الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعبيدة ـ بالضم ـ وليس فى الصحابة من اسمه عبيدة سواه.
* * *
من اسمه عتّاب
1930 ـ عتّاب بن أسيد ـ بفتح الألف ـ بن أبى العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف الأموى، أبو محمد، ويقال أبو عبد الرحمن:
أمير مكة. أسلم يوم الفتح، واستعمله النبى صلى الله عليه وسلم وسلم على مكة، حين خرج إلى حنين، وسنّه ثمان عشرة سنة. كذا قاله ابن حبّان.
وذكر صاحب الكمال: أن سنّه عشرون سنة. وذكر ابن الأثير: أن عتّابا لم يزل على مكة، إلى أن توفى النبى صلى الله عليه وسلم، وأقرّه أبو بكر رضى الله عنه عليها، إلى أن مات. انتهى.
روى عن النبى صلى الله عليه وسلم. وروى عنه: سعيد بن المسيّب، وعطاء بن أبى رباح، وجماعة، مرسلا. لتقدّم وفاته. روى له أصحاب السّنن الأربعة (1).
1930 ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة 1775، الإصابة ترجمة 5407، أسد الغابة ترجمة 3538، الثقات 3/ 304، الجرح والتعديل 7/ 11، 46، تجريد أسماء الصحابة 1/ 370، تقريب التهذيب 2/ 3، تاريخ الإسلام 3/ 61، التاريخ الصغير 1/ 33، أزمنة التاريخ الإسلامى 1/ 757، الأعلام 4/ 199، التاريخ الكبير 7/ 54، الكاشف 2/ 243، شذرات الذهب 1/ 56، العبر 1/ 16، تهذيب الكمال 2/ 900، مشاهير علماء الأمصار 155، البداية والنهاية 7/ 304).
(1)
أخرج له الترمذى فى سننه، فى كتاب الزكاة، حديث رقم (583) من طريق: أبو عمرو مسلم بن عمرو الحذاء المدنى حدثنا عبد الله بن نافع الصائغ عن محمد بن صالح التمار عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم وثمارهم. وبهذا الإسناد أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى زكاة الكروم: إنها تخرص كما يخرص النخل ثم تؤدى زكاته زبيبا كما تؤدى زكاة النخل تمرا. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، وقد روى ابن جريج هذا الحديث عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة، وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: حديث ابن جريج غير محفوظ، وحديث ابن المسيب عن عتاب بن أسيد أثبت وأصح.
وأخرج له أبى داود فى سننه، فى كتاب الزكاة، حديث رقم (1366) من طريق: عبد العزيز بن السرى الناقط حدثنا بشر بن منصور عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهرى ـ
وقد ذكر الزبير بن بكار شيئا من خبره، فقال: حدثنى حسين بن سعيد، من بنى قيس بن ثعلبة، قال: حدثنى يحيى بن سعيد بن سالم القدّاح، عن أبيه، عن ابن جريج، عن عطاء، قال: لا أحسبه إلا رفعه إلى ابن عباس رضى الله عنهما، قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم، ليلة قربه من غزوة الفتح:«إن بمكة لأربع نفر من قريش أربأ بهم عن الشرك، وأرغب بهم فى الإسلام» ، قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «عتاب بن أسيد، وجبير بن مطعم، وحكيم بن حزام، وسهيل بن عمرو» .
وقال: حدثنى بن سلام عن حمّاد بن سلمة عن الكلبى، فى قول الله عزوجل:(وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً)[الإسراء: 80]. قال: عتّاب بن أسيد.
وقال: حدثنى محمد بن سلام الجمحىّ، عن أبان بن محصن. قال: قال عتّاب: إنّا كنا على أمر، وقد صرنا إلى الإسلام، وإنى آمر من ينادى بالصلاة، فمن وجد فى بيته متخلّفا عنها، ضربت عنقه.
وقال الزبير: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم عتّابا على مكة، ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعتّاب عامله على مكة.
وقال الزبير: حدثنى محمد بن سلام قال: قال عتّاب: يا رسول الله، لم تخلّفنى عنك؟ قال:«ما ترضى أنى استعملتك على آل الله عزوجل! » .
وذكر الفاكهى ولاية لمكة، وموته فيها. وروى بسنده إلى ابن عباس رضى الله عنهما فى قوله:(وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) قال: استعمل رسول اللهصلى الله عليه وسلم عتّاب بن أسيد على مكة. فانتصر للمظلوم من الظالم.
وروى بسنده إلى جابر بن عبد الله رضى الله عنهما، قال: استعمل رسول اللهصلى الله عليه وسلم عتّاب بن أسيد على مكة، وفرض له أربعين أوقية من فضة.
ـ عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرص العنب كما يخرص النخل وتؤخذ زكاته زبيبا كما تؤخذ زكاة النخل تمرا. حدثنا محمد بن إسحاق المسيبى حدثنا عبد الله بن نافع عن محمد بن صالح التمار عن ابن شهاب بإسناده ومعناه. قال أبو داود: سعيد لم يسمع من عتاب شيئا.
وأخرج له ابن ماجة فى سننه، كتاب الزكاة، حديث رقم (1809) من طريق: عبد الرحمن ابن إبراهيم الدمشقى والزبير بن بكار قالا: حدثنا ابن نافع حدثنا محمد بن صالح التمار عن الزهرى عن سعيد بن المسيب عن عتاب بن أسيد أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يبعث على الناس من يخرص عليهم كرومهم وثمارهم.
وذكره ابن عبد البر، وقال: يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل أبا محمد، أسلم يوم فتح مكة، واستعمله النبى صلى الله عليه وسلم على مكة يوم الفتح، حين خروجه إلى حنين، فأقام للناس الحجّ تلك السنة وهى سنة ثمان وحجّ المشركون على ما كانوا عليه. قال: فلم يزل عتّاب أميرا على مكة، حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقرّه أبو بكر رضى الله عنه عليها. فلم يزل عليها، حتى مات. وكانت وفاته ـ فيما ذكره الواقدى ـ يوم مات أبو بكر الصديق رضى الله عنه، وقال: ماتا فى يوم واحد. وكذلك يقول ولده.
وقال محمد بن سلام وغيره: جاء نعى أبى بكر الصديق رضى الله عنه إلى مكة، يوم دفن عتّاب بن أسيد بها. وكان عتّاب رجلا صالحا خيّرا فاضلا. انتهى.
وكانت وفاة الصديق رضى الله عنه، لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة. فعلى هذا تكون وفاة عتّاب فى هذا الشهر، ويحتمل أن تكون فى رجب من هذه السنة، على القول بأنه توفى يوم جاء نعى الصديق، لجواز أن يكون نعيه أتى بعد انسلاخ جمادى الآخرة.
وفى تاريخ ابن جرير، وابن الأثير، ما يقتضى أنه ولى مكة لعمر رضى الله عنه. وهذا يدلّ على أنه لم يمت فى هذا التاريخ. والله تعالى أعلم.
وفى الاستيعاب، ما يقتضى أن الصديق رضى الله عنه، عزله عن مكة، وولّاها للحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. وهذا يخالف ما سبق من أن النبىصلى الله عليه وسلم ولاه مكة. واستمرّ واليا عليها حتى مات.
وفى مغازى موسى بن عقبة، ما يقتضى أن النبى صلى الله عليه وسلم، استخلف معاذ بن جبل رضى الله عنه على مكة، حين خرج إلى حنين.
وفى الاستيعاب: أن النبى صلى الله عليه وسلم استخلف على مكة هبيرة بن شبل بن العجلان الثّقفى. وهذان القولان يخالفان ما سبق، من أن النبى صلى الله عليه وسلم، ولّى عتّاب بن أسيد على مكة بعد أن فتحها الله عليه، لما توجه إلى حنين. والمعروف تولية النبى صلى الله عليه وسلم لعتاب على مكة عند خروجه لحنين، ودوام ولايته حتى مات فى تاريخ موت الصديق رضى الله عنه، أو يوم جاء نعيه بمكة. والله أعلم.
وقال مصعب الزبيرى: وقالوا: خطب علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه جويرية بنت أبى جهل، فشق ذلك على فاطمة رضى الله عنها، فأرسل إليها عتّاب رضى الله عنه: أنا أريحك منها، فتزوّجها. فولدت له عبد الرحمن بن عتّاب. وكان عتاب صالحا خيّرا.