الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
40 - باب فضل أبي موسى رضي الله عنه
4004 -
قال أبو يعلى: حدّثنا الْفَضْلُ بْنُ الصَّبَّاح، ثنا أَبُو عُبَيْدَة، ثنا مُحْتَسِبٌ عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيّ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قال: قعد أبو موسى رضي الله عنه فِي بَيْتِهِ وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ فَأَنْشَأَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَأَتَى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رجلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ألا أُعْجِبُك من أبي موسى رضي الله عنه قَعَدَ فِي بَيْتٍ (1)، وَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، وَأَنْشَأَ يَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُقْعِدني مِنْ حيث لا يراني منهم أحد (2)؟ ". قَالَ: نَعَمْ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَأَقْعَدَهُ الرَّجُلُ (3) حَيْثُ لَا يراه منهم أحد، فسمع صلى الله عليه وسلم قراءة أبي موسى رضي الله عنه، فقال صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّهُ يَقْرَأُ عَلَى مِزْمَارٍ (4) مِنْ مَزَامِيرِ آلِ داود".
(1) في (عم): "بيته".
(2)
في (عم): "لا يراني أحد منهم".
(3)
في (عم): "من حيث".
(4)
قال ابن الأثير: المزمار واحد المزامير وهو من آلات الغناء وقد ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المزمار مثلًا لحسن صوت داود عليه السلام وحلاوة نغمته كان في حلقه مزامير يزمر بها والآل في قوله: "آل داود" مقحمة ومعناه الشخص. اهـ. (النهاية 2/ 312).
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/ 712): والمراد بالمزمار الصوت الحسن وأصله الآلة أطلق اسمه على الصوت للمشابهة. اهـ.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد نقل الإِمام النووي رحمه الله تعالى الإِجماع على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حدّ القراءة بالتمطيط فإن خرج حتى زاد حرفًا أو أخفاه حرم. (وانظر: التبيان في آداب حملة القرآن ص 87 فما بعدها).
ولا حجة في هذا الحديث لمن قال بإباحة الغناء؛ لأن غاية ما فيه تشبيه صوت بصوت ولا يلزم من ذلك إباحة المشبه به وقد صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم تحريم أصوات المعازف وأجمع أهل العلم على تحريم بعضها وقال بعضهم بتحريم جملتها وقد حكى ابن الصلاح الإِجماع على تحريم الغناء مع الدف والشبابة.
(وانظر لتفصيل الكلام في ذلك: رسالة الإِمام شيخ الإِسلام ابن تيمية، السماع والرقص).
4004 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف محتسب بن عبد الرحمن ويزيد الرقاشي.
قال البوصيري (3/ 70/ أ): رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف لضعف يزيد الرقاشي.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 363): رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
قلت: لعله أراد بشاهده الذي سيأتي، والله أعلم.
تخريجه:
لم أجده من حديث أنس رضي الله عنه.
لكنه يرتقي بالذي بعده إلى درجة الحسن.
ويرتقي بشاهده الذي في الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه إلى درجة الصحيح لغيره رواه البخاري في كتاب فضائل القرآن -باب حسن الصوت بالقراءة للقرآن- البخاري مع الفتح (8/ 710: 5048)، عن أبي موسى رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال له:"يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارًا من مزامير آل داود".
ومسلم في كتاب صلاة المسافرين (ح 793)، من حديث أبي موسى وأبي هريرة وبريدة رضي الله عنهم.
4005 -
حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ فَرَّقَهُمَا قَالَا: ثنا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ [قَنَانَ](1) بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّهْمِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْسَجَةَ، عن البراء رضي الله عنه قَالَ: سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أبا موسى رضي الله عنه يقرأ فقال صلى الله عليه وسلم: "كَأَنَّ صَوْتَ هَذَا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ".
(1) في الأصل: "قتادة"، وما أثبت هو الصواب، وهو ما في (عم) و (سد).
4005 -
درجته:
الطريق الأول: حسن بهذا الإِسناد؛ لأن عبد الرحمن بن صالح الأزدي وقنان النّهمي كلاهما صدوق والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 75/ب): رواه أبو يعلى الموصلي بسند رواته ثقات وأصله في الصحيحين من حديث أبي موسى وعائشة ورواه مسلم في صحيحه من حديث بريدة.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 363): رواه أبو يعلى ورجاله وثقوا وفيهم خلاف.
والطريق الثاني: حسن بهذا الإِسناد أيضًا؛ لأن قنان بن عبد الله صدوق، والله أعلم.
تخريجه:
طريق عبد الرحمن بن صالح أخرجه أبو يعلى في المسند (3/ 232: 1670)، وطريق عبد الله بن عمر بن أبان أخرجه أبو يعلى في المسند (3/ 275: 733) تحقيق حسين سليم.
ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (2/ 59)، عن محمَّد بن علي بن داود عن عبد الرحمن بن صالح الأزدي، به بلفظ:"كأن أصوات هذا من أصوات آل داود". =
= ورواه البخاري في خلق أفعال العباد (ص 79)، عن أحمد بن حميد، عن قنان بن عبد الله النهمي، به بلفظ:"كأن هذا من أصوات آل داود".
ورواه ابن عساكر كما في كنز العمال (37552)، ولم أقف عليه.
والحديث يرتقي بشواهده التي سبقت الإشارة إليها في الحديث قبله إلى درجة الصحيح لغيره، والله أعلم.