـ عثمان بن وهب:
[ ............ ](1)
1977 ـ عثمان بن يمان بن هارون الحدّانى اللؤلؤى الخراسانى، نزيل مكة، أبو محمد:
روى عن ربيعة بن صالح، وموسى بن على بن رباح، وغيرهما. روى عنه: أبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبى مسرّة، وأبو بكر محمد بن إدريس، ورّاق الحميدىّ، والكديمىّ، وعبد الله بن شيبب، وآخرون.
روى له النسائى. وذكره ابن حبان فى الثقات. وقال: ربما أخطأ. كتبت هذه الترجمة من التذهيب.
1978 ـ عثمان بن يوسف بن أبى بكر بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن محمد الأنصارى، الشيخ فخر الدين النويرى المكى:
أجاز له فى استدعاء أحمد بن أبى العافية الرّندى: أبو المعالى الأبرقوهىّ، ومحمد بن الحسين العوفى، وغيرهما.
1976 ـ انظر ترجمته فى: (طبقات ابن سعد 2/ 116).
(1)
ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
1977 ـ انظر ترجمته فى: (تهذيب التهذيب 7/ 160).
1978 ـ انظر ترجمته فى: (المعجم المختص للذهبى ورقة 50 / أ، ب، معجم شيوخ الذهبى ترجمة 502، الوفيات لابن رافع 189، الدرر الكامنة 1/ 144).
وسمع من الحافظ شرف الدين الدمياطى [ .... ](1) ومن أبى الحسن على بن نصر الله الصواف، مسموعه من السنن للنسائى، وفوته، على القاضى جمال الدين محمد بن عبد العظيم بن السقطى، وعلى أبى الحسن على بن هارون الثعلبى، والشريف موسى بن على بن أبى طالب الموسوىّ: الموطأ رواية يحيى بن بكير. وبمكة على الرضى الطبرى: صحيح ابن حبان، وعليه، وعلى أخيه صفى الدين الطبرى: صحيح البخارى، وحدث عنهما وعن أبى بكر بن أحمد بن عبد الدائم، وعيسى بن عبد الرحمن المطعم، وأحمد بن أبى طالب الحجّار، ووزيرة بنت المنجّا، وسمع من جماعة آخرين بمصر ودمشق.
روى لنا عنه الحافظان: أبو الفضل بن العراقى، وأبو الحسن الهيثمىّ، وغيرهما من شيوخنا.
وسمع منه جماعة من الأعيان. منهم: الحافظان أبو عبد الله الذهبى، وشهاب الدين أحمد بن أيبك الدمياطى، وماتا قبله.
وذكره الذهبى فى المعجم المختص، وترجمه: ب: «القاضى الإمام العلامة المحدث، الفقيه الورع الصالح جمال الإسلام، وكان أخى وحبيبى وشيخى ووادّى، أحسن الله جزاءه، أحكم المذهب وأفتى ودرّس، وارتحل فى طلب الحديث وجالسته غير مرة.
وكان كثير الحج والمجاورة والتأله والصدق والإخلاص والاتّباع، قلّ من رأيت فى مسلاخه مثله» (2).
وذكره شيخنا العراقى فى وفياته. وقال: أحد الأئمة العلماء الصالحين الزاهدين، وكان كثير الحج والتجّرد، والفراغ عن المناصب وأهل الدنيا. وكان من خيار الناس، يقول الحق وإن كان مرّا. انتهى.
وأخبرنى شيخنا العراقى: أن جماعة سمعوا على الشيخ فخر الدين مسلسلات ابن
(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(2)
وذكره أيضا فى معجم شيوخه 502، وذكر فى نسبه «المالكى» ولم يذكر «المكى» وقال:«العبد الصالح، قدم علينا طالب حديث فى الكهولة، سمع من شيخنا الدمياطى، وبهاء الدين بن القيم، وبدمشق من أبى بن عبد الدائم، وعيسى المطعم وذكر أن مولده فى حدود سنة ثلاث وسبعين وستمائة. وقد عين لقضاء الشام مرة. وقل من رأيت مثله من العلماء دينا وورعا واتباعا للآثار وبغضا للباطل» .
شاذان، وسألوه أن يقول:«إنى أحبكم» ليتسلسل لهم الحديث. فتوقف، فقالوا له: وأنت ما تحبنا؟ فقال: لا، لأنى ما أعرفكم، ولا أبغضكم. انتهى.
وقد وقعت لى النسخة التى سمعت عليه، والسماع بقراءة الحافظ شمس الدين محمد ابن موسى بن سند اللّخمىّ، وبخطه ذكر أنه يتسلسل لهم حديث معاذ: إنى أحبك. فقال ولعدم تسلسله قصة. انتهى.
وهذه القصة التى أخبر بها شيخنا العراقى، عن الشيخ فخر الدين، وهى دالة على كثرة تحرزه فى القول، وجوابه فيها صحيح؛ لأن عدم المحبة، لا يستلزم البغضة. وكان فى حديثه مع الناس لا يظهر لهم غير ما فى نفسه؛ لأنه بلغنى أنه اجتمع مع الشيخ أبى العباس بن عبد المعطى النحوى السابق ذكره بمصر، فى بعض قدمات أبى العباس إليها، فقال للشيخ أبى العباس: تأتونا إلى البيت. وقصد أن يضيفه.
فجاء إليه الشيخ أبو العباس، فلم ير من الشيخ فخر الدين انبساطا لمجيئه، فقال له الشيخ أبو العباس: ألم تأمرونى بالحضور؟ فقال: نعم، ولكنى لم أعيّن الوقت، والتجمل ما حرم.
وبلغنى أنه لما تزوج فى مكة، بحمامة بنت زيان، سئل عن صفتها. فقال: احلقوا ذقن أبيها، وانظروا إليه فهى مثله، ونال منه. وكان ـ فيما بلغنى ـ يعيب قول الناس بعضهم لبعض فى الصباح والمساء: صباح الخير، ومساء الخير، ويقول: إيش الخير؟ لصباح الخير ومساء الخير؟ .
وكان الشيخ فخر الدين ولى القضاء بالشارع ظاهر القاهرة، وعيّن لقضاء دمشق، ثم صرف إلى غزة، وولى بمكة تدريس الحديث لوزير بغداد، ودرّس فى سنة سبع وأربعين وسبعمائة، وأخذ فى حديث:«أمّنى جبريل عند البيت فى أوقات الصلوات» .
وحضر عنده قاضى القضاة عز الدين بن جماعة، وموفق الدين الحنبلى، وجماعة من فضلاء الشاميين، وتردد إلى مكة مرات، وجاور بها كرات، وتأهل بحمامة بنت ابن زيال (3). وولد له منها بيت سميت فاطمة، تأهل بها الفقيه عبد الله بن ظهيرة. وولدت له.
ولم يمت إلا ببلده النّويرة، فى سابع عشر ذى الحجة سنة خمس وخمسين وسبعمائة،
(3) سبق الترجمة أن اسمها «حمامة بنت زيان» .