الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
42 - كِتَابُ السِّيرَةِ وَالْمَغَازِي
1 - بَابُ مَوْلِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
-
4205 -
قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي صالح بن إبراهيم، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أسعد بن زرارة، حَدَّثَنِي مَنْ شِئْتَ (1)[مِنْ](2) رِجَالِ قَوْمِي، عَنْ حسان بن ثابت رضي الله عنه قَالَ: إِنِّي لَغُلَامٌ يَفْعَةٌ ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ أَوْ ثَمَانٍ، أَسْمَعُ مَا أَرَى وَأَعْقِلُ، إِذْ أَشْرَفَ يَهُودِيٌّ عَلَى أُطُمٍ يَصْرُخُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ: يَا مَعْشَرَ يَهُودَ! فَاجْتَمَعُوا إِلَيْهِ، فَقَالُوا: مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: طَلَعَ اللَّيْلَةَ نَجْمُ أَحْمَدَ الَّذِي وُلِدَ بِهِ. قَالَ: فَسَأَلْتُ سَعِيدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ: ابْنُ كَمْ كَانَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ مَقْدَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ؟ فَقَالَ: ابْنُ ستين سنة.
(1) وقع في (عم): "سيت"، وعند الحاكم:"الثبت".
(2)
ساقطة من (عم).
4255 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 24ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند فيه راو لم يسم. اهـ.
وهو في علامات النبوة من الإِتحاف المسندة (ص 46). =
= وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 248) عن محمد بن إسحاق.
ورواه ابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام (1/ 184) قال: حدثني صالح بن إبراهيم، به، بنحوه.
ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 486) وعنه: البيهقي في دلائل النبوة (1/ 109 - 110) من طريق يونس بن بكير، قال: حدثني محمد بن إسحاق، به، بنحوه. دون قوله "فسالت سعيد بن عبد الرحمن .... ".
ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 35) من طريق سلمة بن الفضل، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق وأحمد بن صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الله به بنحو رواية الحاكم.
وقد تابع ابن إسحاق -أيضًا-: إبراهيم بن محمد، عن صالح بن إبراهيم.
فرواه ابن الجوزي في المنتظم (2/ 246)، إلَّا أنه قال: عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرحمن عن حسان بن ثابت.
قلت: وهي متابعة ضعيفة جدًا، ففي إسناده محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي: قال ابن معين: كذاب خبيث لم يكن بثقة ولا مأمون، يسرق. اهـ.
وقال أبو حاتم وأبو زرعة: واهي الحديث. (انظر: التهذيب 9/ 102).
وذكر الحديث أبو القاسم الأصبهاني في دلائل النبوة (ح 181) بدون سند.
الحكم عليه:
إسناده ضعيف، لجهالة الراوي المبهم بين يحيى بن عبد الله، وحسان بن ثابت.
4206 -
[1]، أخبرنا (1) وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ (2) حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي جَهْمُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر أو عن من حدثه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ فِي نِسْوَةٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ يَلْتَمِسْنَ الرُّضَعَاءَ بِمَكَّةَ، قَالَتْ حَلِيمَةُ: فَخَرَجْتُ فِي أَوَائِلِ النِّسْوَةِ عَلَى أَتَانٍ لِي قَمْرَاءَ، وَمَعِي زَوْجِي الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى، أَحَدُ بَنِي سَعْدِ بن بكر، ثم أحد بني ناصرة (3)، قَدْ أَدْمَتْ أَتَانُنَا، وَمَعِي بِالرَّكْبِ شَارِفٌ، وَاللَّهِ مَا تَبِضُّ بِقَطْرَةٍ مِنْ لَبَنٍ فِي سَنَةٍ شَهْبَاءَ، قَدْ جَاعَ النَّاسُ حَتَّى خَلَصَ إِلَيْهِمُ الْجَهْدُ، وَمَعِي ابْنٌ لِي، وَاللَّهِ مَا يَنَامُ لَيْلَنَا وَمَا أَجِدُ فِي (4) ثَدْيَيَّ شَيْئًا أُعَلِّلُهُ به، إلَّا أنا نرجو الغيث (5)، وكانت لَنَا (6) غَنَمٌ، فَنَحْنُ نَرْجُوهَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَمَا بَقِيَ مِنَّا أَحَدٌ إلَّا عُرِضَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَكَرِهَتْهُ، فَقُلْنَا: إِنَّهُ يَتِيمٌ وَإِنَّمَا (7) يُكْرِمُ الظِّئْرَ وَيُحْسِنُ إِلَيْهَا الْوَالِدُ، فَقُلْنَا: مَا عَسَى أَنْ تَصْنَعَ بِنَا أُمُّهُ أَوْ عَمُّهُ أَوْ جَدُّهُ؟ فَكُلُّ صواحبي أخذ رضيعًا، ولم أجد شَيْئًا، فَلَمَّا لَمْ أَجِدْ غَيْرَهُ رَجَعْتُ إِلَيْهِ فَأَخَذْتُهُ، وَاللَّهِ مَا أَخَذْتُهُ إلَّا أَنِّي لَمْ أجد غيره، فقلت لصاحبي: والله لآخذن الْيَتِيمَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ، وَلَا أَرْجِعُ مِنْ بَيْنِ صواحبي ولا آخذ شيئًا، فقال: قد
(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.
(2)
وقع في (عم): "حدّثنا".
(3)
في المطبوعة: "ناضرة".
(4)
في (مح): "من"، ما أثبته من (عم).
(5)
في (عم): "الغث".
(6)
في (عم): "لي".
(7)
في (عم): "وإنه".
أَصَبْتِ، قَالَتْ: فَأَخَذْتُهُ، فَأَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إلَّا أَنْ أَتَيْتُ بِهِ الرَّحْلَ، فأمسيت أفتل ثَدْيَايَ بِاللَّبِنِ حَتَّى أَرْوَيْتُهُ، وَأَرْوَيْتُ أَخَاهُ، وَقَامَ (8) أَبُوهُ إِلَى شَارِفِنَا تِلْكَ يَلْمَسُهَا، فَإِذَا هِيَ حَافِلٌ، فَحَلَبَهَا، فَأَرْوَانِي وَرَوِيَ، فَقَالَ: يَا حَلِيمَةُ! تعلمين، والله لقد أصبت نسمة مباركة، ولقد أعطى الله تعالى عليهما مَا لَمْ نَتَمَنَّ، قَالَتْ: فَبِتْنَا بِخَيْرِ لَيْلَةٍ شباعًا، وكنا لا ننام ليلنا مَعَ صَبِيِّنَا، ثُمَّ اغْتَدَيْنَا رَاجِعِينَ إِلَى بِلَادِنَا أَنَا وَصَوَاحِبِي، فَرَكِبْتُ أَتَانِيَ الْقَمْرَاءَ فَحَمَلْتُهُ مَعِي، فَوَالَّذِي نَفْسُ حَلِيمَةٍ بِيَدِهِ (9)، لَقَطَعْتُ بِالرَّكْبِ، حَتَّى إِنَّ النِّسْوَةَ لَيَقُلْنَ (10): أَمْسِكِي عَلَيْنَا، أَهَذِهِ أَتَانُكِ الَّتِي خَرَجْتِ عَلَيْهَا؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالُوا: إِنَّهَا كَانَتْ أَدْمَتْ حِينَ أَقْبَلْنَا، فَمَا شَأْنُهَا؟ قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَقَدْ حَمَلْتُ عَلَيْهَا غُلَامًا مُبَارَكًا. قالت: فخرجنا فما زال يزيدنا الله تعالى فِي كُلِّ يَوْمٍ خَيْرًا، حَتَّى قَدِمْنَا وَالْبِلَادُ سنة، فَلَقَدْ كَانَتْ رُعَاتُنَا يَسْرَحُونَ، ثُمَّ يُرِيحُونَ، فَتَرُوحُ أَغْنَامُ بَنِي سَعْدٍ جِيَاعًا، وَتَرُوحُ غَنَمِي شِبَاعًا بطانًا حفلًا، فتحلب وَنَشْرَبُ، فَيَقُولُونَ: مَا شَأْنُ غَنَمِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى وَغَنَمِ حَلِيمَةَ، تَرُوحُ شِبَاعًا حُفَّلًا، وتروح غنمكم جياعًا، ويلكم اسرحوا حيث تسرح رعاؤكم، فَيَسْرَحُونَ مَعَهُمْ، فَمَا تَرُوحُ إلَّا جِيَاعًا كَمَا كَانَتْ، وَتَرْجِعُ غَنَمِي كَمَا كَانَتْ. قَالَتْ: وَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَشِبُّ شَبَابًا مَا يَشِبُّهُ أَحَدٌ مِنَ الْغِلْمَانِ، يِشِبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ الْغُلَامِ (11) فِي الشَّهْرِ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ السَّنَةِ، فَلَمَّا اسْتَكْمَلَ صلى الله عليه وسلم سنتين، أقدمناه مكة، أنا
(8) في (مح): "وقال"، وما أثبته من (عم).
(9)
في (عم): "فوالذي نفسي بيده".
(10)
في (عم): "يقلن".
(11)
في (عم): "غلام".
وَأَبُوهُ، فَقُلْنَا: وَاللَّهِ لَا نُفَارِقُهُ أَبَدًا وَنَحْنُ نَسْتَطِيعُ، فَلَمَّا أَتَيْنَا أُمَّهُ، قُلْنَا لَهَا: أَيُّ ظِئْرٍ! وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا صَبِيًّا قَطُّ أَعْظَمَ بَرَكَةً مِنْهُ، وَأَنَّا نَتَخَوَّفُ عَلَيْهِ وَبَاءَ مَكَّةَ وَأَسْقَامَهَا، فَدَعِيهِ نَرْجِعُ بِهِ حَتَّى تَبْرُئِي مِنْ دائك، فَلَمْ نَزَلْ بِهَا حَتَّى أَذِنَتْ، فَرَجَعْنَا بِهِ، فأقمنا أشهرًا ثلاثة أو أربعة، فبينا هُوَ يَلْعَبُ خَلْفَ الْبُيُوتِ هُوَ وَأَخُوهُ فِي غنم لهم، إِذْ أَتَى أَخُوهُ يَشْتَدُّ، وَأَنَا وَأَبُوهُ فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: إِنَّ أَخِي الْقُرَشِيَّ أَتَاهُ رَجُلَانِ عَلَيْهِمَا ثِيَابٌ بِيضٌ (12)، فَأَخَذَاهُ فَأَضْجَعَاهُ (13)، فَشَقَّا بَطْنَهُ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَبُوهُ نَشْتَدُّ، فَوَجَدْنَاهُ قَائِمًا، قَدِ انْتُقِعَ (14) لَوْنُهُ، فَلَمَّا رَآنَا أَجْهَشَ إِلَيْنَا، وَبَكَى، قَالَتْ: فَالْتَزَمْتُهُ أَنَا وَأَبُوهُ فَضَمَمْنَاهُ (15) إِلَيْنَا، فَقُلْنَا: مالك بأبي أنت [أمي](16)؟ فقال: أتاني رجلان فاضجعاني (17)، فشقا بطني، فصنع (18) بِهِ شَيْئًا، ثُمَّ رَدَّاهُ كَمَا هُوَ (19)، فَقَالَ أَبُوهُ: وَاللَّهِ مَا أَرَى ابْنِي إلَّا وَقَدْ أُصِيبَ، الْحَقِي بِأَهْلِهِ، فَرُدِّيهِ إِلَيْهِمْ قَبْلَ أَنْ يظهر به ما يتخوف (20) منه. قالت: فاحتملناه، فقدمنا (21) عَلَى أُمِّهِ، فَلَّمَا رَأْتَنَا أَنْكَرَتْ شَأْنَنَا، وَقَالَتْ: مَا رَجَعَكُمَا بِهِ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَكُمَاهُ، وَقَدْ كُنْتُمَا حَرِيصَيْنِ عَلَى حَبْسِهِ؟ فَقُلْنَا: لَا شَيْءَ إلَّا أن الله تعالى قد قضى الرضاعة،
(12) في (عم) والإتحاف: "بياض".
(13)
وقع في (مح): "فاضطجعاه"، وما أثبته من (عم)، والإتحاف.
(14)
في (عم): "امتعق".
(15)
في (عم): "فضميناها".
(16)
ساقطة من (عم)، والإتحاف.
(17)
وقع في (مح): "فاضطجعاني"، وما أثبته من (عم) والإتحاف.
(18)
كذا في (مح) والإتحاف، ولعلها:"فصنعنا".
(19)
في (عم): "ثم رأوه كما كانا".
(20)
في (عم): "ما نتخوف".
(21)
في (عم): "فقدمت".
وَسَرَّنَا مَا تَرَيْنَ، وَقُلْنَا نُؤَدِّيهِ كَمَا تُحِبُّونَ أحب إلينا، قال: فقلت: إِنَّ لَكُمَا لَشَأَنًا، فَأَخْبِرَانِي مَا هُوَ؟ فَلَمْ تدعنا حتى أخبرناها، فقالت: كلا والله لا يَصْنَعُ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِ، إِنَّ لَابْنِي شَأْنًا، أَفَلَا أُخْبِرُكَمَا خَبَرَهُ، إِنِّي حَمَلْتُ بِهِ فَوَاللَّهِ مَا حَمَلْتُ حَمْلًا قَطُّ، كَانَ أَخَفَّ عَلَيَّ مِنْهُ، وَلَا أَيْسَرَ مِنْهُ، ثُمَّ رَأَيْتُ حِينَ حَمَلْتُهُ أَنَّهُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَ مِنْهُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى (22) -أَوْ قَالَتْ: قُصُورَ بُصْرَى- ثُمَّ وَضَعْتُهُ حِينَ وَضَعْتُهُ، فَوَاللَّهِ مَا وَقَعَ كما يقع الصبيان (23)، لقد وقع معتمدًا بيديه عَلَى الْأَرْضِ رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَدَعَاهُ عنكما، فقبضته وانطلقنا.
(22) بصرى: كانت بصرى مدينة حوران، وهي في منتصف المسافة بين عمان ودمشق، وهي اليوم آثار قرب مدينة "درعة" وهي داخل حدود سوريا على أكيال من حدود الأردن. انظر: معجم البلدان (1/ 441)، معجم المعالم الجغرافية (ص 43).
(23)
في (عم): "للصبيان".
4206 -
[1] تخريجه:
ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 220)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني، بنحوه
…
ورجالهما ثقات. اهـ.
وذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 824 ب مختصر)، وعزاه لإسحاق، وأبي يعلى الموصلي وعنه ابن حبّان في صحيحه.
ومن طريق إسحاق: رواه ابن حبّان كما في الإحسان (8/ 84: 6301) قال: حدّثنا عبد الله بن محمد، حدّثنا إسحاق، به، ولم يسق لفظه، إنما قال: نحوه.
ورواه -أيضًا- إسحاق -كما في المطالب هنا- قال: أخبرنا يحيى بن آدم، أنبأنا ابن إدريس حدّثنا محمد بن إسحاق، به، بنحوه.
ورواه أبو يعلى في مسنده (93/ 13: 7163) وعنه: ابن حبّان -كما في الإِحسان (8/ 82: 6301) - قال: حدثا مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ الْكُوفِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ =
= حماد ونسخته من حديث مسروق، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثنا محمد بن إسحاق، به، إلَّا أن قال عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ حَلِيمَةَ. بدون شك. ورواية ابن حبّان من طريق مسروق وحده.
وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (ح 2094).
وقع في إسناده جهضم بن أبي جهضم وهو تحريف.
وقد نبّه محقق الموارد إلى هذا التحريف في النسخة المحققة (6/ 437).
وذكره -أيضًا- في المقصد العلي (3/ 133: 1241).
وذكره الحافظ في الإِصابة (4/ 266)، وقال: أخرجه أبو يعلى وابن حبّان في صحيحه، وصرح فيه بالتحديث بين عبد الله وحليمة. اهـ.
قلت: وفي كلامه نظر، إذ أنه عندهما بالعنعنة، كما تقدم سابقًا، وقد رواه بالتحديث الطبراني في المعجم الكبير (24/ 213: 545) فقال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا مسروق بن المرزبان، به، بنحوه.
وفيه: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قال: حدثتني حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية.
ورواه أبو نعيم في دلائل (ح 94) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال: حدّثنا مسروق بن المرزبان، به، بنحوه.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 212: 545)، وعنه: أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 94) مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ، عن محمد بن إسحاق، به، بنحوه.
ورواه ابن الجوزي في المنتظم (2/ 261) من طريق عبد الرحمن المحاربي، به، بنحوه.
ورواه الطبراني في المعجم الكبير (24/ 213: 545) من طريق زياد بن عبد الله =
= البكائي، عن محمد بن إسحاق، به، بنحوه.
ورواه البيهقي في دلائل النبوة (1/ 132) وابن الأثير في أسد الغابة (5/ 427) من طريق يونس بن بكير، قال: حدّثنا ابن إسحاق، به، إلَّا أنه قال: حدثني جهم بن أبي جهم -مولى لامرأة من بني تميم كانت عند الحارث بن حاطب- قال: حدثني من سمع عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يقول: حدثت عن حليمة، فذكره.
ومن طريق ابن إسحاق هذا: أورده ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 254)، وقال: وهذا الحديث قد روي من طرق أخر، وهو من الأحاديث المشهورة المتداولة بين أهل السير والمغازي. اهـ.
الحكم عليه:
الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان:
1 -
شك أحد الرواة، حيث قال: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَوْ عَمَّنْ حدثه عن عبد الله بن جعفر، ولم يعين ذلك، فيكون في إسناده مبهم.
2 -
جهم بن أبي جهم، قال عنه الذهبي: لا يعرف.
وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.
أورده الذهبي في السيرة من تاريخ الإِسلام (ص 46) من طريق يحيى بن زكريا، وقال: هذا حديث جيد الإِسناد. اهـ.
قلت: جود إسناده مع أنه قال عن جهم بن أبي الجهم لا يعرف.
4206 -
[2] أخبرنا (1) يحيى بن آدم، أنبأنا (2) ابن إدريس، حدّثنا محمد بن إسحاق، حدّثنا جَهْمُ بْنُ أَبِي الْجَهْمِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن جعفر، أو عن من حدثه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَتْ حَلِيمَةُ بِنْتُ الْحَارِثِ، أُمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السَّعْدِيَّةُ: قَدِمْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، نلتمس الرضعاء بمكة
…
فذكر، نحوه.
(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.
(2)
في (مح): "أنا"، وما أثبته من (عم).
4206 -
[2] تخريجه:
تقدما في الطريق السابقة.
4206 -
[3]، وقال أبو يعلى: حدّثنا مسروق بن المرزبان وَالْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ وَنَسَخْتُهُ مِنْ حَدِيثِ مَسْرُوقٍ، حدّثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن جهم ابن أَبِي الْجَهْمِ (1)، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنهما عَنْ حَلِيمَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ، قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
…
فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ.
(1) في (مح): "أبي جهم"، وما أثبته من (عم).
4206 -
[3] تخريجه:
هو في مسند أبي يعلى (13/ 93: 7163).
وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق الأولى.
4207 -
وقال أبو يعلى: حدّثنا يحيى بن عمر (1) بن النعمان الشامي، حدّثنا محمد بن يعلى الكوفي، حدّثنا عُمَرُ بْنُ صُبْحٍ (2)، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ، عن مكحول، عن شداد بن أوس رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ، مِنْ بَنِي عَامِرٍ، وَهُوَ سَيِّدُ قَوْمِهِ وَكَبِيرُهُمْ ومدرههم، يتوكأ على عصا، فقام بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم وَنَسَبَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم إِلَى جَدِّهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلَبِ! إِنِّي نبئت أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ، أَرْسَلَكَ بِمَا أَرْسَلَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى، وَغَيْرَهُمْ مِنَ الأنبياء، ألا إنك تَفَوَّهْتَ بِعَظِيمٍ، إِنَّمَا كَانَ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُلُوكُ فِي بَيْتَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ؟ بَيْتِ نُبُوَّةٍ، وَبَيْتِ مُلْكٍ، وَلَا أَنْتَ مِنْ هَؤُلَاءِ وَلَا مِنْ هَؤُلَاءِ، إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْعَرَبِ مِمَّنْ يَعْبُدُ الْحِجَارَةَ وَالْأَوْثَانَ، فَمَا لَكَ وَالنُّبُوَّةَ؟ وَلِكُلِّ أَمْرٍ حقيقة، فأتني (3) بِحَقِيقَةِ قَوْلِكِ، وَبَدْءِ شَأْنِكَ. قَالَ: فَأَعْجَبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مسألته، ثم قال: إِنَّ لِلْحَدِيثِ [الَّذِي](4) تَسْأَلُ عَنْهُ نَبَأً وَمَجْلِسًا، فَاجْلِسْ. فَثَنَى رِجْلَهُ (5) وَبَرَكَ كَمَا يَبْرُكُ الْبَعِيرُ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا أَخَا بَنِي عَامِرٍ! إِنَّ حَقِيقَةَ قُولِي وبدء شأني دعوة أبي إبراهيم، وبشر (6) بي أخي عيسى بن مريم، وإني كُنْتُ بِكْرًا لِأُمِّي، وَإِنَّهَا حَمَلَتْنِي كَأَثْقَلِ مَا تَحْمِلُ النِّسَاءُ، حَتَّى جَعَلَتْ تَشْتَكِي إِلَى صَوَاحِبِهَا (7)
(1) وقع في (مح) و (عم): "عمرو"، والتصحيح من الإتحاف وكتب التخريج والرجال.
(2)
وقع في (مح) و (عم): "عمرو بن صبيح"، وما أثبته من الاتحاف وكتب التخريج والرجال.
(3)
في (عم): "فأنبئني".
(4)
ساقطة من (عم).
(5)
في (عم): "رجليه".
(6)
في الإتحاف: "بشرى".
(7)
في (عم): "صواحبانها".
بِثِقَلِ (8) مَا تَجِدُ، وَإِنَّ أُمِّي رَأَتْ فِي الْمَنَامِ أَنَّ الَّذِيَ فِي بَطْنِهَا نُورٌ، قَالَتْ: فَجَعَلْتُ أُتْبِعُ بَصَرِي النُّورَ، فَجَعَلَ النُّورُ يَسْبِقُ بَصَرِي، حَتَّى أَضَاءَ لِي مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، ثُمَّ إِنَّهَا وَلَدَتْنِي، فَلَمَّا نَشَأْتُ بغِّض (9) إِلَيَّ الْأَوْثَانُ، وَبُغِّضَ إلىَّ الشِّعْرُ، فَاسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي جُشَمِ بْنِ بَكْرٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فِي بَطْنِ وَادٍ مَعَ أَتْرَابٍ لِي مِنَ الصِّبْيَانِ، إِذَا (10) أَنَا بِرَهْطٍ ثَلَاثٍ، مَعَهُمْ طَشْتٌ مِنْ ذَهَبٍ، مَلْآنُ (11) نُورٍ وَثَلْجٍ، فَأَخَذُونِي مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِي، وَانْطَلَقَ أَصْحَابِي هِرَابًا، حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي، فَأَقْبَلُوا عَلَى الرَّهْطِ، وَقَالُوا: مَا لَكُمْ وَلِهَذَا الْغُلَامِ؟ أَنَّهُ غُلَامٌ لَيْسَ مِنَّا، وَهُوَ مِنْ بَنِي سَيِّدِ قُرَيْشٍ، وَهُوَ مُسْتَرْضَعٌ فِينَا مِنْ غُلَامٍ يَتِيمٍ، لَيْسَ لَهُ أَبٌ، فَمَاذَا يَرُدُّ عَلَيْكُمْ قَتْلُهُ (12)؟ وَلَكِنْ إِنْ كنتم لا بد فاعلين، فاختاروا منا أينا شئتم، فلنأتكم (13)، فَاقْبَلُونَا مَكَانَهُ، وَدَعُوا هَذَا الْغُلَامَ، فَلَمْ يُجِيبُوهُمْ، فَلَمَّا رَأَى الصِّبْيَانُ أَنَّ الْقَوْمَ لَا يُجِيبُونَهُمْ، انْطَلَقُوا هِرَابًا مُسْرِعِينَ إِلَى الْحَيِّ، يُعَلِّمُونَهُمْ، وَيَسْتَصْرِخُونَهُمْ عَلَى الْقَوْمِ، فَعَمَدَ إليَّ أَحَدِهِمْ، فَأَضْجَعَنِي إِلَى الْأَرْضِ إِضْجَاعًا لَطِيفًا، ثُمَّ شَقَّ مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي، وَأَنَا أَنْظُرُ، فَلَمْ أَجِدْ لِذَلِكَ شَيْئًا، ثُمَّ أَخْرَجَ أَحْشَاءَ بَطْنِي، فَغَسَلَهُ بِذَلِكَ الثَّلْجِ، فَأَنْعَمَ غَسْلَهُ، ثُمَّ أَعَادَهَا في مكانها، ثم قام الثاني، وقال لِصَاحِبِهِ: تَنَحَّ.
ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَوْفِي، فَأَخْرَجَ قَلْبِي، وَأَنَا أَنْظُرُ، فَصَدَعَهُ، [فَأَخْرَجَ مِنْهُ
(8) في (مح): "ثقل"، وما أثبته من (عم).
(9)
في الإتحاف: "بغضت".
(10)
في (عم): "إذ أنا؟.
(11)
وقع في (مح): "ملأ"، وفي (عم):"ملائى"، وما أثبته من المطبوعة والإتحاف.
(12)
في (عم): "قبله".
(13)
في (عم): "فليأتكم".
مُضْغَةً سَوْدَاءَ رَمَى بِهَا، ثُمَّ قَالَ بِيَدِهِ يمنة منه، كأنه يتناول شيئًا، (14) ثم أتى بالخاتم في يده من نُورِ النُّبُوَّةِ وَالْحِكْمَةِ، يَخْطَفُ أَبْصَارَ النَّاظِرِينَ دُونَهُ، فختم قلبي، فامتلأ نورًا، وختمه، ثُمَّ أَعَادَهُ مَكَانَهُ، فَوَجَدْتُ بَرْدَ ذَلِكَ الْخَاتَمِ فِي قَلْبِي دَهْرًا، ثُمَّ قَامَ الثَّالِثُ، فَنَحَّى صاحبه، فأمر يده بين ثديي وَمُنْتَهَى عَانَتِي، فَالْتَأَمَ ذَلِكَ الشِّقُّ بِإِذْنِ اللَّهِ تعالى، ثم أخذ بيدي، فَأَنْهَضَنِي مِنْ مَكَانِي إِنْهَاضًا لَطِيفًا، ثُمَّ قَالَ الْأَوَّلُ الَّذِي شَقَّ بَطْنِي (15): زِنُوهُ بِعَشَرَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنُوهُ بِمِائَةٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، ثُمَّ قَالَ: زِنُوهُ بِأَلْفٍ مِنْ أُمَّتِهِ، فَوَزَنُونِي، فَرَجَحْتُهُمْ، قَالَ: دَعُوهُ، فَلَوْ وَزَنْتُمُوهُ بِأُمَّتِهِ جَمِيعًا لَرَجَحَ بِهِمْ، ثُمَّ قَامُوا إليَّ، فَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي وَمَا بَيْنَ عَيْنِي، ثُمَّ قَالُوا: يَا حَبِيبُ! لِمَ تُرَعْ، إِنَّكَ لَوْ تَدْرِي مَا يُرَادُ بك من الخير، لقرّت عينك، قال: فبينما نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ أَقْبَلَ الْحَيُّ بِحَذَافِيرِهِمْ، فَإِذَا ظِئْرِي أَمَامَ الْحَيِّ، تَهْتِفُ بِأَعْلَى صَوْتِهَا، وَهِيَ تقول: يا ضعيفاه! قال: فأكبّوا عليّ يقبلوني، ويقولون: يا حبذا أنت مِنْ ضَعِيفٍ! ثُمَّ قَالَتْ: وَاوَحِيدَاهُ! قَالَ: فَأَكَبُّوا علي يقبلوني، ويقولون: يا حبذا أنت مِنْ وَحِيدٍ! مَا أَنْتَ بِوَحِيدٍ، إِنَّ اللَّهَ معك وملائكته والمؤمنون مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، ثُمَّ قَالَتْ: يَا يَتِيمَاهُ! اسْتُضْعِفْتَ مِنْ بَيْنِ أَصْحَابِكَ، فَقُتِلْتَ (16) لِضَعْفِكَ، فَأَكَبُّوا عَلَيَّ وَضَمُّونِي إِلَى صُدُورِهِمْ، وَقَبَّلُوا رَأْسِي، وَقَالُوا: يَا حَبَّذَا أَنْتَ مِنْ يَتِيمٍ، مَا أَكْرَمَكَ على الله عز وجل، لَوْ تَعْلَمُ مَاذَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ، قَالَ: فَوَصَلُوا إِلَى شَفِيرِ الْوَادِي، فَلَمَّا بَصُرَتْ
(14) ما بين القوسين ساقطة من (مح) و (عم)، وأضفتها من الإتحاف.
(15)
في المطبوعة: "قلبي".
(16)
وقع في (مح): "فقبلت" ولم تشكل في (عم)، والتصحيح من المطبوعة والإتحاف.
بِي ظِئْرِي، قَالَتْ: يَا بُنَيَّ! أَلَا (17) أَرَاكَ حَيًّا بَعْدُ. فَجَاءَتْ حَتَّى أَكَبَّتْ عليَّ، فَضَمَّتْنِي إِلَى صَدْرِهَا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لَفِي حِجْرِهَا، قَدْ ضَمَّتْنِي إِلَيْهَا، وَإِنَّ يَدِي لَفِي يَدِ بَعْضِهِمْ، فَظَنَنْتُ أَنَّ الْقَوْمَ يُبْصِرُونَهُمْ، [فَإِذَا هم لا يبصرون](18) فَجَاءَ بَعْضُ الْحَيِّ، فَقَالَ: هَذَا الْغُلَامُ أَصَابَهُ لَمَمٌ، أَوْ طَائِفٌ مِنَ الْجِنِّ، فَانْطَلَقُوا بِهِ (19) إِلَى الْكَاهِنِ، يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيُدَاوِيهِ [فَقُلْتُ لَهُ: يا هذا! ليس بي شيء بما تَذْكُرُونَ، أَرَى نَفْسِي سَلِيمَةً، وَفُؤَادِي صَحِيحًا، وَلَيْسَ بي قَلْبَهُ] (20)، فَقَالَ أَبِي -وَهُوَ زَوْجُ (21) ظِئْرِي-: أَلَا تَرَوْنَ ابْنِي كَلَامُهُ صَحِيحٌ، إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ بِابْنِي بَأْسٌ، فَاتَّفَقَ الْقَوْمُ عَلَى أَنْ يَذْهَبُوا بِي إِلَى الْكَاهِنِ، فَاحْتَمَلُونِي، حَتَّى ذَهَبُوا بِي إِلَيْهِ، فَقَصُّوا عَلَيْهِ قِصَّتِي، فَقَالَ: اسْكُتُوا، حَتَّى أَسْمَعَ مِنَ الْغُلَامِ، فَإِنَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهِ. فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ أَمْرِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ، فَلَمَّا سَمِعَ مَقَالَتِي ضَمَّنِي إِلَى صَدْرِهِ، ونادى بأعلى صوته: يا آل العرب! اقتلوا هذا الغلام، واقتلوني معه، فواللات وَالْعُزَّى لَئِنْ تَرَكْتُمُوهُ لَيُبَدِّلَنَّ دِينَكُمْ، وَلَيُسَفِّهَنَّ أَحْلَامَكُمْ وَأَحْلَامَ آبَائِكُمْ، وَلْيُخَالِفَنَّ أَمْرَكُمْ، وَلَيَأْتِيَنَّكُمْ بِدِينٍ لَمْ تَسْمَعُوا بِمِثْلِهِ، قَالَ: فَانْتَزَعَنِي ظِئْرِي مِنْ يَدِهِ، قَالَ: لَأَنْتَ أَعْتَهُ مِنْهُ، وَأَجَنُّ، وَلَوْ عَلِمْتُ أَنَّ [هَذَا](22) يَكُونُ مِنْ قَوْلِكَ مَا أَتَيْتُكَ بِهِ، ثُمَّ احْتَمِلُونِي وَرُدُّونِي إِلَى أَهْلِي، فَأَصْبَحْتُ معزى مما فعل بي، وأصبح أثر الشق
(17) في (عم): [لا].
(18)
ما بين القوسين ساقطة من (عم).
(19)
وقع في (مح) و (عم): "بي"، وما أثبته من الإتحاف.
(20)
ما بين القوسين ساقطة من (عم).
(21)
بياض في (عم).
(22)
ساقطة من (عم).
مَا بَيْنَ صَدْرِي إِلَى مُنْتَهَى عَانَتِي، كَأَنَّهُ شِرَاكٌ، فَذَاكَ حَقِيقَةُ قَوْلِي وَبَدْءُ شَأْنِي. فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ أَمْرَكَ حَقٌّ، فَأَنْبِئْنِي بِأَشْيَاءَ، أَسْأَلُكَ عَنْهَا. قال صلى الله عليه وسلم: سل عنك. قال: وكان إليك يقول لِلسَّائِلِينَ قَبْلَ ذَلِكَ: سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ، فَقَالَ يَوْمَئِذٍ لِلْعَامِرِيِّ: سَلْ عَنْكَ. فَكَلَّمَهُ بِلُغَةِ بَنِي عَامِرٍ، فَكَلَّمَهُ بِمَا يَعْرِفُ، فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: أَخْبِرْنِي يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (23)! مَاذَا يَزِيدُ في الشر (24)؟ قال صلى الله عليه وسلم: التمادي، قال: فهل ينفع البر بعد الفجور؟ قال صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ التَّوْبَةُ تَغْسِلُ الْحَوْبَةَ، إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ، وَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ رَبَّهُ فِي الرَّخَاءِ، أعانه عند النبلاء، قَالَ: وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ قَالَ: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ -تعالى- يَقُولُ: لَا أَجْمَعُ لِعَبْدِي أَمْنَيْنِ، وَلَا أَجْمَعُ له خوفين، قال: إلى ما تدعو، قال صلى الله عليه وسلم: أدعو إلى عبادة الله تعالى وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنْ تَخْلَعَ الْأَنْدَادَ وَتَكْفُرَ بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى، وَتُقِرُّ بِمَا جَاءَ مِنَ الله تعالى مِنْ كِتَابٍ وَرَسُولٍ، وَتُصَلِّي الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ بِحَقَائِقِهِنَّ، وَتَصُومُ شَهْرًا مِنَ السَّنَةِ، وَتُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِكَ، فيطهرك (25) الله تعالى بِهِ، وَيَطِيبُ لَكَ مَالَكَ، وَتَقِرُّ بِالْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَبِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ.
قَالَ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ! فَإِنْ أَنَا فَعَلْتُ ذَلِكَ (26)، فَمَا لِي؟ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ، قَالَ: فَهَلْ مع هذا من الدنيا شيء؛ فإنه تعجبنا الوطاءة في (27) العيش، فقال النبي إليك نَعَمْ، النَّصْرُ وَالتَّمْكِينُ فِي الْبِلَادِ، قَالَ: فَأَجَابَ العامري وأناب.
(23) في (عم): "يا ابن عبد الملك".
(24)
في (عم): "الشح".
(25)
في (عم): "فيطهر".
(26)
في (عم): والإتحاف: "هذا".
(27)
في (مح): "إلى"، وما أثبته من (عم).
4207 -
تخريجه:
ذكره البوصيري في الإتحاف (3/ ق 25ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف، لضعف عمر بن صبح والراوي عنه محمد بن يعلى. اهـ.
وهو في علامات النبوة من الإتحاف المسندة (ص 53).
وتابع محمد بن يعلى: محمد بن عبيد السلمي عن عمر بن صبح.
فرواه الآجري في الشريعة (ص 379) قال: حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمد الواسطي، حدّثنا أبو علي الحسين بن علي الصدائي، حدّثنا محمد بن عبيد السلمي، به، بنحوه.
ورواه أبو نعيم في دلائل النبوة كما في البداية والنهاية (2/ 256) من طريق عمر بن الصبح، به.
قال ابن كثير عقبه: هذه القصة مطولة جدًا، ولكن عمر بن صبح هذا متروك كذاب متهم بالوضع، فلهذا لم نذكر لفظ الحديث إذ لا يفرح به. اهـ.
ورواه ابن عساكر كما في الكنز (12/ 456: 35559).
وقال: "مكحول لم يدرك شدادًا.
ورواه -أيضًا- ابن عساكر كما في الكنز (12/ 456: 35558) من طريق الوليد بن مسلم قال: حدّثنا صاحب لنا، عن عبد الله بن مسلم، حدثني عبادة بن نسي قال: سمعت أبا العجفاء، حدثني شداد بن أوس، فذكره، بنحوه.
وقال: هذا حديث غريب وفيه من يجهل، وقد روي عن شداد من وجه آخر فيه انقطاع. اهـ.
وهو في مختصر تاريخ دمشق (2/ 83). =
= الحكم عليه:
الحديث بهذا الإِسناد فيه ثلاث علل:
1 -
محمد بن يعلى السلمي، وهو ضعيف جدًا.
2 -
عمر بن الصبح التميمي، وهو متروك.
3 -
مكحول لم يدرك شداد بن أوس رضي الله عنه، قاله ابن عساكر.
وفيه يحيى بن عمر بن النعمان الشامي لم أجد له ترجمة.
وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا.