الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
38 - بَابُ مَا اشْتَرَكَ فِيهِ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ رضي الله عنهم
3990 -
قال أحمد بن منيع: حدّثنا حَجَّاج بْنُ محمَّد، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، ثنا أبو حرب بن أبي الأسود [و](1) عن ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ رَجُلٍ (2)، عَنْ زَاذَانَ قَالَا: بينا الناس ذات يوم عند عليٍّ رضي الله عنه إِذْ وَافَقُوا مِنْهُ طِيبَ نَفْسٍ فَقَالُوا: حَدِّثْنَا عن أصحابك يا أمير المؤمنين. قال رضي الله عنه: عَنْ أيِّ أَصْحَابِي؟ قَالُوا: أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ رضي الله عنه: كلُّ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَصْحَابِي فأيُّهم تُرِيدُونَ؟. قَالُوا: النَّفَر الَّذِي رَأَيْنَاكَ تُلَطِّفُهُم (3) بِذِكْرِكَ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِمْ دُونَ الْقَوْمِ. قَالَ رضي الله عنه: أَيُّهُم؟ قالوا: عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه. قَالَ: عَلِم السنَّة وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، وَكَفَى بِهِ عِلْمًا. ثُمَّ خَتَم بِهِ عِنْده فَلَمْ يَدْرُوا على ما أراد (4) بقوله: كفى بِهِ عِلْمًا. كَفَى بِعَبْدِ اللَّهِ أَمْ كَفَى بالقرآن؟.
(1) الواو ساقطة في الأصل و (سد).
(2)
هذا في الأصل و"سد"، وفي (عم) عن ابن جريج عن زاذان.
(3)
اللطف هو الرفق فكأن المراد أنك تذكرهم على وجه التلطّف ولا تذكر أحدًا منهم بما يسؤوه والله أعلم. (انظر: اللسان 9/ 316 ل ط ف).
(4)
في (عم) و (سد): "يريد".
قالوا: فحذيفة رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: عَلِم أَوْ عُلِّم أَسْمَاءَ الْمُنَافِقِينَ، وَسَأَلَ عَنِ الْمُعْضِلَاتِ حَتَّى عَقَل عَنْهَا (5)، فَإِنْ سَأَلْتُمُوهُ عَنْهَا تجدونه (6) بها عالمًا.
قالوا: فأبو ذر رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: وعاء ملىء علمًا وكان رضي الله عنه شَحِيحًا حَرِيصًا، شَحِيحًا عَلَى دِينِهِ، حَرِيصًا عَلَى الْعِلْمِ، وَكَانَ يُكْثِرُ السُّؤَالَ فيُعْطَى ويُمْنَع، أَمَّا إنه قد ملىء له في وعائه حتى امتلأ.
(5) أما كون حذيفة رضي الله عنه علم أسماء المنافقين فقد روى مسلم في صحيحه من حديث قيس ابن عبادة قال: قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر عليّ أرأيًا رأيتموه أو شيئًا عهده إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "في أصحابي اثنا عشر منافقًا فيهم ثمانية لا يدخلون الجنَّة حتى يلج الجمل في سمِّ الخياط. ثمانية منهم تكفيهم الدُّبيلة" وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم. صحيح مسلم- كتاب صفات المنافقين وأحكامهم.
الدُّبَيلة فسرتها من روايات الحديث عند مسلم أنها سراج من نار (2143: 2779).
ولذا كان عمر رضي الله عنه يسأل حذيفة رضي الله عنه: أأنا من المنافقين؟ فيقول: لا ولا أزكِّي أحدًا بعدك.
ينظر: الإِيمان شيخ الإِسلام ابن تيمية (229)، مدارج السالكين (1/ 347)، السِّير (2/ 364)، تفسير ابن كثير (2/ 333).
وأما سؤاله عن المعضلات فمن ذلك الحديث الذي في البخاري -كتاب الفتن- باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة (9/ 43)، وفي صحيح مسلم -كتاب الإمارة- باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن وفي كل حال (1475: 1847)، عن حذيفة رضي الله عنه قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني
…
الحديث.
ولذا أجاب عمر رضي الله عنه لما سأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن الفتنة التي تموج كموج البحر والحديث في البخاري -كتاب الفتن- باب الفتنة التي تموج كموج البحر (9/ 45)، وفي مسلم- كتاب الإِيمان (128: 144)، وفي الفتن (2218: 144).
(6)
كذا في الأصل والوجه تجدوه.
قالوا: فسلمان رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: امرؤٌ منَّا وَإِلَيْنَا أَهْلَ الْبَيْتِ (7)، مَنْ لَكُمْ بِمِثْلِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ، عَلِم العِلْم الْأَوَّلَ وَأَدْرَكَ العِلْم الْآخِرَ (8) وَقَرَأَ الْكِتَابَ الْأَوَّلَ وَالْكِتَابَ الْآخِرَ وكان رضي الله عنه بَحْرًا لَا يُنْزَف.
قَالُوا: فعمَّار بْنُ يَاسِرٍ رضي الله عنه؟ قال رضي الله عنه: ذاك امرؤٌ خلط الله تعالى الإِيمان بِلَحْمِهِ وَدَمِهِ وَعَظْمِهِ وَشَعْرِهِ وَبَشَرِهِ لَا يُفَارِقُ الْحَقَّ سَاعَةً، حَيْثُ زَالَ زَالَ مَعَهُ، لَا يَنْبَغِي لِلنَّارِ أَنْ تَأْكُلَ مِنْهُ شَيْئًا.
قَالُوا: فَحَدِّثْنَا عَنْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ رضي الله عنه: مَهْلًا نَهَى اللَّهُ عَنِ التَّزْكِيَةِ.
قَالَ: فَقَالَ قائل: فإن الله تعالى يقول: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (9)؟. قال رضي الله عنه: فإني أحدّثكم بنعمة ربّي تبارك وتعالى، كنت إذا سألت أُعْطِيتُ وإذا سكت ابتُدِيتُ، وبين الجوارح مني مُلِىء عِلْمًا جمًّا.
(7) وحديث: "سلمان منّا أهل البيت" رواه ابن سعد في الطبقات (4/ 62)، بسند ضعيف، والحاكم في المستدرك (3/ 598)، وسكت عليه فتعقبه الذهبي وقال: سنده ضعيف. وكذا الطبراني في الكبير (6/ 212: 6040).
قال الهيثمي في المجمع (6/ 130): وفيه كثير بن عبد الله المزني، وقد ضعفه الجمهور وحسّن الترمذي حديثه وبقيّة رجاله ثقات.
قلت: كذبه الشافعي وأبو داود وقال الدارقطني والنسائي: متروك الحديث. (انظر: التهذيب 8/ 421).
(8)
لعل مراده بهذا ما كان عليه من النصرانية ثم إسلامه بعد ذلك. (وانظر قصة إسلامه في: ابن سعد (4/ 56)، والمستدرك (3/ 599)، والمسند لأحمد (5/ 441)، والطبراني الكبير 6/ 222).
(9)
سورة الضحى: الآية 11.
3990 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأنه منقطع أبو حرب لم يسمع عليًّا رضي الله عنه وإن كان في رواية الطبراني أنه رواه عن أبيه، عن علي ولكنها ضعيفة كما سيأتي، والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 55/ب).
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 161): رواه الطبراني من طريقين وفي أحسنهما حبّان بن علي وقد اختلف فيه وبقية رجالهما رجال الصحيح.
وأما الطريق الثانية فضعيف أيضًا؟ فيه مبهمًا، ولأنَّ ابن جريج مدلّس ولم يصرح بالسماع ولكن الأثر يرتقي بمجموع الطريقين إلى درجة الحسن لغيره، والله أعلم.
تخريجه:
هذا الأثر روي عن عليّ رضي الله عنه من ثلاث طرق:
الطريق الأولى: طريق ابن جريج عن أبي حرب بن أبي الأسود وعن زاذان، واختلف فيه على ابن جريج فروي عنه هكذا، وروي عنه، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أبيه، وعن رجل، عن زاذان:
أخرج هذا الوجه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 213: 6042)، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي غسان مالك بن إسماعيل، عن حبّان بن علي العنزي، عن ابن جريج، به بنحوه.
ورواه من طريقه أبو نعيم في الحلية (1/ 187)، به بنحوه لكنه اقتصر على ذكر سلمان رضي الله عنه.
قلت: حبّان بن علي قال عنه في التقريب (149: 1076): ضعيف وكان له فقه وفضل.
الطريق الثانية: طريق أبي البختري سعيد بن فيروز عن عليّ رضي الله عنه: رواه ابن سعد في الطبقات (4/ 64)، عن مسعر، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ مقتصرًا على ذكر سلمان رضي الله عنه. =
= ورجاله ثقات لكنه مرسل أبو البختري لم يسمع من علي رضي الله عنه (انظر: التهذيب 4/ 72).
ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 187)، عن محمَّد بن أحمد بن الحسن، عن بشر بن موسى، عن خلاد بن يحيى، عن مسعر به قال: سئل عليّ بن أبي طالب عن سلمان رضي الله عنهما فقال: تابع العلم الأول والعلم الآخر ولا يدرك ما عنده.
ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (2/ 540)، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، به بلفظ:
"سئل عليّ رضي الله عنه عَنْ أَصْحَابِ محمَّد صلى الله عليه وسلم فقال: عن أيهم تسألوني؟ قالوا: عن عبد الله؟ قال: علم القرآن وعلم السنَّة ثم انتهى وكفى به علمًا. فقالوا: أخبرنا عن أبي موسى؟ قال: صُبِغ في العلم صبغًا. قالوا: أخبرنا عن حذيفة؟ قال: أعلم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنافقين. قالوا: حدّثنا عن عمار؟ قال: مؤمن نسي وإذا ذكرته ذكر. قالوا: حدّثنا عن أبي ذر؟ قال: وعى علمًا عجز عنه. قالوا: حدّثنا عن سلمان؟ قال: عن لقمان الحكيم تسألوني عَلِمَ علْم الأولى وعلم الآخرة بحر لا يدرك قعره وهو منَّا أهل البيت. قالوا: حدّثنا عن نفسك؟ قال: كنت إذا سُئلت أعطيت وإذا سكتُّ ابتُديت".
وروى ابن عبد البر في الاستيعاب (2/ 56)، قوله في سلمان رضي الله عنه، عن خلف بن القاسم، عن ابن المفسر، عن أحمد بن علي بن سعيد، عن عثمان بن أبي شيبة، عن جرير، عن الأعمش، به، مقتصرًا على ذكر سلمان كما تقدم.
وأشار إلى رواية زاذان عن علي رضي الله عنه.
الطريق الثالثة: طريق قيس بن أبي حازم عن عليٍّ رضي الله عنه:
رواه الطبراني في الكبير (6/ 213: 6041)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن إبراهيم بن يوسف الصيرفي، عن علي بن عابس، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ =
= مرة، عن في بن أبي حازم بنحو لفظ الفسوي وزاد في آخره: وإن بين الذقنين لعلمًا جمًّا
قلت: علي بن عابس الأسدي الكوفي ضعيف كما قال الحافظ رحمه الله في التقريب (402: 4757).
ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن إبراهيم بن يوسف، عن علي بن عاب، عن الأعمش، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم باللفظ المتقدم أيضًا.
وتقدم أن الأثر يرتقي بالطريقين اللتين أخرجهما أحمد بن منيع إلى درجة الحسن لغيره، وكذا يرتقي بمجموع طرقه إلى درجة الحسن لغيره، فإن كل طريق كما سبق لا تخلو من ضعف فيرتقي بمجموعها إلى الحسن، والله أعلم.
3991 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ عَبْدِ الله الرزمي (2)، ثنا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أنا سعيدٌ عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قَالَ: افْتَخَرَ الحيَّان مِنَ الْأَنْصَارِ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ فقالت الأوس: منَّا غسيل الملائكة حنظلة الرَّاهب (3) رضي الله عنه، ومنَّا مَنِ اهتزَّ لَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ سَعْدُ بن معاذ رضي الله عنه، ومنَّا مَنْ حَمَتْهُ الدَّبْر (4) عَاصِمُ بْنُ ثَابِتِ بن أبي الأقلح رضي الله عنه، ومنَّا من أُجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت رضي الله عنه. وقال (5) الخزرج رضي الله عنهم: منَّا أَرْبَعَةٌ جَمَعُوا الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَجْمَعْهُ غَيْرُهُمْ: زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ (6)، وأُبيُّ بن كعب، ومعاذ بن جبل رضي الله عنهم.
(1) مسند أبي يعلى (3/ 238: 2946)، وفيه: محمَّد بن عبد الله الأزدي.
(2)
كذا في الأصل، وفي (عم) و (سد):"الرومي"، ولعله تصحيف من المخرَّمي أو الأزدي، ويحتمل أن يكون الرُّزي، فإنه من شيوخ أبي يعلى. ورو عن عبد الوهاب وهو ثقة يهم كما قال الحافظ. (يُنظر: تهذيب الكمال 25/ 575، والتقريب 490).
(3)
حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي المعروف بغسيل الملائكة، كان أبوه في الجاهلية يعرف بالراهب وأسلم حنظلة بعد موت أبيه فحسن إسلامه واستشهد بأُحد، قتله شداد بن شعوب، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة غسلته بعد موته وذلك أنه خرج وهو جنب فسمِّي غسيل الملائكة رضي الله عنه.
ينظر: تاريخ الطبري (2/ 69)، الجرح والتعديل (3/ 239)، الاستيعاب (1/ 281)، سيرة ابن
هشام (3/ 23)، أسد الغابة (2/ 66)، الإصابة (1/ 360 ق 1).
(4)
الدَّبْر: بسكون الباء النحل وقيل الزنانير. (النهاية 2/ 99).
(5)
في (عم) و (سد): "قالت".
(6)
هو قيس بن السكن، أحد عمومة أنس، مات ولم يدع عقًا. ينظر: الجرح والتعديل 7/ 98، الاستيعاب 4/ 76، أسد الغابة 4/ 427، 6/ 127.
رَوَاهُ الْبَزَّارُ (7) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عطاء. وأصله في البخاري (8).
(7) كشف الأستار (3/ 303: 2802)، عن يعقوب بن إبراهيم الدورقي عن عبد الوهاب بنحوه.
وفي آخره: فقيل لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي.
وقال الهيثمي بعده: قلت: لم أره بتمامه ونقل قول البزّار: الدَّبْر هذه الزنانير الكبار الحمر.
(8)
في كتاب فضائل القرآن- باب القرّاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (6/ 154)، عن قتادة قال: سألت أنس بن مالك رضي الله عنه: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبيّ بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد.
ورواه مسلم في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة- باب من فضائل أُبي بن كعب وجماعة من الأنصار رضي الله عنهم (4/ 1914: 2465).
3991 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد؛ لأن قتادة عنعن وهو مدلّس، والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 78/ ب): رواه أبو يعلى الموصلي والبزار والطبراني في الكبير بإسناد حسن وهو في الصحيح باختصار.
وقال الهيثمي في المجمع (10/ 44): رواه أبو يعلى والبزار والطبراني ورجالهم رجال الصحيح.
قلت: فيه عنعنة قتادة وهو مدلّس.
تخريجه:
رواه الطبراني في الكبير (4/ 10: 3488)، عن محمَّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن يحيى بن معين، عن عبد الوهاب بن عطاء، به بنحوه.
ورواه ابن عساكر في تاريخه (2/ 590)، عن المظفر بن القشيري، عن أبيه أبي القاسم، عن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن، عن أبي عوانة، عن يعقوب بن إسحاق الصَغّاني، عن عبد الوهاب بن عطاء، به بنحوه.
وقال: هذا حديث حسن صحيح. =
= ورواه ابن عبد البر في الاستيعاب (1/ 281)، عن عبد الوارث بن سفيان، عن قاسم بن أصبغ، عن محمَّد بن عبد السلام الخشني، عن أبي يوسف يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عن عبد الوهاب بن عطاء، به ينحوه لكنه قال في آخره: فقال الخزرجيون: منّا أربعة قرؤوا الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لم يقرأه غيرهم
…
فذكرهم.
قال ابن عبد البر: لم يقرأه كله أحد منكم يا معشر الأوس ولكن قد قرأه جماعة من غير الأنصار منهم عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمرو بن العاص وغيرهم.
قلت: الشطر الثاني فيه وهو ما يتعلق بمن جمع القرآن عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أصله في الصحيح كما تقدم فيرتقي إلى درجة الصحيح لغيره.
وأما الشطر الأول فمنه ما أصله في الصحيح كاهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ رضي الله عنه أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار، باب مناقب سعد بن معاذ رضي الله عنه. البخاري مع الفتح (7/ 154: 3803)، من حديث جابر رضي الله عنه.
وأخرجه مسلم في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل سعد بن معاذ رضي الله عنه (1915: 2466)، ومن حديث أن رضي الله عنه (2467).
وكذلك قصة عاصم بن ثابت وحماية الدَّبْر له أخرجها البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة الرجيع ورِعْلِ وذكوان وبئر معونة وحديث عضل والقارة وعاصم بن ثابت وخبيب وأصحابه، البخاري مع الفتح (7/ 437: 4086)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
وأما خزيمة بن ثابت وكون النبي صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين فصحيح كما يأتي في مناقبه إن شاء الله، والله أعلم.
3992 -
وَقَالَ مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي زِيَادَاتِ مُسْنَدِ مسدّد: حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمٍ الْقُرَشِيُّ ثنا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سالم، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأَمَر بالشورى دخَلَت عليه حفصة رضي الله عنها فقالت (1): يا أبة إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّ هَؤُلَاءِ السِّتَّةَ لَيْسُوا برضا (2).
فقال رضي الله عنه: أسنِدوني. فأسندوه. قال رضي الله عنه: مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَلِيِّ بْنِ أبي طالب رضي الله عنه؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يَا عَلِيُّ يَدَكُ فِي يَدِي، تَدْخُلُ مَعِي (3) يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَيْثُ أَدْخُلُ" مَا عَسَى أَنْ يقولوا في عثمان رضي الله عنه؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "يوم (4) يموت عثمان رضي الله عنه تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: لِعُثْمَانَ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً؟. قَالَ صلى الله عليه وسلم: "لعثمان رضي الله عنه خَاصَّةً"، مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي طَلْحَةَ بن عبيد الله رضي الله عنه؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَيْلَةً وَقَدْ سَقَطَ رَحْلُهُ فَقَالَ:"مَنْ يُسَوِّي لِي رَحْلِي وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ" فَبَدَرَ طَلْحَةُ بن عبيد الله رضي الله عنه فسواه له صلى الله عليه وسلم حَتَّى رَكِبَ، فَقَالَ [لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم] (5) صلى الله عليه وسلم:"يَا طَلْحَةُ هَذَا جبريل عليه الصلاة والسلام يقريك السَّلَامُ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فِي أَهْوَالِ يَوْمِ القيامة حتى أنجيك منها".
(1) في (عم) و (سد): "فقالت له".
(2)
يقال: رجل رضا، يعني: مَرْضيّ "لسان العرب ر ض ي).
(3)
في (عم) و (سد): "تدخل معي الجنة يوم القيامة
…
".
(4)
سقطت: "يوم" من (سد).
(5)
ما بين القوسين بحاشية الأصل وعليه: (صح).
مَا عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي الزُّبَيْرِ بْنِ العوام رضي الله عنه؟! رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ نام فجلس الزبير رضي الله عنه يَذُبُّ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى اسْتَيْقَظَ فَقَالَ لَهُ: "يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَمْ تَزَلْ؟ " قَالَ رضي الله عنه: لم أزل بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ صلى الله عليه وسلم: "هذا جبريل عليه الصلاة والسلام يقريك السَّلَامَ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى أذب عن وجهك شرر النار"(6).
ما عسى أن يقولوا في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؟! سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ بَدْرٍ وَقَدْ أَوْتَرَ (7) قَوْسَهُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مَرَّةً يَدْفَعُهَا إِلَيْهِ وَيَقُولُ: ارْمِ فِدَاكَ أَبِي وأمي.
وما عَسَى أَنْ يَقُولُوا فِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عوف رضي الله عنه؟! رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يقول (8) في منزل فاطمة رضي الله عنها والحسن والحسين رضي الله عنهما يَبْكِيَانِ جُوعًا ويَتَضَوَّران (9) فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يَصِلُنَا بِشَيْءٍ؟ " فَطَلَعَ عَبْدُ الرحمن بن عوف رضي الله عنه بصفحة فِيهَا حَيْسَة (10) وَرَغِيفَانِ بَيْنَهُمَا إِهَالة (11)، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:"كَفَاكَ اللَّهُ تعالى أَمْرَ دُنْيَاكَ، وَأَمَّا أَمْرُ آخِرَتِكَ فَأَنَا لَهَا ضامن".
(6) في (عم) و (سد): "شرر جهنم".
(7)
يقال: أوتر قوسه جعل لها وترًا ووتَّرها توتيرًا شد وترها، والوتَرَ بالتحريك هو شِرْعة القوس ومُعَلَّقُها. (ينظر: القاموس 2/ 158 وت ر).
(8)
في (عم) و (سد): "يقول وهو في منزل فاطمة رضي الله عنها".
(9)
الضَّوْرَة الجَوْعَة، والضَّور شِدَّة الجوع، والتَّضَوُّر التلوي والصياح من وجع الضرب أو الجوع. (لسان العرب ض ور).
(10)
الحَيْس هو الطعام المتخذ من التمر والأَقِط والسمن وقد يجعل عوض الأقط الدقيق أو الفتيت. (النهاية 1/ 467).
(11)
الإِهالة كل شيء من الأدهان مما يؤتدم به وقيل هو ما أذيب من الألية والشحم، وقيل: الدسم الجامد. (النهاية 1/ 84).
3992 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لعنعنة الوليد بن مسلم وهو مدلس.
قال البوصيري (3/ 52/ ب): رواه مسدّد بسند ضعيف لتدليس الوليد بن مسلم.
تخريجه:
رواه من طريقه الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه ص (37)، عن أبي الحسن محمَّد بن أحمد بن رزقوية عن أبي بكر أحمد بن سلمان الفقيه، عن معاذ بن المثنى، به، بنحوه.
وقال: لفظ الحديث لابن رزقويه.
ورواه الديلمي كما في الفردوس (5/ 401: 8553) عن بنجير عن جعفر بن محمَّد الأبهري، عن محمَّد بن عبد الله القزويني، عن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، عن معاذ، به، مقتصرًا على قوله صلى الله عليه وسلم: يَا طَلْحَةُ هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكَ السَّلَامُ وَيَقُولُ: أَنَا مَعَكَ فِي أهوال القيامة حتى أنجيك منها.
وذكر قوله صلى الله عليه وسلم: "يَوْمَ يَمُوتُ عُثْمَانُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَلَائِكَةُ السَّمَاءِ". الفردوس (5/ 533: 8999).
ورواه الطبراني في الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 416: 3916) عن بكر بن سهل، عن محمَّد بن عبد الله بن سليمان الخراساني، عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن المبارك، عن معمر، به، بنحوه. مع تقديم وتأخير في ألفاظه ولم يذكر فيه سعدًا رضي الله عنه.
وقال الطبراني: لم يروه عن الزهري إلَّا معمر ولا عنه إلَّا ابن المبارك تفرد به عبد الله بن يحيى.
قلت: بكر بن سهل قال عنه النسائي: ضعيف (ينظر: السير 13/ 425، لسان الميزان 2/ 51). =
= وروى الحديث كذلك أبو بكر الشافعي في الغيلانيات وأبو الحسن بن بشران في فوائده وأبو نعيم في الفضائل وابن عساكر كما في الكنز (36736) قال: وسنده صحيح.
قلت: ولم أقف عليه في ابن عساكر.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد رضي الله عنه: "ارم فداك أبي وأمي" أصله في الصحيحين رواه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه (5/ 19)، عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى قال: سمعت سعدًا رضي الله عنه يقول: "جمع لي النبي صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد".
ورواه أيضًا في تاب المغازي- باب: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا
…
} (5/ 81).
ورواه مسلم في صحيحه -باب فضائل الصحابة- باب من فضائل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه ح (2412).
ورواه البخاري في كتاب المغازي- باب: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا
…
} (5/ 81)، عن سعد رضي الله عنه قال: نثل لي النبي صلى الله عليه وسلم كنانته يوم أحد فقال: "ارم فداك أبي وأمي" وعن علي رضي الله عنه قال: مَا سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد إلَّا لسعد بن مالك فإني سمعته يقول يوم أحد: "يا سعد ارم فداك أبي وأمي".
ورواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه في الموضع المتقدم ح (2411).
3993 -
[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُمَرَ (2) بْنِ شَقِيقٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنِ النَّضْر بْنِ حُمَيد عَنْ سعدٍ الإِسْكَاف عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ محمَّد بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ رضي الله عنه قال: أتى جبريل عليه الصلاة والسلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمَّد إن الله تعالى يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِكَ ثَلَاثَةً فَأَحِبَّهُمْ: عَلِيُّ بْنُ أبي طالب، وأبو ذر، والمقداد رضي الله عنهم قال: وأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فَقَالَ: يَا محمَّد: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثلاثة من أصحابك، وعنده صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه فَرَجَا أَنْ يَكُونَ لِبَعْضِ الْأَنْصَارِ، قَالَ: فَأَرَادَ أَنْ يَسْأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُمْ فَهَابَهُ، فَخَرَجَ فَلَقِيَ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ إِنِّي كُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آنِفًا فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام فقال: إن الجنة تشتاق إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ، فَرَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ لبعض الأنصار، فهبت أن أسأله صلى الله عليه وسلم فهل لك أن تدخل فتسأله؟ فقال رضي الله عنه: إِنِّي أَخَافُ أَنْ أَسْأَلَهُ فَلَا أَكُونُ مِنْهُمْ فَيَشْمَتُ بِي قَوْمِي. ثُمَّ لَقِيَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَقَالَ له (3) مثل قوله لأبي بكر رضي الله عنه فقال (4) له مثل قول أبي بكر رضي الله عنه، فلقي عليًا رضي الله عنه فقال له علي رضي الله عنه: نَعَمْ أَنَا أَسْأَلُهُ فَإِنْ كُنْتُ مِنْهُمْ فَأَحْمَدُ الله تعالى، وإن لم أكن منهم يعني: فلا يضر (5)، فدخل عليٌّ (6)
(1) مسند أبي يعلى (6/ 177: 6739)، مع اختلاف في اللفظ يسير.
(2)
في (عم) و (سد): "الحسن بن بكر".
(3)
في (عم): "فقال قوله".
(4)
في (عم) و (سد): "ورد عليه مثل قول أبي بكر رضي الله عنه".
(5)
في (عم): "لم يضر"، وفي (سد):"فلا يضرني".
(6)
في (عم): "فدخل رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
رضي الله عنه فقال: إن أنسًا رضي الله عنه حَدَّثَنِي أَنَّهُ كَانَ عِنْدَكَ آنِفًا وَإِنَّ جِبْرِيلَ عليه الصلاة والسلام أَتَاكَ فَقَالَ: إِنَّ الْجَنَّةَ لَتَشْتَاقُ إِلَى ثَلَاثَةٍ من أصحابك فمن هم يا نبي الله؟ قال صلى الله عليه وسلم:"أَنْتَ مِنْهُمْ يَا عَلِيُّ وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ رضي الله عنه وَسَيَشْهَدُ مَعَكَ مَشَاهِدَ بيِّنٌ فَضْلُها، عظيمٌ خَيْرُها، وسلمان رضي الله عنه وَهُوَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ وَهُوَ نَاصِحٌ فَاتَّخِذْهُ لنفسك".
3993 -
[1] درجته:
شديد الضعف بهذا الإِسناد؛ لأن فيه النَّضْر بن سليمان وسعد بن طَرِيف وهما متروكان، والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 54/ أ): رواه أبو يعلى بسند ضعيف لضعف سعد بن طَرِيف الإسكاف ورواه البزّار من طريق سعد الإِسكاف عن محمَّد بن علي، عن أنس
…
فذكر بعض لفظه.
وقال الهيثمي في المجمع (9/ 120): رواه أبو يعلى وفيه النَّضْر بن حُمَيد الكندي وهو متروك.
3993 -
[2] وَقَالَ الْبَزَّارُ (1): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَالِكٍ الْقُشَيْرِيُّ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ فَذَكَرَهُ.
وَقَالَ: النَّضْر وسعد لم يكونا قويين، وما رواه إلَّا جعفر.
(1) الذي في كشف الأستار (3/ 184: 2524) هو حديث أنس رضي الله عنه وقال: لا نعلمه يروي إلَّا عن أنس بهذا الإِسناد ولا رواه إلَّا عن جعفر، عن النَّضْر، والنَّضْر وسعد الإِسكاف لم يكونا بالقويين في الحديث وقد حدث عنهما أهل العلم.
وكذا عزاه الهيثمي في المجمع (9/ 121) للبزار من حديث أنس رضي الله عنه وقال: فيه النَّضر بن حُمَيد الكندي وهو متروك.
3993 -
[2] درجته:
ضعيف جدًا بهذا الإِسناد أيضًا: لأن النَّضْر بن حُمَيد وسعدًا الإِسكاف متروكان كما تقدم. والله أعلم.
تخريجه:
الحديث مداره على جعفر بن سليمان واختلف عليه فروى عنه عن النَّضْر، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده كما عند أبي يعلى، وروى عنه، عن النَّضْر، عن سعد الإِسكاف، عن محمَّد بن علي، عن أنس كما عند البزّار.
والحديث أصله في سنن الترمذي عن أنس رضي الله عنه -أبواب المناقب- مناقب سلمان رضي الله عنه (5/ 332: 3844) ولفظه: إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان. وقال الترمذي: حديث حسن غريب لا نعرفه إلَّا من حديث الحسن بن صالح.
قلت: فيه سفيان بن وكيع تقدم أنه مع كونه صدوقًا لكنه ابتلي بوراقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه فنصح فلم يقبل فسقط حديثه (وانظر: الميزان 2/ 363، والتقريب 245: 2456).
ورواه الحاكم في المستدرك (4/ 173)، وقال: هذا حديث صحيح الإِسناد ولم يخرجاه. =
= ورواه البزّار كما تقدم.
وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (1/ 284: 459)، وقال بعده: هذا حديث لا يصح وأبو ربيعة اسمه زيد بن عوف ولقبه فهد قال ابن المديني: ذاهب الحديث. وقال الفلاس ومسلم بن الحجاج: متروك الحديث.
قلت: هذا وهم منه رحمه الله فإن أبا ربيعة الذي روى عن الحسن وروى عنه الحسن بن صالح بن حي قيل اسمه عمرو بن ربيعة وحسن الترمذي بعض أفراده وقال عنه الحافظ في التقريب: مقبول. (انظر: التهذيب 12/ 94، والتقريب 639: 8093).
وعزاه الهيثمي في المجمع (9/ 347): للطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة الإِيادي وقد حسن الترمذي حديثه.
ورواه أبو نعيم في الحلية (1/ 190) بلفظ: "اشتاقت الجنة إلى أربعة علي، والمقداد، وعمار، وسلمان".
إلَّا أنه من طريق عمران بن وهب الطائي وروايته عن أنس معضلة كما قال أبو حاتم. (الجرح والتعديل 6/ 356).
وعزاه في المجمع (9/ 310) للطبراني وقال: سلمة بن الفضل وعمران بن وهب اختلف في الاحتجاج بهما وبقية رجاله ثقات.
قلت: فالحاصل أن حديث الباب لا يرتقي لكن أصله يرتقي بمجموع الطريقين السابقتين طريق أبي ربيعة الإِيادي، وعمران بن وهب إلى درجة الحسن لغيره.
وروى أبو نعيم في الحلية أيضًا (9/ 310) من حديث بريدة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نزل عليَّ الروح الأمين فحدثني أن الله تعالى يحب أربعة من أصحابي". فقال له من حضر: من هم يا رسول الله؟ فقال: "علي وسلمان وأبو ذر والمقداد".
وفيه القاسم بن أحمد القاسم لم يتبين لي من هو، والله أعلم.
3994 -
وقال عبد (1): حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ النُّعْمَانِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّان (2)، عَنْ عطاء الخراساني، عن أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا يَجْتَمِعُ حبَّ هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَةِ إلَّا فِي قلبُ مُؤْمِنٍ، أَبُو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي رضي الله عنهم".
* هذا منقطع (3).
(1) المنتخب (426: 1464).
(2)
في (عم) و (سد): "حبّان"، وهو خطأ.
(3)
لأنَّ عطاءً لم يسمع من أبي هريرة رضي الله عنه.
3994 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد للانقطاع بين عطاء الخراساني وأبي هريرة.
قال البوصيري (3/ 45/ب): رواه عبد بن حميد ورواته ثقات.
تخريجه:
رواه القطيعي في زياداته على الفضائل للإِمام أحمد (1/ 427: 675) عن محمَّد بن أحمد، عن العباس بن أبي طالب، عن هاشم بن القاسم، به، بلفظ: "لا يجمع حبَّ هؤلاء الأربعة إلَّا قلبُ مؤمن
…
إلخ".
ورواه أبو نعيم في الحلية (5/ 203) عن أبي بكر محمَّد بن جعفر بن الهيثم، عن أحمد بن الخليل البرجلاني، عن أبي النَّضْر هاشم بن القاسم، به، بنحوه.
وقال أبو نعيم: رواه أحمد بن حنبل عن أبي النَّضْر مثله ورواه أبو عامر، عن الثوري، عن عطاء الخراساني، عَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، مِثْلَهُ.
ورواه ابن عساكر في تاريخه (11/ 210) عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي سعد الكنزودي، عن أبي الحسن محمَّد بن علي بن المديني، عن محمَّد بن جعفر بن محمَّد الأنباري، عن أبي العوام الرياحي، عن هاشم بن القاسم، به، بنحوه. =
= ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي سعد الكنزودي، عن أبي الحسن محمَّد بن علي بن الحسين، عن محمَّد بن جعفر، عن أحمد بن الخليل، عن هاشم بن القاسم، به، بنحوه.
ورواه أيضًا في نفس الموضع عن أبي القاسم، عن أبي سعد المقري، عن أبي الحسن علي بن محمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الله بن أحمد العبدي، عن محمَّد بن أحمد بن يزيد الرياحي، عن هاشم بن القاسم، به إلَّا أنه اسقط يزيد بن حَيَّان، بنحوه.
3995 -
وقال (1) الحارث (2): حدّثنا المقرئ حدّثنا عمر بن عبيد الله (3)، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعْشَرَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ مُتَوَافِرُونَ نَقُولُ: أَفْضَلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر، ثم عثمان رضي الله عنهم، ثم نسكت.
(1) بغية الباحث (888: 959).
(2)
سقط: "الحارث" من (سد).
(3)
وهو عمر بن عبيد. (انظر: الميزان 4/ 132، المغني في الضعفاء 2/ 470).
3995 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف عمر بن عبيد.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 45/ب).
تخريجه:
رواه العقيلي في الضعفاء (3/ 181) عن عبد الله بن أحمد بن أبي ميسرة، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به، بنحوه.
ورواه ابن عدي في الكامل (5/ 64) عن ابن منير، عن محمَّد بن أبي داود المناوي، عن أبي عبد الرحمن المقرئ، به، بنحوه.
وقال بعده: وهذا لا أعلم قاله عن سهل، عن أبيه، عن أبي هريرة غير عمر بن عبيد وإنما يروى عن سهل، عن أبيه، عن ابن عمر وما أظن أن لعمر بن عبيد غير هذين الحديثين اللذين ذكرتهما.
قلت: بل قد تابعه إسماعيل بن عياش.
روى حديثه ابن أبي عاصم في السنة (2/ 569: 1197) عن عبد الوهاب بن الضحاك، عن إسماعيل بن عياش، عن سهيل، به، بنحوه.
وفيه عبد الوهاب بن الضحاك قال عنه أبو داود: كان يضع الحديث. وقال عنه النسائي والعقيلي والبيهقي: متروك. (انظر: التهذيب 6/ 446: 447). =
= ورواه العقيلي في الضعفاء (3/ 181)، عن محمَّد بن علي، عن زهدم بن الحارث، عن عمر أبي حفص الخزاز، عن سهيل، عن أبيه، عن ابن عمر أو عن أبي هريرة شك زهدم، بنحوه.
وقال العقيلي: فالحديث عن ابن عمر صحيح ثابت في تفضيل الثلاثة وإليه يذهب أحمد بن حنبل رحمه الله.
قلت: وعليه فهذا الوجه ضعيف منكر والوجه المعروف الصحيح هو ما رواه البخاري في صحيحه -كتاب فضائل الصحابة- باب مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه البخاري مع الفتح (7/ 66: 3697)، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:"كنا فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لا نعدل بأبي بكر أحدًا ثم عمر، ثم عثمان، ثم نترك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نفاضل بينهم".
ورواه أيضًا الإِمام أحمد في المسند (2/ 14، 26)، وأبو داود (4628)، والترمذي (5/ 292)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 566) - باب في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ح (1190) وما بعده.
كلهم من طرق عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وهذا الأثر وغيره مما استدل به أهل السنة والجماعة على أن خير هَذِهِ الْأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي رضي الله عنهم، وهذا ما استقر عليه أمر أهل السنة والجماعة وان كانت مسألة عثمان وعلي رضي الله عنهما ليست من الأصول التي يضلل المخالف فيها عند أهل السنة لكن التي يضلل فيها مسألة الخلافة، فأهل السنة يؤمنون بأن الخليفة بعد رسول الله - أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرُ ثُمَّ عُثْمَانُ ثُمَّ علي رضي الله عنهم.
ولذا قال الإِمام ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية: ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء فهو أضل من حمار أهله.
ينظر: الاعتقاد للبيهقي (197) فما بعدها، شرح العقيدة الواسطية (144)، شرح العقيدة الطحاوية ت/ الألباني (484)، والله أعلم.
3996 -
حدّثنا (1) يزيد [ثنا](2): سُفْيَانُ [بْنُ حُسَيْنٍ](3) عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ، عن مجاهد، قال: قرأ عمر رضي الله عنه على المنبر {جَنَّاتُ عَدْنٍ} فقال لا يدخلها إلَّا نبي، هنيئًا لك يَا صَاحِبَ الْقَبْرِ، وَأَشَارَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، أَوْ صِدِّيقٌ، هَنِيئًا لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، أَوْ شَهِيدٌ، وَأَنَّى لعمر بالشهادة؟ وإن الذي أخرجني من منزني [بالحَثْمَة](4) لقادر على أن يسوقها إليَّ.
(1) بغية الباحث (891: 963)، وفيه زيادة: أنَّ عمر رضي الله عنه قال: هل تدرون ما جنات عدن؟ قصر في الجنة له خمسة آلاف باب، على كل باب خمسة وعشرون ألفًا من الحور العين، لا يدخله إلَّا نبي
…
الحديث.
(2)
في الأصل: "يزيد بن سفيان بن حسن"، وهو خطأ، وما أثبت هو ما في (عم) و (سد) وهو الصحيح. والله أعلم.
(3)
بحاشية الأصل وعليه (صح).
(4)
في جميع النسخ: بالحنتمة، وهو تصحيف من الحَثْمة، وما أثبت هو ما في بغية الباحث.
والحَثْمة: الأكمة الحمراء. وقال الأزهري: الحَثْمة بالتحريك الأكمة، ولم يذكر الحمراء، وقال: يجوز تسكين الثاء. وحَثْمة: موضع بمكة قرب الحَزْوَرَة من دار الأرقم. وقيل: الحثمة: صخرات في ربع عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمكة. يُنظر: معجم ما استعجم 1/ 425، معجم البلدان 2/ 251.
3996 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد للإِنقطاع الذي فيه فمجاهد لم يسمع من عمر رضي الله عنه. والله أعلم.
قال البوصيري (3/ 45/ب)، رواه الحارث بن أبي أُسامة ورواته ثقات.
قلت: لكن فيه انقطاعًا كما سبق.
تخريجه:
رواه الطبراني في المعجم الأوسط كما في مجمع البحرين (6/ 234: 3645)، =
= عن هيثم بن خلف، عن عمر بن محمَّد بن الحسن الأسدي، عن أبيه، عن شريك، عَنْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أبي حازم قال: خطب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الناس ذات يوم على منبر المدينة فقال في خطبته: إن في جنات عدن قصرًا له خمسمائة باب على كل باب خمسة آلاف من الحور العين لا يدخله إلَّا نبي ثم التفت إلى قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: هنيئًا لك يا صاحب هذا القبر ثم قال: أو صدِّيق ثم التفت إلى قبر أبي بكر فقال: هنيئًا لك يا أبا بكر ثم قال: أوشهيد ثم أقبل على نفسه فقال: وأنّى لك الشهادة يا عمر؟! ثم قال: إن الذي أخرجني من مكة إلى هجرة المدينة قادرٌ أن يسوق إليّ الشهادة.
قال ابن مسعود: فساقها الله إليه على يد شر خلقه عبد مملوك للمغيرة. قال الهيثمي في المجمع (9/ 58)، رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح غير شريك النخعي وهو ثقة وفيه خلاف.
قلت: عمر بن محمَّد بن الحسن بن الزبير الأسدي المعروف بابن التَلّ قال عنه الحافظ في التقريب (417: 4964)، صدوق ربما وهم من الحادية عشرة مات سنة خمسين ومائتين.
وقال عن أبيه محمَّد بن الحسن بن الزبير في التقريب أيضًا (474: 5816)، صدوق فيه لين من التاسعة، مات سنة مائتين.
أمّا شريك بن عبد الله فصدوق قبل اختلاطه.
وعليه فالأثر في رتبة الحسن وهذه المتابعة ترقى حديث مجاهد إلى رتبة الحسن لغيره، والله أعلم.
3997 -
حَدَّثَنَا (1) محمَّد بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كُنَاسَة، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ قَالَ: ذَكَرْنَا (2) عِنْدَهُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعَلِيًّا رضي الله عنهم فَقَالَ: نِعْمَ الرَّأْي (3) وَإِنِّي لَأَجِدُ لِعَلِيٍّ فِي قلبي من الليطة (4) مالًا أجد لهما.
(1) بغية الباحث (892: 964).
(2)
كذا في جمع النسخ، والظاهر أنَّ المراد ذكرنا عند أبي البختري، والقائل هو حبيب لا سيما وأبو البختري فيه تشيُّع، والله أعلم.
(3)
كذا في جميع النسخ، وجاء في الإِتحاف وبغية الباحث: نعم المرآن.
(4)
يقال: لاط حبُّه بقلبي يَلُوط ويَلِيْط وهو ألْوَط بقلبي وألْيَط يعني الزق (الفائق 3/ 338)، اللسان (7/ 396 ل ي ط).
3997 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لتدليس حبيب بن أبي ثابت والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 45/ب).
تخريجه:
لم أقف عليه.
3998 -
حَدَّثَنَا (1) عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ وَاقِدٍ ثنا بَشِيرُ بْنِ زَاذَانَ عَنْ رُكَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شداد بن أوس رضي الله عنه قَالَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ أَرْأَفُ أُمَّتِي وَأَرْحَمُهَا، وَعُمَرُ أجرأ أُمتي وأعدلها، وعثمان أحيا أُمَّتي وَأَكْرَمُهَا، وَعَلِيٌّ أَلَبُّ أُمتي وَأَشْجَعُهَا، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ أَبَرُّ أُمَّتي وَآمَنُهَا، وَأَبُو ذَرٍّ أَزْهَدُ أُمتي وَأَصْدَقُهَا، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ أَعْذَرُ (2) أُمتي وأتقاها، ومعاوية أحلم أُمتي وأجودها".
(1) بغية الباحث (892: 965).
(2)
في بغية الباحث: أَعْدَل.
3998 -
درجته:
ضعيف بهذا الإِسناد لضعف عبد الرحيم بن واقد وبشير بن زاذان؛ ولأن حديث مكحول عن شداد رضي الله عنه مرسل.
قال البوصيري (3/ 46/ أ)، رواه الحارث بسند ضعيف لجهالة بعض رواته.
تخريجه:
هذا الحديث مداره على بشير بن زاذان، واختلف عليه في إسناده على ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: عنه عَنْ رُكَيْنٍ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ شَدَّادِ بْنِ أوس رضي الله عنه وهو هذا الذي هنا.
الوجه الثاني: عنه عن عمر بن صبح، عن ركين، عن شداد بن أوس رضي الله عنه.
رواه العقيلي في الضعفاء (1/ 145)، عن بشر بن موسى، عن عبد الرحيم بن واقد الواقدي، عن بشير به بلفظ: "أبو بكر أوزن أُمتي وأوجهها وعمر بن الخطاب =
= خير أُمتي وأكملها، وعثمان بن عفان أحيا أُمتي وأعدلها، وعلي بن أبي طالب وليُّ أُمتي وأوسمها، وعبد الله بن مسعود أمين أُمتي وأوصلها، وأبو ذرّ أزهد أُمتي وأرقّها وأبو الدرداء أعدل أُمتي وأرحمها ومعاوية بن أبي سفيان أحلم أُمتي وأجودها".
قال العقيلي: ولا يتابع بشير على هذا الحديث لا يعرف إلاّ به.
ورواه من طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (2/ 29)، عن عبد الوهاب بن المبارك، عن محمَّد بن المظفر، عن أبي الحسن أحمد بن محمَّد العتيقي، عن يوسف بن الدخيل، عن العقيلي، به بلفظه، ويأتي كلامه عليه.
الوجه الثالث: عنه عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
رواه ابن الجوزي في الموضوعات في الموضع المتقدم عن علي بن عبيد الله، عن علي بن أحمد، عن خلف بن عمرو العكبري، عن محمَّد بن إبراهيم، عن يزيد الخلال، عن أحمد بن القاسم بن بهرام، عن محمَّد بن بشير بن زاذان به، بنحوه.
قال ابن الجوزي: هذا حديث مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وفي الطريقين جماعة مجروحون والمتهم به عندي بشير بن زاذان إما أن يكون من فعله أو تدليسه، عن الضعفاء وقد خلط في إسناده.
فهذه ثلاثة وجوه مدارها على بشير والحمل فيها عليه، والله أعلم.
وقد أورده السيوطي في اللآلي المصنوعة (1/ 428)، تبعًا لابن الجوزي في الموضوعات وذكر أن ابن عدي روى قول النبي صلى الله عليه وسلم:"معاوية أُحلم أُمتي وأجودها".
ولم أرَه في الكامل لابن عدي وإن كان السيوطي ذكر إسناده فيه لكن فيه إسحاق بن إبراهيم العوفي ويعقوب الفرج لم أجد لهما ترجمة.
وأورد الحديث أيضًا ابن عرّاق في تنزيه الشريعة (2/ 17)، وتعقب ابن الجوزي بأنه قد ورد نحو هذا الحديث من طرق وذكر حديث أنس رضي الله عنه: =
= "أرحم أُمتي بأُمتي أبو بكر، وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياءًا عثمان
…
الحديث".
وكذا حديث ابن عمر رضي الله عنهما نحوه.
وأشار إلى حديث شداد عند ابن عدي: "معاوية أحلم أُمتي وأجودها".
قلت: سيأتي الكلام على حديث ابن عمر وأنس رضي الله عنهما في الحديث الذي بعد هذا ولفظه مختلف عن لفظ هذا.
كما أورد هذا الحديث الشوكاني في الفوائد المجموعة (425: 168)، ونقل كلام ابن الجوزي وطرفًا من كلام السيوطي في اللآلىء. والله أعلم.
3999 -
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى (1): حَدَّثَنَا محمَّد بْنُ يَحْيَى، ثنا محمَّد بْنُ الْحَارِثِ، ثنا محمَّد بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ هُوَ ابْنُ البَيْلَمَاني (2) عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "أرأف أُمتي بأُمتي أبو بكر رضي الله عنه، وأشدهم في الإِسلام عمر رضي الله عنه، وأصدقهم حياء عثمان رضي الله عنه، وأفضلهم علي رضي الله عنه، وأفرضهم زيد بن ثابت رضي الله عنه، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل رضي الله عنه، وأقرؤهم أُبي بن كعب رضي الله عنه، وَلِكُلِّ أُمة أَمِينٌ وَأَمِينُ هَذِهِ الأُمة أَبُو عبيدة رضي الله عنه".
(1) مسند أبي يعلى (5/ 289: 5736)، لكنه قال فيه: وأقضاهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(2)
في (عم): "ابن السليماني".
3999 -
درجته:
ضعيف جدًا بهذا الإِسناد من أصل محمَّد بن عبد الرحمن بن البَيْلَمَاني فإنه واهٍ كما تقدم وفيه أيضًا محمَّد بن الحارث وعبد الرحمن بن البَيْلَمَاني ضعيفان والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 46/ أ).
تخريجه:
رواه ابن عدي في الكامل (6/ 77)، عن صدقة بن منصور، عن أبي معمر، عن هشيم، عَنْ كَوْثَرُ بْنُ حَكِيمٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عمر رضي الله عنهما بنحوه مختصرًا.
وفيه كوثر بن حكيم قال عنه أحمد وابن معين: ليس بشيء.
وقال عنه الدارقطني وغيره: متروك. (وانظر: الميزان 4/ 336).
وروا. أيضًا في الموضع المتقدم عن الحسين بن أبي معشر، عن أبي فروة يزيد بن محمَّد بْنُ يَزِيدَ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن كوثر به، بنحوه وزاد فيه:"وإنّ أصدقهم لهجة أبو ذرّ -وفي آخر- وإنّ حبر هذه الأُمة عبد الله بن عباس". =
= ورواه أيضًا في نفس الموضع عن ابن صاعد، عن أبي فروة به، بنحوه.
ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أحمد بن محمَّد بن ميمون، عن إسحاق بن إبراهيم بن الأخيل، عن مبشر بن إسماعيل، عن الكوثر به، بنحوه.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 535)، عن عبد الرحمن بن حمدان الجلّاب، عن أبي حاتم الرازي، عن محمَّد بن يزيد بن سنان الرهاوي، عن الكوثر به، بنحو رواية ابن عدي، وسكت عليه لكن قال الذهبي في التلخيص: قلت: كوثر ساقط.
وأصل الحديث من رواية أنس رضي الله عنه أخرجه الترمذي في السنن -أبواب المناقب- باب مناقب معاذ وزيد بن ثابت وأبيّ وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم. انظر: (5/ 330: 3879)، بلفظ:"أرحم أُمتي بأُمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياءً عثمان، وأقرؤهم لكتاب الله أُبي بن كعب، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ معاذ بن جبل، ألا وإن لكل أُمة أمينًا وأمين هذه الأُمة أبو عبيدة بن الجراح".
قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وهو كما قال رحمه الله.
ورواه أيضًا الإمام أحمد في المسند (3/ 184)، والحاكم في المستدرك (3/ 422)، والبيهقي في السنن الكبرى (6/ 210)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 122)، وغيرهم. والله أعلم.
4555 -
حَدَّثَنَا (1) محمَّد بْنُ الصَّبَّاح وَأَبُو الرَّبِيْع الزَّهْرَانِيُّ -وكتبته من حديث أبي الربيع- قالا: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ثنا النَّضْر أَبُو عُمَرَ الخَزَّاز، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على حراء (2) فتزلزل الجبل فقال صلى الله عليه وسلم: "اثْبُتْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيق أَوْ شَهِيدٌ، وَعَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وعلي. وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وسعيد رضي الله عنهم.
(1) مسند أبي يعلى (3/ 45: 2439).
(2)
حِرَاء -بالكسر والتخفيف والمدّ- جبل من جبال مكة على ثلاثة أميال وهو معروف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه الوحي يتعبّد في غار حراء من هذا الجبل، وفيه أتاه جبريل عليه السلام ويقابله جبل يقال له ثبير وليس بهما نبات ولا بجميع جبال مكة إلَّا شيء يسير. انظر: معجم البلدان (2/ 269 و 270).
4000 -
درجته:
ضعيف جدًا بهذا الإِسناد لأجل النَّضْر بن عبد الرحمن أبي عمر فإنه متروك كما تقدم. والله أعلم.
وقد سكت عنه البوصيري (3/ 46/ أ).
تخريجه:
رواه من طريقه ابن عساكر في تاريخه (7/ 239)، عن أم البهاء فاطمة بنت محمَّد، عن إبراهيم بن منصور، عن أبي بكر المقرئ، عن أبي يعلى به، بنحوه.
ورواه ابن أبي عاصم في السنَّة (2/ 622: 1446)، عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني به، بنحوه.
ورواه ابن عدي في الكامل (7/ 20)، عن أبي العلاء عن أبي الربيع به، بنحوه. =
= وقال ابن عدي: وهذا عن النَّضْر بهذا الإِسناد يرويه عنه إسماعيل بن زكريا أبو زياد الخُلْقَاني كوفي.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 259: 11671)، عن محمَّد بن عبد الله الحضرمي، عن أبي الربيع به، بنحوه.
ورواه في المكان نفسه عن محمَّد بن محمَّد الجذوعي القاضي.
ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن إبراهيم بن هاشم البغوي.
ورواه أيضًا في نفس الموضع عن زكريا بن يحيى الساجي.
كلهم عن أبي الربيع الزهراني به، بنحوه.
ورواه ابن عساكر في التاريخ (7/ 239)، عن أبي الأغَرِّ بن الأسعد، عن أبي محمَّد الجوهري، عن أبي حفص بن شاهين، عن عبد الله بن محمَّد البغوي.
ورواه أيضًا في الموضع المتقدم عن أبي القاسم بن السمرقندي، عن أبي الحسن بن النقور، عن أبي الحسن الحربي، عن أبي القاسم عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز.
ورواه أيضًا في المكان نفسه عن أبي الفرج قوام بن زيد بن عيسى، عن أبي الحسن بن النقور، عن أبي الحسن الحربي، عن أبي القاسم عبد الله بن محمَّد بن عبد العزيز، كلاهما عن أبي الربيع الزهراني به، بنحوه.
ونقل ابن عساكر عن ابن شاهين أنه قال: وهذا حديث غريب تفرد به النَّضْر أبو عُمَرَ الخَزَّاز ولا أعلم حدّث به عنه إلَّا إسماعيل بن زكريا ويعرف بالأسدي.
وأصل هذا الحديث فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه:
رواه مسلم في الصحيح (4/ 1880)، كتاب فضائل الصحابة -باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما (2417)، بنحو لفظ حديث ابن عباس لكن لم يذكر فيه عبد الرحمن بن عوف ولا سعيد بن زيد رضي الله عنهما.
ورواه الترمذي في أبواب المناقب -مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه =
= (5/ 287: 3781)، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح.
وقد روي أيضًا من حديث سعيد بن زيد رضي الله عنه كما رواه الإِمام أحمد في مسنده (1/ 187، 188، 189)، والترمذي في سننه - (5/ 315: 3841) - مناقب سعيد بن زيد رضي الله عنه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير وجه، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وروي أيضًا من حديث عثمان وأنس وبريدة بن الحصيب رضي الله عنهم.