الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1835 ـ عبد العزيز بن محمود بن عبد الرحمن المالكى، أبو محمد، المعروف بابن القصار:
تفقه على مذهب مالك رضى الله عنه، واشتغل بعلم الحديث، وأقبل عليه إقبالا كثيرا، واختصر كتاب الحميدى فى الجمع بين الصحيحين، وغير ذلك.
وصحب جماعة من الصالحين، وكتب بخطه كثيرا، وجاور بمكة شرفها الله تعالى مدة.
وكان على طريقة حسنة، يؤثر الانفراد عن الناس، وترك ما لا يعنيه. ذكر ذلك، المنذرى فى التكملة، وقال: ما علمته حدث.
وتوفى فى ثانى جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وستمائة بمصر، ودفن بسفح المقطم.
1836 ـ عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث ابن عبيد بن عمر بن مخزوم المخزومى:
قاضى مكة، هكذا ذكره الزبير بن بكار، وابن حزم فى الجمهرة، وذكر الزبير فى موضع آخر من كتابه ما يخالف ذلك، لأنه قال، لما ذكر والد عبد العزيز هذا: ابن المطلب بن عبد الله بن حنطب بن المطلب بن حنطب.
وذكر المزى فى التهذيب فى ترجمة أبيه المطلب بن عبد الله ثلاثة أقوال، لأنه قال: المطلب بن عبد الله بن حنطب. ويقال: المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث، ثم قال: وقيل المطلب بن عبد الله بن المطلب بن عبد الله بن حنطب. قاله أبو حاتم. وقيل: هما اثنان. انتهى.
روى عبد العزيز بن المطلب هذا عن أبيه، وسهيل بن صالح، وصفوان بن سليم، وموسى بن عقبة، وغيرهم.
روى عنه: إسماعيل بن أبى أويس، وابن أبى فديك، وأبو عامر العقدى، وممن بن عيسى، وغيرهم.
روى له البخارى تعليقا، ومسلم، والترمذى، وابن ماجة.
1836 ـ انظر ترجمته فى: (الجرح والتعديل 5/ 393).
وقال يحيى بن معين، وأبو حاتم: صالح الحديث. وقال صاحب الكمال: قاضى مكة وقيل: كان على قضاء المدينة. انتهى. وهذان القولان صحيحان كما ذكر ابن حزم.
وذكر الزبير بن بكار شيئا من خبره، وأفاد فى ذلك ما لم يفده غيره، فقال: وعبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب، كان قاضيا على المدينة فى أيام المنصور، وبعده فى أيام أمير المؤمنين المهدى، وولى القضاء بمكة، وكان محمود القضاء، حليما محبا للعافية.
وقال الزبير: حدثنى عمى مصعب بن عبد الله. قال: تقدم إليه محمد بن لوط بن المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب فى خصومة؛ فقضى عليه عبد العزيز. وكان ابن لوط شديد الغضب، فقال له: لعنك الله ولعن من استعملك! فقال ابن المطلب: نسب، وربك الحميد، أمير المؤمنين! برز! برز! فأخذه الحرس يبرزونه ليضربه، فقال له محمد: أنت تضربنى؟ والله لئن جلدتى سوطا لأجلدنك سوطين، فأقبل عبد العزيز بن المطلب على جلسائه، فقال: اسمعوا، يحرضنى على نفسه حتى أجلده، فتقول قريش: جلاد قومه! ثم أقبل على محمد بن لوط، فقال: لا، والله لا أجلدك، ولا حبا لك ولا كرامة، أرسلوه. فقال محمد بن لوط: جزاك الله من ذى رحم خيرا. فقد أحسنت وعفوت، ولو صبرت كنت قد احترمت منك ذلك، وما كان لى عليك سبيل. ولا أزال أشكرها لك، وأيم الله ما سمعت: ولا حبا لك ولا كرامة، فى موضع قط، أحسن منها فى هذا الموضع، وانصرف محمد بن لوط راضيا شاكرا.
وقال الزبير: حدثنى عبد الملك بن عبد العزيز، قال: حضرت عبد العزيز بن المطلب، وبين يديه حسين بن زيد بن على يخاصم، فقضى على حسين، فقال له حسين: هذا والله قضاء يرد على أسته، فحك عبد العزيز بن المطلب لحيته، وكذلك كان يفعل إذا غضب، فقال لبعض جلسائه: وربك الله الحميد، لقد أغلظ لى، وما إرادتى إلا ما أراد أمير المؤمنين، أنا قاضيه، وقضائى قضاؤه، وقال: جرد. ودعا بالسوط، وكان قد قال للحرس: إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر، فإذا دعوت بالسوط فلا تعجلوا به، حتى يسكن غضبى، فجرد حسين، فما أنسا حسين غضبه وعليه ملحفة مروانية، وقال عبد العزيز لحسين: وربك الله المحمود، لأضربنك حتى أسيل دمك، ولأحبسنك حتى يكون أمير المؤمنين هو الذى يرسلك. فقال له حسين بن زيد: أو غير هذا أصلحك الله أحسن منه؟ قال: وما ذاك؟ قال: تصل رحمى، وتعفو عنى، فقال عبد العزيز بن المطلب: أو غير ذلك أحسن منه؟ أصل رحمك وأعفو عنك، يا جلواز! أردد عليه ثيابه، وخل سبيله، فخلاه.
وقال الزبير: حدثنى حارث بن محمد العوفى قال: خاصم ابن لعمر بن عمران بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر الصديق، إلى عبد العزيز بن المطلب، فقضى عليه عبد العزيز؛ فأشخص لعبد العزيز، فأمر به إلى السجن. فبلغ ذلك أباه عمر بن عمران، فغضب، وكان شديد الغضب، فذهب إلى عبد العزيز بن المطلب، فأستأذن عليه، فأرسل إليه عبد العزيز: أنت غضبان، وأنا غضبان. ولا أحب أن نلتقى على هذا الحال. وقد عرفت ما جئت له، وقد أمرت بإطلاق ابنك.
وقال الأصبغ بن عبد العزيز، مولى خزاعة، يمدح عبد العزيز بن المطلب [من الطويل]:
إذا قيل من للعدل والحق والمنا
…
أشارت إلى عبد العزيز الأصابع
أشارت إلى حر المحامد لم يكن
…
ليدفعه عن غاية المجد دافع
وقال الزبير: قال عمى مصعب بن عبد الله وغيره من قريش: كان عبد العزيز بن المطلب يشتكى عينيه، إنما هو مطرق أبدا. وقال: ما كان يعنى بأس، ولكن كان أخى إذا اشتكى عينيه يقول: اكحلوا عبد العزيز معى. فيأمر أبى من يكحلنى معه ليرضيه بذلك، فأمرض عينى. وعبد العزيز الذى يقول [من الكامل]:
ذهبت وجوه عشيرتى فتخرموا
…
وبقيت بعدهم لشر زمانى
أبغى الأنيس فما أرى من مؤنس
…
لم يبق لى سكن من الإسكان
وأم عبد العزيز وأخيه: أم الفضل بنت كليب بن حزن بن معاوية، من بنى خفاجة بن عقيل. انتهى.
وذكر الفاكهى فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله: ذكر من ولى قضاء مكة من أهلها من قريش: وكان القضاء بمكة فى بنى مخزوم، كان منهم القاضى عبد العزيز بن المطلب ابن عبد الله بن حنطب، فحدثنا أبو يحيى بن أبى مسرة قال: حدثنى أحمد بن حرب الحدل، وهو الجردم، قال: جلس عبد العزيز بن المطلب، وهو قاضى أهل مكة يقضى، فتقدم إليه الزعفران الشاعر، فشهد لامرأة بشيء كان فى عنقه. فقال له: أتشهد عندى يا أبا الزعفران؟ وأنت القائل لنا [من الطويل]:
لقد طفت سبعا لما قضيته
…
ألا ليت هذا لا علىّ ولا ليا
ما كنت تصنع فى الطواف؟ تعرض للنساء؟ قال: لا والله، أصلحك الله عزوجل فى الشعراء (وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ ما لا يَفْعَلُونَ) [الشعراء: 226] ولقد استعفيتها فأبت أن