الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
39 - باب فضل عمار بن ياسر رضي الله عنه
(174)
تَقَدَّمَ فِي الْبَابِ قَبْلَهُ غَيْرُ حَدِيثٍ فِيهِ (1).
4001 -
وقال إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ثنا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الحسن يقول: قال عمار بن ياسر رضي الله عنه: "قَاتَلَتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْجِنَّ والإِنس قِيلَ: وَكَيْفَ قَاتَلَتَ الْجِنَّ؟ قَالَ: نَزَلْنَا مَنْزِلًا فَأَخَذْتُ قِرْبَتِي (2) ودَلْوِي لأَسْتَقِيَ فقال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ سَيَأْتِيكَ عَلَى الْمَاءِ آتٍ يَمْنَعُكُ" فَلَمَّا كُنْتُ عَلَى الْبِئْرِ أَتَانِي رَجُلٌ أَسْوَدُ كَأَنَّهُ [أمرس] (3) فَقَالَ: إِنَّكَ لَا تَسْتَقِي الْيَوْمَ مِنْهَا ذَنُوبًا، فأخذني فأخذته فصرعته، ثم أخذت حَجَرًا فَكَسَرْتُ أنْفَهُ وَوَجْهَهُ ثُمَّ مَلَأْتُ قِرْبتي فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "هَلْ أَتَاكَ عَلَى الْمَاءِ أَحَدٌ؟ " فَقُلْتُ: رَجُلٌ أسود، فأخبرته بالذي صنعت فقال صلى الله عليه وسلم: "ذاك الشيطان".
(1) كحديث علي رضي الله عنه الذي فيه: ذَاكَ امْرُؤٌ خَلَطَ اللَّهُ الإِيمان بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ وعظمه
…
إلخ.
وحديث الحسين رضي الله عنه الذي فيه: "إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ" ومنهم عمار رضي الله عنه (3990، 3993، 3994).
(2)
في (عم) و (سد): "أخذت فرسي ودلوي".
(3)
الكلمة غير مقروءة بالأصل، والذي أثبت من (عم) و (سد)، وهو ما في المراجع الأخرى.
والمعنى: من جرَّب الأمور ومارسها، والمرس أيضًا الشديد المجرِّب للحروب. (النهاية 4/ 319).
* هَذَا إِسْنَادٌ مُنْقَطِعٌ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ (4).
(175)
[حَدِيثُ عَلِيٍّ فِي بَابِ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ](5).
(176)
وَحَدِيثُ عمرو بن العاص رضي الله عنه فِي تَرْجَمَتِهِ (6).
(177)
وَالْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي "تَقْتُلُ عَمَّارًا الفئة الباغية"(7) تأتي إن شاء الله في وقعة صفين، وكذا صفة قتله رضي الله عنه.
(4) هو كما قال رحمه الله فإن الحسن رحمه الله لم يسمع من عمار رضي الله عنه كما سيأتي. والله أعلم.
(5)
هذا زيادة من (ك)، والحديث تقدَّم برقم (3990).
(6)
سيأتي برقم (4048) وفيه قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: وَلَكِنْ أَشْهَدُ عَلَى رَجُلَيْنِ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وهو يُحبُّهما: ابن سمية (يعني عمارًا) وابن مسعود
…
إلخ.
قال الأعظمي: سكت عليه البوصيري وإسناده جيد.
(7)
سيأتي برقم (4411 - 4417، 4419 - 4421، 4423، 4425)، وتقدَّمت الإشارة إلى أنَّ الحافظ ابن حجر قال: تواترت الأحاديث أن عمارًا تقتله الفئة الباغية. ونصّ عدد من أئمتنا رحمهم الله على تواتر هذا الحديث. (ينظر: نظم المتناثر للكتاني ص 197: 237).
4001 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد للإِنقطاع الذي بين الحسن وعمار رضي الله عنه. والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 72/ أ)، رواه إسحاق بن راهويه بسند رواته ثقات إلَّا أنه منقطع.
تخريجه:
رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 616)، عن أبي محمَّد بن طاوس، عن أبي بكر، عن أبي الحسين بن بشران، عن الحسين بن صفوان، عن عبد الله بن محمَّد القرشي، عن إسحاق به، بنحوه. =
= وراه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي محمَّد بن طاوس، عن عاصم بن الحسن، عن أبي الحسين بن بشران به، بنحوه.
وراهـ ابن سعد في طبقاته (3/ 190)، عن وهب بن جرير به، بنحوه وقال:"ذاك الشيطان جاء يمنعك الماء".
ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (6/ 617)، عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن الحسن، عن أبي عمر، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمَّد بن سعد به، بنحوه.
ورواه ابن سعد أيضًا في المكان السابق، عن موسى بن إسماعيل، عن جرير به، بنحوه.
ورواه من طريقه ابن عساكر في الموضع السابق، عن أبي بكر محمَّد بن عبد الباقي، عن الحسن، عن أبي عمر، عن أحمد بن معروف، عن الحسين بن الفهم، عن محمَّد بن سعد به، بنحوه.
ورواه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 134)، باب ما جاء في قتال عمار بن ياسر مع الجن وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم عنه، عن أبي الحسن علي بن محمَّد المقرىء، عن الحسن بن محمَّد بن إسحاق، عن يوسف بن يعقوب، عن محمَّد بن أبي بكر، عن وهب به، بلفظ:
"كان عمار بن ياسر يقول: قد قَاتَلَتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الجن والإنس فقيل: هذا الإنس قد قاتلت فكيف قاتلت الجن؟ قَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى بئر أستقي منها فلقيت الشيطان في صورته حتى قاتلني فصرعته ثم جعلت أدمي أنفه بفهر معي أو حجر فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إنّ عمارًا لقي الشيطان عند بئرٍ فقاتله" فلما رجعت سألني فأخبرته بالأمر فقال: "ذاك شيطان".
قال البيهقي: هذا الإِسناد صحيح إلى الحسن البصري.
ثم قال: روينا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قال لأهل العراق: أليس فيكم =
= عمار بن ياسر الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. قلت: وهو في المستدرك للحاكم (3/ 392)، عن خيثمة بن أبي سبرة الجعفي قال: أتيت المدينة فسألت الله أن ييسر لي جليسًا صالحًا فيسر لي أبا هريرة فقال لي: ممن أنت؟ فقلت: من أرض الكوفة جئت ألتمس العلم والخير. فقال: أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة وعبد الله بن مسعود صاحب طهور رسول الله صلى الله عليه وسلم ونعليه وحذيفة بن اليمان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمار بن ياسر الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وسلمان صاحب الكتابين.
قال قتادة: والكتابان الإِنجيل والفرقان.
قال الحاكم: صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. وأقرّه الذهبي.
وأصل الأثر في صحيح البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه، البخاري مع الفتح (7/ 114: 3743).
ورواه البيهقي أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي الحسن علي بن محمَّد المقرئ، عن الحسن بن محمَّد بن إسحاق، عن يوسف بن يعقوب، عن محمَّد بن أبي بكر، عن إسماعيل بن سنان، عن الحكم بن عطية، عن ثابت، عن الحسن به، بلفظه المتقدم.
ورواه من طريقه ابن عساكر عن الحسن به، بلفظه المتقدم.
ورواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (6/ 617)، عن أبي عبد الله الفراوي، عن أبي بكر البيهقي به، بنحوه والله أعلم.
4002 -
وَقَالَ الْحَارِثُ (1): حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبَانَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه قَالَ: لَقِيتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بالبَطْحَاء (2) فأخذ بيدي. فانطلقت معه صلى الله عليه وسلم فمر بعمار وبأم عمار (3) رضي الله عنهما يُعَذَّبَانِ فَقَالَ: "صَبْرًا آلَ (4) يَاسِرٍ فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ (5) إلى الجنة".
(1) بغية الباحث (923: 1016)، وقال فيه: "اصبروا آل ياسر
…
"
(2)
البطحاء: أصله المسيل الواسع فيه دقاق الحصى وهو موضع بعينه قريب من ذي قار وجمعها بطاح وهي بطاح مكة ويقال لقريش الداخلة وهم الذين ينزلون الشعب بين أخشبي مكة قول البطاح والذي ينزلون خارج الشعب قريش الظواهر. (ينظر: مراصد الاطلاع 1/ 203).
(3)
سميَّة بنت الخباط مولاة أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي، كانت سابعة سبعة في الإِسلام، عذَّبها أبو جهل وطعنها في قبلها، فكانت أوَّل شهيدة. قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمّار يوم بدر:"قتل الله قاتل أمك". يُنظر: طبقات ابن سعد 8/ 207، الاستيعاب 4/ 324، صفة الصفوة 2/ 59، أسد الغابة 7/ 152، الإِصابة 4/ 327 ق 1.
(4)
في (عم): "يا آل ياسر".
(5)
في (سد): "موعدكم الجنة".
4002 -
درجته:
ضعيف جدًا بهذا الإسناد؛ لأن عبد العزيز بن أبان متروك، وكذلك فإن سالم بن أبي الجعد لم يسمع من عثمان رضي الله عنه، والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 72/ أ)، رواه الحارث بن أبي أسامة بسند منقطع.
تخريجه:
هذا الحديث له طريقان:
الطريق الأولى: عن الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه.
رواه أبو نعيم في الحلية (1/ 140)، من طريق الحارث، عن أبي بكر بن =
= خلاد، عن الحارث به، بنحوه.
وأصل الحديث في مسند الإِمام أحمد ت/ أحمد شاكر (1/ 440: 439)، عن عبد الصمد، عن القاسم بن الفضل به، ولفظه:
دعا عثمان نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر فقال: "إني سائلكم وإني أحب أن تصدقوني، نشدتكم الله أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان يؤثر قريشًا على سائر الناس ويؤثر بني هاشم على سائر قريش؟ " فسكت القوم. فقال عثمان: لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم فبعث إلى طلحة والزبير فقال عثمان: ألا أحدثكما عنه؟ -يعني عمارًا- أَقْبَلْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخذًا بيدي نتمشى في البطحاء حتى أتى على أبيه وأمه وعَلَيْهِ يُعذّبون فقال أبو عمار: يا رسول الله: الدهر هكذا. فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "صبرًا" ثم قال: "اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت".
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله: إسناده ضعيف؛ لانقطاعه سالم بن أبي الجعد تابعي ثقة متأخر لم يدرك عثمان رضي الله عنه.
قلت: هو كما قال وقد تقدم بيان هذا.
ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 188)، عن مسلم بن إبراهيم، عن القاسم بن الفضل به، بنحو رواية أحمد ولم يذكر كلام عثمان رضي الله عنه في أوله.
ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن عمر بن الهيثم أبي قطن، عن القاسم به، بنحوه.
ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق (12/ 610)، عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن علي بن أحمد بن اليسرى، عن عبد الواحد بن محمَّد، عن محمَّد بن أحمد بن يعقوب، عن جده، عن مسلم بن إبراهيم به، بنحو لفظ ابن سعد.
ورواه من طرق أُخرى عن مسلم بن إبراهيم به، بنحوه أيضًا.
ورواه أيضًا (12/ 609)، عن عبد الله بن محمَّد، عن الحسن بن محمَّد بن الصباح، عن أبي قطن عمرو بن الهيثم، عن القاسم بن الفضل به، بنحوه. =
= ورواه أيضًا في تاريخه (12/ 610)، عن أبي الفضل محمَّد بن عبد الواحد، عن أبي محمَّد رزق الله بن عبد الوهاب، عن أبي الحسين أحمد بن محمَّد بن حماد، عن أبي القاسم علي بن محمد بن عبيد الحافظ، عن أحمد بن أبي خيثمة، عن موسى بن إسماعيل، عن القاسم بن الفضل به، بنحوه.
الطريق الثانية: طريق الأعمش لكن اختلف عليه فيه على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: عنه عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أبي الجعد، عن عثمان رضي الله عنه:
رواه ابن عساكر في التاريخ (12/ 609)، عن عبد الله بن محمَّد، عن عباس بن محمَّد، عن محمَّد بن الصلت، عن منصور بن أبي الأسود، عن الأعمش به، بنحوه.
ورواه أيضًا في الموضع المتقدم من طرق، عن العباس بن محمَّد به، بنحوه.
الوجه الثاني: عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عثمان رضي الله عنه.
رواه ابن عساكر أيضًا (12/ 609)، عن أبي صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن الحنوي، عن أبي محمَّد التميمي، عن أبي الحسن بن المتيم، عن علي بن محمَّد بن عبيد بن أحمد بن حازم الغفاري، عن عمرو بن حماد، عن حسين بن عيسى بن زيد، عن أببه، عن الأعمش به، بنحوه.
ورواه في نفس الموضع من طرق عن حسين بن عيسى بن زيد به، بنحوه.
الوجه الثالث: عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي زناد، عن عبد الله بن الحارث، عن عثمان رضي الله عنه.
رواه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 303: 769)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن إبراهيم بن سعيد الجوري، عن أسد بن خالد، عن سليمان بن قرم، عن الأعمش، به بلفظ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأبي عمار وأم عمار: "اصبروا آل ياسر موعدكم الجنة".
قال الهيثمي في المجمع (9/ 296)، ورجاله ثقات. =
= قلت: فيه أسد بن خالد قال في الميزان (1/ 206)، لا يدري من هو والخبر الذي رواه باطل.
ورواه من طريقه ابن عساكر في التاريخ (12/ 611)، عن أبي صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن عن أبي محمَّد التميمي، عن أبي الحسن بن المتيم، عن علي بن محمَّد بن عبيد، عن الطبراني به، بنحوه.
ورواه أيضًا في المكان السابق، عن أبي الفضل محمَّد بن عبد الواحد، عن أبي محمَّد التميمي به، بنحوه.
وقد روي الحديث عن جابر رضي الله عنه.
رواه الحاكم في المستدرك (3/ 388)، بِلَفْظِ:"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مرّ بعمار وأهله وهم يعذبون فقال: أبشروا آل عمار وآل ياسر فإن موعدكم الجنّة".
وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وأقره الذهبي.
ورواه البيهقي في دلائل النبوة (2/ 282).
ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 364: 3846).
كلهم من طريق مسلم بن إبراهيم، عن هشام الدستوائي، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه.
وأبو الزبير المكي محمَّد بن مسلم بن تَدْرُس قال عنه الحافظ في التقريب (506: 6291)، صدوق إلَّا أنه يدلّس من الرابعة، مات سنة ست وعشرين.
وذكره في طبقات المدلسين في المرتبة الثالثة (45: 101).
قلت: وقد عنعن عن جابر رضي الله عنه فالحديث ضعيف لهذا.
لكنه يرتقي بحديث سالم بن أبي الجعد، عن عثمان رضي الله عنه الذي عند الإِمام أحمد وغيره.
فعرف بهذا أن حديث الباب له أصل حسن. والله أعلم.
4003 -
وقال أبو يعلى (1): حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ:"كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَبْنِي الْمَسْجِدَ فَإِذَا نقل الناس حجرًا نقل عمار رضي الله عنه حجرين، فإذا (2) نقلوا لبنة نقل لبنتين (3) ".
(1) مسند أبي يعلى (6/ 79: 6493)، وتتمة الحديث فقال رسول الله:"ويح ابن سُميّة تقتله الفئة الباغية".
(2)
في (سد): "وإذا".
(3)
اللَّبِن كَكَتِفَ المضروب من الطين مربعًا للبناء ويقال فيه بالكسر وبكسرتين كإبل لغة. (القاموس 4/ 267 ل ب ن).
4003 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف عبد الله بن جعفر المديني. والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 72/ أ).
تخريجه:
رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (12/ 631)، عن أبي عبد الله بن محمَّد بن الفضل.
ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي المظفر القشيري، كلاهما عن أبي سعيد الأديب، عن أبي عمرو الفقيه، عن أبي يعلى، به بنحوه.
ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي عبد الله الخلال، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى به، بنحوه.
والحديث في سنن الترمذي دون قوله: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يَبْنِي الْمَسْجِدَ فَإِذَا نقل الناس حجرًا نقل عمار حجرين وإذا نقلوا لبنة نقل لبنتين".
أبواب المناقب (5/ 333: 3888)، مناقب عمار بن ياسر رضي الله عنه ولفظه: =
= قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية".
قال الترمذي: وهذا حديث حسن صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن.
وحديث "تقتل عمَّارًا الفئةُ الباغية" تقدمت الإشارة إلى أنه حديث متواتر وهذه الزيادة التي في حديث أبي هريرة قد رواها البخاري في الصحيح -كتاب الصلاة- باب التعاون في بناء المسجد -البخاري مع الفتح (1/ 644: 447)، وفي كتاب الجهاد والسير، باب مسح الغبار عن الرأس في سبيل الله- البخاري مع الفتح (6/ 36: 2812)، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قال:"كنا ننقل لَبِن المسجد لَبِنَةَ لَبِنَةً وكان عمار رضي الله عنه ينقل لبنتين لبنتين فمرّ به النبي صلى الله عليه وسلم ومسح عن رأسه الغبار وقال: "ويح عمار تقتله الفئة الباغية عمارٌ يدعوهم إلى الله ويدعونه إلى النار".
ررواه غيره من حديث أبي سعيد وغيره.
فهذا الحديث يرتقي بشواهد الصحيحة إلى درجة الصحيح لغيره. والله أعلم.