الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
81 - مناقبَ عبد الله بن سَلَامٍ رضي الله عنه
4083 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَامِرٍ العَقَدي، ثنا أَبُو معْشَرٍ الْمَدَنِيُّ، عن محمَّد بن كعب القُرَظي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أولُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ بَابِ الْمَسْجِدِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ" فدخل (1) عبد الله بن سَلَام رضي الله عنه، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ كَذَا وَكَذَا فَأَيُّ عَمَلٍ لَكَ أَوْثَقُ تَرْجُو بِهِ؟ قَالَ: إِنَّ عَمَلِي لضَعيفٌ وَإِنَّ أوثقَ عَمَلِي أَرْجُو بِهِ سلامةُ صَدْرِي، وَتَرْكِي مَا لَا يَعْنِينِي.
* هَذَا حَدِيثٌ ضَعِيفٌ (2) وَمُنْقَطِعٌ أَيْضًا.
وَأَصْلُهُ فِي الصَّحِيحِ (3) مِنْ رِوَايَةِ قَيْسِ بْنِ عُبَاد وخَرَشَة بْنِ الحُرِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَام رضي الله عنه مُتَّصِلًا دُونَ مَا فِي آخِرِهِ مِنَ السُّؤَالِ.
(1) في (عم): "يدخل".
(2)
ضعيف لضعف أبي معشر ومنقطع لكونه مرسلاً كما تقدم. والله أعلم.
(3)
أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار -باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه البخاري مع الفتح (7/ 160: 3813) عن قيس بن عباد قال: كنت جالساً في مسجد المدينة فدخل رجلٌ على وجهه أثر الخشوع فقالوا: هذا رجلٌ من أهل الجنة فصلَّى ركعتين تجوَّز فيهما ثم خرج وتبعته فقلت: إنك حين دخلت المسجد قالوا: هذا رجل من أهل الجنة. قال: والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم وسأحدثك لِمَ ذاك. رأيت رؤيا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه ورأيت كأني في روضةٍ -ذكر من سعتها وخُضْرتها- وسطها عمودٌ من حديد أسفله في =
(189)
وحديث جُنْدَب رضي الله عنه عَنْ أُبي بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه مَوْقُوفٌ مَضَى فِي الْعِلْمِ (4).
(190)
وَحَدِيثُ الْحَسَنِ الْمُرْسَلُ في تفسير الأحقاف (5).
= الأرض وأعلاه في السماء في أعلاه عُرْوةٌ، فقيل لي: ارْقَهْ. قلت: لا أستطيع. فأتاني مِنْصَفٌ فرفع ثيابي من خلفي فرقيت حتى كنت في أعلاها فأخذت في العروة فقيل له: استمسك فاستيقظت وإنها لفي يدي فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "تلك الروضة الإسلام وذلك العمود عمود الإِسلام وتلك العروة عُروة الوثقى فأنت على الإِسلام حتى تموت وذلك الرجل عبد الله بن سلام". وفي رواية قال: وصيفٌ بدل مِنْصَف.
ورواه أيضًا في كتاب التعبير -باب الخضَر في المنام والروضة الخضراء- البخاري مع الفتح (12/ 414: 7010)، وفي التعبير أيضًا، باب التعليق بالعروة والحلقة (12/ 418: 7014)، لكنهما مختصران عن الأول.
ورواه مسلم في الصحيح -كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم باب فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه (1930، 1931: 2484)، عن قيس بن عُباد بنحو رواية البخاري وعن خَرَشة بن الحُرِّ بنحوه أيضًا مع زيادات يسيرة واختلاف في سياق رؤياه.
(4)
قوله: "وحديث جندب
…
" إلى قوله: "العلم" بحاشية الأصل وعليه (صح).
والحديث الذي ذكره تقدم برقم (3080)، باب الرحلة في طلب العلم، عن جندب قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم وإذا الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حِلَقٌ حِلَق يتحدثون قال: فجعلت أمضي إلى الحِلَق حتى أتيت حَلْقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان كأنما قدم من سفر فسمعته يقول: هلك أصحاب العقد ورب الكعبة لا آسى عليهم. قالها ثلاث مراتٍ، فجلست إليه فتحدث بما قُضي له ثم قام فلما قام سألت عنه قلت: من هذا؟ قالوا: هذا أُبَيّ بن كعب سيد المسلمين
…
فذكر بقية الحديث وعزاه لأبي يعلى.
ولم يتبين لي في هذا الحديث شيء يتعلق بعبد الله بن سلام رضي الله عنه أو بشيء من مناقبه، ولم أجد غيره مما له تعلق بمناقبه رضي الله عنه.
(5)
هذا الحديث في كتاب التفسير -تفسير سورة الأحقاف- تقدم برقم (3715)، عن الحسن قال: لما أراد عبد الله بن سلام الإِسلام دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وقال: أشهد أنَّك رسول الله أرسلك بالهدى ودين الحق وأن اليهرد يجدونك عندهم في التوراة منعوتًا ثم قال: أرسل إلى نفر من اليهود إلى فلان وفلان فسمّاهم له واخْبَأني في بيت فسلهم عنّي وعن والدي
…
فذكر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحديث إلى أن قال: فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فخرج عليهم ثم قال؟ أشهد أنك رسول الله أرسلك بالهدى ودين الحق وإنهم ليعلمون منك مثل ما أعلم فقالت اليهود: لعنه الله ما كنّا نخشاك يا عبد الله على هذا قال: فخرجوا من عنده فأنزل الله عز وجل في ذلك: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ
…
} الآية [الأحقاف: 10]. وعزاه الحارث.
4083 -
درجته:
ضعيف لكونه مرسلًا وفيه أيضًا أبو معشر المدني ضعيف كما تقدم. والله أعلم.
قال البوصيري في الإِتحاف (3/ 69/ب)، رواه إسحاق بن راهويه بسند ضعيف ومنقطع أيضًا وأصله في الصحيح دون ما في آخره من السؤال.
تخريجه:
لم أقف عليه، لكن أصله في الصحيح كما قال الحافظ رحمه الله. وانظر ما سبق من الكلام عليه.
82 -
مناقب حنظلة بن حِذْيَم (1) رضي الله عنه
4084 -
قَالَ أَبُو يَعْلَى (2): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ أَبِي بَكْرٍ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا ابْنُ حَنْظَلَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جَدِّي حَنْظَلَةَ يَقُولُ: قَالَ أَبِي حنيفةُ بْنُ حِذْيَم: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي رجل ذو بنين وهذا [أَخَصُّ] (3) بنيَّ فسمِّت [عليه] (4). فقال صلى الله عليه وسلم:"يَا غُلَامُ -وَأَخَذَ بِيَدِي وَمَسَحَ رَأْسِي- بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ".
قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ حِذْيَم رضي الله عنه يُؤْتَى بالإِنسان الْوَارِمِ فَيَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ: بسم الله. فيذهب الورم (5).
(1) حِذْيم: بكسر المهملة وسكون الذال المعجمة وفتح المثناة التحتية.
(2)
لم أجده في مسند أبي يعلى المطبوع فلعلَّه في الكبير.
(3)
في (مح) و (عم): "أخصص"، والصحيح ما أثبت، والمعنى؛ أنه أقرب بنيّ وأحبهم إليّ، والله أعلم.
(4)
هذه الزيادة من (عم)، وتقدّم أن التَّسميت هو الدعاء بالبركة. (ينظر: النهاية 2/ 397).
(5)
وهذا من باب الكرامة ببركة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم والكرامة عند أهل السنَّة والجماعة ثابتة للأولياء وهي: أمر خارق للعادة يظهر على يد الرجل الصالح إكرامًا من الله له.
ينظر: الاعتقاد للبيهقي (174)، فما بعدها، الفرقان لابن تيمية (182)، فما بعدها، شرح العقيدة الطحاوية (494)، وغيرها.
= 4084 - درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف محمَّد بن عثمان القرشي، والله أعلم. وقد سكت عنه البوصيري (3/ 67/ أ).
تخريجه:
رواه الطبراني في الكبير (4/ 13: 3501)، عن أحمد بن داود المكي، عن محمَّد بن أبي بكر المقدمي به ولفظه عن الذيال قال: سمعت جدي يقول: قال أبوه حِذيَم: يا رسول الله، إني ذو بنين وهذا أصغر بنيّ فسمّت عليه فقال: تعال يا غلام فأخذ بيدي ومسح رأسي وقال: "بارك الله فيك" قال: فرأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوَرِم فيمسح يده عليه ويقول: بسم الله، فيذهب الورم.
ورواه الإِمام أحمد في المسند (5/ 67، 68)، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، عن ذيال بن عتبة ابن حنظلة قال: سمعت حنظلة بن حِذْيَم جدي أن جده حنيفة قال لحِذْيَم: اجمع لي بنيّ فأوصاهم فقال: إنّ ليتيمي الذي في حجري مائة من الإبل فقال حِذْيَم: يا أبت إني سمعت بنيك يقولون: إنما نقر بهذا لِتَقَرّ عين أبينا فإذا مات رجعنا فارتفعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء حنيفة وحِذيَم ومن معهما ومعهم حنظلة وهو غلام وهو رديف أبيه حِذْيَم فقص على النبي صلى الله عليه وسلم قصته قال: فغضب النبي صلى الله عليه وسلم فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وقال: "لا لا الصدقة خمس وإلَّا فعشر وإلَّا فعشرون وإلَّا فثلاثون، فإن كثرت فأربعون".
قال: فودعوه ومع اليتيم هراوة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "عظمت هذه هراوة يتيم" فقال حِذْيَم: إن لي بنين ذوي لحى وإن هذا أصغرهم -يعني حنظلة- فادع الله له فمسح رأسه وقال: "بارك الله فيك" أو قال: "بورك فيك".
قال الذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإِنسان الوارم وجهه فيتفل على يديه ويقول: بسم الله ويضع يده على رأسه موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسحه ثم يمسح موضع الورم فيذهب الورم. =
= قال الهيثمي في المجمع (4/ 214): رواه أحمد ورجاله ثقات.
ورواه يعقوب بن سفيان كما في المعرفة والتاريخ (3/ 462) به، بنحوه.
ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 412: 3911)، عن إبراهيم، عن محمَّد بن عبّاد المكي، عن أبي سعيد مولى بني هاشم، به، مختصرًا.
وقال الطبراني: لا يروى عن حنظلة إلَّا بهذا الإِسناد تفرد به أبو سعيد.
ورواه ابن قانع في معجم الصحابة (خ 40/ب)، عن أحمد بن حاتم الفاسي، عن محمَّد بن عبّاد، به بنحو رواية الطبراني.
ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (خ 1/ 187/ أ)، عن أبي عمرو بن حمدان عن الحسن بن سفيان، عن عبد الله بن أحمد بن شبويه المروزي، عن هانئ بن يحيى، عن الذيال بن عبيد، عن جده حنظلة بنحو لفظ أحمد في المسند.
ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 395)، عن الحكم بن محمَّد، عن أبي بكر أحمد بن محمَّد بن إسماعيل، عن أبيه، عن شعيب بن صالح بن حكيم، عن هانئ بن يحيى السلمي، به، بنحو لفظ أحمد مع اختلاف يسير فيه أن اسم اليتيم ضرس بن قطيعة وأن الذي طلب الدعاء لحنظلة هو حنيفة.
ونقل عن أبي سليمان الخطابي أنه قال: قوله: هراوة يتيم. يريد شخصه وجثته فشبهه بالهراوة وهي عصا تكون مع الرعاة وتجمع على الهراوى، قال الشاعر:
وتضربه الوليدة بالهراوى
…
ولا غيرٌ لديه ولا نكير
ورواه محمَّد بن يحيى الذهلي كما قال ابن عبد البر في الاستيعاب 1/ 398)، عن هانئ بن لحي بن سعيد عن الذيال بن عبيد، عن جده بنحو لفظ ابن عبد البر. =
= وقد ذكره البخاري رحمه الله في التاريخ معلقًا (3/ 37) فقال: قال يعقوب بن إسحاق: حنظلة ابن حنيفة بن حِذْيَم قال: قال حِذْيَم: يا رسول الله
…
فذكره بنحوه مختصرًا.
وعزاه ابن الأثير في أسد الغابة (2/ 64) لابن منده.
وعزاه الحافظ ابن حجر في الإِصابة (1/ 358)، للحسن بن سفيان والمنجنيقي في مسنديهما.
والحديث يرتقي بمتابعة أبي سعيد مولى بني هاشم عند الإِمام أحمد إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم.
83 -
فضل أَبِي (1) كعْبٍ الحارثي رضي الله عنه
4085 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، ثنا مَعْمَرٌ، عَنْ زِيَادِ بْنِ جَبَل، عَنْ أَبِي كَعْبٍ الْحَارِثِيِّ هُوَ ذُو الإِدَاوةِ (2) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: خَرَجْتُ فِي طَلَبِ إِبِلٍ (3) لِي ضوالٍّ فَتَزَوَّدْتُ لَبَنًا فِي إِدَاوَةٍ ثُمَّ قُلْتُ فِي نَفْسِي: مَا أَنْصَفْتُ فَأَيْنَ الْوَضُوءُ فَأَهْرَقْتُ اللَّبَنَ وَمَلَأْتُهَا مَاءً وَقُلْتُ: هَذَا وَضُوءٌ وَهَذَا شَرَابٌ، فَكُنْتُ أَبْغِي إِبِلِي فَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أَتَوَضَّأَ اصَطْبَبْتُ مِنَ الإِداوة مَاءً فَتَوَضَّأْتُ، وَإِذَا أَرَدْتُ أَنْ أشرب اصطببت لبنًا فشربته فمكثت بذلك ثلاثًا. فقالت له أسماء البحرانية (4): يا أبا كعب أحقيبًا (5) كَانَ أَمْ حَلِيبًا؟ فَقَالَ: إِنَّكِ لبطَّالة (6)، بَلْ كَانَ يَعْصِمُ مِنَ الْجُوعِ وَيَرْوِي مِنَ الظَّمَأِ.
(1) في (عم): "أبيّ بن كعب الحارثي"، وهو خطأ.
(2)
الإِداوة بالكسر هي المطهرة، وجمعها أداوى كفتاوى. (القاموس المحيط 4/ 300).
(3)
في (عم): "أهل".
(4)
في (عم): "النجرانية"، ولم أجد لها ترجمة.
(5)
كذا في الأصل و (عم)، ولعل الصواب قطيبًا بالقاف والطاء والياء والباه والقطيبة لبن المعزى والضأن، وقيل: لبن الناقة والشاة يخلطان ويجمعان وقد قطبت له قطيبة فشربها وكل ممزوج قطيبة. (ينظر: لسان العرب 1/ 681).
(6)
البطّال هو ذو الباطل، وقيل: بيّن البُطُول وبطَّال بين البَطَالة والبِطَالة أراد أنك ذات باطل، أو أنك صاجة بطالة وتوان، والله أعلم. (ينظر: لسان العرب 11/ 56 ب ط ل).
أَمَّا إِنِّي حَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ نَفَرًا مِنْ قَوْمِي فِيهِمْ عليُّ بْنُ الْحَارِثِ سَيِّدُ بَنِي قيان (7) قَالَ: مَا أظنُّ الَّذِي تَقُولُ كَمَا قُلْتَ.
قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ بِذَلِكَ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي فنِمت تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَإِذَا أَنَا بِهِ صلاةَ الصُّبْحِ عَلَى بَابِي فَقُلْتُ: يَرْحَمُكَ اللَّهُ لم تعنَّيت إليَّ؟ ألا ارسلت إليَّ فآتيك؟ قَالَ: أَنَا أَحَقُّ بِذَلِكَ أَنْ آتِيَك، مَا نمتُ اللَّيْلَةَ إلَّا أَتَانِي آتٍ فَقَالَ: أَنْتَ الذي تُكَذِّب من يُحَدِّث بأنعم الله تعالى ثُمَّ خَرَجْتُ حَتَّى أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَأَتَيْتُ عُثْمَانَ بن عفان رضي الله عنه فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ دِينِي فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنِّي رَجُلٌ مِنْ بَنِي الْحَارِثِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ أَشْيَاءَ فَمُرْ حَاجِبَكَ أَنْ لَا يَحْجُبَنِي. فقال رضي الله عنه: يَا وثَّاب (8) إِذَا جَاءَ الحارثيُّ فَأْذن لَهُ. فَكُنْتُ إِذَا جِئْتُ فَقَرَعْتُ الْبَابَ فَقَالَ؛ مَنْ ذَا؟ فَقُلْتُ: الْحَارِثِيُّ قَالَ: ادْخُلْ. فَدَخَلْتُ فَإِذَا عثمان رضي الله عنه [جالس](9) وَحَوْلَهُ نَفَرٌ سُكُوتٌ لَا يَتَكَلَّمُونَ كَأَنَّمَا (10) عَلَى رؤوسهم الطَّيْرُ فَسَلَّمْتُ ثُمَّ جَلَسْتُ وَلَمْ أَسْأَلْهُ عَنْ شَيْءٍ لِمَا رَأَيْتُ مِنَ حَالِهِمْ
…
فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.
(7) في (عم): "قنان"، بالنون.
(8)
لم أجد له ترجمة.
(9)
في الأصل: "جالسًا"، والصحيح ما أثبت.
(10)
في (عم): "كأن".
4085 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة زياد بن جبل، والله أعلم.
تخريجه:
رواه عبد الرزاق في المصنف (11/ 353) - (356: 20732)، به، بنحو لفظه =
= هنا وتتمته قال: فبينا أنا كذلك إذ جاء نفر فقالوا: أبى أن يجيء. قال: فغضب وقال: أبى أن يجيء؟ اذهبوا فجيئوا به فإن أبى فجرّوه جرًا فمكثت قليلًا فجاؤوا فجاء معهم رجل آدم طوال أصلع في مقدم رأسه شعرات وفي قفائه شعرات فقلت: من هذا؟ قالوا: عمّار بن ياسر. فقال: أنت الذي يأتيك رسلنا فتأبى أن تأتيني؟ قال: فكلمه بشيء لا أدري ما هو قال: ثم خرج فما زالوا ينفضّون من عنده حتى ما بقي غيري، قال: فقام قال: فقلت: والله لا أسأل عن هذا أحدًا أقول: حدثني فلان حتى أرى ما يصنع قال: فتبعته حتى دخل المسجد فإذا عمار بن ياسر جالس إلى سارية وحوله نفر مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يبكون قال: فقال عثمان: يا وثّاب عليّ بالشُّرط.
قال: فجاء الشرط فقال: فرّقوا بين هؤلاء قال: ففرقوا بينهم قال: ثم أقيمت الصلاة فتقدم عثمان فصلّى فلما كبّر قامت امرأة من حجرتها فقالت: أيها الناس اسمعوا قال: ثم تكلمت فذكرت رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا بعثه الله به ثم قالت: تركتم أمر الله وخالفتم رسوله -أو نحو هذا- ثم صمتت فتكلمت أخرى مثل ذلك فإذا هي عائشة وحفصة.
قال: فلما سلّم عثمان أقبل على الناس فقال: إن هاتان (1) الفتَّانتان فتنتا الناس في صلاتهم وإلَاّ تنتهيان أو لأسبنكما ما حلّ لي السباب وإني لأصلِكما لعالم قال: فقال له سعد بن أبي وقاص: أتقول هذا لحبائب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وفيما أنت وما ها هنا؟ قال: ثم أقبل على سعد عامدًا إليه قال: وانسلّ سعد فخرج من المسجد فلقي عليًّا بباب المسجد فقال له عليٌّ: أين تريد؟. قال: أريد هذا الذي كذا وكذا -يعني سعدًا- فشتمه فقال له عليٌّ: أيها الرجل دع هذا عنك. قال: فلم يزل بهما الكلام حتى غضب عثمان فقال: ألست المتخلف عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوم تبوك؟ قال فقال عليٌّ: ألست الفارّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوم أحد؟ قال: ثم حجز الناس قال: ثم خرجت من المدينة حتى أتيت الكوفة فوجدتهم أيضًا قد وقع بينهم شيء ونشبوا في الفتنة =
(1) كذا في المصنف، والصواب: إن هاتين الفتّانتين.
= وقال الحافظ ابن حجر في الإِصابة: وذكر معمر في جامعه
…
ثم ساقه مختصرًا.
قلت: وسياقه المتقدم فيه شيء من النكارة من حيث أن ما ذكر من الكلام والخصام بين هؤلاء الصحابة الكرام رضي الله عنهم يستبعد أن يقع منهم على هذا الوجه المذكور، والله أعلم.