الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
80 - مناقب ثابت بن قَيْس بن شَمَّاسٍ رضي الله عنه
4082 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، ثنا ابن [بكر](2) ثنا ابْنُ جَابِرٍ، حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَأَدْخَلَنِي رَجُلٌ عَلَى ابْنَةِ ثَابِتِ بن قيس بن شماس رضي الله عنهما فَحَدَّثَتْنِي بِقِصَّةِ ثَابِتٍ
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
…
قَالَتْ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَلْ [تَعِيشُ] (3) حَمِيدًا وتُقْتَل شَهِيدًا، ويُدْخِلُك (4) اللَّهُ الْجَنَّةَ"، فلما كان يومُ اليَمَامة (5)
(1) لم أره في مسند أبي يعلى رحمه الله المطبوع فلعله في الكبير.
(2)
في (مح) و (عم): "بكير"، والصحيح ما أثبت. والله أعلم.
(3)
في (مح): "بل يعيش"، بالياء، وما أثبت من (عم).
(4)
في (عم): "وتدخل الجنة".
(5)
اليمامة منقول عن اسم طائر يقال له: اليمام، واحدته يمامة، وهو من الحمام التي تكون في البيوت وقيل: هو البريّ منه، وقيل غير ذلك، واليمامة بلد كبير فيه قرى وحصون وعيون ونخل وكان اسمها أولًا جَوَّا وهي معدودة من نجد وكان فتحها وقتل مسيلمة الكذاب في أيام أبي بكر رضي الله عنه سنة 12 هـ، وفتحها أمير المسلمين خالد بن الوليد رضي الله عنه عنوة ثم صولحوا. واليمامة الآن من قرى الخرج في أمارة الرياض.
ينظر: معجم البلدان (5/ 505)، وما بعدها، مراصد الاطلاع (3/ 1483)، المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية (اليمامة).
خرج مع خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى مسيلمة (6) الكذاب، قال (7): فَلَمَّا لَقِيَ أَصْحَابَ (8) رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وحمل عليهم فانكشفوا قال (9): قال لسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنه: مَا هَكَذَا كُنَّا نُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ حَفَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا حُفْرَةً فَحَمَلَ عليهما القوم، فبقيا يقاتلان حتى قتلا رحمة الله عليهما، وكانت على ثابت رضي الله عنه دِرْعٌ لَهُ نَفِيسَةٌ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَأَخَذَهَا فَبَيْنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَائِمٌ إذ أتاه ثابت بن قيس رضي الله عنه فِي مَنَامِهِ فَقَالَ: إِنِّي أُوصيك بِوَصِيَّةٍ، إِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلُمٌ (10) فَتُضَيِّعَه، إِنِّي لَمَّا قُتِلْتُ أَمْسِ مَرَّ بِي رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينِ فَأَخَذَ دِرْعيِ، ومَنْزِلُه فِي أَقْصَى العَسْكَر وَعِنْدَ خِبَائِه فَرَسٌ يسْتَنُّ (11) فِي طِوَلهِ وَقَدْ كَفَأَ عَلَى الدِّرع بُرْمَةً وَجَعَلَ فَوْقَ البُرْمَة رَحْلًا (12)،
(6) مسيلمة الكذاب هو: مسيلمة بن حبيب من حنيفة بن لجيم ويكنى أبا ثمامة، ادّعى النبوة في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكان مقتله باليمامة في حروب الردة زمن أبي بكر رضي الله عنه، وكان الذي قتله وحشي رضي الله عنه ولا عقب له.
ينظر: تاريخ خليفة (93، 98، 107)، فما بعدها، المعارف (229)، تاريخ الطبري (2/ 275)، الكامل لابن الأثير (2/ 203)، البداية والنهاية (6/ 328).
(7)
في (عم): "قال فلقي".
(8)
في (عم): "أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم".
(9)
في (عم): "قالت: فقال".
(10)
الرؤيا والحُلُم عبارة عمّا يراه النائم في نومه من الأشياء لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن وغلب الحُلُم على ما يراه من الشر والقبيح، ومنه قوله تعالى:{أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ} ويستعمل كل واحد منهما موضع الآخر وتضمّ لام الحُلُم وتسكن. (ينظر النهاية (1/ 434).
(11)
استنّ الفرس عدا لمرحه ونشاطه شوطًا أو شوطين ولا راكب عليه والطِّوَل الحبل الطويل يشُدّ أحد طرفيه في وتد أو غيره والطرف الآخر في يد الفرس ليدور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه.
(ينظر: النهاية 2/ 410، 3/ 145).
(12)
الرَّحْل مركبٌ للبعير. والبرمة سبق بيانها. (القاموس المحيط 3/ 394 ر ح ل).
فأتِ خالدَ بن الوليد رضي الله عنه فَمُره أَنْ يَبْعَثَ إِلَى دِرْعِي فَيَأْخُذَهَا، فَإِذَا قدمتَ عَلَى خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبِرْهُ أَنَّ علىَّ مِنَ الدَّيْنِ كذا وكذا، ولي من الدين كذا وكذا، وفلان رَقِيقِي عَتِيقٌ، وَفُلَانٌ. وَإِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ: هَذَا حُلُم فتضيِّعَهُ فَأَتَى الرَّجُلُ خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ رضي الله عنه فَأَخْبَرَهُ فَبَعَثَ إليَّ الدِّرْعِ فَنَظَرَ إِلَى خِبَاءٍ فِي أَقْصَى الْعَسْكَرِ فَإِذَا عِنْدَهُ فَرَسٌ يستَنُّ فِي طِوَلِه فَنَظَرَ فِي الْخِبَاءِ فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ أَحَدٌ فَدَخَلُوا وَرَفَعُوا الرَّحْلَ وَإِذَا تَحْتَهُ بُرْمَةً فَرَفَعُوهَا فَإِذَا الدِّرع تَحْتَهَا فَأُتِيَ بِهِ خالد بن الوليد رضي الله عنه فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ حدَّث الرجلُ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه بِرُؤْيَاهُ فَأَجَازَ وَصِيَّته بَعْدَ مَوْتِهِ فَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ جُوِّزت وصيَّتُه بَعْدَ مَوْتِهِ غير ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه.
4082 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة ابنة ثابت بن قيس.
قال البوصيري: أصله في صحيح البخاري والترمذي من حديث أنس.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 325)، رواه الطبراني وبنت ثابت بن قيس لم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح، والظاهر أن بنت ثابت بن قيس صحابية فإنها قالت: سمعت أبي.
قلت: قولها: سمعت أبي، لا يدل على كونها صحابية؛ لأن التابعي قد يقول ذلك. والله أعلم.
تخريجه:
رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (6/ 170: 3399)، عن هشام بن عمار، عن صدقة بن خالد، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ به، مقتصرًا على ذكر أوله إلى أن قال: فقال صلى الله عليه وسلم: "لَسْتَ مِنْهُمْ بَلْ تَعِيشُ حَمِيدًا وَتُقْتَلُ شَهِيدًا ويدخلك الله =
= الجنة" فلما كان الْيَمَامَةِ خَرَجَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ إِلَى مسيلمة
…
فذكر الحديث.
ورواه من طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (خ 3/ 393/ ب)، عن عبد الله بن محمَّد، عن ابن أبي عاصم به، مقتصرًا على ذكر أول الخبر.
ومن طريق أبي نعيم ذكره ابن الأثير في أسد الغابة (7/ 415)، عن أبي موسى، عن أبي نعيم به، بنحوه وعزاه لأبي نعيم وأبي موسى.
وأورده ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 195)، من طريق هشام بن عمار به، بنحوه.
ورواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 241: 314)، عن محمَّد بن مصفى، عن الوليد بن مسلم، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ به، وذكر أنه وسالمًا مولى أبي حذيفة حفرا لنفسيهما يوم اليمامة فقاتلا مقتصرًا على ذلك.
ورواه أيضًا في الآحاد والمثاني (3/ 461: 1921)، عن محمَّد بن مصفَّى به، ولفظه قالت: سمعت أبي يقول لما أنزل الله تعالى على رسوله عليه الصلاة والسلام: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [لقمان: 18]، اشتدت على ثابت وغلقَّ بابه وطفق يبكي فأُخبر رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فسأله فأخبره مما كَبُر عليه منها فقال: أنا رجل أحب الجمال وأحب أن أسود قومي، قال صلى الله عليه وسلم:"إنك لَسْتَ مِنْهُمْ بَلْ تَعِيشُ بِخَيْرٍ وَتَمُوتُ بِخَيْرٍ ويدخلك الله عز وجل الجنة". قالت: فلما أنزل الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وسلم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 1، 2]، فعمل مثل ذلك فأُخبر النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كَبُر عليه منها فإنه جهير الصوت وإنه يتخوف أن يكون ممن حبط عمله فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إنك لست منهم بل تعيش بخير وتقتل شهيدًا ويُدخلك الله عز وجل الجنة"
…
فذكر بقية الخبر في مسيره إلى اليمامة ومقتله ووصية بنحو ما تقدم. =
= ورواه ابن أبي عاصم أيضًا في كتاب الجهاد (2/ 560: 225)، عن ابن مصفى به بنحوه.
ورواه الطبراني في الكبير (2/ 70: 1320)، عن أحمد بن المعلى، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر به، بنحوه مطولًا.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 235)، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن بحر بن نصر الخولاني، عن بشر بن بكر، عن ابن جابر به، بنحوه مطولًا أيضًا.
وسكت عليه الحاكم وكذا الذهبي.
ورواه البيهقي في دلائل النبوة (6/ 356)، عن أبي عبد الله الحافظ، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن العباس بن الوليد بن فريد البيروتي، عن أبيه، عن ابن جابر به، بنحوه مطولًا.
وأصل هذا الحديث في الصحيح كما تقدم في كلام البوصيري من حديث أنس رضي الله عنه.
رواه البخاري في صحيحه في كتاب الأنبياء -باب علامات النبوة في الإسلام- البخاري مع الفتح (6/ 717: 3613)، ولفظه: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه. فأتاه فوجده جالسًا في بيته منكسًا رأسه فقال: ما شأنك؟ فقال: شرٌّ، كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل الأرض. فأتى الرجلُ فأخبره أنه قال كذا وكذا. فقال موسى بن أنس: فرجع المرّة الآخرة ببشارة عظيمة فقال: اذهب إليه فقل له: إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة".
ورواه أيضًا في كتاب التفسير -تفسير الحجرات- البخاري مع الفتح (8/ 454: 4846)، بنحوه.
ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الأيمان (110: 119)، بلفظ مقارب فيه أن الذي أتاه فسأله هو جاره سعد بن معاذ رضي الله عنه، وفي رواية قال في آخره: " فكنّا =
= نراه يمشي بين أظهرنا رجلٌ من أهل الجنّة".
وقد رواه الطبراني في الكبير (2/ 65: 1307)، عن أنس رضي الله عنه بلفظ أن ثابت بن قيس جاء يوم اليمامة وقد تحنط ونشر أكفانه فقال: اللهم إني أبرأ إليك مما جاء به هؤلاء وأعتذر مما صنع هؤلاء فقتل وكانت له درع فسرقت فرآه رجل فيما يرى النائم فقال: إنّ درعي في قدر تحت الكانون في مكان كذا وكذا وأوصاه بوصايا فطلبوا الدرع فوجدوها وأنفذوا الوصايا.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 326)، ورجاله رجال الصحيح.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 235)، بنحوه. وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وأقره الذهبي.
وعليه فإن حديث بنت ثابت بن قيس رضي الله عنه يرتقي إلى درجة الصحيح لغيره. والله أعلم.