المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌36 - فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه - المطالب العالية محققا - جـ ١٦

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌29 - مناقب عثمان رضي الله عنه

- ‌30 - باب فضائل علي رضي الله عنه

- ‌33 - باب: فضل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌34 - فضل الزُّبَير رضي الله عنه

- ‌35 - فضل طلحة رضي الله عنه

- ‌36 - فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌38 - بَابُ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌39 - باب فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه

- ‌40 - باب فضل أبي موسى رضي الله عنه

- ‌41 - ذكر خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌42 - باب فضل سلمان رضي الله عنه

- ‌45 - فضل صَفْوَانَ بن المُعَطِّل رضي الله عنه

- ‌46 - فضل خُزَيْمَةُ بن ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌47 - فضل أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه

- ‌49 - فضل أبي طلحة رضي الله عنه

- ‌50 - فضل سعد بن مُعَاذٍ رضي الله عنه

- ‌51 - فضل أبي بَرْزَة رضي الله عنه

- ‌52 - فضل عامر بن الأكوع رضي الله عنه

- ‌53 - فضل صُهَيبٍ رضي الله عنه

- ‌54 - فضل النَّابِغَة الجَعْدِيّ رضي الله عنه

- ‌56 - فضل ابن أُمِّ مَكْتُوم رضي الله عنه

- ‌58 - فَضْلُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ حارثة رضوان الله عليهما

- ‌59 - فضل أبي أمامة رضي الله عنه

- ‌61 - فَضْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب رضي الله عنهما

- ‌62 - فضل أبي الدَّحْدَاح رضي الله عنه

- ‌63 - فضل أبي سفيان صَخْر بن حَرْب رضي الله عنه

- ‌64 - فضل عمرو بن العاص رضي الله عنه

- ‌67 - فضل معاوية رضي الله عنه

- ‌68 - فضل بَشِير بن الخَصَاصِيَه رضي الله عنه

- ‌69 - فضل عَمْرو بن الحَمِق الخُزَاعِيّ رضي الله عنه

- ‌70 - فضل عَقِيْل بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌71 - فضل عُرْوة بن مَسْعود الثقَفِي رضي الله عنه

- ‌72 - فضل عَمْرو بن حُرَيْثٍ رضي الله عنه

- ‌73 - فضل حُذَيْفَة رضي الله عنه

- ‌74 - فضل رَافع بن خَدِيْجٍ رضي الله عنه

- ‌75 - فضل أَنسٍ رضي الله عنه

- ‌76 - فضل سَفِيْنَة رضي الله عنه

- ‌77 - فضل ابن مسعود رضي الله عنه

- ‌80 - مناقب ثابت بن قَيْس بن شَمَّاسٍ رضي الله عنه

- ‌81 - مناقبَ عبد الله بن سَلَامٍ رضي الله عنه

- ‌84 - فضل البَرَاء بن مالك رضي الله عنه

- ‌85 - بَابُ: أَخْبَارِ عَبْدِ خَيْرٍ

- ‌86 - بَابُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

- ‌87 - بَابُ: أَخْبَارِ أَبِي عُثْمَان النَّهْدِي

- ‌88 - فَضْلِ الأَشَجّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ وَاسْمُهُ المُنْذِر

- ‌89 - أخبار أبي عِنَبَة الخَوْلَانِي رحمة الله عليه

- ‌90 - أخبار عبد الله بن أنَيسٍ رحمه الله

- ‌91 - أخبار مَسْلَمَةَ بن مُخَلَّد رحمه الله

- ‌92 - أخبار زُرَيب بن ثَرْمَلَا

- ‌94 - فضل خَدِيجةَ أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها

- ‌95 - فضل عَائِشَة رضي الله عنها

- ‌96 - فضل أُمِّ وَرَقَة رضي الله عنها

- ‌97 - فضل جَمْرةَ اليَربُوعِيَّة الحَنْظَلِيّه رضي الله عنها

- ‌98 - فضل زَيْنَبَ بنت جَحْشٍ رضي الله عنها

- ‌99 - فَضْلُ مَيْمُونَة رضي الله عنها

- ‌100 - فضل صَفِيَّة بنتِ عبد المطلب رضي الله عنها

- ‌101 - باب سودة

- ‌102 - ذِكرُ أُمِّ سَلَمة رضي الله عنها

- ‌103 - ذكر حَفْصَة رضي الله عنها

- ‌104 - ذكر صَفِيَّه بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها

- ‌105 - ذكر أُمِّ أَيْمَن رضي الله عنها

- ‌107 - ذِكْرِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ

- ‌108 - بَابُ أُمِّ هَانِئٍ

- ‌109 - ذكر أُمِّ مالك الأنصارية رضي الله عنها

- ‌111 - عدم قيام بني هاشم لأحد

الفصل: ‌36 - فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

‌36 - فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

3985 -

وقال الطيالسي (1): حدّثنا عيسى بن عبد الرحمن أنا إِبْرَاهِيمُ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سعد رضي الله عنه قَالَ: مَا مِنْ مَوْتَةٍ أَمُوتُهَا أحبَّ إِلَيَّ من أن أُقْتَل مظلومًا.

(1) مسند الطيالسي (30) وقال فيه: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُقْتَلَ دُونَ مَالِي مظلومًا.

ص: 246

3985 -

درجته:

صحيح بهذا الإِسناد.

قال البوصيري (3/ 58/ أ): رواه أبو داود الطيالسي عن عيسى بن عبد الرحمن الزرقي وهو ضعيف.

قلت: عيسى بن عبد الرحمن هو السُّلَمي كما تقدم وليس الزرقي والأول ثقة كما سبق، والله أعلم.

ص: 246

تخريجه:

رواه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 319) عن مالك بن إسماعيل، عن عيسى بن عبد الرحمن، به، بنحوه.

ص: 246

3986 -

وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا شيخ لنا، عن عائشة بنت طلحة (2) رضي الله عنهما قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اتقوا دعوة سعد".

(1) بغية الباحث (906: 986). وفيه: "اتقوا دعوات سعد".

(2)

في (عم) و (سد): "عائشة بنت سعد".

ص: 247

3986 -

درجته:

مرسل شديد الضعيف بهذا الإِسناد من أجل عبد العزيز بن أبان فقد تقدم أنه متروك، والله أعلم.

قال البوصيري (3/ 58/ب): رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلًا بسند فيه راوٍ لم يسم.

ص: 247

تخريجه:

لم أجده من طريق عائشة بنت سعد ولا بنت طلحة.

ولكن لهذا المرسل أصل مرسل أيضًا من حديث قيس بن أبي حازم أخرجه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 752: 1313) بسند صحيح ولفظه: "اتقوا دعوات سعد".

وأخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح في المصنف (12/ 88: 12199).

ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم لسعد أن يكون مجاب الدعوة أخرجها الترمذي في السنن -أبواب المناقب- مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (5/ 313: 3835) عن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم استجيب لسعد إذا دعاك".

وإسناده صحيح.

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 499)، وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.

ولسعد رضي الله عنه قصص مشهورة في إجابة دعائه ذكرها أصحاب التراجم، والله أعلم.

ص: 247

37 -

باب فضل الأصهار (1) والأختان رضي الله عنهم

3987 -

قال الحارث (2): حدّثنا إسحاق بن بِشْر ثنا عمَّار بن سيف الضَّبِّيُّ وصيُّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر أو عبد الله بن عمرو رضي الله عنهم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "سألت ربي تبارك وتعالى أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ أُمتي، وَلَا أُزوج أَحَدًا مِنْ أُمتي إلَّا كَانَ معي في الجنة فأعطاني ذلك".

(1) الأصهار والأختان جمع صِهْر وخَتَن والصِّهر هو حرمة التزويج، وقيل: إن الفرق بين النسب والصِّهر أن النسب ما رجع إلى ولادة قريبة والصِّهر خُلطة تُشبه القرابة.

وأمّا الختَن فهو أبو امرأة الرجل والخَتَنَةُ أمُّها. قال الأصمعي: الأختان من قبل المرأة والأحماء من قبل الرَّجل، والصِّهر يجمعهما وخاتَنَ الرجلُ الرجلَ إذا تزوج إليه.

وعن النظر بن شُمَيل: سميت المصاهرة مخاتنَةً لالتقاء الختانين. (ينظر: الفائق 1/ 354، 2/ 322).

(2)

بغية الباحث 919: 1008.

ص: 248

3987 -

درجته:

أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأن إسحاق بن بشر لم يتميز لي.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 64/ب). =

ص: 248

= وعزاه الهيثمي في المجمع (10/ 20)، للطبراني في الأوسط وقال: فيه يزيد بن الكميت وهو ضعيف.

وقال الحافظ في الفتح (7/ 107)، سنده واهٍ.

ص: 249

تخريجه:

رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 21: 3961)، عن علي بن سعيد الرازي، عن محمَّد بن أبي النعمان، عن يزيد بن الكميت، عن عمّار بن سيف الضبي به، بنحوه.

ويزيد بن الكميت الكوفي قال عنه الدارقطني: متروك.

ينظر: الميزان (6/ 112)، المغني في الضعفاء (2/ 752: 7138)، لسان الميزان (6/ 293).

ورواه ابن عساكر في التاريخ (19/ 119)، عن أبي القاسم هبة الله بن عمر، عن محمَّد بن علي بن الفتح، عن أبي الحسن محمَّد بن أحمد بن إسماعيل الواعظ، عن أبي بكر محمَّد بن جعفر ابن أحمد بن يزيد العسكري، عن يحيى بن أبي طالب، عن محمَّد بن إبراهيم الشامي، عن عمّار بن سيف الضبي به، بنحوه.

وانظر تخريج الحديث الذي بعده.

ص: 249

3988 -

حدّثنا (1) داود بن رُشَيد ثنا جَرْوَل بن جندل (2)، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ أَوِ ابْنِ رِزْقٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عزيمة (3) من ربي عز وجل، وَعَهْدٌ عَهْدِهِ إِلَيَّ، أَنْ لَا أَتَزَوَّجَ إِلَى أَهْلِ بَيْتٍ، وَلَا أُزَوِّجُ شَيْئًا مِنْ بَنَاتِي إلَّا كانوا رفقائي في الجنة".

(1) بغية الباحث (920: 1009).

(2)

لعله جرول بين جيفل، ولكن لم أجد له رواية عن القاسم بن يزيد، ولا لداود بن رشيد عنه.

(3)

عزم على الأمر يَعْزِمُ عَزْمًا وعُزْمًا وعَزِيْمَةٌ أراد فعله وقطع عليه أو جَدَّ في الأمر.

قال شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله: وهل يجوز وصفه بالعزم؟ فيه قولان: أحدهما: المنع كقول القاضي أبي بكر والقاضي أبي يعلى.

والثاني: الجواز وهو أصح وقد قَرَأ جماعة من السلف: {فَإِذَا عَزَمْتُ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} ، بضم التاء.

وفي الحديث الصحيح من حديث أم سلمة: "ثم عزم الله لي" وكذلك في خطبة مسلم: "فَعُزِم لي".

بنظر: القاموس، (ع ز م)، مجموع الفتاوى (16/ 303).

ص: 250

3988 -

درجته:

أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد أيضًا لأن القاسم بن يزيد وأبا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْزُوقٍ أَوِ ابْنِ رِزْقٍ لم يتبين لي من هما، والله أعلم.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 64/ب).

ص: 250

تخريجه:

لم أجده من حديث أبي عبد الله هذا.

وقد أخرج الحاكم في المستدرك شاهدًا له من حديث عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه بلفظ: سألت ربي عز وجل ألا أزوج أحدًا من أُمتي ولا أتزوج إلَّا كان معي في الجنة فأعطاني. =

ص: 250

= قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقرَّه الذهبي.

ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 21: 3962).

وله شاهد أيضًا من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عزاه في الكنز (34148)، للشيرازي في الألقاب.

وعليه فإن حديث الباب هذا حسن لغيره على أقل أحواله، والله أعلم.

ص: 251

3989 -

[1] وقال إسحاق: أخبرنا (1) جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا تزوج عمرُ أُمَّ كُلْثُوم (2) بنت علي رضي الله عنهم قال: ألا تهنوني فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القيامة غير سببي ونسبي".

[2]

قال: وأخبرنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ثنا شَرِيكٌ، عَنْ عُرْوَةَ الجُعْفي، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ قال: خرج عمر رضي الله عنه إلى أهل الضُّفَّة (3) فقال: أَلًا تُهَنُّوني؟ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ رضي الله عنه: تزوجت أُمَّ كلثوم رضي الله عنها لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلِفَاطِمَةَ ولعلي رضي الله عنهما، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:. . . فَذَكَرَهُ. قَالَ: فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ.

* هذا منقطع (4).

(1) زاد في (ك): "أخبرنا سفيان عن جعفر بن محمَّد".

(2)

أم كثوم بنت عليّ بن أبي طالب الهاشمية أمُّها فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولدت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجها عمر رضي الله عنه فولدت له زيدًا ورقية، ومات عنها فتزوجها عوف بن جعفر ابن أبي طالب، ولما مات عنها تزوجها أخوه محمَّد، ثم لما مات عنها تزوجها اخوه عبد الله، فماتت عنده ولم تلد لأحد منهم.

وقيل: إنها ماتت هي وولدها زيد في يوم واحد وصلى عليهما ابن عمر رضي الله عنهم جميعًا.

ينظر: الطبقات الكبرى (8/ 338)، الاستيعاب (4/ 467)، أسد الغابة (7/ 387)، البداية والنهاية (7/ 144، 344)، الإصابة (2/ 468: 2)، تعجيل المنفعة (563).

(3)

أهل الضُّفَّة: هم فقراء المهاجرين ومن لم يكن له منهم نزل يَسْكُنه فكانوا يأوون إلى موضع مُظلَل في مسجد المدينة يسكنونه. (النهاية 3/ 37).

(4)

لأن أبا جعفر لم يسمع من عمر رضي الله عنه كما تقدم.

ص: 252

3989 -

درجته:

ضعيف أيضًا بهذا الإِسناد؛ لأنه منقطع فإن محمَّد بن علي بن الحسين لم يسمع =

ص: 252

= من عمر رضي الله عنه، والله أعلم.

قال البوصيري (3/ 64/ أ)، رواه إسحاق بن راهويه بسند منقطع.

ص: 253

تخريجه:

هذا الحديث روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه من سبع طرق:

أولها: طريق جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه واختلف فيها على أبي جعفر على ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن عمر وهو الذي هنا:

ورواه سعيد بن منصور في سننه (1/ 146: 520)، عن عبد العزيز بن محمَّد بن

جعفر به، بلفظ أن عمر رضي الله عنه خطب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه

ابنته أم كلثوم فقال علي: إنما حبست بناتي على بني جعفر فقال: أَنكِحْنِيْها فوالله ما على الأرض رجل أرصدَ من حسن عشرتها ما أرصدت، فقال علي رضي الله عنه: قد أنكحتكها فجاء عمر رضي الله عنه إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر وكان المهاجرون يجلسون ثَمَّ وعلي وعبد الرحمن بن عوف والزبير وعثمان وطلحة وسعد فإذا كان العَشِيّ يأتي عمرَ الأمرُ من الآفاق ويقضي فيه. جاءهم وأخبرهم بذلك واستشارهم كلهم فقال: رَفّؤني قالوا: بم يا أمير المؤمنين؟ قال بابنة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم أنشأ يحدثهم أن رسول الله قال:"كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة إلَّا نسبي وسببي". كنت قد صحبته فأحببت أن يكون لي أيضًا.

ورواه ابن سعد في الطبقات (8/ 338) عن أنس بن عياض الليثي، عن جعفر يه، بنحو لفظ سعيد بن منصور.

ورواه القطيعي في زياداته على الفضائل لأحمد (2/ 625: 1069)، عن محمَّد بن يونس، عن المعلَّى بن أسد، عن وهيب بن خالد، عن جعفر به، ينحوه.

الوجه الثاني: جعفر بن محمَّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن عمر رضي الله عنه. =

ص: 253

= رواه الحاكم في المستدرك (3/ 142)، عن الحسن بن يعقوب، عن السري بن خزيمة، عن معلي بن راشد، عن وهيب بن خالد، عن جعفر به، بنحوه.

ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن إبراهيم بن عصمة، عن السري بن خزيمة به، بنحوه.

قال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.

ورواه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 63، 64)، كتاب النكاح -باب الإنساب كلها منقطعة يوم القيامة إلَّا نسبه- من طريق الحاكم بالإِسنادين السابقين بنحوه.

ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن أبي جعفر، عن أبيه علي بن الحسين بنحوه.

قال البيهقي: وقد روي من أوجه أُخر موصولًا ومرسلًا.

الوجه الثالث: جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَابِرِ، عن عمر رضي الله عنهما: رواه الطبراني في الكبير (3/ 45: 2635)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن الحسن بن سهل الحناظ، عن سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمَّد به، بنحوه.

الطريق الثانية:

عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنهما:

رواه الطبراني في الكبير (3/ 45: 2634)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن عبادة بن زياد الأسدي، عن يونس بن أبي يعفور، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ به، بنحوه مختصرًا.

قلت: يونس بن أبي يعفور قال عنه الحافظ في التقريب (614: 7920)، صدوق يخطئ كثيرًا.

ورواه أبو نعيم في تاريخ أصفهان (1/ 199)، عن أبي إسحاق بن حمزة، عن أبي جعفر محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن عبادة بن زياد الأسدي، عن يونس به، =

ص: 254

= بنحوه مختصرًا أيضًا.

ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 152: 2455)، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أسامة، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ علي، عن عاصم بن عبيد الله، عن ابن عمر به، بنحوه مختصرًا، وزاد في آخره:"فإنهما لا ينقطعان يوم القيامة".

وقال البزّار: لا نعلم رواه عن عاصم بن عبيد اله إلَّا عبد الله بن محمَّد ولا رواه عنه إلَّا أبو أسامة.

قلت: عاصم بن عبيد الله بن عاصم قال عنه الحافظ في التقريب (285: 3565)، ضعيف.

ورواه بحشل في تاريخ واسط (148، 149)، عن محمَّد بن عمران، عن عاصم بن عبيد الله، به بنحوه وقال في آخره:"فإنهما يشفعان لصاحبهما".

الطريق الثالثة:

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عمر رضي الله عنه.

رواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 44: 2633)، عن جعفر بن محمَّد بن سليمان النوفلي المدني، عن إبراهيم بن حمزة الزبيري، عن عبد العزيز بن محمَّد الدراوردي، عن زيد بن أسلم به ولفظه: دعا عمر بن الخطاب رضي الله عنه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسَارَّه ثم قام عليٌّ فجاء الصُّفّة فوجد العباس وعقيلًا والحسن فشاورهم في تزويج أم كلثوم عمر فغضب عقيل، وقال: يا علي ما تزيدك الأيام والشهور والسنون إلَّا العمى في أمرك.

والله لئن فعلت ليكونن وليكونن لأشياء عددها ومضى يجرّ ثوبه. فقال علي للعباس: والله ما ذاك منه نصيحة ولكن درة عمر أخرجته إلى ما ترى أما والله ما ذاك رغبة فيك يا عقيل ولكن قد أخبرني عمر بن الخطاب رضي الله عنه إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

فذكره ثم قال: فضحك عمر رضي الله عنه وقال: ويح عقيل سفيه أحمق. =

ص: 255

= قلت: فيه جعفر بن محمَّد بن سليمان شيخ الطبراني لم أجد من ذكره سوى الحافظ في لسان الميزان (2/ 123)، وقال: ذكره الطوسي في رجال الشيعة.

ورواه أبو نعيم في الحلية (2/ 34)، عن سليمان بن أحمد، عن جعفر بن سليمان النوفلي به، بنحوه.

ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 152: 2456)، عن سلمة بن شبيب، عن الحسن بن محمَّد بن أعين، عن عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه به، بنحوه.

وقال البزّار: قد رواه غير واحد عن زيد بن أسلم، عن عمر مرسلًا ولا نعلم أحدًا قال: زيد بن أسلم، عن أبيه إلَّا عبد الله بن زيد وحده.

قلت: وعبد الله بن زيد بن أسلم قال عنه الحافظ في التقريب (304: 3330)، صدوق فيه لين.

الطريق الرابعة:

عقبة بن عامر الجهني، عن عمر رضي الله عنه:

رواه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 182)، عن الحسن بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق بن إبراهيم البغوي، عن موسى بن هارون، عن أبي إسحاق بن إبراهيم بن مهران، عن الليث بن سعد، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ، عن أبيه، عن عقبة بن عامر به، بنحوه.

ورواه أيضًا في المكان المتقدم عن محمَّد بن عمر بن القاسم النرسي، عن محمَّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي، عن أحمد بن الحسين الصوفي به، بنحوه.

قلت: إبراهيم بن مهران ذكره الخطيب في تاريخه (6/ 182)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا ولم أجد من ذكره سواه.

الطريق الخامسة:

عن أيوب، عن عكرمة، عن عمر رضي الله عنه:

رواه عبد الرزاق في المصنف (6/ 163: 10354)، عن معمر، عن أيوب به، =

ص: 256

= بلفظ: تزوج عمر بن الخطاب أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وهي جارية تلعب مع الجواري فجاء إلى أصحابه فدعوا له بالبركة فقال: "إني لم أتزوج من نشاط بي ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

فذكره وقال: فأحببت أن يكون بيني وبين نبي الله صلى الله عليه وسلم سبب ونسب".

قلت: عكرمة لم يسمع من علي ولا من عائشة رضي الله عنهم فضلًا عن أن يكون سمع من عمر رضي الله عنه. (وانظر المراسيل لابن أبي حاتم 131 رقم 288، جامع التحصيل 239: 532)، فهو منقطع.

الطريق السادسة:

عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن حسن بن حسن، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه: رواه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 64)، كتاب النكاح -باب الأنساب كلها منقطعة يوم القيامة إلاّ نسبه- عن أبي الحسين بن بشران، عن دعلج بن أحمد، عن موسى بن هارون، عن سفيان بن وكيع، عن روح بن عبادة، عن ابن جريج به، بلفظ: إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب إلى علي رضي الله عنه أم كلثوم فقال له علي رضي الله عنه إنها تصغر عن ذلك فقال عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القيامة إلَّا سببي ونسبي" فأحببت أن يكون لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم سبب ونسب فقال علي رضي الله عنه لحسن وحسين: زوجا عمّكما. فقالا: هي امرأة من النساء تختار لنفسها فقام علي رضي الله عنه مغضبًا فأمسك الحسن رضي الله عنه بثوبه وقال: لا صبر على هجرانك يا أبتاه، فزوجاه.

قلت: وهذه الطريق فيها سفيان بن وكيع قال عنه الحافظ في التقريب (245: 2456)، كان صدوقًا إلَّا أنه ابتلي بورّاقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه.

ورواه ابن السكن في صحاحه كما في التلخيص (1/ 164). =

ص: 257

= الطريق السابعة:

عن شبيب بن غرقدة، عن المستظل بن حصين، عن عمر رضي الله عنه: رواه القطيعي في زياداته على الفضائل لأحمد (2/ 626: 1070)، عن محمَّد بن يونس، عن بشر بن مهران، عن شريك، عن شبيب به بنحوه، وزاد فيه:"كل ولد أب فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فإني أنا أبوهم وعصبتهم".

ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (1/ 231: 214)، عن أبي أحمد بن جعفر، عن محمَّد بن يونس به، بنحوه.

قلت: فيه محمد بن يونس الكُدَيمي ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (515: 6419)، واتهمه الدارقطني بالوضع وكذَّبه أبو داود. (وانظر الميزان 5/ 199).

وعليه فالحديث بالنظر إلى كل طريق على حدة ضعيف أو شديد الضعف وبالنظر في الطريقين الأولى والثانية يرتقي إلى درجة الحسن لغيره.

وبالنظر إلى مجموع الطرق الأُخرى يكون صحيحًا لغيره، والله أعلم.

وللحديث شاهد من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلَّا سببي ونسبي".

رواه الطبراني في الكبير (11/ 243: 11621).

قال الهيثمي في المجمع (9/ 176)، رجاله ثقات.

ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (10/ 271).

ويشهد له أيضًا حديث المسور بن مخرمة المتقدم برقم (3951)، واللفظة التي تشهد لهذا الحديث من حديث المسور في درجة الصحيح لغيره كما سبق، والله أعلم.

ص: 258