الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
95 - فضل عَائِشَة رضي الله عنها
4097 -
قَالَ أحمدُ بْنُ مَنِيع: حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ محمَّد، ثنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عمِّار بن ياسر رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَت عَلَيْهِمْ (1) رُخْصَةُ التيمُّم بالصُّعُدَات (2)، دخل أبو بكر رضي الله عنه على عائشة رضي الله عنه فَقَالَ: إنَّكِ لمُبَارَكَةٌ أُنْزِلَت (3) عَلَيْنَا رُخْصَةُ التيمُّم (4).
(1) سقطت: "عليهم " من (عم).
(2)
الصُّعُدات والصُّعُد جمع صعيد والصعيد التراب أو وجه الأرض. (ينظر: القاموس المحيط (1/ 318: ص ع د).
(3)
في (عم): "فأنزلت".
(4)
ويأتي في التخريج في رواية الإِمام أحمد والطبري وغيرهما كيف وقع هذا الأمر وكيف أن أمَّنا عائشة رضي الله عنها كانت سببًا في نزول رخصة التيمم.
4096 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد للانقطاع الذي بين عبيد الله بن عبد الله وعمار بن ياسر فروايته عنه مرسلةكما تقدم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 63/ ب). =
= تخريجه:
أصل هذا الحديث في سنن أبي داود والنسائي وابن ماجه لكن بدون هذه الزيادة التي هنا.
أخرج الحديث أبو داود في السنن -كتاب الطهارة- باب التيمم (1/ 224: 318) و (319، 320).
والنسائي في الكبرى -باب التيمم في السفر- (1/ 132: 300).
وابن ماجه في التيمم (1/ 105: 582).
لكن لم يذكروا هذه الزيادة التي أوردها المصنف هنا.
ومدار الحديث على الزهري.
واختلف عليه في سنده ومتنه، وسأذكر الاختلاف في هذه الزيادة وفي أصل الحديث مقتصرًا على اختلاف السند فقط؛ لأن الاختلاف في متنه يتعلق بباب التيمم، فاختلف في سنده على ثلاثة أوجه:
الأول: عنه، عن عبيد الله، عن عمار كما عند أحمد بن منيع:
رواه الإِمام الطبري في التفسير (5/ 112)، عن أبي كريب، عن صيفي بن ربعي، عن ابن أبي ذئب به بلفظ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فهلك عقد لعائشة رضي الله عنها فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتى أضاء الصبح فتغيظ أبو بكر على عائشة فنزلت عليه الرخصة المسح بالصعيد فدخل أبو بكر فقال لها
…
فذكر نحوه.
ورواه الطيالسي في مسنده (88: 637)، عن ابن أبي ذئب، به، بنحوه دون ذكر هذه الزيادة.
ورواه من طريقه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 208) به، بنحوه.
ورواه أبو داود في السنن -الموضع المتقدم- (ح 318)، عن أحمد بن صالح، عن عبد الله بن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، به، بنحوه دون =
= ورواه أيضًا في المكان نفسه (ح 319)، عن سليمان بن داود المهري، عن ابن وهب، به بنحوه دون زيادته.
ورواه أيضًا في نفس المكان (ح 319)، عن عبد الملك بن شعيب، عن ابن وهب، به بنحوه دون زيادته.
ورواه ابن ماجه في السنن (1/ 105: 582)، في التيمم عن ابن وهب، به بنحوه ولم يذكر زيادته.
الوجه الثاني: عنه، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابن عباس، عن عمار رضي الله عنهم:
رواه الإِمام أحمد في المسند (4/ 263)، عن يعقوب، عن أبيه، عن صالح، عن ابن شهاب، به، ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرّس بآلات الجيش (1) ومعه عائشة زوجته فانقطع عقد لها من جَزَع ظَفَار (2) فحبس الناس ابتغاء عقدها وذلك حتى أضاء الفجر وليس مع الناس ماء، فأنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم رخصة التطهّر بالصعيد الطيب فقام المسلمون مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فضربوا بأيديهم الأرض ثم رفعوا أيديهم ولم يقبضوا من التراب شيئًا فمسحوا بها وجوههم وأيديهم إلى المناكب ومن بطون أيديهم إلى الآباط ولا يغتر بهذا الناس، وبلغنا أن أبا بكر قال لعائشة رضي الله عنهما: والله ما علمت إنك لمباركة، وإسناده صحيح.
ورواه من طريقة البيهقي في السنن الكبرى (1/ 208) به، بنحوه دون زيادته.
ورواه أبو داود في السنن -الموضع المتقدم- (ح 320)، عن محمَّد بن أحمد بن أبي خلف، عن يعقوب، به، بنحوه دون زيادته.
(1) كذا في المسند، وفي الصحيحين وغيرهما، (ذات الجيش)، ونقل البكري في معجم ما استعجم (2/ 409) عن القتبي أنَّ ذات الجيش من المدينة على بريد.
(2)
الجَزَع، (بالفتح): الخرز اليماني، الواحدة جزعة. (النهاية 1/ 269)، وظَفَار (بوزن قطام): اسم مدينة لحمير باليمن. (النهاية 3/ 158). وهي الآن منطقة أثرية على مقربة من مدينة يريم، تستخدم أحجارها في تشييد الدور والمساجد، وظفار اليمن غير ظفار عمان. (الموسوعة العربية 1171). =
= ورواه كذلك في المكان نفسه عن محمَّد بن يحيى النيسابوري، عن يعقوب، به، بنحوه.
ورواه النسائي في الكبرى (1/ 132: 300)، باب التيمم في السفر عن محمَّد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، به، بنحوه ولم يذكر زيادته.
ورواه أيضًا في نفس المكان عن العباس بن عبد العظيم، عن عبد الله بن محمَّد بن أسماء، عن جويرية، عن مالك، عن الزهري، به، بنحوه مختصرًا دون زيادته.
الوجه الثالث: عنه، عن عبيد الله، عن أبيه، عن عمار رضي الله عنهما: رواه البيهقي في السنن (1/ 208)، من طريق مالك عن الزهري، به، بنحوه ولم يذكر الزيادة ..
هذا مجمل الاختلاف في سند الحديث على الزهري، والذي يظهر لي والعلم عند الله أن الحديث مروي بهذا الأوجه الثلاثة على أن أصحها هو الوجه الثاني.
والحديث في الصحيحين وغيرهما من رواية أمِّنا عائشة رضي الله عنه:
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التيمم- البخاري مع الفتح (1/ 514: 334)، ولفظه: قالت: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء -أو بذات الجيش- انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسة وأقام الناس معه وليسوا على ماء فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماءٍ وليس معهم ماء. فجاء أبو بكر ورسول الله واضع رأسه على فخذي قد نام فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء. فقالت: عائشة: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلَّا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي.
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال =
= أسيد بن الحضير: ما هي بأوّل بركتكم يا آل أبي بكر. قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته.
ورواه أيضًا في الموضع ذاته، باب إذا لم يجد ماءً ولا ترابًا (1/ 524: 336).
وفي فضائل الصحابة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لو كنت متخذًا خليلًا"(7/ 24، 25): (ح 3672).
وفي الموضع المتقدم أيضًا، باب فضل عائشة رضي الله عنها (7/ 133: 3773).
وفي التفسير، باب:{وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ} (8/ 100: 4583).
وفي التفسير أيضًا، باب:{فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} (8/ 121: 4607) و (4658).
وفي النكاح، باب استعارة الثياب للعروس وغيرها (9/ 135: 5164).
في النكاح أيضًا، باب قول الرجل لصاحبه: هل أعرستم الليلة (9/ 256: 5250).
وفي اللباس، باب استعارة القلائد (10/ 343: 5882).
وفي الحدود، باب إذا رمى امرأته أو امرأة غيره بالزنى عند الحاكم والناس (12/ 180: 6844) و (6845).
ورواه مسلم في صحيحه -كتاب الحيض- باب التيمم (279: 367).
وقد رواه الإِمام أحمد رحمه الله في المسند (6/ 272)، من طريق يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها بنحوه لكن في آخره قالت: يقول أبي حين جاء من الله الرخصة للمسلمين: والله ما علمت يا بنيَّة إنك لمباركة ماذا جعل الله للمسلمين في حبسك إياهم من البركة واليسر.
وإسناده حسن.
فالحاصل: أن أصل الحديث في الصحيح وهذه الزيادة الموقوفة أقل أحوالها أنها حسنة، والله أعلم.
4098 -
[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، ثنا سَعِيدُ بْنُ المَرْزُبَان، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: تزوَّجني رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعليَّ حَوْفٌ (1) فَمَا هُوَ إلَّا أَنْ تزوَّجني فَأُلقِي عليَّ الحيَاءُ.
(1) الحَوْف: البقيرة تلبسها الصبيّة وهي ثوب لا كمَّين له، وقيل: هي سيور تشدها الصبيان عليهم، وقيل: هي شدة العيش. (الفائق 1/ 338، النهاية 1/ 462).
4098 -
[1] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف سعيد بن المَرْزُبان، والله أعلم.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 230): رواه أبو يعلى والطبراني باختصار وفيه أبو سعد البقَّال وهو مدلِّس.
4098 -
[2] رَوَاهُ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبَّادٍ، ثنا سفيان به.
(1) مسند أبي يعلى (4/ 407: 4803)، ولفظه: ما تزوّجني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتاه جبريل بصورتي فقال هذه زوجتك. ولقد تزوّجني وإني لجارية عليّ حفوف فلما تزوجني أوقع الله علىَّ الحياء.
4098 -
[2] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا لضعف سعيد بن المَرْزُبَان، والله أعلم.
4098 -
[3] وَرَوَاهُ الْبَزَّارُ (1) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد المحاربي عن أبي سعيد البقَّال به وأتم منه.
(1) كشف الأستار (3/ 239: 2659)، عن يوسف بن موسى، عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ أَبِي سعد البقال، به، بلفظ: قال قلت لها: يا أم المؤمنين ألا تخبريني كيف كان أمرك؟ قالت: تزوجني رسول الله وعليّ حوف وأنا أخوض المطر بمكة وما عندي لحم ولا جسم في ما يرغب فيه الرجل وأنا بنت ستِّ سنين فلما بلغني أنه تزوجني ألقى الله عليّ الحياء ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هاجر وأنا معه فحُمِلْتُ إليه وأنا بنت تسع سنين.
قال الهيثمي: قلت: في الصحيح بعضه.
4098 -
[3] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف أبي سعيد البقال، والله أعلم.
تخريجه:
رواه من طريق ابن أبي عمر الطبراني في الكبير (23/ 120: 154) عن أحمد بن عمرو الخلال المكيّ، عن ابن أبي عمر، به، بنحوه.
ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 9) عن علي بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي طالب، عن ابن أبي عمر به، بنحو لفظ أبي يعلى.
ونقل عن سفيان أنه قال: قال الزهري: الحوف سيور تكون في وسطها. ثم قال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
وأقره الذهبي في التلخيص لكنه في السير (2/ 164)، خالف ذلك فقال: تفرد به أبو سعيد وهو سعيد بن المرزبان البقال ليّن الحديث.
ورواه الحميدي في منده (1/ 114: 232) عن سفيان، به، بنحوه.
ونقل عن سفيان أنه قال: والحوف ثياب من سيور تلبسه الأعراب أبناءهم.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 399: 3029)، عن يعقوب بن حميد، عن سفيان، به بنحوه.
قلت: وبعضه ثابت في الصحيح كما قال الهيثمي وهو تزويجها بالنبي صلى الله عليه وسلم وهي =
= ابن ست وبناؤه بها وهي بنت تسع. وكذا مجيء الملك بصورتها.
أما تزويجه صلى الله عليه وسلم بها وهي بنت ست فقد أخرجه البخاريّ في مناقب الأنصار، بَابُ تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها- البخاري مع الفتح (7/ 264: 3894)، من حديث أمِّنا عائشة رضي الله عنها، وفي الباب نفسه (ح 3896)، من حديث عروة بن الزبير رضي الله عنه.
وأما مجيء الملك بصورتها فأخرجه البخاري أيضًا في الموضع ذاته (ح 3895) عن أمِّنا عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أُريتك في المنام مرتين، أرى أنك في سَرَقةٍ من حرير ويقول: هذه امرأتك فأَكشف فإذا هي أنت فأقول: إن يك هذا من عند الله يمضه".
وأخرجه أيضًا في عدة مواضع أخرى.
ورواه مسلم في كتاب فضائل الصحابة- باب فضل عائشة رضي الله عنها (ح 2438)، والله أعلم.
4099 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْروفٍ، ثنا أَبُو أُسامة، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ عليَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ:"مَا يُبْكِيكِ؟ " قلت: سبَّتني فاطمة رضي الله عنها. فقال صلى الله عليه وسلم: "يَا فَاطِمَةُ سبَبْتِ عَائِشَةَ؟ " قَالَتْ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: "أَليْسَ تُحِبِّينَ مَن أُحِبُّ وتُبْغِضِينَ مَن أُبْغِض؟ " قالت: بلى. قال صلى الله عليه وسلم: "فإني أُحب عائشة فأَحِبِّيها".
قالت فاطمة رضي الله عنها: لا نقول لعائشة رضي الله عنها شيئًا يؤذيها أبدًا.
(1) مسند أبي يعلى (4/ 470، 471: 4934)، لكن قال: حدّثنا هارون بن عبد الله حدّثنا أبو أُسامة حدّثنا مجالد فذكره بنحوه.
4099 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف مجالد بن سعيد. والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 63/ ب)، رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف مجالد بن سعيد.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 245): رواه أبو يعلى والبزار باختصار وفيه مجالد وهو حسن الحديث وبقيّة رجاله رجال الصحيح.
تخريجه:
رواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 240: 2661)، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن أبي أُسامة به، بنحوه.
قال الهيثمي: قلت: بعض ألفاظه في الصحيح.
وقال البزّار: لا نعلم رواه عن مجالد هكذا إلَّا أبو أُسامة.
قلت: قول النبي صلى الله عليه وسلم لفاطمة: "أَلَيْسَ تُحِبِّينَ مَنْ أُحِبُّ وَتُبْغِضِينَ مَنْ =
= أبغض
…
" إلخ. أصله في الصحيح بنحوه في قصة طويلة أخرجها البخاري في كتاب الهبة -باب من أهدى إلى صاحبه وتحرّى بعض نسائه دون بعض- البخاري مع الفتح (5/ 243: 2581)، وفيه: ثم إنّهن، يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم دعون فاطمة رضي الله عنها بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول: إنّ نساءك ينْشُدْنَك العدل في بنت أبي بكر، فكلّمته فقال: يا بُنَيَّهُ: ألا تحبين ما أُحِبُّ؟. قالت: بلى
…
الحديث.
وأخرجه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة- باب فضل عائشة رضي الله عنها (ح 2442)، بنحو لفظ البخاري الطويل وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها بعدما قالت: بلى قال: "فأحبّي هذِهِ" قالت: فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجعت إِلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فأخبرتهنّ بالذي قالت وبالذي قال لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلن لها: ما نُراكِ أغنيت عنّا من شيء فارجعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولي له: إنّ أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقالت فاطمة رضي الله عنها: والله لا أكلّمه فيها أبدًا
…
الحديث. والله أعلم.
4100 -
وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي إِسْمَاعِيلَ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ قال: إن عائشة رضي الله عنها ذُكِرَتْ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "دَعُوا عَائِشَةَ فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ، زَوْجَتِي في الدنيا والآخرة".
(1) بغية الباحث (912: 996).
4100 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأنه مرسل فإن ضمرة تابعي ولم يحضر القصة وكذلك فإن أبا بكر بن أبي مريم ضعيف وإسماعيل بن أبي إسماعيل لم يتبين لي من هو.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 63/ب).
تخريجه:
لم أقف عليه.
لكن كونها زوجه صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ثابت في الصحيح من حديث عمار رضي الله عنه:
أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة -باب فضل عائشة رضي الله عنها البخاري مع الفتح (7/ 133: 3772)، عن أبي وائل قال:"لما بعث عليٌّ عمارًا والحسن إلى الكوفة ليستنفرهم خطب عمارٌ فقال: إني لأعلم أنها زوجته في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم لتتبعوه أو إياها".
ورواه أيضًا في كتاب الفتن، بابٌ يلي باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"الفتنة من قبل المشرق"(13/ 58: 7100 و 7101).
ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 10)، من حديث عائشة رضي الله عنها ولفظه:"أمّا ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ " قلت: بلى والله قال: "فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة". =
= وصححه ووافقه الذهبي.
وكذا كونها صوَّامة فقد روى ابن سعد في الطبقات (8/ 54)، بسند رجاله ثقات عن القاسم بن محمَّد أن عائشة رضي الله عنها كانت تصوم الدهر.
ورواه من طريق أخرى (8/ 59)، عن القاسم بلفظ أن عائشة رضي الله عنها كانت تسرد الصوم. والله أعلم.
4101 -
وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ (1): حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَمَّنْ سَمِعَ عَمَّارًا وَذَكَرَ [رجُلٌ] (2) عِنْدَهُ عَائِشَةَ رضي الله عنها فنال منها فقال عمار رضي الله عنه: اسْكُتْ مَقْبُوحًا مَنْبُوحًا (3)، أَتُؤْذِي حَبِيبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
(1) مسند الطيالسي (90/ 651).
(2)
في (مح): "رجلًا"، وهو خطأ، وما أثبت هو ما في (عم) ومسند الطيالسي.
(3)
المراد: اسكت مبعدًا. (النهاية 4/ 3).
4101 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة أبي إسحاق وهو مدلّس وأيضًا فيه رجل مبهم لم أتمكن من تعيينه. والله أعلم.
تخريجه:
هذا الحديث مداره على أبي إسحاق السبيعي واختلف عليه في إسناده على ستة أوجه:
الوجه الأول: عنه عمّن سمع عمارًا رضي الله عنه كما عند الطيالسي.
الوجه الثاني: عنه عن عمرو بن غالب:
رواه الترمذي في أبواب المناقب -فضل عائشة رضي الله عنها (5/ 365: 3975)، عن محمَّد بن بشار، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق به، بنحوه.
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وفي نسخة العارضة (13/ 259) قال: هذا حديث حسن.
قلت: سفيان هنا لم يتبين لي أهو ابن عيينة أم الثوري، فإن الأول سمع منه بعد الاختلاط وحتى لو كان الثوري فإنه تبقى عنعنة أبي إسحاق وهو مدلّس كما تقدم.
وأيضًا فعمرو بن غالب ما رأيت أحدًا وثقه سوى ذكر ابن حبّان له في الثقات؛ ولذا وصفه الحافظ فقال: مقبول من الثالثة. (ينظر: التهذيب 8/ 88، والتقريب 425: 5091). =
= ورواه الطبراني في الكبير (23/ 40: 102)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن محمَّد بن أبان الواسطي، عن أبي شهاب الحفاظ، عن سفيان به، بنحوه.
ورواه أيضًا في المكان نفسه عن عبد الله بن أحمد، عن محمَّد بن أبان، عن أبي شهاب الحناط، عن عمرو بن قيس، عن أبي إسحاق به، بنحوه.
الوجه الثالث: عنه عن عريب بن حميد:
رواه الإِمام أحمد في الفضائل (2/ 876: 1647)، عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق به، ولفظه: رأى عمار يوم الجمل جماعة فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل يسبّ عائشة رضي الله عنها ويقع فيها قال: فمشى إليه عمار فقال: اسكت مقبوحًا منبوحًا أتقع في حَبِيبَةَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّهَا لزوجته في الجنّة.
ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 186)، عن أبي نعيم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق به، بنحوه.
ورواه الإِمام أحمد أيضًا في الفضائل (2/ 780: 1631)، عن وكيع، عن أبيه، عن أبي إسحاق به، بنحوه.
ورواه أبو نعيم في الحلية (2/ 44)، عن محمَّد بن أحمد بن الحسن، عن أبي عيسى موسى بن علي الختلي، عن جابر بن سعيد، عن محمَّد بن الحسن الفقيه، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي إسحاق به، بنحوه.
الوجه الرابع: عنه عن عمار رضي الله عنه:
رواه الإِمام أحمد في الفضائل (2/ 868: 1625)، عن المطلب بن زياد، عن أبي إسحاق أنّ رجلًا وقع في عائشة رضي الله عنها فقال له عمار:
…
الحديث.
الوجه الخامس: عنه عن حميد بن عريب:
رواه ابن سعد في الطبقات (8/ 52)، عن عبد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إسحاق به، بنحوه.
الوجه السادس: عنه عن عريب بن حميد، عن حميد بن عريب: =
= رواه الطبراني في الكبير (23/ 40: 103)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن علي بن الجعد، عن زهير، عن أبي إسحاق، به ولفظه: كان رجل عند عليٍّ فتناول عائشة فقال له عمار: من ذا الذي يتناول زوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الجنة اسكت مقبوحًا.
قلت: والوجهان الخامس والسادس وهم من الراوي عن أبي إسحاق فإن الذي روى عنه أبو إسحاق هو عريب بن حُمَيد. (ينظر: التهذيب 7/ 191).
وأمّا بقية الوجوه غير الأول فهي ضعيفة والحمل فيها على أبي إسحاق لاختلاطه.
وأمّا الوجه الأول فهو الراجح عندي على أنه ضعيف كما تقدم ووجه ترجيح هذا الوجه أن شعبة سمع من أبي إسحاق قبل الاختلاط.
على أن بعض الحديث أصله في الصحيح كقوله: زوجته صلى الله عليه وسلم في الجنة فقد تقدم في تخريج الحديث رقم (4100)، أنه عند البخاري رحمه الله من حديث عمار رضي الله عنه.
وأمّا كونها كانت أحبّ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم إليه فله شواهد منها ما رواه الإِمام أحمد في الفضائل (873: 1639)، وفي المسند (6/ 349)، عن ذكوان مولى عائشة أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهي تموت
…
فذكر الحديث بطوله وفيه أنّ ابن عباس قال لها: كنت أحبُّ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن ليحبّ إلَّا طيبًا
…
الحديث.
والحديث في صحيح البخاري -كتاب التفسير- باب {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ
…
} الآية. البخاري مع الفتح (8/ 340: 4753)، وفيه أنه قال لها: زوجة رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ ينكح بكرًا غيرك ونزل عذرك من السماء
…
الحديث.
وروى الحديث أيضًا الحاكم في المستدرك (4/ 8)، وصححه ووافقه الذهبي.
ورواه أبو نعيم في الحلية (2/ 45).
4102 -
وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ:"حَمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على عاتقه والحبشة يلعبون الدِّرِكْلَة"(2).
(1) بغية الباحث (913: 999)، وقال في آخره: فقال: "يا عائشة، انظري لهؤلاء الحَبشَة كيف يلعبون".
وقال الهيثمي: ذكرته لذكر حمله صلى الله عليه وسلم.
(2)
الدِّركِلة بكسر الدال وفتح الراء وسكون الكاف ويروى بكسر الدال وسكون الراء وكسر الكاف وفتحها ويروى بالقاف عوض الكاف وهي ضرب من لعب الصبيان قال ابن دريد: أحسبها حبشية وقيل هو الرقص. (القاموس المحيط 3/ 387، والنهاية 2/ 114).
4102 -
درجته:
موضوع بهذا الإِسناد؛ لأن يحيى بن هاشم كذّاب كما تقدم. والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 63/ ب)، رواه الحارث بن أبي أُسامة، عن يحيى بن هاشم السمسار وهو ضعيف.
قلت: بل هو كذاب كما تقدم في ترجمته. والله أعلم.
تخريجه:
رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (خ3/ 324/ب)، من طريق الحارث به،
بنحوه، وزاد فيه: فقال: يا عائشة انظري هؤلاء الحبشة كيف يلعبون.
وهذا الحديث أصله في الصحيحين وغيرهما من طريق الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها.
رواه البخاري في كتاب المساجد -باب أصحاب الحراب في المسجد- البخاري مع الفتح (1/ 653: 454)، ولفظه:"رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يومًا على باب حُجرتي والحبشة يلعبون فِي الْمَسْجِدِ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه انظر إلى لعبهم".
ورواه أيضًا في المكان نفسه (ح 455)، مختصرًا.
وفي كتاب العيدين -باب الحراب والدَّرَق يوم العيد- (2/ 510: 950)، =
= ولفظه: قالت: وكان يومَ عيد يلعب فيه السُّودان بالدَّرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال: تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم فأقامني وراءَه خدّي على خدّه وهو يقول: دونكم يا بني أرْفِدة حتى إذا مَلِلْتُ قال: حسبك؟ قلت: نعم. قال: "فاذهبي".
وفي العيدين أيضًا -باب إذا فاته العيد- (2/ 550: 988).
وفي الجهاد والسّير -باب الدَّرق- (6/ 111: 2907).
وفي المناقب -باب قصة الحبش- (6/ 639: 3530).
وفي النكاح -باب حسن المعاشرة مع الأهل- (9/ 164: 5190).
وفي النكاح أيضًا -باب نظر المرأة إلى الحبش ونحوهم من غير ريبة- (9/ 248: 5236).
وأخرجه مسلم في صحيحه -كتاب صلاة العيدين- (608: 892: 17، 18، 19، 20، 21).
وأخرجه أحمد في المسند (6/ 84، 85 و 166، 270).
والنسائي في الكبرى -كتاب العيدين- باب اللعب في المسجد يوم العيد ونظر النساء لذلك (1/ 553: 1800). والله أعلم.
4103 -
وَقَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ (1): حَدَّثَتْنَا أُم عَمْرِو بِنْتُ حَسَّان عَجُوز صِدْقٍ قَالَتْ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ قَيْسٍ، وَهُوَ زوجُها، عَنْ أبيه قَالَ: إِنَّ عَائِشَةَ رضي الله عنها كَانَتْ تَقُولُ: لَا يبغِضُنِي إِنْسَانٌ فِي الدُّنْيَا إلَّا تَبَرَّأتُ منه (2) في الآخِرَة.
(1) لم أره في الزهد المطبوع.
(2)
في (عم): "عنه".
4103 -
درجته:
أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأنَّ سعيد بن يحيى لم أجد له ترجمة، وكذا أبوه لم يتبين لي من هو. والله أعلم.
تخريجه:
رواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 868: 1626)، به بنحوه لكن قال فيه: لا ينتقصني إنسان
…
إلخ.
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 432، 433)، عن أبي الحسن أحمد بن محمَّد الزعفراني المؤدب، عن الحسن بن هارون الضبي، عن الحسين بن إسماعيل، عن علي بن مسلم، عن أم عمر بنت حسان به، بنحو لفظ أحمد في الفضائل.
4104 -
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ (1): قَرَأْتُ عَلَى أَبِي، عَنْ محمَّد بْنِ عُبَيْدٍ، عَنْ هَارُونَ الْبَرْبَرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيد بْنِ عُمَير، قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ بَعْدَ وَفَاةِ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَسَأَلَهُ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: كَيْفَ رَأَيْتَ وَجْدَ النَّاس عَلَيْهَا؟ قَالَ: وَاللَّهِ مَا اشْتَدَّ وجَدْهُم كُلَّ ذَاكَ. قَالَ عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ: إِنَّمَا يحزن على عائشة رضي الله عنها من كانت له أُمًّا.
(1) العلل ومعرفة الرجال (1/ 419: 2752).
4104 -
درجته:
صحيح بهذا الإِسناد إن ثبت سماع عبد الله بن عبيد من أبيه، والله أعلم.
تخريجه:
أخرجه ابن سعد في الطبقات (8/ 62)، عن يعلي بن عبيد، عن هارون، به بلفظ: قدم رجل فسأله أَبِي: كيف كان وجد الناس على عائشة؟ فقال: كان فيهم وكان.
قال: أما إنه لا يحزن عليها إلَّا من كانت أمه.
ورواه أيضًا في المكان نفسه عن محمَّد بن عبيد، عن هارون، به، بلفظه.
4105 -
وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ (1): حَدَّثَنَا زَمْعَةُ هُوَ ابْنُ صَالِحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي مُلَيْكَةَ يَقُولُ: سَمِعَتْ أُمُّ سلمةَ رضي الله عنها الصَّرْخَةَ على عائشة رضي الله عنها فأرسلت جارِيَتَها انْظُرِي مَا صَنَعَتْ. فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: قَدْ قَضَتْ. فَقَالَتْ: يرحَمُها اللَّهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ كَانَتْ أحبَّ النَّاسِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَّا أباها.
(1) مسند الطيالسي (224: 1613).
4105 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف زمعة بن صالح.
قال البوصيري (3/ 63/ أ): رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح، وله شاهد من حديث ابن عباس.
قلت: بل فيه زمعة وهو ضعيف كما تقدم، والله أعلم.
تخريجه:
رواه من طريقه أبو نعيم في الحلية (2/ 44)، عن عبد الله بن جعفر، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ به، بنحوه.
ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 13، 14)، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن محمَّد بن سنان القزاز، عن أبي عامر العقدي، عن زمعة، به، بنحوه.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
قال الذهبي: قلت: فيه زمعة بن صالح وما روى له إلَّا مسلم مقرونًا بآخر معه.
والحديث له شاهد أخرجه البخاري ومسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه وَلَفْظُهُ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال: فأتيته فقلت:
أيُّ الناس أحب إليك؟ قال: عائشة. فقلت من الرجال؟ قال: أبوها. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر بن الخطاب فعدّ رجالًا. =
= رواه البخاري في فضائل الصحابة- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذًا خليلًا" البخاري مع الفتح (7/ 22: 3662).
وفي المغازي- باب غزوة ذات السلاسل (7/ 673: 4358).
ورواه مسلم في فضائل الصحابة- باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه (خ 2384).
وعليه، فهذا الحديث صحيح لغيره لشاهده الذي في الصحيح، والله أعلم.
وحديث ابن عباس رضي الله عنه الذي أشار إليه البوصيري تقدم في تخريج الحديث رقم (4100).
4106 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَان، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَفْوَانَ وآخرُ مَعَهُ أَنَّهُمَا أَتَيَا عائشة رضي الله عنها فقالت رضي الله عنها: يا فلان، هل سمعت حديث حفصة رضي الله عنها؟ قال: نعم يا أم المؤمنين. فقال عبد الله ابن صفوان رضي الله عنه: وما ذاكِ يا أمَّ المؤمنين؟ قالت رضي الله عنها: فيَّ تِسْعٌ لَمْ تَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنَ النساء إلَّا ما آتى الله عز وجل مريم ابنة عمران رضي الله عنها، وَاللَّهِ مَا أَقُولُ هَذَا أَنِّي أَفْتَخِرُ عَلَى أَحَدٍ مِنْ صَوَاحِبَاتي.
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صفوان رضي الله عنه: وما هنَّ يا أم المؤمنين؟.
قالت رضي الله عنها: نزل المَلَك بصورتي، وتزوَّجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين، وأهديت له صلى الله عليه وسلم لِتِسْعٍ، وتزوَّجني صلى الله عليه وسلم بِكْرًا لَمْ يُشْرِكْهُ فيَّ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، وأتاه صلى الله عليه وسلم الْوَحْيُ وَأَنَا وإيَّاه فِي لِحَافٍ وَاحِدٍ، وَكُنْتُ أحب النساء إليه صلى الله عليه وسلم، ونزل فيَّ آيات من القرآن كادت الأمة أن تَهْلِك فيهنَّ، ورأيت جبريل عليه الصلاة والسلام ولم يره أحد من نسائه صلى الله عليه وسلم غيري، وقبض صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي لَمْ يكن أحدٌ غيرُ المَلَك وأنا.
4106 -
درجته:
أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد لحال عبد الرحمن بن أبي الضحاك وعبد الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ فلم يتبين لي حالهما، والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 63/ أ)، ولم يعزه لابن أبي شيبة بل للحميدي وابن أبي عمر وأبي يعلى؛ ولم أره في مسند الحميدي.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 244): رواه الطبراني ورجال أحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح. =
= تخريجه:
هذا الحديث مداره على إسماعيل بن أبي خالد واختلف عليه في إسناده على أربعة أوجه:
الوجه الأول: عنه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عبد الرحمن بن زيد بن جدعان، عن عبد الله بن صفوان كما رواه أبو بكر بن أبي شيبة في المسند.
ورواه أيضًا في المصنف (12/ 129: 12328)، به بنحوه.
ورواه عنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 402: 3036)، به، بنحوه لكن فيه. قالت: خلال فيّ سبع. وقالت: نزل الملك بعذري، بدل بصورتي.
الوجه الثاني: عنه، عن عبد الرحمن بن الضحاك، عن عبد الله بن صفوان: رواه الحاكم في المستدرك (4/ 10)، عن أبي بكر محمَّد بن أحمد بن بالويه، عن موسى بن هارون، عن أبي الخطاب زياد بن يحيى الغساني، عن مالك بن سعير، عن إسماعيل، به، بنحوه.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
وأقره الذهبي.
الوجه الثالث: عنه، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عبد الرحمن بن محمَّد بن زيد، عن عائشة رضي الله عنها:
رواه الطبراني في الكبير (23/ 31: 77)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة، عن عبد الرحيم، عن إسماعيل، به، بنحوه وقال: خلال فيّ سبع.
ورواه أيضًا في المكان نفسه عن موسى بن هارون، عن خلف بن هشام البزّار، عن أبي شهاب، عن إسماعيل، به، بنحوه.
وذكر البخاري رحمه الله هذا الوجه في التاريخ الكبير (5/ 345) عن محمَّد بن بشر العبدي، عن إسماعيل، به.
الوجه الرابع: عنه، عن ابن أَبِي الضَّحَّاكِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ محمَّد بن =
= جبير بن مطعم:
ذكره البخاري في التاريخ الكبير (5/ 345)، عن سعيد بن سليمان، عن عبّاد بن عوام، عن إسماعيل، به.
ولم يترجح عندي شيء من هذه الأوجه الأربعة.
والحديث له متابعات منها ما يأتي في الحديث الذي بعده وإن كان ضعيفًا لكنهما يرتقيان ببعضهما إلى رتبة الحسن لغيره.
وله متابعات أخرى منها ما رواه ابن سعدٍ في الطبقات (8/ 50)، من طريق عِيسَى بْنُ مَيْمُونٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ محمَّد، عن عائشة رضي الله عنها قالت: فضِّلت عَلَى نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعشر فذكر الحديث بنحوه وفيه: قالت: ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري
…
وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري
…
الحديث.
وعيسى بن ميمون المدني قال عنه الحافظ في التقريب (441: 5335): ضعيف.
وروى ابن سعد أيضًا في الطبقات (8/ 51) والطبراني في الكبير (23/ 29: 74)، من طريق أبي عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ عائشة رضي الله عنها قالت:"أعطيت خصالًا ما أعطيتها امرأة" فذكر نحوه.
وعبد الملك بن عمير معروف بالتدليس كما في ترجمته، ولم أجد من نص على سماعه من عائشة رضي الله عنها.
وروى الطبراني في الكبير (23/ 30: 75)، من طريق عبد الله بن بزيع عن أبي حنيفة، عن أبي إسحاق الشيباني، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: "أعطيت سبعًا لم يعطها نساء النبي صلى الله عليه وسلم
…
"، فذ نحوه.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 245): وفيه من ضعّف.
قلت: عبد الله بن بزيع قال عنه الدارقطني: ليّن ليس بمتروك، وقال ابن عدي: =
= ليس بحجة وهو قاضي تستر وعامة أحاديثه ليست بمحفوظة. (ينظر: الميزان 3/ 110).
فالحاصل: أن هذه المتابعات لا تخلو على انفرادها من ضعف لكنها بمجموعها ترتقي إلى رتبة الحسن.
على أن لأكثر هذه الأمور التي ذكرت أصلًا وشاهدًا في الصحيح كمجيء الملك بصورتها رضي الله عنها فقد تقدم أنه في الصحيح من حديث عائشة رضي الله عنها.
(ينظر: تخريج الحديث رقم (4098)[3]).
وكذا بناء النبي صلى الله عليه وسلم بها وهي بنت تسع. (ينظر: الموضع السابق أيضًا).
وأما كونه لم ينكح بكرًا غيرها رضي الله عنها ونزول عذرها من السماء فقد ثبت في حديث ابن عباس رضي الله عنهما عندما دخل على عائشة رضي الله عنها وهي في حال الموت وأثنى عليها فذكر هذين الأمرين وذكر أيضًا كونها أحب النساء إليه صلى الله عليه وسلم.
(ينظر: تخريج الحديث رقم 4101).
وأما نزول الوحي عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي لحافها فهو ثابت في البخاري - كتاب فضائل الصحابة -باب فضل عائشة رضي الله عنها البخاري مع الفتح (7/ 134: 3775)، في حديث عائشة رضي الله عنها الطويل، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم سلمة رضي الله عنها:"يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".
وأما نزول آيات من القرآن تتلى في براءتها رضي الله عنها فهذا ثابت في حديث الإفك الطويل الذي أخرجه البخاري في الشهادات -باب تعديل النساء بعضهن بعضًا- البخاري مع الفتح (5/ 319: 2661)، وفي المغازي باب حديث الإفك (7/ 496: 4141، وفي تفسير سورة النور باب:{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ} (8/ 306: 4750).
وأخرجه مسلم في التوبة- باب حديث الإِفك (ح 2770). =
= وأما رؤيتها لجبريل عليه الصلاة والسلام فالذي في الصحيح أنه رد عليها السلام:
أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب فضل عائشة رضي الله عنها البخاري مع الفتح (7/ 133: 3768)، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا: "يا عائش هذا جبريل يقرئك السلام". فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ترى ما لا أرى، أُرِيدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ".
وَرَوَاهُ أيضًا في بدء الخلق، باب ذكر الملائكة (6/ 352: 3217).
وفي الأدب، باب من دعا صاحبه فنقص من اسمه حرفًا (10/ 597: 6201).
وفي الاستئذان، باب تسليم الرجال على النساء (11/ 35: 6249).
وأيضًا باب إذا قال فلان يقرئك السلام (11/ 40: 6253).
ورواه مسلم في فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة رضي الله عنها (ح 2447)
وكونه صلى الله عليه وسلم قبض في بيتها ثابت أيضًا في الصحيح.
أخرجه البخاري في فضائل الصحابة -باب فضل عائشة رضي الله عنها (7/ 134: 3774).
ورواه مسلم في فضائل الصحابة، باب فضل عائشة رضي الله عنها (ح 2443).
وعليه فأكثر الحديث له أصل أو شاهد في الصحيح فما كان له أصل أو شاهد فهو صحيح لغيره، والله أعلم.
4107 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ الشَّيْبَاني، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ جَدَّتِهِ، عن عائشة رضي الله عنها قالت (2): أُعْطِيتُ تِسْعًا ما أعطيهنَّ (3) امْرَأَةٌ إلَّا مَرْيَمَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ فَقَالَتْ: وَإِنْ كَانَ الْوَحْيُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ وَهُوَ فِي أَهْلِهِ متفرقون عنه، وإن كان لينزل عليه صلى الله عليه وسلم وَأَنَا مَعَهُ فِي لِحَافِهِ، وَإِنِّي لَابْنَةُ خَلِيفَتِهِ وصدِّيقه، لَقَدْ خُلِقْتُ طيِّبة وَعِنْدَ طيِّب، وَلَقَدْ وُعِدت مغفرةً ورزقًا كريمًا.
(1) مسند أبي يعلى (4/ 336:4606)، وقال فيه: "ثنا بشر، ثنا أبو حفص عمر
…
إلخ".
(2)
في (عم): "قال".
(3)
في (عم): "ما أعطيتهن".
4107 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد؛ لضعف علي بن زيد بن جدعان وفيه أيضًا أبو جعفر، وجدة علي بن زيد لم تبين لي من هما.
وقد سكت عنه البوصيري كما تقدم
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 244): رواه أبو يعلى وفي الصحيح وغيره بعضه وفي إسناد أبي يعلى من لم أعرفهم.
تخريجه:
رواه الطبراني في الكبير (23/ 30: 76)، عن محمَّد بن السريّ بن سهل القنطري عن بشر بن الوليد، به، بنحوه.
والحديث يرتقي بالذي قبله وأكثره له أصل أو شاهد في الصحيح. (ينظر: تخريج الحديث السابق)، والله أعلم.
(192)
وحديث ذكوان مولى عائشة رضي الله عنها فِي قصَّة الدُّرْجِ الَّذِي بَعَثَ بِهِ عُمَرُ رضي الله عنه إِلَيْهَا لِحُبِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهَا يَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى في الفتوح العُمَرِيَّة (1).
(1) الحديث في كتاب الفتوح- باب ما وقع في خلافة عمر رضي الله عنه من الفتوح، وسيأتي برقم (4369).
ولفظه عن ذكوان مولى عائشة إنَّ دُرْجًا أَتَى بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فنظر إليه أكثر أصحابه فلم يعرفوا قيمته فقال: أتاذنون أن أبعث به إلى عائشة لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها؟ قالوا: نعم. فأتى به عائشة ففتحته فقيل: هذا أرسل به إليك عمر بن الخطاب. فقالت: ماذا فتح على ابن الخطاب بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم لا تبقني لعطية قابل.
وعزاه لأبي يعلى.
والحديث في المستدرك (4/ 8) وقال عنه الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد على شرط الشيخين إذا صح سماع ذكوان أبي عمرو ولم يخرجاه.
قال الذهبي: قلت: فيه إرسال.
والدُّرْج: بضم فسكون السفط وعاء الجوهر والجمع أدراج ودِرَجَة. ينظر: (لسان العرب: 2/ 269: درج).