المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌47 - فضل أبي هريرة رضي الله عنه - المطالب العالية محققا - جـ ١٦

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌29 - مناقب عثمان رضي الله عنه

- ‌30 - باب فضائل علي رضي الله عنه

- ‌33 - باب: فضل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌34 - فضل الزُّبَير رضي الله عنه

- ‌35 - فضل طلحة رضي الله عنه

- ‌36 - فضل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌38 - بَابُ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم

- ‌39 - باب فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه

- ‌40 - باب فضل أبي موسى رضي الله عنه

- ‌41 - ذكر خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌42 - باب فضل سلمان رضي الله عنه

- ‌45 - فضل صَفْوَانَ بن المُعَطِّل رضي الله عنه

- ‌46 - فضل خُزَيْمَةُ بن ثَابِتٍ رضي الله عنه

- ‌47 - فضل أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه

- ‌49 - فضل أبي طلحة رضي الله عنه

- ‌50 - فضل سعد بن مُعَاذٍ رضي الله عنه

- ‌51 - فضل أبي بَرْزَة رضي الله عنه

- ‌52 - فضل عامر بن الأكوع رضي الله عنه

- ‌53 - فضل صُهَيبٍ رضي الله عنه

- ‌54 - فضل النَّابِغَة الجَعْدِيّ رضي الله عنه

- ‌56 - فضل ابن أُمِّ مَكْتُوم رضي الله عنه

- ‌58 - فَضْلُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَزَيْدِ بْنِ حارثة رضوان الله عليهما

- ‌59 - فضل أبي أمامة رضي الله عنه

- ‌61 - فَضْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طالب رضي الله عنهما

- ‌62 - فضل أبي الدَّحْدَاح رضي الله عنه

- ‌63 - فضل أبي سفيان صَخْر بن حَرْب رضي الله عنه

- ‌64 - فضل عمرو بن العاص رضي الله عنه

- ‌67 - فضل معاوية رضي الله عنه

- ‌68 - فضل بَشِير بن الخَصَاصِيَه رضي الله عنه

- ‌69 - فضل عَمْرو بن الحَمِق الخُزَاعِيّ رضي الله عنه

- ‌70 - فضل عَقِيْل بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌71 - فضل عُرْوة بن مَسْعود الثقَفِي رضي الله عنه

- ‌72 - فضل عَمْرو بن حُرَيْثٍ رضي الله عنه

- ‌73 - فضل حُذَيْفَة رضي الله عنه

- ‌74 - فضل رَافع بن خَدِيْجٍ رضي الله عنه

- ‌75 - فضل أَنسٍ رضي الله عنه

- ‌76 - فضل سَفِيْنَة رضي الله عنه

- ‌77 - فضل ابن مسعود رضي الله عنه

- ‌80 - مناقب ثابت بن قَيْس بن شَمَّاسٍ رضي الله عنه

- ‌81 - مناقبَ عبد الله بن سَلَامٍ رضي الله عنه

- ‌84 - فضل البَرَاء بن مالك رضي الله عنه

- ‌85 - بَابُ: أَخْبَارِ عَبْدِ خَيْرٍ

- ‌86 - بَابُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ

- ‌87 - بَابُ: أَخْبَارِ أَبِي عُثْمَان النَّهْدِي

- ‌88 - فَضْلِ الأَشَجّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ وَاسْمُهُ المُنْذِر

- ‌89 - أخبار أبي عِنَبَة الخَوْلَانِي رحمة الله عليه

- ‌90 - أخبار عبد الله بن أنَيسٍ رحمه الله

- ‌91 - أخبار مَسْلَمَةَ بن مُخَلَّد رحمه الله

- ‌92 - أخبار زُرَيب بن ثَرْمَلَا

- ‌94 - فضل خَدِيجةَ أُمِّ المؤمنين رضي الله عنها

- ‌95 - فضل عَائِشَة رضي الله عنها

- ‌96 - فضل أُمِّ وَرَقَة رضي الله عنها

- ‌97 - فضل جَمْرةَ اليَربُوعِيَّة الحَنْظَلِيّه رضي الله عنها

- ‌98 - فضل زَيْنَبَ بنت جَحْشٍ رضي الله عنها

- ‌99 - فَضْلُ مَيْمُونَة رضي الله عنها

- ‌100 - فضل صَفِيَّة بنتِ عبد المطلب رضي الله عنها

- ‌101 - باب سودة

- ‌102 - ذِكرُ أُمِّ سَلَمة رضي الله عنها

- ‌103 - ذكر حَفْصَة رضي الله عنها

- ‌104 - ذكر صَفِيَّه بِنْتِ حُيَيٍّ رضي الله عنها

- ‌105 - ذكر أُمِّ أَيْمَن رضي الله عنها

- ‌107 - ذِكْرِ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ

- ‌108 - بَابُ أُمِّ هَانِئٍ

- ‌109 - ذكر أُمِّ مالك الأنصارية رضي الله عنها

- ‌111 - عدم قيام بني هاشم لأحد

الفصل: ‌47 - فضل أبي هريرة رضي الله عنه

‌47 - فضل أبي هُرَيرةَ رضي الله عنه

4021 -

قَالَ أَحْمَدُ فِي الزُّهْدِ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَة قَالَ: قَالَ أبو هريرة رضي الله عنه: إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ عز وجل وَأَتُوبُ إِلَيْهِ كُلَّ يَوْمٍ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ مَرَّةَ، وَذَلِكَ على قدر ديته، أو قال: ديتي.

ص: 345

4021 -

درجته:

هذا الموقوف صحيح بهذا الإِسناد، والله أعلم.

ص: 345

تخريجه:

رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 383)، عن أبي بكر بن مالك، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه به، بلفظه.

ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي بكر بن مالك، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن إبراهيم بن زياد، عن إسماعيل بن علية به، بلفظه.

وأخرجه ابن سعد كما قال الحافظ ابن حجر في الإصابة (4/ 207)، عن عكرمة بسند صحيح.

قلت: وأخرجه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (19/ 241)، عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن الحسن بن علي، عن أبي عمر بن حيويه، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن ابن سعد، عن المعلي بن أسد، عن عبد العزيز بن المختار، عن خالد بن مهران، عن عكرمة، بنحوه.

ص: 345

48 -

فضل زَيد بن عمرو بن نُفَيل وَوَرَقَةَ (1) رحمهما الله

4022 -

قال الطَّيَالِسِيّ (2): حدّثنا المَسْعُودِيُّ عَنْ نُفَيْل (3) بْنِ هِشَامِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْل العَدَويُّ -عَدَوِيُّ قُرَيْشٍ- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: إِنَّ زَيْدَ بْنَ عَمْرٍو وَوَرَقَةَ بْنَ نَوْفَلٍ خَرَجَا يَلْتَمِسَانِ الدِّين حَتَّى انْتَهَيَا إِلَى رَاهِبٍ بالمَوْصل (4) فَقَالَ لِزَيْدِ بْنِ عَمْرٍو: مِنْ أَيْنَ أَقْبَلْتَ يَا صَاحِبَ الْبَعِيرِ؟ قَالَ: مِنْ بَنِيَّةِ (5) إِبْرَاهِيمَ. قَالَ: فَمَا تَلْتَمِسُ (6)؟ قَالَ: أَلْتَمِسُ الدِّين. قَالَ: ارْجِعْ، فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَظْهَرَ الَّذِي تَطْلُبُ فِي أَرْضِكَ، فَأَمَّا وَرَقَةُ فَتَنَصَّر، وَأَمَّا أَنَا فَعُرِضَتْ عليَّ النَصرانية فَلَمْ تُوَافِقْنِي، فَرَجَعَ وهو

(1) في (عم): "وورقة بن نوفل رضي الله عنهما".

(2)

مسند الطيالسي (32: 234).

(3)

في (عم): "فقيل" بالقاف، وهو خطأ.

(4)

وهي المدينة المشهورة المعروفة باب العراق ومفتاح خراسان؛ وسميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق، وقيل: وصلت بين دجلة والفرات، وقيل غير ذلك. والله أعلم. (ينظر: معجم البلدان 5/ 258)، ومراصد الاطلاع (3/ 1333).

(5)

بنية إبراهيم عليه السلام هي الكعبة؛ لأنه بناها، وفي بعض المصادر بيت إبراهيم. والله أعلم. (ينظر: النهاية 1/ 158).

(6)

في (عم): "وما تلتمس".

ص: 346

يقول: لبيك حقًا حقًّا، تعبدًا وَرِقًّا، البِرَّ أَبْغِي لَا الخَالَ (7) وَهَلْ تَرَى (8)[مُهَجِّرًا]، (9) كَمَنْ قَالَ: آمَنْتُ بِمَا آمَنَ بِهِ إِبْرَاهِيمُ ثم يقول:

أبغي لَكَ [اللَّهُمَّ](10) عَانٍ رَاغِمُ

مَهْمَا تُجَشِّمْنِي فَإِنِّي جَاشِمُ (11)

ثُمَّ يَخِرُّ فَيَسْجُدُ.

قَالَ (12): وَجَاءَ ابْنَهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَبِي كَانَ كَمَا رأيت وكما بلغك أفأستغفر له؟ قال صلى الله عليه وسلم:"نَعَمْ فَإِنَّهُ يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمة (13) وَحْدَهُ".

وَأَتَى زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَعَهُ زَيْدُ بْنُ حارثة رضي الله عنه (14) وَهُمَا يَأْكُلَانِ مِنْ سُفْرَةٍ (15) لَهُمَا، فَدَعَوَاهُ لِطَعَامِهِمَا. فقال زيد بن

(7) يقال: خال الرجل يخول واختال يختال إذا تكبّر وهو ذو مخيلة. (النهاية 2/ 89).

(8)

في (عم): "يرى بالباء".

(9)

في الأصل: مُجْهرًا، والصحيح ما أثبت وهو ما في (عم) والمعنى: من سار في الهاجرة كمن أقام في القائلة (النهاية 5/ 246).

(10)

الزيادة من مسند الطيالسي وغيره.

(11)

يقال: جَشِمتُ الأمر بالكسر وتَجَشَّمْتُهُ إذا تكلَّفتُه وجَشَّمتُه غيري بالتشديد وأجْشَمْتُه وإذا كلفته إياه. والمعنى: أني لك خاضع متذلل أتكلف مما تكلفني به وأتحمله وإن كان شاقًا. (ينظر: النهاية 1/ 274).

(12)

وهذا وما بعده موصول بالإِسناد نفسه.

(13)

في (عم): "آمن".

(14)

في (عم): "عنهما".

(15)

السُّفرة: طعام يتَّخذه المسافر، يحمل كثيرًا في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به. (النهاية 2/ 373).

ص: 347

عَمْرٍو لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّا لا نأكل ما ذبح (16) على النصب (17).

(16) في (عم): "مايذبح".

(17)

هذه الزيادة منكرة؛ لأنها تخالف ما علم بالضرورة من حال نبيِّنا من أنه لم يذبح ولم يأكل مما ذبح على النصب لا قبل ذلك اليوم ولا بعده، والحمل فيها على نفيل بن هشام وأبيه؛ لأن المسعودي وإن كان قد اختلط فبعض من روى عنه هذا الحديث، روى قبل الاختلاط وليت الشيخ أحمد شاكر رحمه الله عندما صحح هذا الحديث نَبَّهَ على أن هذه الزيادة منكرة؛ لأن حديث ابن عمر الذي أشار إليه وإن كان يشهد لها في العموم لكن ليس فيه التصريح بكون النبي صلى الله عليه وسلم أكل مما ذبح على النصب بخلاف ما هنا. (وانظر: التخريج).

ص: 348

4022 -

درجته:

أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد لحال نفيل بن هشام بن سعيد وأبيه، والله أعلم.

ص: 348

تخريجه:

رواه من طريق الطيالسي البزّار -كشف الأستار (3/ 282: 2753) - عن محمَّد بن يحيى القطيعي، عن أبي داود الطيالسي به، مختصرًا.

وقال البزّار: لا نعلمه يروى عن سعيد بن زيد إلَّا بهذا الإِسناد. وروى أيضًا الزيادة التي في آخره، كشف الأستار (3/ 282: 2754)، عن عمرو بن علي، عن أبي داود الطيالسي به، وزاد في آخرها: فما رُئِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذَلِكَ اليوم يأكل مما ذبح على النصب.

ورواها البزّار أيضًا، كما في الكشف (3/ 282: 2754)، عن محمَّد بن المثنى، عن عبد الله بن رجاء، عن المسعودي به، بلفظها المتقدم.

ورواه البيهقي في الدلائل (2/ 123)، عن أبي بكر محمَّد بن الحسن بن فورك، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس، عَنْ يُونُسَ بْنِ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الطيالسي به، بنحوه ولم يذكر الزيادة التي في آخره.

ورواه أيضًا من طريقه ابن عساكر في التاريخ (6/ 667)، عن أبي علي الحداد، =

ص: 348

= عن أبي نعيم، عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ فارس به، بنحوه.

ورواه أيضًا في الموضع المتقدم، عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن يوسف بن الحسن بن محمَّد، عن أبي نعيم به، بنحوه.

ورواه الإِمام أحمد في المسند (أحمد شاكر 3/ 1646: 1648)، عن يزيد بن هارون، عن المسعودي به، مختصرًا وذكر الزيادة التي في آخره.

وقال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده صحيح

وإنما صححنا الحديث مع هذا؛ لأنه ثبت معناه من حديث ابن عمر بإسناد صحيح.

قلت: والحديث الذي أشار إليه أخرجه البخاري في الصحيح -كتاب مناقب الأنصار، باب حديث زيد بن عمرو بن نفيل- البخاري مع الفتح (7/ 176: 3826)، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بَلْدَح [وهو وادٍ قبل مكة من جهة المغرب. مراصد الاطلاع (1/ 217)]. قبل أن ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي فقدّمت إلى النبي صلى الله عليه وسلم سفرة فأبى أن يكل منها، ثم قال زيد: إني لستُ آكل مما تذبحون على أنصابكم ولا آكل إلَّا ما ذكر اسم الله عليه، وأنّ زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم

الحديث.

ورواه أيضًا في كتاب الذبائح والصيد -باب ما ذبح على النصب والأصنام- البخاري مع الفتح (9/ 545: 5499)، لكن وقع بلفظ: "فقدّم إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سفرة لحم فأبى أن يأكل منها، ثم قال:

إلخ". وهو عند الإِمام أحمد. (المسند ت أحمد شاكر 7/ 5366: 5369).

وقد جمع ابن المنير بين هذا الاختلاف بأن القوم الذين كانوا هناك قدموا السفرة للنبي صلى الله عليه وسلم فقدمها لزيد فقال زيد مخاطبًا لأولئك القوم ما قال.

وقال ابن بطال: كانت السفرة لقريش قدموها للنبي صلى الله عليه وسلم فأبى أن يأكل منها فقدمها النبي صلى الله عليه وسلم لزيد بن عمرو فأبى أن يأكل منها، وقال مخاطبًا لقريش الذين قدموها أولًا:"إنا لا نأكل مما ذبح على أنصابكم". =

ص: 349

= قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وما قاله محتمل لكن لا أدري من أين له الجزم بذلك فإني لم أفف عليه في رواية أحد.

ونقل عن الخطابي أنه قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لا يأكل مما يذبحون عليها -يعني النصب- للأصنام ويأكل ما عدا ذلك وإن كانوا لا يذكرون اسم الله عليه؛ لأن الشرع لم يكن نزل بعد، بل لم ينزل الشرع بمنع أكل ما لم يذكر اسم الله عليه إلَّا بعد المبعث بمدة طويلة.

قال الحافظ رحمه الله: وهذا الجواب أولى مما ارتكبه ابن بطال، وعلى تقدير أن يكون زيد بن حارثة ذبح على الحجر المذكور فإنما يحمل على أنه إنما ذبح عليه لغير الأصنام. اهـ. (ينظر: الفتح الموضعان المتقدمان).

قلت: وليس في الحديثين تصريح بأن النبي صلى الله عليه وسلم أكل مما ذبح على النصب سواء كان للأصنام أو لغيرها بخلاف الحديث الذي معنا فإنه يصرح بذلك، ولعل هذا من تصرف بعض الرواة، وتقدم أن الحمل فيه على نفيل بن هشام وأبيه.

نعم هذا الحديث يشهد لكون زيد لم يأكل مما ذبح على النصب لكنه لا يفيد ما أفاده هذا من أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل مما ذبح على النصب، والله أعلم.

وروى طرفه الأخير ابن عساكر في التاريخ (6/ 672)، عن أبي القاسم بن الحصين، عن أبي علي بن المذهب، عن أحمد بن جعفر، عن عبد الله بن أحمد، عن أبيه، عن يزيد بن هارون، عن المسعودي به، بلفظ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بمكة هو وزيد بن حارثة، فمرّ بهما زيد بن عمرو بن نفيل فدعواه إلى سفرة لهما فقال: يا ابن أخي إني لا آكل مما ذبح على النصب قال: فما رآني رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ ذلك آكل شيئًا مما ذبح على النصب

ثم ذكر بقية الحديث".

ورواه الطبراني في الكبير (1/ 151: 350)، عن علي بن عبد العزيز، عن عبد الله بن رجاء، عن المسعودي به، بنحوه.

وروى آخره الحاكم في المستدرك (3/ 439)، عن أبي العباس، محمَّد بن =

ص: 350

= يعقوب، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن المسعودي به، فذكر سؤال سعيد بن زيد للنبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لأبيه قال:"نعم فاستغفر له، وقال: فإنه يجيىء يوم القيامة أمة واحدة" ثم قال: فكان فيما ذكروا يطلب الدين ومات وهو في طلبه.

وروى بعضه ابن عساكر في التاريخ (6/ 672)، عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي الحسين بن النقور، عن أبي طاهر المخلص، عن رضوان بن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن المسعودي به، بلفظ: أن سعيد بن زيد سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن أبيه زيد بن عمرو

فذكره بنحو لفظ الحاكم.

وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه يبعث يوم القيامة أُمة وحده" يشهد له ما بعده فهو حسن. والله أعلم.

ص: 351

4023 -

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونس، ثنا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ مْجَالدٍ، عن الشَّعْبِييِّ عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قَالَ: سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيل، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم "يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمة وَحْدَهُ بَيْنِي وَبَيْنَ عيسى عليه السلام". وسئل صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل قال:"أبصرته في بُطْنَانِ (2) الجنة عليه سُنْدُس".

* إِسْمَاعِيلُ هُوَ ابْنُ مُجَالِدٍ وَقَدْ تَابَعَهُ يَحْيَى [بْنُ](3) سَعِيدٍ الأُموي.

* أَخْرَجَهُ الْبَزَّارُ (4)، وَتَفَرَّدَ بِهِ مجالد وفيه ضعف.

(1) مسند أبي يعلى (2/ 399: 2043)، لكنه ذكر أوله إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عن أبي طالب هل تنفعه نبوَّتُك؟ قال:"نعم أخرجته من غَمْرَة جهنم إلى ضحضاح منها وسئل عن خديجة رضي الله عنها؛ لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن فقال: "أبصرتها على نهر من أنهار الجنة في بيت قصب لا صخب فيه ولا نَصَب". ثم ذكر بقية الحديث كما هنا.

(2)

البُطْنَان قيل: جمع بطن، وقيل: أصل الشيء أو وسطه. (النهاية 1/ 137).

(3)

سقط لفظ: "ابن" من (مح)، وقد أثبته من نسخة (عم).

(4)

كشف الأستار (3/ 281) -باب في ورقة وغيره- (2752)، عن سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبيه يحيى، عن مجالد به، بنحوه لكن زاد في السؤال عن ورقة: وقيل: يا رسول الله كان يستقبل القبلة ويقول: إلهي إله زيد وديني دين زيد وكان يتوجه ويقول:

رشدتَ فأنعمت ابن عمرو فإنما

تَجَنَّبْتَ تنّورًا من النار حاميًا

بدينك دينًا ليس دين كمثله

وتركك جنات الجبال كما هيا

وزاد في آخره: وسئل عن خديجة رضي الله عنها فقال: رأيتها على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب لا تعب فيه ولا نصب فيه.

وقال البزّار: لا نعلمه رواه بهذا الإِسناد إلَّا يحيى وإسماعيل.

ص: 352

4023 -

درجته:

ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن مجالد بن سعيد ضعيف لكنه حسن مما قبله وما بعده. =

ص: 352

= قال البوصيري (3/ 74/ أ)، رواه أبو يعلى والبزار ومدار إسناديهما على مجالد وهو ضعيف.

وقال الهيثمي في المجمع (3/ 419)، رواه أبو يعلى وفيه مجالد، وهذا مما مدح من حديث مجالد وبقية رجاله رجال الصحيح.

وقال في رواية البزّار التي أشار إليها المصنف رحمه الله: رجاله رجال الصحيح غير مجالد وقد وثق، وهذا من جيد حديثه وضعفه الجمهور.

ص: 353

تخريجه:

رواه ابن عدي في الكامل (1/ 319)، عن محمَّد بن إبراهيم بن ميمون السراج، عن سريج بن يونس به، بلفظ أبي يعلى.

ورواه ابن عساكر في التاريخ (6/ 673)، عن أبي البركات الأنماطي، عن أبي الفضل بن خيرون، عن عبد الملك بن محمَّد بن أحمد الصواف، عن محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن يوسف بن يعقوب الصفّار، عن يحيى بن سعيد الأُموي، عن مجالد به، مقتصرًا على ذكر زيد بن عمرو فقط.

وعزاه الحافظ في الإصابة (3/ 598)، لابن السكن من طريق يحيى بن سعيد، عن مجالد بلفظ:"رأيت ورقة على نهر من أنهار الجنة".

وقال أيضًا: أخرجه محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة في تاريخه من هذا الوجه.

ص: 353

4024 -

وقال أبو يعلى (1): حدّثنا محمَّد بْنُ بَشَّار، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِي أَمْلَاهُ عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ، ثنا محمَّد بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ وَيَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ، عَنْ أُسامة بْنِ زَيْدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا حَارًّا مِنْ أَيَّامِ مَكَّةَ وَهُوَ مُرْدِفِي (2) إِلَى نُصُبٍ مِنَ الأَنْصَاب، وَقَدْ ذَبَحْنَا لَهُ شَاةً فَأَنْضَجْنَاهَا (3) قَالَ: فَلَقِيَهُ زَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ، فَحَيَّا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ تَحِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"يَا زيد: مالي أَرَى قَوْمَكَ قَدْ [شَنِفُوا] (4) لَكَ؟ " قَالَ: وَاللَّهِ يا محمَّد إن ذلك لغير نايلة (5) لِي مِنْهُمُ وَلَكِنِّي خَرَجْتُ أَبْتَغِي هَذَا الدِّينَ حَتَّى أَقْدَمَ عَلَى أَحْبَارِ فَدَك (6)، فَوَجَدْتُهُمْ يَعْبُدُونَ الله تعالى ويشركون به فقلت: ما هذا (7) بالذي أَبْتَغِي.

فَقَالَ شَيْخٌ مِنْهُمْ: إِنَّكَ لَتَسْأَلُ عَنْ دِينٍ مَا نَعْلَمُ أَنَّ أَحَدًا يَعْبُدُ اللَّهَ به

(1) مسند أبي يعلى (6/ 372: 7177).

(2)

في (عم): "وهو يردفني".

(3)

في (عم): "فأنخناها"، وهذه الزيادة مع ما يأتي مما يفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم ذبح للأنصاب أوأكل مما ذبح للأنصاب زيادة منكرة كما تقدم التنبيه على ذلك في الحديثين السابقين، والله أعلم.

(4)

في (مح) و (سد): "شفعوا"، ولا مكان له، وما أثبت هو ما في المراجع الأُخرى، والمعنى: أبغضوك، يقال: شَنِفَ له شَنَفًا إذا أبغضه. (النهاية 2/ 505).

(5)

يقال: نال ينال نيلًا إذا أصاب فهو نائلٌ، والمعنى: أنهم لم يصبهم مني شيء يكرهونه وفي بعض المصادر "نائرة" بالنون وفي بعضها "ثائرة" بالثاء. (ينظر: اللسان 11/ 685 ن ي ل).

(6)

فَدَك بالتحريك قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل: ثلاثة، أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع صلحًا، وفي أمرها بعد النبي صلى الله عليه وسلم اختلاف كثير، والله أعلم. (معجم البلدان 4/ 270).

(7)

في (عم): "ما هذا بالدين الذي أبغي".

ص: 354

تعالى إلَّا شَيْخًا بِالْحِيرَةِ (8)، فَخَرَجْتُ حَتَّى أَقْدُمَ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: مِمَّنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: مِنْ أهل بيت الله، ومن أهل الشرك وَالْقَرَظِ، فَقَالَ: إِنَّ الَّذِي تَطْلُبُ قَدْ ظَهَرَ بِبِلَادِكَ قَدْ بُعِث نبيٌّ قَدْ طَلَعَ نجمُه وَجَمِيعُ مَنْ رَأَيْتُهُمْ فِي ضَلَالٍ. فَلَمْ أُحِسَّ بِشَيْءٍ بعدُ يَا مُحَمَّدُ.

قَالَ: فقرَّب إِلَيْهِ السُّفْرَةَ فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ شَاةٌ ذَبَحْنَاهَا لنصب من الأنصاب. فقال (9) صلى الله عليه وسلم: "مَا كُنْتُ لِآكُلَ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ الله عليه".

قال زيد بن حارثة رضي الله عنه: فَأَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْبَيْتَ فَطَافَ بِهِ وَأَنَا مَعَهُ وَبِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَكَانَ عِنْدَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ صَنَمَانِ مِنْ نُحَاسٍ أَحَدُهُمَا يُقَالُ لَهُ: يَسَافٌ (10)، وَالْآخَرُ يُقَالُ لَهُ: نَائِلَةُ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ إِذَا طَافُوا تَمَسَّحُوا بِهِمَا فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تمسحنهما فإنهما رجس"، فقلت في نفسي: لأمسحنهما (11)، حَتَّى أَنْظُرَ مَا يَقُولُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فمسحتهما فقال صلى الله عليه وسلم:"يا زيد ألم تُنْهَ"؟.

وَمَاتَ (12) زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو وأُنْزِل عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لِزَيْدٍ: "إِنَّهُ يُبْعَثُ أُمَّةً وحْدَه".

(8) الحِيْرَة -بالكسر ثم السكون وراء- مدينة كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على موضع يقال له: النّجَف زعموا أن بحر فارس كان يتصل به كانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية من زمن نضر، ثم من لخم النعمان وآبائه. (معجم البلدان 2/ 376).

(9)

في المسند بدون قوله صلى الله عليه وسلم. وهذا يفيد أن زيد بن عمرو هو القائل بخلاف هذا.

(10)

إساف ونائلة هما صنمان تزعم العرب أنهما كانا رجلًا وامرأة زنيا في الكعبة فمُسِخا. (النهاية 1/ 49).

(11)

في (عم): "لأمسنّهما"، وكذا ما في المسند لأبي يعلى.

(12)

في (عم): "قال: ومات

" الخ.

ص: 355

4024 -

درجته:

حسن بهذا الإِسناد؛ لأن محمد بن عمرو بن علقمة صدوق كما تقدم لكن الزيادة التي تفيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "شاة ذبحناها لنصب من الأنصاب" زيادة منكرة، ولعلها من أوهام محمَّد بن عمرو لا سيما وقد قال عنه الحافظ: صدوق له أوهام. والله أعلم.

وقد سكت عنه البوصيري.

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 421)، رواه أبو يعلى والبزار والطبراني

ورجال أبي يعلى والبزار وأحد أسانيد الطبراني رجال الصحيح غير محمَّد بن عمرو بن علقمة وهو حسن الحديث.

ص: 356

تخريجه:

رواه ابن عساكر في التاريخ (6/ 671)، عن أبي سهل محمَّد بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أحمد بن الحسن، عن جعفر بن عبد الله بن يعقوب، عن محمَّد بن هارون، عن محمَّد بن بشار به، بنحوه.

ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (2/ 295)، عن أبي منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد المؤدب، عن نصر بن محمَّد بن أحمد بن صفوان، عن أبي البركات سعد بن محمَّد بن إدريس، عن أبي الفرج محمَّد بن إدريس بن محمَّد بن إدويس، عن أبي منصور المظفر بن محمَّد الطوسي، عن أبي زكريا يزيد بن محمد بن إياس بن القاسم الأزدي، عن محمَّد بن يحيى بن بشار به، بنحوه مختصرًا.

ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي منصور بن مكارم بن أحمد المؤدب، عن نصر بن أحمد بن صفوان، عن الخطيب أبي الفضائل بن هبة الله، عن أبي الفرج محمَّد بن إدريس به، بنحوه مختصرًا أيضًا.

ورواه أيضًا في المكان السابق، عن أبي منصور بن مكارم، عن نصر بن محمَّد بن أحمد بن صفوان، عن أبي البركات سعد بن محمَّد بن إدريس، عن =

ص: 356

= أبي الفرج محمَّد بن إدريس، عن أبي منصور المظفر بن محمَّد الطوسي، عن أبي زكريا يزيد بن محمَّد بن إياس بن القاسم الأزدي، عن عبد الله بن المغيرة مولى بني هاشم، عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن أبي أُسامة، عن محمَّد بن عمرو به، بنحوه مختصرًا أيضًا.

ورواه في نفس المكان أيضًا عن أبي منصور بن مكارم، عن نصر بن محمَّد بن أحمد بن صفوان، عن الخطيب أبي الفضائل الحسن بن هبة الله عن أبي الفرج محمَّد بن إدريس به، بنحوه مختصرًا.

ورواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 54: 8188)، عن موسى بن حزام، عن أبي أسامة، عن محمَّد بن عمرو به، بنحوه.

ورواه الطبراني في الكبير (5/ 86: 4663)، عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن أبي أُسامة حماد بن أُسامة، عن محمَّد بن عمرو به، بنحوه لكن لم يذكر الطواف ومسح زيد للأصنام.

لكنه روي هذا الجزء في الموضع المتقدم أيضًا (ح 4665)، به بلفظ: طفت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلمست بعض الأصنام فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا تمسهما" فقلت: لأعودنّ حتى أبصر ما يقول، ثم مسستها فقال: "ألم تُنْهَ عن هذا؟! قال: فوالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب ما مسّ منها صنمًا حتى أكرمه الله وأنزل عليه الكتاب.

ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 283: 2755)، عن بشر بن خالد العسكري، عن أبي أُسامة به، بنحوه، وقال:"أمة واحدة".

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 216، 217)، عن أبي العباس محمَّد بن يعقوب، عن الحسن بن علي بن عفان، عن أبي أُسامة به، بنحو رواية الطبراني والزيادة التي عنده أيضًا.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ومن تأمل هذا الحديث =

ص: 357

= عرف فضل زيد وتقدمه في الإِسلام قبل الدعوة.

وأقره الذهبي.

قلت: وقد قال الذهبي في السيَّر (1/ 222)، عن الحديث ذاته: في إسناده محمَّد لا يحتج به، وفي بعضه نكارة بيِّنة.

ولعله يشير إلى الزيادة التي فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم ذبح أوأكل مما ذبح على النصب، فإن هذه الزيادة منكرة، وتقدم أنها ربما كانت من أوهام محمَّد بن عمرو.

ورواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 124، 125)، عن أبي عبد الله الحاكم به، بنحوه، لكن لم يذكر مسح الأصنام.

ورواه الطبراني في الكبير (5/ 87: 4664)، عن محمود بن محمَّد الواسطي، عن وهب بن بقية، عن خالد، عن محمَّد بن عمرو بن علقمة به، بنحوه.

ورواه البيهقي في الدلائل (2/ 126)، عن أبي الحسن علي بن محمَّد المقرئ، عن الحسن بن محمَّد بن إسحاق، عن يوسف بن يعقوب القاضي، عن محمَّد بن أبي بكر، عن عمرو بن علي، عن محمَّد بن عمرو به، بنحوه مختصرًا، ولم يذكر فيه مسّ الأصنام.

وعزاه الحافظ في الإِصابة (1/ 552)، للبغوي والروياني، وكذا السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 61)، عزاه للبغوي في المعجم ولأبي نعيم، والله أعلم.

ص: 358