الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
109 - ذكر أُمِّ مالك الأنصارية رضي الله عنها
4126 -
قال أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيلٍ، عَنْ عَطَاءِ ابن السَّائِبِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ جَعْدَة، عَنْ رَجُلٍ حدَّثه، عَنْ أُمِّ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيَّةِ رضي الله عنها قال: جاءت أم مالك رضي الله عنها بِعُكَّةِ (1) سَمْنٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بلالًا رضي الله عنه فعصرها ثم رفعها إليها فرجعت فإذا هي مملوءة سمنًا. فَأَتَيْتُ فَقُلْتُ: نَزَلَ فيَّ شَيْءٌ يَا رَسُولَ الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: "وَمَا ذاكِ يَا أمَّ مَالِكٍ؟ ". قَالَتْ: رَدَدْتَ عليَّ هديَتي!. قَالَ: فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِلَالًا رضي الله عنه فَسَأَلَهُ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَقَدْ عَصَرتُها حَتَّى استحيَيْت فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هنيئًا لك يا أمَّ مالك، هذه بركةٌ عجَّل الله لك ثوابها".
(1) العُكّة: وعاء من جلود مستديرة تختص بالسمن والعسل وهي بالسمن أخص. (النهاية 3/ 284).
4126 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن سماع محمَّد بن فضيل من عطاء بن السائب كان بعد اختلاطه، ثم إن فيه رجلًا لم أتمكن من تعيينه.
وقد سكت عنه البوصيري. =
= وقال الهيثمي في المجمع (8/ 312): وفيه راوٍ لم يسمّ وعطاء بن السائب اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه:
رواه عنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 177: 3405)، به بنحوه، لكن قال:"هذه بركةٌ والله عُجِّل ثوابُها"، وزاد: ثُمَّ عَلَّمَهَا أَنْ تَقُولَ فِي دُبًرِ كَلِّ صلاة: سُبْحَانَ اللَّهِ عَشْرًا، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَشْرًا، وَاللَّهُ أكبر عشرًا.
ورواه من طريقه الطبراني في الكبير (25/ 145: 351)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن أبي بكر، به، بنحوه، وذكر التسبيح أيضًا.
ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (ح3/ 388/ ب)، عن عبد الله بن محمَّد، عن أبي بكر، به، بنحوه، وذكر التسبيح.
وذكره ابن الأثير ني أسد الغابة (7/ 389)، من طريق ابن أبي عاصم، به، بنحوه.
وعزاه الحافظ في الإِصابة (4/ 470)، لابن أبي خيثمة من طريق عطاء مقتصرًا على آخره.
ومعنى الحديث في الجملة ثابت في صحيح مسلم -كتاب الفضائل- باب معجزات النبي صلى الله عليه وسلم (ح 2280) عن جابر رضي الله عنه أن أم مالك كانت تهدي للنبي صلى الله عليه وسلم في عكة لها سمنًا فيأتيها بنوها فيسألون الأدم وليس عندهم شيء فتعمد إلى الذي كانت تهدي فيه للنبي صلى الله عليه وسلم فتجد فيه سمنًا فما زال يقيم لها أدم بيتها حتى عصرته فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "عصرتيها"؟ قالت: نعم. قال: "لو تركتيها ما زال قائمًا". ولم يذكر التسبيح فيه، والله أعلم.
110 -
بَابُ (1): فَضْلِ قُرَيْشٍ (2)
(194)
تَقَدَّمَ فِي أَوَّلِ كِتَابِ الخلافة والإِمارة أحاديث (3) من هذا.
(1) في (عم): "ذكر فضل قول".
(2)
قول هم ولد النضر بن كنانة بن فهو بن مالك بن النضر، والنضر هو الذي يسمى قريشًا قيل: من التقرش وهو التجارة، وقيل: سميت بقريش بن مخلد بن غالب بن فهر وكان صاحب عيرهم، وقيل: الصحيح أنها سميت لاجتماعها من قولهم: فلان يتقرش مال فلان، أي: يجمعه شيئًا إلى شيء، وقيل غير ذلك في سبب تسميتهم.
وتنقسم قول إلى: قول البطاح، وينزلون بين أخشبي مكة، وقريش الظواهر وينزلون خارج الشعب.
قام قصي بن كلاب بجمع قريش، فحصل بينهم وبين خزاعة قتال كثير تولت على إثره قريش البيت فتملك عليهم وعلى مكة قصيّ.
لقريش في الجاهلية أيام مشهورة مثل يوم الفجار ويوم العنب ويوم نكيف، وكانوا يسمون في الجاهلية الحمس، من قبائلهم المشهورة في الإِسلام: بنو الحارث بن فهر، وبنو خزيمة، وبنو عائذ، وبنو سامة، وبنو جمح، وبنو مخزوم، وبنو المطلب، وبنو أمية، وغيرهم.
ويطلق اسم قريش في الوقت الحاضر على تلك القبيلة، وعلى فروع من ثقيف بجهات الطائف.
ينظر: المعارف (40)، الأنساب (4/ 470)، معجم البلدان (4/ 382)، تهذيب الأسماء واللغات (2/ 292)، البداية والنهاية (2/ 185)، تاريخ ابن خلدون (2/ 324)، القاموس المحيط (2/ 294)، فتح الباري (6/ 617)، تاج العروس (4/ 337)، معجم قبائل العرب (3/ 947).
(3)
كتاب الخلافة والإمارة، باب الخلافة في قول ابتداءً من رقم (2101)، وهي في المجرَّدة (2/ 204: 2051) فما بعده.
4127 -
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قيس رضي الله عنه قال: كنت أسمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يَقُولُ: لَا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِنْ قُرَيْشٍ فِي بابِ إلَّا دَخَلَ مَعَهُ نَاسٌ. وَلَا أَدْرِي ما تأويل قوله حتى طُعِن عمرُ رضي الله عنه فأمر صُهَيبًا رضي الله عنه أن يصلِّي بالناس (1)، وأمر أَنْ يَجْعَلَ لِلنَّاسِ طَعَامًا
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَدْ مضى في الجنائز (2).
(1) في (عم): "ثلاثًا".
(2)
كتاب الجهاد، باب صنعة الطعام لأهل الميت (المجرَّدة 1/ 198: 709) ولم يسقه هناك كاملًا وإنما زاد على هذا قوله: فلما رجعوا من الجنازة جاؤوا وقد وضعت الموائد فأمسك الناس عنها للحزن الذي هم فيه فجاء العباس بن عبد المطلب فقال: يا أيها الناس قد مات
…
وقد راجعت المخطوطة (النسخة المحمودية ل 29/ب) فلم أجده هناك كلاملًا بل أحال عليه في مناقب عمر رضي الله عنه ولم أجده فيها أيضًا.
4127 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف علي بن زيد.
تخريجه:
لم أقف عليه.
4128 -
[1] وقال الحارث: حدّثنا أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا طَلْحَةُ هُوَ ابْنُ عَمْرٍو، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قال رسول الله: فَذَكَرَ حَدِيثًا وَفِيهِ: "وَلَوْلَا أَنْ تَبْطَر قُرَيْشٌ لأخبرتُها بالذي لها عند الله عز وجل، اللَّهُمَّ إنَّك أذقتَ أوَّلَها نَكَالًا فأَذِق آخِرَها نَوالًا".
4128 -
[1] درجته:
ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن طلحة بن عمرو الحضرمي متروك كما تقدم.
وقد عزاه البوصيري للحارث وأبي يعلى وعزا أوله للترمذي وسكت عنه (3/ 76/ ب).
وقال الهيثمي في المجمع (3/ 286): روى الترمذي بعضه، رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
قلت: بل فيه طلحة بن عمرو وهو متروك كما تقدم.
4128 -
[2] وقال أبو يعلى (1): حدّثنا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا محمَّد بْنُ عُبَيْدٍ، ثنا طلحة بهذا.
(1) مسند أبي يعلى (3/ 139: 2654) ووقع فيه عن طلحة، عن ابن عباس وأول الحديث: قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة قال: "أما والله لأخْرُجُ مِنْكِ وإني أعلم أنك أحب بلاد الله إليَّ وأكرمه على الله ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت يا بني عبد مناف إن كنتم ولاة هذا الأمر من بعدي فلا تمنعوا طائفًا ببيت الله ساعة من ليل ولا نهار ولولا أن تطغى قريش
…
".
4128 -
[2] درجته:
ضعيف جدًا بهذا الإِسناد أيضًا لحال طلحة بن عمرو، والله أعلم.
تخريجه:
أخرج الترمذي قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أذقت أول قريش نكالًا فأذق آخرها نوالًا" في كتاب المناقب -مناقب الأنصار وقريش- (5/ 374: 3999) عن أبي كريب عن أبي يحيى الحماني، عن الأعمش، عن طارق بن عبد الرحمن، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما.
قال الإِمام الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
ورواه أيضًا عن عبد الوهاب الوراق عن يحيى بن سعيد الأموي عن الأعمش، به، بنحوه.
قلت: وفيه طارق بن عبد الرحمن الأحمسي ضعفه أحمد ووثقه غيره. (ينظر: التهذيب 5/ 5).
وقال عنه الحافظ في التقريب (281: 3003): صدوق لي أوهام.
وعليه، فهذا الشطر من الحديث له أصل حسن.
وأما الشطر الأول وهو قوله صلى الله عليه وسلم: "لولا أَنْ تَبْطَرَ قُرَيْشٌ لَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي لَهَا عِنْدَ الله عز وجل" فله أصل أيضًا من حديث معاوية رضي الله عنه أخرجه الإِمام =
= أحمد في المسند (4/ 101)، وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 169: 12437) ولفظه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي هَذَا الْأَمْرِ خِيَارُهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ خِيَارُهُمْ فِي الإِسلام إِذَا فَقُهُوا، والله لولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لخيارها عند الله".
وإسناده صحيح، والله أعلم.
4129 -
وقال الطيالسي (1): حدّثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ [النَّّضْر بْنِ [حُمَيد](2) الكِنْدِي أو العَبْدِيّ عن أبي الْجَارُودِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"لا تسبُّوا قريشًا فإن عِلْم عَالِمَهَا يَمْلَأُ الْأَرْضَ عِلْمًا، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أول قريش نكالًا (3) عقابًا أو وبالًا فأذِق آخرَها نوالًا".
(1) مسند الطيالسي (39، 40: 309).
(2)
في الأصل و (عم) ومسند الطيالسي: "النضر بن معبد
…
عن الجارود"، والصحيح ما أثبت ويحتمل أيضًا أن يكون النضر حدث عن أبي الأحوص مباشرة بدون واسطة فإن النضر سمع من أبي الأحوص. (وانظر: تهذيب الكمال 22/ 446) ولعل المراد هنا عن النضر
…
أبي الجارود فإنها كنيته كما تقدم في ترجمته، والله أعلم.
(3)
سقط لفظ "نكالًا"، من (عم).
4129 -
درجته:
موضوع بهذا الإِسناد؛ لأن أبا الجارود كذاب كما تقدم، والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 76/ أ): رواه أبو داود الطيالسي بسند ضعيف لضعف نضر بن معبد لكن له شاهد عن ابن عباس رواه الترمذي وصححه.
قلت: النضر هو ابن حميد كما تقدم وهو متروك ولكن أبا الجارود كذاب فالحديث موضوع لا يرتقي.
تخريجه:
رواه ابن أبي عاصم في السنة (انظر: 2/ 637: 1522) عن محمَّد بن عبد الله، عن جعفر بن سليمان، به، بنحوه.
ورواه العقيلي في الضعفاء (4/ 289) عن بشر بن موسى، عن خالد بن أبي يزيد القرني، عن جعفر بن سليمان، به، بنحوه، وزاد في آخره: ولا يعجبنك رحب الذراعين بالدم فإن له عند الله عز وجل قَاتِلًا لَا يَمُوتُ وَلَا يُعْجِبَنَّكَ امْرُؤٌ كَسَبَ مالًا من حرام فإن أنفق منه لم يتقبل منه وإن أمسكه لم يبارك له فيه، وإن مات كان =
= زاده إلى النار. ثم قال العقيلي: ولا يتابع عليه إلَّا من طريق يقاربه.
ورواه الدارقطني في المعرفة كما في الكنز (33876).
وآخر الحديث له أصل ضعيف مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 637: 1523). ولفظه: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللهم أهد قريشًا فإن علم عالمها يملأ طباق الأرض".
وفيه عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ حَمْزَةَ. قال عنه الحافظ في التقريب (358: 4111): ضعيف ولم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش.
4130 -
حدّثنا (1) مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ، ثنا مُجَالِدٌ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ، قَالَ: قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: "انْظُرُوا قُرَيْشًا فاسمعوا قولهم ودعوا فعلهم".
(1) مسند الطيالسي (164: 1185).
4130 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف مجالد بن سعيد.
وقد ضعف البوصيري إسناده لضعف مجالد (3/ 76/ أ).
وسيأتي أن الحديث غلط بهذا الوجه وإنما هو عن عامر بن شهر رضي الله عنه.
تخريجه:
هذا الحديث اختلف على الشعبي رحمه الله في إسناده على وجهين:
الوجه الأول: عنه، عن معمر بن عبد الله بن نضلة كما هنا.
قال أبو حاتم في العلل (2/ 362): هذا غلط إنما هو الشعبي عن عامر بن شهر، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الوجه الثاني: عنه عن عامر بن شهر رضي الله عنه:
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 231: 19563) عن محمَّد بن بشر، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مجالد، عن الشعبي، به، بلفظ: سَمِعْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كلمة وسمعت من النجاشي كَلِمَةً سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "انظروا قريشًا فاسمعوا قولهم وذروا فعلهم" وكنت عند النجاشي إذ جاءه ابن له من الكتاب فقرأ آية من الإِنجيل ففهمتها فضحكت فقال: مم تضحك؟ أتضحك من كتاب الله عز وجل؟ أما والله إنها لفي كتاب الله تعالى الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم إن اللعنة تكون في الأرض إذا كان أمراؤها الصبيان.
ورواه عنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 375: 2416)، به، بنحوه. =
=ورواه أيضًا في السنة (2/ 641: 1543)، به، بلفظ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: "انظروا قريشًا واسمعوا قولهم وذروا فعلهم".
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 140) من طريق محمَّد بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، به، مقتصرًا على قوله:"انظروا قريشًا فاسمعوا من قولهم وذروا فعلهم".
ورواه الإِمام أحمد في المسند (4/ 260) عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ مجالد، به، بلفظ:"خذوا من قريش ودعوا فعلهم".
ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (4/ 205) من طريق مجالد، به، بنحوه.
ورواه ابن سعد في الطبقات (6/ 104) عن أبي أسامة عن مجالد، به، ولفظه: كانت همدان قد تحصنت في جبل الحقْل من الحَبَش قد منعهم الله به حتى جاءت همدانَ أهلُ فارس فلم يزالوا لهم محاربين حتى هرّ القوم الحرب وطال عليهم الأمر وخرج عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالت لي همدان: يا عامر بن شهر إنك قد كنت نديمًا للملوك منذ كنت فهل أنت آتى هذا الرجل ومرتادًا لنا؟، فإن رضيت لنا شيئًا قبلناه، وإن كرهت لنا شيئًا كرهناه. قلت: نعم. فجئت حتى قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فجلست عنده فجاءه رهط فقالوا: يا رسول الله أوصنا. قال: أوصيكم بتقوى الله وأن تسمعوا من قول قريش وتدعوا فعلهم.
قال: فاجتزأت بذلك والله من مسألته ورضيت قوله، ثم بدا لي أن لا أرجع إلى قومي حتى أمر بالنجاشي وكان لي صديقًا فمررت به فبينا أنا جالس عنده إذ مر به ابن له صغير فاستقرأه لوحًا معه فقرأه الغلام فضحكت فقال النجاشي: مم ضحكت؟ قلت: مما قرأ هذا الغلام قبل. قال: فإنه والله مما أنزل على لسان عيسى بن مريم: إن اللعنة تكون في الأرض إذ كان أمراؤها الصبيان
…
وذكر بقية الحديث.
ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (خ 2/ 98/ب) من طريق مالك بن إسماعيل عن جعفر ابن زياد، عن بيان أبي بشر عن الشعبي، به، بنحو، لفظ ابن أبي شيبة. =
=وتقدم أن مجالدًا ضعيف لكن في رواية عند الإِمام أحمد في المسند (3/ 428) جاء مقرونًا فقال: حدّثنا أبو النضر عن أبي سعيد المؤدب محمَّد بن مسلم، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ وَمُجَالِدٍ، عَنِ الشعبي، عن عامر، بنحو لفظ ابن أبي شيبة.
ومحمد بن مسلم المؤدب قال عنه الحافظ في التقريب (507: 6298): صدوق يهم.
ومجالد مقرون بإسماعيل بن أبي خالد، وهو ثقة، وبقية رجال السند ثقات.
وعليه، فالحديث حسن بهذا الإِسناد.
وقد روى الإِمام أحمد الحديث أيضًا في المسند (4/ 260) عن أسود بن عامر، عن شريك، عن إسماعيل، عن عطاء، عن عامر بن شهر، بنحوه.
وهذا فيما يظهر خطأ من شريك بن عبد الله فقد جعل عطاء مكان الشعبي وشريك اختلط في آخر عمره كما تقدم في ترجمته.
وعليه، فالحديث حسن، والوجه الثاني هو الصحيح، وأما الوجه الأول فغلط كما تقدم.
وقد صحح الشيخ الألباني الحديث بهذا الوجه أيضًا. (ينظر: السلسلة الصحيحة: 1577).
4131 -
[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّريِّ، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَة، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اطْلُبُوا القُوَّةَ وَالْأَمَانَةَ فِي الْأَئِمَّةِ مِنْ قُرَيش، فإنَّ قَويّ قُرَيْشٍ له فَضْلان على أقوى مَنْ سِوَاهُمْ، وَإِنَّ أَمِينَ قُرَيْشٍ لَهُ فَضْلَانِ على أمين من سواهم".
1431 -
[1] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وقد عزاه البوصيري لابن أبي عمر وأبي يعلى وقال: بسند فيه علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف. (3/ 76/ أ).
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 29): رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وإسناده حسن.
4131 -
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُمَر الوَكِيْعِيّ، ثنا مُؤَمَّلٌ، ثنا حماد، به.
(1) مسند أبي يعلى (6/ 66: 6438)، ووقع فيه أحمد بن عثمان الوكيعي.
4130 -
[2] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا لضعف علي بن زيد، والله أعلم.
وتقدم كلام البوصيري وكذا الهيثمي.
تخريجه:
رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (7/ 6: 3933) عن إبراهيم بن أحمد الوكيعي، عن أبيه، عن مؤمل، به، بنحوه.
ولبعض الحديث شاهد من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه.
أخرجه الإِمام أحمد في المسند (4/ 81، 83) بسند صحيح ولفظه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن للقرشي مثل قوة رجلين من غير قريش" قيل للزهري: ما عني بذلك؟ قال في نبل الرأي.
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 168: 12435).
والحاكم في المستدرك (4/ 72) في فضائل القبائل، فضائل قريش وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وأقره الذهبي.
وعليه، فإن قول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الحديث "فإن قوي قريش
…
" إلخ. يرتقي إلى رتبة الصحيح لغيره لهذا الشاهد، والله أعلم.
4132 -
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ السَّريِّ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عن زُرَارَة [بن أَوْفى](1) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:"النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ، خِيَارُهُمْ تَبَعٌ لِخِيَارِهِمْ وشرارهم تبع لشرارهم".
(1) في (مح) و (عم): "ابن أبي أوفى"، والصحيح ما أثبت، والله أعلم.
4132 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف علي بن زيد بن جدعان.
وقد ضعفه البوصيري إسناده لضعف علي بن زيد (3/ 76/ أ).
تخريجه:
أما قول النبي صلى الله عليه وسلم: " (الناس تبع لقريش" فهو في الصحيحين مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: رواه البخاري في كتاب المناقب -باب قول الله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ....} الآية- البخاري مع الفتح (6/ 608: 3495).
ورواه مسلم في صحيحه -كتاب الإِمارة- باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش (ح 1818). لكن لفظه في الصحيحين: "تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم".
ولذا ذكره الحافظ هنا.
وقد رواه بهذا اللفظ الذي هنا مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
أبو بكربن أبي شيبة في المصنف (12/ 168: 12434) عن يعلي بن عبيد، عَنْ محمَّد بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ورواه من طريقه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 635: 1511) عن أبي بكر، به، بلفظ:"الناس تبع لقريش في الخير والشر". =
=وإسنادهما حسن.
والحديث قد أخرجه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه في المكان السابق (ح 1819)، ولفظه:"الناس تبع لقريق في الخير والشر".
وعليه، فحديث أبي هريرة رضي الله عنه بهذا اللفظ صحيح، والله أعلم.
4133 -
وقال أبو بكر: حدّثنا عَبْدُ الأَعلى، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهري، عَنْ سهل بن أبي حَثْمَةَ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "تَعَلَّمُوا مِنْ قُرَيش وَلَا تُعَلِّمُوها (1)، وَقَدِّمُوا قُرَيْشًا وَلَا تؤخِّروها فَإِنَّ للقُرَشي قوَّةُ الرَّجُلَيْنِ مِنْ غَيْرِ قُرَيْشٍ".
(1) قال عبد الرؤوف المناوي في فيض القدير (3/ 255): "تعلموا من قريش ولا تعلموها" الشجاعة أو الرأي الصائب والحزم الثابت والقيام بعظائم الأمور ومهمات العلوم فإنها بها عالمة.
وقال في موضع آخر (4/ 512): فإنهم -يعني قريشًا- المخصوصون بالأخلاق الفاضلة والأعمال الكاملة وكانوا قبل الإسلام طبيعتهم قابلة للفضائل والفواضل والخيور الهوامل لكنها معطلة عن فعله ليس عندهم علم منزل من السماء ولا شريعة موروثة عن نبي ولا هم مشتغلون بالعلوم العقلية المحضة من نحو حساب وطب، إنما علمهم ما سمحت به قرائحهم من نحو شعر وبلاغة وفصاحة وخطب، فلما بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى أخذوه بعد المجاهدة الشديدة والمعالجة على نقلهم عن عادتهم الجاهلية وظلماتهم الكفرية بتلك الفطرة الجيدة السنية والقريحة السوية المرضية فاجتمع لهم الكمال بالقوة المخلوقة فيهم والكمال المنزل إليهم كأرض جيدة في نفسها لكنها معطلة عن الحرث أو ينبت بها شوك فصارت مأوى الخنازير والسباع فإذا طهرت عن المؤذي وزرع فيها أفضل الحبوب والثمار أنبتت من الحرث ما لا يوصف مثله. اهـ.
وقال في الموضع الأول: "فإن للقرشي قوة رجلين من غير قريش" فعلم أن المراد القوة العلمية والقوة في الشجاعة والرأي كما تقرر، وهو بدل على أن المرإد بالتقديم التقديم للإمامة العظمى والإمارة. اهـ.
قلت: لا دليل على تخصيص القوة بشيء معين، وحذف المعمول في التعلم والتقديم يدل على العموم فهم يتعلم منهم كل ما يمكن تعلمه وهم أيضًا مقدمون؛ لأن قوتهم مضاعفة على قوة غيرهم فيما تطلب فيه القوة لكن هذا كله مقد بالتزامهم بالشرع وفقههم في الدين كما أفادته النصوص الأخرى، والله أعلم.
4133 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لأن رواية الزهري عن سهل بن أبي حثمة مرسلة. =
=وقد سكت عنه البوصيري (3/ 76/ب).
تخريجه:
رواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 636:1515) عن أبي بكر، به، مقتصرًا على قوله صلى الله عليه وسلم:"تعلموا من قريش ولا تعلموها".
وهذا الشطر من الحديث وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "تعلموا من قريش ولا تعلموها" له شاهد من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله- قال: "يا أيها الناس لا تعلموا قريشًا وتعلموا منها فإنهم أعلم منكم"، يعني قريشًا.
أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 636: 1517) وفيه المطلب بن عبد الله بن حنطب الراوي عن جبير وهو كثير التدليس والإِرسال كما تقدم في ترجمته، وقد عنعن فالحديث ضعيف أيضًا لكنه يرقى الشطر المذكور في حديث سهل رضي الله عنه فيرتقي به إلى درجة الحسن لغيره.
وأما الشطر الثاني من الحديث وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "وقدموا قريشًا ولا تؤخروها" فله شاهد من حديث عبد الله بن السائب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قدموا قريشًا ولا تَقَدَّموها".
رواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 637: 1519) بإسناد فيه أبو معشر نجيح المدني، وتقدم في ترجمته أنه ضعيف.
لكن يرتقي الحديثان ببعضهما إلى رتبة الحسن.
أما آخر الحديث فتقدم في تخريج الحديث رقم (4131) أن له شاهدًا صحيحًا من حديث جبير بن مطعم فهو صحيح لشاهده، والله أعلم.