الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
100 - فضل صَفِيَّة بنتِ عبد المطلب رضي الله عنها
4113 -
[1] قَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْب، ثنا محمَّد ابن الحسن هو ابن زَبَالة، حَدَّثَتْنِي أُمُّ عُرْوَةَ هِيَ بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهَا (2) عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ بْنِ العوام رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا خلَّف رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نِسَاءَهُ يَوْمَ أُحُدٍ بِالْمَدِينَةِ خلَّفهنَّ (3) فِي فَارِعٍ (4) وفيهنَّ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنها وخلَّّف فيهنَّ حسان بن ثابت رضي الله عنه فَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِيَدْخُلَ عليهنَّ فَقَالَتْ صفية رضي الله عنها لحسَّان بن ثابت رضي الله عنه: دونك الرجل. فجَبُن حسان رضي الله عنه وأبى عليها فتناولت صفية رضي الله عنها السَّيْفَ فَضَرَبَتْ بِهِ الْمُشْرِكَ حَتَّى قَتَلَتْهُ فأُخبِر بِذَلِكَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَضَرَب لِصَفِيَّه رضي الله عنها بسهم كما ضرب للرجال (5).
(1) مسند أبي يعلى 1/ 326، 327:679.
(2)
سقط قوله: "عن أبيها" من (عم).
(3)
في (عم): "خلفن".
(4)
فارع بكسر الراء والعين المهملة وهو أُطُمٌ بالمدينة والأطُم الحصن الذي كان لحسان بن ثابت رضي الله عنه. (ينظر: المشترك وضعًا 328، ومعجم ما استعجم 3/ 1013).
(5)
زاد في (ك): "قُلْتُ: محمَّد بْنُ الْحَسَنِ هُوَ ابْنُ زُبَالَةَ الْمَدَنِي ضَعِيفٌ جِدًّا لَكِنْ".
[2]
تَابَعَ ابْنُ زُبَالَةَ عَلَيْهِ إِسْحَاقَ بْنَ محمَّد بن أبي فروة، وَهُوَ مِنْ رِجَالِ الْبُخَارِيِّ فَرَوَاهُ عَنْ أُمِّ عُرْوَةَ، أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ (6) مِنْ طَرِيقِهِ، وَسِيَاقُهُ أتمَّ.
(6) قال البزّار: حدّثنا عبد الله بن شبيب، ثنا إسحاق بن محمَّد الفروي قال: حدثتني أم عروة بِنْتُ جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جدها الزبير بن العوام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد فجعل نساءه وعمَّته صفية في أُطُم يقال له: فارع وجعل معهم حسان بن ثابت وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أُحُد فيرقى يهودي حتى أشرف علي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى عمته فقالت صفية: يا حسان قم إليه حتى تقتله قال: لا والله ما ذاك فيّ ولو كان ذلك فيّ لخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت صفيَّه: فاربط السيف على ذراعي قال: ثم تقدمت إليه حتى قتلته وقطتّ رأسه فقالت له: خذ الرأس فارم به على اليهود قال: ما ذاك فيّ. فأخذت هي الرأس فرمت به على اليهود فقالت اليهود: قد علمنا أن محمدًا لم يكن يترك أهله خلوفًا ليس معهم أحد فتفرقوا وذهبوا. قالت: عائشة فمر سعد بن معاذ وهو يقول:
مهلا قليلًا تدرك الهيجا جمل
…
لا بأس بالموت إذا حان الأجل
قالت: وما رأيت أحدًا أجمل منه ذلك اليوم وكان عليه أثر صفرة وكان عليه درع مقلّصه وقد تزوَّج فبنى بأهله قبل ذلك بأيام فعليه أثر زعفران. قال: وكان حسان إذا اشتدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على الكفار يفتح الأطم إذا كرُّوا رجع معهم.
قال البزّار: لا نعلمه يروى عن الزبير إلَّا بهذا الإِسناد. (البحر الزخَّار 3/ 191: 978، وكشف الأستار 2/ 333: 1807).
4113 -
درجته:
طريق ابن أبي شيبة: موضوع لأن محمَّد بن الحسن بن زبالة كذاب.
وقد سكت عنه البوصيري: (3/ 64/ أ).
وقال الهيثمي في المجمع (6/ 137): رواه البزّار وأبو يعلى باختصار وإسنادهما ضعيف.
وطريق البزّار: أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد لحال عبد الله بن شبيب المدني فإني لم أجد له ترجمة، والله أعلم. =
= وقد سكت عنه البوصيري أيضًا (3/ 64/ أ).
وتقدم أن الهيثمي ضعف إسناده.
تخريجه:
عزاه الحافظ ابن حجر في الإِصابة (4/ 339، 340)، لابن أبي خيثمة وابن منده من رواية أم عروة عن أبيها، عن جدتها صفيّة وقال: لما خرج صلى الله عليه وسلم إلى الخندق بدل أحد وذكره بنحوه.
ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 50) عن أبي جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسدي الحافظ، عن إبراهيم بن الحسن بن ديزيل، عن إسحاق بن إبراهيم الفروي، عن أم عروة بِنْتِ جَعْفَرٍ، عَنْ أَبِيهَا، عَنْ جَدِّهَا الزُّبَيْرِ، عن أمه صفية
…
بنحو لفظ
البزّار وقال فيه الخندق أيضًا. قال الحاكم: هذا حديث كبير غريب بهذا الإِسناد وقد روي بإسناد صحيح.
وأقره الذهبي.
والخبر له شاهد مرسل من حديث عروة عن صفية رضي الله عنها:
رواه ابن سعد في الطبقات (8/ 34)، وَلَفْظُهُ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج لقتال عدوّه من المدينة رفع أزواجه ونساءه في أطم حسان بن ثابت؛ لأنه كان من أحصن آطام المدينة وتخلَّف حسان يوم أحد فجاء يهودي فلصق بالأطم يستمع ويتخبر فقالت صفية بنت عبد المطلب لحسان: أنزل إلى هذا اليهودي فاقتله: فكأنه هاب ذلك فأخذت عمودًا فنزلت فختلته حتى فتحت الباب قليلًا قليلًا ثم حملت عليه فضربته بالعمود فقتلته.
والخبر رواه الطبراني في الكبير (24/ 319: 804)، ووقع عنده يوم الأحزاب.
قال الهيثمي في المجمع (6/ 137): رواه الطبراني ورجاله إلى عروة رجال الصحيح ولكنه مرسل. =
= ورواه أيضًا الحاكم في المستدرك (4/ 51)، بنحوه ووقع عنده أيضًا الخندق.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
قال الذهبي: قلت: عروة لم يدرك صفية.
فالخبر مرسل لكنه مع حديث ابن أبي فروة يرتقيان إلى رتبة الحسن لغيره وبهذا يتبين أن للموضوع من حديث ابن زبالة أصلًا حسنًا.
لكن متن هذا الحديث فيه شيء من النكارة؛ لأن حسانًا رضي الله عنه عرف عنه أنه كان يهجو المشركين ويعاديهم ولو كان جبانًا كما يفيده متن هذا الحديث لخاف من سطوة المشركين ولما تعرض لهم بشيء، والله أعلم.