الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
54 - فضل النَّابِغَة الجَعْدِيّ رضي الله عنه
4032 -
قال الحارث (1): حدّثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ، ثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنِي من سمع النابغة يَقُولُ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأنشدته قولي:
وإِنَّا لَقَوْمٌ مَا نُعَوِّد خَيْلَنَا
…
إِذَا مَا الْتَقَيْنَا أن تَحِيدَ وتَنْفِرَا
وتُنكرُ يَوْمَ الرَّوعِ أَلْوَانَ خيلِنا
…
مِنَ الطَّعْن حَتَّى تحسب (2) الجَوْنَ أَشْقَرا (3)
وَلَيْسَ بمعروفِ لَنَا أَنْ نَرُدَّها
…
صِحَاحًا ولا مُسْتَنكرٌ (4) أن يُعَفَّرا (5)
(1) بغية الباحث (844: 894).
(2)
في (عم): "يحسب" بالياء.
(3)
الجون من الألوان ويقع على الأسود والأبيض. (ينظر: النهاية 1/ 318).
(4)
في (عم): "ولا مستكبرًا أن تعفرا". وفي بغية الباحث: "أن تعقّرا" بالتاء والقاف، وهو أقرب.
(5)
الأبيات من الطويل وهي من قصيدة طويلة. وانظر: جمهرة أشعار العرب (357)، وخزانة الأدب (1/ 513، 514).
بلغْنَا السماءَ مجدُنا وجُدُودُنا
…
وإنَّا لنَبْغِي (6) فَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرا
قَالَ: فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "إِلَى أَيْنَ؟ " قُلْتُ: إِلَى الْجَنَّةِ. قال: "نعم إن شاء الله تعالى". قال رضي الله عنه: فلما أنشدته صلى الله عليه وسلم:
ولا خَيْرَ في حِلْمٍ إذا لم يكن لَهُ
…
بَوَادرُ تَحْمِي (7) صَفْوَه أَنْ يُكَدَّرا
وَلَا خَيْرَ فِي جهلٍ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ
…
أَرِيبٌ إِذَا مَا أورَد الْأَمْرُ أَصْدَرا
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لَا [يفْضُضِ] (8) الله فاك". قال: فكان رضي الله عنه مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ ثَغْرًا، وَكَانَ إِذَا سَقَطَتْ له سن نبتت.
(6) في (عم): "لنرجوا".
(7)
في (عم): "يحمي"، بالياء.
(8)
في (مح): "يفضفض" والصواب ما أثبت وهو من (عم) والمعنى: لا يسقط الله أسنانك وتقديره: لا يكسر الله أسنان فيك فحذف المضاف، يقال: فضه إذا كسره. ينظر: الفائق 2/ 382 النهاية 3/ 453).
4032 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف العباس بن الفضل ومحمد بن عبد الله العَمِّي وإبهام من حدث عن النابغة، والله أعلم.
تخريجه:
رواه من طريق الحارث ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 553) عن أبي الفضل أحمد بن قاسم، عن قاسم بن أصبغ، عن الحارث، به، بلفظه. =
= ورواه عن النابغة رضي الله عنه غير من هنا يعلي بن الأشدق أخرج حديثه:
أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 73) عن أبي الحسن بن عمر الحافظ الوراق، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمَّد بْنِ عَبْدِ العزيز، عن داود بن رشيد، عن يعلى، به، بنحوه. ولم يذكر إلَّا قوله: بلغنا السماء
…
البيت.
ورواه الحافظ في الإصابة (3/ 509) عن علي بن محمَّد الدمشقي، عن سليمان بن حمزة، عن علي بن الحسين، عن أبي القاسم بن البناء، عن أبي النصر الطوسي، عن أبي طاهر المخلص، عن أبي القاسم البغوي، عن داود بن رشيد، به، ولم يذكر الأبيات الثلاثة الأول.
ورواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 73) عن القاضي أبي أحمد محمَّد بن أحمد بن إبراهيم، عن أحمد بن إسحاق الجوهري، عن إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقى، عن يعلى، به، وذكر قوله: بلغنا السماء
…
إلخ والبيتين الآخرين.
ورواه في الموضع المتقدم عن أبي محمَّد بن حيان، عن أحمد بن إسحاق الجوهري، به، بلفظه.
وقال أبو نعيم: ورواه داود بن رشيد وهاشم بن القاسم الحراني وعروة العزقي وأبو بكر الباهلي كلهم عن يعلى بن الأشدق وزاد داود بن رشيد: ولا خير في حلم
…
البيت. ولم يذكر داود عمر النابغة وسقوط أسنانه.
قلت: قد رواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 4: 2104) عن هاشم بن القاسم الحراني، عن يعلى لكنه جعل بينه وبين النابغة عبد الله بن جراد العقيلي، ولفظه عن النابغة: قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فأنشدته من قولي:
علونا العباد عفة وتكرمًا
…
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرًا
قال: "أين المظهر يا أبا ليلى؟ " قال: قلت: الجنة. قال: "أجل إن شاء الله" ثم قال: "أنشدني" فأنشدته من قولي: فذكر البيتين الآخرين وقول النبي صلى الله عليه وسلم-بعدهما: "أحسنت لا يفضض الله فاك". =
= ورواه الحسن بن سفيان في مسنده والشيرازي في الألقاب كما قال الحافظ رحمه الله في الإصابة (3/ 509).
ويعلي بن الأشدق قال عنه أبو حاتم: ليس بشيء ضعيف الحديث.
وسئل عنه أبو زرعة فقال: هو عندي لا يصدق ليس بشيء (ينظر: الجرح والتعديل 9/ 303). ولذا قال الهيثمي في المجمع (8/ 129): رواه البزّار وفيه يعلي بن الأشدق وهو ضعيف.
ورواه عن النابغة أيضًا عبد الله بن جراد:
روى حديثه الخطابي في غريب الحديث (1/ 189، 190)، عن ابن الفارسي، عن إسماعيل بن يعقوب الصفار، عن سوار بن سهل، عن سليمان بن أحمد الحرشي، عن عبد الله بن محمَّد بن حبيب الكعبي، عن مهاجر بن سليم، عن عبد الله بن جراد، عن النابغة بنحو رواية البزّار وفي آخره قال: فنظرت إليه وكأَنَّ فاه البَرَد المُنْهلّ تَرِفُّ غُرُوبُه.
وعبد الله بن جراد قال عنه أبو حاتم: لا يعرف ولا يصح هذا الإِسناد (ينظر: الجرح والتعديل 5/ 21) ورواه أيضًا المرحبي في كتاب العلم كما قال الحافظ في الإِصابة (3/ 509).
وممن تابعه أيضًا كريز بن سامة أخرج حديثه الدارقطني في المؤتلف والمختلف (1060، 1957) عن عبد الله بن العباس بن جبريل الشمعي، عن أبي يوسف الفلوسي، عن يحيى بن راشد، عن الرحال ابن المنذر، عن أبيه، عن جده، عن كريز به، وذكر أول الأبيات فقط.
قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (3/ 277) في ترجمة كريز بن سامة: والرحال لا يعرف حاله ولا حال أبيه ولا جده.
وممن تابعه أيضًا نصر بن عاصم الليثي، عن أبيه، عن النابغة، بنحوه.
قاله الحافظ في الإصابة (3/ 510) وقال: رويناها في الأربعين البلدانية للسلفي من طريق أبي عمرو بن العلاء، عن نصر بن عاصم الليثي
…
إلخ.
55 -
فَضْلِ المُقْعَد (1) الَّذِي مَاتَ فِي حَيَاتِهِ صلى الله عليه وسلم
4033 -
[1] قال عبد (2): حدّثنا أبو جابر.
[2]
وقال الحارث (3): حدّثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ، كِلَاهُمَا عَنْ فَائِدٍ، عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ: كَانَ بِالْمَدِينَةِ مُقْعَد فَقَالَ لِأَهْلِهِ:
ضَعُونِي عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى [مَسْجِدِهِ](4) قَالَ: فوُضِع المُقْعَد عَلَى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَانَ إذا اختَلَف صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَسْجِدِ سَلَّم عَلَى المُقْعَد، فَجَاءَ أَهْلُ المُقْعَد ليَرُدُّوه فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَبْرَحُ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ مَا عَاشَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَابْنُوا لِي خُصًّا (5)، فَبَنَوْا لَهُ خُصًّا فَكَانَ فِيهِ، -فَكُلَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى الْمَسْجِدِ دَخَلَ الخُصَّ وَسَلَّمَ عَلَى المُقْعَد (6) - وَكُلَّمَا
(1) لم أقف على اسم له. والمُقْعَد هو الذي لا يقدر على القيام لزمانةٍ به. (ينظر: النهاية 4/ 86).
(2)
المنتخب من مسند عبد بن حميد (189: 533).
(3)
بغية الباحث (881: 949).
(4)
في الأصل و (عم): "إلى مسجد"، وما أثبت من المنتخب وهو الصحيح، والله أعلم.
(5)
الخُصّ بيت يعمل من الخشب والقصب وجمعه خِصَاص وأخصاص وخُصُوص سمي به لما فيه من الخِصَاص وهي الفُرَج والأنقاب. (ينظر: القاموس 2/ 312)، و (النهاية 2/ 37).
(6)
ما بين الشرطتين بحاشية الأصل وعليه: (صح).
أصاب طُرْفة (7) من طعام بعث صلى الله عليه وسلم إِلَى المُقْعَد.
قَالَ فَبَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَتَى آتٍ فَنَعَى لَهُ المُقْعَد فَنَهَضَ
رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَهَضْنَا مَعَهُ حَتَّى إذا دنا من الخُصِّ قال صلى الله عليه وسلم لِأَصْحَابِهِ:
"لَا يقربنَّ الخُصَّ أحدٌ غَيْرِي". فَدَنَا صلى الله عليه وسلم من الخُصِّ فإذا جبريل عليه الصلاة والسلام قَاعِدٌ عِنْدَ المُقْعَد فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا إِنَّكَ لَوْ لَمْ تَأْتِنَا لَكَفَيْنَاكَ أَمْرَهُ فأما إذ جِئْتَ فَأَنْتَ أَوْلَى بِهِ فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ الله ي فَغَسَّله بِيَدِهِ وكَفَّنه وصلَّى عَلَيْهِ وَأَدْخَلَهُ الْقَبْرَ.
* تَفَرَّدَ بِهِ فَائِدُ أَبُو الْوَرْقَاءِ وَهُوَ ضَعِيفٌ (8).
(7) الطُّرْفَة هي كل شيء استحدثته فأعجبك وأطرف الرجلَ أعطاه ما لم يعطه أحدًا قبله وشيء طريف غريب والطَرَف من الشيء بالتحريك الناحية من النواحي والطائفة من الشيء والجمع أطراف. (ينظر: اللسان 9/ 213 ط رف).
(8)
قال عنه الحافظ رحمه الله في التقريب: متروك اتهموه من صغار الخامسة بقي إلى حدود الستين.
4033 -
درجته:
ضعيف جدًا بهذا الإِسناد لأنَّ فائدًا متروك كما تقدَّم، والله أعلم.
تخريجه:
لم أقف عليه.