المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌29 - مناقب عثمان رضي الله عنه - المطالب العالية محققا - جـ ١٦

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌29 - مناقب عثمان رضي الله عنه

- ‌30 - باب فضائل علي رضي الله عنه

- ‌33 - باب: فضل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌34 - فضل الزُّبَير رضي الله عنه

- ‌35 - فضل طلحة رضي الله عنه

- ‌36 - فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌38 - بَابُ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌39 - باب فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه

- ‌40 - باب فضل أبي موسى رضي الله عنه

- ‌41 - ذكر خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌42 - باب فضل سلمان رضي الله عنه

- ‌45 - فضل صَفْوَانَ بن المُعَطِّل رضي الله عنه

- ‌46 - فضل خُزَيْمَةُ بن ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌47 - فضل أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه

- ‌49 - فضل أبي طلحة رضي الله عنه

- ‌50 - فضل سعد بن مُعَاذٍ رضي الله عنه

- ‌51 - فضل أبي بَرْزَة رضي الله عنه

- ‌52 - فضل عامر بن الأكوع رضي الله عنه

- ‌53 - فضل صُهَيبٍ رضي الله عنه

- ‌54 - فضل النَّابِغَة الجَعْدِيّ رضي الله عنه

- ‌56 - فضل ابن أُمِّ مَكْتُوم رضي الله عنه

- ‌58 - فَضْلُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ حارثة رضوان الله عليهما

- ‌59 - فضل أبي أمامة رضي الله عنه

- ‌61 - فَضْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب رضي الله عنهما

- ‌62 - فضل أبي الدَّحْدَاح رضي الله عنه

- ‌63 - فضل أبي سفيان صَخْر بن حَرْب رضي الله عنه

- ‌64 - فضل عمرو بن العاص رضي الله عنه

- ‌67 - فضل معاوية رضي الله عنه

- ‌68 - فضل بَشِير بن الخَصَاصِيَه رضي الله عنه

- ‌69 - فضل عَمْرو بن الحَمِق الخُزَاعِيّ رضي الله عنه

- ‌70 - فضل عَقِيْل بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌71 - فضل عُرْوة بن مَسْعود الثقَفِي رضي الله عنه

- ‌72 - فضل عَمْرو بن حُرَيْثٍ رضي الله عنه

- ‌73 - فضل حُذَيْفَة رضي الله عنه

- ‌74 - فضل رَافع بن خَدِيْجٍ رضي الله عنه

- ‌75 - فضل أَنسٍ رضي الله عنه

- ‌76 - فضل سَفِيْنَة رضي الله عنه

- ‌77 - فضل ابن مسعود رضي الله عنه

- ‌80 - مناقب ثابت بن قَيْس بن شَمَّاسٍ رضي الله عنه

- ‌81 - مناقبَ عبد الله بن سَلَامٍ رضي الله عنه

- ‌84 - فضل البَرَاء بن مالك رضي الله عنه

- ‌85 - بَابُ: أَخْبَارِ عَبْدِ خَيْرٍ

- ‌86 - بَابُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

- ‌87 - بَابُ: أَخْبَارِ أَبِي عُثْمَان النَّهْدِي

- ‌88 - فَضْلِ الأَشَجّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ وَاسْمُهُ المُنْذِر

- ‌89 - أخبار أبي عِنَبَة الخَوْلَانِي رحمة الله عليه

- ‌90 - أخبار عبد الله بن أنَيسٍ رحمه الله

- ‌91 - أخبار مَسْلَمَةَ بن مُخَلَّد رحمه الله

- ‌92 - أخبار زُرَيب بن ثَرْمَلَا

- ‌94 - فضل خَدِيجةَ أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها

- ‌95 - فضل عَائِشَة رضي الله عنها

- ‌96 - فضل أُمِّ وَرَقَة رضي الله عنها

- ‌97 - فضل جَمْرةَ اليَربُوعِيَّة الحَنْظَلِيّه رضي الله عنها

- ‌98 - فضل زَيْنَبَ بنت جَحْشٍ رضي الله عنها

- ‌99 - فَضْلُ مَيْمُونَة رضي الله عنها

- ‌100 - فضل صَفِيَّة بنتِ عبد المطلب رضي الله عنها

- ‌101 - باب سودة

- ‌102 - ذِكرُ أُمِّ سَلَمة رضي الله عنها

- ‌103 - ذكر حَفْصَة رضي الله عنها

- ‌104 - ذكر صَفِيَّه بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها

- ‌105 - ذكر أُمِّ أَيْمَن رضي الله عنها

- ‌107 - ذِكْرِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ

- ‌108 - بَابُ أُمِّ هَانِئٍ

- ‌109 - ذكر أُمِّ مالك الأنصارية رضي الله عنها

- ‌111 - عدم قيام بني هاشم لأحد

الفصل: ‌29 - مناقب عثمان رضي الله عنه

[من كتاب المناقب]

‌29 - مناقب عثمان رضي الله عنه

3904 -

قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: ذَكَرَ رَجُلَانِ عثمان رضي الله عنه، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: قُتِل شَهِيدًا (1). فَتَعَلَّقَهُ (2) الْآخَرُ، فَأُتِيَ به عليًّا رضي الله عنه فقال: هذا يزعم (3) أن عثمان رضي الله عنه قُتِل شهيدًا؟!. فقال له عليٌّ رضي الله عنه: أَقُلْتَ ذَلِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَذْكُرُ يَوْمَ أتيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَأَنْتَ فسألتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي وسألتُ أَبَا بكر رضي الله عنه فأعطاني، وسألتُ عمرَ رضي الله عنه فأعطاني، وسألتُ عثمان رضي الله عنه فَأَعْطَانِي وسألتُك فَمَنَعْتَنِي فقلتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: ادع الله (4) أن يبارك لي. فقال صلى الله عليه وسلم: "ومالك ألَاّ (5) يبارك لك وقد أعطاك نبيٌّ وصدِّيق

(1) سقط قوله: "شهيدًا"، من (عم).

(2)

أي: أمسك به ولزمه. (لسان العرب: ع ل ق).

(3)

يطلق الزعم على ما يُشكُّ فيه فلا يدري لعله كذب أو باطل فيقال زعم فلان كذا. وقد يطلق ويراد به ما يرادف القول. (لسان العرب: زع م).

(4)

في (عم): "ادع الله لي أن يبارك".

(5)

في (عم): "ومالك لا يبارك لك".

ص: 17

وشهيدان" (6) ثلاث مرات. قال رضي الله عنه: دعوه.

(6) أما الصدّيق فالمراد به: أبو بكر رضي الله عنه، وأما الشهيدان: فعمر وعثمان رضي الله عنهما.

ص: 18

3904 -

درجته:

هذا الحديث صحيح بهذا الإِسناد إن ثبت سماع ابن سيرين من الرجل صاحب القصة، والله أعلم.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 48/ أ)، وقال الهيثمي في المجمع (3/ 94): رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.

ص: 18

تخريجه:

يأتي في الحديث القادم (3905).

ص: 18

3905 -

وقال أبو يعلى (1): حدّثنا هُدْبة، ثنا هَمّام عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: إنَّ رَجُلًا بِالْكُوفَةِ شَهِدَ أن عثمان رضي الله عنه قُتِلَ شَهِيدًا فَأَخَذْتُهُ الزَّبَانِيَةُ (2) فَرَفَعُوهُ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه وقالوا: لولا أن تنهانا أو نهيتنا (3)[أن نَقْتُلَ](4) أَحَدًا قَتَلْنَاهُ (5) يَزْعُمُ أَنَّهُ يَشْهَدُ أَنَّ عثمان رضي الله عنه شهيد (6).

فقال الرجل لعلي رضي الله عنه: وَأَنْتَ تَشْهَدُ أَوَ تَذْكُرُ أَنِّي أَتَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، وأتيت أبا بكر رضي الله عنه فسألته فأعطاني. . . فذكر الحديث.

(1) مسند أبي يعلى (2/ 258:1598).

(2)

الزبانية هم الشّرطة. وأصل الزبن الدفع؛ وسُمِّي بذلك بعض الملائكة لدفعهم أهل النار إليها.

(لسان العرب: زب ن).

(3)

في (عم) و (سد): "ينهانا" أو "نُهينَا".

(4)

في الأصل و (سد): "أنّ لا نقتل"، وما أثبت من (عم)، وهو الصحيح.

(5)

في (عم) و (سد): "لقتلناه".

(6)

في (سد): "أن عثمان رضي الله عنه قتل شهيدًا".

ص: 19

3905 -

درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة قتادة وهو مدلِّس، والله أعلم.

وتقدم أن البوصيري سكت عنه وأن الهيثمي قال: رجاله رجال الصحيح.

ص: 19

تخريجه:

رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 304)، عن أبي المظفّر القشيري، عن أبي سعد الأديب، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى به بنحوه.

ورواه أيضًا من طريقه في المكان نفسه، عن أم المجتبى العلوية، عن =

ص: 19

= إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى به بنحوه.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 19: 12010)، عن أبي أسامة، عن هشام به بنحوه.

ورواه ابن عساكر في الموضع المتقدم، عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي الحسن علي بن عمر بن أحمد الحافظ، عن محمد بن مخلد بن حفص، عن أبي العباس أحمد بن عبد الله الساباطي الحميري، عن محمد بن كناسة، عن مبارك بن فضالة، عن يونس بن عبيد، عن ابن سيرين بنحوه.

ولهذا الحديث شاهد من حديث نعيم بن أبي هند:

رواه ابن عساكر في التاريخ (11/ 305)، ولفظه: كان الناس بالكوفة إذا سمعوا أحدًا يذكر عثمان بخير ضربوه فقال لهم عليٌّ لا يفعلون ولكن ايتوني به، فقال أعرابي: قتل عثمان شهيدًا فأتوا به عليًّا رضي الله عنه فقالوا: إن هذا يقول: إن عثمان قتل شهيدًا

فذكر بقية الحديث بنحو ما تقدم في حديث ابن سيرين حتى قال: فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أوقية وأعطاني أبو بكر أوقية وأعطاني عمر أوقية فقلت: يا رسول الله ادع الله أن يبارك لي. . . وفي آخره فقال عليٌّ رضي الله عنه: خلُّوا سبيل الرجل. فخرج يمشي بين السماطين.

وفيه أبو الفضل محمد بن إسماعيل بن الفضيل وأبو القاسم أحمد بن محمد البلخي لم أجد من نصّ على توثيقهما، وكذا فيه أبو القاسم علي بن أحمد الخزاعي وأبو الدميك لم أجد لهما ترجمة.

وله شاهد أيضًا من حديث الهُزيل بن شرحبيل:

رواه ابن عساكر أيضًا في تاريخه (11/ 330)، ولفظه: عن الهزيل قال: إني لبالمدينة جالس في حلقة مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إذ جاء أعرابي فقال: يا صاحب محمد صلى الله عليه وسلم ما تقول في قتل هذا الرجل؟ -يعني: عثمان بن عفان رضي الله عنه فقام من مجلسه ذلك حتى فعل ذلك ثلاثًا إذ مرّ طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فقلنا له: =

ص: 20

= هذا مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَسَلْهُ. فقام الأعرابي فقال: يا صاحب محمد صلى الله عليه وسلم ما تقول في قتل هذا الرجل؟ قال طلحة رضي الله عنه: ها أنا ذا داخل عليه فقال له الأعرابي: فأدخلني معك. قال: نعم. فدخل على عثمان ومعه الأعرابي فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال له عثمان رضي الله عنه: وعليك. ثم قال: أنشدك الله أنشدك الله يا طلحة هل تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان على حراء فقال: "اقرر حراء فإن عليك نبيًّا أو صدِّيقًا أو شهيدًا" وكان عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بكر وعمر وأنا وعليٌّ وأنت وَالزُّبَيْرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَسَعْدُ بْنُ مالك وسعيد بن زيد؟.

ثم قال أنشدك بالله يا طلحة أتعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "النبيُّ في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة"؟.

قال: اللهم نعم.

قال: نشدتك بالله أتعلم أن سائلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه أربعين درهمًا ثم سأل أبا بكر رضي الله عنه فأعطاه أربعين درهمًا ثم سأل عمر رضي الله عنه فأعطاه أربعين درهمًا ثم سأل عليًّا رضي الله عنه فلم يكن عنده شيء فأعطيته أربعين عن عليٍّ وأربعين عنِّي فجاء بها إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يا رسول الله: ادع الله لي بالبركة. فقال صلى الله عليه وسلم: "وكيف لا يبارك لك وإنما أعطاك نبيُّ أو صدّيقٌ أو شهيدٌ"؟.

قال: اللهم نعم.

وفيه أيضًا أبو عبد الله النشابي وأبو الحسن العتيقي لم أجد لهما ترجمة.

وقد وردت أحاديث صحيحة أخرى في شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه بالشهادة:

منها: ما رواه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم باب مناقب عثمان رضي الله عنه البخاري مع الفتح (7/ 66: 3699)، عن أنس رضي الله عنه قال: "صَعِد النبي صلى الله عليه وسلم أُحُدًا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف =

ص: 21

= فقال صلى الله عليه وسلم: اسكن أحد -أظنه ضربه برحله- فليس عليك إلَّا نبيٌّ وصدِّيقٌ وشهيدان".

ورواه أيضًا في باب فضل أبي بكر رضي الله عنه بعد النبي صلى الله عليه وسلم البخاري مع الفتح (7/ 26: 3675).

ورواه في مناقب عمر رضي الله عنه (7/ 51: 3686) ورواه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما (2417)، مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وجعل حراء بدل أحد وذكر معهم طلحة والزبير رضي الله عنهم جميعًا.

قال الحافظ رحمه الله في الفتح (7/ 72): يمكن الجمع بالحمل على التعدد. اهـ.

ورواه الترمذي في أبواب المناقب -باب مناقب عثمان- رضي الله عنه (5/ 287: 3781)، من حديث أبي هريرة أيضًا كما عند مسلم، ثم قال: وفي الباب عن عثمان وسعيد بن زيد وابن عباس وسهل بن سعد وأنس بن مالك وبريدة الأسلمي هذا حديث صحيح. اهـ.

وعليه فإخبار النبي صلى الله عليه وسلم وشهادته لعثمان رضي الله عنه بالشهادة ثابت صحيح والله أعلم.

ص: 22

3906 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الحُبَاب، ثنا ابْنُ لَهِيْعَة حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَمْرٍو المعافري قال: سمعت أبا ثور الفِهريَّ يحدِّث عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُدَيس (1) البَلَوي وَكَانَ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَصَعِد الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ ذكر عثمان رضي الله عنه فَوَقَعَ (2) فِيهِ. قَالَ أَبُو ثَوْرٍ: فَدَخَلْتُ عَلَى عثمان رضي الله عنه وَهُوَ مَحْصُورٌ فَقُلْتُ: إِنَّ ابْنَ عُدَيْس قَالَ كذا وكذا.

فقال عثمان رضي الله عنه: ومن أين وقد اختبأت (3) عند الله عز وجل عَشْرًا: إِنِّي لَرَابِعُ أَرْبَعَةٍ فِي الإِسلام وزوَّجني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ ثُمَّ ابْنَتَهُ (4)، وَبَايَعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي فما سترت (5) بها ذكري (6)

(1) عبد الرحمن بن عدي بمهملتين مصغرًا بن عمرو بن كلاب بن دهمان أبو محمد البَلَوي. قال ابن سعد: صحب النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه وشهد فتح مصر وكان فيمن سار إلى عثمان رضي الله عنه، وقيل: كان ممن بايع تحت الشجرة. وأخرج البغوي أن معاوية سجنه ثم هرب فقتل سنة (36 هـ).

ينظر: معجم ابن قانع (خ 105/ب)، الاستيعاب (2/ 403)، أُسد الغابة (3/ 474)، الإِصابة (2/ 403 ق 1).

(2)

يقال: وقع في فلان وقوعًا ووقيعة إذا اغتابه. وقيل: هو أن يذكر في الإِنسان ما ليس فيه. (لسان العرب: وق ع).

(3)

أي: اذخرتها وجعلتها عنده لي. (لسان العرب: خ ب أ).

(4)

المقصود رقية وأم كلثوم رضي الله عنهما فإنها لما ماتت الأولى زوّجه النبي صلى الله عليه وسلم الثانية.

(5)

في (سد): "فما مسست".

(6)

وهذا منه رضي الله عنه تنزيه وتكريم واحترام لما مس يدّ النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثبت في صحيح

البخاري -كتاب الوضوء- باب النهي عن الاستنجاء باليمين وباب لا يمسك ذكره بيمينه إذا بال (1/ 70، 71: 153، و 154)، وفي صحيح مسلم كتاب الطهارة باب النهي عن الاستجاء باليمين (267)، من حديث أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ولا يتمسح من الخلاء بيمينه".

ص: 23

وَلَا تغنَّيت (7) وَلَا تمنَّيت (8) وَلَا شَرِبْتُ خَمْرًا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَلَا إِسْلَامٍ. . . الْحَدِيثَ.

قُلْتُ: عِنْدَ بعضهم بعضه (9).

(7) في (عم): "ولا تغيَّبت".

(8)

نقل ابن الأثير في النهاية (3/ 391)، عن ابن الأعرابي أنه قال: كانت العرب تتغنى بالرُّكباني -وهو نشيد بالمد والتمطيط- إذا ركبت وإذا جلست في الأفنية وعلى أكثر أحوالها فلما نزل القرآن أحبّ النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون هجيِّرا هم بالقرآن مكان التغني بالرُّكباني. اهـ.

وقال في معنى تمنيت: أي ما كذبت. التمنِّي التكذُّب تفعُّل من منى يمني إذا قدّر؛ لأن الكاذب يقدّر الحديث في نفسه ثم يقوله.

ينظر: النهاية (4/ 367). و (لسان العرب: م ن ا - غ ن ا).

وعليه فمراده رضي الله عنه أتى ما فعلت شيئًا من التغنّي بالشعر ولا كذبت.

وورد في حديثه رضي الله عنه في المسند (1/ 65)، أنه قال: ولا تمنيت أن لي بديني بدلًا منذ أسلمت. فهذا تفسير للتغنّي هنا، والله أعلم.

هذا على الضبط الذي في النسخة الأصلية "تغنَّيت"، بالمعجمة وإن كان في نسخة (عم) كما أشرت "تغيّبت" بالمعجمة والياء التحتية والباء الموحدة من التغيّب. وفي النهاية إشارة إلى ضبط آخر "تغنّيت" بالعين المهملة والنون ثم الياء المثناة التحتية وان لم يذكر له معنى مناسبًا.

فالظاهر والعلم عند الله أن الأقرب والأنسب هو ما في الضبط الأول.

(9)

ينظر: تخريج الحديث.

ص: 24

3906 -

درجته:

موقوف ضعيف بهذا الإِسناد لضعف ابن لهيعة.

قال البوصيري (3/ 48/ب): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند فيه ابن لهيعة وعزاه الهيثمي في المجمع (9/ 89)، للطبراني، وقال عن شيخه المقدام بن داود: ضعيف.

قلت: وابن لهيعة أيضًا ضعيف كما سبق، والله أعلم. =

ص: 24

= تخريجه:

رواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 53: 12104) به، بنحوه، وزاد: وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "من يشتري هذه الربعة ويزيدها في المسجد له بيت في الجنة فاشتريتها وزدتها في المسجد".

ورواه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 595: 1308)، عن أبي بكر بن أبي شيبة به بنحوه.

ورواه أيضًا في الآحاد والمثاني (1/ 125: 128)، عن أبي بكر به مقتصرًا على قوله: إني لرابع الإِسلام.

ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 488)، عن يحيى بن عبد الله بن بكير، عن ابن لهيعة، به، وقال فيه: قال أبو ثور: قدمت على عثمان بن عفان فبينا أنا عنده قال: لقد اختبأت عند ربي عشرًا

وذكره بنحوه وزاد: "ولا مرّت بي جمعة منذ أسلمت إلَّا وأنا أعتق فيها رقبة إلَّا أن لا يكون فأعتقها بعد ذلك، ولا كذبت في جاهلية ولا إسلام قط".

ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 374)، في أول حديث طويل في قصة مقتل عثمان رضي الله عنه، عن ابن عائذ، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن لهيعة، به، بلفظ: كذب والله ابن عديس لولا ما ذكرت ما ذكرت لك إني لرابع أربعة في الإِسلام، ولقد أنكحني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ابْنَتَهُ ثم توفيت فأنكحني الأخرى، والله ما زنيت، ولا شربت في جاهلية ولا إسلام، ولا تغنيت ولا تمنيت منذ أسلمت، ولا مسست فرجي بيميني منذ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ولقد جمعت الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ولا أتت عليّ جمعة إلَّا وأنا أعتق فيها رقبة منذ أسلمت إلَّا أن لا أجدها في تلك الجمعة فأجمعها في الجمعة الثانية.

ورواه ابن شبَّه في تاريخ المدينة (1156)، عن إبراهيم بن المنذر، عن عبد الله بن وهب، عن ابن لهيعة به، بنحوه. =

ص: 25

= ورواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 85: 124)، عن المقدام بن داود المصري، عن أبي الأسود النضر بن عبد الجبار، عن ابن لهيعة به، بنحوه.

وقد روى الترمذي شراءه رضي الله عنه لبقعة المسجد من حديث ثمامة بن حزن القشيري في أبواب المناقب- مناقب عثمان رضي الله عنه (5/ 290: 3787)، في حديث حصر عثمان رضي الله عنه في الدار. وقال الترمذي بعده: هذا حديث حسن وقد روي من غير وجه عن عثمان رضي الله عنه.

وروى ابن ماجه قوله: "ما تغنيت ولا تمنيت ولا مسست ذكري بيميني منذ بايعت بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم" في أبواب الطهارة- باب كراهية مسّ الذكر باليمين والاستنجاء باليمين (1/ 62).

وفيه الصلت بن دينار قال عنه الحافظ في التقريب (277: 2947): متروك ناصبي.

وروى أبو نعيم في الحلية (1/ 61) قوله: "ما أخذته بيمينى منذ أسلمت" وفيه الصلت أيضًا.

وروى في المكان نفسه قوله: "وما زنيت في جاهلية ولا إسلام وما ازددت للإِسلام إلَّا حياءً".

وفيه إبراهيم بن عبد الله لم يتبين لي من هو.

ولهذا الحديث شاهد من حديث أبي أمامة عن عثمان رضي الله عنهما رواه أبو داود في سننه (4/ 640: 4502) - كتاب الديات.

ورواه الترمذي في أبواب الفتن (3/ 312)، باب ما جاء:"لا يحل دم امرئ مسلم إلَّا بإحدى ثلاث"(ح 2247)، إن عثمان بن عفان رضي الله عنه أشرف يوم الدار فقال:"أنشدكم الله أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل دم امرئ مسلم إلَّا بإحدى ثلاث: زنًى بعد إحصان، أو ارتداد بعد إسلام، أو قتل نفس بغير حق فقتل به"، فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام ولا ارتددت منذ بَايَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ولا =

ص: 26

= قتلت النفس التي حرم الله فبم يقتلوني؟ ".

وقال الترمذي: هذا حديث حسن.

وقد رواه النسائي في السنن الكبرى -كتاب المحاربة- ذكر ما يحل به دم المسلم (2/ 292: 3482)، عن أبي أمامة وعبد الله بن عامر بن ربيعة، عن عثمان قال:"ولا تمنيت أن لي بديني بدلًا منذ هداني الله ولا قتلت نفسًا فبم تقتلوني؟ " وإسناد النسائي صحيح.

ورواه ابن ماجه في كتاب الحدود، باب لا يحل دم امرئ مسلم إلَّا في ثلاث (2561)، عن أبي أمامة.

وإسناده صحيح أيضًا.

ورواه الإِمام أحمد في المسند (1/ 65)، بإسناد صحيح.

ورواه ابن شبّة في تاريخ المدينة (1186).

ورواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة له (1/ 465: 754، 755) و (1/ 495: 806) و (1/ 508: 830).

وهو في المسند (1/ 63)، من طريق ابن عمر عن عثمان رضي الله عنهما وأيضًا في فضائل الصحابة (1/ 464: 752).

ورواه أيضًا أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 275: 286).

ومن شواهده:

ما رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه الفتح (7/ 66: 3696)، مِنْ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الخيار أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث قالا: ما يمنعك أن تكلم عثمان لأخيه الوليد فقد أكثر الناس فيه؟ فقصدت لعثمان حتى خرج إلى الصلاة قلت: إن لي إليك حاجة وهي نصيحة لك. قال: يا أيها المرء منك -قال معمر: أراه قال: أعوذ بالله منك- فانصرفت فرجعت إليهما إذ جاء رسول عثمان =

ص: 27

= فأتيته فقال: ما نصيحتك؟ فقلت: إن الله سبحانه بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب وكنتَ ممن استجاب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم فهاجرتَ الهجرتين وصحبتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيتَ هديه وقد أكثر الناس في شأن الوليد.

قال: أدركتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.

قلت: لا ولكن خلص إليّ من علمه ما يخلص إلى العذراء في سترها.

قال: أما بعد: فإن الله بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالحق فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله وآمنتُ مما بعث به وهاجرتُ الهجرتين -كما قلت- وصحبتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعتُه فوالله ما عصيتُه ولا غششتُه حتى توفاه الله، ثم أبو بكر مثله، ثم عمر مثله، ثم استُخلِفتُ أفليس لي من الحق مثل الذي لهم؟.

قلت بلى. قال: فما هذه الأحاديث التي تبلغني عنكم؟ أما ما ذكرت من شأن الوليد فسنأخذ فيه بالحق إن شاء الله، ثم دعا عليًّا فأمره أن يجلده فجلده ثمانين".

ورواه البخاري أيضًا في كتاب مناقب الأنصار باب هجرة الحبشة (3872).

وفي الكتاب نفسه باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة (3927).

والحاصل: أن بعض جمل حديث عثمان رضي الله عنه ترتقي مما تقدم من الشواهد إلى رتبة الحسن لغيره، كقوله: ما زنيت في جاهلية ولا إسلام. لكن الحديث في الجملة يبقى ضعيفًا، والله أعلم.

ص: 28

3907 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خالد ثنا [الزبير](1) عمن حدثه قال: إن كان عثمان رضي الله عنه لَيَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ إلَّا هَجْعَةً (2) مِنْ أوله.

(1) في جميع النسخ: "الزبيري"، والصحيح ما أثبت.

(2)

الهَجْع والهَجْعَة والهَجيعُ: طائفة من الليل. ويقال: أتيت فلانًا بعد هجعة، أي: بعد نومة خفيفة من أول الليل. ينظر: النهاية (5/ 247). (لسان العرب: هـ ج ع).

ص: 29

3957 -

درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن فيه الزبير وهو ضعيف كما تقدم وفيه أيضًا مُبْهم.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 49/ب).

ص: 29

تخريجه:

لم أجده بهذا اللفظ ولكن له شواهد.

فمن شواهده ما رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/ 56)، عن محمد بن سيرين قال: لما أحاطوا بعثمان ودخلوا عليه ليقتلوه قالت امرأته: "إن تقتلوه أو تدعوه فقد كان يحيي الليل بركعة يجمع فيها القرآن".

وقد رواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 87: 130).

ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 265: 275)، وفي الحلية (1/ 57).

ورواه ابن شبة في تاريخ المدينة (4/ 1272).

والأثر وإن كان رجاله ثقات إلَّا أن فيه انقطاعًا فإن ابن سيرين لم يشهد هذا؛ لأنه ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه كما في طبقات ابن سعد (7/ 143)، وغيره.

وقد روي نحو هذا عن عطاء بن أبي رباح رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 56)، ولكن فيه يوسف بن الغَرِق قال عنه ابن عدي كما في لسان الميزان (6/ 145)، كذاب. =

ص: 29

= وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال محمود بن غيلان: ضرب أحمد ويحيى بن معين وأبو خيثمة على حديثه وأسقطوه.

وروى أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 264: 274)، عن أبي سلمة بنحو حديث ابن سيرين ولكن فيه أبو عمرو بن حمدان لم أر من ترجم له، وفيه أيضًا المسيب بن واضح ضعفه الدارقطني وغيره. ينظر: الميزان (5/ 241)، واللسان (6/ 40).

وعليه فلا يرتقي الحديث ولكن يشهد له ما في الحديث رقم (3909)، وسيأتي أنه صحيح.

فالحديث إذًا صحيح لهذا الشاهد، والله أعلم.

ص: 30

3908 -

حَدَّثَنَا (1) النَّضْر بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُكَيم قَالَ: كَانَ عُثْمَانُ رضي الله عنه إِذَا سَمِعَ الْأَذَانَ قَالَ:

مَرْحَبًا بِالْقَائِلِينَ عَدْلًا. . . وَبِالصَّلَاةِ مرحبًا وأهلًا (2)

(1) القائل: هو أحمد بن منيع.

(2)

هذا البيت من مشطور الرجز إذا ثبت عن عثمان رضي الله عنه فكأنما قاله متمثلًا به. ولم أجد شعرًا يروى عن عثمان رضي الله عنه سوى ما رواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 343)، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه وذكر كلامًا ساق فيه أبياتًا لعثمان رضي الله عنه قال في آخرها:

إذا شئت أن تُقلا فزُر متتابعًا

وإن شئت أن تزداد حُبًّا فزر غِبًّا

وروي في تاريخه أيضًا (11/ 361)، عن مسلم بن بابك أن عثمان رضي الله عنه قال متمثلًا يوم دُخل عليه فقتل:

أرى الموت لا يبقى عزيزًا ولم يدع

لعادٍ ملاذًا في البلاد ومُرتُقَى

وروي في تاريخه أيضًا (11/ 344)، عن هشام بن عروة قال: كان عثمان رضي الله عنه أروى الناس البيت واليتين والثلاثة إلى الخمسة.

ص: 31

3908 -

درجته:

هذا موقوف ضعيف بهذا الإِسناد لضعف النضر بن إسماعيل وعبد الرحمن بن إسحاق، وهذا فإن حديث الثاني عن عبد الله بن عكيم منقطع.

قال البوصيري: في سنده عبد الرحمن بن إسحاق.

ص: 31

تخريجه:

رواه ابن أبي شيبة في المصنف -كتاب الآذان- باب ما يقول الرجل إذا سمع الأذان (1/ 228)، عن عبدة بن سليمان، عن سعيد، عن قتادة أن عثمان رضي الله عنه كان إذا سمع المؤذن يقول كما يقول في التشهد والتكبير كله فإذا قال: حيّ على الصلاة. قال: ما شاء اللَّهَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاللَّهِ. وإذا قال: قد قامت الصلاة. قال: =

ص: 31

= مرحبًا بالقائلين عدلًا

وبالصلاة مرحبًا وأهلًا

ثم ينهض إلى الصلاة.

ورجاله ثقات ولكن قتادة لم يسمع من عثمان رضي الله عنه كما في جامع التحصيل (254).

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 87: 129)، عن أبي يزيد القراطيسي عن أسد بن موسى، عن أبي هلال الراسبي عن قتادة بنحوه مختصرًا.

قال الهيثمي في المجمع (2/ 7، 8)، قتادة لم يسمع من عثمان رضي الله عنه.

قلت: وهذه المتابعة وإن كانت ضعيفة للإِنقطاع إلَّا أنها ترقى حديث عبد الله بن عكيم فيرتقيان إلى رتبة الحسن لغيره، والله أعلم.

ص: 32

3909 -

حَدَّثَنَا (1) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن عثمان قال: رأيت عثمان رضي الله عنه ذَاتَ لَيْلَةٍ عِنْدَ الْمَقَامِ قَدْ تَقَدَّمَ فَقَرَأَ القرآن في ركعة ثم انصرف.

(1) القائل أحمد بن منيع.

ص: 33

3909 -

درجته:

موقوف حسن بهذا الإِسناد؛ لأن محمد بن عمرو صدوق.

وقد حسّن البوصيري إسناده.

ص: 33

تخريجه:

هذا الحديث رواه عن عبد الرحمن بن عثمان محمد بن إبراهيم التيمي، ومحمد بن المنكدر والسائب بن يزيد، وعثمان بن عبد الرحمن.

أما حديث محمد بن إبراهيم التيمي فقد رواه: ابن أبي شيبة في المصنف (2/ 502)، كتاب الصلاة باب من رخّص أن يقرأ القرآن في ليلة، عن يزيد بن هارون به، بنحوه.

ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 56)، عن يزيد بن هارون به، قال: قمت خلف المقام وأنا أريد ألا يغلبني عليه أحد تلك الليلة فإذا رجل يغمزني فلم ألتفت ثم غمزني فنظرت فإذا عثمان فتنحيت فتقدم فقرأ القرآن في ركعة، ثم انصرف.

ورواه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 24)، كتاب الصلاة -باب الوتر بركعة- عن عبد الله بن يوسف الأصبهاني، عن أبي سعيد الأعرابي، عن الحسن بن محمد الزعفراني، عن يزيد به، بنحوه.

ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 266)، عن زاهر بن طاهر، عن البيهقي به، بنحوه.

ورواه ابن عساكر أيضًا في المكان نفسه عن أبي عبد الله بن البنا، عن يوسف بن محمد، عن عبد الواحد بن محمد، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن =

ص: 33

= يعقوب، عن جده، عن يزيد به، بنحوه.

وأما حديث محمد بن المنكدر فقد رواه:

عبد الله بن المبارك في الزهد (45: 1276)، عن فليح بن سليمان، عن محمد بن المنكدر به، بنحو رواية ابن سعد وقال في آخره: فلما انصرف قلت: يا أمير المؤمنين إنما صليت ركعة؟ قال: أجل هي وتري.

ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 266)، عن أبي غالب بن البنا، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمرو بن حيّويَّة، عن يحيى بن محمد بن صاعد، عن الحسين بن الحسن، عن ابن المبارك به، بنحوه.

قلت: وفليح بن سليمان قال عنه الحافظ في التقريب (448: 5443)، صدوق كثير الخطأ.

ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 294) -باب الوتر- عن أبي بكرة، عن أبي داود، عن فليح به، بنحوه.

ورواه الدارقطني في السنن (2/ 34)، عن أحمد بن إسحاق بن بهلول، عن أبيه، عن زيد بن الحباب، عن فليح به، بنحوه.

ورواه البيهقي في السنن الكبرى (3/ 24)، كتاب الصلاة -باب الوتر بركعة- عن أبي طاهر الفقيه، عن أبي حامد أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزّار، عن أبي الأزهر، عن يونس بن محمد، عن فليح به، بنحوه.

ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 266)، عن أبي القاسم، عن أبي طاهر الفقيه، عن أبي حامد البزّار، عن يونس بن محمد به، بنحوه.

وأما حديث السائب بن يزيد رضي الله عنه فقد رواه:

عبد الرزاق في المصنف (3/ 24: 4653) -أبواب الصلاة -باب كم الوتر- عن ابن جريج، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يزيد أن رجلًا سأل عبد الرحمن بن عثمان التيمي عن صلاة طلحة بن عبيد الله قال: إن شئت أخبرتك عن =

ص: 34

= صلاة عثمان بن عفان؟ قال: نعم. قال: قلت: لأغلبن الليلة النّفر على الحجر يريد المقام قال: فلما قمت إذا رجل يزحمني متقنّعًا. قال: فنظرت فإذا هو عثمان.

فتاخرت عنه فصلى، فإذا هو يسجد سجود القرآن حتى إذا قلت: هو أذان الفجر، أوتر بركعة لم يصلّ غيرها ثم انطلق.

قلت: وهذا إسناد صحيح.

ورواه محمد بن نصر المروزي في قيام الليل من طريق السائب كما في مختصر قيام الليل، باب الجمع بين السور في ركعة (ص 151، وص 286).

ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 266)، عن أبي القاسم السمرقندي، عن محمد بن أحمد بن الصقر، عن محمد بن الحسين بن يوسف، عن محمد بن أحمد بن عبد الله النقوي، عن إسحاق الدَّبري، عن عبد الرزاق به، بنحو لفظ عبد الرزاق.

وأما حديث عثمان بن عبد الرحمن فقد رواه:

أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 265: 276)، عن إبراهيم بن عبد الله، عن أبي العباس الثقفي، عن قتيبة، عن أبي علقمة عبد الله بن محمد الفروي، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بنحوه، وقال في آخره: ثم أخذ نعليه فلا أدري صلَّى قبل ذلك شيئًا أم لا.

وتقدم أن متابعة السائب بن يزيد عند عبد الرزاق إسنادها صحيح.

وعليه فالحديث صحيح بهذه المتابعة، والله أعلم.

ص: 35

3910 -

حدّثنا (1) يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ثنا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي لَيْلَى قَالَ: أَشْرَفَ (2) علينا عثمان رضي الله عنه يَوْمَ الدَّارِ (3) فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَا تَقْتُلُونِي فَإِنَّكُمْ إِنْ قَتَلْتُمُونِي كُنْتُمْ هَكَذَا وَشَبَّكَ (4) بين أصابعه رضي الله عنه.

(1) القائل أحمد بن منيع.

(2)

يقال: أشرفت على الشيء أي اطلّعت عليه من فوق. (النهاية 2/ 462).

(3)

أي: دار عثمان رضي الله عنه وسمّي يوم قتله رضي الله عنه بعد حصره في داره يوم الدار.

(4)

يريد بذلك رضي الله عنه شدة الاختلاف والتنازع والتناحر الذي سيقع بقتله كما ورد هذا في روايات أخرى وقد وقع ذلك، والله المستعان.

ص: 36

3915 -

درجته:

هذا موقوف حسن بهذا الإِسناد؛ لأن عبد الملك بن أبي سليمان صدوق.

قال البوصيري (3/ 49/ب): رواه أحمد بن منيع موقوفًا ورواته ثقات.

ص: 36

تخريجه:

هذا الحديث رواه عن عثمان رضي الله عنه مع أبي ليلى الحسنُ البصري ومجاهد بن جبر وعبد الرحمن بن جبير.

أما حديث أبي ليلى فقد رواه مع أحمد بن منيع:

خليفة بن خياط في تاريخه (171)، به بنحوه.

ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (11/ 334)، به بنحوه.

ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 52)، عن أبي أسامة حماد بن أسامة، عن عبد الملك به قال: شهدت عثمان رضي الله عنه وهو محصور فاطّلع من كُوَّةٍ وهو يقول: يا أيها الناس لا تقتلوني واستبقوني فوالله لئن قتلتموني لا تصلُّون جميعًا. . .

وقال في آخره: ثم قال: {وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيد} [هود: 89 - 89]، وأرسل إلى عبد الله بن سلام فقال: ما ترى؟ فقال: الكفَّ الكفَّ فإنه أبلغ لك في الحجة. =

ص: 36

= ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (11/ 334)، عن أبي محمد بن عبد الباقي، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمرو بن حيّوية، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن ابن سعد به بنحوه.

ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي طالب بن أبي عقيل، عن أبي الحسن الخلعي، عن أبي محمد بن النحاس، عن أبي سعيد بن الأعرابي، عن الحسن بن علي بن عفان، عن أبي أسامة به بنحوه، وقال: واستعتبوني.

وأما حديث الحسن فقد أخرجه:

خليفة بن خياط في تاريخه (171)، عن أبي داود، عن سهل السرّاج، عن الحسن بنحوه. ثم قال: قال الحسن: فوالله إن صلّى القوم جميعًا إن قلوبهم لمختلفة.

وإسناده حسن فإن سهل بن أبي الصلت السرّاج قال عنه الحافظ في التقريب (258: 2663)، صدوق له أفراد كان القطان لا يرضاه.

وعليه فحديث أبي ليلى صحيح لغيره لهذا المتابع.

ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (11/ 334)، عن أبي غالب محمد بن الحسن السيرافي، عن أحمد بن إسحاق، عن أحمد بن عمران، عن موسى، عن خليفة، به بنحوه.

وأمّا حديث مجاهد فقد رواه:

ابن سعد في الطبقات (3/ 49)، عن عمرو بن عاصم الكلابي، عن حفص بن أبي بكر، عن هيّاج بن سريع، عن مجاهد قال: أشرف عثمان رضي الله عنه على الذين حاصروه فقال: يا قوم لا تقتلوني فإني وَالٍ وأخٌ مسلم فوالله إن أردتُ إلَّا الإصلاح ما استطعت أصبت أو أخطأت وإنّكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعًا أبدًا ولا تغزوا جميعًا أبدًا ولا يُقسم فيؤكم بينكم. قال: فلما أبوا قال: أنشدكم الله هل دعوتم عند وفاة أمير المؤمنين مما دعوتم به وأمركم جميعًا لم يتفرق وأنتم أهل دينه وحقه =

ص: 37

= فتقولون إن الله لم يجب دعوتكم؟ أم تقولون: هان الدين على الله؟ أم تقولون: إني أخذت هذا الأمر بالسيف والغلبة ولم آخذه عن مشورة من المسلمين؟ أم تقولون: إن الله لم يعلم من أول أمري شيئًا لم يعلم من آخره؟ فلما أبوا قال: اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تبق منهم أحدًا.

قال مجاهد: فقتل الله منهم من قتل في الفتنة وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفا فاباحوا المدينة ثلاثًا يصنعون ما شاؤوا لمداهنتهم.

ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (11/ 334)، عن أبي بكر الحاسب، عن أبي محمد الجوهري، عن أبي عمرو الجزار، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن اللهم، عن ابن سعد به بنحوه.

وحفص بن أبي بكر وهيّاج بن سريع لم أجد لهما ترجمة.

وأما حديث عبد الرحمن بن جبير فقد رواه:

نعيم بن حمّاد في الفتن (1/ 185: 488)، عن أبي المغيرة، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن جبير أن عثمان رضي الله عنه قال يوم حُوصر: بم يستحلون قتلي وإنما يحل القتل على ثلاثة: من كُفْر بعد إيمان، وزنىً بعد إحصان، أو قتل نفس بغير نفس ولم آت من ذلك شيئًا، والله لئن قتلتموني لا تَصلُّوا جميعًا ولا تجاهدوا عدوًا جميعًا إلَّا عن أهواء متفرقة.

ولم أجد من نصّ على سماع عبد الرحمن بن جبير، من عثمان رضي الله عنه.

والحاصل في الحديث أنه صحيح لغيره لمتابعة الحسن البصري، والله أعلم.

ص: 38

3911 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا شَيْبان هُوَ ابْنُ فَرُّوخ ثنا بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَبِيْدة بْنِ حَسَّانَ، عَنْ عطاء [الكيخاراني (2)]، عن جابر اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:"بَيْنَمَا (3) نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ فِي نَفَرٍ (4) مِنَ الْمُهَاجِرِينَ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ إِلَى كُفْئِه" (5) وَنَهَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى عثمان رضي الله عنه فَاعْتَنَقَهُ وَقَالَ: "أنتَ وَليِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ".

* رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ (6) وَصَحَّحَهُ وذَهَل عَنْ ضعف (7) طلحة بن زيد فإنه متروك.

(1) مسند أبي يعلى (2/ 400: 2047).

(2)

في (مح)"الكنجاراني" بالنون الموحدة من فوق والجيم التحتية، وفي (عم) و (سد) بالزاي المعجمة بدل الراء، والصواب ما أثبت نسبةً إلى كَيْخَاران بلدة باليمن على ما في التهذيب وغيره. وقال ياقوت: كَيْخَاران: موضع بفارمى. (معجم البلدان 4/ 564).

(3)

في (عم): "بينا".

(4)

النَّفَر بالتحريك اسم جمعٍ يقع على جماعة من الرجال خاصة ما بين الثلاثة إلى العشرة. (لسان العرب: ن ف ر).

(5)

الكفء هو النظير والمساوي. (لسان العرب 4/ 180).

(6)

المستدرك، كتاب معرفة الصحابة (3/ 97). وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.

قال الذهبي في التلخيص: قلت: بل ضعيف فيه طلحة بن زيد وهو واهٍ عن عَبِيْدة بن حسّان شويخ مقل عن عطاء الكيخاراني. اهـ.

(7)

في (عم) و (سد): "وذهل ضعيف عن طلحة

" إلخ، وهو خطأ.

ص: 39

3911 -

درجته:

هذا الحديث ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن طلحة بن زيد وعَبِيْدة بن حسّان شديد الضعف كما تقدم. =

ص: 39

= قال البوصيري: (3/ 49/ب)، رواه أبو يعلى والحاكم وقال: صحيح الإِسناد.

قلت: مدار إسناديهما على طلحة بن زيد الرقّي وقد ضعّفه الدارقطني وغيره.

وقال البخاري وغير واحد منكر الحديث. وقال أحمد بن حنبل وابن المديني وأبو داود يضع الحديث.

ص: 40

تخريجه:

رواه ابن حبّان في المجروحين (1/ 383)، عن أبي يعلى به بنحوه.

ورواه من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 334)، عن ابن خيرون، عن الجوهري عن الدارقطني، عن أبي حاتم بن حبّان به بنحوه.

قال ابن الجوزي: هذا حديث لا أصل له ولا صحة. ونقل كلام ابن حبّان في طلحة بن زيد وقول الأزدي في عَبِيْدة: متروك الحديث.

ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 197)، عن أبي المظفر بن القشيري عن أبي سعيد الجنذرودي عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى به بنحوه.

ورواه أيضًا عن أم المجتبى العلوية، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى به بنحوه.

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 97) عن أبي بكر بن إسحاق عن محمد بن أيوب عن شيبان به بنحوه.

وتقدم نقل كلامه وتعقب الذهبي له.

ورواه ابن عساكر في التاريخ (8/ 522)، عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي، عن الحسن بن علي، عن أبي الحسين بن المظفر، عن محمد بن محمد الباغندي، عن شيبان به بنحوه.

ورواه القطيعي في زياداته على الفضائل لأحمد (1/ 503: 821)، عن عباس بن إبراهيم القراطيسي، عن علي بن شعيب، عن الوضّاح بن حسّان الأنباري، =

ص: 40

= عن طلحة بن زيد به مقتصرًا على قول النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه: "أنت وليّي في الدنيا والآخرة".

ورواه أيضًا في زياداته على الفضائل (524: 868)، عن محمد بن أحمد القاضي، عن أحمد بن منصور، عن الوضاح به مقتصرًا على آخره أيضًا.

ورواه أبو نعيم في فضائل الصحابة كما في اللآلي للسيوطي (1/ 317).

وقد تعقب السيوطي الإِمام ابن الجوزي بحديثين أحدهما رواه ابن الجوزي في الموضوعات -الموضع المتقدم- من طريق خارجة بن مصعب، عن عبد الله الحميري عن أبيه قال:"كنت ممن حضر عثمان فأشرف علينا ذات يوم فقال: ها هنا طلحة؟ قال: نعم. قال: نشدتك الله أما تَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم ونحن جلوس فخرج علينا ثم سلم فَقَالَ: لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِيَدِ جَلِيسِهِ ووليه في الدنيا والآخرة فأخذت أنت بيد فلان وفلان بيد فلان، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: "هذا جليسي ووليّي في الدنيا والآخرة".

قال طلحة: اللهم نعم.

قال ابن الجوزي عقبه: هذا حديث لا يصح قال يحيى: خارجة ليس بشيء.

وقال ابن حبّان: كان يدلّس عن الكذابين فوقع في حديثه الموضوعات.

والحديث رواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 180: 2514).

ورواه ابن أبي عاصم في السنّة (2/ 589: 1290).

وخارجة بن مصعب أبو الحجّاج السّرخسي قال عنه الحافظ في التقريب (186: 1612)، متروك، وكان يدلّس عن الكذابين ويقال: إن ابن معين كذّبه.

وعليه فالحديث شديد الضعف أيضًا.

والحديث الثاني رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند (1/ 74)، وفي زوائد الفضائل (1/ 482: 783)، من طريق القاسم بن الحكم بن إدريس الأنصاري، عن أبي عبادة الزرقي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: شهدت عثمان يوم حصر في =

ص: 41

= موضع الجنائز فرأيت عثمان أشرف من الخوخة التي تلي مقام جبريل فقال: أيها الناس أفيكم طلحة؟ فذكر الحديث بطوله

إلى أن قال: أنشدك الله يا طلحة تذكر يوم كنت أنا وأنت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في موضع كذا وكذا ليس معه أحد من أصحابه غيري وغيرك؟ قال: نعم. فقال لك رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: يَا طلحة إنه ليس نبي إلَّا ومعه من أصحابه رفيق من أمته معه في الجنة وإن عثمان بن عفان هذا يعنيني رفيقي في الجنة؟ قال طلحة: اللهم نعم. ثم انصرف.

قلت: وأبو عبادة الزُرَقي هو عيسى بن عبد الرحمن بن فروة الأنصاري وهو متروك كما قال الحافظ في التقريب (439: 5306).

والحديث رواه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (2/ 589: 1288).

ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 179: 2613).

ورواه العقيلي في الضعفاء (3/ 479: 1536)، بلفظ مختصر.

ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 204: 323) وقال: هذا حديث لا يصح، ونقل كلامهم في تضعيف أبي عبادة عيسى بن عبد الرحمن.

ورواه أبو يعلى في الكبير كما في المجمع (9/ 94).

وقال الهيثمي: في إسناد عبد الله والبزار أبو عبادة الزرقي وهو متروك وأسقطه أبو يعلى من السند.

فالحاصل: أن هذا الحديث متروك ولا يصلح لا هو ولا حديث الحميري أن يكونا أصلين لحديث جابر رضي الله عنه، والله أعلم.

ص: 42

3912 -

حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَر ثنا إبراهيم بن عمر بن أبان حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قَالَ:"بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جالس وعائشة رضي الله عنها وراءه استأذن أبو بكر رضي الله عنه فدخل ثم استأذن عمر رضي الله عنه فدخل ثم استأذن علي رضي الله عنه فدخل ثم استأذن سعد رضي الله عنه فدخل ثم استأذن عثمان رضي الله عنه فَدَخَلَ (2) وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يتحدث كاشفًا عن ركبته (3) فمد رُكْبَتَهُ وَقَالَ لِامْرَأَتِهِ (4): "استأخِرِي عَنِّي" فَتَحَدَّثُوا سَاعَةً ثم خرجوا. قالت عائشة رضي الله عنها: فقلتُ (5): يَا رَسُولَ اللَّهِ: دَخَلَ عَلَيْكَ أَصْحَابُكَ فلم تُصْلِح ثوبك على ركبتيك ولم تؤخرني عنك حتى دخل عثمان رضي الله عنه؟! فقال صلى الله عليه وسلم (6): "ألا أستحيي من رجل يستحيي مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؟ وَلَوْ دَخَلَ وأنتِ قَرِيبٌ مِنِّي لَمْ يَرْفَعْ رَأْسَهُ وَلَمْ يَتَحَدَّثْ حَتَّى يخرج".

(1) مسند أبي يعلى (6/ 263: 6911)، لكنه قال:"أَلَا أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ والذي نفسي بيده إن الملائكة تستحيي من عثمان كما تستحيي من الله ورسوله".

(2)

لم ترد كلمة: "فدخل" في (عم) و (سد).

(3)

في (عم) و (سد): "عن ركبتيه".

(4)

يعني: عائشة رضي الله عنها كما يفسِّره آخر الحديث.

(5)

لم يرد قولها: "فقلت: يا رسول الله في (سد).

(6)

في (سد): "يا عائشة ألا أستحيي

" الخ.

ص: 43

3912 -

درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد لضعف إبراهيم بن عمر بن أبان وأبيه عمر كما تقدم.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 50/ أ). =

ص: 43

= وقال الهيثمي في المجمع (9/ 85)، رواه أبو يعلى والطبراني وفيه إبراهيم بن عمر بن أبان وهو ضعيف.

ص: 44

تخريجه:

رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (11/ 191)، عن أبي عبد الله محمد بن الفضل، عن أبي يعلى به، بنحوه.

ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم، عن أبي يعلى، به بنحوه.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (12/ 327: 13253)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن محمد بن أبي بكر المقدمي به، بنحوه. وقال في آخره:"يَا عَائِشَةُ أَلَا أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِي منه الملائكة، والذي نَفْسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إن الملائكة لتستحيي من عثمان كما تستحيي مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَوْ دَخَلَ وَأَنْتَ قَرِيبٌ مني لم يتحدث ولم يرفع رأسه حتى يخرج".

وللحديث شاهدان عند مسلم رحمه الله في الصحيح، الأول من حديث أمنا عائشة رضي الله عنه، والثاني عنها وعن عثمان رضي الله عنهما.

والحديثان في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه (2401 و 2402)، وهما بنحو لفظ حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إلَّا أنه اقتصر في حديث عائشة رضي الله عنها على قوله:"أَلَا أَسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ".

وفي حديث عائشة وعثمان رضي الله عنهما قال: "إنَّ عثمان رجل حييٍّ وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يَبْلُغ إليّ في حاجته".

وعلى هذا فحديث ابن عمر رضي الله عنهما صحيح لغيره بهذين الشاهدين وغيرهما. والله أعلم.

ص: 44

3913 -

حَدَّثَنَا (1) زُهَيْرٌ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا زَائِدَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: لَقِيَ عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه الوليد بن عقبة رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ: مَا لِي أَرَاكَ قَدْ جفوت أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه؟ فَقَالَ: أَبْلِغْهُ عَنِّي (2) أَنِّي لَمْ أَفِرَّ يَوْمَ عَيْنَيْن -قَالَ عَاصِمٌ: هُوَ يَوْمُ أُحد- وَلَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ أَتْرُكْ سُنَّةَ عُمَرَ (3) رضي الله عنه: فانطلق يخبر ذاك (4) عثمان فقال عثمان رضي الله عنه: أَمَّا قَوْلُهُ: يَوْمَ عَيْنَيْن فَكَيْفَ يُعَيِّرني بِذَنْبٍ قد عفا الله تعالى عنه فقال عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ

} الْآيَةَ (5). وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي تَخَلَّفْتُ يَوْمَ (6) بَدْرٍ كُنْتُ (7) أُمَرِّض (8) رُقْيَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى مَاتَتْ، وَقَدْ ضُرِبَ لِي بِسَهْمٍ، وَمَنْ ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِسَهْمٍ فَقَدْ شَهِدَ (9)، وأما قوله: إني أترك (10) سنة عمر رضي الله عنه فَإِنِّي لَا أُطِيقُهَا أَنَا وَلَا هُوَ.

فَأَتَيْتُهُ فحدثته بذلك.

(1) لم أجد الخبر في مسند أبي يعلى المطبوع، ولعله في المسند الكبير.

(2)

لم ترد "عنّي" في (عم) و (سد).

(3)

السُّنة في الأصل الطريقة والسيرة. ولعل مراده طريقة عمر ونهجه في الخلافة رضي الله عنهما.

(4)

في (عم): "ذلك"، وفي (سد):"بدلك".

(5)

سورة آل عمران: الآية 155.

(6)

في (سد): "عن بدر".

(7)

في (عم) و (سد): "فإني كنت".

(8)

أي أقوم بشأنها وأداويها وأشرف عليها. يقال: مرَّضه تمريضًا: قام عليه ووليه في مرضه وداواه ليزول مرضه. (لسان العرب: م رض).

(9)

يعني شهد الغزوة أو هو في حكم من شهدها، والله أعلم.

(10)

في (عم): "تركت".

ص: 45

= 3913 - درجته:

هذا موقوف حسن بهذا الإِسناد فإن رجاله كلهم ثقات كما تقدم إلَّا عاصم بن أبي النجود فإنه صدوق.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 50/ب).

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 87)، رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني باختصار والبزار بطوله بنحوه وفيه عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث وبقية رجاله ثقات.

ص: 46

تخريجه:

رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 281)، عن أبي سهل بن سعدويه، عن إبراهيم سبط بحرويه، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى به، بنحوه.

ورواه الإِمام أحمد في المسند (1/ 373) - ت/ أحمد شاكر- عن معاوية، به بنحوه. وفي آخره قال: فَأتِهِ فحَدِّثْهُ بذلك.

وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح.

ورواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (2/ 14: 556)، عن أبيه، عن معاوية، به بنحوه.

ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي خيثمة، عن معاوية به بنحوه.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 188: 135) عن محمد بن النضر الأزدي عن معاوية به، بنحوه.

ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 281)، عن عبد الله، عن محمد بن أحمد بن الجنيد، عن معاوية به، بنحوه.

ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 179: 2512)، عن إبراهيم بن المنتشر،

عن عمرو بن عاصم، عن المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن عاصم به، بنحوه.

ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 281)، عن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن أبي عثمان، عن أحمد بن عثمان بن الفضل، عن عبيد الله بن محمد بن =

ص: 46

= إسحاق، عن عبد الله بن محمد، عن يوسف بن موسى، عن عبد الله الجهني الرازي، عن عمرو بن أبي قيس، عن عاصم به، بنحوه.

ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي سهل محمد بن إبراهيم بن منصور أبو بكر بن المقرئ، عن أبي يعلي بن نمير بن أبي عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن شقيق، قال: كان بين عثمان وبين عبد الرحمن بن عوف كلام فأرسل إليه عبد الرحمن: والله ما فررت عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوم عينين

فذكره بنحوه.

ورواه البغوي والضياء في المختارة كما في الكنز (36277).

ولهذا الحديث شاهد من حديث عثمان بن مَوْهَب رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه، البخاري مع الفتح (7/ 66: 3698)، والترمذي في أبواب المناقب (5/ 293: 3792) وقال: حسن صحيح.

ونَصُّهُ عند البخاري: عن عثمان بن مَوْهَب قال: "جاء رجل من أهل مصر وحجّ البيت فرأى قومًا جلوسًا فقال: من هؤلاء القوم؟ فقالوا: هؤلاء قريش. قال: فمن الشيخ فيهم؟ قالوا: عبد الله بن عمر. قال: يا ابن عمر إنّي سائلك عن شيء فحدثني عنه: هل تعلم أن عثمان فرّ يوم أُحد؟ قال: نعم. فقال: تعلم أنه تغيب عن بدر ولم يشهد؟ قال: نعم. قال الرجل: هل تعلم أنه تغيب عن بيعة الرضوان فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: الله أكبر. قال ابن عمر: تعالى أبيَّن لك. أما فراره يوم أُحد فأشهد أن الله عفا عنه وغفر له. وأمّا تغيبُّه عن بدر فإنه كانت تحته بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إن لك أجر رجل ممن شهد بدرًا وسهمه". وأمّا تغيُّبُه عن بيعة الرضوان فلو كان أحد أعزُّ ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: "هذه يد عثمان" فضرب بها على يده فقال: "هذه لعثمان، فقال له ابن عمر: اذهب بها الآن معك".

وعلى هذا فحديث شقيق في درجة الصحيح لغيره لهذا الشاهد، والله أعلم.

ص: 47

3914 -

وقال البزّار (1): حدّثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثنا عُثْمَانُ بْنُ مَخْلَد، ثنا سَلَاّم أَبُو الْمُنْذِرِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيّب قَالَ: رَفَعَ عثمان رضي الله عنه صوته على عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ (2): لِأَيِّ شَيْءٍ رَفَعْتَ صَوْتَكَ، وَقَدْ شهدتُ بَدْرًا وَلَمْ تَشْهَدْ، وبايعتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ تُبَايِعْ (3)، وفررتَ يَوْمَ أُحد وَلَمْ أفر (4)؟! قال عثمان رضي الله عنه: أما قولك: إنك شهدتَ بدرًا ولم أَشْهَدُ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَلَّفنِي عَلَى بِنْتِهِ (5) وَضَرَبَ لِي بِسَهْمٍ وَأَعْطَانِي أَجْرِيَ (6)، وَأَمَّا قَوْلُكَ: بايعتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ أُبايع فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِي إلى ناس من المشركين وقد علمتَ ذلك فلما احتبستُ ضرب صلى الله عليه وسلم بِيَمِينِهِ (7) عَلَى شِمَالِهِ فَقَالَ: "هَذِهِ لِعُثْمَانَ" وَشِمَالُ رسول الله صلى الله عليه وسلم خير مِنْ يَمِينِي، وَأَمَّا قَوْلُكَ: فررتَ يَوْمَ أُحد وَلَمْ أَفِرَّ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ

} (8) الْآيَةَ. فَلِمَ تُعَيِّرني بِذَنْبٍ قَدْ عَفَا اللَّهُ تعالى عَنْهُ؟!.

قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ علي بن زيد إلَّا سَلَاّم.

(1) كشف الأستار (3/ 178: 2511).

(2)

في (عم) و (سد): "فقال له عبد الرحمن: لأي شيء

"إلخ.

(3)

يريد رضي الله عنه بيعة الرضوان.

(4)

الفِرَارُ: الرَّوَغَان والهرب (القاموس: ف ر ر).

(5)

يريد رقية رضي الله عنها كما تقدم.

(6)

يعني: أعطاني نصيبي من المغنم وليس المراد الأجر الأخروي، والله علم.

(7)

في (عم) و (سد): "يمينه".

(8)

سورة آل عمران: الآية 155.

ص: 48

3914 -

درجته:

موقوف ضعيف بهذا الإِسناد؟ لضعف علي بن زيد بن جدعان لكن يشهد له ما تقدم في الذي قبله فيكون صحيحًا لغيره.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 50/ب).

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 88)، رواه البزّار وإسناده حسن وقد تقدمت له طريق في هذا الباب وغيره.

ص: 49

تخريجه:

رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 282)، عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد البيهقي، عن علي بن أحمد بن محمد الواحدي، عن سعيد بن محمد بن أحمد بن حيان، عن عبد الله بن محمد بن أحمد ابن حبّان، عن عبد الله بن محمد بن الحسين المروزي، عن أبي العباس محمد بن أحمد بن محبوب، عن محمد بن الليث، عن علي بن الحكم، عن سلام أبي المنذر به، بنحوه.

ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي القاسم السمرقندي، عن أحمد بن عثمان، عن إسماعيل بن الحسن بن عبد الله، عن أبي عبد الله المحاملي، عن محمد بن عبد العزيز الفارسي، عن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، عن يحيى بن محمد بن صاعد، عن محمد بن إسماعيل البخاري، عن علي بن الحكم، عن سلام به، بنحوه.

ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي القاسم السمرقندى، عن أحمد بن محمد بن إبراهيم، عن إسماعيل بن الحسن، بالإِسناد المتقدم، بنحوه.

ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي عبد الله القصادي، عن أبيه أبي طاهر، عن إسماعيل بن الحسن به، بنحوه.

ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي الفتح محمد بن علي المصري، عن محمد بن عبد العزيز الفارسي، عن عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح، عن ابن =

ص: 49

= صاعد، عن محمد بن إسماعيل البخاري، عن علي بن الحكم، عن سلام به، بنحوه.

ورواه في المكان المتقدم أيضًا عن أبي الحسن علي بن أبي طالب عن أحمد بن محمد بن عوانة وعن أبي صالح ذكوان بن سيار الدهان وعن أبي رشيد علي بن عثمان بن محمد الواعظ الهيصمي، كلهم، عن محمد بن عبد العزيز الفارسي به، بنحوه.

وهذا الأثر لا يرتقي بهذه المتابعات ولكنه يرتقي مما تقدم في الحديث رقم (3913)، فيكون صحيحًا لغيره، والله أعلم.

ص: 50

3915 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بكر، [حدّثنا يوسف بن يزيد، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ](2) قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه أَنَّهُ شَهِدَ ذَلِكَ حِينَ (3) أَعْطَى عُثْمَانُ بْنُ عفان رضي الله عنه رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما جهز به جيش العُسْرَةِ (4) فجاء رضي الله عنه بسبعمائة أُوْقِيَّهِ (5) ذَهَبِ.

(1) مسند أبي يعلى (1/ 390: 849).

(2)

في جميع النسخ: (ثنا طلحة، ثنا يونس بْنُ يَزِيدَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ قَالَ

إلخ)، وما أثبت من المسند وهو الصحيح.

(3)

في (سد): "حين ما أعطى".

(4)

العُسْر: ضدُ اليُسْر، وهو الضيق والشدة والصعوبة، وجيش العُسرة هو جيش غزوة تبوك، وسمى بها لأن النبي صلى الله عليه وسلم ندب الناس إلى الغزو في شدّة القيظ، وكان وقت إيناع الثمرة وطيب الظلال فعَسُر ذلك عليهم وشقَّ. (النهاية 3/ 235).

(5)

الأُوقيّة جمعها أواقي وهي زنة سبعة مثاقيل وزنة أربعين درهمًا. (لسان العرب: وق ي).

ص: 51

3915 -

درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد لضعف إبراهيم بن عمر بن أبان.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 50/ب).

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 88)، رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط، وفيه إبراهيم بن عمر بن أبان وهو ضعيف.

ص: 51

تخريجه:

رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (11/ 179)، عن أبي المظفر بن القشيري، عن أبي سعد الأديب، عن أبي عمرو بن حمدان، عن أبي يعلى به، بنحوه.

ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي سهل بن سعدويه، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى به، بنحوه. =

ص: 51

= ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 260: 3682)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن محمد بن أبي بكر المقدّمي، عن أبي معشر، عن إبراهيم بن عمر به، بنحوه.

وقال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلَّا إبراهيم بن أبان بن عثمان بن عفان، ولا عنه إلَّا أبو معشر تفرد به المقدّمي.

وهذا الحديث وإن كان ضعيفًا إلَّا أنّ عثمان رضي الله عنه هو الذي جهّز جيش العسرة فقد روى البخاري تعليقًا في الوصايا، باب إذا أوقف أرضًا أو بئرًا أو اشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين، البخاري مع الفتح (5/ 477: 2778).

وقال الحافظ ابن حجر: وقد وصله الدارقطني والإِسماعيلي، وغيرهما من طريق القاسم بن محمد المروزي بتمامه. اهـ.

ورواه الترمذي في جامعه في أبواب المناقب (5/ 288: 3783)، وقال بعده: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي عبد الرحمن السلمي، عن عثمان.

ورواه النسائي في السنن الكبرى في الأحباس باب وقف المساجد (4/ 97: 6437).

ولفظه عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: "لما حُصِر عثمان رضي الله عنه أشرف عليهم فوق داره ثم قال: أذكركم بالله، هل تعلمون أن حراء حين انتفض قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أثبت حراء فليس عَلَيْكَ إلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ؟ قالوا: نعم. قال: أذكركم بالله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جيش العسرة: من ينفق نفقة متقبلة -والناس مجهدون مُعسرون- فجهزت ذلك الجيش؟ قالوا: نعم

" الحديث.

وفي رواية البخاري: ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من جهّز جيش العسرة فله الجنة فجهّزتهم؟

الحديث. والله أعلم.

ص: 52

3916 -

حَدَّثَنَا (1) مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَيَّانَ، ثنا بَشَّار ابن مُوسَى، ثنا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بأهله إلى الحبشة عثمان رضي الله عنه فَاحْتُبِسَ (2) عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم خبره، فجعل صلى الله عليه وسلم يَخْرُجُ يَتَوَكَّفُ (3) الْأَخْبَارَ، فَقَدِمَتِ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَتْ لَهُ: يَا أَبَا الْقَاسِمِ قَدْ رَأَيْتُ خَتَنَك (4) مُتَوَجِّهًا فِي سَفَرِهِ وامرأتُه عَلَى حِمَارٍ مِنْ هَذِهِ الدَّبَّابَةِ (5)، وَهُوَ يَسُوقُ بِهَا يَمْشِي خَلْفَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"صحبهما الله تعالى، إِنَّ عُثْمَانَ لَأَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى اللَّهِ عز وجل بأهله بعد لوط عليه السلام".

(1) لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع فلعله في الكبير.

(2)

أي: توقف وامتنع. (لسان العرب: ح ب س).

(3)

توكَّفَ الخبر إذا انتظر وكْفَه أي: وقوعه. (النهاية 5/ 220).

(4)

الأختان من قبل المرأة، والأحماء من قبل الرجل، والصهر يجمعهما، وخاتن الرجُلُ الرجُلَ إذا تزوج إليه. فالمراد زوج ابنتك. ينظر: النهاية (2/ 10).

(5)

أي: الضِّعاف التي تَدُبُّ في المشي ولا تسرع. (النهاية 2/ 96).

ص: 53

3916 -

درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد: لأنه مرسل، ومع ذلك ففيه موسى بن حيّان وبشار بن موسى ضعيفان كما تقدم.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 50/ب).

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 84)، رواه الطبراني وفيه الحسن بن زياد البرجمي ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

ص: 53

تخريجه:

هذا الحديث مداره على بشار بن موسى، واختلف عليه في إسناده فرواه مرسلًا كما هنا ورواه موصولًا عن الحسن بن زياد، عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن أبيه =

ص: 53

= أنس بن مالك رضي الله عنه كما عند ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 157)، عن أم المجتبى العلوية، عن إبراهيم بن منصور، عن محمد بن إبراهيم بن عليّ، عن أبي يعلى، عن موسى بن حيّان، عن بشار به، بنحوه.

ورواه أيضًا يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (3/ 268)، عن العباس بن عبد العظيم العنبري عن بشار به، بنحوه.

ورواه الطبراني في الكبير (1/ 90: 143)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن بشار به بنحوه.

ورواه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 596: 1311)، عن محمد بن عبد الرحيم به بنحوه.

ورواه في الآحاد والمثاني (1/ 123: 123)، به بنحوه.

ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 24)، عن أحمد بن سعيد المروزي، عن محمد بن عبد الرحيم به بنحوه.

ورواه ابن عساكر في التاريخ -الموضع السابق- عن أبي عبد الله الفراوي، عن أبي بكر البيهقي، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي ذر عبد الله بن إسحاق الخراساني، عن يحيى بن جعفر بن الزبرقان، عن بشار به، بنحوه.

ورواه أيضًا عن أبي عبد الله بن البنّا عن أبي القاسم المهرواني، عن أبي عمر بن مهدي، عن محمد بن أحمد بن يعقوب، عن جده، عن بشار به بنحوه.

والراجح هو الموصول؛ لأنها رواية الأكثرين والحمل في المرسل على بشّار فإنه ضعيف كما تقدم. ومع ذلك فالموصول ضعيف أيضًا لضعف بشار، والله أعلم.

ص: 54

3917 -

حَدَّثَنَا (1) أَبُو وَائِلٍ خَالِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الخير، عن شَدَّاد بن أوس رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"بينما أنا جالس إذ أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فَاحْتَمَلَنِي عَلَى جَنَاحِهِ الْأَيْمَنِ فَأَدْخَلَنِي جَنَّةَ عَدْنٍ، فبينا أنا فيها إذ [رقبت] (2) بِعَيْنَيَّ تُفَّاحَةً فَانْفَلَقَتِ التُّفَّاحَةُ نِصْفَيْنِ فَخَرَجَتْ مِنْهَا جَارِيَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَمْ أَرَ أَحْسَنَ مِنْهَا حُسْنًا، وَلَا أكمل منها جمالًا، تسبح الله تعالى بِتَسْبِيحٍ لَمْ يَسْمَعِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخَرُونَ بِمِثْلِهِ قُلْتُ: مَا أنتِ؟ قَالَتْ: أَنَا الْحَوْرَاءُ (3) خَلَقَنِي رَبِّي جل جلاله مِنْ نُورِ عَرْشِهِ. قُلْتُ: لِمَنْ أنتِ؟ قَالَتْ: أنا لِلْأَمِينِ (4) الْأَمْعَرِ (5) الْخَلِيفَةِ الْمَظْلُومِ، عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه".

(1) لم أجد الحديث في مسند أبي يعلى المطبوع فلعله في مسنده الكبير.

(2)

في (مح) رقمت بالميم، وهو خطأ، وما أثبت من (عم) و (سد).

(3)

واحدة الحور، وهنّ نساء أهل الجنة، والحوراء شديدة بياض العين شديدة سوادها. (النهاية 1/ 458).

(4)

في (سد): "للأمين الخليفة المظلوم

" إلخ.

(5)

الأمعر القليل الشعر وأصله من مَعَر الرأس وهو قلة شعره، وقد مَعِرَ الرجل فهو مَعِرٌ، أي: قلّ شعره. ينظر: النهاية (4/ 342)، و (لسان العرب م ع ر).

ص: 55

3917 -

درجته:

أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأن خالد بن محمد البصري لم أجد من ذكره غير ابن حبّان وموسى بن إبراهيم لم يتميز لي.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 50/ب).

ص: 55

تخريجه:

هذا الحديث مداره على الليث بن سعد، واختلف عليه في إسناده على ثلاثة أوجه: =

ص: 55

= الوجه الأول: عنه عن يزيد، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه كما هنا.

ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 201)، من طريق أبي يعلى، عن أبي عبد الله الحسن بن عبد الملك، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ.

ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أم المجتبى فاطمة بنت ناصر، عن إبراهيم بن منصور. كلاهما عن أبي يعلى به، بنحوه.

الوجه الثاني: عنه عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ مَرْثَدٍ بن عبد الله، عن أوس بن أوس الثقفي:

رواه الطبراني في الكبير (1/ 219: 598)، عن الحسين بن إسحاق التستري عن إسحاق بن وهب العلاف، عن الفضل بن سوار البصري، عن ليث به، بنحوه.

والفضل بن سوار هذا لم أجد له ترجمة.

ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (11/ 201)، عن أبي علي الحداد، عن أبي بكر بن زائدة، عن سليمان بن أحمد الطبراني به، بنحوه.

الوجه الثالث: عنه عن يزيد عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر الجهني: رواه العقيلي في الضعفاء (2/ 320)، عن محمد بن أحمد بن النضر الأزدي، عن عبد الرحمن بن عفان، عن عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي، عن الليث به بلفظ:

"لما عرج بي إلى السماء دخلت جنة عدن فوقعت في كفّي تفاحة فانفلقت عن حوراء مرضية كأن أشفار عينيها مقاديم أجنحة النسور فقلت: لمن أنت؟ فقالت: أنا للخليفة من بعدك المقتول عثمان بن عفان؟.

قال العقيلي: عبد الرحمن بن إبراهيم دمشقي يحدث عن الليث بن سعد مجهول النقل وحديثه موضوع لا أصل له.

ورواه من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 329)، عن عبد الوهاب بن =

ص: 56

= المبارك، عن محمد بن المظفر، عن العقيقي، عن يوسف بن أحمد، عن أبي جعفر العقيلي به بنحوه.

وقال عن عبد الرحمن بن عفان: مجهول.

ورواه الطبراني في الكبير (17/ 285: 785)، عن بكر بن سهل، عن عبد الله بن سليمان بن يوسف العبدي، عن الليث به بنحوه لكن قالت:"أنا للخليفة من بعدك" ولم تذكر عثمان رضي الله عنه.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 49)، بكر بن سهل قال الذهبي: مقارب الحديث عن عبد الله بن سليمان العبدي وثقه ابن حبّان وبقية رجاله رجال الصحيح.

قلت: أمّا بكر بن سهل فقد ضعَّفه النسائي وذكر الحافظ ابن حجر له خبرًا موضوعًا وذكر عن مسلمة بن قاسم أنه قال: تكلم الناس فيه ووضعوه من أجل الحديث الذي حدّث به عن سعيد بن كثير، عن يحيى بن أيوب، عن مجمع بن كعب، عن مسلمة بن مخلد رفعه:"أعْرُوا النساء يلزمن الحجال".

ينظر: الميزان (1/ 345)، ولسان الميزان (2/ 51).

وأما عبد الله بن سليمان بن يوسف فقال عنه ابن عدي: ليس بذاك المعروف.

وقال الخطيب البغدادي: الحديث منكر والآفة من عبد الله بن سليمان.

وكذا عدّه الذهبي من مناكيره.

ينظر: الكامل لابن عدي (4/ 230)، الميزان (3/ 146)، لسان الميزان (3/ 293)، اللآلي المصنوعة (1/ 313).

وروى الحديث أيضًا الخطيب في تاريخ بغداد (9/ 464)، عن علي بن أبي علي البصري، عن عبد الله بن أحمد بن ماهيزد الأصبهاني، عن محمد بن سليمان الباغندي، عن عبد الله بن سليمان به بنحوه.

ورواه من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 329)، عن عبد الرحمن بن محمد القزاز، عن الخطيب به، بنحوه. =

ص: 57

= وقال ابن الجوزي: الأصبهاني لا يوثق به.

ورواه الخطيب في تاريخ بغداد -المكان نفسه- عن علي بن أبي بكر الطرازي، عن أبي حامد أحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، عن أحمد بن عيسى الخشاب، عن عبد الله بن سليمان به بنحوه.

ورواه خيثمة بن سليمان في فضائل الصحابة كما في اللآلي للسيوطي (1/ 313)، عن الخليل بن عبد القاهر الصيداوي، عن يحيى بن المبارك، عن الليث به.

قال الذهبي في تلخيص الموضوعات كما في تنزيه الشريعة (1/ 374): ويحيى هذا من ضعفاء دمشق روى عنه جماعة، وما علمت فيه جرحًا، والخليل الصيداوي روى عنه غير واحد منهم ابن قتيبة العسقلاني، وأثنى عليه، والحديث منكر كما ترى. اهـ.

وقد وصف الذهبي الرجل نفسه في الميزان (6/ 78)، فقال: تالف وذكر له حديثًا فقال: موضوع انفرد به إسماعيل بن موسى العسقلاني عنه قال الخطيب: وهما مجهولان.

وزاد الحافظ ابن حجر في اللسان (6/ 274)، أن الدارقطني ضعّفه.

ورواه الغسولي في جزئه كما في اللآلىء للسيوطي (1/ 313)، عن أسامة، عن عبد الله بن أحمد، عن زهير بن عباد، عن محمد بن تمام عن الليث به بنحوه.

قلت: ومحمد بن تمام إن كان البَهْراني الحمصي فقد قال ابن منده: حدّث عن محمد بن آدم المصّيصي بمناكير.

وإن كان غيره فلم أجد من ترجم له. ينظر: الميزان (4/ 414)، المغني في الضعفاء (2/ 560: 5340)، لسان الميزان (5/ 97).

ورواه ابن بطة كما في اللَالىء أيضًا (1/ 313)، عن أبي القاسم عمر بن أحمد بن محمد العطار العسكري، عن أبي أحمد محمد بن عبدوس، عن الحسن بن =

ص: 58

= الحكم، عن حميد بن إسحاق الحذاء، عن عبد العزيز بن محمد الدمشقي، عن ليث به، بنحوه.

قلت: عبد العزيز بن محمد الدمشقي لم أرَ من ذكره سوى ابن عساكر في تاريخه (10/ 387)، وقال: حدَّث عن الليث بن سعد روى حديثه الحسين بن الحكم، عن أحمد بن إسحاق الخزاعي قاله أبو عبد الله بن منده فيما حكاه أبو الفضل المقدسي عنه.

فالحاصل أن الحديث لا يرتقي بهذه المتابعات وهذه الوجوه الثلاثة لم يترجح عندي منها شيء.

وقد روي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما:

رواه الخطيب في تاريخ بغداد (5/ 297)، مختصرًا بنحوه وقال بعده: هذا الحديث منكر بهذا الإِسناد وكل رجاله ثقات سوى محمد بن سليمان بن هشام والحمل فيه عليه.

قلت: محمد بن سليمان بن هشام هو الشَّطَوي ابن بنت مطر قال عنه ابن عدي: وابن بنت مطر هذا أظهر أمرًا في الضعف وأحاديثه عامتها مسروقة سرقها من قوم ثقات ويوصل الأحاديث.

وقال الذهبي في الميزان: اتّهمه بالوضع الخطيب ثم ساق خبره هذا وقال في آخره: قال ابن الجوزي: الحمل فيه على هذا. ذكره ابن عقدة فقال: في أمره نظر.

وقد قال عنه الحافظ في التقريب: ضعيف.

لكن الحديث من مناكيره كما تقدم.

ينظر: الكامل لابن عدي (6/ 276)، الميزان (5/ 17)، التهذيب (9/ 201)، التقريب (482: 5931).

ورواه من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 329).

ورواه من طريقه أيضًا ابن عساكر في تاريخ دمشق (11/ 203). =

ص: 59

= وأورده السيوطي في اللآلىء المصنوعهَ (1/ 312)، وابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 374).

وكذا ذكره الشوكاني في الفوائد المجموعة (364)، وقال: هو موضوع والمتهم به محمد بن سليمان بن هشام الورّاق.

وروي الحديث كذلك عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه:

رواه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 409)، من طريق يحيى بن شبيب السلمي، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه بنحو لفظ حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.

قلت: ويحيى بن شبيب هذا قال عنه ابن حبّان: لا يحتج به بحال. يروى عن الثوري ما لم يحدّث به قط.

وقال الخطيب: روى أحاديث باطلة.

وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش وأبو نعيم: يروى عن الثوري وغيره أحاديث موضوعات وحديث التفاحة رواه عنه أيضًا إبراهيم بن عبد الله الفارسي، وسمعنا من حديثه حديثًا عاليًا جدًا في مجلس أبي موسى المديني وهو ظاهر البطلان.

وقال الذهبي بعد ذكر حديث التفاحة هذا: وهذا كذب.

ينظر: الميزان (6/ 59)، لسان الميزان (6/ 261).

ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 330)، من طريق يحيى هذا، ومن طريق العباس بن محمد العلوي.

وكذا رواه عنه ابن حبّان كما في اللآلىء للسيوطي (1/ 314) وقال ابن حبّان في المجروحين (2/ 191)، وهذا شيء لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من حديث أنس ولا ثابت ولا حماد بن سلمة.

وقال الإِمام الذهبي في الميزان (3/ 100)، العباس بن محمد العَلَوي، عن عمار بن هارون المستملي، عن حماد بن زيد بخبر موضوع: التفاحة التي انفلقت عن حوراء لعثمان. =

ص: 60

= ورواه ابن عساكر في التاريخ (11/ 202)، من طريق الخطيب البغدادي ومن طريق يحيى بن شبيب.

ورواه الخطيب أيضًا في المتفق والمفترق كما في اللآلىء (1/ 315)، من طريق حميد بن هلال اللبان الواسطي ونقل السيوطي عن ابن لال أنه قال: سألني عن هذا الحديث أبو عبد الله البيِّع النيسابوري الحافظ فحدثته به ثم سألني عن حميد بن هلال فقلت: لا أعلم إلَّا خيرًا فجعل يتعجب ويستغرب هذا الحديث.

ونقل عن الخطيب أنه قال: لعمري إن هذا الحديث لحديث يعجب منه لوروده بهذا الإِسناد وحميد بن هلال هذا مجهول وله أحاديث لا بأس بها، وهذا الحديث أنكر ما رأيت له.

قال الإِمام ابن الجوزي في الموضوعات: وقد قلب هذا الحديث بعض الناس فجعله لعليٍّ رضي الله عنه ثم ساق إسناده عن أبي سعيد رضي الله عنه ثم قال: هذا حديث لا يصح وأحسبه انقلب على بعض الرواة أو أدخله بعضى المتعصبين على سليم وعطية قد ضعفه شعبة وأحمد ويحيى.

وأورد السيوطي الحديث في اللآلىء (1/ 315)، ونقل كلام ابن الجوزي في قلب الحديث وسكت عنه وكذا أورده ابن عرَّاق في تنزيه الشريعة (1/ 374).

وقال الشوكاني في الفوائد المجموعة (365)، بعد ما ذكر حديث ابن عمر رضي الله عنهما: روي من طريق أخرى فيها من لا تقوم به الحجة وقد ذكر له في اللآلىء طرقًا كثيرة لا يصح منها شيء.

فالحاصل: أن حديثي ابن عمر وأنس رضي الله عنهما حكم الأئمة رحمهم الله بوضعهما فلا يصلحان أن يكونا شاهدين.

وأما حديث شدّاد بن أوس فأتوقف في الحكم عليه لما سبق مع أنه اختلف في إسناده على الليث رحمه الله ولم يترجح عندي شيء من أوجه الاختلاف فيه، والله أعلم.

ص: 61