الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
30 - باب فضائل علي رضي الله عنه
3918 -
قال أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ، ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمَّارٍ قَالَ: نَزَلَ شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى مَسْرُوقٍ فحدَّث عَنْ صَفِيَّةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: "قُمْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقلت له (1): لَيْسَ مِنْ أَزْوَاجِكَ أَحَدٌ إلَّا لَهَا (2) قَرَابَةٌ وعشيرة (3) (4) فإلى من توصي بي؟. قال صلى الله عليه وسلم: "أُوصي بك إلى عليّ رضي الله عنه".
(1) في (عم) و (سد): "فقلت: إنه ليس
…
" إلخ.
(2)
في (عم): إلَّا له".
(3)
في (عم) و (سد): "وعِتْرة".
(4)
عشيرة الرجل بنو أبيه الأدنون، وقيل: هم القبيلة والجمع عشائر، وأما العترة فقيل: هم الأقرباء من ولد وغيره، وقيل: هم الرهط والعشيرة الأدنون، وقيل: عِتْرة الرجل أخص أقاربه.
(ينظر: النهاية 3/ 177). (لسان العرب: ع ش ر- ع ت ر).
3918 -
درجته:
ضعيف لعنعنة أبي إسحاق السبيعي وهو مدلِّس، وفيه أيضًا عمار الذي روى عنه أبو إسحاق لم يتميز لي، والشيخ الذي حدّث عن صفية رضي الله عنها لم أتمكن من تعيينه كما تقدم. =
= قال البوصيري (3/ 51/ب): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بسند فيه راوٍ لم يُسمّ.
تخريجه:
لم أجده.
3919 -
حَدَّثَنَا (1) الْفَضْلُ هُوَ أَبُو نُعَيْمٍ، ثنا فِطْر بْنُ خَلِيفَةَ، أَخْبَرَنِي حَبِيب بْنُ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: سمعتُ ثَعْلَبة بْنَ [يَزِيدَ](2)، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: والله إنه لعهد النبي الأمِّي: "سيَغْدِرُونَك من بعدي".
(1) القائل هو ابن أبي شيبة.
(2)
في جميع النسخ: "زيد"، والصحيح ما أثبت. انظر: التاريخ الكبير (2/ 174)، ضعفاء العقيلي (1/ 187)، الكامل لابن عدي (2/ 109)، التهذيب (2/ 26).
3919 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لحال فطر بن خليفة، وثعلبة بن يزيد فإنهما صدوقان متشيّعان، وهذا الحديث يؤيد بدعتهما فهو ضعيف.
قال البوصيري (3/ 51/ أ): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن والحارث بن أبي أسامة والبزار.
تخريجه:
يأتي في الحديث رقم (3921).
3920 -
وقال الحارث (1): حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، ثنا هُشَيْمٌ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ [سَالِمٍ](2)، عَنْ أبي إدريس الأَوْدِيّ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ ستغدر بك من بعدي". رواه البزّار وابن ماجه (3).
(1) بغية الباحث (905: 984).
(2)
الذي في جميع النسخ: "سلام"، والتصحيح من كتب التراجم.
(3)
كشف الأستار (3/ 203: 2569)، ولم أجده في ابن ماجه.
ولعلّ هذه العبارة يراد بها الحديث الذي بعده، والله أعلم.
3920 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن أبا إدريس الأودي مجهول الحال.
تخريجه:
يأتي في الحديث رقم (3921).
3921 -
(1) حدّثنا حَبِيبٍ (2) عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ الْحِمَّانِيِّ، عَنْ أبيه قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ: وَاللَّهِ إِنَّهُ لَعَهْدُ النبيِّ الأميِّ: "إن هذه الأمة ستغدر بي".
(1) كذا في جميع النسخ، والإسناد فيه سقط قطعًا، إذ لم يسمع أي من أصحاب المسانيد الثمانية أو غيرهم ممن اشتمل عليه هذا الكتاب عن حبيب؛ فهو تابعي كما سبق، وإن كان ظاهر العبارة يدل على نسبته للحارث، لكن هذا لا يمكن، ولم أجد الحديث بهذا الإِسناد في بغية الباحث ولا في شيء من مصادر المطالب المطبوعة غير البزّار، وقد عزاه الأعظمي في المجرَّدة للبزار (4/ 56) والله أعلم.
(2)
في (عم): "حبيب بن أبي ثابت".
3921 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة حبيب بن أبي ثابت وهو مدلّس؛ ولأن ثعلبة بن يزيد متشيّع وحديثه هذا يؤيد بدعته فهو مردود.
وتقدم أن البوصيري حسّن إسناده.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 140): رواه البزّار وفيه علي بن قادم وقد وثّق وضعِّف.
قلت: لعل البوصيري أراد أن الحديث حسن بطرقه.
وأما رواية البزّار ففيها ما يأتي:
1 -
شيخه هارون بن سفيان المُسْتَمْلي المعروف بمُكْحَلة. نقل الخطيب في ترجمته أنّ أبا نُعيمٍ قال له: يا هارون أطلب لنفسك صناعة غير الحديث فكأنّك بالحديث قد صار على مَزْبَلة. انظر: تاريخ بغداد (14/ 24)، الأنساب (5/ 288)، نزهة الألباب (2/ 194).
2 -
ثلاثة من رواته -مع أن كُلاًّ منهم صدوق إلا أنه يتشيع- وهم ثعلبة (كما تقدم في ترجمته)، وعليّ بن قادم، والأجلح بن عبد الله الكنْدي كما في التقريب (404: 4785) و (96: 285). =
= تخريجه:
هذا الحديث رواه عن علي رضي الله عنه اثنان هما ثعلبة بن يزيد وأبو إدريس الأودي:
أما حديث ثعلبة فمداره على حبيب بن أبي ثابت، واختلف عليه في إسناده علي وجهين:
الوجه الأول: عنه، عن ثعلبة، عن عليّ رضي الله عنه كما عند أبي بكر.
الوجه الثاني: عنه، عن ثعلبة، عن أبيه يزيد، عن عليّ رضي الله عنه كما عند الحارث.
ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 203: 2569) عن هارون بن سفيان، عن علي بن قادم، عن شريك، عن الأجلح، عن حبيب، به بنحوه.
قال البزّار: وأحسبه غلط إنما هو عن عليّ
…
فذكره ثم قال: قد رواه فطر بن خليفة وغيره، عن حبيب، عن ثعلبة، عن عليّ رضي الله عنه.
قلت: ولا يمتنع أن يكون حبيب رواه بالوجهين معًا فيكون ثعلبة سمعه من أبيه عن عليّ رضي الله عنه ثم سمعه من عليّ رضي الله عنه، مباشرة، والله أعلم.
وأما حديث أبي إدريس فرواه الحاكم في المستدرك (3/ 140)، عن أبي حفص عمر بن أحمد الجمحي، عن عليّ بن عبد العزيز، عن عمرو بن عون، عن هشيم به ولفظه: إن مما عَهِدَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "أَنَّ هذه الأمة ستغدر بي بعده".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
ووافقه الذهبي في التلخيص.
قلت: بل فيه أبو إدريس الأودي وهو مجهول الحال.
ومع أن الحديث ضعيف بالنظر إلى كل طريق على حدة لكن بالنظر إلى الطريقين معًا فالحديث حسن لغيره، والله أعلم.
3922 -
[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: [حَدَّثَنَا (1) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ موسى، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ جَبْرٍ]، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه قَالَ:"لَمَّا افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَكَّةَ انْصَرَفَ إِلَى الطَّائِفِ فَحَاصَرَهَا تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ (2) فَلَمْ يَفْتَحْهَا (3) ثُمَّ أَوْغَلَ رَوْحَةً أَوْ غُدْوَةً فَنَزَلَ ثُمَّ هجَّر (4) فقال: يا أيها الناس إني فرطكم (5) (6) وَأُوصِيكُمْ بِعِتْرَتِي (7) خَيْرًا، وَإِنَّ مَوْعِدَكُمُ الْحَوْضُ فَوَالَّذِي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتنَّ الزكاة أو لأبعثنَّ إليكم رجلًا مني أو كنفسي (8) فَليَضْرِبَنَّ أعناق مقاتليهم، وليسْبينَّ ذرَارِيَهُم. قَالَ: فَرَأَى النَّاسُ أَنَّهُ أَبُو بكر أو عمر رضي الله عنهما. فأخذ صلى الله عليه وسلم يد (9) عَلِيٍّ رضي الله عنه فَقَالَ: "هَذَا".
(1) فِي جميع النسخ: (حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا مُوسَى بْنُ عبيدة، عن طلحة بن جبر
…
إلخ).
وما أثبت من المصنّف (12/ 65)، ومسند أبي يعلى، وهو الصواب، والله أعلم.
(2)
في (عم) و (سد): "يومًا".
(3)
في (سد): "فلم يفتتحها".
(4)
الوغول: الدخول في الشيء، وأوغل القوم إذا أمعنوا في سيرهم داخلين بين ظهراني الجبال أو في أرض العدوّ. والنزول: هو الحلول والتهجير معناه التبكير والمبادرة فالمعنى على هذا: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل الطائف نزل بها ثم بكر من صبيحة الغد وخطب الناس، وقال ما قال صلى الله عليه وسلم. والله أعلم. (ينظر: النهاية 5/ 246، ولسان العرب: وغ ل- ن زل).
(5)
في (عم) و (سد): "فرط لكِم".
(6)
أي: متقدِّمكم إليه، يقال: فرَط يفرِطُ فهو فارِطٌ وفَرَطٌ إذا تقدم القوم ليرتاد لهم الماء ويهّيىء لهم الدِّلاء والأرشية. (النهاية 3/ 434).
(7)
تقدم تفسير العترة، وعترة النبي صلى الله عليه وسلم بنو عبد المطّلب، وقيل: أهل بيته الأقربون، وهم أولاده وعليٌّ وأولاده، وقيل: عترته الأقربون والأبعدون منهم. (النهاية 3/ 177).
(8)
في (سد): "لنفسي".
(9)
في (عم) و (سد): "بيد".
3922 -
[1] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف موسى بن عبيدة وطلحة بن جبر وفيه أيضًا عنعنة المطلب بن عبد الله وهو كثير التدليس كما تقدم.
قال البوصيري (3/ 51/ب): رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى الموصلي بسند فيه موسى بن عبيدة الزَّبذي وهو ضعيف.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 137): رواه أبو يعلى وفيه طلحة بن جبر وثقه ابن معين في رواية وضعّفه الجوزجاني وبقية رجاله ثقات.
تخريجه:
يأتي في الطريق الآتي (3922 [2]).
3922 -
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أبي شيبة بهذا.
(1) مسند أبي يعلى (1/ 393: 856).
3922 -
[2] درجته:
ضعيف أيضًا لضعف موسى بن عبيدة وطلحة بن جبر وعنعنة المطّلب بن عبد الله وهو مدلس، والله أعلم.
تخريجه:
رواه البزّار في مسنده (3/ 258: 1050) من طريق عبيد الله بن موسى به، بنحوه. وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن عبد الرحمن بن عوف إلا من هذا الوجه بهذا الإِسناد، ولا نعلم روى مصعب عن أبيه إلا هذا الحديث. اهـ.
وقد عزاه في الكنز (36496) لابن أبي شيبة فقط.
وعزاه الهيثمي في المجمع (9/ 166): للبزار وقال: فيه طلحة بن جبر وهو ضعيف.
وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 46)، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ المطلب بن عبد الله بن حنطب قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لوفد ثقيف حين جاء: "لتسلمنّ أو لأبعثنّ رجلًا مني أو قال: مثل نفسي فليضربن أعناقكم وليسبينَّ ذراريكم وليأخذنّ أموالكم" قال عمر: فوالله ما تمنيت الإمارة إلَّا يومئذٍ وجعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول هو هذا. قال: فالتفت إلى عليّ رضي الله عنه فأخذ بيده ثم قال: "هو هذا هو هذا".
ولبعض الحديث شاهد عند ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 68: 12142)، من حديث عبد الله بن شدّاد قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد أبي سرح من اليمن فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لتقيمنّ الصلاة ولتؤتنّ الزكاة ولتسمعنّ ولتطيعنّ أو لأبعثنّ إليكم رجلًا لنفسي يقاتل مقاتلتكم ويسبي ذراريكم اللهم أنا أو كنفسي" ثم أخذ بيد علي. =
= لكنه مرسل؛ لأن عبد الله بن شداد تابعي كما قال الحافظ في التقريب (307: 3382). ومع ذلك فإنه يشهد لما في حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه من قوله عليه الصلاة والسلام: "أو لأبعثنّ إليكم رجلًا مني أو كنفسي.
فيرتقي هذا اللفظ إلى رتبة الحسن لغيره.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا فرطكم على الحوض" فهو صحيح رواه البخاري في كتاب الرِّقاق، باب في الحوض، وقول الله تعالى:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1)} - البخاري مع الفتح (11/ 471: 6575) و (6576)، من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه.
وأخرجه مسلم في كتاب الفضائل، باب إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وصفاته (ح 2297).
ورواه البخاري (ح 6583)، ومسلم (ح 2290)، من حَدِيثُ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه.
ورواه البخاري (ح 6589)، ومسلم (2289)، من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه.
وروياه أيضًا عن غير هؤلاء، والله أعلم.
3923 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1) أَيْضًا: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عمرو، ثنا حَسَّانُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيل، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ المِنْهال، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَعَنْ أُمِّ سلمة رضي الله عنهما قَالَتْ:"إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: "أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي".
* صحَّحه ابن حبّان (2).
(1) المسند لأبي يعلى (6/ 236: 6847).
(2)
موارد الظمآن (543: 2201)، عن أبي يعلى به بلفظه.
3923 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف محمد بن سلمة بن كهيل.
قال البوصيري (3/ 52/ أ): رواه أبو يعلى وعنه ابن حبّان في صحيحه. قلت: حديث سعد في الصحيح وإنما أخرجته لانضمامه مع حديث أم سلمة.
وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 112)، من حديث أم سلمة رضي الله عنها فقط ثم قال بعده: رواه أبو يعلى والطبراني وفي إسناد أبي يعلى محمد بن سلمة بن كهيل وثقه ابن حبّان وضعّفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح. وقال: عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أُمِّ سلمة، وقال الطبراني: عن عامر بن سعد، عن أبيه، عن أم سلمة، فالله أعلم. اهـ.
تخريجه:
الحديث مداره على سلمة بن كهيل واختلف عليه في إسناده على وجهين: الوجه الأول: عنه، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أبيه وأم سلمة كما عند أبي يعلى. =
= ورواه كذلك ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 600: 1333)، عن الأزرق بن علي، عن حسّان بن إبراهيم، به بنحوه.
الوجه الثاني: عنه، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أبي وقاص، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم:
رواه الطبراني في الكبير (23/ 377: 982)، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن الحسن بن علي الحلواني، عن إسماعيل بن أبان، عن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، به بنحوه.
والراجح عندي من الوجهين هو الأول، وأما الثاني فهو مرجوح والحمل فيه على يحيى بن سلمة بن كهيل فإنه متروك كما قال الحافظ وغيره (التقريب 591: 7561).
ومما يرجح الوجه الأول: رواية الصحيحين وغيرهما التي فيها ثبوت سماع سعدٍ رضي الله عنه الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة.
فقد رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم -باب مناقب علي رضي الله عنه البخاري مع الفتح (7/ 88: 3706)، عن إبراهيم بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بنحو لفظه هنا.
ورواه أيضًا في كتاب المغازي- باب غزوة تبوك (7/ 716: 4416) عن مصعب بن سعد، عن أبيه.
ورواه مسلم في الصحيح- كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب بن أبي طالب رضي الله عنه (ح 2404)، عن عامر بن سعد ومصعب بن سعد وإبراهيم بن سعد، عن أبيهم رضي الله عنه وفي حديث عامر قال سعيد بن المسيب فأحببت أن أشافه به سعدًا فلقيت سعدًا فحدَّثته مما حدثني به عامر فقال: أنا سمعته. فقلت: آنت سمعته؟ فوضع اصبعه على أُذنيه فقال: =
= نعم وإلَاّ فاسْتَكَّتَا (1).
فالحاصل: أن سماع سعد للحديث ثابت من النبي صلى الله عليه وسلم وهذا مما يرجح الوجه الأول كما تقدم. وتقدم أن الحديث ضعيف لضعف محمد بن سلمة لكن يشهد له ما في الصحيح من حديث سعد رضي الله عنه فيكون الحديث صحيحًا لغيره، والله أعلم.
(1)[استكتا: أي صمَّتا وأصل السكك ضيق الصماخ، وهو أيضًا صغر الأذنين. وكل ضيّق من الأشياء أسكّ]. (ينظر: لسان العرب: س ك ك).
3924 -
[1] وقال أحمد بن منيع: حدّثنا أَبُو قَطَن، ثنا شُعْبَة، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ مِنْ أَقْضَى أَهْلِ المدينة ابنُ أبي طالب (1) رضي الله عنه.
[2]
وقال البزّار (2): حدّثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الجُنَيد، ثنا يَحْيَى بن محمد بن السَّكَن (3)، حدّثنا شعبة به.
* وصححه الحاكم (4).
(1) في (سد): "علي بن أبي طالب".
(2)
كشف الأستار (3/ 195: 2250)، لكن قال: أفضل بدل أقضى.
(3)
في (عم): "يحيى بن السكن".
(4)
المستدرك (3/ 135)، كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
3924 -
درجته:
ضعيف أيضًا بهذا الإِسناد لعنعنة أبي إسحاق وهو مدلّس.
قال البوصيري: رواه البزّار والحاكم وصححه.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 119): رواه البزّار وفيه يحيى بن السكن وثقه ابن حبّان وضعفه صالح جزره، وبقية رجاله ثقات.
قلت: فيه عنعنة أبي إسحاق وهو مدلس كما تقدم، والله أعلم.
تخريجه:
هذا الأثر مداره على أبي إسحاق السبيعي، واختلف عليه في إسناده على وجهين:
الوجه الأول: عنه، عن عبد الرحمن بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه كما عند ابن منيع والبزار. =
= ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 135)، عن عبد الرحمن بن الحسن القاضي، عن إبراهيم بن الحسين، عن آدم بن أبي إياس، عن شعبة، به بنحوه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وسكت عنه الذهبي.
ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 39)، عن عبد الوارث، عن قاسم، عن أحمد بن زهير، عن مسلم بن إبراهيم، عن شعبة به لكن قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب.
الوجه الثاني: عنه، عن أبي ميسرة، عن ابن مسعود رضي الله عنه:
رواه ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 41)، عن يحيى بن آدم عن ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق به بلفظ: إن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب.
ولا مانع من أن يكون الأثر مرويًّا بالوجهين معًا فسمعه من عبد الرحمن بن يزيد ومن أبي ميسرة معًا على أن الوجهين ضعيفان لعنعنة أبي إسحاق.
لكن لهذا الأثر شاهد من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير- تفسير سورة البقرة، باب قول الله: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا
…
} الآية- البخاري مع الفتح (8/ 16: 4481)، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قال عمر رضي الله عنه: (أقرؤنا أبيّ وأقضانا عليٌّ
…
" الحديث.
فيرتقي أثر ابن مسعود بهذا الشاهد الصحيح إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.
3925 -
وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ، ثنا الثَّوْرِيُّ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ أَبِي صَادِقٍ، عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، عَنْ عُلَيم الكندي، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أوَّلكم وَارِدًا عَلَى الْحَوْضِ أوَّلكم إِسْلَامًا، عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه".
(1) بغية الباحث (901: 980).
3925 -
درجته:
هذا الحديث موضوع بهذا الإِسناد، فإن يحيى بن هاشم كذاب كما تقدم، والله أعلم.
وقد سكت عليه البوصيري وعزاه للحارث والحاكم. (3/ 51/ب).
تخريجه:
هذا الحديث مداره على سلمة بن كهيل واختلف عليه في إسناده على خمسة أوجه:
الوجه الأول: عنه عَنْ أَبِي صَادِقٍ عَنْ حَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عن عُلَيم الكندي عن سلمان رضي الله عنه، وهو الذي عند الحارث.
الوجه الثاني: عنه، عن أبي صادق، عن عُلَيم الكندي، عن سلمان رضي الله عنه:
عزاه السيوطي في اللآلىء المصنوعة (1/ 326)، لابن عدي عن محمد بن جعفر بن يزيد، عن إسماعيل بن عبد الله بن ميمون، عن أبي معاوية الزعفراني عبد الرحمن بن قيس، عن سفيان، عن سلمة، به بنحوه.
قال ابن عدي: وهذا يرويه أبو معاوية الزعفراني عن سفيان الثوري ورواه مع أبي معاوية سيف بن محمد بن أخت الثوري، وسيف لعلّه أشرُّ من أبي معاوية الزعفراني. =
= قلت: أبو معاوية الزعفراني قال عنه الحافظ في التقريب (349: 3989): متروك كذّبه أبو زرعة وغيره. اهـ.
الوجه الثالث: عنه، عن أبي صادق، عن سلمان رضي الله عنه:
رواه ابن عدي في الكامل (4/ 291) عن محمد بن جعفر بن يزيد، عن إسماعيل بن عبد الله بن ميمون، عن أبي معاوية الزعفزاني، عن سفيان، عن سلمة به بنحوه.
ورواه عنه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 347)، عن محمد بن عبد الملك، عن إسماعيل بن مسعدة، عن حمزة بن يوسف، عن ابن عديّ، به بنحوه.
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح
…
ثم أورد أقوال الأئمة في أبي معاوية الزعفراني ونقل كلام ابن عدي المتقدم في متابعة سيف بن محمد لأبي معاوية.
الوجه الرابع: عنه، عن أبي صادق، عن الأغرّ، عن سلمان رضي الله عنه:
رواه الحاكم في المستدرك (3/ 136)، كتاب معرفة الصحابة- عن أبي بكر بن إسحاق، عن عبيد بن حاتم الحافظ، عن محمد بن حاتم المؤدب، عن سيف بن محمد، عن سفيان، عن سلمة، به بنحوه.
وسكت عنه الحاكم.
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 81)، عن أحمد بن محمد بن غالب، عن أبي بكر الإِسماعيلي، عن أحمد بن حفص السعدي، عن محمد بن أبان المخرمي، عن داود بن مهران، عن سيف، به بنحوه.
وسيف بن محمد الكوفي هذا قال عنه الحافظ في التقريب (262: 2726): كذّبوه.
وهذه الأوجه الأربعة كلها إمّا شديدة الضعف أو موضوعة؛ ولذا أورد الحديث ابن الجوزي في الموضوعات كما تقدم، ولكن تعقبه السيوطي في اللآلىء المصنوعة =
= (1/ 327)، فقال: والعجب من المصنف أنه قال في العلل: باب فضل عليٍّ ابن أبي طالب: قد وضعوا أحاديث خارجة عن الحدّ ذكرت جمهورها في كتاب الموضوعات وإنما أذكر هنا ما دون ذلك. ثم أورد هذا الحديث، وهذا يدل على أن متنه عنده ليس بموضوع فكيف يورده في الموضوعات؟: وقد عاب عليه الحفاظ هذا الأمر بعينه فقالوا: إنه يورد حديثًا في كتاب الموضوعات ويحكم بوضعه ثم يورده في العلل وموضوعه الأحاديث الواهية التي لم ينتهِ إلى أن يحكم عليها بالوضع، وهذا تناقض. اهـ.
وأورده أيضًا ابن عزاق في تنزيه الشريعة (1/ 377)، ونقل كلام ابن الجوزي والسيوطي.
وذكر هذا الحديث أيضًا الفتّني في تذكرته (ص 97)، وقال: فيه أبو معاوية الزعفراني كذّاب وتابعه سيف بن محمد وهو شرٌّ منه.
وكذا ذكر الحديث الشوكاني في الفوائد المجموعة (346: 1085)، ونقل كلام السيوطي.
وقد روي سفيان الثوري هذا الحديث عن قيس مسلم الجدلي، عن عُلَيم الكندي، عن سلمان رضي الله عنه:
رواه أبو بكر بن مردويه- كما في العلل لابن الجوزي (1/ 211: 333)، عن أحمد بن القاسم بن صدقة المصري، عن محمد بن أحمد الواسطي، عن إسحاق بن الضيف، عن محمد بن يحيى المأربي، عن سفيان، به بنحوه.
قال ابن الجوزي: محمد بن يحيى منكر الحديث، وأحاديثه مظلمة منكرة.
قلت: هذا الكلام هو نفس ما قاله ابن عدي في محمد بن يحيى المأربي لكن الدارقطني قال عنه: ثقة وأبوه كذلك. وذكره ابن حبّان في الثقات. وقال ابن حزم: مجهول.
وقال عنه الحافظ في التقريب (513: 6393): ليّن الحديث. =
= والذي يظهر لي أن الرجل صدوق لتوثيق الدارقطني وذكر ابن حبّان له في الثقات، والله أعلم.
ينظر: تهذيب التهذيب (9/ 521).
ولكن في الحديث رجل آخر هو أحمد بن القاسم بن صدقة المصري المعروف باللُّكِّي فقد ضعَّفه الدارقطني وابن ماكولا وقال الذهبي: له جزء سمعناه فيه ما ينكر.
ينظر: الإِكمال لابن ماكولا (4/ 112)، السِّير (16/ 113)، شذرات الذهب (3/ 35).
وهذه المتابعة مع كونها ضعيفة تجعل للحديث أصلًا.
الوجه الخامس: عنه، عن أبي صادق، عن عُلَيم، عن سلمان رضي الله عنه موقوفًا عليه.
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 76: 12161)، عن معاوية بن هشام، عن قيس، عن سلمة بن كهيل به بلفظ: أول هذه الأمة ورودًا على نبيهًا أوَّلها إسلامًا علي بن أبي طالب.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 149: 181)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، به بلفظه.
وأخرجه في السنَّة له كما في اللآلىء المصنوعة (1/ 326) -ولم أقف عليه فيه- عن أبي مسعود، عن عبد الرزاق، عن سفيان، عن سلمة، به بنحوه.
قال السيوطي: وهذه متابعة قويّة جدًا ولا يضر إيراده بصيغة الوقف؛ لأن له حكم الرفع. اهـ.
قلت: إسناد ابن أبي شيبة حسن وقول السيوطي رحمه الله: إن له حكم الرفع صحيح؛ لأن هذا خبر عن مغيب لا يمكن أن يجزم به الصحابي إلَّا بتوقيف من صاحب الشريعة صلى الله عليه وسلم.
وروى هذا الموقوف أيضًا الإمام عبد الغني بن سعيد في إيضاح الإِشكال كما =
= قال السيوطي في اللآلىء (1/ 327) -ولم أقف عليه فيه أيضًا- عن علي بن عبد الله بن الفضل، عن محمد بن جرير، عن محمد بن عماد الرازي، عن أبي الهيثم السندي، عن عمر بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن سلمة، به بنحوه.
والراجح من هذه الوجوه هو الوجه الخامس، وهو الموقوف وإن كان له حكم الرفع. وأما بقية الوجوه فالحمل فيها على من تقدم الكلام عليه من رواتها فإنهم ما بين متهم ومتروك، والله أعلم.
3926 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثمة، ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ، ثنا شُعْبَةُ، ثنا فُضَيْل، عَنْ أبي حَرِيْز، عن الشعبي، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لي رسول الله عئئ حين رجعت من [جَنَازةٍ](2) قولًا ما أجب أن لي به الدنيا جميعًا (3).
(1) مسند أبي يعلى (1/ 205: 354).
(2)
في جميع النسخ: "من خيبر"، والصحيح ما أثبت كما في مسند أبي يعلى، وبينت الروايات الأخرى أنه عندما عاد من دفن أبيه أبي طالب قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هذا القول.
(3)
سيأتي أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له بدعوات.
3926 -
درجته:
هذا الحديث ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن الشعبي لم يسمع من علي رضي الله عنه سوى ما في الصحيح، والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 52/ أ).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 126): رواه أبو يعلى وفيه أبو حريز وثقه أبو زرعة وغيره، وضعّفه ابن المديني وغيره، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه:
روى هذا الحديث عن علي رضي الله عنه، الشعبي، وناجية بن كعب الأسدي، وأبو عبد الرحمن السلمي:
أما حديث الشعبي فرواه الطيالسي في مسنده (ص 19) عن شعبة به بلفظ: قال علي: لما رجعت إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ دفنته -يعني: أبا طالب كما في الروايات الأخرى- قال لي قَوْلًا مَا أُحِبُّ أَنَّ لِيَ بِهِ الدُّنْيَا.
ورواه من طريقه أبو نعيم في الحلية (4/ 329)، عن عبد الله بن جعفر، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطيالسي، به، باللفظ المتقدم، وقال بعده: ورواه المعتمر عن الفضيل نحوه، لم يروه عن الشعبي إلَّا أبو حريز واسمه: عبد الله بن الحسن قاضي سجستان. =
= ورواه من طريقه أيضًا ابن عدي في الكامل (4/ 160)، عن الساجى، عن ابن المثنى، عن أبي داود الطيالسي، به بنحوه، وقال في آخره: يعني في أبي طالب حين مات.
وأما حديث ناجية بن كعب فقد رواه أبو داود في سننه -كتاب الجنائز- باب الرجل يموت له قرابة مشرك (3/ 547: 3214) عن مسدّد، عن يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ ناجية بن كعب، عن علي، بنحو اللفظ المتقدم، وقال في آخره: فدعا لي.
وفيه أبو إسحاق السبيعي عنعن وهو مدلس كما تقدم في ترجمته.
ورواه النسائي في السنن (4/ 79)، كتاب الجنائز -باب مواراة المشرك- عن عبيد الله بن سعد، عن يحيى، به بنحو رواية أبي داود.
ورواه الإِمام أحمد في المسند (1/ 131)، عن وكيع، عن سفيان، به بنحوه، وفي آخره: فدعا لي بدعوات ما أحبّ أن لي بهن ما عرض من شيء.
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 269) -كتاب الجنائز- في المسلم يغسل المشرك يغتسل أم لا؟ عن وكيع، به، بلفظ:"لما مات أبو طالب أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يا رسول الله ان عمَّك الشيخ الضال قد مات. قال: فقال: انطلق فوارِه ثم لا تحدثن شيئًا حتى تأتيني. قال: فواريته، ثم أتيته فأمرني فاغتسلت ثم دعا لي بدعوات ما أحب أن لي بهن ما على الأرض من شيء".
ورواه أيضًا في المصنف (12/ 67: 1213) عن وكيع، به، باللفظ المتقدم.
ورواه الطيالسي في مسنده (ص 19) عن شعبة، عن أبي إسحاق، به، بلفظ:
لما توفي أبي أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقلت: إن عمَّك قد توفي، قال: اذهب فواره.
قلت: إنه مات مشركًا، قال: اذهب فواره ولا تحدثنَّ شيئًا حتى تأتيني، ففعلت، ثم أتيته فأمرني أن أغتسل.
ورواه النسائي في السنن (1/ 110)، كتاب الغسل- الغسل من مواراة =
= المشرك، عن محمد بن المثنى، عن محمد، عن شعبة، به بنحوه، ولم يذكر الدعاء.
ورواه ابن الجارود في المنتقى (ص 143: 550) -كتاب الجنائز- عن محمد بن يحيى، عن وهب بن جرير، عن شعبة، به بنحوه، ولم يذكر الدعاء أيضًا.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى (1/ 304) -كتاب الطهارة- باب الغسل من غسل الميت، عن الحسين بن محمد الفقيه، عن عبد الله بن عمر بن أحمد بن شوذب المقري، عن شعيب بن أيوب، عن عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أبي إسحاق به، بلفظ: لما توفي أبو طالب أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يا رسول الله إن عمك الضال قد هلك قال: فانطلق فواره فقلت ما أنا بمواريه. قال: فمن يواريه؟:
انطلق فواره ولا تحدثنِّ شيئًا حتى تأتيني فانطلقت فواريته فأمرني أن أغتسل ثم دعا لي بدعوات ولا يسرني بها ما على الأرض من شيء.
قال البيهقي: ورواه أيضًا الثوري، وشعبة، وشريك عن أبي إسحاق، ورواه الأعمش عنه، عن رجل، عن علي، وناجية بن كعب الأسدي لم تثبت عدالته عند صاحبي الصحيح، وليس فيه أنه غسله.
وأخرج عن ابن المديني أنه قال في هذا الحديث: لم نجده إلَّا عند أهل الكوفة، وفي إسناده بعض الشيء رواه أبو إسحاق عن ناجية ولا نعلم أحدًا روى عن ناجية غير أبي إسحاق. قال الإِمام أحمد وقد روى من وجه آخر ضعيف عن علي هكذا.
قلت: أما ناجية بن كعب فهو الأسدي، وثقه العجلي، وذكره ابن حبّان في الثقات.
وقال عنه الحافظ في التقريب: ثقة من الثالثة.
ينظر: التهذيب (10/ 399، 400)، التقريب (557: 7065).
لكن مدار حديثه على أبي إسحاق وقد عنعن فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا.
وأما حديث أبي عبد الرحمن السلمي فرواه البيهقي في السنن الكبرى =
= (1/ 305) عن أبي محمد عبد الله بن يوسف، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الديلمي، عن محمد بن علي بن زيد الصائغ، عن سعيد بن منصور، عن الحسن بن يزيد الأصم، عن السدي، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه بنحوه، وقال فيه: فدعا لي بدعوات ما يسرني بها حمر النعم.
ورواه أيضًا في المكان نفسه عن عمر بن عبد العزيز، عن العباس بن الفضل الهروي، عن أحمد بن نجدة، عن سعيد بن منصور، به بنحوه.
قال البيهقي: تفرد به الحسن بن يزيد الأصم بإسناده هذا.
ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 326) عن صدقة بن منصور، عن أبي معمر، عن الحسمن بن يزيد، به بنحوه.
قال ابن عدي عند ترجمة الحسن بن يزيد: عن السُّدي ليس بالقوي وحديثه عنه ليس بالمحفوظ. وقال: وهذا لا أعلم يرويه عن السدي غير الحسن هذا، ومدار هذا الحديث المشهور على أبي إسحاق السبيعي عن ناجية بن كعب، عن علي رضي الله عنه.
قلت: الحسن بن يزيد الكوفي الأصم قال عنه الإِمام أحمد: لا بأس به، ووثقه ابن معين، والدارقطني وقال الذهبي عنه: صدوق لكن له خبر منكر.
ينظر: الجرح والتعديل (3/ 43)، الميزان (2/ 49)، المغني في الضعفاء (1/ 169: 1493).
لكن شيخه إسماعيل بن عبد الرحمن السديّ قال عنه الحافظ في التقريب (108: 463): صدوق يهم ورمي بالتشيّع من الرابعة.
وحديثه هذا يؤيد بدعته التي رمي بها فهو ضعيف.
والحاصل أن الحديث ضعيف بالنظر إلى كل طريق على حدة لكنه بهذه الطرق كلها يرتقي إلى رتبة الحسن لغيره، والله أعلم.
3927 -
حَدَّثَنَا (1) سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَة الرَّازِيُّ، ثنا الصَبَّاح بْنُ مُحَارب، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْلَى (2) بْنِ مُرَّةَ الثَّقَفِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخَى بَيْنَ النَّاسِ وَتَرَكَنِي فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ آخَيْتَ بَيْنَ أصحابك وتركتني؟!. فقال صلى الله عليه وسلم: "تَرَى (3) تَرَكْتُك؟ إِنَّمَا تَرَكْتُكَ لِنَفْسِي، أَنْتَ أَخِي وَأَنَا أَخُوكَ، قَالَ: فَإِنْ حَاجَّكَ أَحَدٌ فَقُلْ: إِنِّي عبد الله وأخو رسوله (4) صلى الله عليه وسلم لا يدعيها أحد بعدك إلا كذاب".
(1) لم أجده في أبي يعلى المطبوع فلعله في مسنده الكبير.
(2)
سقط: "يعلى" من (حم).
(3)
في (عم) و (سد): "لم ترني تركتك".
(4)
في (عم) و (سد): "وأخو رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
3927 -
درجته:
هذا الحديث ضعيف جدًا بهذا الإِسناد، فإن فيه عمر بن عبد الله بن يعلى، وهو واهٍ كما تقدم. وفيه أبوه عبد الله وهو ضعيف، والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 55/ أ).
تخريجه:
رواه ابن أبي حاتم في كتاب المجروحين (2/ 92)، عن أبي يعلى به، بنحوه.
وقال قبل ذكره: وروى عمر بن عبد الله بن يعلى نسخة أكثرها مقلوبة عن أبيه، عن جده منها بإسناده
…
ثم ذكر الحديث.
ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 216: 343)، عن إسماعيل بن أحمد، عن ابن مسعدة، عن أبي القاسم القرشي، عن ابن عدي، عن روح بن عبد المجيد، عن سهل بن زنجلة به، ولكن لم يذكر فيه علتًا رضي الله عنه، وذكره بنحو لفظه هذا. ثم قال ابن الجوزي رحمه الله: هذا حديث لا يصح. =
= وقد روى الترمذي حديث المؤاخاة عق ابن عمر رضي الله عنهما في سننه (5/ 300)، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه (3804)، بلفظ:"آخى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْنَ أصحابه فجاء عليٌّ تدمع عيناه فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أنت أخي في الدنيا والآخرة".
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وفيه عن زيد بن أبي أوفى.
قلت: وإسناده ضعيف؛ لأن فيه حكيم بن جبير، وهو كما قال الحافظ في التقريب (176:1468)، ضعيف رمي بالتشيع.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 14) -كتاب الهجرة- بنحوه وهو ضعيف أيضًا لوجود حكيم فيه.
ورواه الطبراني في المعجم (12/ 420: 13549)، ولفظه أطول مما هنا وسأذكره عند تخريج الحديث (3942)، ويأتي أنه ضعيف أيضًا.
وقد ذكره الفتني في تذكرة الموضوعات (ص 97)، وقال: كل ما ورد في أخوة علي ضعيف.
وروى الإِمام أحمد في المسند (1/ 230)، نحوه عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فِي حديث بنت حمزة رضي الله عنهما وقال في آخره:"أنت أخي وصاحبي".
ولكن فيه الحجاج بن أرطاة قال عنه الحافظ في التقريب (152: 1119)، صدوق كثير الخطأ والتدليس.
وذكره في الطبقة الرابعة من المدلّسين (ص 49).
وقد عنعن هنا فلا يحتج به.
وقد قال الهيثمي في المجمع عند هذا الحديث (4/ 323، 324)، رواه أحمد وأبو يعلى، وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس. اهـ.
فلا وجه عندي لقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله. (المسند 3/ 330: 2040): إسناده صحيح. =
= وروى الحديث أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف مختصرًا (9/ 120) -كتاب الأدب- باب فيمن آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبينه (6753 و 12/ 86) -كتاب الفضائل- فضائل عليّ رضي الله عنه (12190)، وفيه الحجاج أيضًا.
وروى البغوي في معجمه، والباوردي، وابن قانع، وابن عساكر كما في الدر المنثور (4/ 370)، من حديث زيد بن أبي أوفى رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جمع أصحابه وذكر فضائل لأناس منهم في حديث طويل قال في آخره لعلي رضي الله عنه:"ما أخرتك إلَّا لنفسي فأنت عندي بمنزلة هارون من موسى ووارثي فقال: يا رسول الله ما أرث منك؟ قال: ما ورّثت الأنبياء. قال: وما ورّثت الأنبياء قبلك؟ قال: كتابَ الله وسنَّة نبيهم وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية: {إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} الأخلاء في الله ينظر بعضهم إلى بعض".
وقد رواه الطبراني في الكبير (5/ 220: 5146)، ولم يذكر فيه لفظ المؤاخاة.
ورواه البخاري في التاريخ الصغير مختصرًا (1/ 250)، ثم قال: وهذا إسناد مجهول لا يتابع عليه، ولا يعرف سماع بعضهم من بعض رواه بعضهم عن إسماعيل بن خالد، عن عبد الله بن أَبِي أَوَفِي، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ولا أصل له. اهـ.
وأورده الإِمام ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 217: 344)، ثم قال بعده: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ونقل عن أبي حاتم الرازي قوله: عبد المؤمن ضعيف، فقد رواه نصر بن علي، عن ابن شرحبيل، عن رجل عن زيد، ولعل ذلك الرجل غير ثقة فقد أسقطه عبد المؤمن. اهـ.
وهو عند الإِمام أحمد رحمه الله في فضائل الصحابة (1/ 525: 871)، مختصرًا و (2/ 638: 1085)، مختصرًا أيضًا.
وقد تكلم الإِمام شيخ الإِسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في منهاج السنَّة (7/ 277)، عن هذا الحديث بكلام حاصله: أنّ هذا الحديث مكذوب مفترى، وأنه انفرد به عبد المؤمن بن عبّاد أحد المجروحين ضعّفه أبو حاتم، عن يزيد بن معن، ولا =
= يدري من هو فلعله الذي اختلقه عن عبد الله بن شرحبيل وهو مجهول، عن رجل من قريش عن زيد بن أبي أوفى.
ثم قال رحمه الله: أحاديث المؤاخاة بين المهاجرين بعضهم مع بعض، والأنصار بعضهم مع بعض كلها كذب والنبي صلى الله عليه وسلم لم يؤاخ عليًّا، ولا آخى بين أبي بكر وعمر، ولا بين مهاجري ومهاجري لكن آخى بين المهاجرين والأنصار
…
إلى أن قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قد أثبت الأخوة لغير عليّ كما في الصحيحين أنه قال لزيد: "أنت أخبرنا ومولانا" وقال له أبو بكر لما خطب ابنته: ألست أخي؟ قال: (أنا أخوك، وبنتك حلال لي
…
" الخ. كلامه رحمه الله.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية والنهاية (7/ 234)، وذكر ابن إسحاق وغيره من أهل السير والمغازي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بينه وبين نفسه، وقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة لا يصح شيء منها لضعف أسانيدها وركة بعض متونها فإن في بعضها:"أنت أخي ووارثي وخليفتي وخير من أُمِّرَ بعدي". وهذا الحديث موضوع مخالف لما ثبت في الصحيحين وغيرهما، والله أعلم. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة (1/ 560)، في الكلام على هذا الحديث: له طرق عن عبد الله بن شرحبيل. ونقل عن ابن السكن أنه قال: روى حديثه -يعني زيدًا- من ثلاث طرق ليس فيها ما يصح.
قلت: وقد روى ابن سعد في الطبقات (3/ 16)، حديث المؤاخاة عن محمد بن عمر بن علي بألفاظ مختلفة من طريقين لكن رواية محمد بن عمر، عن جده علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرسلة كما قال الحافظ في التقريب (498: 617).
وفي إحدى الطريقين الواقدي وهو متروك.
وهناك أحاديث أخرى في هذا المعنى أوردها ابن الجوزي في العلل وبيَّنَ ما فيها وأنه لا يصح منها شيء.
فالحاصل: أن حديث المؤاخاة ليس له أصل يصح، والله تعالى أعلم.
3928 -
وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ الْخُرَاسَانِيُّ ثنا حَمَّادُ بْنُ عَمْرٍو، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمْ أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ -الشَّكُّ مِنْ حَمَّادٍ- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لعلي (2) رضي الله عنه: "يَا عَلِيُّ خُذِ الْبَابَ فَلَا يَدْخُلَنَّ عليَّ أَحَدٌ فَإِنَّ عِنْدِي زَوْرًا (3) (4) مِنَ الْمَلَائِكَةِ اسْتَأْذَنُوا ربهم أن يزوروني". فأخذ علي رضي الله عنه الباب وجاء عمر رضي الله عنه فَاسْتَأْذَنَ فَقَالَ: يَا عَلِيُّ، اسْتَأْذِنْ لِي عَلَى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علي رضي الله عنه: لَيْسَ (5) عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذن. فرجع عمر رضي الله عنه، وَظَنَّ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ سَخْطَةٍ (6) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَصْبِرْ عمر رضي الله عنه أن رجع فقال: استأذن لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: لَيْسَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذن. فقال رضي الله عنه: ولِمَ؟ قال رضي الله عنه: لأن زورًا من الملائكة عنده واستأذنوا ربهم أن يزوروه. قال رضي الله عنه: وكم هم يا علي؟ قال رضي الله عنه: ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا. ثُمَّ أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِفَتْحِ الْبَابِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ عمر رضي الله عنه لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ زُورًا من الملائكة استأذنوا ربهم أَنْ يَزُورُوكَ وَأَخْبَرَنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّ عِدَّتَهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ رضي الله عنه:"أَنْتَ أَخْبَرْتَ بالزَّور"؟ قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ الله.
(1) بغية الباحث (903: 982).
(2)
سقط قوله: "لعلي رضي الله عنه": من (عم).
(3)
في (عم) و (سد): "زُوَّارًا".
(4)
الزَّور بالفتح بمعنى الزُّوّار أو الزائرين. ينظر: (لسان العرب: ز ور).
(5)
ما بين الشرطين موجود بحاشية الأصل وعليه علامة التصحيح.
(6)
السَّخْطُ والسُّخطُ الكراهية للشيء وعدم الرضى. (النهاية: 2/ 350، لسان العرب. س خ ط).
قال صلى الله عليه وسلم: "فأخبرته بعدَّتِهم؟. قال رضي الله عنه: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: "فكم هم يا علي؟ قال رضي الله عنه: ثلاثمائة وستون ملكًا. قال صلى الله عليه وسلم: "وكيف علمت ذلك؟ قال رضي الله عنه: سَمِعْتُ ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ نَغَمَةً (7) فَعَلَمْتُ أَنَّهُمْ ثَلَاثُمِائَةٍ وَسِتُّونَ مَلَكًا. فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى صَدْرِهِ ثُمَّ قَالَ: "يَا علي زادك الله إيمانًا وعلمًا".
(7) النَّغمة: الكلام الحسن. وقيل: هو الكلام الخَفي. والنغمة في الأصل: جَرْس الكلمة وحسن الصوت في القراءة وغيرها. (لسان العرب: ح ر س).
3928 -
درجته:
مرسل موضوع بهذا الإِسناد؛ لأن حمّاد بن عمرو النصيبي كذَّاب.
قال البوصيري: رواه الحارث، عن عبد الرحيم بن واقد وهو ضعيف.
(3/ 56/ أ).
قلت: فيه حمّاد بن عمرو كذّاب.
تخريجه:
لم أجده.
3929 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيدة، عَنِ ابْنِ بُرَيدة (1)، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ:"بعَثَنا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سرية واستعمل علينا عليًا رضي الله عنه فَلَمَّا جِئْنَاهُ (2) قَالَ: كَيْفَ رَأَيْتُمْ صَاحِبَكُمْ؟ قَالَ: فَإِمَّا شَكَوْتُهُ وَإِمَّا شَكَاهُ [غَيْرِي] (3) فَرَفَعْتُ رَأْسِي وَكُنْتُ رَجُلًا مِكْبَابًا (4)، فَإِذَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدِ احْمَرَّ وَجْهُهُ وَهُوَ يَقُولُ: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
(1) في (عم) و (سد): "عن أبي بردة".
(2)
في (عم) و (سد): "فلما جئنا".
(3)
في (مح): "غيره"، والصحيح ما أثبت وهو من (عم) و (سد).
(4)
يقال: رجلٌ مُكِبٌ ومِكْبَابٌ: كثير النظر إلى الأرض. (لسان العرب: ك ب ب).
3929 -
درجته:
هذا الحديث صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم.
تخريجه:
رواه النسائي في خصائص علي، السنن الكبرى (5/ 130: 8465)، عن محمد بن العلاء، عن أبي معاوية به، بنحوه.
ورواه أيضًا في السنن الكبرى، باب المناقب (5/ 45: 8144)، عن محمد بن العلاء به، مختصرًا بدون ذكر قصته بلفظ: من كنت وليّه فعليٌّ وليُّه.
ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 188: 2535)، عن محمد بن المثنى، عن أبي معاوية به، بنحوه. لكنه قال: فرفع رأسه وكنت رجلًا مكبابًا فقال: "من كنت وليه فصلى وليه" فقلت: لا أسوؤك فيه أبدًا.
ورواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 358)، عن وكيع، عن الأعمش به، بلفظ: عن ابن بريدة عن أبيه أنّه مرّ على مجلس وهم يتناولون من علي فوقف عليهم فقال: =
= إنه قد كان في نفسي على عليٍّ شيء وكان خالد بن الوليد كذلك فَبَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في سريَّة عليها عليّ وأصبنا سبيًا قال: فأخذ عليٌّ جارية من الخمس لنفسه فقال خالد بن الوليد: دونك. قال: فلمّا قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم جعلت أحدثه بما كان ثم قلت: إن عليًّا أخذ جارية من الخمس قال: وكنت رجلًا مكبابًا قال: فرفعت رأسي فإذا وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قد تغيّر فقال: "من كنت وليّه فعليّ وليه".
ورواه الإِمام أحمد أيضًا في المسند (5/ 361)، عن وكيع به، بدون ذكر سببه بلفظ:"من كنت وليه فعلي وليه".
ورواه النسائي في السنن الكبرى، خصائص عليّ (5/ 130: 8466)، عن محمد بن المثنى، عن أبي أحمد، عن عبد الملك بن أبي غنية، عن الحكم بن عتيبة، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عن بريدة، بلفظ: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم مع عليّ إلى اليمن فرأيت منه جفوة فلما رجعت شكوته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إليّ وقال: "من كنت مولاه فعلي مولاه".
ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 188: 2533)، عن محمد بن المثنى به، بنحو لفظ النسائي المتقدم.
ورواه النسائي أيضًا في السنن الكبرى، المناقب (5/ 45: 8145)، وفي الخصائص (5/ 130: 8467)، عن أبي داود، عن أبي نعيم، عن عبد الملك بن أبي غنية، به، بنحو اللفظ المتقدم.
ورواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 347) عن الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي غَنِيَّةَ عن الحسن، عن سعيد بن جبير به، بنحوه، وقال: فرأيت وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يتغيّر فقال: يا بريدة: ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى
…
الحديث.
ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 188: 2534)، عن أحمد بن يحيى =
= الكوفي، عن خالد بن مخلد، عن أبي مريم، عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن جبير به، بنحوه.
قال البزّار: لا نعلم أسند ابن عباس، عن بريدة إلَّا هذا.
ورواه ابن جرير وأبو نعيم كما في الكنز (36422).
وسيأتي في الحديث الذي بعده أنّ هذا الحديث متواتر عن نبيِّنا الأمين صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.
3930 -
حدّثنا (1) مُطَّلِب بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ محمد بن عَقِيل، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا بالجُحْفَة (2) بِغَدِيرِ خُمّ (3)، إِذْ خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأخذ يد علي رضي الله عنه فقال:"من كنت مولاه فعلي مولاه".
(1) القائل: أبو بكر بن أبي شيبة.
(2)
الجُحْفَة بالضم ثم السكون والفاء كانت قرية كبيرة بين مكة والمدينة على أربع مراحل من مكة وهي ميقات أهل مصر والشام؛ وسميت بهذا لأن السيل اجتحفها وحمل أهلها في بعض السنين، وبينها وبين المدينة ست مراحل، وبينها وبين غدير خمّ ميلان. (معجم البلدان 2/ 129).
(3)
غدير خُمّ: بين مكة والمدينة، وأصل الغدير من غادرت الشيء إذا تركته وهو فعيل بمعنى مفعول كأنّ السيل غادره في موضعه. وخُمّ اسم موضع الغدير، قال الزمخشريُّ: خُمّ اسم رجل صبّاغ أضيف إليه الغدير الذي بين مكة والمدينة بالجحفة. وقال الحازمي: خمّ واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير، عنده خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة.
ينظر: معجم البلدان (2/ 445، 4/ 213).
3935 -
درجته:
هذا الحديث حسن بهذا الإِسناد؛ لأن المطّلب بن زياد وعبد الله بن محمد بن عقيل صدوقان كما تقدم.
قال البوصيري (3/ 56/ب)، رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وفي إسناده عبد الله بن محمد بن عقيل.
تخريجه:
رواه أبو بكر ابن أبي شيبة في المصنف له (12/ 59: 12121)، به بنحوه.
ورواه ابن أبي عاصم في السنّة (2/ 604: 1356)، عن أبي بكر به، بنحوه مختصرًا. =
= ورواه البزّار كما في الكنز (36433)، ولم أجده في كشف الأستار.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فعليٌّ مولاه" حديث متواتر نصّ على تواتره عدد من الأئمة الكرام منهم الحافظ ابن حجر رحمه الله فقد قال في الفتح (7/ 93)، وأما حديث:"من كنت مولاه فعليٌّ مولاه" فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جدًا وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان، وقد روينا عن الإِمام أحمد قال: ما بلغنا عن أحد من الصحابة ما بلغنا عن علي بن أبي طالب.
وكذا قال القسطلاني في المواهب اللدنية (3/ 365).
ونقله المناوي في فيض القدير (6/ 218)، عن الحافظ ابن حجر.
وذكره الكناني في نظم المتناثر (194)، كتاب المناقب (232)، وذكر أن السيوطي رحمه الله أورده في الأزهار من حديث عدد من الصحابة رضي الله عنهم، وسقاهم، وزاد عليهم فبلغوا خمسة وعشرين صحابيًّا قال: وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيًّا وشهدوا به لِعَليٍّ رضي الله عنه لما نوزع أيام خلافته.
والحاصل أن الحديث متواتر فيكون حديث جابر رضي الله عنه صحيحًا لغيره لشواهده، والله أعلم.
3931 -
[1] حدّثنا (1) شَرِيك، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ أبيه قال: دخل أبو هريرة رضي الله عنه الْمَسْجِدَ، فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ النَّاسُ، فَقَامَ إِلَيْهِ شَابٌّ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالِاهُ، وَعَادِ من عاداه"؟ قال رضي الله عنه: "اللهم نعم".
(1) القائل: أبو بكر بن أبي شيبة.
3931 -
[1] درجته:
هذا الحديث ضعيف بهذا الإِسناد فإن شريكًا اختلط ولم تتميز روايته، وكذا داود بن يزيد ضعيف كما تقدم. والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 56/ب)، رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى، والبزار، ومدار أسانيدهم على داود بن يزيد وهو ضعيف.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 109)، رواه أبو يعلى والبزار بنحوه، والطبراني في الأوسط، وفي أحد إسنادي البزّار رجل غير مسمّى، وبقية رجاله ثقات في الآخر، وفي إسناد أبي يعلى داود بن يزيد وهو ضعيف.
تخريجه:
يأتي في (3931 [4]).
3931 -
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.
[3]
وقال البزّار (2): حدّثنا علي بن شبرمة الباهلي، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الصُّوفِيُّ، ثنا رَجُلٌ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ دَاوُدَ وإدريس، عن أبيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه به.
(1) مسند أبي يعلى الموصلي (6/ 51: 6392)، وقال في آخره: أشهد إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فعليٌّ مَوْلَاهُ
…
" الخ.
(2)
كشف الأستار (3/ 188: 2532)، لكنه لم يذكر علي بن شبرمة الباهليّ بل قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي، ثنا رجل
…
الخ، وذكره في حديث شريك المتقدم.
قال البزّار: إنما يعرف من حديث داود الأودي، وجمع منصور بين داود وإدريس.
3931 -
[3] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا؛ لأن منصور بن أبي الأسود مع أنه صدوق فهو متشيّع والحديث في فضائل أهل البيت رضي الله عنهم، وفيه أيضًا مبهم لم أتمكن من تعيينه، والله أعلم.
تخريجه:
يأتي في الذي بعده.
3931 -
[4] وَقَالَ (1)(2): وَوَجَدْتُ فِي كِتَابِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْكِينٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ بِهِ.
(1) في (سد): "قال".
(2)
كشف الأستار (3/ 188: 2532)، وقال: حدّثنا عكرمة بن إبراهيم.
3931 -
[4] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا من أجل عكرمة بن إبراهيم فإنه ضعيف، والله أعلم.
تخريجه:
رواه الطبراني في المعجم الأوسط (2/ 68: 1115)، عن أحمد بن صالح المالكي، عن أبي جعفر، عن عكرمة به، مختصرًا، وقال بعده: لم يرو هذا الحديث عن إدريس إلَّا عكرمة، تفرد به النُّفيلي.
والحاصل: أن هذا الحديث بالنظر إلى كل طريق من طرقه المتقدمة ضعيف لكن بالنظر إلى مجموع هذه الطرق يرتقي إلى درجة الحسن لغيره.
على أن الجزء الأول من الحديث وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فعليٌّ مولاه" متواتر كما تقدم فيرتقي هذا الجزء بشواهده الكثيرة إلى رتبة الصحيح، والله أعلم.
3932 -
قَالَ (1) إِسْحَاقُ: أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثنا مَعْمَرٌ، عَنِ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ وَعَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدَنِيِّ قَالَا: لَمَّا أُهْدِيَتْ فَاطِمَةُ إِلَى عَلِيٍّ الْحَدِيثَ.
وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ، وَفِيهِ: فَقَالَ: يَا فَاطِمَةُ إِنِّي لَمْ آلُ أَنْ أنكحك أحب أهلي إليَّ (2).
(1) هذا الحديث من زيادات نسخة (ك).
(2)
تقدم هذا الحديث برقم (1629)، من كتاب النكاح: باب إدخال المرأة على زوجها وتقدم تخريجه والحكم عليه هناك مستوفى.
وقد أخرجه إسحاق (5/ 39: 2132)، وعبد الرزاق (5/ 485: 9781)، والطبراني في الكبير (24/ 137: 365)، و (22/ 410/1022)، وابن سعد (8/ 23)، والحاكم (3/ 159)، وأحمد في الفضائل (2/ 568: 958)، والنسائي في الخصانص (ص 137: 124)، والقطيعي في زيادات الفضائل (2/ 762: 1342)، والدولابي في الذرية الطاهرة (ص 37).
3933 -
[1] وقال أبو يعلى (1): حدّثنا الْقَوَارِيرِيُّ، ثنا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارة، ثنا الْفَضْلُ بْنُ عَمِيْرَة أَبُو قُتَيْبَةَ الْقَيْسِيُّ، حَدَّثَنِي مَيْمُونٌ [الكُرْدِي](2) أَبُو بَصِيرٍ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ:"بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخِذٌ بِيَدِي وَنَحْنُ نَمْشِي فِي بَعْضِ سِكَك (3) الْمَدِينَةِ إِذْ أَتَيْنَا عَلَى حَدِيقَةٍ (4)، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَحْسَنُهَا مِنْ حَدِيقَةٍ! قال صلى الله عليه وسلم: "لَكَ (5) فِي الْجَنَّةِ أَحْسَنُ مِنْهَا" حَتَّى مَرَرْنَا بِسَبْعِ حَدَائِقَ، كُلُّ ذَلِكَ أَقُولُ: مَا أَحْسَنُهَا! ويقول صلى الله عليه وسلم: "لَكَ فِي الْجَنَّةُ أَحْسَنُ مِنْهَا"، فَلَمَّا خَلَا لِي الطَّرِيقُ اعْتَنَقَنِي ثُمَّ أجْهَشَ (6) بَاكِيًا قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها (7) إلَّا مِنْ بَعْدِي". قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله في سلامة من ديني؟ قال صلى الله عليه وسلم: "في سلامة من دينك".
(1) مسند أبي يعلى (1/ 284: 561).
(2)
في جميع النسخ: "الأودي"، والتصحيح من كتب التراجم، ومسند أبي يعلى.
(3)
جمع سِكّة وتطلق على الزُّقاق، وعلى الطريقة المصطفّة من النخل. (لسان العرب: س ك ك).
(4)
الحديقة هي الروضة ذات الشجر، وقيل: الحديقة كل بستان عليه حائط. (لسان العرب: ح د ق).
(5)
سقط لفظ: "لك" من (سد).
(6)
الجَهْشُ: أن يفزع الإنسان إلى الإنسان ويلجأ إليه وهو مع ذلك يريد البكاء، كما يفزع الصبيَّ إلى أمه وأبيه، يقال: جهش وأجهش. (النهاية 1/ 322).
(7)
في (عم) و (سد):"لا يبدونها لك".
3933 -
[1] درجته:
هذا الحديث ضعيف بهذا الإِسناد؛ إذ فيه الفضل بن عَمِيْرة ضعيف كما تقدم، والله أعلم. =
= وقد عزاه البوصيري لأبي يعلى والبزار والحاكم وسكت عنه (3/ 52/ أ).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 121)، رواه أبو يعلى والبزار وفيه الفضل بن عَمِيرة وثقه ابن حبّان وضعّفه غيره، وبقية رجاله ثقات.
تخريجه:
تخريجه يأتي في (3933 [2]).
3933 -
[2] وقال البزّار (1): حدّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَر قَالَا: ثنا حَرَمِيُّ (2) بْنُ عُمَارَة بِهِ.
لَا يُرْوَى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلَّا بِهَذَا الإِسناد، وَلَا جَاءَ عَنْ أَبِي عثمان، عن علي رضي الله عنه غير هذا (3).
(1) كشف الأستار (3/ 183: 2523).
(2)
في (عم): "حرميّ وعمارة"، وهو خطأ.
(3)
زاد في (ك): (وصححه الحاكم). (سعد).
3933 -
[2] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا لضعف الفضل بن عَمِيْرة كما تقدم، والله أعلم.
تخريجه:
هذا الحديث مداره على الفضل بن عَمِيْرة، وقد تقدم أنه ضعيف:
رواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 651: 1109)، عن عبيد الله بن عمر، عن حرميّ، به بنحوه.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 139)، مناقب علي، عن علي بن حمشاذ العدل، عن العباس بن الفضل الأسفاطي، عن علي بن عبد الله المديني، عن حرميّ به، بنحوه.
ورواه أيضًا في الموضع نفسه، عن علي بن حمشاذ، عن العباس بن الفضل، عن إبراهيم بن محمد بن عرعرة، عن حرميّ به، بنحوه. وقال بعده: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه وسكت عليه الذهبي.
قلت: تقدم أن الفضل بن عَمِيْرة ضعيف، والذهبي نفسه قال عنه كما تقدم: منكر الحديث. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف أيضًا.
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 398)، عن الحسن بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق بن إبراهم البغوي، عن عبد الله بن أحمد بن كثير الدورقي =
= أبي العباس، عن الفيض بن وثيق بن يوسف بن عبد الله بن عثمان بن أبي العاص، عن الفضل به بنحوه.
ورواه أيضًا في الموضع السابق، عن الحسن بْنُ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إسحاق بن إبراهيم البغوي، عن أحمد بن زهير، عن الفيض بن وثيق، عن الفضل به، بنحوه.
قال الخطيب: بلغني عن إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: الفيض بن وثيق كذاب خبيث.
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 243: 388)، عن عبد الرحمن بن محمد، عن أحمد بن علي بن ثابت بإسناديه المتقدمين بنحوه، وقال في الثاني: بتسع حدائق.
ورواه أبو الشيخ في كتاب القطع والسرقة وابن النجار كما في الكنز (36523).
فالحديث لا يترقى بهذه المتابعات إذ مدارها جميعًا على الفضل وهو ضعيف؛ ولذا قال الإِمام الذهبي في الميزان (4/ 275)، بعد ما ذكر أن ابن حبّان ذكره في الثقات قال: قلت: بل هو منكر الحديث ثم ساق حديثه هذا.
وللحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ رضي الله عنه:
أَخْرَجَهُ ابن أبي شيبة في مصنفه (12/ 75، 76: 12160)، عن يحيى بن يعلى، عن يونس بن خباب، عن أن قال: "خرجت أنا وعلي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في حائط المدينة فمررنا بحديقة فقال علي: ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله
…
فذكر الحديث بنحوه.
وفي إسناده يحيى بن يعلى الأسلمي قال عنه الحافظ في التقريب (598: 7677)، ضعيف شيعي.
فهذا الشاهد ضعيف بهذا الإِسناد:
وله شاهد آخر من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أخرجه الطبراني في =
= المعجم الكبير (11/ 73: 11084)، عن الحسن بن علوية القطان، عن أحمد بن محمد السكري، عن موسى بن أبي سليم البصري، عن مندل، عن الأعمش، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: خرجت أنا والنبي صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله عنه في حشان المدينة فمررنا بحديقة فقال علي رضي الله عنه: ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله. فقال: "حديقتك في الجنة أحسن منها" ثم أومأ بيده إلى رأسه ولحيته.
ثم بكى حتى علا بكاؤه. قيل: ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني ومُنْدَل ضعيف كما قال الحافظ في التقريب (545: 6883).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 121)، رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم ومندل أيضًا فيه ضعف. اهـ.
فالحاصل أن الحديث ضعيف بالنظر إلى كل شاهد على حدته لكن بمجموع هذه الشواهد يرتقي إلى رتبة الحسن لغيره. والله أعلم.
3934 -
وقال الحارث (1): حدّثنا هَوْذَة، ثنا عَوْفٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمرو بن هِنْدٍ الجَمَلي قَالَ: لَمَّا كَانَتْ ليلةَ أُهْدِيت (2) فاطمة إلى علي رضي الله عنهما قَالَ (3) لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تُحْدِث (4) شَيْئًا حَتَّى آتِيَك" قَالَ (5): فَلَمْ يَلْبَثْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن اتَّبعَهما، فقام صلى الله عليه وسلم على الباب فاستأذن فدخل فإذا علي رضي الله عنه مُعْتَزِلٌ (6) عَنْهَا فَقَالَ: إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ شهاب (7) الله ورسوله، فدعا صلى الله عليه وسلم بِمَاءٍ فَمَضْمَضَ ثُمَّ أَعَادَهُ فِي الإِناء ثُمَّ نضح (8) صلى الله عليه وسلم صدرها وصدره رضي الله عنهما وسَمَّت (9) عليهما، ثم خرج صلى الله عليه وسلم من عندهما (10).
(1) بغية الباحث (902: 981).
(2)
يقال للعروس هَدِيٌّ وهَدِيَّة، والهديَّة ما أتحفت به. (لسان العرب هـ د ي).
(3)
في (سد): "فقال".
(4)
الحَدَث: الإبداء، والحُدُوث: كون الشيء بعد أن لم يكن فالمراد لا تفعل شيئًا أو لا تبتدىء شيئًا والله أعلم. ينظر: (القاموس المحيط ح د ث).
(5)
سقط لفظ قال من (عم).
(6)
اعتزل الشيء إذا فارقه وتنحى عنه. (لسان العرب ع ز ل).
(7)
الشِّهَابِ قيل هو العود الذي فيه نار ساطعة، ويقال للكوكب الذي ينقضّ على أثر الشيطان بالليل: شِهَابٌ. (لسان العرب ش هـ ب).
(8)
نَضَح عليه الماء ونضحه به إذا رشَّه عليه. (النهاية 5/ 69).
(9)
سمّت بتشديد الميم من التّسميت وهو الدعاء بالبركة فيكون المعنى دعا لهما بالبركة، والله أعلم.
(10)
في (عم): "من عندها".
3934 -
درجته:
هذا حديث ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأنه أولًا مرسل والمرسل ضعيف عند جمهور المحدثين. وثانيًا فيه عوف بن أبي جميلة ثقة لكنه متشيع، وروي ما يؤيد به بدعته، والله أعلم. =
= قال البوصيري (3/ 53/ أ)، رواه الحارث بن أبي أسامة ورواته ثقات إلَّا أنه منقطع.
تخريجه:
لم أجد هذا الحديث المرسل ولكن وجدت نحوه، مرفوعًا من حديث عليّ رضي الله عنه ولفظه:"عن علي رضي الله عنه قال: أردت أن أخطب إلى رسول الله في ابنته فقلت: ما لي من شيء، ثم ذكرت صلته وعائدته، فخطبتها إليه فقال: هل لك من شيء؟ قلت: لا. قال: فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا؟ فقلت: هي عندي. قال فأعطها، فأعطيتها إياها فزوجنيها فلما أدخلها عليّ قال: لا تحدثا شيئًا حتى آتيكما، فجاءنا وعلينا كساء أو قطيفة، فلما رأيناه تخشخشنا (1) فقال: مكانكما، فدعا بإناء فيه ماء فدعا فيه ثم رشّه علينا، فقلت: يا رسول الله أهي أحبّ إليك أم أنا؟ قال: هي أحبُّ إليّ منك، وأنت أعزُّ إليّ منها".
رواه الحميدي في مسنده (1/ 22: 38)، عن سفيان، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ أبيه قال: أخبرني من سمع من عليّ فذكره بنحوه.
ففي إسناده من لم يسم.
وروى الإِمام أحمد أوله فقط في المسند (1/ 80).
وكذا رواه سعيد بن منصور في سننه (1/ 67: 600).
والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 234)، كلهم من طريق عبد الله بن أبي نجيح به بنحوه.
وعلى هذا فالحديث ضعيف مرسلًا ومتصلًا، والله أعلم.
(1) الخشخشة: حركة فيها صوت. الفائق (1/ 369).
3935 -
[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا قَطَن بْنُ نُسير (2)، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُثَنَّى، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسٍ، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَلٌ (3) مشوي بخبزة وظَبَابة (4) فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي من هذا الطعام، فقالت عائشة رضي الله عنها: اللهم اجعله أبي. وقالت حفصة رضي الله عنها: اللهم اجعله أبي. قال أنس رضي الله عنه: فَقُلْتُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. قَالَ: فسمعت حركة بالباب فخرجت فإذا علي رضي الله عنه، فقلت: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة. فانصَرَف، ثم سمعت حركة الباب فخرجت فإذا علي رضي الله عنه كَذَلِكَ فَسَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ فَقَالَ: "انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ ". فَخَرَجْتُ فإذا (5) علي رضي الله عنه، فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: "اللهم وَالِيَّ اللهم وَالِيَّ" (6).
(1) لم أجد الحديث في مسند أبي يعلى المطبوع فلعله في المسند الكبير.
(2)
في (عم) و (سد): "ابن بشير".
(3)
الحَجَل بالتحريك: القَبَجْ. وهو طائر في حجم الحمام أحمر المِنْقار والرجلين. (النهاية 1/ 346)، (والمعجم الوسيط: 1/ 158).
(4)
كذا في الأصل، وفي باقي النسخ بالضاد المعجمة ولم يتبين لي معنى الكلمة ولعلها صحفت من صُبَابة بالصاد المهملة وهي البقية اليسيرة من الشراب في أسفل الإناء، والله أعلم. ينظر:(لسان العرب: ص ب ب).
(5)
في (عم) و (سد):"فإذا هو عليٌّ".
(6)
كذا في جميع النسخ، ولعل الصواب:"وليّي"، والله أعلم.
3935 -
[1] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن جعفر بن سليمان مع أنه صدوق، فقد روى ما يؤيد =
= بدعته، وفيه عبيد الله بن أنس لم أجد فيه جرحًا أو تعديلًا.
وقد ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ 53/ب)، ونقل قول البزّار: روي عن أنس من وجوه وكل من رواه عن أنس فليس بالقويّ.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 128)، رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وأبو يعلى باختصار كثير إلَّا أنه قال: فجاء أبو بكر فرده ثم جاء عمر فرده ثم جاء عليٌ فأذن له. وفي إسناد الكبير حمّاد بن المختار ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح، وفي أحد أسانيد الأوسط أحمد بن عياض بن أبي طيبة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح ورجال أبي يعلى ثقات، وفي بعضهم ضعف.
تخريجه:
يأتي في الطريق الثاني.
3935 -
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ (1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا عبيد اللَّهِ بْنُ مُوسَى، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ سَلْمَانَ الكحال الأزرق، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: "أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أطيار فقَسَّمَها صلى الله عليه وسلم بين نسائه رضي الله عنهن فأصاب كل امرأة
…
" الحديث.
(1) كشف الأستار (3/ 193: 2548)، وقال البزّار: كل من رواه عن أنس فليس بالقوي.
3935 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا لضعف إسماعيل بن سلمان الأزرق كما تقدم.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 129)، رواه البزّار وفيه إسماعيل بن سلمان وهو متروك.
تخريجه:
أمّا حديث عبيد الله بن أنس فرواه ابن عدي في الكامل (7/ 151)، عن عبدان عن قطن بن نسير به بنحوه مختصرًا.
وأما حديث إسماعيل الأزرق فرواه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 358)، عن عبيد الله بن موسى به مختصرًا.
وقد تابعهما جماعة في رواية هذا الحديث عن أنس رضي الله عنه منهم:
1 -
إسماعيل بن عبد الرحمن السدي: أخرج حديثه:
الترمذي باختصار في كتاب المناقب -مناقب علي رضي الله عنه (5/ 300)، عن سفيان بن وكيع، عن عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر، به، مختصرًا وقال بعده: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلَّا من هذا الوجه، وقد روى هذا الحديث من غير وجه عن أنس، والسُّدي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن وقد أدرك أنس بن مالك، ورأى الحسين بن علي. اهـ.
وسفيان بن وكيع ضعيف كما في التقريب (245: 2456).
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 230: 363)، عن أبي القاسم =
= الجريري، عن أبي طالب العشاري، عن الدارقطني، عن محمد بن مخلد، عن أبي حاتم بن الليث، عن عبيد الله بن موسى به بنحوه مختصرًا أيضًا.
قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح؛ لأن إسماعيل السُّدي قد ضعّفه عبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن معين.
قلت: إسماعيل بن عبد الرحمن السُّدي قال عنه الحافظ في التقريب (108: 463)، صدوق. يَهِمْ ورمي بالتشيّع.
ورواه النسائي في خصائص عليٌّ رضي الله عنه (34: 12)، عن زكريا بن يحيى، عن الحسين بن حمّاد، عن مسهر بن عبد الملك، عن عيسى بن عمر به بنحوه مختصرًا أيضًا.
ومُسهر بن عبد الملك هذا قال عنه في التقريب (532: 6667): ليّن الحديث.
ورواه أبو يعلى في مسنده (4/ 130: 4039)، عن الحسن بن حماد، عن مُسْهِر به، بنحوه مختصرًا.
ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 457)، عن الحسن بن الطّيب، عن الحسن بن حمّاد الضبي، عن مسهر بن عبد الملك به، بنحوه مختصرًا.
ورواه من طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 229: 362)، عن إسماعيل بن أحمد، عن ابن مسعدة، عن حمزة، عن ابن عدي به بنحوه.
2 -
أبو الهندي: أخرج حديثه:
الخطيب في تاريخ بغداد (3/ 171)، عن الحسن بن أبي بكر، عن أبي بكر محمد بن العباس بن نجيح، عن محمد بن القاسم النحوي أبي عبد الله، عن أبي عاصم به، بنحوه.
وقال الخطيب: غريب بإسناده لم نكتبه إلَّا من حديث أبي العيناء محمد بن القاسم، عن أبي عاصم وأبو الهندي مجهول واسمه لا يعرف. اهـ.
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 230: 364)، عن منصور القزاز، =
= عن أبي بكر بن ثابت (الخطيب) به، مختصرًا، وفيه: الرجل يحب قومه.
قال ابن الجوزي: وقد روى نحوه يَغْنمُ بن سالم عن أنس. قال أبو حاتم بن حبّان: كان يَغْنم يضع الحديث. اهـ.
3 -
عبد الملك بن عمير: أخرج حديثه:
الطبراني في المعجم الكبير (1/ 253: 730)، عن عمرو بن أبي الطاهر ابن السرح المصري، عن يوسف بن عدي، عن حماد بن المختار، عن عبد الملك به، بنحوه مختصرًا.
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 231: 367)، عن إسماعيل بن مسعدة، عن حمزة، عن ابن عدي، عن عصمة، عن محمد بن أبي الهيثم، عن يوسف به، بنحوه.
قال ابن الجوزي: وقد رواه أبو بكر بن مردويه فزاد فيه: فجاء علىٌّ فدق الباب فقلت: من ذا؟ قال: أنا علي. قلت: النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة، فرجع ثلاث مرات كل ذلك يجيء، قال: فضرب برجله فدخل فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ حبسك؟ قال: قد جئت ثلاث مرات كل ذلك يقول: النبي صلى الله عليه وسلم على حاجة. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا حَمَلَكَ عَلَى ذلك؟ قال: كنت أحب أن يكون رجلًا من قومي.
قال ابن الجوزي رحمه الله: وهذا لا يصح، قال ابن عدي: حماد شيعي مجهول، وقد رواه الحسين بن سليمان عن عبد الملك بن عمير، قال ابن عدي: ولا يتابع حسين على حديثه. اهـ.
4 -
سالم مولى عمر بن عبيد الله: روى حديثه:
ابن الجوزي في العلل (1/ 233: 371)، عن زاهر بن طاهر، عن أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني، عن محمد بن عبد الله الأندلسي، عن سليمان بن أحمد البلخي، عن أحمد بن سعيد بن فرقد الجُدِّي، عن أبي حمة محمد بن يوسف اليمامي، عن أبي قرة موسى بن طارق، عن موسى بن عقبة، عن أبي النضر به، =
= بنحوه وقال: بأخير خلقك.
قال الذهبي في الميزان (1/ 100)، في ترجمة أحمد بن سعيد الجُدُّي: وعنه الطبراني فذكر حديث الطير بإسناد الصحيحين، فهو المتهم بوضعه. اهـ.
ورواه ابن الجوزي أيضًا في نفس المكان، عن زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، عن محمد بن عبد الله الأندلسي به، بنحوه.
5 -
مسلم أبو عبد الله الملائي: أخرج حديثه:
البخاري في تاريخه الكبير (1/ 358)، عن عبيد الله بن موسى، عن سكين بن عبد العزيز، عن ميمون أبي خلف، عن مسلم، عن أنس مختصرًا.
ورواه ابن عدي في الكامل (6/ 307)، عن أبي يعلى، عن أبي هشام الرفاعي، عن ابن فضيل مختصرًا أيضًا.
ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي يعلى، عن وهب بن بقية، عن خالد، عن مسلم بنحوه مختصرًا.
ورواه أيضًا في المكان نفسه عن صالح بن أبي مقاتل، عن أحمد بن الحجاج بن الصلت، عن المنذر بن عمار، عن معن بن زائدة، عن الأعمش، عن مسلم بنحوه مختصرًا.
ورواه الخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق (2/ 398)، عن أبي الحسن محمد بن أحمد الدقاق، عن أحمد بن القاسم الجوهري، عن عبيد الله بن عمر بن ميسرة، عن يونس بن أرقم، عن مسلم به بنحوه مختصرًا.
ورواه ابن مردويه كما في العلل لابن الجوزي (1/ 235: 375)، عن الحسن بن محمد السكوني، عن الحسن بن علي النسوي، عن إبراهيم بن مهدي المصيصي، عن علي بن مسهر، عن مسلم به، بنحوه مع اختلاف يسير في اللفظ.
قال ابن الجوؤي: فيه إبراهيم بن مهدي، قال أبو بكر الخطيب: ضعيف الحديث. =
= قال ابن الجوزي في العلل (1/ 236)، رواه ابن مردويه من حديث مسلم الملائي، عن أنس قال الفلاس: مسلم منكر الحديث جدًا، وقال يحيى بن معين: لا شيء. وقال البخاري: ضعيف ذاهب الحديث لا أروي عنه. وقال علي بن الجنيد: هو متروك. ثم قال: ولا أظن مسلمًا أبا عبد الله في الحديث قبل هذا إلَّا الملائي.
6 -
يحيى بن سعيد: أخرج حديثه:
الحاكم في مستدركه (3/ 130)، عن أبي علي الحافظ، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أيوب الصفار، عن محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة، عن أبيه، عن يحيى بن حسان، عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد به، بنحوه وقال: فرخ مشوي، وفي آخره: إن الرجل قد يحب قومه.
ورواه أيضًا في المكان نفسه، عن أبي علي الحافظ، عن حميد بن يونس بن يعقوب الزيات به، بنحوه كما تقدم.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
قال الذهبي: قلت ابن عياض لا أعرفه، ولقد كنت زمنًا طويلًا أظن أن حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه فإذا حديث الطير بالنسبة إليها سماء. اهـ.
وإن كان الحاكم صحح الرواية عن علي وأبي سعيد وسفينة فقد تعقبه الذهبي فقال كما في البداية والنهاية (7/ 364): لا والله ما صح شيء من ذلك.
ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 279: 3710)، عن محمد بن أبي غسان، عن أبيه، عن سليمان بن بلال، عن يحيى به، بنحوه مختصرًا.
7 -
ثابت البناني: أخرج حديثه:
الحاكم في المستدرك (1/ 131)، عن أبي القاسم، عن محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، عن عبد الله بن عمر بن أبان بن صالح، عن إبراهيم بن ثابت =
= البصري القصّار، عن ثابت به بلفظ: أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان شاكيًا فأتاه محمد بن الحجاج فقال أنس: من هذا؟ أقعدوني، فأقعدوه فقال: يا ابن الحجاج ألا أراك تنَقَّص من علي بن أبي طالب؟! والذي بعث محمد صلى الله عليه وسلم بالحق لقد كنت خَادِمِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بين يديه، وكان كل يوم يخدم بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غلام من أبناء الأنصار، فكان ذلك اليوم يومي فجاءت أم أيمن مَوْلَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بطير فوضعته
…
فذكر الحديث بنحوه.
قال الذهبي: قلت: إبراهيم بن ثابت ساقط. اهـ.
ورواه العقيلي في الضعفاء (1/ 46)، عن موسى بن إسحاق الأنصاري، عن عبد الله بن عمر بن أبان به، بنحوه مختصرًا. وقال العقيلي: ليس لهذا من حديث ثابت أصل وقد تابع هذا الشيخ مُعَلّي بن عبد الرحمن، ورواه، عن حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ حدّثنا الصائغ، عن الحسن الحلواني عنه ومعلّى عندهم يكذب ولم يأت به ثقة عن حماد بن سلمة ولا عن ثقة عن ثابت، وهذا الباب الرواية فيها لين وضعف لا يعلم فيه شيء ثابت، وهكذا قال محمد بن إسماعيل البخاري.
قلت: إبراهيم بن ثابت القصار ذكره الذهبي في المغني فقال: ضعيف واهٍ.
المغني في الضعفاء (1/ 10: 43)، وذكره في الميزان (1/ 25)، فقال: ماذا بعمدة ولا أعرف حاله جيدًا.
ورواه الحاكم في المستدرك أيضًا (1/ 131)، عن أبي القاسم الحسن بن محمد، عن محمد بن الفضل بن علية بن خالد السكوني من أصل كتابه، عن عبيد بن كثير العامري، عن عبد الرحمن بن دبيس، عن إبراهيم القصار به، بنحو لفظه المتقدم.
8 -
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: روى حديثه:
أبو نعيم في الحلية (6/ 339)، عن علي بن حميد الواسطي، عن أسلم بن سهل، عن محمد بن صالح بن مهران، عن عبد الله بن محمد بن عمارة القدامى ثم =
= السعدي، عن مالك بن أنس، عن إسحاق به، بنحوه. وقال عنه: غريب من حديث مالك وإسحاق، رواه الجم الغفير، عن أنس، وحديث مالك لم نكتبه إلاّ من حديث القدامى تفرد به. اهـ.
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 229: 361)، عن محمد بن أبي القاسم البغدادي، عن حمد بن أحمد، عن أبي نعيم به، بنحوه. وقال فيه:
بعثتني أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطير مشوي ومعه أرغفة من شعير
…
قال ابن الجوزي: تفرد به ابن عمارة، عن مالك. قال ابن حبّان: محمد بن صالح المدني يروي المناكير، عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج بأفراده.
قلت: ليس هذا ابن مهران فابن مهران قال عنه الحافظ في التقريب (484: 5963): صدوق أخباري.
وفيه عبد الله بن محمد بن عُمَارة قال عنه الحافظ في اللسان (3/ 336)، مستور ما وثق ولا ضعف وقلّ ما روى. وذكر إيراد الدارقطني لحديثه هذا في الغرائب وقال: وهو خبر منكر. اهـ.
9 -
عبد الملك بن أبي سليمان: واختلف عليه على وجهين:
أحدهما: عنه عن أنس، ذكره البخاري في التاريخ (2/ 3).
الثاني: عنه عن عطاء، عن أنس: رواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 279: 3711)، عن محمد بن شعيب، عن حفص بن عمر المهرقاني، عن النجم بن بشير، عن إسماعيل بن سليمان، عن عبد الملك به، بنحوه مختصرًا.
ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 231: 365)، عن القزار، عن أحمد بن علي، عن عبد القاهر بن محمد الموصلي، عن أبي هارون موسى بن محمد الأنصاري، عن أحمد بن علي الخزاز، عن محمد بن عاصم الرازي، عن عبد الملك به، بنحوه مختصرًا أيضًا.
قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح وفيه مجاهيل لا يعرفون. اهـ. =
= 10 - الحسن البصري:
روى حديثه ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ (2/ 385)، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أحمد بن عاصم، عن ابن مصفّي، عن حفص بن عمر العدني، عن موسى بن سعد، عن الحسن، عن أنس بنحوه وقال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بطير جبلي
…
الخ.
ورواه من طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 231: 366)، عن إسماعيل بن أحمد، عن إسماعيل بن مسعدة، عن حمزة، عن ابن عدي به، بنحوه.
قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح بهذا الإِسناد حفص عمر قال النسائي: ليس بثقة وقال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد.
قلت: قال عنه الحافظ في التقريب (173: 1420): ضعيف.
11 -
خالد بن عبيد:
روى حديثه ابن عدي في الكامل (3/ 24)، عن عبد الله بن محمد بن إبراهيم المروزي، عن عبد الله بن محمود، عن العلاء بن عمران، عن خالد به، بلفظ: بينا أنا ذات يوم عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل بطبق مغطى فقال: هل من إذن؟ فقلت: نعم. فوضع الطبق بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعليه طائر مشوي، وقال: أحب أن تملأ بطنك من هذا يا رسول الله. فقال: اللهم أدخل على من أحب خلقك إليّ ينازعني هذا الطعام فذكر الحديث.
ورواه من طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 232: 368)، عن إسماعيل، عن ابن مسعدة، عن حمزة، عن ابن عدي به بنحوه.
قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح قال ابن حبّان: خالد بن عبيد يروي عن أنس نسخة موضوعة لا يحل كتب حديثه إلَّا تعجبًا. اهـ.
12 -
دينار خادم أنس:
روى حديثه ابْنُ عَدِيٍّ فِي الْكَامِلِ (3/ 109)، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمد بن عامر، عن محمد بن إسماعيل الأصبهاني، عن أبي مكيس دينار بن عبد الله، عن أنس رضي الله =
= عنه، ولم يذكر متنه إنما قال: فذكر حديث الطير.
ورواه من طريقه السهمي في أخبار جرجان (176)، عن عبد الله بن علي، عن جعفر بن محمد الدينوري، عن محمد بن إسماعيل الأصفهاني، عن دينار به بنحوه مختصرًا.
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 382)، عن علي بن طلحة المقرئ، عن عمر بن محمد الصرفي، عن عبد الله بن محمد بن ناجية، عن دينار مختصرًا.
ورواه ابن الجوزي في العلل (1/ 232: 369)، عن القزاز، عن أحمد بن علي، عن عبيد الله بن أحمد النحوي، عن أحمد بن كامل، عن محمد بن موسى البربري، عن شيخ أسود، عن أنس فذكره مختصرًا.
وذكر أن اسم الشيخ الأسود دينار خادم أنس ونقل قول ابن عدي في دينار: منكر الحديث ذاهب شبه المجهول وقول ابن حبّان: يروى عن أنس أشياء موضوعة لا يحل ذكره إلَّا بالقدح فيه. اهـ.
13 -
يعلي بن مرة عن أبيه وعن أنس رضي الله عنهما:
رواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 376)، عن أبي محمد عبد الله بن علي بن عياض، عن محمد بن أحمد بن جميع، عن محمد بن مخلد، عن أبي محمد علي بن الحسن بن إبراهيم، عن سهل بن زنجلة، عن الصَّبَّاحُ بْنُ مُحَارِبٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الله بن يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ وعن أن ولفظه قالا: أُهدي إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طير ما نراه إلَّا حُبَارى فقال: "اللهم أبعث إليّ أحب أصحابي إليك يواكلني هذا الطير". وذكر الحديث.
ورواه من طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 233: 370)، عن القزاز، عن أحمد بن علي الخطيب به، بنحوه قال ابن الجوزي: وهذا لا يصح قال أحمد ويحيى: عمر بن عبد الله ضعيف، وقال الدارقطني: متروك. اهـ. =
= 14 - الحسن بن الحكم:
أخرج حديثه ابن مردويه كما في العلل المتناهية (1/ 234: 372)، عن علي بن إبراهيم بن حمّاد، عن محمد بن خليد بن الحكم، عن محمد بن طريف، عن مفضل بن صالح، عن الحسن به، بنحوه.
قال ابن الجوزي: في هذا الحديث مفضل بن صالح قال البخاري: هو منكر الحديث. وقال ابن حبّان: لا يحتج به، وفيه محمد بن طريف قال أبو حاتم الرازي: مجهول. اهـ.
15 -
ثمامة بن عبد الله:
أخرج حديثه أبو بكر بن مردويه أيضًا كما في العلل (1/ 234: 373)، عن فهد بن إبراهيم البصري، عن محمد بن زكريا، عن العباس بن بكار الضبي، عن عبد الله بن المثنى الأنصاري، عن ثمامة به بنحوه مع اختلاف يسير وفي آخره: قال أنس: فرأيت الغضب فِي وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقال: يا أنس ما حملك على رده؟ قلت: يا رسول الله سمعتك تدعو فأحببت أن تكون الدعوة في الأنصار، قال: لست بأول رجل أحب قومه أبى الله يا أنس إلَّا أن يكون ابن أبي طالب.
قال ابن الجوزي: في هذا الحديث عبد الله بن المثنى وكان ضعيفًا. وفيه العباس بن بكار قال الدارقطني: هو كذاب. اهـ.
16 -
جعفر بن محمد عن أبيه عن أنس:
روى حديثه ابن مردويه أيضًا كلما في العلل (1/ 235: 374)، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، عن علي بن الحسن السمالي، عن محمد بن الحسن بن الجهم، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد، عن أبيه به، بنحوه مع اختلاف يسير في اللفظ.
قال ابن الجوزي: في هذا الحديث عبد الله بن ميمون القداح قال البخاري: ذاهب الحديث. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن حبّان: لا يحتج به إذا انفرد. اهـ. =
= قلت: قال عنه الحافظ في التقريب (326: 3653)، منكر الحديث متروك.
17 -
إبراهيم بن مهاجر:
أخرج حديثه ابن مردويه أيضًا كما في العلل (1/ 236: 377)، من طريق خالد بن طهمان، عن أنس.
وقال ابن الجوزي: كلاهما مقدوح فيه -يعي خالدًا وإبراهيم- ثم قال بعد ذلك: وقد ذكره ابن مردويه من نحو عشرين طريقًا كلها مظلم وفيها مطعن. اهـ.
18 -
يحيى بن أبي كثير:
أخرج حديثه الطبراني في الأوسط (2/ 442: 1765)، عن أحمد بن الجعد، عن سلمة بن شبيب، عن عبد الرزاق، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ به، بنحوه مع اختلاف يسير في اللفظ.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلَّا عبد الرزاق تفرد به سلمة.
قلت: ويحيى بن أبي كثير حديثه عن أنس مرسل كما قال أبو حاتم وأبو زرعة والبخاري فإنه رآه ولم يسمع منه. ينظر: جامع التحصيل (299: 880)، والتهذيب (11/ 268).
وتقدم قول ابن عدي في حماد أنه شيعي مجهول، وقوله في الحسين بن سليمان: لا يتابع على حديثه، وتقدم أيضًا قول الذهبي في ابن أبي طيبة: لا أعرفه.
19 -
ميمون أبو خلف:
أخرج حديثه العقيلي في الضعفاء (4/ 188)، عن أحمد بن محمد بن عاصم، عن إبراهيم بن الحجاج، عن سكين بن عبد العزيز، عن ميمون بنحوه مختصرًا.
وقال العقيلي: طُرق هذا الحديث فيها لين.
ورواه البخاري في التاريخ (1/ 358)، عن عبيد الله بن موسى، عن سكين به ولم يذكره بل قال:"في الطير".
قلت: وميمون هذا قال عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (8/ 234)، =
= سألت أبا زرعة عنه فقال: منكر الحديث وترك حديثه ولم يقرأ علينا.
25 -
يَغْنم بن سالم:
أخرج حديثه ابن عدي في الكامل (7/ 284)، عن محمد بن أبي مقاتل، عن إبراهيم بن صدقة العامري الكوفي، عن يَغْنَم، عن أنس بنحوه مختصرًا.
21 -
عثمان الطويل عن أنس:
روى حديثه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 2)، عن محمد بن يوسف، عن أحمد، عن زهير، عن عثمان الطويل، عن أنس بنحوه مختصرًا أيضًا.
وعثمان الطويل هذا لا يعرف له سماع عن أنس رضي الله عنه. ينظر: التاريخ الكبير (2/ 3) لسان الميزان (4/ 159).
22 -
الزبير بن عدي عن أنس رضي الله عنه:
رواه أبو نعيم في أخبار أصبهان (1/ 232)، عن أبي بكر بن خلاد، عن محمد بن هارون بن مجمّع، عن حجاج بن يوسف، عن بشر بن الحسين، عن الزبير، عن أنس بنحوه مختصرًا.
وبشر بن الحسين هذا كذّبه أبو داود الطيالسي وأبو حاتم وقال عنه الدارقطني: متروك يروي عن الزبير بواطيل والزبير ثقة والنسخة موضوعة.
ينظر: ضعفاء الدارقطني (126)، الميزان (1/ 315)، لسان الميزان (2/ 21).
فهذه ثنتان وعشرون طريقًا غير الطريقين اللتين أخرجهما أبو يعلى والبزار لحديث أنس رضي الله عنه كلها لا تخلو من مقال أو متهم.
وللحديث شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
رواه الطبراني في الكبير (10/ 343: 10667)، عن عبيد العجلي، عن إبراهيم بن سعد الجوهري، عن حسين بن محمد المروزي، عن سليمان بن قرم، عن محمد بن سعيد، عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما بنحو الأول، مختصرًا. =
= قال الهيثمي في المجمع (9/ 129)، وفيه محمد بن سعيد شيخ يروي عنه سليمان بن قرم، ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا، وفيه ضعف.
قلت: وفيه محمد بن الحسين المَرْوزي قال عنه الحافظ في التقريب (168: 1346): مجهول. وسليمان بن قَرْم قال عنه الحافظ أيضًا في التقريب (253: 2600): سيءالحفظ يتشيّع.
ورواه ابن عدي في الكامل (3/ 90، 91)، عن القاسم المقرئ، عن إبراهيم بن سعيد، عن حسين بن محمد به، بنحوه، وقال: محمد بن شعيب.
ورواه أيضًا في المكان نفسه عن ابن صاعد، عن إبراهيم بن سعيد به، بنحوه ثم قال: وهذا يرويه عن داود محمد بن شعيب ومحمد بن شعيب هذا لا أعرفه، ويرويه عن محمد بن شعيب سليمان بن قرم، وعن سليمان بن قرم حسين بن محمد المروزي. اهـ.
فالحديث ضعيف أيضًا:
وله شاهد من حديث سفينة رضي الله عنه يأتي تخريجه بعد هذا وهو ضعيف أيضًا كما سيأتي في محله.
ورُوي هذا الحديث أيضًا عن أبي سعيد الخدري ولكن قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 366)، إسناده مظلم وفيه ضعفاء.
وكذا روي عن علي نفسه، وعن جابر بن عبد الله، وحبشي بن جنادة، قال الحافظ ابن كثير: ولا يصح أيضًا. ومن حديث يعلي بن مرة قال الحافظ ابن كثير:
والإسناد إليه مظلم، وكذا من حديث أبي رافع. قال ابن كثير: وليس بصحيح.
وبالجملة فالحديث ضعيف وقد قال الإِمام الذهبي رحمه الله كما في البداية والنهاية (7/ 366)، إسناده مظلم وفيه ضعفاء.
وكذا روى عن علي نفسه، وعن جابر بن عبد الله، وحبشي بن جنادة، قال الحافظ ابن كثير، ولا يصح أيضًا. ومن حديث يعلي بن مرة قال الحافظ ابن كثير: =
= والإِسناد إليه مظلم، وكذا من حديث أبي رافع. قال ابن كثير: وليس بصحيح.
وبالجملة فالحديث ضعيف وقد قال الإِمام الذهبي رحمه الله كما في البداية والنهاية (7/ 365)، في جزء جمعه في هذا الحديث بعد ما أورد طرقًا متعددة له:
ويروى هذا الحديث من وجوه باطلة أو مظلمة وذكر عددًا ممن رواه ثم قال: الجميع بضعة وتسعون نفسًا أقربها غرائب ضعيفة، وأردؤها طرق مختلفة مفتعلة، وغالبها طرق واهية. اهـ.
وقد حكم بعض الأئمة على الحديث بالوضع كالإمام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنَّة (7/ 371)، قال رحمه الله: حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة بحقائق النقل. اهـ ..
وأورده الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 400: 97)، وقال: ذكره ابن الجوزي في الموضوعات.
ولم أقف عليه في الموضوعات، ولا في تنزيه الشريعة.
وقد عابوا على الحاكم إيراد هذا الحديث في المستدرك وقد روى الإِمام الذهبي عنه في سير أعلام النبلاء في ترجمته (17/ 168)، أنه سئل عن حديث الطير فقال: لا يصح، ولو صحّ لما كان أحدّ أفضل من علىّ بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الذهبي: فهذه حكايته قوية فما باله أخرج حديث الطير في المستدرك؟ ثم أجاب عن هذا الاستشكال فقال: فكانه اختلف اجتهاده.
ونقل عن ابن طاهر أنه قال: ورأيت أنا حديث الطير جمع الحاكم بخطه في جزء ضخم فكتبته للتعجب. اهـ.
ونقل ابن الجوزي عن ابن طاهر كما في العلل (1/ 236)، أنه قال: حديث الطائر موضوع إنما يجيىء من سُقّاط أهل الكوفة عن المشاهير والمجاهيل عن أنس، وغيره. قال: ولا يخلو أمر الحاكم من أمرين إمّا الجهل بالصحيح فلا يعتمد على قوله، وإما العلم به ويقول به فيكون معاندًا كذابًا دسّاسًا. اهـ. =
= والظاهر لي والعلم عند الله أن الحاكم أورده في المستدرك جهلًا بحاله أو تساهلًا ولعله بعد ذلك ظهر له عدم صحته كما تقدم نقله عنه.
وعلى آية حال فحديث الطائر وإن كان له طرق موضوعة إلَّا أن له طرفًا أخرى ضعيفة لا تصل إلىّ حدّ الوضع كما تبين مما سبق، والله أعلم.
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (7/ 366): وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة، منهم أبو بكر بن مردويه، والحافظ أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان فيما رواه شيخنا أبو عبد الله الذهبي، ورأيت فيه مجلدًا في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندًا ومتنًا للقاضي أبي بكر الباقلاني المتكلم.
وبالجملة ففي القلب من صحة هذا الحديث نظر وإن كثرت طرقه. اهـ.
وتقدمت الإشارة إلى أن الإِمام الذهبي رحمه الله صنف فيه جزءًا.
ومما يدل على ضعف هذا الحديث أمور منها:
1 -
الاختلاف في تسمية من فتح الباب هل هو سفينة أم أنس رضي الله عنهما.
2 -
الاختلاف في عدد الطير، ففي روايات أنه واحد وفي أخرى اثنان وفي بعضها ثلاثة وفي بعضها لم تحدد بعدد.
3 -
الاختلاف أيضًا في صفته فقيل: فرخ مشوي وقيل: حُبَارى وقيل: طير جبلي. وقيل: بين رغيفين، وقيل غير ذلك.
4 -
الاختلاف فيمن قدّم الطير ففي بعض الروايات أنها أم سليم وفي بعضها أنها إحدى نسائه صلى الله عليه وسلم وفي بعضها أم أيمن وبعضها رجل وبعضها سفينة رضي الله عنه.
وهذا الاختلاف إنما هو في شيء يسير من طرق الحديث فكيف لو جمعت طرقه التي ذكرها الذهبي؟ سيكون الاختلاف كثر قطعًا.
وقد أعلّ الحديث جماعة من الأئمة كالبخاري والعقيلي كما تقدم عنهما في =
= بعض طرق هذا الحديث، وكذا البزّار والترمذي والدارقطني وابن الجوزي وأبو بكر الباقلاني وشيخ الإِسلام ابن تيمية وكذا الشيخ الألباني في تعليقه على مشكاة المصابيح (3/ 1721)، وغيرهم.
لكن هناك من قال بصحة هذا الحديث أو حسنه كالحاكم أبي عبد الله وابن جرير الطبري الذي تقدم أنه جمع فيه جزءًا وظاهر هذا أنه يقول بصحته وإن لم يصرخ به.
قال الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلّمي رحمه الله في أول كتاب التنكيل (ص 40): وحديث الطير مشهور روي من طرق كثيرة ولم ينكر أهل السنَّة مجيئه من طرق كثيرة وإنما ينكرون صحته وقد صححه الحاكم وقال غيره: إن طرقه كثيرة يدلُّ مجموعها أن له أصلًا. اهـ.
والذي يترجح عندي عدم ثبوت هذا الحديث لما تقدم من الاختلاف الذي في ألفاظه ولما في أسانيده من الضعف أو الضعف الشديد أو الكذّابين وأيضًا لنصوص الأئمة الذين قالوا برده.
ومن المقرر المعلوم أنّ شهرة الحديث أو كثرة طرقه لا تقتضي صحته. والعلم عند الله تعالى.
3936 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَر، ثنا يونس ابن أَرْقَمَ، عَنْ [مُطَير](2) بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ ثابت البجلي، عن سفينة رضي الله عنه، صاحب زاد النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَهْدَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَيْرَيْنِ بَيْنَ رَغِيفَيْنِ، وَكَانَ فِي الْمَسْجِدِ (3) -وَلَمْ يَكُنْ فِي البيت غيري وغير أنس رضي الله عنه، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَا بِالْغَدَاءِ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: قَدْ أَهْدَتْ لَكَ امْرَأَةٌ هَدِيَّةً فقدَّمتُ إِلَيْهِ الطَّيْرَيْنِ فقال صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ" -أَحْسَبُهُ قَالَ: "إِلَيْكَ وَإِلَى رَسُولِكَ" - قَالَ: فجاء علي رضي الله عنه فَضَرَبَ الْبَابَ ضَرْبًا خَفِيفًا فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَبُو الْحَسَنِ. ثُمَّ ضَرَبَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ، فقال صلى الله عليه وسلم:"مَنْ هَذَا؟ " قُلْتُ: علي. فقال صلى الله عليه وسلم: "افْتَحْ لَهُ" فَفَتَحْتُ فَأَكَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الطَّيْرَيْنِ حَتَّى فَنِيَا (4).
(1) لم أجده أيضًا في مسند أبي يعلى المطبوع فلعله في مسنده الكبير.
(2)
في جميع النسخ: "مطر"، والتصحيح من كتب التراجم.
(3)
من بين الشرطتين وجدته بحاشية الأصل.
(4)
الفناء نقيض البقاء فكأن المراد: لم يبق منهما شيء، والله أعلم. ينظر: اللسان (15/ 164).
3936 -
درجته:
حديث ضعيف بهذا الإِسناد من أجل يونس بن أرقم، ومطير بن أبي خالد كلاهما ضعيف كما تقدم، وثابت لم يترجح عندي فيه شيء، والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 53/ب).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 129): رواه البزّار والطبراني باختصار ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة. =
= تخريجه:
روى هذا الحديث عن سفينة غير ثابت، بريدة بن سفيان، وعبد الرحمن بن أبي نُعْم:
أما حديث ثابت فرواه الأمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 560: 945) عن عبد الله بن محمد، عن عبيد الله بن عمر، به، بنحوه.
وأما حديث بريدة بن سفيان فأخرجه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 193: 2547) عن عبد الأعلى بن واصل، عن عون بن سلام، عن سهل بن شعيب، عن بريدة به، ولفظه:"أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طواير وصَنَعت له بعضَها، فلما أصبح أتيته بها فقال: من أين لك هذا؟ فقلت: من الذي أُتيتَ به أمس. قال: ألم أقل لك لا تدخرن لغد طعامًا، لكل يوم رزقه ثم قال: اللهم أدخل علي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فدخل علي رضي الله عنه، فقال: اللهم ولي".
قلت: وهذا الإِسناد فيه سهل بن شعيب لم أجد من تكلّم فيه بجرح أو تعديل، وفيه بريدة بن سفيان قال عنه الحافظ في القريب (121: 661): ليس بالقوي وفيه رفض. اهـ.
وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف أيضًا.
وأما حديث عبد الرحمن بن أبي نُعْم فرواه الطبراني في الكبير (7/ 82: 6437)، عن عبيد العجلي، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن حسين بن محمد، عن سليمان بن قرم، عن فطر بن خليفة، عن عبد الرحمن، به، بنحوه مختصرًا.
وفي إسناده عبيد العجلي لم أجد له ترجمة، وسليمان بن قرم قال فيه الحافظ في القريب (253: 2600): سيء الحفظ يتشيع.
وإن كان للحديث شواهد من حديث أنس، وابن عباس وغيرهما إلَّا أنها لا ترقيه، وانظر الكلام عليه في الذي قبله، والله أعلم.
3937 -
حَدَّثَنَا (1) سُوَيد بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عبد الرحيم بن شَرْوَس [الصَّنْعَاني](2)، عن ابن مِيْنا، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم التزم عليًّا رضي الله عنه، وَقَبَّلَهُ وَهُوَ يَقُولُ:"بِأَبِيَ الوحيدُ الشَّهِيدُ، بِأَبِيَ الوحيدُ الشهيد".
(1) مسند أبي يعلى (4/ 318: 4558).
(2)
في جميع النسخ: "الحلبي"، والتصحيح من الجرح والتعديل (8/ 8).
3937 -
درجته:
هذا الحديث فيه من لم يتبين لي حاله وهو: محمد بن عبد الرحيم بن شروس، وكذا ميناء. وفيه مجهول وهو عمر بن ميناء. فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد، والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 54/ أ).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 138): رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه.
تخريجه:
أخرج أوله بحشل في تاريخ واسط (ص 71، 72)، عن أحمد بن عبد الله ابن زياد، عن سويد بن سعيد، به، ولم يذكر إلَّا قولها رضي الله عنها:"رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم الْتَزَمَ عليًّا وقبله".
قال أبو الحسن الجُلَّابي صاحب الذيل على تاريخ واسط: ابن مينا اسمه عياش بن عبد الرحمن بن ميناء. اهـ.
قلت: الرواية عن ابن مينا، عن أبيه فاسم الأب مينا ولم أجد من ذكر عياش بن عبد الرحمن هذا والمعروف برواية ابن شروس المتقدم هو عمر بن مينا كما سبق فلعل هذا سبق قلم، والله أعلم. فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد، والله أعلم.
3938 -
[1] وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ الفَزَاري، عَنْ قَنَان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يُحَدِّثُ عَنْ أبيه رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَجُلَيْنِ فتذاكرنا عليًّا رضي الله عنه، فَتَنَاوَلْنَا مِنْهُ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا يُعْرَفُ فِي وَجْهِهِ الْغَضَبُ، فَقُلْتُ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَضَبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قال صلى الله عليه وسلم: "مَا لَكُمْ وَلِي، مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي، يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ" قَالَ: فَكُنْتُ أُوْتَى من بعدُ فيُقَال: إن عليًّا رضي الله عنه يُعَرِّض بِكَ يَقُولُ: اتَّقُوا فِتْنَةَ الأُخَيْنِس (1) فَأَقُولُ: هَلْ سَمَّانِي؟ فَيَقُولُونَ: لَا. فَأَقُولُ: إنَّ خَنَس الناس لكثير، معاذ الله أن أُوذِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَا سَمِعْتُ مِنْهُ مَا سَمِعْتُ.
[2]
- وقَالَ الْبَزَّارُ (2): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبَانَ، ثنا مَرْوَانُ بِهِ. وتال: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ [سَعْدٍ](3) إلَّا بِهَذَا الإِسناد.
[3]
- وَقَالَ أبو يعلى (4): حدّثنا محمود بن خِدَاش، ثنا مروان به.
(1) تصغير الأخنس، والخُنُوس: الانقباض والاستخفاء. خنس من بين أصحابه يخنِس ويَخْنُس خُنُوسًا وخِنَاسًا وانْخَنَسَ: انقبض وتأخر. فيكون المراد والله أعلم أنه المختفي المتواري الذي لا يغش مجالس الناس كثيرًا. (ينظر: لسان العرب: خ ن س).
(2)
البحر الزخار (3/ 365: 116)، وكشف الأستار (3/ 200: 2562).
(3)
في جميع النسخ: "سعيد"، والتصحيح من البحر الزخار وكشف الأستار.
(4)
مسند أبي يعلى (1/ 360: 766).
3938 -
درجته:
هذا حديث حسن بهذا الإِسناد فإن قنَان بن عبد الله صدوق، والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 54/ب): ورواته ثقات.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 132): رواه أبو يعلى والبزار باختصار ورجال =
= أبي يعلى رجال الصحيح غير محمود بن خِدَاش وقنَان وهما ثقتان.
تخريجه:
رواه الإِمام أحمد بن فضائل الصحابة (2/ 633: 1078)، عن إبراهيم بن عبد الله، عن سليمان بن أحمد، عن مروان، به، بنحوه، ولم يذكر سبب الحديث عند الإِمام أحمد كما هنا.
ورواه الحارث بن أبي أسامة من حديث زر بن حبش، وهو ضعيف لضعف عبد الرحمن بن زياد كما سيأتي إن شاء الله في الحديث رقم (3941).
وللحديث شاهد آخر من حديث عمرو بن (1) شاس رضي الله عنه من طريق محمد بن إسحاق رواه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 75: 21157)، والإمام أحمد في المسند (3/ 483)، وفي فضائل الصحابة (2/ 579: 981)، والحاكم في المستدرك في باب معرفة الصحابة (3/ 122)، والبخاري في تاريخه (6/ 307) معلقًا، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 329)، وابن حبّان في صحيحه كما في الإحسان (9/ 39)، والبزار في مسنده كما في كشف الأستار (3/ 200: 2561) ولفظه: عن عمرو بن شاس رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "قد آذيتني" قال: قلت: يا رسول الله ما أحب أن أوذيك. قال: (من آذى عليًّا فقد آذاني".
والحديث مختلف فيه على محمد بن إسحاق على ثلاثة وجوه: الأول: عنه، عن أبان بن صالح، عن الفضل بن معقل، عن عبد الله بن نيار، عن عمرو.
(1) عمرو بن شاس بن عبيد بن ثعلبة بن رويبة بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة الأسدي. وقيل: إنه تميمي، وإنه وفد عَلَى النَّبي صلى الله عليه وسلم فِي وفد بني تميم. له صحبة وشهد الحديبية، وكان ذا بأس ونجدة، وشاعرًا جيِّد الشعر.
ينظر: أسد الغابة (4/ 239). الإِصابة (2/ 542 ق 1). =
= الثاني: عنه، عن الفضل بن معقل، عن عبد الله بن معقل، عن عبد الله بن نيار، عن عمرو.
الثالث: عنه، عن الفضل، عن عبد الله بن نيار، عن عمرو بن شأس. ومع ذلك فإن الحديث ضعيف لأمرين:
أولهما: أن الفضل بن معقل هذا ذكره ابن حبّان في الثقات (7/ 317)، وقال: يروى عن عبد الله بن نيار، روى عنه أبان بن صالح ومحمد بن إسحاق، ومن قال الفضل بن معقل فقد نسبه إلى جده. اهـ. وقال عنه الحافظ في تعجيل المنفعة (334: 858): ليس بمشهور.
وثانيهما: أن الحديث منقطع، فعبد الله بن نيار لم يسمع من عمر بن شاس قال يحيى بن معين كما في التاريخ له (1/ 322): حديث عبد الله بن نيار عن عمرو بن شاس ليس هو متصل؛ لأن عبد الله بن نيار يروي عنه ابن أبي ذئب، أو قال: يروي عنه القاسم بن عباس -شك أبو الفضل- لا يشبه أن يكون رأى عمرو بن شاس. اهـ.
وعليه فلا يرتقي الحديث بهذا الشاهد بل هو حسن، والله أعلم.
3939 -
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ (1): حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ عن شَقِيْق [بن](2) أبي عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَالِدِ (3) بْنِ عُرْفُطَةَ قَالَ: أَتَيْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ رضي الله عنه بِالْمَدِينَةِ فَقَالَ: ذُكِرَ لِي أَنَّكُمْ تَسُبُّونَ عَلِيًّا رضي الله عنه؟ قَالَ: قَدْ فَعَلْنَا. قَالَ: فَلَعَلَّكَ قَدْ سَبَبْتَهُ؟. قَالَ: [قُلْتُ](4): مُعَاذَ اللَّهِ. قَالَ: لَا تَسُبَّهُ فَلَوْ وُضِعَ المِنْشَار عَلَى مَفْرَِقي (5) عَلَى أَنْ أسُبَّ عليًّا رضي الله عنه مَا سَبَبْتُهُ أَبَدًا بَعْدَ مَا سَمِعْتُ (6) مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ما سمعت.
(1) نن (عم) و (سد): "وقال الحاكم".
(2)
في جميع النسخ: "شقيق أبي عبد الله"، والتصحيح من كتب التراجم.
(3)
في (سد): "خالد عن عرفطة"، وهو خطأ
(4)
في الأصل: "قال: معاذ الله"، وما أثبت هو ما في (عم) و (سد)، وكذا المصنف لابن أبي شيبة.
(5)
المَفْرَق: بفتح الراء وكسرها وسط الرأس، وهو الموضع الذي يفرق فيه الشعر. (لسان العرب: ف ر ق).
(6)
سقطت لفظة "من" من (سد).
3939 -
درجته:
أتوقف في الحكم عليه بهذا الإسناد؛ لأن أبا بكر بن خالد بن عرفطة لم أجد من نص على توثيقه.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 54/ب).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 133): رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
تخريجه:
رواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 80: 12171)، به، بنحوه. =
= وراه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 604: 1353)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، به، بنحوه.
ورواه بو يعلى في مسنده (1/ 363: 773) عن أبي خثمة، عن عبيد الله بن موسى، عن شقيق، به، بنحوه.
ورواه بقي بن مخلد كما في الكنز (4364).
والحديث الذي قبله بمعناه فيمكن أن يكون هذا حسنًا لغيره، والله أعلم.
3940 -
[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ، ثنا ابْنُ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: "هَلَك فِيَّ رَجُلَانِ مُحِبٌّ مُفْرِط، ومُبْغِضٌ مُفْتَري".
3940 -
[1] درجته:
موقوف ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى سيِّئ الحفظ.
قال البوصيري (3/ 55/ أ): ورواته ثقات.
قلت: بل فيه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لِيَلَى سيِّئ الحفظ وفي إسناده الآخر هلال بن خباب كما سيأتي.
3940 -
[2] حَدَّثَنَا عَبَّاد بْنُ العَوَّام، ثنا هِلَالُ بْنُ خَبَّاب، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيفة، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ عَلَى الْمِنْبَرِ، وَأَشَارَ بِأُصْبُعِهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى: هلك في رجلان، مُحِبُّ غالٍ ومبغض قَالٍ.
3940 -
[2] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن هلال بن خباب اختلط بأخره ولم يتميز حديثه.
3940 -
[3] وَعَنْ [عبَّادٍ](1)، عَنْ هِلَالٍ، عَنْ زَاذَانَ، قَالَ: سمعته يحدث عن علي رضي الله عنه مِثْلَه (2) إلَّا أنه لم يذكر الاصبعين.
(1) في (مح) و (عم): "عبادة"، وفي (سد):"عبادة بن هلال"، والصحيح ما أثبت.
(2)
في (عم): "بمثله".
3940 -
[3] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا من أجل هلال بن خباب فإنه اختلط بآخره، ولم يتميز حديثه كما تقدم، والله أعلم.
تخريجه:
لم أجد هذا الموقوف إلَّا في آخر حديث علي رضي الله عنه المرفوع، ولفظه:
عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "فيك مثل من عيسى بن مريم، أبغضه يهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليست له". قال: -ربيعة بن ناجذ- ثم قال علي: يهلك في رجلان
…
إلخ.
وروى الحديث من طريق الحكم بن عبد الملك كما هنا:
رواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 639: 1087) عن سريج بن يونس، عن أبي حفص الأبار، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجذ، عن علي رضي الله عنه، بنحوه، وقال: يهلك في رجلان محب مفرط يقرظني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني.
وفيه الحكم بن عبد الملك قال عنه الحافظ في التقريب (175: 1451): ضعيف.
ورواه عبد الله بن أحمد في زوائده على المسند (1/ 160) عن سريج، عن أبي حفص الأبار.
ورواه أيضًا في كتاب السنة له (1/ 190) برقم (1262) عن سريج، عن أبي حفص الأبار. =
= ورواه في زياداته على الفضائل لأبيه (2/ 639: 1087)، و (2/ 713: 1221)، عن سريج.
ورواه أحمد في فضائل الصحابة (2/ 639: 1087) عن الحسن بن عرفة، عن أبي حفص الأبار.
ورواه عبد الله في زياداته على الفضائل- المكان السابق عن الحسن بن عرفة، عن أبي حفص الأبار.
ورواه أبو يعلى في مسنده (1/ 273: 530)، عن الحسن بن عرفة، عن أبي حفص الأبار.
ورواه النسائي في خصائص علي رضي الله عنه (102: 100)، عن أبي جعفر محمد بن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ معين، عن أبي حفص الأبار.
ورواه عبد الله بن أحمد في زياداته على الفضائل لأبيه (2/ 713: 1222)، عن سفيان بن وكع، عن خالد بن مخلد، عن أبي غيلان الشيباني.
ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 227: 357)، عن ابن الحصين، عن ابن المذهب، عن أحمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد، عن سفيان بن وكيع، عن خالد بن مخلد، عن أبي غيلان الشيباني، كلهم، عن الحكم بن عبد الملك، به، بنحوه، وقال في رواية ابن الجوزى: محب مطرىء يفرطني بما ليس في، ومبغض يحمله شنآني على أن يبهتني ألا وإني لست بنبي ولا يوحى إلى.
قال ابن الجوزى: هذا حديث لا يصح. ثم نقل تضعيف الأئمة للحكم. وقال
بعده: وأما سفيان بن وكيع فقال النسائي: ليس بشيء. وقال ابن عدي: كان إذا لقن تلقن. وقال أبو زرعة كان يتهم بالكذب.
وروى المرفوع دون الموقوف من طريق الحكم أيضًا، وتابعه محمد بن كثير القرشي الكوفي:
رواه البخاري في تاريخه الكبير (3/ 281) معلقًا عن مالك بن إسماعيل. =
= ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 484: 1004)، عن محمد بن إدريس أبي حاتم، عن أبي غسان.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 123)، عن أبي قتيبة، عن سالم بن الفضل ابن الآدمي، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن عمه أبي بكر، عن علي بن ثابت الدهان. كلهم عن الحكم، به دون ذكر الموقوف وفي المستدرك زيادة في آخر الموقوف.
قال فيها: ألا وإني لست بنبي ولا يوحى إلي ولكني أعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ما استطعت فما أمرتكم من طاعة الله تعالى فحق عليكم طاعتي فيما أحببتم أو كرهتم وما أمرتكم بمعصية أنا وغيري فلا طاعة لأحد في معصية الله عز وجل إنما الطاعة في المعروف.
وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي فقال: قلت: الحكم وهاه ابن معين.
وأما حديث محمد بن كثير القرشي فرواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 202: 2566) عن الحسن بن يونس الزيات، عن محمد بن كثير الملائي، عن الحارث بن حصيرة، به، مقتصرًا على المرفوع.
وقال بعده: لا نعلمه عن علي مرفوعًا إلَّا بهذا الإِسناد. اهـ. ومحمد بن كثير القرشي قال عنه الحافظ في التقريب (504: 6253): ضعيف.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 136): رواه عبد الله والبزار باختصار وأبو يعلى أتم منه وفي إسناد عبد الله وأبي يعلى الحكم بن عبد الملك وهو ضعيف وفي إسناد البزّار محمد بن كثير القرشي الكوفي، وهو ضعيف. اهـ.
قلت: الحديث ضعيف بالنظر إلى كل طريق على حدة لكن بالنظر إلى الطريقين معًا يرتقي إلى رتبة الحسن لغيره، والله أعلم.
3941 -
وقال الحارث (1): حدّثنا عبد الرحمن بن زياد، ثنا مروان [بن (2) معاوية الفزاري عَنْ قَنَان بْنِ عَبْدِ اللَّهِ]، عَنْ زِرِّ بن حُبَيش، عن سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مالي ولكم، من آذى عليًّا رضي الله عنه فقد آذاني".
(1) بغية الباحث (904: 983).
(2)
في جميع النسخ: (ثنا مروان عن زرّ بن حُبَيش). والصحيح ما أثبت وهو ما في بغية الباحث.
3941 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد؛ لعنعنة مروان بن معاوية وهو مدلس.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 54/ب).
تخريجه:
تقدم في الحديث رقم (3938)، وتقدم بيان سببه هناك، والحديث حسن كما سبق وهو بسند الحارث ضعيف فيترقى هذا الضعيف بذلك الحسن إلى درجة الحسن لغيره، والله تعالى أعلم.
3942 -
وقال أو يعلى (1): حدّثنا سُوَيد بْنُ سَعِيدٍ، ثنا زَكَرِيَّا بْنُ عَبْدِ اللَّهِ [الصُّهْباني](2)، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ، عَنْ أَبِي المغيرة، عن علي رضي الله عنه، قَالَ: طَلَبَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فوجدني في جَدْولٍ (3) نائمًا، فقال صلى الله عليه وسلم (4):"قم ما ألأم (5) الناس يسمونك أبا تراب".
قال: فرآني صلى الله عليه وسلم كَأَنِّي وَجَدْتُ فِي نَفْسِي مِنْ ذَاكَ (6) فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: "قُمْ وَاللَّهِ لأرْضِينَّك أَنْتَ أَخِي، وَأَبُو وَلَدَيَّ، تُقَاتِل عن سنتي، وتبرىء ذمتي (7)، من مات في عهدي فهو أسير الله تعالى، وَمَنْ مَاتَ فِي عَهْدِكَ فَقَدْ قَضَى نَحْبَهُ، وَمَنْ مَاتَ يُحِبُّكَ بَعْدَ مَوْتِكَ خَتَمَ اللَّهُ تعالى لَهُ بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ أَوْ غربت، ومن مات يبغضد مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَحُوسِبَ بِمَا عَمِلَ فِي الإِسلام".
(1) مسند أبي يعلى (1/ 271: 534).
(2)
في جميع النسخ: "الأصيهاني"، والتصحيح من المسند وكتب التراجم.
(3)
كذا في جميع النسخ، والمسند، والمجمع وكأن المراد الموضع، والله أعلم.
(4)
ما بين الشرطين وجدته بحاشية الأصل وعليه (صح).
(5)
في المسند. "ما ألوم الناس"، وكذا في مجمع الزوائد، ولعله الصحيح، والله أعلم.
(6)
في (عما و (سد): "من ذلك".
(7)
في (عم): "وشرذمتي"
3942 -
درجته:
لم يتبين لي المراد بعبد المؤمن على وجه الجزم، ولو كان السدوسي ففيه أيضًا زكريا بن عبد الله لم يوثقه إلَّا ابن حبّان كما تقدم.
قال البوصيري (3/ 54/ب): رواه أبو يعلى بسند رواته ثقات.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 125): رواه أبو يعلى وفيه زكريا الأصبهاني -كذا- وهو ضعيف. =
= تخريجه:
رواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 656: 1118)، قال: حدثني من سمع من أبي عوف عن سويد، به، بنحوه.
وله شاهد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما عند الطبراني في المعجم الكبير (12/ 420: 13549)، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن محمد بن يزيد الرفاعي، عن عبد الله بن محمَّد الطهوي عَنْ لَيْثٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قال: بينما أَنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ظل بالمدينة وهو يطلب عليًّا رضي الله عنه إذ انتهينا إلى حائط فنظرنا فيه فنظر إلى علي وهو نائم في الأرض وقد اغبر فقال: لا ألوم الناس يكنونك أبا تراب فلقد رأيت عليًّا تغير وجهه واشتد ذلك فقال: ألا أرضيك يا علي؟ قال: بلى يا رسول الله قال: أنت أخي ووزيري
…
فذكر الحديث، بنحوه.
قلت: عبد الله بن محمد الطهوي لم أجد من ترجم له.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 124): رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. اهـ.
وحديث المجهول يقبل الانجبار كما نص على ذلك الحافظ في شرح النخبة ص (42).
وعليه فإن هذا الحديث يترقى بهذا الشاهد إلى رتبة الحسن لغيره، والله أعلم.
3943 -
وَقَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدي، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ [عُمَرَ](1) بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أبيه، عن علي رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَضَرَ الشَّجَرَةَ بِخُمِّ، ثُمَّ خَرَجَ آخِذًا بِيَدِ علي رضي الله عنه قال (2):"ألستم تشهدون أن الله تبارك وتعالى ربُّكُم؟ " قَالُوا: بَلَى.
قَالَ صلى الله عليه وسلم: "أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أَوْلَى بِكُمْ من أنفسكم وأن الله تعالى وَرَسُولَهُ أَوْلِيَاؤُكُمْ (3)؟ ".
فَقَالُوا (4): بَلَى. قَالَ: "فَمَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مَوْلَاهُ فَإِنَّ هَذَا مَوْلَاهُ، وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تضلوا كتاب الله تعالى، سببه بيدي (5)، وَسَبَبُهُ بِأَيْدِيكُمْ، وَأَهْلُ بَيْتِي".
* هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ (6)، وحديث غَدِيرِ خُمٍّ قد أخرجه النسائي (7)
(1) في (عم) و (سد): "محمد بن عمر بن علي"، وفي الأصل:"محمد بن علي"، والظاهر أن الصواب هو الأول.
(2)
في (عم) و (سد): "فقال".
(3)
في (عم) و (سد): "أولى بكم من أنفسكم وأن الله جل وعلا ورسوله مولياكم؟ ".
(4)
في (عم) و (سد): "قالوا".
(5)
في (عم): "سببه بيده".
(6)
لعل هذا سبق قلم من المصنف رحمه الله تعالى فقد تبين مما سبق أن الحديث حسن بهذا الإِسناد من أجل كثير بن زيد وهو الذي قال فيه المصنف في التقريب: صدوق يخطئ. وكذلك محمَّد بن عمر بن علي فقد حكم عليه في التقريب بقوله: صدوق، والله أعلم.
(7)
حديث زيد بن أرقم في السنن الكبرى -المناقب- كتاب الخصائص- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كنت وليه فعلي وليه"(5/ 130: 8464 و 8469)، ومن حديث بريدة (ح 8465 و 8466 و 8467)، ومن حديث سعد (ح 8468)، ومن حديث علي رضي الله عنهم (ح 8470 و 8471 و 8472 و 8473).
مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أرقم، وعلي، وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم، وَفِي هَذَا زِيَادَةٌ لَيْسَتْ هُنَاكَ (8)، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ أخرجه الترمذي أيضًا (9).
(8) يريد قوله صلى الله عليه وسلم: "وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ لن تضلوا
…
إلخ".
(9)
سنن الترمذي -كتاب المناقب- مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه (5/ 297: 3797) وقال بعد ما رواه من حديث زيد بن أرقم أو أبي سريحة -حذيفة بن أسيد- قال: حديث حسن غريب.
3943 -
درجته:
حسن بهذا الإِسناد؛ لأن كثير بن زيد ومحمد بن عمر بن علي صدوقان ما تقدم.
قال البوصيري (3/ 56/ أ): رواه إسحاق بسند صحيح
…
ثم نقل كلام الحافظ المتقدم.
تخريجه:
روى هذا الحديث عن علي رضي الله عنه ثلاثة: عمر بن علي بن أبي طالب، وأبو الطفيل، وزيد بن يثيع.
أما حديث عمر بن علي فقد أخرجه أيضًا ابن أبي عاصم في السنة (2/ 605: 1361)، عن سليمان بن عبيد الله الغيلاني، عن أبي عامر العقدي، به، بنحوه.
وأما حديث أبي الطفيل فقد رواه ابن أبي عاصم أيضًا في السنة (2/ 606: 1367)، عن أبي مسعود الرازي، عن عبد الرحمن بن مصعب، عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل، به، بنحوه مختصرًا.
وفيه عبد الرحمن بن مصعب قال عنه ابن القطان كما في التهذيب (6/ 270): مجهول الحال. فهو ضعيف بهذا الإِسناد، والله أعلم.
وأما حديث زيد بن يثيع فقد أخرجه ابن أبي عاصم أيضًا في السنة (2/ 606: 1370)، عن أبي مسعود، عن عبيد الله بن موسى، عن فطر، عن أبي إسحاق، عن =
= زيد بن يثيع، به، بنحوه، دون الزيادة التي في آخره. وفيه أبو إسحاق السبيعي ثقة اختلط بآخره كما في ترجمته، وهو مع ذلك مدلس ولم يصرح بالسماع فهو ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا، والله أعلم.
لكن هذا الحديث يرتقي بشواهده الكثيرة، وقد سبق بيان أن الحديث متواتر في الجملة، وعليه فحديث علي رضي الله عنه هذا صحيح لغيره.
ورواه المحاملي في أماليه كما في الكنز (36418).
وابن جرير في تهذيب الآثار ولم أره في المطبوع منه، والله أعلم.
3944 -
وقال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا شَبَابة بْنُ سوَّار الْمَدَائِنِيُّ، ثنا نُعَيم بْنُ حَكِيم، ثنا أبو مريم وبعض جلسائه، عن علي رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيُّ مَوْلَاهُ"، قَالَ: فَزَادَ الناس بعد: اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالِاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ.
(167)
وحديث أم سلمة رضي الله عنها تقدم في الطهارة (1).
(1) لم أر الحديث الذي يشير إليه المصنف رحمه الله في المطبوعة ولا في المخطوطة إلَّا أن يكون عني غيره، فالله أعلم.
وتقدم في الطهارة برقم (182) باب منع الجنب من إتيان المسجد من حديث أم سلمة مرفوعًا: "أَلَا إِنَّ هَذَا الْمَسْجِدَ لَا يَحِلُّ لِجُنُبٍ ولا حائض إلاّ للنَّبي وأزواجه وعليّ وفاطمة، أَلَا هَلْ بَيَّنْتُ لَكُمُ الْأَسْمَاءَ أَنْ تَضِلُّوا.
3944 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن أبا مريم مجهول كما تقدم، والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 56/ أ).
تخريجه:
رواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 705: 1206).
وهو في المسند من زيادات عبد الله بن أحمد (1/ 152)، كلاهما عن حجاج بن الشاعر، عن شبابة، به، بنحوه.
وعزاه في الكنز (3/ 168: 36511) لابن جرير في تهذيب الآثار، ولم أقف عليه في المطبوع منه قال الهيثمي في المجمع (9/ 110): رواه أحمد ورجاله ثقات. اهـ.
وتبعه الشيخ أحمد شاكر رحمه لله في تحقيقه للمسند (2/ 328: 1310) فقال: =
= إسناده صحيح وقوله: "رجل من جلساء علي" جهالة هذا الرجل لا تضر فإن الحديث موصول عن أبي مريم فهو عن معروف، وعن مجهول معًا، وصحة الإِسناد إنما هي للموصول. اهـ.
قلت: وهذا كلام غير مسلم؛ فإن أبا مريم مجهول أيضًا ولكن يمكن أن يكون قوله: "من كنت مولاه فعلي مولاه". صحيحًا لغيره بشواهده الكثيرة، وأما الزيادة التي فيه فهي ضعيفة، والله أعلم.
3945 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبَّادٍ، ثنا أَبُو سَعِيدٍ، عَنْ صَدَقةَ بْنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عُمَارة بْنِ غَزِيَّة، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أبي سعيد، عن أبيه رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ (2) عِنْدَ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ رضي الله عنهم، فَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ " قَالُوا: بَلَى. قَالَ صلى الله عليه وسلم: "فإن خياركم المُوفُون (3)، المُطَيَّبُون (4): إن الله تعالى يحب الحَفِيّ (5) التَّقِي"(6) قَالَ: وَمَرَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه فقال صلى الله عليه وسلم: " الْحَقُّ مَعَ ذَا، الْحَقُّ مَعَ ذَا"(7).
(168)
وَحَدِيثُهُ رضي الله عنه فِي قِصَّةِ بِنْتِ حَمْزَةَ رضي الله عنهما تقدم في الحضانة (8).
(1) مسند أبي يعلى (2/ 17: 1047).
(2)
في المسند: "كنا".
(3)
من الوفاء وهو ضد الغدر. قال الله تعالى: {وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا
…
} الآية [البقرة /177].
(وانظر: لسان العرب: وف ي).
(4)
المطيَّبون: ص الطِّيب والطَّيِّب خلاف الخبيث والمطيِّب بمعنى المطهر. (ينظر: النهاية 3/ 148 ولسان العرب: ط ي ب).
(5)
وقع في المسند الخفي بالمعجمة من فوق من الخفاء، وأما الحفي بالمهملة فهو من الحفاوة وهي بمعنى اللطف وإحسان المثوى والإِكرام. (ينظر: لسان العرب: خ ف و).
(6)
في (عم) و (سد): "النقي".
(7)
في (عم) و (سد): "الحق مع هذا، الحق مع هذا".
(8)
الحديث تقدم برقم (1685)، وهو في المطبوعة المجرّدة (2/ 55: 1635)، وفي آخره:"وأما أنت يا علي فصفيي وأميني".
3945 -
درجته:
فيه صدقة بن الربيع لم يتبين لي حاله، فأتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد، والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 52/ أ).
تخريجه:
لم أقف عليه.
3946 -
وَقَالَ مُسَدَّد: حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ قتادة، عن جُرَيّ بن كُلَيب، قال: رأيت عليًا رضي الله عنه يأمر بشيء، وعثمان رضي الله عنه ينهى عنه فقلت لعلي رضي الله عنه: إن بينكما لشرًا.
قال رضي الله عنه: مَا بَيْنَنَا إلَّا خَيْرٌ، وَلَكِنْ خيرُنا أتْبَعُنَا لهذا الدين.
3946 -
درجته:
هذا موقوف ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن قتادة عنعن وهو مدلس.
ولم يذكره البوصيري.
تخريجه:
لم أقف عليه.
3947 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ، عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ العلاء، عن أبيه، قال: خطب علي رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، وَاللَّهِ الَّذِي لَا إله إلَّا هو ما رَزَيْتُ (1) مِنْ مَالِكُمْ قَلِيلًا وَلَا كَثِيرًا إلَّا هَذِهِ، وأخرج رضي الله عنه قَارُورَةً مِنْ كُمِّ قَمِيصِهِ فِيهَا طِيبٌ فَقَالَ: أهداها إليَّ دُِهْقَانٌ (2).
(1) ما رزيت: أي ما نقصت، يقال: ما رزأته ماله أي، ما نقصته. (ينظر: لسان العرب ر ز أ).
(2)
الدُِّهقان: بكسر الدال وضمها: رئيس القرية ومقدم التُّنَّاء -والتانىء المقيم- وأصحاب الزراعة وهو معرب ونونه أصليه لقولهم: تدهقن الرجل وله دهقنه بموضع كذا، وقيل: النون زائدة، وهو من الدهق بمعنى الامتلاء. (ينظر: النهاية (2/ 145)، اللسان: د هـ ق).
3947 -
درجته:
لم يتبين لي حال العلاء بن عمار والد أبي عمرو بن العلاء؛ لذا أتوقف في الحكم على هذا الموقوف بهذا الإِسناد، والله أعلم.
ولم يذكره البوصيري أيضًا.
تخريجه:
رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 81)، عن أبي بكر بن خلاد، عن إسحاق بن الحسين الحربي، عن مسدّد.
ورواه أيضًا في المكان نفسه عن إبراهيم بن عبد الله، عن محمَّد بن إسحاق، عن قتيبة كلاهما، عن عبد الوارث، به، بنحوه.
ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 49)، عن سعيد بن نصر، عن قاسم بن أصبغ، عن محمد بن عبد السلام الخشني، عن العباس بن فرج الرياشي، عن أبي عاصم الضحاك، عن معاذ بن العلاء، عن أبيه، عن جده، بنحوه وزاد فيه: ثم =
= نزل إلى بيت المال ففرق كل ما فيه ثم جعل يقول: أفلح من كانت له قوصرة يكل منها كل يوم مرة.
والعلاء بن عمار ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم ولم يذكرا من روى عنه غير ابنه معاذ، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
ينظر: التاريخ الكبير (6/ 512)، الجرح والتعديل (6/ 359).
ورواه عبد الرزاق والحاكم في الكنى وابن الأنباري في المصاحف كما في الكنز (36510) ولم أجده في مصنف عبد الرزاق.
وله شاهد من حديث عبد الرحمن بن أبي بكرة عند أبي عبيد في الأموال (ص 383)، عن يزيد، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: لم يرزأ علي بن أبي طالب من بيت مالنا حتى فارقنا غير جبة محشوة، وخميصة درابجردية (1).
ولم أجد من ترجم لعيينة هذا.
وللحديث شاهد آخر من حديث هارون بن عنترة، عن أبيه عند أبي عبيد أيضًا في الأموال (ص 383)، عن عبّاد بن العوام، عن هارون، عن أبيه قال: "دخلت على علي بالخوَرْنق (2) وعليه سمل (3) قطيفة وهو يرعد (4) فيها فقلت: يا أمير المؤمنين: إن =
(1) دَرَابجَرْدية: نسبة إلى دَرَابَجَرْد وهي من بلاد فارس، ومعناه: دراب كرد، ودراب: اسم رجل، وكرد معناه: عمل فقرّب بنقل الكاف إلى الجيم. ودرابجرد أيضًا محلة من محالّ بنيسابور بالصحراء.
بنظر: (معجم البلدان 2/ 508).
(2)
الخَوَرْنق: موضع بالكوفة، قيل: نهر، وقيل: قصر بظهر الحيرة، قيل: بناه النعمان بن امرئ القيس، وقيل غير ذلك.
ينظر: (معجم البلدان 2/ 458 فما بعدها).
(3)
السَّمَل: الخلق من الثياب (لسان العرب: س م ل).
(4)
يعني يرتجف ويضطرب (لسان العرب: ر ع د).
= الله تبارك وتعالى قد جعل لك ولأهل بيتك في هذا المال نصيبًا، وأنت تفعل هذا بنفسك؟. قال: فقال: "إني والله ما أرزؤكم شيئًا، وما هي إلَّا قطيفتي التي أخرجتها من بيتي، أو قال: من المدينة".
ورجاله ثقات إلَّا هارون فإنه مختلف فيه. والظاهر لي من مجموع ما قيل فيه أن حديثه حسن (ينظر: التهذيب 11/ 9) فالحديث حسن بهذا الإِسناد، والله أعلم.
وعليه فحديث علي يمكن أن يرتقي إلى درجة الحسين لغيره، والله أعلم.
3948 -
وقال أحمد بن منيع: حدّثنا الْهَيْثَمُ، ثنا حَفْصٌ، عَنْ حَرَامُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنَيْ جَابِرٍ، عَنْ جابر رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ مُضْطَجِعُونَ فِي الْمَسْجِدِ فضَرَبنا بِعَسِيبٍ كان بيده رطبًا فَقَالَ (1): "تَرْقُدُونَ فِي الْمَسْجِدِ؟!، إِنَّهُ لَا يُرْقَدُ في (2) المسجد" قال (3): فانجفلنا (4) وانجفل معنا علي رضي الله عنه فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تَعَالَ يَا عَلِيُّ، إِنَّهُ يَحِلُّ لَكَ فِي الْمَسْجِدِ مَا يَحِلُّ لِي، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّكَ لتذود (5) عن حوضي يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يُذَاد الْبَعِيرُ الضَّالُّ عَنِ الماء بعصى لك من عَوْسَجٍ، ولَكَأَنِّي انظر إلى مقامك من حوضي".
(1) في (عم) و (سد): "وقال".
(2)
في (عم) و (سد): "لا يرقد فيه".
(3)
سقطت: "قال" من (عم) و (سد).
(4)
انجفلنا: أي ذهبنا مسرعين يقال: انجفل القوم انجفالًا إذا هربوا بسرعة وانقلعوا كلهم ومضوا (ينظر: النهاية (2/ 279)، ولسان العرب: ج ف ل).
(5)
الذود: السوق والطرد والدفع تقول: ذدته عن كذا، وذاده عن الشيء ذودًا وذيادًا.
ومفعوله هنا محذوف يعني الكفار والمنافقين، والله أعلم. (يظر: النهاية (2/ 171)، اللسان: ذ ود)
3948 -
درجته:
ضعيف جدًا بهذا الإِسناد من أجل حرام بن عثمان فهو واهٍ؟ وقد قال الذهبي في هذا الحديث: منكر جدًا، والله أعلم.
تخريجه:
لم أجده لكن أخرج البزّار كما في كشف الأستار (3/ 198: 2557) من حديث =
= خارجة بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله لعلي رضي الله عنه: لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك.
قال البزّار: لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ سَعْدٍ إلَّا بِهَذَا الإِسناد ولا نعلم روى عن خارجة إلَّا الحسن.
قلت: خارجة بن سعد لم أجد من ترجم له.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 118): رواه البزّار وخارجة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
31 -
باب فضائل (1) فاطمة صلى الله وسلم على أبيها وعليها (2)"رضي الله عنها"، وفضل ابنيها رضي الله عنهما
3949 -
قَالَ أَبُو بَكْرٍ (3): حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ النَّهْدِي، عن [المنهال عَمْرٍو](4)، عَنْ زِرّ بْنِ حُبَيْشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْمَغْرِبَ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى حَتَّى صَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ خَرَجَ فاتَّبَعتُه، فَقَالَ:" [مَلَكٌ] (5) عَرَضَ لِي فَاسْتَأْذَنَ رَبَّهُ أَنْ يُسَلِّمَ علي ويبشرني أن فاطمة رضي الله عنها سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَأَنَّ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رضي الله عنهما شباب أهل الجنة".
(1) في (عم) و (سد): "فضل".
(2)
تشرع الصلاة على الأنبياء وقد حكى الإجماع على ذلك جماعة منهم النووي، أما غيرهم فيجوز أحيانًا ما لم يتَّخذ شعارًا لمن يصلى عليه، فإن جُعل شعارًا فلا يجوز.
انظر: معالم السنن للخطابي 2/ 247، شرح مسلم للنووي 3/ 121، جلاء الأفهام 254، فتح الباري 11/ 173، عمدة القاري 18/ 372، القول البديع 82، عون المعبود 4/ 474.
(3)
سيأتي أن الحديث عند الترمذي والنسائي فليس من الزوائد، ولعله اشتبه على الحافظ رحمه الله بحديث آخر، فالله أعلم.
(4)
في الأصل: "عن ابن المنهال"، وما أثبت من (عم) و (مد)، وهو الصحيح.
(5)
في جميع النسخ: "مالك"، والصحيح ما أثبت، وهو ما في المصنف لابن أبي شيبة.
3949 -
درجته:
حسن بهذا الإِسناد من أجل المنهال بن عمرو فهو صدوق كما سبق، والله أعلم ولم يذكر البوصيرى حديث حذيفة رضي الله عنه بل ذكره من حديث أبي سعيد الخدري وقال: رواه مسدّد وأبو بكر بن أبي شييبة واللفظ له
…
وعزاه للنسائي في الكبرى والترمذي وغيرهما (3/ 60/ب).
تخريجه:
رواه ابن أبي شيبة في المصنف له (12/ 127) باب فضل فاطمة رضي أنه عنها من كتاب الفضائل (ح 12321)، به، بنحوه.
ورواه النساكي في السنن الكبرى (5/ 95: 8365)، عن القاسم بن زكريا بن دينار، عن زيد بن الحباب، به، بلفظ: عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه أن أمة قالت له: متى عهدك بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا لي به عهد منذ كذا، فهمَّت أن تنال مني. فقلت: دعيني فإني أذهب فلا أدعه حتى يستغفر لي ويستغفر لك، وصليت معه المغرب ثم قام يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج فخرجت معه فإذا عارض قد عرض له ثم ذهب فرآني فقال "حذيفة؟ ". فقلت: لبيك يا رسول الله فقال: هل رأيت العارض الذي عرض لي؟ قلت: نعم، قال: فإنه ملك من الملائكة استأذن ربه ليسلم علي، وليبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب الجنة، وأنا فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم سيدة نساء أهل الجنة.
ورواه ابن حبّان كما في الإحسان (9/ 55: 6921)، عن الحسن بن سفيان، عن زيد، به، ولم يذكر منه فاطمة رضي الله عنها.
ورواه ابن خزيمة في صحيحه (2/ 206: 6921) عن أبي عمر حفص بن عمرو الربالي، عن زيد بن الحباب، به، مقتصرًا على أوله فقط.
ورواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 391)، عن حسين بن محمَّد، عن إسرائيل، =
= به، بنحو لفظ النسائي المتقدم في السنن، وقال في آخره: فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة. . .
ورواه الترمذي في السنن- أبواب المناقب، مناقب الحسين والحسين رضي الله عنهما (5/ 326: 3870)، عن عبيد الله بن عبد الرحمن، عن محمَّد بن يوسف، عن إسرائيل، به، بنحو لفظ النسائي أيضًا وقال بعده: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من هذا الوجه إلَّا من حديث إسرائيل.
ورواه المروزي في قيام الليل كما في مختصره ص (87)، عن إسحاق، عن عمرو بن محمَّد العنقزي، عن إسرائيل، به. إلى قوله غفر الله لك ولأمك ولم يذكر قصة الملك.
ورواه أيضًا في قيام الليل كما في المختصر-المكان السابق- عن إسحاق، عن يحيى بن آدم، عن إسرائيل، بلفظه المشار إليه.
ورواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 788: 1406)، عن العباس بن إبراهيم، عن محمَّد بن إسماعيل، عن عمرو العنقزي، عن إسرائيل، به، بنحو لفظ النسائي.
ورراه الحاكم في المستدرك (3/ 151) -كتاب معرفة الصحابة-، عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن الحسن بن علي العامري، عن إسحاق بن منصور السلولي، عن إسرائيل، به، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: نزل ملك من السماء فاستأذن الله أن يسلم علي لم ينزل قبلها فبشرني أن فاطمة سيدة أهل الجنة.
ورواه أيضًا في المكان نفسه عن علي بن عبد الرحمن بق عى عن الحسن بن الحكم الجيزي، عن الحسن بن الحسين العرني، عن أبي مري الأنصارى، عن المنهال، به، بلفظه المتقدم، وقال بعده: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي. =
= ورواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 37: 2607)، عن عبد العزيز بن يعقوب القيصراني، عن محمَّد بن يوسف الفريابي، عن إسرائيل، به، بنحوه، ولم يذكر فاطمة رضي الله عنها.
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 372)، عن أبي محمَّد عبد الله بن علي بن عياض، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بدر القطر بلى، عن حسين المروذي، عن إسرائيل، به، بنحوه، ولم يذكر فاطمة أيضًا.
وقد تابع المنهال بن عمرو عدي بن ثابت كما عند الطبراني في الكبير (3/ 37: 2606)، عن علي بن عبد العزيز، عن عاصم بن علي، عن قيس الربيع، عن ميسرة بن حبيب، عن عدي بن ثابت، عن زر، به، بنحوه مقتصرًا على الحسن والحسين رضي الله عنهما.
ورواه أيضًا في الكبير (22/ 402: 1005)، به، بنحوه لفظ ابن أبي شيبة.
وعدي بن ثابت قال عنه الحافظ في التقريب (388: 4539) ثقة رمي بالتشيع.
ولهذا الحديث شاهد مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عند:
الطبراني في الكبير (3/ 36: 2604) بلفظ: "إن ملكًا من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله عز وجل في زيارتي فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
ورواه في المعجم الكبير أيضًا (22/ 304: 1006) بلفظ: "إن ملكًا من السماء لم يكن زارني فاستأذن الله في زيارتي فبشرني أو أخبرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي".
وإسناده حسن.
وهناك شواهد أخرى لهذا الحديث منها: ما رواه الإِمام أحمد في فضائل الصحابة (2/ 760: 1339) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "خط =
= رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة خطوط فقال: أتدرون ما هذا؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم
…
" الحديث.
وهو عند الحاكم في المستدرك (3/ 160) وقال: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
قلت: وهو كما قالا.
ومن شواهده أيضًا ما رواه الإِمام أحمد في المسند (3/ 3)، وفي فضائل الصحابة (2/ 780: 1384). عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شباب أهل الجنة". وإسناده صحيح أيضًا.
وهو عند الترمذي- أبواب مناقب الحسن والحسين (ح 3856، 3857)، بإسناد صحيح.
وعليه، فهذا الحديث يرتقي بهذه الشواهد إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.
3950 -
وقال أبو بكر: حدّثنا الْأَحْوَصِ العَبْسَيّ (1)، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْم، عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِي السَّفَر، عَنْ خِيَرَة، عن أسماء بنت عُمَيس رضي الله عنها قالت: خطبني علي رضي الله عنه فبلغ ذلك فاطمة رضي الله عنها فَأَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: إن أسماء رضي الله عنها متزوجة عليًا رضي الله عنها فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا كَانَ لَهَا أَنْ تُؤْذِيَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم ".
(1) كذا في جميع النسخ، ولعله تصحيف من الضبي، والله أعلم.
3950 -
درجته:
لم يتبين لي من هو هارون بن سعد ولا خيرة؛ ولذا أتوقف في الحكم على هذا الحديث بهذا الإِسناد، والله أعلم.
ولم يذكره البوصيري.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 206): رواه الطبراني في الكبير والأوسط، وفيهما من لم أعرفه.
تخريجه:
رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 362: 2958)، عن أبي بكر، به، بنحوه.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 405: 1015)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة، به، بنحوه.
ورواه أيضًا في الكبير (24/ 152: 392)، به، بنحوه.
ورواه أيضًا في الكبير (24/ 152: 392)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن الأحوص أبي الجواب، به، بنحوه.
ورواه في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 346: 3816)، عن عيسى بن محمَّد السمار، عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن سليمان بن قرم، به، بنحوه.
وقال الطبراني: لم يروه عن هارون إلَّا سليمان تفرد به إبراهيم. اهـ.
3951 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا ابْنُ أَبِي زَنِيْم؟ ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ المَخْرَمي، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ، عن المِسْوَر بن مخرمة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "تُقْطَع الأسبابُ والإنسابُ والأصهار إلَّا صِهْرِي، فاطمة رضي الله عنها شُِجْنَةٌ (2) منِّي، يقبِضُنِي ما قَبَضَهَا، ويبسُطُنِي مَا بَسَطَها"(3).
(1) لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع فلعله في مسنده الكبير.
(2)
الشُِّجنة بالكسر والضم؟ أصلها الشعبة في غصن من غصون الشجرة، فكأنه يقول: هي قطعة وفرع وجزء مني، والله أعلم. (ينظر: النهاية 2/ 447، واللسان: ش ج ن).
(3)
المعنى: أي أكره ما تكرهه وأتجمع مما تتجمع منه، ويسرني ما يسرها؛ لأن الإنسان إذا سر انبسط وجهه واستبشر، والله أعلم. (ينظر: النهاية 1/ 128 و 4/ 6، واللسان: ق ب ض، س ر ر).
3951 -
درجته:
أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ إذ لم يتبين لي من هو ابن زنيم ولا حال أم بكر.
ولم يذكره البوصيري من حديث المسور رضي الله عنه.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 206): رواه الطبراني وفيه أم بكر بنت المسور ولم يجرحها أحد ولم يوثقها، وبقية رجاله وثقوا.
تخريجه:
رواه الإِمام أحمد في المسند (4/ 323)، عن أبي سعيد مولى بني هاشم عن عبد الله بن جعفر، به، بلفظ، عن المسور رضي الله عنه أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنةً له فقال له: قل له فليأتني في العتمة قال: فلقيه فحمد الله المسور وأثنى عليه وقال: أما بعد: أما والله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلى من نسبكم وصهركم وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: فاطمة مضغة مني يقبضني ما قبضها ويبسطني ما =
= بسطها، وإن الأسباب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وصهري، وعندك ابنتها (1)، وهي زوج الحسن بن الحسن فاطمة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين. لو زوجتك لقبضها ذلك. فانطلق عاذرًا له.
ورواه أيضًا في فضائل الصحابة (2/ 758: 1333) عن أبي سعيد به، بلفظه المتقدم.
ورواه أيضًا في المسند (4/ 332)، عن محمَّد بن عبّاد المكي، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، به، بلفظه السابق.
ورواه أيضًا في فضائل الصحابة (2/ 765: 1347)، عن محمَّد بن عبّاد، به، بنحو اللفظ المتقدم.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 158) من طريق الإِمام أحمد عن أحمد بن جعفر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، به، بنحو لفظه المتقدم وقال الحاكم: وهذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 27: 33)، عن أحمد بن داود المكي، عن إبراهيم بن زكريا العبدي، عن عبد الله بن جعفر، به، ولفظه: أن الحسن بن علي خطب إلى المسور بن مخرمة ابنته فزوجه وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كُلُّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ مُنْقَطِعٌ يَوْمَ القيامة إلَّا سببي ونسبي".
وقد تابع أم بكر هذه جعفر بن محمَّد الصادق روى حديثه:
الإِمام أحمد في المسند (4/ 332)، عن محمَّد بن عبّاد المكي، عن أبي سعيد
(1) وهي زوج الحسن بن فاطمة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين. يُنظر: جمهرة أنساب العرب 41. =
= مولى بني هاشم، عن عبد الله بن جعفر، عن جعفر بن محمَّد الصادق، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ المسور، بلفظه المتقدم.
وإسناده حسن.
ورواه أيضًا في فضائل الصحابة (2/ 765: 1347)، عن محمَّد بن عبّاد، به، بلفظه.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 154) -كتاب معرفة الصحابة- عن أبي سهل أحمد بن محمَّد بن زياد القطان، عن إسماعيل بن إسحاق القاضي، عن إسحاق بن محمَّد الفروي، عن عبد الله بن جعفر الزاهري، عن جعفر بن محمد، به، بلفظ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "إنما فاطمة شُِجْنة مني يبسطني ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها" وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "فاطمة شُِجْنة مني
…
إلخ". أصله في الصحيحين وغيرهما من حديث المسور أيضًا في قصة نكاح بنت أبي جهل، وسيأتي في الحديث الذي بعده فيكون هذا الشطر من الحديث صحيحًا لغيره.
وأما الشطر الأول وهو قوله عليه الصلاة والسلام: "تقطع الأسباب والأنساب
…
إلخ". فهو حسن لغيره بالمتابعة التي عند أحمد وغيره.
وله شاهد من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 142) ولفظه: "كل سبب ونسب ينقطع يوم
القيامة إلَّا سببي ونسبي" وفيه قصة طويلة.
وهو ضعيف للانقطاع بين علي بن الحسين وعمر رضي الله عنهما.
لكن تابعه عبد الله بن عمر بن الخطاب عند الطبراني في الكبير (3/ 45: 2634) وأبي نعيم في أخبار أصبهان (1/ 199، 200)، وفي الإِسناد إليه عاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب قال عنه الحافظ في التقريب (285: 3065): ضعيف. =
= وتابعهما في رواية الحديث عن عمر رضي الله عنه زيد بن أسلم عند الطبراني أيضًا في الكبير (3/ 44: 2633)، وأبي نعيم في الحلية (2/ 34).
وفيه جعفر بن محمَّد بن سليمان النوفلي شيخ الطبراني لم أجد من ترجم له.
وكذا فيه عبد الله بن زيد بن أسلم العدوي قال عنه الحافظ في التقريبه (304: 3330): صدوق فيه لين.
وللحديث متابعات أخرى لا تخلو من مقال، وانظر تفصيل الكلام عليها في تحقيق مختصر استدرإك الحافظ الذهبي على مستدرك أبي عبد الله الحاكم لابن الملقن (3/ 1521) فما بعدها فقد بسط محققه القول في متابعات الحديث فيرتقي بطرقه إلى درجة الحسن لغيره.
وعليه، فقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المسور:"تقطع الأسباب والأنساب والأصهار إلَّا صهري" صحيح لغيره لهذا الشاهد، والله أعلم.
3952 -
وقال الحارث (1): حدّثنا عَفَّانُ، ثنا حَمَّادٌ، ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عن علي بن الحسين رضي الله عنهما قال: إن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أَرَادَ أَنْ يَخْطِب بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَالَ الناس: أتُرَون رسول الله صلى الله عليه وسلم يَجِد مِنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ نَاسٌ: وَمَا ذَلِكَ إِنَّمَا هِيَ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ. وَقَالَ نَاسٌ: ليجدن مِنْ هَذَا، يَتَزَوَّجُ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ: فَمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَزْعُمُونَ أَنِّي لَا أَجِدُ لِفَاطِمَةَ رضي الله عنها وَإِنَّمَا فَاطِمَةُ بَضْعة (2) مِنِّي، إِنَّهُ لَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتَزَوَّجَ ابْنَةَ عَدُوِّ اللَّهِ عَلَى ابْنَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ".
* - هَذَا مُرْسَلٌ (3)، وَأَصْلُ الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحَيْنِ (4) مِنْ حَدِيثِ
(1) بغية الباحث (910: 991).
(2)
البضعة بالفتح، وقد تكسر هي القطعة من اللحم. (القاموس: ب ض ع).
(3)
في (عم): "هذا الحديث مرسل".
(4)
رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم -باب ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم البخاري مع الفتح (6/ 106: 3729)، من حديث علي بن الحسين، عن المسور بن مخرمة قال:"إن عليًّا خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل. فقام رسول الله فسمعته حين تشهد يقول: "أما بعد: أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني، وإن فاطمه بضعة مني، وإني أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله عند رجل واحد، فترك عليٌّ الخِطبة".
ورواه أيضًا مختصرًا من حديث ابن أبي مليكة عن المسور في كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب فاطمة رضي الله عنها البخاري مع الفتح (3/ 3776:131)، ورواه مسلم في كتاب فضائل الصحابة- باب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام (1902، 1903: 2449) من طريق علي بن الحسين، وابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة مع اختلاف في الألفاظ وزيادات يسيرة.
المسور رضي الله عنه أنه حدث به علي بن الحسين رضي الله عنهما، فانقلب على علي بن زيد (5) وهو سيء الحفظ.
(5) سقط: "ابن زيد" من (سد).
3952 -
درجته:
هذا الحديث مرسل، وفيه أيضًا علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف فالحديث ضعيف بهذا الإِسناد، والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 61/ أ): رواه الحارث بن أبي أسامة بسند منقطع ضعيف لضعف علي بن زيد بن جدعان.
تخريجه:
لم أجده مرسلًا ولكن تقدم كلام الحافظ أن أصل الحديث في الصحيحين متصلًا من حديث علي بن الحسين عن المسور بن مخرمة وتقدم تخريجه فيكون هذا الحديث صحيحًا لغيره. والله أعلم.
3953 -
حدّثنا (1) عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ محمَّد، هُوَ ابْنُ عَائِشَةَ (2)، ثنا حَمَّادٌ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أبيه رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "خديجة رضي الله عنها خير نساء عالمها (3)، ومريم عليها السلام خير نساء عالمها، وفاطمة رضي الله عنها خَيْرُ نِسَاءِ عَالَمِهَا".
* - هَذَا مُرْسَلٌ صَحِيحُ الإِسناد (4)، وقد أخرجه الترمذي (5) مِنْ طَرِيقِ عُرْوَةَ، عَنْ [عَبْدِ اللَّهِ] (6) بْنِ جعفر عن علي رضي الله عنهم بلفظ:"خير نسائها مريم، خير نِسَائِهَا فَاطِمَةُ".
وَهَذَا الْمُرْسَلُ يُفَسِّرُ هَذَا الْمُتَّصِلَ.
(169)
وَسَيَأْتِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي الْفِتَنِ فِي ذكر الحسين بن علي رضي الله عنهما أشياء كثيرة (7).
(1) بغية الباحث (909: 990).
(2)
في (سد): "ابن أخي عائشة"، وهو خطأ.
(3)
العالم: الخلق كله. والمراد خير نساء أمتها، والله أعلم. (ينظر: القاموس: ع ل م).
(4)
لأنه من رواية عروة وهو تابعي كما سيأتي.
(5)
لم أجد ذكر فاطمة رضي الله عنها عند الترمذي بل هو عنده كما في الصحيحين: "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد" مع تقديم وتأخير في اللفظ. ينظر: البخاري مع فتح الباري (6/ 542: 3432، 7/ 165: 3815)، وصحيح مسلم (1886: 2430) وكلها مِنْ طَرِيقِ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جعفر، عن علي رضي الله عنه.
لكن روى الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمَّد، وآسية امرأة فرعون" وقال: هذا حديث صحيح. الترمذي -أبواب المناقب- فضل خديجة رضي الله عنها (5/ 367: 3981).
(6)
في جميع النسخ: "عبيد الله"، والصحيح ما أثبت.
(7)
انظر الأحاديث رقم (4451، 4452).
(170)
وحديث أبى الحمراء رضي الله عنه في ذكر أهل البيت وفاطمة رضي الله عنهم تقدم في تفسير (8) الأحزاب (9).
(8) في (سد): "سورة الأحزاب".
(9)
تقدَّم الحديث برقم (3687)، وهو في المطبوعة المجرَّدة (3/ 360) تفسير سورة الأحزاب ح (3704، 1705، 3706)، فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح أتى باب علي وفاطمة هو يقول: الصلاة يرحمكم الله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} .
3953 -
درجته:
هذا حديث مرسل مع أن إسناده حسن لأن العَيْشِيّ صدوق، والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 60/ب).
تخريجه:
لم أجده هكذا مرسلًا ولكن يشهد له ما أخرجه الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه، وئقدمت الإشارة إليه.
فيكون هذا صحيحًا لغيره، والله أعلم.
3954 -
[1] وقال الطيالسي (1): حدّثنا عمرو بن ثابت، عن أبيه عن أبي فَاخِتَهْ قال: قال علي رضي الله عنه: زَارَنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَاتَ (2) عندنا، والحسن والحسين رضي الله عنهما نائمان، فاستسقى الحسن رضي الله عنه فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قِرْبَةٍ (3) فَجَعَلَ يَعْتَصِرُهَا فِي الْقَدَحِ، ثُمَّ جاء يَسْقِيه، فتناول الحسين رضي الله عنه يشرب فمنعه وبدأ بالحسن، فقالت فاطمة رضي الله عنها: كأنه أحبُّهما إليك؟ قال صلى الله عليه وسلم: "لَا، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى أَوَّلَ مَرَّةٍ" ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "إني وإيَّاكِ وهَذَان (4) -وأحسبه قال-: وهذا الراقد يعني عليًّا رضي الله عنه يوم القيامة في مكان واحد".
(1) مسند الطيالس (26).
(2)
في (سد): "وبات".
(3)
القربة: ما يكون من الجلود يوضع فيه الماء أو اللبن والجمع قربات بضم العين وكسرها وسكونها. (ينظر: اللسان: ق ر ب).
(4)
كذ ا، وفي (عم) و (سد):"وهذا"، والصواب:"وهذين".
3954 -
[1] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف عمرو بن ثابت.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 52/ أ).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 172، 173): رواه أحمد والبزار -وذكر لفظ البزّار ثم قال-: رواه الطبراني بنحوه. . . وأيو يعلى باختصار وفي إسناد أحمد قيس بن الربيع وهو مختلف فيه وبقية رجال أحمد ثقات.
3954 -
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا حُسَيْنُ بْنُ محمَّد، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي فَاخِتَة، عن علي رضي الله عنه، فذكره.
(1) مسند أبي يعلى (1/ 266: 506) ولم يذكر فيه الاستسقاء.
3954 -
[2] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا لضعف عمرو بن ثابت، والله أعلم.
وتقدم أن البوصيري، سكت عنه. وكذا تقدم كلام الهيثمي في المجمع.
تخريجه:
رواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 40: 2622)، من طريق الطيالسي عن عبد الرحمن بن سلم الرازي عن عبد الله بن عمران، عن أبي داود، به، بنحوه.
ورواه من طريقه أيضًا ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 39)، عن أبي علي الحداد، عن أبي القاسم السمرقندي، عن يوسف بن الحسن، عن أبي نعيم، عن عبد الله بن جعفر، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، به، بنحوه.
ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 223: 2616)، عن أحمد بن يحيى الكوفي الصوفي، عن أحمد بن المفضل، عن عمرو بن ثابت، به، بنحوه.
وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن علي إلَّا بهذا الإِسناد.
قلت: بل رواه الإِمام أحمد في المسند (2/ 792: 792)(ت: أحمد شاكر)، عن عفان، عن معاذ بن قيس بن الربيع، عن أبي المقدام، عن عبد الرحمن الأزرق، عن علي قال: دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على المنامة (1)، فاستسقى الحسن أو الحسين قال: فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى شاة لنا بكىء (2) فحلبها فدرَّت، فجاءه الحسن =
(1) المنامة: هي الدَّالَّة التي ينام عليها، ويقال للقطيفة: منامة. (الفائق 4/ 32).
(2)
البكىء: هي القليلة اللبن. (المرجع السابق).
= فنحّاه النبي صلى الله عليه وسلم فقالت فاطمة: يا رسول الله: كَأَنَّهُ أَحَبُّهُمَا إِلَيْكَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ اسْتَسْقَى قبله، ثم قال: إني وإياك وهذين، وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة.
وفيه: عبد الرحمن الأزرق لم يتبين لي من هو وإن كان الحافظ رحمه الله رجح في تعجيل المنفعة أنه عبد الرحمن بن بشر بن مسعود الأنصاري المدني الأزرق، وهو الذي قال عنه في التقريب (337): مقبول، من الثالثة، وأرسل حديثًا (م د س).
ثم قال في التعجيل: ولعله: عبد الرحمن بن الحسن بن القاسم الأزرق.
وقد ترجمه في التعجيل أيضًا (ص 247)، وقال: روى عنه الشافعي.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على المسند (2/ 128): وهو احتمال بعيد؛ لأن هذا متأخر روى عنه الشافعي. اهـ.
وعبد الرحمن بن بشر لم أجد من نص على توثيقه سوى أن ابن حبّان ذكره في ثقاته وتقدم أن مسلمًا رحمه الله روى له، وقال الذهبي عنه: صدوق. ينظر: ثقات ابن حبّان (5/ 82)، رجال صحيح مسلم (1/ 405: 902)، الكاشف (2/ 157).
ورواه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 598: 1322)، عن الحسن بن علي، عن عفان، به، وقال: عن عبد الرحمن الأزرقي. ولفظه عنده قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم على منامة فاستسقى الحسن والحسين فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إنِّي وإياك -يعني فاطمة- وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة.
ورواه ابن عساكر في تاريخه من طريق الإِمام أحمد (5/ 40)، عن أبي علي ابن السبط، عن أبي محمد الجوهري، عن أحمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به، بنحوه.
ورواه أيضًا في المكان نفسه من طريق الإِمام أحمد عن أبي القاسم ابن الحصين، عن أبي علي بن المذهب، عن أحمد بن جعفر، به، بنحوه.
ورواه في نفس الموضع عن أبي محمَّد بن طاوس، عن أبي الغنائم ابن أبي عثمان، عن عبد الله بن عبيد الله المحاملي، عن الحسن الزعفراني، عن عفان، به =
= إلَّا أنه قال؟ عبد الرحمن الأودي، بنحو لفظ أحمد.
ورواه أيضًا في الموضع السابق عن أبي القاسم السمرقندي، عن عمر بن عبيد الله بن عمر، عن أبي عثمان، به، وقال أيضًا في عبد الرحمن: الأودي ولفظه كما عند أحمد.
وخلاصة القول: أن الحديث يرتقي بهذه المتابعة التي عند أحمد وغيره إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم.
3955 -
قَالَ إِسْحَاقُ (1): أنا النَّضْرُ هُوَ ابْنُ شُمَيْلٍ ثنا حَمَّادٌ هُوَ ابْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمْرِو -هو ابن دينار- سمع يَحْيَى بْنَ جَعْدَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِفَاطِمَةَ، إِنَّهُ كَانَ يُعْرَضُ عليَّ القرآن في كل عام، وَإِنَّهُ عُرِضَ عليَّ الْعَامَ مَرَّتَيْنٍ وَإِنِّي مَيِّتٌ، فَبَكَتْ، فَقَالَ: إِنَّكِ أَوَّلُ (2) أَهْلِي لُحُوقًا بِي.
* هَذَا مُرْسَلٌ، وَقَدْ وُصِلَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ.
(1) هذا الحديث زيادة من (ك).
(2)
في المسند (لاسرع).
3955 -
درجته:
الحديث مرسل ورجاله ثقات وقد وصل من حديث عائشة عند الشيخين.
تخريجه:
أخرجه إسحاق في المسند (5/ 6: 2101).
وقد ورد متصلًا من حديث عائشة أخرجه البخاري (6285)، ومسلم (4/ 1905:3450). (سعد).
3956 -
وَقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ زَكَرِيَّا، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها قَالَتْ: أَرْسَلَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إلى فاطمة رضي الله عنها، فَجَاءَتْ تَمْشِي مِشْيَة أَبِيهَا، فَحَدَّثَهَا فَبَكَتْ، فسُئِلَت رضي الله عنها فَقَالَتْ: لَا أُخْبِرُ بِسِرِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا.
* هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، وَقَدْ أَخْرَجُوا (1) مِنْ طَرِيقِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ، عن عائشة رضي الله عنها نَحْوَهُ مُطَوَّلًا، لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ الإِرسال فَيُحْتَمَلَ أن تكون امرأة أخرى.
(1) الحديث أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق الشعبي كما سيأتي بيان ذلك في التخريج.
3956 -
درجته:
صحيح بهذا الإِسناد إن لم يكن المراد ببعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 60/ب).
تخريجه:
هذا الحديث مداره على عامر الشعبي واختلف عليه في إسناده على وجهبن:
الأول: عنه عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وهو الذي هنا.
الثاني: عنه عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها:
رواه البخاري في صحيحه -كتاب المناقب باب علامات النبوة في الإِسلام- البخاري مع الفتح (6/ 6، 7: 3623 و 3624)، عن أبي نعيم، عن زكرياء، عن فراس، عن الشعبي، به، ولفظه قالت رضي الله عنها: أقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي كأن مشيتها مشي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مرحبًا يا ابنتي -ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله- ثم أسر إليها حديثًا" فبكت فقلت لها: لم تبكين؛ ثم أسر إليها حديثًا فضحكت فقلت: ما رأيت كاليوم فرحًا أقرب من حزن فسألتها عما قال فقالت: =
= ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قبض النبي صلى الله عليه وسلم فسألتها فقالت:"أسر إلي أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين ولا أراه إلَّا حضر أجلي دهانك أول أهل بيتي لحاقًا بي" فبكيت. فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة -أو نساء المؤمنين؟ - فضحكت لذلك".
ورواه الإِمام أحمد في المسند (6/ 282)، عن أبي نعيم، به، بنحوه.
ورواه النسائي في خصائص علي رضي الله عنه (119: 128)، عن أحمد بن سليمان، عن أبي نعيم، به، بنحوه.
ورواه الطبراني في الكبير (22/ 418: 1032) عن علي بن عبد العزيز عن أبي نعيم به، بنحوه.
ورواه الإِمام مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة- فضائل فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها: ح (2450)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن زكرياء، به، بنحوه.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 357: 3943)، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن ابن نمير، عن زكريا، به، مختصرًا.
ورواه ابن ماجة في السنن- كتاب الجنائز باب ما جاء في ذكر مرض رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ح (1621)، عن أبي بكر، به، بنحوه.
ورواه الإِمام مسلم في الموضع المتقدم عن عبد الله بن نمير، به، بنحوه.
ورواه أيضًا في نفس المكان عن عبد الله بن نمير، عن أبيه، عن زكريا، به، بنحوه.
وذكره الحاكم في المستدرك (3/ 156) من طريق زكريا، به بلفظ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وهو في مرضه الذي توفي فيه: يا فاطمة إلَّا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين.
وقال الحاكم: هذا إسناد صحيح ولم يخرجاه هكذا. =
= وأقره الذهبي.
ورواه البيهقي في الدلائل (6/ 364)، عن الحاكم، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن محمَّد بن إسحاق الصغاني، عن أبي نعيم، عن زكريا، به، بنحوه.
ورواه أيضًا في الموضع ذاته أحمد بن الحسن القاضي، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، به، بنحوه.
ورواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 96: 8368)، عن علي بن حجر، عن سعدان بن يحيى، عن زكريا، به، بنحوه.
ورواه البخاري في كتاب الاستئذان -باب من ناجى بين يدي الناس ولم يخبر بسر صاحبه فإذا مات أخبر به- البخاري مع الفتح (11/ 82: 6285، 6286)، عن موسى، عن أبي عوانة، عن فراغ، به، بنحوه.
ورواه مسلم في كتاب الفضائل- باب فضائل فاطمة رضي الله عنها ح (2450)، عن أبي كامل الجحدري، عن فضيل بن حسين، عن أبي عوانة، به، بنحوه.
ورواه البيهقي في الدلائل (7/ 164)، عن علي بن أحمد بن عبدان، عن أحمد بن عبيد الصفار، عن أبي مسلم، عن سهل بن بكار، عن أبي عوانة، به، بنحوه.
فهذان وجهان روي الحديث بهما ولم يرد ذكر الإِرسال في الوجه الثاني؟ فلذلك يحتمل أن يكون الوجه الأول عن امرأة أخرى مِنْ نِسَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كما قال الحافظ رحمه الله، وهذا جمع بين الوجهين، والله أعلم.
3957 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَام، ثنا يزيد بن زُرَيع، ثنا رَوْح بْنُ الْقَاسِمِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قال: قالت عائشة رضي الله عنه: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا قَطُّ أَصْدَقَ مِنْ فَاطِمَةَ غير أبيها صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ بَيْنَهُمَا شَيْءٌ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ سلها فإنها لا تكذب.
(1) المسند لأبي يعلى: (4/ 363: 4681).
3957 -
درجته:
صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم.
وقد عزاه البوصيري وسكت عنه (3/ 61/ أ).
وقال الهيثمي (9/ 204): رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى. . . ورجالهما رجال الصحيح.
تخريجه:
رواه الطبراني في الأوسط (3/ 348: 2742)، عن إبراهيم بن أحمد الوكيعي، عن أمية، به، بلفظ: "ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها
…
الحديث".
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 154)، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب بن إسحاق الصغاني عن عثمان بن عمير، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَيْسَرَةَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ المنهال بن عمرو، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها قالت:"ما رأيت أحدًا كان أشبه كلامًا وحديثًا من فاطمة برسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت إذا دخلت رحب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبلها وأجلسمها في مجلسه".
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه قال الذهبي: كذا قال بل صحيح.
ورواه أيضًا في المستدرك (3/ 159، 160)، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن العباس بن محمَّد الدوري، عن عثمان بن عمير، به، بنحوه وقال في آخره: قامت إليه مستقبلة وقبلت يده.
وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
3958 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ زَنْجَلَةَ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيْعَة، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ المُنْكَدر، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ:"إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَقَامَ أَيَّامًا لَمْ يَطْعَم طَعَامًا حَتَّى شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَطَافَ صلى الله عليه وسلم فِي مَنَازِلِ أَزْوَاجِهِ فَلَمْ يُصِب عِنْدَ وَاحِدَةٍ منهن شيئًا، فأتى فاطمة رضي الله عنها فقال: "يا بُنَيَّة هل عندك شَيْءٌ آكُلُهُ فَإِنِّي جَائِعٌ؟ " فَقَالَتْ: لَا وَاللَّهِ بأبي أنت وأمي، فلما خرج من عندها بعثت جَارَةٌ لَهَا بِرَغِيفَيْنِ وَقِطْعَةِ لَحْمٍ، فَأَخَذَتْهُ مِنْهَا فوضعته في جَفْنَةٍ (2) لها وغطت عليها، وقالت: وَاللَّهِ لَأُوثِرَنَّ بِهَذَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَفْسِي وَمَنْ عِنْدِي، وَكَانُوا جَمِيعًا مُحْتَاجِينَ إِلَى شُبْعَةِ (3) طَعَامٍ، فَبَعَثَتْ حَسَنًا أو حسينًا رضي الله عنهما إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَجَعَ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي قد أتى الله تعالى بشيء فخَبَّأْتُه لك. قال صلى الله عليه وسلم: "هَلُمِّي به" (4) فأتته به فكشف عَنِ الْجَفْنَةِ فَإِذَا هِيَ مَمْلُوءَةٌ خُبْزًا وَلَحْمًا، فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَيْهَا بَهِتَتْ (5) وَعَرَفَتْ أَنَّهَا بَرَكَةٌ من الله عز وجل فحمدت الله تعالى، وصلت على نبيه صلى الله عليه وسلم، وَقَدَّمَتْهُ (6) إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فلما رآه حمد الله تعالى وقال: "من أين لك هذا با بُنَيَّة؟ " فقلت يا أبتِ: {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (7).
(1) لم أجده في مسند أبي يعلى رحمه الله المطبوع، فلعله في مسنده الكبير.
(2)
الجفنة هي القصعة. (القاموس: ج ف ن).
(3)
الشُّبْعة من الطعام مقدار ما يُشْبعَ به مرة. (ينظر: القاموس: ش ب ع).
(4)
في (عم) و (سد): "هلمي"، فقط.
(5)
بَهِتَ بوزن علم أي دهش وتحير. ويقال: بَهُتَ بالضم والمعنى واحد والأفصح منهما أن يقال: بُهِت بالضم والكسر كما قال الله جلا وعلا: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ} ، والله أعلم. (ينظر: القاموس أيضًا: ب هـ ت).
(6)
سقط قوله: "وَقَدَّمَتْهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم" من (عم).
(7)
آخر الآية (37) من سورة آل عمران.
فحمد الله تعالى وَقَالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَكِ يَا بُنَيَّه شَبِيْهةً لِسَيِّدَةِ نِسَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَإِنَّهَا كَانَتْ إِذَا رزقها الله شيئًا فسُئِلت عنه قالت: {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} ". فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى علي رضي الله عنه ثُمَّ أَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَحَسَنٌ وَحُسَيْنٌ (8) وَجَمِيعُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وأهلُ بَيْتِهِ رضي الله عنهم جَمِيعًا حَتَّى شَبِعُوا وَبَقِيَتِ الجَفْنَة كَمَا هِيَ، قَالَتْ:"فأَوْسَعْتُ بِبَقِيَّتِها عَلَى جَمِيعِ جِيرَانِي وَجَعَلَ الله تبارك وتعالى فيها بركة وخيرًا كثيرًا".
(8) في (عم) و (سد): "الحسن والحسين".
3958 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف ابن لَهِيعة، والله أعلم.
ولم يذكره البوصيري، وكذا لم أره في مجمع الزوائد.
تخريجه:
لم أقف عليه.
3959 -
وقال أبو يعلى والبزار (1): حدّثنا محمَّد بْنُ عُقْبَة السَّدوسي، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ هشام، ثنا عمرو بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ عاصمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"إن (2) فاطمة رضي الله عنها حصنت فرجها فحرم الله تعالى ذُرِّيَّتَهَا عَلَى النَّارِ"
قَالَ الْبَزَّارُ: لَا نَعْلَمُ رواه كذا إلَّا عَمْرٌو، وَهُوَ كُوفِيُّ (3) ضَعِيفٌ (4)، وَقَدْ رُوِيَ عن عاصم عن زر مرسلًا.
(1) الحديث في البحر الزخّار 5/ 223: 1829، وفي كشف الأستار (3/ 235: 2651)، ولم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع، فلعله في مسنده الكبير.
(2)
سقطت: "إن" من (عم).
(3)
سقط قوله: "كوفي"من (سد).
(4)
الذي في البحر الزخّار 5/ 5224 وكشف الأستار (3/ 335): وهو كوفي، لم يتابع على هذا، وقد رواه غير معاوية عن عمرو بن غياث، عن عاصم، عن زر مرسلًا. هـ.
3959 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف محمَّد بن عقبة وعمرو بن غياث.
وقد نقل البوصيري كلام البزّار وكلام الحاكم والذهبي الآتي وسكت عنه (3/ 61/ أ).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 205): رواه الطبراني والبزار بنحوه وفيه عمرو بن عتاب وقيل ابن غياث وهو ضعيف.
تخريجه:
هذا الحديث مداره على عمرو بن غياث الكوفي، وقد اختلف عليه في إسناده على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما هنا. =
= رواه أبو نعيم في الحلية (4/ 188)، عن محمَّد بن أحمد بن الحسن، عن إبراهيم بن هاشم القروي، عن محمَّد بن عقبة السدوسي، به، بلفظه.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 406: 1018) - عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن أبي كريب، عن معاوية بن هشام، به، بلفظ:"إن فاطمة حصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار".
ورواه العقيلي في الضعفاء (3/ 184)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي عن أبي كريب، به، بنحوه.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 152)، عن أبي محمَّد المزني عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، به، بلفظه.
وقال الحاكم بعده: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
قال الذهبي: قلت: بل ضعيف تفرد به معاوية، وفيه ضعف، عن ابن غياث وهو واهٍ بمرة. اهـ.
ورواه الطبراني في الكبير أيضًا (22/ 406: 1018)، عن الحسين بن إسحاق التستري، عن أبي كريب، به، بلفظه المتقدم.
ورواه الحاكم أيضًا في المستدرك -الموضع السابق- عن أبي محمَّد المزني، عن عبد الله بن غنام، عن أبي كريب، به، بلفظه.
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 422)، عن عبد الوهاب بن المبارك، عن أبي المظفر الشامي، عن العتيقي، عن مطين، عن أبي كريب، به، بلفظ الطبراني.
ويأتي نقل كلامه على الحديث.
ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 59) عن ابن ناجية، عن علي ابن المثنى، عن معاوية بن هشام، به، بمثله.
ومن طريقه رواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 422)، عن أبي منصور بن =
= خيرون، عن إسماعيل بن مسعدة، عن حمزة بن يوسف، عن أبي أحمد بن عدي، به، بنحوه.
ورواه ابن عدي أيضًا في الموضع نفسه عن حاجب بن مالك، عن علي ابن المثنى، به، بمثله.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 152) عن أبي بكر محمَّد بن أحمد بن بالوية، عن علي بن محمَّد بن خالد المطرز، عن علي ابن المثنى الطوسي، به، بنحوه.
وتقدم نقل كلامه وتعقب الذهبي له.
ورواه أبو نعيم في الحلية (4/ 188)، عن محمَّد بن إبراهيم القاضي، عن محمَّد بن الفضل الفسطاني عن أبي كريب، عن أبيِ بكر الطلحي، عن جعفر بن محمَّد بن عمران، عن علي ابن المثنى، به، بمثله.
ورواه أبو نعيم في الحلية في الموضع المتقدم عن محمَّد بن أحمد بن الحسن، عن إبراهيم بن هاشم القروي، عن محمَّد بن عمرو الزهري، عن معاوية، به، بلفظه.
ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 59) عن أبي يعلى، عن محمَّد بن عقبة، عن محمَّد بن عمرو الزهري، عن معاوية، به، بلفظه.
ورواه أبو نعيم في الحلية -الموضع السابق-، عن محمَّد بن إبراهيم الفاضي، عن محمَّد بن الفضل الفسطاني عن أبي كريب، عن أبي بكر الطلحي، عن جعفر بن محمَّد بن عمران، عن محمَّد بن العلاء، عن معاوية، به، بلفظه.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 152)، عن أبي الحسين أحمد بن عثمان الآدمي، عن سعيد بن عثمان الأهوازي، عن محمَّد بن يعقوب السدوسي، عن محمَّد بن عمران القيسي، عن معاوية، به، بنحوه.
ورواه أبو نعيم في الحلية أيضًا -الموضع السابق-، عن محمَّد بن أحمد بن إبراهيم القاضي، عن محمَّد بن الفضل الفسطاني عن أبي كريب، عن أبي بكر =
= الطلحي، عن جعفر بن محمَّد بن عمران، عن هارون بن حاتم، عن معاوية، به، بلفظه.
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 422) عن أبي سعد أحمد بن محمَّد الزوزني، عن أبي علي محمَّد بن وشاح، عن عمرو بن شاهين، عن عبد الله بن سليمان، عن معاوية، به، بنحوه.
ورواه أيضًا في الموضع نفسه، عن أبي سعد أحمد بن محمَّد الزوزني، عن أبي علي محمَّد بن وشاح، عن عمر بن شاهين، عن محمَّد بن زهير بن الفضل، عن معاوية، به، بنحوه.
قال الإِمام ابن الجوزي: مداره على عمرو بن غياث، ويقال فيه عمرو وقد ضعفه الدارقطني، وقال: كان من شيوخ الشيعة. وقال ابن حبّان: يروي عن عاصم ما ليس من حديثه، ولعله سمعه في اختلاط عاصم والاحتجاج بروايته ساقط إذا انفرد.
وقال الدارقطني: إنما حدّث بهذا عمر عن عاصم، عن زر، عن النبي صلى الله عليه وسلم فرواه عنه معاوية، عن هشام فأفسده ووهم فيه.
ثم قال: ثم إن الحديث محمول على ذريتها الذين هم أولادها خاصة الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وكذلك فسره محمَّد بن علي بن موسى الرضى فقال: هو خاص للحسن والحسين. اهـ.
قال ابن عراق: وهذا مما يدل على أن الحديث ليس موضوعًا جزمًا عند ابن الجوزي.
وقد أورده الشوكاني في الفوائد المجموعة (409: 125).
الوجه الثاني: عنه عن عاصم، عن زر مرسلًا، عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي أشار إليه البزّار كما نقله المصنف عنه:
رواه ابن عدي في الكامل (5/ 59)، عن عمر بن سنان، عن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن عمرو بن غياث، به، بنحوه. =
= قال ابن عدي: وهذا يرويه عن عاصم، غير عمرو بن غياث، وعن عمر غير معاوية، ولم يسنده، عن معاوية غير أبي كريب وعلي ابن المثنى وغيرهما.
الوجه الثالث:
روى موقوفًا على ابن مسعود رضي الله عنه:
رواه العقيلي في الضعفاء (3/ 184)، عن محمَّد بن عمار بن عطية، عن أحمد بن موسى الأزدي عن معاوية بن هشام، به، موقوفًا بلفظ:"إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار"
…
قال العقيلي: وهذا أولى.
قلت: الحمل فيه على عمرو بن غياث فإنه واهٍ كما تقدم وقد قال الدارقطني في العلل له (5/ 65:710) عندما سئل عن هذا الحديث:
يرويه عمرو بن غياث واختلف عنه فرواه معاوية بن هشام عن عمرو غِيَاث الحضرمي، عَنْ عاصمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وخالفه أبو نعيم فرواه، عن عمرو بن غياث، عن عاصم، عن زر مرسلًا ويقال عمرو بن غياث وهو من شيوخ الشيعة من أهل الكوفة. اهـ.
وقد تابع عمرًا هذا تليد بن سليمان كما قال السيوطي في اللآلىء (1/ 401) وقال أخرج حديثه ابن شاهين وابن عساكر من طريق محمَّد بن عبيد بن عتبة، عن محمَّد بن إسحاق البلخي، عن تليد، عن عاصم، به.
ثم قال: وتليد روى له الترمذي لكته رافضي.
قلت: وقد قال فيه الحافظ في التقريب (130: 797): رافضي ضعيف.
وقد روى الحديث عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رضي الله عنه رواه المهرواني- كما في اللآلىء (1/ 401) بلفظ: "إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار".
ونقل عن الخطيب في المهروانيات أنه قال: كذا روى هذا الحديث عن عاصم، =
= عن زر، عن حذيفة وخالفهما عمرو بن غياث فرواه عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود، وقوله: أشبه بالصواب.
وللحديث شاهد آخر من حديث ابن عباس رضي الله عنهما رواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 263: 11685).
قال عنه الهيثمي في المجمع (9/ 205): رواه الطبراني ورجاله ثقات. وأقره ابن عراق في تنزيه الشريعة (1/ 417). وتعقبهما الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة (1/ 463: 457) فقال: قلت: وفيه نظر من وجوه:
الأول: أن إسماعيل -يعني ابن موسى وهو من رجال الإِسناد- لم يوثقه غير ابن حبّان
…
وقد قال ابن أبي حاتم عن أبيه إنه مجهول.
الثاني: أن محمَّد بن مرزوق وإن خرج له مسلم ففيه لين كما قال ابن عدي.
الثالث: أن الأيذجي هذا -يعني شيخ الطبراني- أورده السمعاني في الإنساب ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. اهـ.
3960 -
[1] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَين عَنْ عَبْدِ السَّلَامِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنِ ابْنِ يُحَنَّس، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ:"إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما، فقال: "اللَّهُمَّ إني أحبُّه فأحبَّه".
3965 -
[1] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف يزيد بن أبي زياد.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 61/ أ).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 179): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن يُحَنَّس وهو ثقة.
قلت: بل فيه يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف كما سبق، والله أعلم.
3965 -
[2] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهَذَا.
(1) مسند أبي يعلى: (1/ 454: 956).
3965 -
[2] درجته:
ضعيف أيضًا لضعف يزيد بن أبي زياد.
تخريجه:
رواه الطبراني في المعجم الكبير (1/ 152: 351)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، به، بلفظ: إن النبي صلى الله عليه وسلم احتضن حسنًا فقال: "اللَّهُمَّ إني قد أحببته فأحبه".
ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 229: 2633)، عن أحمد بن عثمان بن حكيم، عن أبي نعيم، به، بنحوه ولم يذكر الأخذ ولا الضم.
وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن سعيد بن زيد إلَّا بهذا الإِسناد.
وهذا الحديث لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عازب رضي الله عنه:
رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة -باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما البخاري مع الفتح (7/ 119) عن البراء رضي الله عنه قَالَ: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم والحسن بن عليٍّ على عاتقه يقول: "اللَّهُمَّ إني أحبُّه فأحبَّه".
ورواه مسلم في كتاب فضائل الصحابة- باب فضائل الحسن والحسين رضي الله عنهما ح (2422).
وله شاهد آخر مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عند مسلم في الموضع المتقدم ح (2421) بلفظ: "اللَّهُمَّ إني أحبُّه فأحبَّه وأحب من يحبه".
وعليه فحديث سعيد بن زيد رضي الله عنه يرتقي بهذين الثاهدين إلى رتبة الصحيح لغيره، والله أعلم.
3961 -
حدّثنا (1) عبيد الله، هو القواريري، ثنا حمَّاد بْنُ مَسْعَدَة، عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، عَنْ عِلْبَاء بْنِ أَحْمَر، قَالَ: قَالَ عَلِيُّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "خَطَبْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ابنته فاطمة رضي الله عنها، فباع علي رضي الله عنه دِرْعًا لَهُ، وَبَعْضَ مَا بَاعَ مِنْ مَتَاعِهِ فَبَلَغَ أَرْبَعَمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَثَمَانِينَ دِرْهَمًا (2). وَأَمَرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَجْعَلَ ثُلُثَيه في الطيب وثُلُثًا في الثياب، ومَجَّ صلى الله عليه وسلم فِي جَرَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَأَمَرَهُمْ أَنْ يَغْتَسِلُوا به، وأمرها صلى الله عليه وسلم أن لا تسبقه برضاع ولدها، قال: فسبقته صلى الله عليه وسلم برضاع الحسين رضي الله عنه.
قال: وأما الحسن رضي الله عنه فإنه صلى الله عليه وسلم وَضَعَ (3) فِي فِيهِ شَيْئًا لَا أَدْرِي مَا هو، كان أعلم الرجلين".
(1) مسند أبي يعلى: (1/ 202: 348).
(2)
في (سد): "أربعمائة وثمانين درهمًا".
(3)
في (عم) و (سد): "صنع".
3961 -
درجته:
صحح بهذا الإِسناد إن ثبت سماع عِلْبَاءَ من علي رضي الله عنه.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 178): رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.
تخريجه:
روى ابن سعد في الطبقات (7/ 18) أن عليًّا رضي الله عنه تزوج فاطمة رضي الله عنها فباع بعيرًا له بثمانين وأربع مائة درهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم. "اجعلوا ثلثين في الطيب وثلثًا في الثياب". عن وكيع بن الجراح، عن المنذر بن ثعلبة، به.
وعزاه في الكنز (37742) لسعيد بن منصور ولم أقف عليه في المطبوع منه.
وتقدم في تخريج الحديث رقم (3934) ما يعارض هذا من أنه أمهرها درعه الحطمية لكنه منقطع كما تقدم، والله أعلم.
3962 -
حدّثنا [ابن نمير (1)، حدّثنا أبي]، ثنا الرَّبِيعُ بْنُ سَعْدٍ الجُعْفي؟ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِط، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ:"مَن سرَّه أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ علي رضي الله عنهما؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقوله".
(1) في جميع النسخ: "حدّثنا زهير". وما أثبت من مسند أبي يعلى (2/ 348: 1869) وهو الصحيح كما سيأتي، والله أعلم.
3962 -
درجته:
حسن بهذا الإِسناد إذا ثبت سماع عبد الرحمن بن سابط من جابر وضي الله عنه.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 61/ب).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 190): رواه أبو يعلى ورجاله وجال الصحيح غير الربيع بن سعد وقيل ابن سعيد وهو ثقة.
تخريجه:
رواه ابن حبّان في صحيحه كما في الإحسان -كتاب الفضائل- ذكر إثبات الجنة للحسين بن علي رضي الله عنهما (9/ 57: 6927) عن أبي يعلى، به، بنحوه.
وللحديث شواهد منها ما تقدم في تخريج الحديث رقم (3949) من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
وتقدم أنه عند أحمد وغيره بأسانيد صحيحة.
وعليه فأقل أحوال حديث جابر وضي الله عنه أن يكون صحيحًا لغيره، والله أعلم.
3963 -
[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ، ثنا حَمَّادٌ عَنْ عَمَّار، قَالَ: إِنَّ أُمَّ سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت الجِنَّ (1) تنوح على الحسين رضي الله عنه.
(1) وجدت كلمة "الجن" بحاشية النسخة الأصلية وعليها علامة التصحيح.
3963 -
[1] درجته:
هذا موقوف صحيح بهذا الإِسناد.
وقد سكت البوصيري (3/ 61/ب).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 202): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
3963 -
[2] وَقَالَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ (1): حَدَّثَنَا [الحسن](2) ابن موسى، ثنا حمَّاد، به.
(1) في (سد): "عبد"، فقط.
(2)
في النسخة الأصلية: "الحسين بن موسى"، وما أثبت من (عم) و (سد)، وهو الصحيح.
3963 -
[2] درجته:
صحيح بهذا الإِسناد أيضًا، والله أعلم.
تخريجه:
رواه الطبراني في الكبير (3/ 121: 2862) عن علي بن عبد العزيز، عن حجاج بن المنهال، عن حماد بن سلمة، به، بمثله.
ورواه ابن عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 308: 425) عن هدبة بن خالد، عن حماد، به، بلفظه.
ورواه الطبراني في الكبير (3/ 122: 2867) عن عبد الله بن أحمد، عن هدبة، به، بمثله.
3964 -
وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ (1): حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُطَير، عَنْ أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال في الحسن والحسين رضي الله عنهما: "مَنْ أَحَبَّنِي فَلْيُحِبَّ هَذَيْنِ".
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ (2) بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيقِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه.
(1) مسند الطيالسي (327).
(2)
المقدمة- فضائل أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم (1/ 28: 130)، عَنِ علي بن محمَّد، عن وكيع، عن سفيان، عن داود بن أبي عوف أبي الجحاف، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، ولفظه:"من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني. وإسناده حسن، والله أعلم".
3964 -
درجته:
ضعيف جدًّا بهذا الإِسناد من أجل موسى بن مطير، فإنه ضعيف جدًا كما تقدم.
قال البوصيري (3/ 62/ أ): رواه أبو داود الطيالسي والبزار بإسناد حسن، ورواه أبو بكر بن أبي شيبة، والنسائي في الكبرى، وابن ماجة بإسناد صحيح
…
وذكر لفظه.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 182): رواه ابن ماجة باختصار، ورواه أحمد ورجاله ثقات وفي بعضهم خلاف، ورواه البزّار.
تخريجه:
لم أجده من حديث موسى بن مطير عن أبيه، ولكن أصله من حديث أبي حازم وعبد الرحمن بن مسعود، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
أما حديث أبي حازم فقد رواه ابن ماجة كما تقدم، ورواه: الطبراني في الكبير (3/ 48: 2647)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن سفيان، به، بنحوه. =
= ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 95: 1224) عن وكيع، عن سفيان، به، بلفظ:"اللهم إني أحبهما فأحبهما".
ورواه الطبراني أيضًا في الكبير (3/ 48: 2648)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن إسرائيل، عن سالم ابن أبي حفصة، عن أبي حازم، به، بنحوه.
وهذا الإِسناد حسن.
ورواه الطبراني أيضًا في نفس الموضع ح (2648)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي نعيم، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن إسرائيل، عن سالم ابن أبي حفصة، به، بنحوه.
ورواه الطبراني أيضًا -في المكان نفسه- ح (2646)، عن إسحاق الدبري، عن عبد الرزاق، عن إسحاق الثوري، عن محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن إبراهيم بن محمَّد بن ميمون، عن علي بن عابس، عن سالم، به، بلفظ:"اللهم إني أحبهما فاحبهما وأبغض من أبغضهما".
ورواه البزّار كما في الكشف (3/ 227: 2628) عن محمَّد بن عمر بن هياج الكوفي، عن يحيى بن عبد الرحمن الأزدي الأرحبي، عن عبيدة بن الأسود، عن القاسم بن الوليد، عن طلحة بن مصرف، عن أبي حازم، به، بلفظ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للحسن والحسين: "من أحبني فليحبهما".
قال البزّار: لا نعلم روى طلحة عن أبي حازم، عن أبي هريرة إلَّا هذا.
ورواه الطبراني في الكبير أيضًا (3/ 48: 2650)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن محمَّد بن عمر الهياجي، به، بلفظ:"من أحبني فقد أحبهما" يعني الحسن والحسين.
ورواه الطبراني أيضًا في الموضع نفسه ح (2650)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن أبي كريب، عن يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي، به، بلفظه. =
= ورواه أيضًا في الموضع المتقدم ح (2650)، عن علي بن سعيد الأزدي، عن أبي كريب، به، بلفظه.
ورواه أيضًا في نفس المحل ح (2749)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن جمهور بن منصور، عن سيف بن محمَّد، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابث، عن أبي حازم، به، بنحوه.
ورواه أيضًا في الكبير (3/ 47: 2645)، عن فضيل بن محمَّد الملطي.
عن أبي نعيم، عن سلم الحذاء، عن الحسن بن سالم بن أبي الجعد، عن أبي حازم، به، بلفظ:"من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني".
ورواه أيضًا في الكبير (3/ 49: 2651)، عن محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن إبراهيم بن محمَّد بن ميمون عن علي بن عابس عن كثير النواء، عن أبي حازم، به، بلفظ:"اللهم إني أحبهما فأحبهما وأبغض من أبغضهما".
ورواه ابن عساكر في التاريخ (4/ 497)، عن أبي الحسين بن قيس، عن أبي منصور بن زريق، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي عمر عبد الواحد بن محمَّد بن مهدي، عن أبي العباس أحمد بن محمَّد بن سعيد الحافظ، عن يحيى بن زكريا بن شيبان، عن أرطاة بن حبيب، عن أيوب بن واقد، عن يونس بن حباب، عن أبي حازم، به، بلفظ:"من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني".
وأما حديث عبد الرحمن بن مسعود فقد رواه:
الإِمام أحمد في المسند -ت أحمد شاكر- (18/ 200: 9671)، عن ابن نمير، عن حجاج بن دينار، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن مسعود، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ومعه حسن وحسين هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة ويلثم هذا مرة حتى انتهى إلينا فقال له رجل =
= يا رسول الله: إنك تحبهما؟ فقال: "من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني.
قلت: ولا وجه عندي لقول الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح، فإن حجاج بن دينار مختلف فيه، وقد قال عنه الحافظ في التقريب (153: 1125):
لا بأس به. وقبله قال عنه الذهبي في الكاشف (1/ 206): صدوق.
وعبد الرحمن بن مسعود اليشكري لم يوثقه غير ابن حبّان. (ينظر: الجرح والتعديل 5/ 285، ثقات ابن حبّان 5/ 106، تعجيل المنفعة 258).
ورواه من طريقه الحاكم في المستدرك (3/ 166)، عن أحمد بن جعفر القطيعي، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، به، بلفظ أحمد وقال الحاكم بعده: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.
ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 227: 2627)، عن إبراهيم بن زياد الصائغ، عن عبد الله بن نمير، به، بلفظه.
قال البزّار: لا نعلم روى عبد الرحمن بن مسعود عن أبي هريرة إلَّا هذا.
وعزا الحافظ في تعجيل المنفعة (258) هذا الحديث لابن حبّان في صحيحه ولم أقف عليه.
ويمكن أن يرتقي الحديث بكثرة طرقه إلى درجة الصحيح، وبهذا يعلم أن لحديث موسى بن مطير عن أبيه أصلًا، والله أعلم.
3965 -
وقال أبو بكر: حدّثنا أَبُو الأَحْوَص، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "الحسن والحسين رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة".
* رواته ثقات.
3965 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد من أجل عنعنة أبي إسحاق السبيعي. وقيل: لم يسمع أبو إسحاق من علي وقد روى الحديث عنه عن الحارث عن علي رضي الله عنه، كما سيأتي، والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 62/ أ): ورجاله ثقات.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 185): رواه الطبراني بأسانيد وفيها الحارث الأعور وهو ضعيف.
تخريجه:
روى هذا الحديث عن علي رضي الله عنه الحارث الأعور وشريح وزيد بن يثبع والحسين بن علي.
أما حديث الحارث فمداره علي أبي إسحاق واختلف عليه في إسناده على وجهين:
الأول: عنه عن علي رضي الله عنه كما هنا، ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 97: 12228)، به، بلفظه.
الوجه الثاني: عنه عن الحارث، عن علي رضي الله عنه.
رواه الطبراني في الكبير (3/ 35: 2599)، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ غَنَّامٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ بن أبي شيبة، عن أبي الأَحْوَص، عن أبي إسحاق، به، بلفظه.
ورواه أيضًا في الكبير (3/ 36: 2600)، عن أبي الزنباع روح بن الفرج المصري، عن يزيد بن موهب الرملي، عن مسروح أبي شهاب، عن سفيان، عن =
= أبي إسحاق، به، بلفظه.
وتابعه على هذا الوجه الشعبي كما عند الطبراني في الكبير (3/ 36: 2601)، عن القاسم بن محمَّد الدلال الكوفي، عن مخول بن إبراهيم، عن منصور بن أبي الأسود، عن ليث، عن الشعبي، عن الحارث، به، بلفظه.
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (5/ 22)، عن أبي القاسم تميم ابن أبي سعيد عن يحيى بن محمَّد بن صاعد، عن محمَّد بن يحيى بن كثير، عن آدم بن إياس، عن بكر بن حسين، عن أبي جناب الكلبي، عن عامر الشعبي، عن الحارث، به، بلفظه.
ورواه أيضًا -في المكان نفسه- عن أبي القاسم تميم ابن أبي سعيد، عن أبي بكر بن العمري، عن أبي محمَّد بن أبي شريح، عن يحيى بن محمَّد بن صاعد، عن حميد بن الأصبغ بن عبد العزيز، عن آدم بن إياس، به، بلفظه.
وأما حديث شريح فقد رواه:
أبو نعيم في الحلية (4/ 140)، عن محمد بن علي بن حبيش، عن القاسم بن زكريا المقرئ، عن علي بن عبد الله بن معاوية بن ميسرة، عن شريح، عن علي، بمثله، وذكر له قصة.
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (4/ 12)، عن أبي عمرو عبد الواحد بن محمَّد بن عبد الله بن مهدي، عن محمَّد بن مخلد، عن علي بن عبد الله بن معاوية بن شريح، عن أبيه، عن جده معاوية بن ميسرة، عن شريح، به، بمثله.
وعلي بن عبد الله هذا اتهمه أبو حاتم بالوضع كما في الجرح والتعديل (6/ 193)، والميزان (4/ 62).
ورواه ابن عساكر في التاريخ (5/ 22)، عن أبي منصور محمَّد بن =
= عبد الملك، عن أحمد بن علي بن ثابت، عن أبي عمرو بن مهدي، به، بلفظه.
ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي محمَّد هبة الله بن أبي البركات، عن عاصم بن الحسن بن محمَّد، عن أبي عمرو بن مهدي، به، بلفظه.
وأما حديث زيد بن يثيع فقد رواه:
الطبراني في الكبير (3/ 36: 2602) عن القاسم بن محمَّد الدلال الكوفي، عن إبراهيم بن إسحاق الصيني، عن محمَّد بن أبان، عن أبي جناب، عن الشعبي، عن زيد بن يثيع، عن علي رضي الله عنه، بلفظه.
وأبو جناب اسمه يحيى بن أبي حية قال عنه الحافظ في التقريب (589: 7537): ضعفوه لكثرة تدليسه.
وفيه أيضًا القاسم بن محمَّد شيخ الطبراني لم أجد من ذكره.
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (2/ 185)، عن محمَّد بن الحسين القطان، عن عبد الباقي بن قانع القاضي، عن محمَّد بن الحسن بن يعقوب، عن عبد الصمد بن حسان، عن محمَّد بن أبان، به، بلفظه.
ورواه ابن عساكر في التاريخ (5/ 22)، من طريقه عن أبي القاسم علي بن إبراهيم، عن منصور بن خيرون، عن أبي بكر الخطيب، به، بلفظه.
ورواه أيضًا في الموضع المتقدم، عن أبي الحسن علي بن أحمد، عن منصور بن خيرون، به، بلفظه.
وأما حديث الحسين بن علي رضي الله عنهما عن أبيه:
فرواه الخطيب في تاريخ بغداد (1/ 140) عن محمَّد بن أحمد بن رزق، عن عبد الصمد بن علي بن محمَّد، عن الحسين بن سعيد بن أزهر السلمي، عن قاسم بن يحيى بن الحسن بن زيد بن علي، عن أبي حفص الأعشى، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي رضي الله عنهم، =
= بمثله وزاد فيه: "وأبوهما خير منهما".
قلت: وفيه الحسين بن سعيد بن أزهر وقاسم بن يحيى بن الحسن وأبو حفص الأعشى لم أجد من ترجم لهم.
وهذا الحديث له شواهد كثيرة منها ما تقدم في تخريج الحديث رقم (3949) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند الإِمام أحمد وغيره بأسانيد صحيحة "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة".
فيرتقي بهذا الشاهد وغيره إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.
3966 -
وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ قُتَيْبَةَ، ثنا حُسَيْنُ الْمُعَلِّمُ، عَنْ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: اصطَرع الحسن والحسين رضي الله عنهما عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: "هِيْ حَسَن" فقالت له فاطمة رضي الله عنها: يا رسول الله كَأَنَّهُ -يَعْنِي الْحَسَنَ- أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنَ الْحُسَيْنِ رضي الله عنهما؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ جِبْرِيلَ عليه الصلاة والسلام يُعِينُ الْحُسَيْنَ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُعين الْحَسَنَ رضي الله عنهما".
* هذا مرسل.
(1) بغية الباحث (910: 993).
3966 -
درجته:
ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن الحسن بن قتيبة ضعيف جدًا ومع ذلك فهو مرسل كما قال الحافظ رحمه الله.
قال البوصيري (3/ 62/ أ)، رواه الحارث بن أبي أُسامة عن الحسن بن قتيبة وهو ضعيف.
تخريجه:
لم أجده هكذا مرسلًا، ولكن ذكر صاحب كنز العمال (13/ 661: 37679)، عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاعدًا في موضع فجاء الحسن والحسين فاعتركا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعليٌّ جالس:"ويها حسين خذ حسنًا"، فقلت: تولب على حسن وهو أكبرهما يَا رَسُولَ اللَّهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل قائم وهو يقول: ويها حسين خذ حسنًا".
وعزاه المُتقي لابن شاهين وقال: سنده لا بأس به إلَّا أن فيه انقطاعًا.
قلت: لم أقف على كتاب ابن شاهين، والاختلاف ظاهر بين الروايتين، والله أعلم.
3967 -
حدّثنا (1) خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، ثنا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (2)، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي مُزَرِّد، عَنْ أَبِيهِ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: "بَصَرُ عَيْنِي وسَمْعُ (3) أُذُنِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ أَخَذَ بيد حسن أو حسين رضي الله عنهما وأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ حُسَيْنٌ، وَوَضَعَ قَدَمَيْهِ عَلَى قدميه
…
الحديث" (4).
(1) بغية الباحث (910: 993).
(2)
في (عم): "سليم بن إسماعيل"، وهو خطأ.
(3)
في (عم) و (سد): "وبصر أذني"، وهو خطأ أيضًا.
(4)
تتمته كما في الطبراني (3/ 49: 2653)، وهو يقول: يعني النبي صلى الله عليه وسلم: "حُزُقَّةٌ حُزُقَّةٌ، ارق عين بَقَّة". فيرقي الغلام حتى يضع قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال له: "افتح" قال: ثم قبَّله ثم قال: "اللهم أحِبَّه فإني أحبُّه".
قال في النهاية (1/ 378)، الحُزُقَّة الضعيف المتقارب الخطو من ضعفه، وقيل: القصير العظيم البطن فذكرها له على سبيل المداعبة والتأنيس له، وترقّ بمعنى اصعد، وعين بقّة كناية عن صغر العين. وحُزُقَّة مرفوع على أنه خبر مبتدؤه محذوف تقديره: أنت حُزُقّة. وحُزُقَّة الثاني كذلك أو أنه خبر مكرر ومن لم ينون حُزُقَّة أراد: يا حُزُقّة فحذف حرف النداء. وهو من الشذوذ كقولهم: أطرق كرا؛ لأن حرف النداء إنما يحذف من العلم المضموم أو المضاف. اهـ.
3967 -
درجته:
فيه أبو مُزَرَّد لم يتبين لي حاله؛ ولذا أتوقف في الحكم عليه. والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 62/ب).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 179)، رواه الطبراني وفيه أبو مُزرّد، ولم أجد من وثقه، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه:
رواه الطبراني في الكبير (3/ 49: 2653)، عن عبدان بن محمَّد المروزي، عن =
= قتيبة بن سعيد، عن حاتم بن إسماعيل به، بلفظ: "سمعت أذناي هاتان وأبصرت عيناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بكفيه جميعًا
…
الخ".
ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (4/ 500)، عن أبي القاسم هبة الله بن عبد الله، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي نعيم الحافظ، عن سليمان بن أحمد الطبراني به، بنحوه.
ونقل عن أبي نعيم أنه قال: الحُزُقَّة المتقارب الخطا والقصير الذي يقرّب خطاه، وعين بقة أشار إلى البقة ولا شيء أصغر من عينها لصغرها
…
الخ.
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 101: 12241)، عن جعفر بن عون، عن معاوية بن أبي مزرّد به، بنحوه، ولم يقل: وأكثر ظني أنه حسين.
قلت: قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن: "اللهم إني أُحبه فأحبه" أصله في الصحيح من حديث البراء رضي الله عنه كما تقدم في تخريج الحديث (3960).
وللترمذي في أبواب المناقب -مناقب الحسن والحسين- (5/ 326: 3871)، من حديث البراء أَيْضًا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أبصر حسنًا وحسينًا فقال:"اللهم إني أُحبُّهما فأَحبُّهما". وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وعليه فأقل أحوال هذا الحديث أن يكون حسنًا لغيره. والله أعلم.
3968 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ مَرْزُوقٍ، ثنا حُسَيْنُ -يَعْنِي الأَشْقَر- عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنهم قال: "رأيت الحسن والحسين رضي الله عنهما على عاتِقَيْ رسول الله (2) صلى الله عليه وسلم فقلت: نِعْمَ الفَرَسُ تَحْتَكُمَا.
فَقَالَ (3) النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "ونِعْمَ الفَارِسَانِ هُمَا".
(1) لم أقف عليه في مسند أبي يعلى المطبوع فلعله المسند الكبير.
(2)
في (عم) و (سد): "النبي صلى الله عليه وسلم".
(3)
في (عم) و (سد): "وقال".
3968 -
درجته:
ضعيف جدًا بهذا الإِسناد؛ لأن محمَّد بن عبيد الله ابن أبي رافع ضعيف جدًا، وفيه حسين الأشقر ضعيف متشيع كما تقدم.
قال البوصيري (3/ 62/ ب)، رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد من حديث ابن عباس رواه الترمذي.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 185)، رواه أبو يعلى في الكبير ورجاله رجال الصحيح، ورواه البزّار بإسناد ضعيف.
وقال الحافظ بن كثير في مسند الفاروق (2/ 680)، غريب من هذا الوجه وحسين بن حسن الأشقر هذا شيعي ضعيف.
تخريجه:
رواه من طريقه ابن عدي في الكامل (2/ 362)، به بنحوه.
قال ابن عدي: وهذا الحديث عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ من يرويه، يرويه ابن أبي رافع وهو محمَّد بن عبيد لله بن أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي بن هاشم هو ابن البرَيد كوفي كثير الرواية، عن محمَّد بن عبيد الله هذا في فضائل أهل البيت، ورواه عنه حسين الأشقر، النبلاء فيه من علي بن هاشم لا من حسين. اهـ. =
= قلت: علي بن هاشم صدوق كما تقدم وحسين متشيّغ وهو ضعيف.
ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 225: 2621)، عن الجراح بن مخلد، عن الحسن بن عنبسة، عن علي بن هاشم بن البريد به، بنحوه.
قال البزّار: لا يروى إلَّا عن عمر بهذا الإِسناد ولم يتابع محمَّد بن عبيد الله على هذا.
ولهذا الحديث أصل رواه الترمذي في سننه في أبواب المناقب، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما (5/ 327: 3872)، من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حامِلَ الحسين بن عليٍّ على عاتقه فقال رجل: نعم المَرْكب ركبْتَ يا غلام. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ الراكب هو".
قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه وزمعة بن صالح قد ضعفه بعض أهل الحديث من قبل حفظه.
قلت: ممن ضعّفه الإِمام أحمد وابن معين وأبو داود، وقال البخاري: يخالف في حديثه تركه ابن مهدي أخيرًا. وسئل أبو زرعة عنه: فقال: لين واهي الحديث حديثه عن الزهري كأنه يقول مناكير.
قال عنه الحافظ: ضعيف وحديثه عند مسلم مقرون من السادسة.
ينظر: التهذيب (3/ 338)، التقريب (217: 2035).
وله شاهد مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه رواه الطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 329: 3788)، ولفظه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يصلي فجاء الحسن والحسين أو أحدهما فركب على ظهره فكان إذا رفع رأسه قال بيده فأمسكه أو أمسكهما قال: "نعم المطيّة مطيَّتُكما.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 185)، وإسناده حسن.
قلت: فيه عبّاد بن يعقوب قال عنه الحافظ في التقريب (291: 3153): صدوق رافضي حديثه في البخاري مقرون بالغ ابن حبّان فقال: يستحق الترك، من =
= العاشرة، مات سنة خمسين.
وفيه أيضًا علي بن هاشم بن البريد، صدوق فيه تشيع.
وفيه أيضًا فضيل بن مرزوق الأغرّ قال عنه الحافظ (488: 5437)، صدوق يهم ورمي بالتشيّع.
وكذا فيه عدي بن ثابت الأنصاري الكوفي ثقة رمي بالتشيع كما قال الحافظ رحمه الله في التقريب (388: 4539)، فرجال هذ الإِسناد بين ثقة وصدوق لكن أكثرهم رمي بالتشيّع والحديث في فضائل أهل البيت فهو ضعيف لهذا.
ولكنه يشهد لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عند الترمذي فيرتقيان إلى رتبة الحسن لغيره.
وبهذا يتبين أنّ لحديث عمر رضي الله عنه أصلًا. والله أعلم.
3969 -
حدّثنا (1) عُثْمَانُ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَة، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْحُسَيْنِ، عَنْ فَاطِمَةَ الْكُبْرَى رضي الله عنهم قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لِكُلِّ بَنِي أُمٍّ (2) عَصَبةٌ (3) يَنْتَمُونَ إِلَيْهِ إلَّا ولد فاطمة رضي الله عنها فأنا وليِّهُما وأنا عَصَبَتُهُمَا".
(1) مسند أبي يعلى (6/ 161: 6709)، وقال فيه:"لكل بني آدم".
(2)
في (عم): "بني آدم".
(3)
العَصَبَة محركة الذين يرثون الرجل عن كلالة من غير والد ولا ولد، وفي الفرائض كل من لم يكن له فريضة مسمّاة فهو عصبة إن بقي شيء بعد الفرض، ويقال لقوم الرجل الذين يتعصبون له عَصَبَة. والعُصبَة بالضم من الرجال والخيل والطير ما بين العشيرة إلى الأربعين كالعِصَابة.
(القاموس 1/ 109: ع ص ب).
3969 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لأمرين:
1 -
شيبة بن نَعَامة ضعيف كما تقدم.
2 -
حديث فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة الكبرى مرسل، فالحديث منقطع.
قال البوصيري (3/ 62/ب)، رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد من حديث جابر رواه الحاكم.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 176)، رواه الطبراني وأبو يعلى وفيه شيبة بن نعامة ولا يجوز الاحتجاج به.
تخريجه:
رواه الطبراني في الكبير (22/ 423: 1042). في المراسيل، عن فاطمة رضي الله عنها، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن عثمان بن أبي شيبة به، بنحوه. =
= ورواه أيضًا في الكبير (3/ 44: 2632)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي به، بلفظ:"كل بني أُمٍّ ينتمون إلى عُصْبة إلاّ ولد فاطمة فأنا وليُّهم وأنا عصبتهم".
ورواه العقيلي في الضعفاء (3/ 223)، عن عبد الرحمن بن محمَّد بن مسلم، عن عبد الله بن الحسين المختار، عن محمَّد بن عمرو بن عتبة الرازي، عن حسين الأشقر، عن جرير به، بنحوه.
ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن جعفر بن أحمد بن نعيم، عن محمَّد بن حميد، عن محمَّد بن عمرو الرازي به، بنحوه.
ورواه الخطيب في تاريخ بغداد (11/ 285)، عن علي بن محمَّد بن عبد الله المعدل، عن عثمان بن أحمد بن عبد الله الدقاق، عن جعفر بن محمَّد الزعفراني، عن محمَّد بن حميد به، بنحوه.
ورواه من طريقه ابن الجوزي في العلل (1/ 260: 418)، عن القزاز، عن أحمد بن علي، عن علي بن محمَّد المعدل به، بلفظ:"كل بني آدم ينتمون إلى عصبتهم إلَّا ولد فاطمة فإني أبوهم وأنا عصبتهم".
قال ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عن رسول الله قال ابن حبّان: لا يجوز الاحتجاج بشيبة بن نعامة. اهـ.
ورواه الخطيب في المكان السابق عن الحسن بن أبي بكر، عن عبد الله ابن أبي إسحاق بن أبي العوام، عن أبيه، عن جرير به، بنحو لفظ ابن الجوزي السابق.
وذكر العقيلي في الضعفاء (3/ 223)، وكذا الذهبي في الميزان (3/ 433)، عن عبد الله بن أحمد أنه رواه عن عثمان بن أبي شيبة به، بنحوه في سؤاله لأبيه عن أحاديث من حديث عثمان بن أبي شيبة كما تقدم في ترجمته. =
= ورواه الديلمي كما في الفردوس بمأثور الخطاب (3/ 264: 4787).
وقد تعقب الإِمام السخاوي ابن الجوزي في تضعيفه للحديث فقال: في المقاصد الحسنة (327: 821): شيبة ضعيف ورواية فاطمة عن جدتها مرسلة، ولكن له شاهد عند الطبراني في ترجمة الحسن من الكبير أيضًا من طريق يحيى بن العلاء الرازي عَنْ جَعْفَرِ بْنِ محمَّد، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر مرفوعًا:"إن الله جعل ذرية كل نبيٍّ في صلبه وإنّ الله جعل ذريتي في صلب علي". ويروى أيضًا عن ابن عباس
…
وبعضها يقوي بعضًا، وقول ابن الجوزي في العلل المتناهية: إنه لا يصح ليس بجيد. اهـ.
قلت: أمّا حديث جابر رضي الله عنه فهو في معجم الطبراني الكبير (3/ 43: 2630).
قال الهيثمي في المجمع (9/ 175)، وفيه يحيى بن العلاء وهو متروك.
وقال عنه الحافظ في التقريب (595: 7618)، رمي بالوضع.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 164)، من طريق يحيى بن العلاء، وقال: صحيح. وتعقبه الذهبي بقوله: ليس بصحيح فإن فيه يحيى بن العلاء قال أحمد: كان يضع الحديث والقاسم بن أبي شيبة وهو متروك.
وأمّا حديث ابن عباس فهو في العلل لابن الجوزي (1/ 214: 338)، وقال عنه ابن الجوزي: هذا حديث لا يصح عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
ثم نقل كلامهم في المرزباني -محمَّد بن عمران- وقال بعده: ومن فوق المرزبان في الإِسناد إلى المنصور بين مجهول وبين من لا يوثق به. اهـ.
ولذا قال الشيخ محمَّد ناصر الدين الألباني في السلسلة الضعيفة (2/ 213: 801)، عن حديث جابر رضي الله عنه: وهذا موضوع آفته يحيى بن العلاء.
وعليه فقول السخاوي رحمه الله غير مُسَلّم.
وللحديث شاهد آخر رواه الطبراني في الكبير (3/ 44: 2631)، من حديث =
= عمر بن الخطاب رضي الله عنه بنحو لفظ حديث فاطمة رضي الله عنها.
قلت: وفيه محمَّد بن زكريا الغَلابي قال عنه الدارقطني: يضع الحديث.
(الميزان 4/ 470)، وفيه أيضًا بشر بن مهران قال عنه ابن أبي حاتم: ترك أبي حديثه. (الميزان 1/ 325).
فالحال أن الحديث يبقى ضعيفًا ولا يرتقي بهذه الشواهد.
قال المناوي في فيض القدير (5/ 17)، أورده ابن الجوزي في الأحاديث الواهية وقال: لا يصح فقول المصنف (يعني السيوطي): هو حسن. غير حسن. اهـ. والله أعلم.
3975 -
حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي، ثنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ، ثنا محمَّد بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يسجد فيجيء الحسن أو الحسين رضي الله عنهما، فيركب على ظهره صلى الله عليه وسلم فَيُطِيلُ السُّجُودَ، فَيُقَالُ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أطلتَ السجود؟! فيقول صلى الله عليه وسلم: "ارتحلني ابني فكرهتُ أن أُعْجِله".
(1) مسند أبي يعلى (3/ 380: 3415).
3975 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف محمَّد بن ذكوان، والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 62/ب).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 184)، رواه أبو يعلى وفيه محمَّد بن ذكوان وثقه ابن حبّان وضعَّفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح.
تخريجه:
لم أجده من حديث أنس رضي الله عنه لكن له شاهد من حديث عبد الله بن شدّاد عن أبيه رضي الله عنه أخرجه الإِمام أحمد في المسند (3/ 494 و 6/ 497)، بإسناد صحيح، ولفظه: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشي وهو حاملٌ حَسَنًا أو حسينًا فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبّر للصلاة فصلَّى فسجد بين ظَهْرَي صلاته سجدت أطالها قال أبي: فرفعت رأسي فإذا الصبيُّ على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظَهْري صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر وأنه يوحى إليك؟ قال: "كل ذلك لم يكن ولكنّ ابني ارتحلني فكرهت أن أُعْجِلَه حتى يقضي حاجته".
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 100: 12239)، وعنه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 187: 934)، ورواه النسائي في السنن الكبرى -في =
= الصلاة- كتاب التطبيق، باب هل يجوز أن تكون سجدة أطول من سجدة (1/ 243: 727).
وكذا رواه الحاكم في المستدرك (3/ 165)، وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
فعليه يكون حديث أنس رضي الله عنه صحيحًا لغيره لهذا الشاهد، والله أعلم.
3971 -
قال إسحاق (1): أخبرنا يعلي بن عبيد (2)، حدّثنا مُوسَى الْجُهَنِيُّ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَرْبَدَ النَّخَعِيِّ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ: دَخَلَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ وَأَنَا جَالِسَةٌ عِنْدَ الْبَابِ، فَاطَّلَعْتُ ورأيت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّهِ، وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْتُكَ تُقَلِّبُ شَيْئًا بِكَفِّكَ وَالصَّبِيُّ نَائِمٌ عَلَى بَطْنِكَ وَدُمُوعُكَ تَسِيلُ؟ فَقَالَ: "إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي بِالتُّرْبَةِ الَّتِي يُقْتَلُ فِيهَا، وأخبرني أن أمتك يقتلونه".
وقال: أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا إِسْمَاعِيلُ (3) بْنُ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ يُصْلِحُ اللَّهُ به فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ".
قُلْتُ: هُوَ فِي صَحِيحِ البخاري مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بكر.
(1) هذا الحديث من زيادات نسخة (ك).
(2)
في المخطوط (عبيد الله) والتصويب من كتب الرجال.
(3)
في المسند (سهل).
3971 -
تخريجه:
أخرجه إسحاق في المسند (4/ 130، 1897)، وأخرجه ابن أبي شيبة (15/ 97: 19213)، قال حدّثنا يعلى به.
وأخرجه الطبراني (3/ 109: 2820)، بإسناده من طريق ابن أبي شيبة.
كما أخرجه (3/ 108، 110)، عنها من طريق أبي وائل والمطلب بن عبد الله بن حنطب وعتبة بن عبد الله بن زمعة. =
= وأخرجه القطيعي في فضائل الصحابة لأحمد (1391)، من طريق شهر بن حوشب.
وقد ورد هذا المعنى في عدد من الأحاديث فرواه أحمد في المسند (6/ 294)، من حديث عائشة أو أم سلمة وفي الفضائل (1357)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 187): رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
ومن حديث أنس أخرجه أحمد (3/ 242)، وأبو يعلى (3402)، والطبراني (2813)، وابن حبّان (6742)، والبزار (2642)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (492)، والبيهقي فيها (6/ 469).
ومن حديث علي أخرجه أحمد (1/ 85)، والبزار (884)، وأبو يعلى (363)، والطبراني (2811)، وابن أبي شيبة (15/ 98).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 187)، ورجاله ثقات.
وعن أبي أمامة أخرجه الطبراني في الكبير (8096).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 189): ورجاله موثقون وفي بعضهم ضعف، وحسن الذهبي إسناده في سير أعلام النبلاء (3/ 289).
ومن حديث أم الفضل بنت الحارث أخرجه الحاكم (3/ 176)، وفي سنده انقطاع وضعف.
ومن حديث عائشة أخرجه الطبراني في الكبير (2814)، وفي الأوسط (7/ 170: 6312).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 188): وفي إسناد الكبير ابن لهيعة وفي إسناد الأوسط من لم أعرفه.
ومن حديث زينب بنت جحش أخرجه الطبراني (24/ 54: 141).
قال الهيثمي (9/ 188): رواه الطبراني بإسنادين وفيهما من لم أعرفه.
ومن حديث معاذ بن جبل أخرجه الطبراني (2861)، و (20/ 38). =
= قال الهيثمي في المجمع (9/ 190): وفيه مجاشع بن عمرو وهو كذاب.
ومن حديث أنس بن الحارث أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة (493)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 223: 835)، والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 30)، وفيه سعيد بن عبد الملك ضعَّفه الدارقطني.
ومن حديث أبي الطفيل ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 190)، وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن.
الحكم عليه:
رجاله ثقات إلَّا صالح بن أربد مجهول، ورواية موسى الجهني عنه فيها انقطاع كما في التاريخ الكبير (4/ 273)، لكن يشهد له طرقه الأخرى.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9/ 189)، رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات. (سعد).
32 -
باب فضل أهل (1) البيت صلوات الله (2) عليهم
3972 -
[1] قال مسدّد: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُبَيدة، عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السماء، وأهل بيتي رضي الله عنهم أمان لأمتي".
(1) أَهْلِ بَيْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اختلف فيهم:
فقيل: إنهم الذين حرّمت عليهم الصدقة وهؤلاء للعلماء فيهم ثلاثة أقوال: أحدها: أنهم بنو هاشم، وبنو المطلب، هذا مذهب الشافعي، وأحمد رحمهما الله تعالى في رواية عنه.
والثاني: أنهم بنو هاشم خاصة. وهذا مذهب أبي حنيفة ورواية عن أحمد رحمهما الله، واختيار ابن القاسم صاحب مالك.
والثالث: أنهم بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب. فيدخل فيهم بنو المطلب، وبنو أمية، وبنو نوفل، ومن فوقهم إلى بني غالب. وهو اختيار أشهب وقيل: أصبغ من المالكية.
وقيل: إنهم ذرية النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه خاصة.
وقال الحافظ في الفتح: قرابة النبي صلى الله عليه وسلم من ينسب إلى جده الأقرب وهو عبد المطلب ممن صحب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أو من رآه من ذكر وأنثى، وذكر منهم عليًا، وجعفر، وعقيلًا، وحمزة، والعباس، وأولادهم. (ينظر: جلاء الأفهام لابن القيم 109، والفتح 7/ 97).
(2)
في (عم) و (سد): "عليهم صلوات الله وسلامه"، وتقدم حكم الصلاة على غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
3972 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد؛ لضعف موسى بن عُبَيدة. =
= قال البوصيري (3/ 59/ب): رواه مسدّد وأبو بكر بن أبي شيبة، وعنه أبو يعلى، ومدار إسناد الحديث على موسى بن عُبَيدة، وهو ضعيف.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 177): رواه الطبراني وفيه موسى بن عُبَيدة الربذي وهو متروك.
تخريجه:
يأتي في الطريق الآتي.
3972 -
[2] وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، ثنا مُوسَى بْنُ عُبَيدة بِهِ.
3972 -
[3] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ بِهِ.
(1) لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع فلعله في مسنده الكبير.
3972 -
[2] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا؛ لضعف موسى بن عُبَيدة، والله أعلم ..
3972 -
[3] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد أيضًا؛ لضعف موسى بن عُبَيدة، والله أعلم.
تخريجه:
رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 538)، عن عبيد الله بن معاذ، عن موسى بن عُبَيدة، به بنحوه.
ورواه الطبراني في الكبير (7/ 22: 6260)، عن حفص بن عمر الرَّقي، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ موسى بن عُبَيدة، به بنحوه.
وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ: "النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس".
أخرجه الحاكم في المستدرك (3/ 149).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه.
قال الذهبي: قلت: بل موضوع وابن أركون ضعفوه وهذا خليد ضعفه أحمد وغيره.
وكذا له شاهد آخر من حديث علي رضي الله عنه عند الإِمام أحمد رحمه الله في فضائل الصحابة (2/ 671: 1145)، بلفظ: "النجوم أمان لأهل السماء إذا ذهبت =
= النجوم ذهب أهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض".
قلت: فيه يوسف بن نفيس ذكره الخطيب في تاريخه وسكت عنه ولم أجد من ذكره غيره. وفيه عبد الملك بن هارون بن عنترة قال عنه يحيى بن معين: كذاب.
وقال أبو حاتم: متروك ذاهب الحديث. وقال ابن حبّان: يضع الحديث. (ينظر: الميزان 3/ 380، ولسان الميزان 4/ 71).
لكن الشطر الأول من الحديث أصله في صحيح مسلم -كتاب فضائل الصحابة- باب بيان أن بقاء النبي صلى الله عليه وسلم أمان لأصحابه، وبقاء أصحابه أمان للأمة (4/ 1961: 2531)، من حديث أبي بردة عن أبيه، وفيه:"النجوم أمَنةٌ للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما تُوْعَد وأنا أمَنَةٌ لأصحابي فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمَنَةٌ لأمّتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمَّتي ما يوعدون".
3973 -
[1] حدّثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا مُفَضَّل، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حَنَشٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا ذرٍّ رضي الله عنه وَهُوَ آخِذٌ بحَلَقَة الْبَابِ (1) وَهُوَ يَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنْي، وَمَنْ أنكر أنكر، أنا أبو ذرٍّ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ دَخَلَهَا نَجَا، وَمَنْ تخلَّف عنها هلك".
(1) المراد باب الكعبة كما فسّرته الروايات الأخرى.
3973 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد؛ لضعف مُفَضَّل بن عبد الله؛ وعنعنة أبي إسحاق وهو مدلّس، والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 59/ أ): رواه أبو يعلى والبزار بإسناد ضعيف.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 171): رواه البزّار والطبراني في الثلاثة وفي إسناد البزّار الحسن ابن أبي جعفر الجفري، وفي إسناد الطبراني عبد الله بن داهر وهما متروكان.
3973 -
[2] حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هلال، أخبرني أسلم المكي، أخبرني أبو الطُّفَيل أنه رأى أبا ذر رضي الله عنه قَائِمًا عَلَى الْبَابِ وَهُوَ يُنَادِي: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تَعْرِفُونِي؟ مَنْ عَرَفَنِي فَقَدْ عَرَفَنِي، وَمَنْ لم يعرفني فأنا جُنْوَُب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وَأنا (1) أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"إنَّ مَثَل أهل بيتي فيكم مَثَلُ سفينة نوح من رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تخلَّف عَنْهَا غَرِقَ، وَإِنَّ مَثَلَ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَل بَابِ حِطَّة"(2).
[3]
أخرجه البزّار (3) من طريق الحسن ابن أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن أبي ذر رضي الله عنه، فذكر مثل حديث حنش.
(1) لم يرد لفظ: "أنا" في (عم).
(2)
وهو الذي في قول الله جل وعلا: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 58].
وهذا الباب في قول ابن عباس والضحاك ومجاهد وقتادة أنه باب يدعى باب الحطة من بيت المقدس. وقيل: أنه عني بالباب جهة من جهات القرية ومدخلًا إليها. (ينظر: تفسير الطبري 1/ 300)، تفسير الفخر الرازي (2/ 94)، تفسير ابن كثير (1/ 89).
(3)
كشف الأستار (3/ 222: 2614) بلفظ: "مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلّف عنها غرق، ومن قاتلنا في آخر الزمان كان من قاتل مع الدجّال".
وقال البزّار: لا نعلم صحابيًا رواه إلَّا أبو ذرّ، ولا له غير هذا الإِسناد، تفرّد به ابن أبي جعفر.
قلت: الحسن بن أبي جعفر الجُفْري البصري قال عنه الحافظ في التقريب (159: 1222): ضعيف الحديث مع عبادته وفضله.
وعلي بن زيد بن جدعان تقدم أنه ضعيف.
3973 -
[2] درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة عبد الكريم بن هلال، والله أعلم. =
= تخريجه:
رواه القطيعي في زياداته على الفضائل لأحمد (2/ 785: 1402)، عن العباس بن إبراهيم، عن محمَّد بن إسماعيل الأحمسي، عن مُفَضَّل، به بنحوه. وفيه:
وهو آخذ بباب الكعبة.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 150)، عن أحمد بن جعفر بن حمدان الزاهد، عن العباس بن إبراهيم القراطيسي، به بنحوه.
ورواه الحاكم أيضًا في المستدرك (2/ 343)، عن ميمون بن إسحاق الهاشمي، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن المُفَضَّل، به بنحوه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وتعقبه الذهبي في التلخيص فقال: قلت: مُفَضَّل خرج له الترمذي فقط ضعفوه.
قلت: يريد بذلك مُفَضَّل بن صالح الأسدي، وقد قال عنه الحافظ في التقريب (544: 6854)، ضعيف من الثامنة.
وتقدم أنه ليس هو بل الذي روى عن أبي إسحاق هو ابن عبد الله وهو ضعيف أيضًا كما سبق.
ورواه الطبراني في المعجم الصغير (1/ 139، 140)، عن الحسين بن أحمد ابن منصور سجَّادة البغدادي، عن عبد الله بن داهر الرازي، عن عبد الله بن عبد القدوس، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، به بنحوه. وفيه:"ومثلي باب حطة في بني إسرائيل".
وقال الطبراني لم يروه عن الأعمش إلَّا عبد القدوس.
ورواه أيضًا في الكبير (3/ 38: 2637)، به بنحو لفظ حديث أبي الطُّفَيل.
ورواه في الأوسط ما في مجمع البحرين (6/ 332: 3793)، به بنحوه.
ورواه الدولابي في الكنى (1/ 76) عن روح بن الفرج، عن يحيى بن سليمان =
= أبي سعيد الجعفي، عن عبد الكريم بن هلال، عن أسلم به لكن جعله من مسند أبي الطُّفَيل.
وقد تابع أبا الطُّفَيل سعيد بن المسيب روى حديثه:
الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 538)، عن مسلم بن إبراهيم، عن الحسن ابن أبي جعفر، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سعيد بن المسيب، عن أبي ذر رضي الله عنه بنحو لفظ البزّار المتقدم.
ورواه الطبراني في الكبير (3/ 37: 2636)، عن علي بن عبد العزيز، عن مسلم بن إبراهيم، به بنحو لفظ البزّار أيضًا.
ورواه القضاعي في مسند الشهاب (2/ 273: 1343)، عن عبد الرحمن ابن أبي العباس المالكي، عن أحمد بن إبراهيم بن جامع، عن علي بن عبد العزيز، به بنحو لفظ البزّار.
ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 222: 2614)، مناقب أهل البيت عن عمرو بن علي، عن مسلم بن إبراهيم، به، باللفظ المتقدم.
ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن الجراح بن مخلد، عن مسلم بن إبراهيم، به، باللفظ المتقدِّم.
ورواه أيضًا في نفس الموضع عن محمد بن معمر، عن مسلم بن إبراهيم، به، باللفظ المتقدم.
وتقدم بيان أن الحسن ابن أبي جعفر ضعيف الحديث.
ورواه ابن عدي في الكامل (2/ 306)، عن محمد بن عثمان بن أبي سويد، عن مسلم بن إبراهيم، به بنحوه.
ومن طريقه رواه القضاعي في مسند الشهاب (1/ 274: 1345)، عن محمد بن الحسين النيسابوري، عن القاضي أبي طاهر، عن ابن أبي سويد، به بنحوه.
ورواه أيضًا في المكان المتقدم (ح 1344)، عن أبي علي الحسن ابن خلف =
= الواسطي، عن أبي حفص عمر بن إبراهيم الكناني، عن أبي محمد بن سليمان القاضي، عن محمد بن علي الوراق، عن مسلم بن إبراهيم، به بنحوه.
ولكن يمكن أن يرتقي الحديث بمجموع هذه الطرق إلى درجة الحسن لغيره.
وله شواهد من حديث ابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وأنس، وابن الزبير رضي الله عنهم.
أما حديث ابن عباس فقد رواه أبو نعيم في الحلية (4/ 306)، والبزار كما في كشف الأستار (3/ 222: 2615)، والطبراني في الكبير (3/ 46: 2638) و (12/ 34: 12388)، والقضاعي في مسند الشهاب (2/ 273: 1342).
وفيه الحسن بن أبي جعفر وتقدم أنه ضعيف.
وأما حديث أبي سعيد الخدري فرواه الطبراني في الصغير (2/ 22)، وعزاه في المجمع (9/ 171)، للأوسط أيضًا وقال: فيه جماعة لم أعرفهم.
وأما حديث أنس فقد رواه الخطيب في تاريخ بغداد (12/ 91).
وفيه أبان بن أبي عياش قال عنه في التقريب (87: 142): متروك.
وأما حديث ابن الزبير فهو عند البزّار كما في كشف الأستار (2/ 222: 2613).
قال الهيثمي في المجمع (9/ 171): وفيه ابن لهيعة وهو ليّن.
وجملة القول أنّ حديث أبي ذرّ حسن بطرقه، والله أعلم.
3974 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا [سَهْلُ](2) بْنُ زَنْجَلَةَ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ [أُثَالِ بْنِ قرَّة](3)، عَنِ ابْنِ حَوْشَبٍ الْحَنَفِيِّ (4)، قال: حَدَّثَتْنِي أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: جَاءَتْ فَاطِمَةَ بِنْتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنها وعليها الهيبة متورِّكة (5) الحسن والحسين رضي الله عنهما فِي يَدِهَا بُرْمَةٌ (6) لِلْحَسَنِ فِيهَا سَخِينٌ (7) حَتَّى أَتَتْ بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فلما وضعتها قدَّامة قال صلى الله عليه وسلم:"أَيْنَ أَبُو حَسَنٍ"؟ قَالَتْ: فِي الْبَيْتِ. فَدَعَاهُ فجلسوا جميعًا يأكلون، قالت أم سلمة رضي الله عنها: وَمَا سَامَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَمَا أَكَلَ طَعَامًا قَطُّ وَأَنَا عِنْدَهُ إلَّا سامنيه قبل ذلك اليوم- يعني دعاني إليه (8) فلما فرغ لفهم صلى الله عليه وسلم بثوبه (9).
(1) الحديث في مسند أبي يعلى (6/ 264: 6915).
(2)
في جميع النسخ: "إسماعيل بن زنجلة"، والصحيح ما أثبت وهو ما في المسند.
(3)
في جميع النسخ: "إياس بن قرة"، والصحيح ما أثبت وهو ما في المسند وكتب التراجم.
(4)
كذا في جميع النسخ، ولم أجد من نسبه هكذا.
(5)
يقال: تورّك فلان الصبىَّ جعله على وركه معتمدًا عليها. (اللسان 3/ 333: ورك).
(6)
البرمة: القدر مطلقًا وجمعها برام وهي في الأصل المتخذة من الحجر المعروف بالحجاز واليمن. (النهاية 1/ 121).
(7)
كذا في جميع النسخ. ولعل المراد سخينة وهي الطعام الحار المتخذ من الدقيق والسمن.
وقيل: دقيق وتمر أغلظ من الحساء وأرقّ من العصيدة، وكانت قريش تكثر من أكلها. (النهاية 2/ 351).
(8)
قال في النهاية (2/ 426): هو من السّوم: التكليف. وقيل معناه عرض علي، من السوم وهو
طلب الشراء. اهـ.
(9)
تتمة الحديث في المسند لأبي يعلى: ثم قال: "اللهم عاد من عاداهم ووال من والاهم".
* أخرجه مختصرًا (10).
(10) كذا في جميع النسخ، ولعل المراد الإِمام البخاري رحمه الله فقد رواه معلقًا في التاريخ الكبير (2/ 69)، مختصرًا كما قال المصنف، وسيأتي في التخريج.
- وفي نسخة (ك) أخرجه الترمذي مختصرًا، وهو عنده (5/ 656 ح 3871). [سعد].
3974 -
درجته:
ضعيف الإِسناد لعنعنة عكرمة بن عمار وهو مدلِّس، والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 60/ أ).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 169): رواه أبو يعلى وإسناده جيد.
تخريجه:
لم أجده هكذا موصولًا، ولكن رواه البخاري في تاريخه الكبير (2/ 69، 70)،
معلقًا مختصرًا كما نبّه على هذا المصنف رحمه الله:
فرواه عن النضر بن محمَّد، عن عكرمة، عن أثال به، بلفظ أن فاطمة رضي الله عنها جاءت وهي متوركة الحسن أو الحسين آخذة بيد آخر معها برمة فيها سخينة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أين أبو حسن"؟.
فقالت: في البيت. فأرسل: إليه قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي".
قال أبو عبد الله البخاري: شهر يتكلمون فيه.
ورواه أيضًا في المكان ذاته عن النضر، عن عكرمة، عن شعيب بن أبي المنيع مقرونًا بأثال به، باللفظ المتقدم.
وشعيب هذا لم أجد من ذكره بجرح أو تعديل وإن كان قد ذكره البخاري في التاريخ الكبير (4/ 220)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (4/ 352)، وابن حبّان في الثقات (6/ 438)، فحاله كحال أثال تمامًا، وهذه الرواية معلقة أيضًا، والله أعلم.
3975 -
وقال الحارث (1): حدّثنا خَلَف بْنُ الْوَلِيدِ، ثنا الْأَشْجَعِيُّ عَنْ سُفْيَانَ قال: وبلغني أن علي بن الحسين رضي الله عنهما جَاءَهُ قَوْمٌ فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ فَقَالَ: وَيْحَكُمْ (2) مَا أَكْذَبَكُم وأَجْرَأَكُم على الله تعالى، نَحْنُ قَوْمٌ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا، وَحَسْبُنَا أَنْ نكون من صالحي قومنا.
(1) بغية الباحث (911: 994).
(2)
"ويح": كلمة تُستعمل في الترحُّم والتوجُّع، وقد يقال بمعنى المدح والتعجُّب. (ينظر: الفائق 4/ 85، النهاية 5/ 235).
3975 -
درجته:
هذا مقطوع ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأجل الانقطاع الذي بين الثورى وعلي ابن الحسين وقد سقط اثنان هما عبيد الله بن موهب، ومولى علي بن الحسين كما بينته رواية ابن عساكر. فالخبر معضل، والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 61/ب): رواه الحارث بن أبي أسامة بسند منقطع.
تخريجه:
رواه ابن عساكر في تاريخه (12/ 44)، عن أبي القاسم بن الحصين، عن أبي طالب بن غيلان، عن أبي بكر الشافعي، عن عبد الله بن ناجية، عن يوسف ابن موسى، عن أبي أسامة، عن سفيان، عن عبيد الله بن موهب، عن مولى لعلي ابن الحسين بنحوه.
فتبين بهذا أنه سقط اثنان في رواية الحارث بين سفيان وعلي بن الحسين.
ثم إن عبيد الله بن موهب قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب (372: 4314): ليس بالقوي.
ومولى علي بن الحسين لم يتبين له من هو.
ورواه ابن سعد في الطبقات الكبرى (5/ 165)، عن قبيصة بن عقبة، عن سفيان، به بنحوه. =
= ورواه ابن عساكر في الموضع المتقدم عن ابن عبد الرحمن، عن أبي علي الحداد، عن أبي نعيم الحافظ، عن عبد الله بن الحسن بن بندار، عن محمَّد ابن إسماعيل الصايغ، عن قبيصة، به بنحوه.
ورواه أيضًا في نفس المكان عن أبي علي المقرئ، عن أبي نعيم الحافظ، عن أبي محمَّد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس، عن أبي مسعود أحمد بن الفرات، عن إبراهيم، عن سفيان، به بنحوه.
ورواه أيضًا في الموضع السابق عن أبي محمَّد بن طاوس، عن أبي علي المقرئ، به بنحوه.
وذكر الذهبي في السِّير (4/ 395)، طرفًا منه.