الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
53 - فضل صُهَيبٍ رضي الله عنه
4030 -
قال إسحاق: أخبرنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيل ورَوْح بْنُ عُبَادة وَأَبُو سلمة (1) قَالُوا: ثنا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ الْأَعْرَابِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِي قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ:
أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا (2) فَكَثُرَ مَالُكَ عِنْدَنَا وَبَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ (3) تَخْرُجَ بِنَفْسِكَ وَمَالِكَ؟، وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ. فَقَالَ لهم: أرأيتم إن أعطيتكم مالي تخلون سبيلي؟ فقالوا: نعم، فقال: أُشْهِدُكُم أن قَدْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَالِي.
فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "رَبِحَ صُهَيْبٌ رَبِحَ صُهَيْبٌ".
* هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ إِنْ كَانَ أَبُو عُثْمَانَ سَمِعَهُ مِنْ صُهَيْبٍ. وَقَدْ رَوَاهُ جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ عَنْ عَوْفٍ، عن أبي عثمان، عن صهيب رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا أَرَدْتُ
…
فَذَكَرَ نَحْوَهُ.
فَصَحَّ اتِّصَالُهُ ولله الحمد.
(1) في (ك): "أبو أسامة". [سعد].
(2)
الصعلوك الفقير الذي لا مال له. والتصعلك الفقر. (اللسان10/ 455: ص ع ل ك).
(3)
سقط لفظ: "أن" من (عم).
أخرجه ابن مردويه في التفسير للمسند (4) من حديث جعفر (5).
(182)
وَلَهُ شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ صهيب رضي الله عنه تقدم في التفسير (6) للبقرة (7).
(4) كذا، ولعل الصواب المسند، والله أعلم.
(5)
ينظر: الدر المنثور (1/ 239، 240)، وقد ساق إسناده ابن كثير في تفسيره (1/ 216) فقال:
قال ابن مردويه: حدّثنا محمَّد بن إبراهيم، عن محمَّد بن عبد الله بن مردويه، عن سليمان بن داود، عن جعفر بن سليمان الضبعي، عن عوف، عن أبي عثمان النهدي، عن صهيب رضي الله عنه.
(6)
تقدم برقم (3538) عن سعيد بن المسيب وفي آخره قال: ونزلت: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ
…
} الآية. وعزاه للحارث وقال: رواه ابن أبي حاتم في التفسير.
والقول بأنها نزلت في صهيب رضي الله عنه هو أحد الأقوال في تفسير هذه الآية، وقيل: إنها نزلت في غير ذلك، وانظر: تفسير الطبرى (2/ 320)، وزاد المسير (1/ 223)، وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره (1/ 216): وأما الأكثرون فحملوا ذلك على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله.
(7)
في (عم): "في تفسير سورة البقرة".
4030 -
درجته:
صحيح بهذا الإسناد لا سيما وقد صح سماع أبي عثمان من صهيب رضي الله عنه كما قال الحافظ رحمه الله، والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 69/ أ): رواه إسحاق بن راهويه وابن مردويه في تفسيره بسند صحيح.
تخريجه:
رواه ابن سعد في الطبقات (3/ 171)، عن هوذة بن خليفة، عن عوف، به، بنحوه.
ورواه ابن عساكر في التاريخ (8/ 381) عن أبي نصر أحمد بن عبد الله بن =
= رضوان، عن أبي محمَّد الجوهري، عن أبي بكر بن مالك، عن بشر بن موسى الأسدي، عن هوذة بن خليفة، به، بنحوه.
ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي غالب بن البنا.
ورواه عن أبي علي بن السبط كلاهما عن أبي محمَّد الجوهري، به، بنحوه.
وأما حديث ابن المسيب فهو في التفسير كما قال المصنف رحمه الله.
4031 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ المُقَدَّمي ثنا دَفَّاع بْنُ دَغْفَل، ثنا النُّعْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ جابر رضي الله عنه قَالَ: قَالَ عُمَرُ رضي الله عنه لِصُهَيْبٍ: يَا صُهَيْبُ إِنَّ فِيكَ خِصَالًا ثَلَاثًا أكرهها لك.
قال رضي الله عنه: إِطْعَامُكَ الطَّعَامَ وَلَا مَالَ لَكَ، وَاكْتِنَاؤُكَ وَلَيْسَ لَكَ وَلَدٌ، وَادِّعَاؤُكَ إِلَى الْعَرَبِ وَفِي لِسَانِكَ لُكْنَه (2).
قال رضي الله عنه: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ الطَّعَامِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَفْضَلُكُمْ من أطعم الطعام" وأَيْمُ الله لا أترك إطعام الطعام أبدًا.
وذكر [الكنية](3) قَالَ: فَعَلَيْهَا أَحْيَا وَعَلَيْهَا أَمُوتُ، وَذَكَرَ الِادِّعَاءِ قَالَ: فَأَنَا صُهَيْبُ بْنُ سِنَانٍ حَتَّى انْتَسَبَ إِلَى النَّمِرِ بْنِ قَاسِط، كُنْتُ أَرْعَى عَلَى أَهْلِي، وَإِنَّ الرُّومَ أَغَارَتْ فرَقَّتْنِي فعلَّمَتْني لُغَتَهَا فَهُوَ الَّذِي تَرَى مِنْ لُكنَتِي.
قُلْتُ: هَذَا إِسْنَادٌ غَرِيبٌ، وَقَدْ أَخْرَجَ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ حَمْزَةَ بْنِ صُهَيْبٍ قَالَ: إِنَّ صُهَيْبًا
…
فَذَكَرَ نحوه (4).
وهذا السياق أوفى.
(1) لم أره في مسند أبي يعلى المطبوع فلعله في المسند الكبير.
(2)
اللُّكْنَةُ: عجمة في اللسان وعي يقال: رجل أَلْكلَن بين اللكن، ويقال: به لُكْنَة شديدة ولُكُونة ولُكْنُونة (اللسان 13/ 390 ل ك ن).
(3)
في الأصل: "اللكنة"، وما أثبت من (عم)، وهو الصحيح؛ لتتم الأجوبة، والله أعلم.
(4)
المسند لأحمد (6/ 16)، والذي ظهر لي أن ما في المسند أتم سياقًا، والله أعلم.
وَفِي الْبُخَارِيِّ طَرَفٌ مِنْهُ (5).
وَفِي ابْنِ مَاجَةَ طرف آخر.
وإنما أخرجته لغرابة إسناده واستيفاء سياقه.
(5) أما طرفه الذي في البخاري فهو في كتاب البيوع -باب شراء المملوك من الحربي وهبته وعتقه- البخاري مع الفتح (4/ 480): 2219) عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه لصهيب: اتق الله ولا تدَّع إلى غير أبيك. فقال صهيب: ما يسرني أن لي كذا وكذا وأني قلت ذلك، ولكني سرقت وأنا صبي.
وقد جمع الحافظ ابن حجر رحمه الله بين كونه هنا عن عمر، وفي البخاري عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما فقال: فلعله اتفقت له هذه المراجعة بينه وبين عمر مرة وبينه وبين عبد الرحمن بن عوف أخرى.
وأما طرفه الآخر الذي في ابن ماجة فقد رواه في أبواب الأدب، باب الرجل يكنى قبل أن يولد له (2/ 322: 3783) ولفظه: أن عمر رضي الله عنه قال لصهيب رضي الله عنه: مالك تكتني بأبي يحيى وليس لك ولد؟ قال: كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي يحيى.
وهو أيضًا من طريق حمزة بن صهيب ولم أجد من وثقه سوى أن ابن حبّان ذكره في الثقات وقال الحافظ عنه: مقبول. (ينظر: التهذيب 3/ 30، والتقريب 180: 1523).
4031 -
درجته:
أتوقف في الحكم عليه بهذا الإِسناد؛ لأن النعمان بن عبد الله لم أجد له ترجمة وأبوه لم يتبين لي حاله.
وقد سكت عنه البوصيري.
تخريجه:
رواه ابن عساكر في التاريخ (8/ 389) من طريق أبي يعلى عن أم المجتبى العلوية، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى، به، بنحوه.
وحديث جابر رضي الله عنه هذا يرتقي بما عند أحمد وغيره إلى درجة الحسن وقد نص الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح (4/ 482) على أن طرقه يقوي بعضها بعضًا.