المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌77 - فضل ابن مسعود رضي الله عنه - المطالب العالية محققا - جـ ١٦

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌29 - مناقب عثمان رضي الله عنه

- ‌30 - باب فضائل علي رضي الله عنه

- ‌33 - باب: فضل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌34 - فضل الزُّبَير رضي الله عنه

- ‌35 - فضل طلحة رضي الله عنه

- ‌36 - فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌38 - بَابُ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌39 - باب فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه

- ‌40 - باب فضل أبي موسى رضي الله عنه

- ‌41 - ذكر خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌42 - باب فضل سلمان رضي الله عنه

- ‌45 - فضل صَفْوَانَ بن المُعَطِّل رضي الله عنه

- ‌46 - فضل خُزَيْمَةُ بن ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌47 - فضل أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه

- ‌49 - فضل أبي طلحة رضي الله عنه

- ‌50 - فضل سعد بن مُعَاذٍ رضي الله عنه

- ‌51 - فضل أبي بَرْزَة رضي الله عنه

- ‌52 - فضل عامر بن الأكوع رضي الله عنه

- ‌53 - فضل صُهَيبٍ رضي الله عنه

- ‌54 - فضل النَّابِغَة الجَعْدِيّ رضي الله عنه

- ‌56 - فضل ابن أُمِّ مَكْتُوم رضي الله عنه

- ‌58 - فَضْلُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ حارثة رضوان الله عليهما

- ‌59 - فضل أبي أمامة رضي الله عنه

- ‌61 - فَضْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب رضي الله عنهما

- ‌62 - فضل أبي الدَّحْدَاح رضي الله عنه

- ‌63 - فضل أبي سفيان صَخْر بن حَرْب رضي الله عنه

- ‌64 - فضل عمرو بن العاص رضي الله عنه

- ‌67 - فضل معاوية رضي الله عنه

- ‌68 - فضل بَشِير بن الخَصَاصِيَه رضي الله عنه

- ‌69 - فضل عَمْرو بن الحَمِق الخُزَاعِيّ رضي الله عنه

- ‌70 - فضل عَقِيْل بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌71 - فضل عُرْوة بن مَسْعود الثقَفِي رضي الله عنه

- ‌72 - فضل عَمْرو بن حُرَيْثٍ رضي الله عنه

- ‌73 - فضل حُذَيْفَة رضي الله عنه

- ‌74 - فضل رَافع بن خَدِيْجٍ رضي الله عنه

- ‌75 - فضل أَنسٍ رضي الله عنه

- ‌76 - فضل سَفِيْنَة رضي الله عنه

- ‌77 - فضل ابن مسعود رضي الله عنه

- ‌80 - مناقب ثابت بن قَيْس بن شَمَّاسٍ رضي الله عنه

- ‌81 - مناقبَ عبد الله بن سَلَامٍ رضي الله عنه

- ‌84 - فضل البَرَاء بن مالك رضي الله عنه

- ‌85 - بَابُ: أَخْبَارِ عَبْدِ خَيْرٍ

- ‌86 - بَابُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

- ‌87 - بَابُ: أَخْبَارِ أَبِي عُثْمَان النَّهْدِي

- ‌88 - فَضْلِ الأَشَجّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ وَاسْمُهُ المُنْذِر

- ‌89 - أخبار أبي عِنَبَة الخَوْلَانِي رحمة الله عليه

- ‌90 - أخبار عبد الله بن أنَيسٍ رحمه الله

- ‌91 - أخبار مَسْلَمَةَ بن مُخَلَّد رحمه الله

- ‌92 - أخبار زُرَيب بن ثَرْمَلَا

- ‌94 - فضل خَدِيجةَ أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها

- ‌95 - فضل عَائِشَة رضي الله عنها

- ‌96 - فضل أُمِّ وَرَقَة رضي الله عنها

- ‌97 - فضل جَمْرةَ اليَربُوعِيَّة الحَنْظَلِيّه رضي الله عنها

- ‌98 - فضل زَيْنَبَ بنت جَحْشٍ رضي الله عنها

- ‌99 - فَضْلُ مَيْمُونَة رضي الله عنها

- ‌100 - فضل صَفِيَّة بنتِ عبد المطلب رضي الله عنها

- ‌101 - باب سودة

- ‌102 - ذِكرُ أُمِّ سَلَمة رضي الله عنها

- ‌103 - ذكر حَفْصَة رضي الله عنها

- ‌104 - ذكر صَفِيَّه بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها

- ‌105 - ذكر أُمِّ أَيْمَن رضي الله عنها

- ‌107 - ذِكْرِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ

- ‌108 - بَابُ أُمِّ هَانِئٍ

- ‌109 - ذكر أُمِّ مالك الأنصارية رضي الله عنها

- ‌111 - عدم قيام بني هاشم لأحد

الفصل: ‌77 - فضل ابن مسعود رضي الله عنه

‌77 - فضل ابن مسعود رضي الله عنه

(186)

له رضي الله عنه في ترجمة حذيفة رضي الله عنه ذكر (1)(2).

(1) سقطت كلمة "ذكر" من (عم).

(2)

وهو ما تقدَّم في الحديث رقم (4056)، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم بشرة بالجنة وهو في المطبوعة المجرَّدة (4/ 110: 4091)، والله أعلم.

ص: 458

4061 -

وَقَالَ إِسْحَاقُ: قُلْتُ لِأَبِي أُسَامَةَ: أَحَدَّثَكُم أَبُو طَلْقٍ ابن حَنْظَلَة حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَوْسِ بْنِ [ثُرَيْبٍ](1) فذكر حديثًا قال: فضرب عمر رضي الله عنه بين كَتِفَي ابن مسعود رضي الله عنه وقال: لقد جعل الله تعالى فِي قَلْبِكَ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ مِنَ العِلْم غيرَ قليل. قال (2): فَأَقَرَّ بِهِ أَبُو أُسَامَةَ.

وَالْحَدِيثُ بِتَمَامِهِ مَذْكُورٌ في عِشْرة النساء (3).

(1) في (مح): "ثرب"، والصحيح ما أثبت.

(2)

في (عم): بدون "قال".

(3)

تقدم برقم (1601).

ص: 459

4061 -

درجته:

أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأن فيه روايين لم يتبين لي حالهما وهما حنظلة بن نعيم وأوس بن ثريب، والله أعلم.

وقد سكت عنه البوصيري.

ص: 459

تخريجه:

رواه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 18) عن زكريا بن يحيى، عن أبي أسامة، به، بلفظ: أَكْرَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ فِي الْحَجِّ فقدم على عمر وسأله وضرب عمر بين كتفي ابن مسعود فقال: لقد جعل الله في قلبك من العلم غير قليل.

ورواه الدولابي في الكنى (2/ 18)، بطوله عن بشر بن موسى، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، به.

ص: 459

4062 -

وقال ابن أبي عمر: حدّثنا المُقْري، ثنا الْمَسْعُودِي عَنِ الْقَاسِمِ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَفْشَى (1) القرآنَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مسعود رضي الله عنه.

(1) في (عم): "افترى" بالمقصورة هكذا.

ص: 460

4062 -

درجته:

مرسل حسن بهذا الإِسناد؛ لأن رواية القاسم عن جده مرسلة.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 70/ ب).

ص: 460

تخريجه:

رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 112) عن محمَّد بن عبيد عن المسعودي، به، بلفظ: كان أول من أفشى القرآن بمكة مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود.

ورواه أيضًا عن الفضل بن دكين، عن المسعودي، به، بلفظه.

ص: 460

4063 -

حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ، ثنا سَعِيدُ [بْنُ أَبِي أَيُّوبَ](1) ثنا النعمان ابن عَمْرِو [بْنِ](2) خَالِدٍ اللَّخْمِيُّ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رباح، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: إِنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَأَتَى سَارِيةً فَوَقَفَ إِلَيْهَا يصلي، قال: وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"قائِدُنا (3) ابْنَ مَسْعُودٍ" وَهُوَ لَا يَسْمَعُهُ، فَقَرَأَ:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"أَخْلِص يَا ابْنَ مَسْعُودٍ" فقرأ: {قُل هُوَ اللهُ (1)} ثُمَّ رَكَعَ وَسَجَدَ وَجَلَسَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ادْعُ يَا ابْنَ مَسْعُودٍ تُجَبْ، وسَلْ تُعْطَ".

وهو رضي الله عنه فِي ذَاكَ (4) لَا يَسْمَعُهُ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّفِيقَ الْأَعْلَى وَالنَّصِيبَ الْأَوْفَرَ مِنْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، وَأَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى (5) والعِفَّة والثَّرَى (6) وَالْبُشْرَى عِنْدَ انْقِطَاعِ الدُّنْيَا، وَأَسْأَلُكَ إِيمَانًا (7) لَا يَرْتَدَّ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْفَدُ، وَفَرَحًا لَا يَنْقَطِعُ وَتَوْفِيقًا لِلْحَمْدِ وَلِبَاسَ التَّقْوَى وَزِينَةَ الإِيمان ومرافقة نبيك محمَّد صلى الله عليه وسلم فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ.

قَالَ: فَانْطَلَقَ رَجُلٌ فبشره.

(1) في (مح) و (عم): "سعيد بن أيوب"، والصحيح ما أثبت.

(2)

في (مح) و (عم): "عن خالد"، والصحيح ما أثبت.

(3)

وقع في المطبوعة (4/ 112: 4098): "نابذ يا ابن مسعود"، وقال الشيخ الأعظمي: في الأصل فايد وفي الإِتحاف تايد، ولعل الصواب نابذ أي أظهر للكفار مخالفتك لهم في الدين والبراءة مما هم عليه.

قلت: والأقرب عندي قائدنا يعني مقدمنا وأولانا في هذا المقام وهو مقام الدعاء وهذا من باب إكرام النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه وإنزالهم منازلهم، والله أعلم.

(4)

في (عم): "في ذلك".

(5)

في (عم): "والبقاء".

(6)

كذا في (مح) و (عم)، والذي في المطبوعة:"النُّهي".

(7)

في (عم): "إيمان" بالرفع، وهو خطأ.

ص: 461

4063 -

درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد للانقطاع الذي فيه بين عُلَيّ بن رباح وابن مسعود رضي الله عنه.

وقد سكت عنه البوصيري.

ص: 462

تخريجه:

لم أجده باللفظ نفسه لكن روى نحوه عن ابن مسعود رضي الله عنه.

أخرجه الإِمام أحمد في المسند (6/ 128) ت/ أحمد شاكر (ح 4255) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أتاه بين أبي بكر وعمر وعبد الله يصلي فافتتح النساء فسحلها (1) فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد"، ثم تقدم يسأل فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"سل تعطه" فقال فيما سأل: اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتد ونعيمًا لا ينفد ومرافقة نبيك محمَّد صلى الله عليه وسلم في أعلى جنة الخلد. قال: فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر قد سبقه فقال: إن فعلت لقد كنت سباقًا بالخير.

ورواه أيضًا في المسند (6/ 161: 4340 و 4341).

ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 250: 2681)، مختصرًا.

ورواه الطبراني في الكبير (9/ 62: 8417)، بنحو لفظ الإِمام أحمد.

والحديث إسناده حسن وله شواهد:

منها: ما رواه الإِمام أحمد في المسند (1/ 229: 175) عن عمر رضي الله عنه في حديث طويل قال في آخره: ثم جلس الرجل يعني ابن مسعود رضي الله عنه يدعو فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول له: سَلْ تعطه قال عمر: والله لأغدون فلأبشرنه =

(1) إمّا أن تكون بالحاء المهملة، أي قرأها كلها متتابعة متَّصلة، من السَّحْل وهو السَّحّ والصبّ، أو أنها بالجيم من السَّجْل، وهو الصبّ، أي: قرأها متَّصلة. (يُنظر: النهاية 2/ 344، 348).

ص: 462

= قال: فغدوت إليه لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني إليه فبشره ولا والله ما سبقته إلى خير قط إلَّا وسبقني إليه.

رواه الإِمام أحمد بإسنادين صحيحين.

ومنها: ما رواه الحاكم في المستدرك (3/ 317) عن علي رضي الله عنه قَالَ:

كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ أَبُو بكر رضي الله عنه ومن شاء الله من أصحابه فمررنا بعبد الله بن مسعود وهو يصلي فقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ هَذَا؟ " فَقِيلَ: عبد الله بن مسعود. فقال: إن عبد الله يقرأ القرآن غضا كما أنزل فأثنى عبد الله على ربه وحمده فأحسن في حمده على ربه، ثم سأله فأجمل المسألة وسأله كأحسن مسألة سألها عبد ربه ثم قال: اللهم إني أسألك إيمانًا لا يرتد ونعيمًا لا ينفد ومرافقه محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين في جنانك جنان الخلد. قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: سَلْ تُعْطَ مرتين فانطلقت لأبشره فوجدت أبا بكر قد سبقني وكان سباقًا بالخير.

قال الحاكم هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.

وأقره عليه الذهبي، والله أعلم.

ص: 463

4064 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ الْمَسْعُودِيِّ، عن سليمان بن مِيْنَا، عَنْ نُفَيعٍ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه مِنْ أَجْوَدِ النَّاسِ ثَوْبًا أَبْيَضَ، وأطيبِ النَّاسِ ريحًا.

(187)

وحديث عمرو بن العاص رضي الله عنه في ترجمته (1).

(188)

وحديث القاسم رضي الله عنه: "كان عبد الله رضي الله عنه إِذَا جَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَزَعَ نَعْلَيْهِ مِنْ رِجْلَيْهِ" فِي كِتَابِ الأدب (2) ".

(1) تقدم الحديث برقم (4048) وفيه قال عمرو رضي الله عنه: وَلَكِنْ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ وَهُوَ يُحِبُّهُمَا ابْنُ سُمَيَّةَ يَعْنِي عَمَّارًا وَابْنُ مسعود رضي الله عنهما. وهو صحيح كما تقدم، والله أعلم.

(2)

سبق في كتاب الأدب برقم (2761)، وقد أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 113) عن القاسم أيضًا بلفظ: كان عبد الله يلبس رسول الله صلى الله عليه وسلم نعليه ثم يمشي أمامه بالعصا حتى إذا أتى مجلسه نزع نعليه فأدخلهما في ذراعيه وأعطاه العصا فإذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم ألبسه ثم مشى بالعصا أمامه حتى يدخل الحجرة قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهو مرسل كما ترى.

لكن له شاهد من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه موقوفًا عليه تقدمت الإشارة إليه في الكلام على تخريج الحديث رقم (4001) وهو في صحيح البخاري -كتاب فضائل الصحابة-، باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما البخاري مع الفتح (7/ 114: 3742) وفيه أن أبا الدرداء رضي الله عنه قال: أو ليس عندم صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟!

الحديث.

وحديث القاسم هذا جعله البوصيري في كتاب اللباس-، باب لبس النعال وعزاه للحارث وابن أبي عمر. (ينظر: الإِتحاف للبوصيري 3/ 71/ أ)، والله أعلم.

ص: 464

4064 -

درجته:

موقوف ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن رواية المسعودي عن سليمان بن مِيْنا منقطعة، والله أعلم. =

ص: 464

=ولم أقف عليه في الإِتحاف.

قال الهيثمي في المجمع (5/ 138): رواه الطبراني ونفيع هذا ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه وكذلك سليمان بن مِيْنا وبقية رجاله ثقات إلَّا أن ابن أبي حاتم قال: لم يسمع المسعودي من سليمان وهو مرسل وأبو نعيم سمع المسعودي قبل الاختلاط.

ص: 465

تخريجه:

رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 116) عن يزيد بن هارون، عن المسعودي، به، بلفظه.

ورواه الطبراني في الكبير (9/ 274: 9176) عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن المسعودي، به، بلفظه، والله أعلم.

ص: 465

4565 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ (1): حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَائِدَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ، عن عقبة (2) بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَا أَرَى رَجُلًا أَعْلَمَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى محمَّد صلى الله عليه وسلم من ابن مسعود رضي الله عنه. فقال أبو موسى رضي الله عنه: لئن قلت ذاك لقد كان يَسْمَع حين لا يُسْمَع، ويدخل حيث لا نَدْخُل رضي الله عنه.

(1) هذا الحديث في صحيح مسلم رحمه الله كما سيأتي، والظاهر أن الحافظ رحمه الله ساقه للاختلاف اليسير في لفظه، والله أعلم.

(2)

في (عم): "عتبة"، بالتاء، وهو خطأ.

ص: 466

4065 -

درجته:

صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم.

قال البوصيري (3/ 70/ ب): رواه أحمد بن منيع ورواته ثقات.

ص: 466

تخريجه:

هذا الحديث في صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة -باب فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما (1911: 2461) عن أبي الأحوص قال: شهدت أبا موسى وأبا مسعود حين مات ابن مسعود فقال أحدهما لصاحبه: أتُراه ترك بعده مثله؟ فقال: إن قلت ذاك إن كان ليؤذن له إذا حُجِبنا ويشهد إذا غبنا.

وفي لفظ قال: كنا في دار أبي موسى مع نفرٍ من أصحاب عبد الله وهم ينظرون في مصحف فقام عبد الله فقال أبو مسعود

فذكر نحوه.

قال مسلم رحمه الله: وهذا أتم وأكثر.

ورواه أيضًا بلفظ: أتيت أبا موسى فوجدت عبد الله وأبا موسى

إلخ.

وفي لفظ: كنت جالسًا مع حذيفة وأبي موسى

وساق الحديث.

ورواه بلفظ أحمد بن منيع الطبراني في الكبير (9/ 91: 8495) عن محمَّد بن النضر الأزدي، عن معاوية بن عمرو، به، بلفظه. =

ص: 466

= ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 316) عن أبي بكر بن بالويه، عن محمَّد بن أحمد بن النضر، به، بنحوه.

ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 541) عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يحيى بن آدم، عن قطبة بن عبد العزيز، عن الأعمش، به، بلفظ: كنا في دار أبي موسى

الحديث. بنحو لفظ مسلم المتقدم.

ورواه الطبراني في الكبير (9/ 90: 8494) عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن يحيى بن آدم، به، بنحو لفظ الفسوي في المعرفة.

ورواه أيضًا في المكان نفسه (ح 8496) عن محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن محمَّد بن الجنيد، عن معاوية بن هشام، عن شيبان، عن الأعمش، به، بنحو لفظ الفسوي أيضًا، والله أعلم.

ص: 467

4066 -

وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي عُمَيْسٍ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قال: تكلم ابن مسعود رضي الله عنه عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ ربا، وبالإِسلام دينا، وبمحمد رسولًا، ثم قال رضي الله عنه: رَضِيتُ لَكُمْ مَا رَضِيَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَكَرِهْتُ لَكُمْ مَا كَرِهَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"رَضِيتُ لأمَّتِي مَا رضي لها ابن أم عبد".

ص: 468

4066 -

درجته:

هذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل فالقاسم لم يحضر الحادثة لأنه تابعي، والله أعلم.

ولم يذكره البوصيري في مناقب ابن مسعود رضي الله عنه.

ص: 468

تخريجه:

هذا الحديث مداره على القاسم بن عبد الرحمن واختلف عليه فيه على وجهين: الوجه الأول: عن القاسم مرسلًا كما هنا:

رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 549) عن سفيان، به، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لعبد الله: قم فتكلم، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه وشهد شهادة الحق وشهادة أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم فقال النبي عليه الصلاة والسلام:"اللهم إني قد رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عبد".

ورواه الإِمام أحمد في الفضائل، فضائل عبد الله بن مسعود (2/ 838: 1536) عن وكيع، عن سفيان، به، مقتصرًا على قول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"رَضِيتُ لِأُمَّتِي ما رضي لها ابن أم عبد وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد".

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 318) عن محمَّد بن موسى بن عمران الفقيه عن إبراهيم بن أبي طالب، عن أبي كريب عن وكيع، عن سفيان، به مقتصرًا على قول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"رَضِيتُ لِأُمَّتِي ما رضي لها ابن أم عبد". =

ص: 468

=ورواه الطبراني في الكبير (9/ 77: 8458) عن محمَّد بن النضر الأزدي، عن معاوية بن عمرو، عن زائدة، عن منصور بن المعتمر، عن القاسم قال: حدثت أن رسول الله قال: "رضيت لأمتي بما رضي لها ابن أم عبد".

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 318) عن أبي عبد الله الصفار، عن أحمد بن مهران، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ منصور، به، بلفظه السابق.

الوجه الثاني: عنه عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه مرفوعًا:

رواه البزّار- كشف الأستار (3/ 249: 2679) عن محمَّد بن حميد، عن هارون بن المغيرة، عن عمرو بن أبي قبيس، عن منصور بن المعتمر، عن القاسم، به، بلفظ "رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عبد وكرهت لأمتي ما كره لها ابن أم عبد".

قال البزّار: لا نعلم أسند منصور عن القاسم، عن أبيه، عن عبد الله إلَّا هذا ولا نعلمه مسندًا إلَّا بهذا الإِسناد، وروى عن منصور، عن القاسم بن عبد الرحمن مرسلًا.

ورواه الطبراني في الأوسط -مجمع البحرين (6/ 364: 3845) - عن محمَّد بن إبراهيم الرازي، عن زنيج أبي غسان، عن هارون بن المغيرة، به، بلفظ:"رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رَضِيَ لَهَا ابْنُ أُمِّ عبد".

وقال الطبراني: لم يروه عن منصور إلَّا عمرو.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 293): رواه البزّار والطبراني في الأوسط باختصار الكراهة ورواه في الكبير منقطع الإِسناد وفي إسناد البزّار محمَّد بن حميد الرازي وهو ثقة وفيه خلاف وبقية رجاله وثقوا. اهـ.

قلت: قال عنه الحافظ في التقريب (475: 5834): حافظ ضعيف وكان ابن معين حسن الرأي فيه من العاشرة، مات سنة ثمان وأربعين.

وقال الإِمام الدارقطني في العلل (5/ 201): يرويه منصور بن المعتمر عن القاسم بن عبد الرحمن واختلف عنه فرواه عمرو بن أبي قيس، عن منصور، عن =

ص: 469

= القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود قال ذلك محمَّد بن حميد الرازي، عن هارون بن المغيرة، عن عمرو وخالفه زائدة فرواه، عن منصور، عن القاسم قال: حدثت عن ابن مسعود مرسلًا والمرسل أثبت. اهـ.

قلت: قد تابع على رفعه زيد بن وهب:

روى حديثه الحاكم في المستدرك (3/ 317) عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن أبي جعفر محمَّد بن علي الوراق، عن يحيى بن يعلى المحاربي، عن زائدة، عن منصور، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رَضِيتُ لِأُمَّتِي مَا رضي لها ابن أم عبد".

قال الحاكم: هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وله علة من حديث سفيان الثوري. ثم ذكر المرسل.

قلت: لا تعل الرواية المسندة بالمرسلة؛ لأن المسندة زيادة ثقة لا تعارض المرسلة لا سيما وللمسندة شاهد من حديث عمرو بن حريث أخرجه الحاكم أيضًا (3/ 319) في حديث طويل قال في آخِرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد".

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.

فالحال أن الوجهين مقبولان ولا تعارض بينهما فالقاسم مرة رفعه ومرة أرسله، والله أعلم.

ص: 470

4067 -

[1] وقال الطيالسي (1): حدّثنا شُعْبَةُ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، قَالَ: إِنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه ذَهَبَ يَأْتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِالسِّوَاكِ فَجَعَلُوا يَنْظُرُونَ إِلَى دِقَّةِ سَاقِهِ وَيَعْجَبُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"هُمَا أثقل في الميزان من أحد".

(1) مسند الطيالسي (145)، وقال: فجعلوا ينظرون إلى دقة ساقه أو قال: يعجبون من دقة ساقه.

ثم قال: هكذا رواه أبو داود وقال غير أبي داود عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أبيه.

ص: 471

4067 -

[1] درجته:

هذا إسناد رجاله ثقات لكنه مرسل والمرسل ضعيف عند جمهور المحدثين، والله أعلم.

قال البوصيري (3/ 70/ب): ورواته ثقات.

ص: 471

4067 -

[2] رَوَاهُ الْبَزَّارُ (1) مِنْ طَرِيقِ سَهْلِ بْنِ حَمَّادٍ (2) شُعْبَةَ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، وقال: تفرد به سهل.

(1) كشف الأستار (2/ 248: 2677)، عن محمَّد بن مثنى وعمرو بن علي، عن سهل بن حماد، به، بلفظ: أن عبد الله بن مسعود رقى في شجرة يجتني منها سواكًا فوضع رجليه عليها فضحك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من دقة ساقيه فقال رسول الله: "لهما أثقل في الميزان من أحد".

وقال البزّار: لا نعلم رواه عن شعبة إلَّا سهل.

(2)

في (عم): "جماز".

ص: 472

4067 -

[2] درجته:

هذا الحديث حسن بهذا الإِسناد؛ لأن سهل بن حماد صدوق وكونه مرسل صحابي لا يضره فإن قرة إياس من صغار الصحابة كما هو الظاهر ولم يدرك هذه الحادثة مع كون شعبة أنكر صحبته لكن الجمهور على أنه صحابي فمرسل الصحابي حجة على الصحيح.

(ينظر في ذلك: الباعث الحثيث 41، التقييد والإيضاح 75، تدريب الراوي 1/ 207).

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 70/ب).

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 292): رواه البزّار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح.

ص: 472

تخريجه:

هذا الحديث مداره على شعبة رحمه الله واختلف عليه فيه على وجهين:

الوجه الأول: عنه عن معاوية بن قرة مرسلًا كما رواه الطيالسي.

الوجه الثاني: عنه عن معاوية بن قرة، عن أبيه كما عند البزّار:

رواه ابن جرير في تهذيب الآثار، مسند علي رضي الله عنه (163: 262) عن ابن المثنى، عن سهل، به، بلفظ: كان ابن مسعود رضي الله عنه على شجرة يجتني لهم منها فتهبّ ريح فكشفت لهم عن ساقيه فضحكوا من دقة ساقيه فقال =

ص: 472

= رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان يوم القيامة من أحدًا.

ورواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 546) عن أبي بكر بندار محمَّد بن بشار، عن سهل، به، بنحو لفظ ابن جرير.

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 317) عن أبي بكر أحمد بن سلمان الفقيه، عن عبد الملك بن محمَّد الرقاشي، عن سهل، به، بنحو لفظ ابن جرير أيضًا وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.

وأقره الذهبي.

والذي يظهر -والعلم عند الله- أن الوجهين لا معارضة بينهما؛ لأن المرفوع زيادة ثقة فهي مقبولة فالحديث روي مرسلًا مرة وروي مرفوعًا مرة، وللمرسل والمرفوع شاهدان من حديث علي وابن مسعود رضي الله عنهما:

أما حديث علي رضي الله عنه فأخرجه الإِمام أحمد رحمه الله في المسند (2/ 919)، ت: أحمد شاكر، (ح 920) بإسناد صحيح ولفظه: أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد على شجرة أمره أن يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله بن مسعود حين صعد الشجرة فضحكوا من حموشة ساقيه فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "ما تضحكون؟! لَرِجْلُ عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحدًا.

ورواه أيضًا ابن سعد في الطبقات (3/ 115)، والطبراني في الكبير (9/ 97: 8516) وأبو يعلى في مسنده (1/ 275: 535) وابن جرير في تهذيب الآثار -مسند علي- (162: 20).

وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه فرواه الإِمام أحمد أيضًا في فضائل الصحابة (2/ 843: 1552) وفي المسند ت: أحمد شاكر (6/ 39: 3991)، بنحو لفظ حديث علي رضي الله عنه وإسناده حسن.

ورواه أيضًا البزّار- كشف الأستار (3/ 249: 2678)، وأبو يعلى في المسند (5/ 140، 141: 5289)، والطبراني في الكبير (9/ 75: 8452)، والفسوي في =

ص: 473

= المعرفة" (2/ 546)، وابن سعد في الطبقات (3/ 115)، وأبو نعيم في الحلية (1/ 127).

قال الهيثمي في المجمع (9/ 292): رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبي النجود وهو حسن الحديث على ضعفه وبقية رجال أحمد وأبي يعلى، رجال الصحيح.

والحاصل: أن حديث معاوية بن قرة يرتقي بوجهيه إلى درجة الصحيح، والله أعلم.

ص: 474

4068 -

وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِي المليح، عن ابن مسعود رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَسْتُرُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ، وَأُوقِظُهُ إِذَا نَامَ، وأمشي معه في الأرض (2)

الحديث.

(1) بغية الباحث (922: 1013)، وقال فيه: وأمشي معه في الأرض الوحشاء.

(2)

لفظه في المطبوعة (4/ 114: 4102): "وأمشي معه في الأرض وحشًا". قال في النهاية (5/ 161): أي وحده ليس معه غيره.

ص: 475

4068 -

درجته:

ضعيف جدًا بهذا الإِسناد لحال عبد العزيز بن أبان فإنه متروك كما تقدم، والله أعلم.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 71/ أ).

ص: 475

تخريجه:

له أصل رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 113) عن وكيع بن الجراح، عن المسعودي، به، بلفظ: كان عبد الله يستر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، ويمشي معه في الأرض وحشًا.

وفيه عنعنة عبد الملك بن عمير وهو مدلس كما تقدم.

ورواه ابن سعد أيضًا عن عبيد الله بن موسى، عن المسعودي، به، بلفظه.

ولمعناه في الجملة شواهد منها ما عند البخاري في كتاب فضائل الصحابة- باب مناقب عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه (ح 3761) - البخاري مع الفتح (7/ 128) عن أبي الدرداء رضي الله عنه وتقدمت الإشارة إليه في تخريج الحديث رقم (4001) وفيه أنه قال: أفلم يكن فيكم صاحب النعلين والوساد والمطهرة؟!

الحديث.

وأيضًا ما رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة، المكان المتقدم (ح 3763) =

ص: 475

= عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: "قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حينًا ما نرى إلَّا أن عبد الله بن مسعود رجل مِنْ أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم".

وَقَدِ رواه أيضًا في كتاب المغازي -باب قدوم الأشعريين وأهل اليمن- البخاري مع الفتح (7/ 699: 4384).

وهو عند مسلم أيضًا -فضائل الصحابة-، باب فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما (ح 2460).

ص: 476

78 -

فضل (1) ابن عباس رضي الله عنهما

4069 -

قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ هُوَ ابْنُ هَارُونَ، ثنا جَرِيرٌ هُوَ ابْنُ حَازِمٍ، عن يعلى هو ابن [حكيم](2)، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: تَعَالَ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فإنهم اليوم كثير. فَقَالَ: وَاعَجَبًا لَكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرُونَ إِلَيْكَ وَفِي النَّاسِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من فِيهِمْ؟! قَالَ: فَتَرَكْتُ ذَلِكَ فَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ (3) أَصْحَابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الْحَدِيثِ، فَإِنْ كَانَ لَيَبْلُغُنِي عَنِ الرَّجُلِ فَآتِيهِ وهو قَائِلٌ فَأَتَوَسَّدُ ردائي على بابه يَسْفِي (4) الرِّيحُ عَلَيَّ مِنَ التُّرَابِ فَيَخْرُجُ فَيَرَانِي فَيَقُولُ: يا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا جَاءَ بِكَ؟ أَلَا أَرْسَلْتَ إلىَّ فَآتِيَكَ؟ فَأَقُولُ: لَا، أَنَا أَحَقُّ أَنْ آتِيَكَ، فَأَسْأَلُهُ عَنِ الْحَدِيثِ، فَعَاشَ ذَلِكَ الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلِي يَسْأَلُونَنِي فَقَالَ: كان هذا الفتى أعقل مني.

(1) في (عم): "فضائل".

(2)

في (مح) و (عم): "ابن مسلم"، والصحيح ما أثبت، فإن جريرًا لم يرو عن ابن مسلم فيما رأيت. (وانظر: تهذيب الكمال 4/ 526)، وجميع المراجع التي فيها الخبر قالت: يحيى بن حكيم كما سيأتي، والله أعلم.

(3)

سقطت كلمة "أسأل" من (عم).

(4)

في (عم): "تسفى"، بالتاء.

ص: 477

4069 -

درجته:

موقوف صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم.

قال البوصيري: ورجاله ثقات.

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 280): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

ص: 478

تخريجه:

رواه عنه الفسوي في المعرفة (1/ 542)، به، بنحوه.

ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 280، 281) عن يزيد بن هارون، به، بنحوه.

ورواه الدارمي في مسنده (1/ 141) -كتاب العلم-، باب الرحلة في طلب العلم، عن يزيد ابن هارون، به، بنحوه.

ورواه الحارث -كما قال الحافظ في الإِصابة (2/ 323) -، عن يزيد، به، بنحوه.

ورواه الحاكم في المستدرك (1/ 106) عن عبد الله بن الحسين القاضي، عن الحارث، به، بنحوه.

وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.

وأقره الذهبي.

ورواه أيضًا في المستدرك (3/ 538) عن أبي العباس محمَّد بن أحمد المحبوبي، عن سعيد بن مسعود، عن يزيد، به، بنحوه.

ورواه الطبراني ني الكبير (10/ 299: 10592) عن إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، عن محمَّد بن أبي بكر المقدمي، عن وهب بن جرير، عن أبيه، به، بنحوه مع اختلاف يسير، والله أعلم.

ص: 478

4070 -

وقال مسدّد: حدّثنا ابْنُ دَاوُدَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: جَالَسْتُ سَبْعِينَ أَوْ خَمْسِينَ شَيْخًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا أَحَدٌ مِنْهُمْ خالف ابن عباس رضي الله عنهما فَيَلْتَقِيَانِ (1) إلَّا قَالَ: هُوَ كَمَا قُلْتُ. أَوْ قال: صدقت.

* صحيح.

(1) في (عم): "فيلقيان".

ص: 479

4070 -

درجته:

صحيح بهذا الإِسناد كما قال المصنف رحمه الله.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 70/ أ).

ص: 479

تخريجه:

رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على الفضائل (2/ 979: 1931) عن إبراهيم بن عبد الله بن بشار الواسطي، عن عبد الله بن داود، به، بنحوه.

ورواه أيضًا في الفضائل (2/ 982: 1943) عن أبي حفص الصيرفي عمرو بن علي، عن عبد الله بن داود، به، بنحوه.

ورواه أيضًا في المكان نفسه (ح 1944) عن أبي معمر عن أبي أسامة، عن الأعمش، به، بنحوه.

وقد روى عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل أيضًا (2/ 967: 1892) الأثر من طريق ليث بن أبي سليم قال: قيل لطاوس: أدركت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانقطعت إلى هذا الغلام من بينهم؟!

قال: أدركت سبعين مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فكلهم إذا اختلفوا في شيء انتهوا فيه إلى قول ابن عباس.

وليث بن أبي سليم قال عنه الحافظ في التقريب (464: 5685): صدوق اختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك. =

ص: 479

= قلت: لكن يشهد له حديث عبد الملك بن ميسرة.

وقد رواه من طريق ليث أيضًا ابن سعد في الطبقات (2/ 280).

وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 345)، وابن الأثير في أسد الغابة (3/ 292).

وعزا الحافظ ابن حجر رحمه الله الأثر بلفظه في الإِصابة (2/ 324) للبغوي، والله أعلم.

ص: 480

4071 -

وقال أحمد بن منيع: حدّثنا قُتَيْبَةُ، ثنا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ الَّذِيَ هُوَ أَعْلَمُ من ابن عباس رضي الله عنهما، ولا أورع من ابن عمر رضي الله عنهما.

ص: 481

4071 -

درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة ابن جريج وهو مدلس كما تقدم، والله أعلم.

قال البوصيري (3/ 75/ أ): ورواته ثقات.

ص: 481

تخريجه:

رواه الفسوي في المعرفة (1/ 496) عن قبيصة، عن سفيان، به، بنحوه.

ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 280) عن قبيصة بن عقبة، عن ابن جريج، عن طاوس مقتصرًا على ذكر ابن عباس رضي الله عنهما.

ورواه أيضًا عن محمَّد بن عبد الله الأسدي، عن سفيان، عن ليث، عن طاوس مقتصرًا أيضًا على ذكر ابن عباس رضي الله عنهما.

وفيه ليث بن أبي سليم قال عنه الحافظ في التقريب (464: 5685): صدوق اختلط جدًا ولم يتميز حديثه فترك.

ورواه الإِمام أحمد في الفضائل (2/ 953: 1848) عن محمَّد بن عبد الله، عن أبي أحمد بن الزبيري، عن سفيان، به، مقتصرًا أيضًا على ذكر ابن عباس رضي الله عنهما.

قلت: فإسناد الخبر حسن لغيره؛ لأن كلًا من الطريقين تتقوى بالأخرى، والله أعلم.

ص: 481

4072 -

حدّثنا إسماعيل، ثنا أيوب قال: نُبِّئتُ عَنْ طاوسَ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَشَدَّ تعظيمًا لحرمات الله تعالى من ابن عباس رضي الله عنهما، والله لو أشاء إذا ذكرته أن أبكي لبكيت.

ص: 482

4072 -

درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد لعدم تسمية الذي حدث أيوب.

قال البوصيري (3/ 75/ أ): رواه أحمد بن منيع بسند فيه راوٍ لم يسم.

ص: 482

تخريجه:

رواه عنه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 542)، به، بلفظه.

ورواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 950: 1838) عن إسماعيل، به، بلفظه.

ورواه من طريقه أبو نعيم في الحلية (1/ 329) عن أبي بكر بن مالك، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به، بلفظه.

ورواه أيضًا في معرفة الصحابة (خ 3/ 19/ أ)، به، بلفظه.

وقد تابع المبهم الذي في هذه الرواية سفيان بن عيينة وإبراهيم بن ميسرة:

أما متابعة سفيان فأخرجها الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 950: 1838)، عن سفيان، عن طاوس، بنحوه.

وإسناده صحيح.

وأما متابعة إبراهيم بن ميسرة فأخرجها الأمام أحمد أيضًا في المكان نفسه (ح 1839) عن عفان، عن حماد بن زيد، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس، بلفظه.

ورواه أيضًا عن عفان، عن أيوب، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس بلفظه أيضًا.

ورواه الفسوي في المعرفة (1/ 541) عن أبي بكر، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ طاوس، بنحوه.

وهذان الإسنادان صحيحان أيضًا.

وعليه: فرواية أحمد بن منيع ترتقي إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.

ص: 482

4573 -

قَالَ (1) إِسْحَاقُ: أنا وَكِيعٌ ثنا مِسْعَرٌ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ ميسرة، عن طاووس قَالَ: مَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ خَالَفَهُ أَحَدٌ حتى يقرره

الحديث تقدم في الحج (2).

(1) هذا الحديث زيادة من نسخة (ك).

(2)

تقدَّم هذا الأثر برقم (1290) -كتاب الحج-، باب طواف الوداع فانظره هناك. (سعد).

ص: 483

79 -

مناقبُ (1) أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه

4074 -

[1] قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حدَّثني أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ محمَّد بْنَ إِسْحَاقَ يَقُولُ: حدَّثني بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ، عَنِ القُرَظِي قال: خرج أبو ذر رضي الله عنه إِلَى الرَّبَذَة (2) فَأَصَابَهُ قَدَرُهُ فَأَوْصَاهُمْ أَنِ اغْسُلُونِي وكفِّنوني، ثُمَّ ضَعُونِي عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ، فَأَوَّلُ رَكْبٍ يَمُرُّونَ بِكُمْ فَقُولُوا: هَذَا أَبُو ذرٍّ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فَأَعِينُونَا عَلَى غُسْلِهِ وَدَفْنِهِ، فَفَعَلُوا فَأَقْبَلَ عَبْدُ الله بن مسعود رضي الله عنه فِي رَكْبٍ مِنَ الْعِرَاقِ وَقَدْ وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ فَقَامَ إِلَيْهِ غُلَامٌ فَقَالَ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَبَكَى عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "تَمْشِي وَحْدَكَ، وَتَمُوتُ وَحْدَكَ، وَتُبْعَثُ وحدك".

* القرظي ما عرفته، فإن كان محمَّد بن كعب فالحديث منقطع (3).

(1)"مناقب" بحاشية الأصل وعلها (صح).

(2)

الرَّبذة: من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز وبها قبر أبي ذر رضي الله عنه وقيل: إنها خربت سنة (319 هـ)، والله أعلم. (ينظر: معجم البلدان 3/ 27).

(3)

قد صرح بأنه محمَّد بن كعب كما في رواية ابن سعد والطبراني وابن عساكر، وانظر: تخريج الحديث.

ص: 484

4074 -

[1] درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد؛ لضعف بريدة بن سفيان، وللانقطاع إن كان القرظي محمَّد بن كعب كما قال المصنف رحمه الله، والله أعلم.

قال البوصيري (75/ 3/ أ): والقرظي مَا عَرَفْتُهُ فَإِنْ كَانَ هُوَ محمَّد بْنَ كعب فالحديث منقطع.

وقد أشار الحافظ رحمه الله في الإِصابة إلى قصة صلاة ابن مسعود رضي الله عه عليه وقال: رويت بإسناد لا بأس به.

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 335)، بعد ما ذكر لفظ الطبراني: ومحمد بن كعب لم يدرك أبا ذر وابن إسحاق مدلّس

ص: 485

تخريجه:

رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 169)، عن أبي حامد بن جبلة، عن أبي العباس السّراج، عن إسحاق، به بنحوه مختصرًا.

ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 177)، عن أحمد بن محمَّد بن أيوب عن إبراهيم بن سعد، عن محمَّد بن إسحاق، به، بنحوه.

ورواه الطبراني في الكبير (2/ 148: 1621)، عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، عن عبد الملك بن هشام السدوسي، عن زياد بن عبد الله، عن محمَّد بن إسحاق به، لكن بلفظ: أن ابن مسعود رضي الله عنه أقبل في ركب غمار فمرّ بجنازة أبي ذرّ على ظهر الطريق فنزل هو وأصحابه فواروه وكان أبو ذزّ دخل مصر واختط بها دارًا.

ورواه البيهقي في الدلائل (5/ 221)، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق به، لكن بسياق أطول ذكر فيه قصة مسير النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وتخلف من تخلف عنه وقدوم أبي ذرّ رضي الله عنه عليهم وهم في الطريق إلى تبوك وقول النبي صلى الله عليه وسلم:"كن أبا ذرّ" فكان هو فلما تأمله القوم قالوا: يا رسول الله هو والله أبو ذرّ فقال =

ص: 485

= رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحم الله أبا ذرّ يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده". ثم قال: فضرب الدهر من ضربه وسيِّر أبو ذرّ رضي الله عنه إلى الرَّبذة فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامه إذا متُّ فاغسلاني وكفّناني

فذكر بقية الخبر بنحوه.

ورواه ابن عساكر في تاريخه (19/ 40)، عن أم البهاء بنت البغدادي، عن أبي طاهر بن محمود، عن أبي بكر بن المقرئ، عن محمد بن جعفر، عن عبيد الله بن سعد، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن إسحاق، به، بنحوه.

ص: 486

4074 -

[2] وَقَدْ رَوَاهُ أَحْمَدُ (1) مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ ذَرٍّ، عَنْ أبي ذر رضي الله عنهم، يعني (2) هذا.

(1) المسند (5/ 166)، ولفظه عن أم ذر قالت: لما حضرت أبا ذر الوفاة قالت: بكيت فقال: ما يبكيك؟ قالت: وما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض ولا يد لي بدفنك وليس عندي ثوب يسعك فأكفنك فيه. قال: فلا تبكي وأبشري، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيصبران ويحتسبان فيردان النار أبدًا"، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ليموتنّ رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين". وليس من أولئك النفر أحد إلَّا قد مات في قرية أو جماعة وإني أنا الذي أموت بفلاة والله ما كُذِبتُ ولا كَذَبْت.

ورجاله الذين عند أحمد إسحاق بن عيسى عن يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان، عن مجاهد، عن إبراهيم بن الأشتر، به.

فإسحاق بن عيسى هو ابن نجيح البغدادي، أبو يعقوب بن الطباع قال عنه الحافظ في التقريب (102 ت 375): صدوق من التاسعة، مات سنة أربع عشرة، وقيل: بعدها بسنة (م ت س ق).

ويحيى بن سليم هو الطائفي نزيل مكة قال عنه الحافظ أيضًا في التقريب (591 ت 7563): صدوق سيء الحفظ من التاسعة، مات سنة ثلاث وتسعين أو بعدها.

وعبد الله بن عثمان هو ابن خثيم القاريّ المكي، أبو عثمان قال عنه الحافظ (313: 3466): صدوق من الخامسة، مات سنة اثنتين وثلاثين خت (م 4).

ومجاهد بن جبر المكي ثقة، وأمّا بقيَّة رجاله فتأتي تراجمهم.

(2)

كذا في (مح) و (عم)، وفي (ك):(معنى). [سعد].

ص: 487

4074 -

[2] درجته:

أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد للتوقف في حال إبراهيم بن الأشتر والله أعلم.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 335): رواه أحمد من طريقين: أحدهما هذه، والأخرى مختصرة عن إبراهيم بن الأشتر، عن أم ذر، ورجال الطريق الأولى رجال الصحيح. =

ص: 487

= تخريجه:

هذا الخبر مداره على عبد الله بن عثمان بن خثيم، واختلف عليه فيه على ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: عنه، عن مجاهد، عن إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْأَشْتَرِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُمِّ ذرّ كما هنا.

ورواه البزّار (كشف الأستار 3/ 264: 2716)، عن يوسف بن موسى، عن يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان، به، بلفظ أتمّ مما هنا.

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 344)، عن أبي جعفر محمَّد بن عبد الله، عن إسماعيل بن إسحاق، عن علي بن المديني، عن يحيى بن سليم، به، بنحو لفظ البزّار.

وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 215)، من طريق علي بن المديني، به، بنحوه.

ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 169)، عن أبي عمرو بن حمدان، عن الحسن بن سفيان، عن عباس بن الوليد، عن يحيى بن سليم، به، بنحوه.

ورواه أيضًا عن أحمد بن سنان، عن محمَّد بن إسحاق الثقفي، عن الحسن بن الصباح، عن يحيى بن سليم، به، بنحوه.

ورواه ابن عساكر في تاريخه (19/ 41)، من طريق يحيى بن سليم، به، بنحوه.

وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (1/ 358)، من طريق ابن إسحاق عن عفان بن مسلم، عن وهيب بن خالد، عن عبد الله بن عثمان، به، بنحوه.

الوجه الثاني: عن عبد الله بن عثمان، عن مجاهد، عن إبراهيم بن الأشتر موقوفًا عليه:

رواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 166)، عن عفان، عن وهيب، عن =

ص: 488

= عبد الله بن عثمان، به، بنحوه.

ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 176)، عن عفان، به، بنحوه.

ورواه ابن عساكر في التاريخ (19/ 41)، من طريق ابن إسحاق عن عفان، به، بنحوه.

الوجه الثالث: عن عبد الله بن عثمان، عن مجاهد، عن إبراهيم، عن أبيه دون

ذكر أم ذر:

رواه ابن سعد في الطبقات (4/ 176)، عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن يحيى بن سليم، عن عبد الله بن عثمان، به، بنحوه.

والذي يظهر أن الوجه الأول هو الراجح والحمل في الوجهين الآخرين على عبد الله بن عثمان فإنه مدار الخبر وهو صدوق كما تقدم، والله أعلم.

ص: 489

4574 -

[3] أخبرنا الْمُغِيرَةُ بْنُ سَلَمَة الْمَخْزُومِيُّ، ثنا

عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ نُبَاتة قَالَ: خَرَجْنَا عُمَّارًا فعمَدْنا إلى منزل أبي ذر رضي الله عنه فَإِذَا هُوَ قَدْ أَقْبَلَ يَحْمِلُ عَظْمَ جَزُورٍ أَوْ (1) يُحْمَل مَعَهُ، فَأَتَى مَنْزِلَهُ ثُمَّ أَتَانَا فسلَّم عَلَيْنَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَقَالَ لَهُمْ: فِي كل كذا وكذا جزورًا يَنْحَرُونَهَا فَيَأْكُلُونَهَا، وَلِيْ (2) فِي كُلِّ جَزُورٍ عَظْمٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ مَا مالُك؟ فقال رضي الله عنه: لِي قَطِيعٌ مِنْ إِبِلٍ، وصَرِيْمَةٌ (3) مِنْ غَنَمٍ في إحداها ابْنِي، وَفِي (4) الْأُخْرَى غُلَامٌ أَسْوَدُ اشْتَرَيْتُهُ فَهُوَ عَتِيقٌ يخدِمُنِي إِلَى الْحَوْلِ ثُمَّ هُوَ عَتِيقٌ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ: وَاللَّهِ ما من الناس عندنا أحد أَكْثَرُ أَمْوَالًا مِنْ أَصْحَابِكَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لَهُمْ فِي مَالٍ مِنَ الْحَقِّ إلَّا وَلِي مِثْلُهُ. قَالَ: فَجَعَلْنَا نَسْتَفْتِيهِ فَقَالَ رَجُلٌ: يَا أَبَا ذَرٍّ: عِنْدَنَا رَجُلٌ يَصُومُ الدَّهْرَ إلَّا الأضحى والفطر؟ قال رضي الله عنه: لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ. قَالَ: إِنَّهُ وَإِنَّهُ. قال: فأعادها (5)

الحديث.

(1) في (عم): "ويحمل معه".

(2)

في (عم): "وإن لي".

(3)

الصَّرِيمة: تصغير الصِّرمة وهي القطيع من الإِبل والغنم، قيل: هي من العشرين إلى الثلاثين والأربعين، كأنها إذا بلغت هذا القدر تستقل بنفسها فيقطعها صاحبها عن معظم إبله وغنمه. (النهاية 3/ 27).

(4)

في (عم). "والأخرى".

(5)

وهذا الجواب موافق لجواب النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل عن صوم الدهر: "لا صام ولا أفطر"، وهو في صحيح مسلم -كتاب الصيام- باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر 1162، وغيره. فقيل: هذا خبر معناه: لم يصم ولم يفطر، وهذا كقول الله جلَّ وعلا، "فلا صدَّق ولا صلَّى"، أي: لم يصدق ولم يصلْ. وقيل: إنه دعاء عليه كراهة لصنيعه وزجرًا له عن ذلك.

وقد اختلف في صوم الدهر هل هو مباح أو مكروه؟، وفي أفضل الصيام. وانظر في ذلك: معالم السنن للخطابي 2/ 128 فما بعدها، شرح صحيح مسلم 4/ 302، فتح الباري 4/ 261 فما بعدها.

ومراد السائل الذي راجع أبا ذرّ بقوله: إنّه وإنّه: بيان منزلة ذلك الرجل وأنّ له شأنًا وصلاحًا فأعاد أبو ذرّ مقالته. والله أعلم.

ص: 490

4074 -

[3] درجته:

أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد للتوقف في حال سلمة بن نباتة، والله أعلم.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 75/ أ).

ص: 491

تخريجه:

لم أقف عليه.

ص: 491

4075 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، ثنا أَبُو أُمَيَّةَ بْنُ يَعْلَى عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أظلَّت الْخَضْرَاءُ، وَلَا أقلَّت الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أبي ذر رضي الله عنه، مَنْ سرَّه أَنْ يَنْظُرَ إِلَى تَوَاضَعِ عِيسَى بن مريم عليه (1) السلام فلينظر إلى أبي ذر رضي الله عنه".

(1) في (عم): "عليهما الصلاة والسلام".

ص: 492

4075 -

درجته:

ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن أبا أمية بن يعلى ضعيف جدًّا، والله أعلم.

قال البوصيري (3/ 75/ ب): رواه أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شيبة بسند ضعيف؛ لجهالة أبي أمية بن يعلى.

ص: 492

تخريجه:

رواه أبو بكر في المصنف (12/ 125: 12317)، به بلفظه.

ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 172)، عن يزيد بن هارون، به، بنحوه.

ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة كما قال في الكنز (36898).

ورواه أيضًا ابن عساكر كما في الإِصابة (4/ 65).

ولحديث أبي هريرة هذا متابعة رواها العقيلي في الضعفاء (3/ 176)، عن أحمد بن داود، عن أبي كريب، عن عمرو بن حماد القناد، عن حسين بن عيسى، عن أبيه، عن عمر بن صبيح الكندي، عن الأحنف ابن قيس، عن أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه. وقال في آخره:"إن أردتم أن تنظروا إلى شبه الناس بعيسى بن مريم زهدًا وبرًا ونسكًا فعليكم به". وفيه عمر بن صبيح قال عنه العقيلي نفسه (3/ 175: 1170): حديثه ليس بالقائم، وليس بمعروف بالنقل ولا يبين سماعه من الأحنف.

وقال الذهبي في الميزان (4/ 127): لا يعرف. =

ص: 492

= وهذا الحديث له أصل من رواية- أبي ذر نفسه وأبي الدرداء وعبد الله بن عمرو وعلي وجابر بن سمرة رضي الله عنهم.

أما حديث أبي ذر رضي الله عنه فرواه الترمذي في سننه -المناقب- مناقب أبي ذر رضي الله عنه (5/ 334: 3890) ولفظه: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ وَلَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ على ذي لهجة أصدق ولا أوفى من أبي ذر شبه عيسى بن مريم". فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كالحاسد: يا رسول الله أفنعرف ذلك له؟ قال صلى الله عليه وسلم: "نعم فاعرفوه".

قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه وقد روى بعضهم هذا الحديث فقال: "أبو ذر يمشي في الأرض بزهد عيسى بن مريم عليه السلام".

قلت: وهو حسن كما قال رحمه الله.

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 342)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

ووافقه الذهبي.

وأما حديث أبي الدرداء رضي الله عنه فرواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 197) في قصة طويلة ذكر هذا في آخرها دون شبه عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام.

وإسناده حسن.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 333): رواه أحمد والطبراني والبزار ورجال أحمد وثقوا وفي بعضهم خلاف.

وقد رواه الإِمام أحمد أيضًا في المسند مختصرًا (6/ 442)، والحاكم في المستدرك (3/ 342)، وابن سعد في الطبقات (4/ 172)، والبزار (كشف الأستار 3/ 263: 2713)، وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 125: 12316).

كلهم من طريق علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف كما في ترجمته.

وأما حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فهو عند الترمذي في المناقب =

ص: 493

= - مناقب أبي ذر رضي الله عنه (5/ 334: 3989) بنحو لفظه السابق دون ذكر عيسى علي نبينا وعليه الصلاة والسلام.

قال الترمذي: وهذا حديث حسن.

قلت: لعله أراد بمجموع طرقه وإلاِّ ففيه عثمان بن عمير أبو اليقظان، ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (386: 4507).

وقد رواه الإِمام أحمد في المسند (2/ 163، 175، 223).

وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 124: 12315).

وابن سعد في الطبقات (4/ 172).

والفسوي في المعرفة والتاريخ (3/ 222).

والبخاري في الكنى (23).

والحاكم في المستدرك (3/ 342).

والدولابي في الكنى (1/ 146)، (2/ 169).

والطبري في تهذيب الآثار -مسند علي- (159: 259).

كلهم من طريق أبي اليقظان وهو ضعيف كما تقدم.

وأما حديث علي رضي الله عنه، فأخرجه الطبري في الموضع المتقدم (ح 18).

والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 224).

والحاكم في المستدرك (4/ 480).

وأبو نعيم في الحلية (4/ 172).

وفيه شريك بن عبد الله صدوق اختلط وتغيّر كما في ترجمته.

وفيه حلّام الغفاري قال عنه الطبري: مجهول غير معروف في نقله الآثار.

وأما حديث جابر بن سمرة فرواه الدولابي في الكنى (2/ 62) وفيه ناصح بن عبد الله المحلّمي ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (577: 7076).

فجملة القول: أن الحديث يرتقي بشواهده إلى الصحيح لغيره، والله أعلم.

ص: 494

4076 -

وقال الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومي، ثنا النَّضْرُ بْنُ محمَّد، ثنا عكرمة، حدّثنا أَبُو زُمَيل، عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ رَابِعَ أَرْبَعَةٍ فِي الإِسلام، أَسْلَمَ قَبْلِي ثلاثة وأنا الرابع، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم (2) فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. قَالَ: فَرَأَيْتُ الِاسْتِبْشَارَ في وجهه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "مَنْ أَنْتَ؟ ". قُلْتُ: جُنْدَب، رَجُلٌ مِنْ بني غِفَار (3).

(1) بغية الباحث 925: 1020، وزاد فيه: فرأيت فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين ارتدع.

(2)

في (عم): "فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ".

(3)

وهم رهط أبي ذرٍّ رضي الله عه على وزن كتاب وهم ولد غفار بن مُلَيْل بن ضَمْرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة وقد نزلوا القطيعة التي قطع لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وكان لهم بها مسجد. (ينظر: تاريخ المدينة لابن شبة 1/ 260)، وجمهرة أنساب العرب (186).

ص: 495

4076 -

درجته:

حسن بهذا الإِسناد لحال عكرمة بن عمار ومرثد بن عبد الله فهما صدوقان. والله أعلم.

وقد سكت عنه الوصيري (3/ 75/ ب).

ص: 495

تخريجه:

رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 157)، عن أبي بكر بن خلاد، عن الحارث به، مختصرًا ولفظه:"كنت رابع الإِسلام أسلم قبلي ثلاثة وأنا الرابع".

ورواه الطبراني في الكبير (2/ 147: 1617)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن عبد الله بن الرومي اليمامي به، بنحوه لكن زاد في آخره: فكأنه صلى الله عليه وسلم ارتدع وودّ أنّي كنت من قبيلة غير التي أنا منهم وذاك أنّي كنت من قبيلة يسرقون الحاجّ بمحاجن لهم. =

ص: 495

= ورواه أيضًا عن الحسن بن علوية القطان، عن عبد الله بن الرومي به بلفظه.

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 342)، عن أبي عبد الله محمَّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمَّد بن زياد، عن عبد الله بن الرومى به، بنحو لفظ الحارث.

وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي.

ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 230: 985)، عن العباس بن عبد العظيم العنبري، عن النضر به، بنحو لفظ الحارث.

قلت: ومجيئه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسلامه عليه وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم له ثابت في قصة إسلامه الطويلة عند مسلم في فضائل الصحابة -باب فضائل أبي ذرٍّ رضي الله عنه (1919: 2473)، والله أعلم.

ص: 496

4077 -

وبه (1) قال لي رسول الله: "يا أبا ذر [أرأيت (2) أَنِّي وُزِنتُ] بِأَرْبَعِينَ أنتَ فِيهِمْ فوزَنتُهُم". فَقَالَتْ لَهُ امْرَأَتُهُ: كَأَنَّكَ قَدْ عِيْر (3) بِكَ. قَالَ: اسكتي (4) ملأ الله فاك ترابًا.

(1) بغية الباحث (926: 1020).

(2)

في الأصل: "يا أبا ذر أنت أي وزنت

" الخ، والذي أثبت هو ما في (عم)، والظاهر لي أنه الصحيح. ومعنى ذلك: أن أبا ذرٍّ رضي الله عنه لمكانته جعل في كفةٍ فيها أربعون فقط وإلَّا فالنبي صلى الله عليه وسلم أفضل البشر على الإطلاق، ولو وزنت به البشرية كلها لوزنها صلى الله عليه وسلم ففي هذا منقبة لأبي ذرٍّ رضي الله عنه، هذا ما ظهر لي في معنى الحديث. وفي (ك): "أرأيت". والله أعلم.

(3)

كذا في الأصل، وفي (عم):"غيرتك"، والصواب ما أثبت. والمعنى جعلت مِعيارًا يوزن بك أو يفاخر بك. (ينظر: لسان العرب، ع ي ر). وفي بغية الباحث:"كأنك قد هُمَّ بك".

(4)

لفظ: "اسكتي" بحاشية الأصل، وعليه علامة التصحيح.

ص: 497

4077 -

درجته:

حسن بهذا الإِسناد؛ لأن عكرمة بن عمار ومرثد بن عبد الله صدوقان، كما تقدم. والله أعلم.

وقد سكت عنه البوصيري (3/ 75/ ب).

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 333)، رواه البزّار ورجاله ثقات.

ص: 497

تخريجه:

رواه البزّار (كشف الأستار 3/ 265: 2717)، عن العباس بن عبد العظيم العنبري، عن النضر بن محمَّد به، بلفظ:"يا أبا ذرٍّ: رأيت كأني وُزِنْتُ بأربعين أنت فيهم فوزنتُهم".

قال البزّار: وأحاديث النضر لا نعلم أحدًا شاركه فيها.

ص: 497

4078 -

وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا محمَّد بْنُ عَمْرٍو (1)، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ حِمَاس، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَوْسٍ، قال: كنت أسمع بأبي ذر رضي الله عنه فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَيَّ أَنْ أَرَاهُ وألقاه منه فكتب إليه عثمان رضي الله عنه أَنْ يقدُم عَلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ مُعَاوِيَةُ: إِنْ كَانَ لَكَ بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ حَاجَةٌ فَأَخْرِجْ أَبَا ذَرٍّ فَإِنَّهُ قَدْ ثَقُل الناسُ عِنْدِي (2).

فَقَدِمَ أبو ذر رضي الله عنه وتصايَح النَّاسُ: هَذَا أَبُو ذَرٍّ، هَذَا أَبُو ذَرٍّ.

فَخَرَجْتُ أنظرُ إِلَيْهِ فِيمَنْ يَنْظُرُ، فَدَخَلَ المسجدَ وعثمانُ رضي الله عنه فِيهِ فَأَتَى سَارِيَةً فَصَلَّى عِنْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أتى عثمانَ رضي الله عنه فسلَّم فما سَبَّه ولا أَنَّبَه، فقال عثمان رضي الله عنه: أَيْنَ كُنْتَ يَوْمَ أُغير عَلَى لِقَاحِ (3) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَسْتَسْقِي (4). ثُمَّ رَفَعَ أَبُو ذَرٍّ رضي الله عنه بِصَوْتِهِ الْأَشَدِّ فَقَرَأَ: {وَالَّذِينَ (5) يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا} -إلى قوله-: {مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)} ، فأمره عثمان رضي الله عنه أن يخرج إلى الرَّبَذَة.

(1) في (عم): "محمد بن عمرو بن حِمَاس".

(2)

هكذا نصُّ العبارة في النسختين الخطيتين، وفي المطبوعة أيضًا. ولعلَّ المراد: كثر الناس وتتابعوا في الشكوى. والله أعلم.

(3)

في (عم): "الحاج"، وهو خطأ.

(4)

في (عم): "أستقى".

(5)

في النسختين الخطيتين: "أنَّ الَّذِين

"، وهو خطأ. والآية في سورة التوبة (34).

ص: 498

4078 -

درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة أبي عمرو بن حِمَاس. والله أعلم.

ص: 498

تخريجه:

لم أقف عليه.

ص: 498

4579 -

وقال أحمد في الزهد (1): حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنا محمَّد بْنُ عمرو، قَالَ: سَمِعْتُ عِرَاك بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ أبو ذر (2) رضي الله عنه: إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ مَجْلِسًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ خَرَجَ مِنَ الدُّنْيَا كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكْتُهُ فِيهَا، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ مَا مِنْكُمْ من أحد إلَّا وقد تَشَبَّثَ منها بشيء غيري.

(1) الزهد لأحمد (183، 184)، ولفظه: قال: إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ مَجْلِسًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَذَلِكَ أَنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أَقْرَبُكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَن خَرَجَ من الدنيا كهينته يوم تركته فيها

" الحديث.

(2)

في الأصل: "أبو بكر"، والتصحيح بهامش النسخة الأصلية.

ص: 499

4079 -

درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن عراكًا لم يسمع من أبي ذرّ فيما يظهر فلم أجد له رواية عنه. والله أعلم.

قال البوصيري (مختصر 3/ 75/ ب)، رواه أحمد بن منيع وأحمد بن حنبل ورواتهما ثقات.

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 330)، ورجاله ثقات إلاّ أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب. والله أعلم.

ص: 499

تخريجه:

رواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 165)، به بلفظه.

ورواه من طريقه أبو نعيم في الحلية (1/ 161)، عن أبي بكر بن مالك، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه به، بنحوه.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 125: 12318)، عن يزيد به بلفظه.

ورواه ابن سعد في الطبقات (4/ 172: 173)، عن يزيد أيضًا به بلفظه.

ورواه الطبراني في الكبير (2/ 149: 1627)، عن محمَّد بن عبد الله =

ص: 499

= الحضرمي، عن أبي كريب، عن عثمان بن سعيد، عن هياج بن بسطام، عن محمَّد بن عمرو به، بنحوه.

ورواه الطبراني في المكان نفسه (1628)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن ليث بن هارون العكلي، عن زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيْدَةَ، عن محمَّد بن الوليد، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عَنْ أَبِي ذرٍّ رضي الله عنه قَالَ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أحبكم إليّ وأقربكم منّي مجلسًا الذي يلحقني على العهد الذي فارقني عليه".

قلت: فيه ليث بن هارون لم يذكره سوى ابن حبّان في الثقات (9/ 29).

وفيه موسى بن عبيدة ضعيف كما في ترجمته.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 330)، رواه الطبراني وفيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف.

وذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله في الإِصابة (4/ 65)، أن أبا يعلى أخرج معنى

هذا الحديث من وجه آخر، عن أبي ذرٍّ متصلًا لكن سنده ضعيف.

قلت: لم أره في مسند أبي يعلى المطبوع، لكن يظهر لي أن الحديث يرتقي بطرقه إلى رتبة الحسن لغيره. والله أعلم.

ص: 500

4080 -

وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ثنا محمَّد بْنُ حَرْبٍ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ أَبِي المثنَّى المَلِيْكِي قَالَ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى أصحابه رضي الله عنهم قَالَ: "عُوَيْمِرٌ حَكِيمُ أُمَّتي وجُنْدَب طَرِيد أُمَّتي يعيش وحده ويموت وحده والله عز وجل يبعثه وحده".

(1) بغية الباحث (925: 1020)، وقال في آخره: والله وَحْدَه يكفيه.

ص: 501

4080 -

درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأنه مرسل فأبو المثنى الأُملوكي من صغار التابعين. والله أعلم.

قال البوصيري (3/ 75/ أ)، رواه الحارث مرسلًا.

ص: 501

تخريجه:

لم أقف عليه.

قال في كنز العمال (33132): رواه الحارث، عن أبي المثنى المَلِيكي مرسلًا.

ويشهد لقوله: "يعيش وحده ويموت وحده

" الخ، ما تقدم في الحديث رقم (4074)، الذي فيه: "تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك".

ص: 501

4081 -

وَقَالَ مُسَدَّدٌ: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أبي ذر رضي الله عنه قال:"وددت لو أني شجرةٌ تُعْضَدُ"(1).

(1) وهذا ليس فيه اعتراض على قدر الله جلَّ وعلا بل يدل على شفقة هذا العبد الصالح وشدَّة خوفه من ربه جلَّ وعلا ومن اللقاء والسؤال. والله أعلم.

ص: 502

4081 -

درجته:

موقوف صحيح بهذا الإِسناد. والله أعلم.

ص: 502

تخريجه:

مدار هذا الحديث على مجاهد واختلف عليه فيه على وجهين:

الأول: عنه عن ابن أبي ليلى، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه كما هنا:

ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 164)، عن أبي محمَّد بن حيان، عن أبي يحيى الرازي، عن هنَّاد بن السري، عن أبي معاوية، عن الأعمش به لكن بلفظ:"والله لو تعلمون ما أعلم ما انبسطتم إلى نسائكم ولا تقاررتم على فرشكم والله لوددت أن الله عز وجل خلقني يوم خلقني شجرة تعضد ويؤكل ثمرها".

الوجه الثاني: عنه عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه:

رواه الإِمام أحمد في الزهد (182)، عن وكيع، عن أبيه، عن إبراهيم بن مهاجر، عن مجاهد به، بنحوه، وزاد:"وددت أني لم أخلق".

ورواه ابن عساكر في التاريخ (19/ 39)، عن أبي القاسم الشحامي، عن أبي نصر عبد الرحمن بن محمَّد الشاهد، عن إسماعيل بن يحيى، عن عبد الله بن محمَّد، عن عبد الله بن هاشم، عن وكيع به، بنحو لفظ أحمد في الزهد.

ورواه أيضًا عن أبي بكر الشحامي، عن أبي نصر الشاهد به، بنحوه.

والراجح من الوجهين هو الأول: فإن مجاهدًا ثقة إمام وكذا من قبله كما تقدم =

ص: 502

= والحمل في الوجه الثاني على إبراهيم بن مهاجر فإنه كما قال عنه الحافظ في التقريب (94: 254)، صدوق فيه لين.

وقد روى ابن عساكر أيضًا وجهًا ثالثًا عن إبراهيم بن المهاجر، عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه وهو وجه ضعيف والحمل فيه على ابن المهاجر. والله أعلم.

ص: 503