المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌24 - باب وقعة أحد - المطالب العالية محققا - جـ ١٧

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌114 - بَابُ فَضْلِ قَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ

- ‌117 - بنو ناجية

- ‌118 - نَاجِيَةَ

- ‌119 - الأنصار رضي الله عنهم

- ‌120 - أَسْلَمَ

- ‌121 - عَبْدِ الْقَيْسِ

- ‌122 - أَحْمَسَ

- ‌124 - بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ

- ‌126 - بَابُ ذَمِّ الْبَرْبَرِ

- ‌127 - بَابُ فَضْلِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى الإِجمال

- ‌128 - باب الزجر عن ذكر الصحابة رضي الله عنهم بِسُوءٍ

- ‌129 - باب حق الصحابي رضي الله عنه فِي بَيْتِ الْمَالِ زِيَادَةٌ عَلَى حَقِّ الْمُسْلِمِ

- ‌131 - باب فضل هذه الأمة

- ‌132 - بَابُ فَضْلِ أَهْلِ الْيَمَنِ

- ‌133 - باب فضل العجم وفارس

- ‌41 - فضل الْبُلْدَانِ

- ‌1 - بَابُ عَسْقَلَانَ

- ‌3 - باب أهل مصر

- ‌5 - باب فضل الشام

- ‌6 - فضل الطائف

- ‌7 - فضل نعمان

- ‌8 - فضل مكة شرَّفها الله تعال

- ‌42 - كِتَابُ السِّيرَةِ وَالْمَغَازِي

- ‌1 - بَابُ مَوْلِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ مَحَبَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَدِّهِ فِيهِ وَبَرَكَتِهِ صلى الله عليه وسلم في صغره

- ‌3 - بَابُ أَوَّلِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَشَرَفِ أَصْلِهِ

- ‌4 - باب عصمة الله تبارك وتعالى رَسُولَهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَبْلَ البعثة

- ‌5 - باب شهوده صلى الله عليه وسلم مَشَاهِدَ الْمُشْرِكِينَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ

- ‌6 - بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - باب بناء الكعبة

- ‌8 - باب البعث

- ‌9 - بَابُ أَذَى الْمُشْرِكِينَ فِي أَصْنَامِهِمْ

- ‌10 - بَابُ مَا آذَى الْمُشْرِكُونَ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم-وَثَبَاتِهِ عَلَى أَمْرِهِ

- ‌11 - باب إسلام عمر رضي الله عنه

- ‌12 - باب الهجرة إلى الحَبَشة

- ‌13 - باب دعاء النبي إِلَى الإِسلام وَاقْتِرَاحِ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ الْآيَاتِ

- ‌14 - [باب اعتراف القدماء بأعلام النبوة]

- ‌15 - باب الإسراء

- ‌16 - بَابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ

- ‌17 - باب بيعة العقبة

- ‌18 - من باب الهجرة

- ‌19 - بَابُ سَرِيَّةِ نَخْلَةَ

- ‌20 - باب غزوة بدر

- ‌22 - ذكر من قتل ببدر

- ‌23 - بَابُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ

- ‌24 - بَابُ وَقْعَةِ أُحُد

- ‌25 - باب غزوة الأحزاب وقريظة

- ‌26 - ذكر قريظة

- ‌27 - بَابُ قِصَّةِ العُرَنيين

- ‌28 - بَابُ بَعْثِ بَنِي لَحْيَان

- ‌29 - بَابُ كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى قيصر

- ‌30 - باب بعث عمرو بن أُمية الضمري

- ‌31 - باب الحديبية

- ‌33 - باب غزوة خيبر

- ‌34 - بَابُ غَزْوَةِ مُؤْتَةَ

- ‌35 - باب غزوة الفتح

- ‌36 - باب غزوة حنين

- ‌37 - باب غزوة [الطائف]

- ‌38 - باب غزوة تبوك

- ‌39 - باب بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أُكَيْدِر دومة

- ‌40 - [باب وفد الحبشة]

- ‌41 - بَابُ وَفَاةِ سَيِّدَنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌42 - بَابُ غُسْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌43 - بَابُ دَفْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌43 - كِتَابُ الْفِتَنِ

- ‌1 - بَابُ بَيَانِ بَدْءِ [الْفِتْنَةِ]

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الْجَمَاعَةِ

- ‌3 - بَابُ تَرْكِ الْعَطَاءِ مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ وَالْحَثِّ عَلَى طاعة الله تبارك وتعالى

- ‌4 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سَبَبَ الْفَسَادِ وَالْفِتَنِ تَأْمِيرُ ولاة السوء

- ‌5 - باب البيان بأن لا يبقى من الصحابة أحد إلى بَعْدَ الْمِائَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ

- ‌6 - بَابُ الْعُزْلَةِ فِي الْفِتَنِ

- ‌7 - بَابُ نُصْرَةِ أَهْلِ الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله

- ‌8 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَرْكِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌9 - باب كراهية الاختلاف

- ‌10 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ السِّلَاحِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌11 - باب علامة أول الفتن

- ‌12 - بَابُ جَوَازِ التَّرَهُّبِ فِي أَيَّامِ الْفِتَنِ

- ‌13 - بَابُ عَدَدِ الْفِتَنِ

- ‌14 - بَابُ مَبْدَإِ الْفِتَنِ وَقِصَّةُ اسْتِخْلَافِ عُثْمَانَ بْنِ عفان رضي الله عنه

الفصل: ‌24 - باب وقعة أحد

‌24 - بَابُ وَقْعَةِ أُحُد

4260 -

[1]، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بن عباد، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن الزبير رضي الله عنه قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ يومئذٍ إِلَى خَدَم النِّسَاءِ، مُشَمِّرَاتٍ يَسْعَيْنَ حِينَ انْهَزَمَ الْقَوْمُ، وَمَا أَرَى دُونَ أَخْذِهِنَّ شَيْئًا، وَإِنَّا لَنَحْسَبُهُمْ قَتْلَى مَا يَرْجِعُ إِلَيْنَا مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُصِيبَ أَصْحَابُ اللِّوَاءِ، [وَصَبَرُوا عِنْدَهُ حَتَّى صَارَ إِلَى عبدٍ له حَبَشِيٍّ، يُقَالُ لَهُ "صَوَابٌ" ثُمَّ قُتِلَ صَوَابٌ فَطُرِحَ اللِّوَاءُ]، (1) فَمَا يَقْرَبُهُ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ الله تعالى، حتى وثبت إليه عَمْرة بنت علقمة الحارثية، فَرَفَعَتْهُ لَهُمْ، وَثَابَ إِلَيْهِ النَّاسُ.

قَالَ الزُّبَيْرُ رضي الله عنه: فَوَاللَّهِ إِنَّا لَكَذَلِكَ قَدْ عَلَوْنَاهُمْ وَظَهَرْنَا عَلَيْهِمْ، إِذْ خَالَفَتِ الرُّمَاةُ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَقْبَلُوا إِلَى الْعَسْكَرِ حِينَ رَأَوْهُ مُخْتَلًّا قَدْ أَجْهَضْنَاهُمْ عَنْهُ، فَرَغَبُوا إلى الْغَنَائِمِ، وَتَرَكُوا عَهْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلُوا يَأْخُذُونَ الْأَمْتِعَةَ، فأتَتْنا الْخَيْلُ مِنْ خَلْفِنَا، فَحَطَّمَتْنَا، وَكَرَّ النَّاسُ مُنْهَزِمِينَ، فَصَرَخَ صَارِخٌ يَرَوْنَ أَنَّهُ الشَّيْطَانُ: إِلَّا إِنَّ مُحَمَّدًا قد قتل. فأعظم النَّاسُ، وَرَكِبَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَصَارُوا أَثْلَاثًا: ثُلُثًا

(1) ما بين القوسين مكتوبة في هامش (مح).

ص: 343

جريحًا، وثلثًا مَقْتُولًا، وَثُلُثًا مُنْهَزِمًا (2)، قَدْ بَلَغَتِ الْحَرْبُ، وَقَدْ كَانَتِ الرُّمَاةُ اخْتَلَفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ رَأَوُا النَّاسَ وَقَعُوا فِي الْغَنَائِمِ، وَقَدْ هَزَمَ الله تعالى الْمُشْرِكِينِ، وَأَخَذَ الْمُسْلِمُونَ الْغَنَائِمَ: فَمَاذَا تَنْتَظِرُونَ؟ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ: قَدْ تَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَهَاكُمْ أَنْ تُفَارِقُوا مَكَانَكُمْ إِنْ كَانَتْ عَلَيْهِ أوْ لَهُ، فَتَنَازَعُوا فِي ذَلِكَ، ثُمَّ إِنَّ الطَّائِفَةَ الْأُولَى مِنَ الرُّمَاةِ أَبَتْ إِلَّا أَنْ (3) تَلْحَقَ بِالْعَسْكَرِ، فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ، وَتَرَكُوا مَكَانَهُمْ، فَعِنْدَ ذَلِكَ حَمَلَتْ خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ.

*هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، لَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ (4) من حديث البراء رضي الله عنه.

(2) وقع في الإِتحاف: "مهزومًا".

(3)

وقع في (مح): (إلا أن لا تلحق"، وما أثبته من المطبوعة والإتحاف.

(4)

صحيح البخاري (7/ 405: 4043 الفتح).

ص: 344

4260 -

[1] تخريجه:

حديث الباب ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 95 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بسند صَحِيحٌ، وَلَهُ شَاهِدٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ. اهـ.

ورواه إسحاق، كما في المطالب هنا بالسند السابق. وأوله: وَاللَّهِ إِنَّ النُّعَاسَ لَيَغْشَانِي إِذْ سَمِعْتُ ابْنَ قُشَيْرٍ يَقُولُهَا وَمَا أَسْمَعُهَا مِنْهُ إلَّا كَالْحُلْمِ، ثُمَّ قَرَأَ:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} ثم ساق إسحاق كلامًا مطولًا لابن إسحاق بغير إسناد.

ورواه أيضًا كما في المطالب هنا بالسند السابق، ولم يسق لفظه، إنما قال: فذكر الحديث. ثم ساق زيادة في آخره. =

ص: 344

= ورواه أيضًا كما في المطالب هنا، قال: أخبرنا يحيى بن آدم، حدّثنا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، به، مختصرًا.

ومن طريق إسحاق:

رواه ابن حبّان، كما في الإحسان (9/ 62: 6940)، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي، حدّثنا إسحاق به فذكر طرفًا من الحديث.

وذكره الهيثمي في موارد الظمآن (ح 2212).

ورواه البزّار في البحر الزخار (3/ 189: 973)، قال: حدّثنا يوسف بن حماد المعني، حدّثنا عبد الأعلي بن عبد الأعلى، حدّثنا محمد بن إسحاق، به، مختصرًا.

ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 227)، من طريق يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، به، مختصرًا.

ص: 345

الحكم عليه:

الحديث بأسانيد إسحاق، مدارها على محمد بن إسحاق وهو صدوق يدلس، وقد صرح بالتحديث، وبقية رجاله ثقات.

وعليه فالحديث بتلك الأسانيد حسن.

قال الحافظ ابن حجر: كما في المطالب هنا: "هذا إسناد صحيح". وصحح إسناده أيضًا البوصيري كما تقدم.

قلت: تصحيح ابن حجر والبوصيري لهذا الإِسناد ليس بحسن، لما علم من حال ابن إسحاق.

وقد أشار الحافظ، كما في المطالب هنا، إلى أن للحديث بالإِسناد الأول شاهدًا في الصحيح من حديث البراء رضي الله عنه يرتقي به إلى الصحيح لغيره.

وهو ما رواه البخاري في صحيحه (7/ 405: 4043)، عن البراء رضي الله عنه قال: لقينا المشركين يومئذٍ، وأجلس النبي صلى الله عليه وسلم جيشًا من الرماة، وأمَّرَ عليهم عبد الله، وقال: لا تبرحوا، إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم =

ص: 345

= ظهروا علينا فلا تُعينونا. فلما لقينا هربوا، حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل، رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخِلُهنَّ، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله: عَهِدَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ لا تبرحوا، فأبوا، فلما أبوا صُرف وجوههم، فأصيب سبعون قتيلًا.

وأشرف أبو سفيان، فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: لا تجيبوه، فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: لا تجيبوه، فقال: أفي القوم ابن الخطاب؟ فقال: إن هؤلاء قتلوا، فلو كانوا أحياء لأجابوا. فلم يملك عمر نفسه، فقال: كذبت يا عدو الله، أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان: اعلُ هبل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه، قالوا ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجلّ. قال أبو سفيان: لنا العُزَّى ولا عُزى لكم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه، قال: ما نقول؟ قال: قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم. قال أبو سفيان يوم بيوم بدر، والحرب سجال، وتجدون مُثْلةً لم آمُرْ بها ولم تَسُؤْني.

ص: 346

4260 -

[2] وبهذا الإِسناد إلى الزبير رضي الله عنه قَالَ: وَاللَّهِ إِنَّ النُّعَاسَ لَيَغْشَانِي، إِذْ سَمِعْتُ ابْنَ قُشَيْرٍ (1) يَقُولُهَا وَمَا أَسْمَعُهَا مِنْهُ إلَّا كَالْحُلْمِ، ثُمَّ قَرَأَ:{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (2).

قَالَ: وَالَّذِينَ تَوَلَّوْا عِنْدَ جَوْلَةِ النَّاسِ: عُثْمَانُ بن عفان، وسعد بْنُ عُثْمَانَ الزُّرَقِيُّ، وَأَخُوهُ عُقْبَةُ بْنُ عُثْمَانَ، حَتَّى بَلَغُوا جَبَلًا بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ يُقَالُ لَهُ:"الحاجب" بِبَطْنِ الْأَعْوَصِ (3)، فَأَقَامُوا بِهِ ثَلَاثًا، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ لَمَّا رَجَعُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَقَدْ ذَهَبْتُمْ فِيهَا عَرِيضة.

ثُمَّ قَالَ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا} ، يَعْنِي: الْمُنَافِقِينَ {وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ} (4) الآية. قال: ابتغاءً وَتَحَسُّرًا، وَذَلِكَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ شَيْئًا.

ثُمَّ كانت القصة فيما يأمر به نبيه صلى الله عليه وسلم وَيَعْهَدُ إِلَيْهِ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى قَوْلِهِ:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} يَعْنِي: يَوْمَ بَدْرٍ فِيمَنْ قُتِلُوا وَأُسِرُوا {قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} ، الَّتِي كَانَتْ مِنَ الرُّمَاةِ، قَالَ: فَقَالَ {وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ} ، يقول: علانية

(1) وقع في الإِتحاف: "ابن قيس".

(2)

سورة آل عمران: الآية 155.

(3)

الأعْوَص: وادٍ على بعد أميال من المدينة يسيرة، وفيه مطار المدينة اليوم. وهو يقع شمال شرقي المدينة على 17 كيلًا. انظر: معجم البلدان (1/ 223)، معجم البلدان الجغرافية (ص 31).

(4)

سورة آل عمران: الآية 156.

ص: 347

أمرهم، ويظهر أمرهم ويعلم الذين نافقوا، فيكون أمرهم علانية، ويعني عبد الله بن أُبَىّ ومن مَعَهُ، مِمَّنْ رَجَعَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ سَارَ إِلَى عَدُوِّهِ {وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ} وَذَلِكَ لِقَوْلِهِمْ (5) حِينَ قَالَ لَهُمْ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ سَائِرُونَ إلى أُحُد حين انصرفا عَنْهُمْ: أَتَخْذِلُونَنَا وَتُسَلِّمُونَنَا لِعَدِوِّنَا، فَقَالُوا: مَا نَرَى أَنْ يَكُونَ قِتَالًا، لَوْ نَرَى أَنْ يَكُونَ قتالًا لاتبعناكم، يقول الله عز وجل:{هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ (167) الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ} ، مِنْ ذَوِي أَرْحَامَهُمْ، ولم يَعْنِ تعالى إِخْوَانَهُمْ فِي الدِّينِ {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا} ، قَالَ اللَّه عز وجل:{قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (6).

قَالَ إِسْحَاقُ: هَكَذَا حَدَّثَنَا بِهِ وَهْبٌ، وَأَظُنُّ بَعْضَ التَّفْسِيرِ مِنَ ابْنِ إِسْحَاقَ، يَعْنِي: قَوْلَهُ كَذَا يَعْنِي كذا.

قلت (7): بل انتهى حديث الزبير رضي الله عنه إلى قوله تبارك وتعالى: {غَفُورٌ حَلِيمٌ} ، وَمِنْ قَوْلِهِ: قَالَ وَالَّذِينَ تَوَلَّوْا إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ إِسْحَاقَ بِغَيْرِ إِسْنَادٍ.

(5) وقع في (مح): "لقوله" أثبته من الإِتحاف.

(6)

سورة آل عمران: الآية 165 - 168.

(7)

القائل هو الحافظ ابن حجر.

ص: 348

4260 -

تخريجه والحكم عليه:

تقدما في الطريق السابقة.

ص: 348

4260 -

[3] أخبرنا (1) يحيى بن آدم، [حدّثنا](2) ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قال: لقد رأيتني مع رسول صلى الله عليه وسلم ويوم أُحُد حِينَ اشْتَدَّ عَلَيْنَا (3) الْخَوْفُ، وَأُرْسِلَ عَلَيْنَا النوم، فما منّا أحد إلَّا وذَقْنه، أَوْ قَالَ: ذَقَنُهُ فِي صَدْرِهِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْمَعُ كالحُلُم قَوْلَ مُعَتِّب بْنِ قُشير (4):"لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا ها هنا" فحفظتها، فأنزل الله عز وجل فِي ذَلِكَ:{ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُعَاسًا} ، إلى قوله:{مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا} ، حتى بلغ {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} (5).

(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.

(2)

ساقطة من (مح)، واستدركتها من الإِتحاف.

(3)

وقع في (مح): "عليه"، وما أثبته من المطبوعة والإِتحاف.

(4)

وقع في الإِتحاف: "بشير".

(5)

سورة آل عمران: الآية 154.

ص: 349

4260 -

[3] تخريجه والحكم عليه:

تقدما في الطريق الأولى.

ص: 349

4260 -

[4] أخبرنا (1) وهب، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُصْعِدين فِي أُحُد

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

قَالَ: ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ يَأْتِي المِهْراس، فَأَتَاهُ (2) بِمَاءٍ فِي دَرَقَتِهِ، فَأَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرَادَ أَنْ يَشْرَبَ مِنْهُ، فَوَجَدَ لَهُ رِيحًا فَعَافَهُ، فَغَسَلَ بِهِ وَجْهَهُ صلى الله عليه وسلم مِنَ الدِّمَاءِ الَّتِي أَصَابَتْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: اشْتَدَّ غضب الله على من أدمى وجه رسول الله. وكان الذي أدماه يومئذ عتبة بن أبي وقاص.

(1) القائل: هو إسحاق بن راهويه.

(2)

وقع في المطبوعة والإِتحاف: "فأتى".

ص: 350

4260 -

[4] تخريجه والحكم عليه:

تقدما في الطريق السابقة.

ص: 350

4261 -

أَخْبَرَنَا (1) حَمْزَةُ بْنُ الْحَارِثِ، يَعْنِي: ابْنَ عُمَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِيِّ، قال: لما كان يوم أُحُد فخمش (2) رسول الله صلى الله عليه وسلم وكُسِرت ثنيّته، فجاءه علي رضي الله عنه فأكبَّ عَلَيْهِ، فَجَعَلَ يَبْكِي، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ائْتِنِي بِمَاءٍ، فأتاه بماء في حجفة (3) مِنَ المِهراس، فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْهُ عَافَهُ، فَجَعَلَ يَغْسِلُ عَنْهُ الدَّمَ، وَيَقُولُ: اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ عَلَى قَوْمٍ كَلَموا وَجْهَ نَبِيِّهِ. ثُمَّ قَالَ: انْظُرُوا مَا صَنَعَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ؟ فَإِنِّي رأيت اثنى عشر رمحًا شرعى (4) فِيهِ. فَأَتَاهُ رسولُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِأَنْظُرَ مَا صَنَعْتَ، فَقَالَ رضي الله عنه: اقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مني السلام، وأخبره بأني بآخر رَمَق، واقرأ على قومك السلام، وقيل لَهُمْ: إِنْ هَلَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ومنكم شُفْرُ تَطْرِف، فإنه لا عذر لكم عند الله تعالى.

ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ قَالَ: فَهَذَا الْحَدِيثُ يُحَدِّثُهُ الزُّبَيْرُ عَنْ نَفْسِهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَا. فَأَعْرَضَ عَنِّي مَرَّةً، فَقُلْتُ مَا أَعْرَضَ عَنِّي إلَّا مِنْ شَرٍّ هُوَ فِيَّ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ بِحَقِّهِ؟ فَقُلْتُ: أَنَا. فَأَعْرَضَ عني مرتين أو ثلاثًا (5)، فقال أبو دجانة رضي الله عنه: أَنَا آخُذُهُ، فَأَضْرِبَ بِهِ حَتَّى يَنَثَنِيَ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا، فَأَعْطَاهُ السَّيْفَ، قَالَ الزُّبَيْرُ: فَاتَّبَعْتُهُ لِأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ؟ فَجَعَلَ لَا يَأْتِي رَجُلًا (6) من المشركين

(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.

(2)

في المطبوعة: "خُمِش وجه رسول الله".

(3)

في المطبوعة: "صحفة".

(4)

في المطبوعهَ: "شُرعت".

(5)

في المطبوعة والإِتحاف: "ثلاثة".

(6)

في (مح): "لا يأتي أحد رجلًا"، وما أثبته من الإِتحاف.

ص: 351

إلَّا قتله، فأتى رجلًا كان عاطبًا فِي الْقِتَالِ، فَقَتَلَهُ، وَأَتَى عَلَى امْرَأَةٍ (7) وَهِيَ تقول:

إن تقبلوا نعانق

ونفرش النَّمَارقْ

أَوْ تُدْبِرُوا نُفَارِقْ

فِرَاقَ غَيْرِ وَامِقْ

فَشَهَرَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، ثُمَّ كَفَّ يَدَهُ عَنْهَا، فقلت: يا أبا دجانة! فعلت كذا وكذا (8)، حَتَّى أَتَيْتَ الْمَرْأَةَ فَشَهَرْتَ عَلَيْهَا السَّيْفَ، ثُمَّ كَفَفْتَ يَدَكَ عَنْهَا، قَالَ: أَكْرَمْتُ سَيْفِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عنها.

(7) المرأة هي هند بنت عتبة، وهذا البيت ليس لها، وإنما تمثلت به يوم أحد تحرض المشركين على قتال النبي صلى الله عليه وسلم، وهو لهند بنت بياضة الإيادي، قالته حين لقيت إياد جيش الفرس بالجزيرة، وكان رئيس إياد يومئذ بياضة بن رياح بن طارق الإيادي.

انظر: شرح أبيات مغني البيب (6/ 188)، الروض الأنف (3/ 161).

(8)

في المطبوعة والإِتحاف: "فعلت كذا وفعلت كذا".

ص: 352

4261 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 95 ب مختصر)، وعزاه لإسحاق بن راهويه.

ورواه البزّار موصولًا في البحر الزخار (3/ 193: 979)، قال: حدّثنا بشر بن آدم، حدّثنا عمرو بن عاصم الكلابي، حدثني عبيد الله بن الوازع، عن هشام بن عروة، عن أبيه. فذكر آخره.

قال البزّار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ متصلًا إلَّا عن الزبير بهذا الإِسناد، ولا نعلم رواه عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ الزبير إلَّا عبيد الله بن الوازع. اهـ.

وذكره الهيثمي في كشف الأستار (2/ 322: 1787)، وابن حجر في مختصر زوائد البزّار (2/ 25: 1367). =

ص: 352

= وقال الهيثمي في المجمع (6/ 159): رواه البزّار، ورجاله ثقات. اهـ.

قلت: بشر بن آدم البصري، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 122: 675)، صدوق فيه لين.

وعمرو بن عاصم الكلابي، قال عنه الحافظ (ص 423: 5055)، صدوق في حفظه شيء.

وعبيد الله بن الوازع، قال عنه الحافظ (ص 375: 4348). مجهول.

ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 232)، من طريق أبي قلابة القرشي، قال: حدّثنا عمرو بن عاصم الكلابي به بنحو رواية البزّار.

ص: 353

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان:

1 -

الحارث بن عمير البصري، وفيه ضعف.

2 -

الانقطاع بين عمرو بن يحيى المازني والزبير بن العوام.

وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.

ص: 353

4262 -

أَخْبَرَنَا (1) عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: إِنَّ الشَّيْطَانَ صَاحَ يَوْمَ أُحُدٍ: إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ، قَالَ كعب بن مالك رضي الله عنه: وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ عَرَفَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، رَأَيْتُ عَيْنَيْهِ مِنْ تَحْتِ الْمِغْفَرِ، فَنَادَيْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشَارَ إِلَيَّ أَنِ اسكت، فأنزل الله عز وجل:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} (2) الآية.

*رجاله ثقات، ولكنه مرسل أو معضل.

(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.

(2)

سورة آل عمران: الآية 144.

ص: 354

4262 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 95 ب مختصر)، وعزاه لإسحاق بن راهويه.

ورواه عبد الرزاق في تفسيره (1/ 134)، قال: أخبرني معمر، به، بنحوه.

ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 45)، قال: أخبرنا محمد بن حميد عن معمر به بلفظ مقارب.

ورواه الواقدي في المغازي (1/ 236)، قال: حدثني معمر بن راشد عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عن أبيه قال: فذكره بنحوه.

ورواه الطبراني في الأوسط- كما في مجمع البحرين (5/ 105: 2768)، من طريق مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، به، بنحوه.

قال الهيثمي في المجمع (6/ 112): رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار، ورجال الأوسط ثقات. اهـ.

وذكره السيوطي في الجامع الكبير (2/ ق 594)، وعزاه أيضًا لابن عساكر. =

ص: 354

= ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 237)، من طريق يونس قال: حدّثنا ابن إسحاق قال: ذكر الزهري عن كعب. فذكره بمعناه مطولًا.

ورواه الواقدي في المغازي (1/ 236)، وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (2/ 524)، قال: حدثني موسى بن شيبة، عن عميرة بنت عبيد الله بن كعب بن مالك عن أبيها، قال: فذكره بمعناه مطولًا.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 100: 200)، من طريق يعقوب بن محمد الزهري، قال: حدّثنا موسى بن شيبة، عن عمرو بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ قال: حدثتني عميرة بنت عبيد الله بن كعب عن أبيها قال: فذكره بنحوه.

وذكره السيوطي أيضًا في الجامع الكبير (2/ ق 594)، وعزاه كذلك لابن عساكر.

ص: 355

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أن هناك انقطاعًا بين الزهري وكعب بن مالك.

قال الحافظ ابن حجر: رجاله ثقات، ولكنه مرسل أو معضل. اهـ.

وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.

ص: 355

4263 -

أَخْبَرَنَا (1) الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ سَعْدِ (2) بْنِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ، حَتَّى إِذَا خَلَّفَ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ (3) نَظَرَ وَرَاءَهُ فَإِذَا كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: هذا عبد الله بن أُبيّ بن سَلُولَ فِي مَوَالِيهِ مِنَ الْيَهُودِ [مِنْ بَنِي](4) قَيْنُقَاعَ، وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، فقال: أوَ قد أسلموا؟ قال (5): إنهم (6) عَلَى دِينِهِمْ، قَالَ: قُلْ لَهُمْ فَلْيَرْجِعُوا، فَإِنَّا لَا نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ.

* هَذَا إِسْنَادٌ حسن.

(1) القائل هو إسحاق بن راهويه.

(2)

في (مح): [سعيد] والتصحيح من كتب التخريج.

(3)

ثنية الوَدَاع: هي ثنية مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة. وهو اسم قديم جاهلي، سمّى لتوديع المسافرين. انظر: معجم البلدان (2/ 86).

(4)

هذه الزيادة، أضفتها من المطبوعة.

(5)

وقع في (مح): "فقال"، وما أثبته من الإِتحاف.

(6)

في (مح) والأتحاف: "فإنهما"، وما أثبته من المطبوعة.

= = =

= 4263 - تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 أمختصر)، وقال: رواه إسحاق بن راهويه بإسناد حسن. اهـ.

ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 48)، قال: أخبرنا خالد بن خِداش، أخبرنا الفضل بن موسى السّيناني، به، بنحوه.

ورواه الطحاوي في مشكل الآثار (3/ 241)، من طريق هدبة بن عبد الوهاب قال: حدّثنا الفضل بن موسى السّيناني، به، بنحوه.

ورواه الحاكم في المستدرك (2/ 122)، وعنه: البيهقي في السنن الكبرى (9/ 37)، كتاب السير: باب ما جاء في الاستعانة بالمشركين. من طريق يوسف بن =

ص: 356

= عيسى المروزي، قال: حدّثنا الفضل بن موسى السيناني، به، بنحوه.

ص: 357

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد فيه سعد بن المنذر بن أبي حميد الساعدي، وهو مقبول.

وللحديث شواهد تقويه إلى الحسن لغيره.

فقد ذكر الحاكم هذا الحديث شاهدًا لحديث خبيب بن عبد الرحمن عن أبيه، عن جده، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وهو يريد غزوًا، أنا ورجل من قومي، ولم نسلم، فقلنا: إنا نستحي أن يشهد قومنا مشهدًا لا نشهده معهم، قال: أو أسلمتما، قلنا: لا، قال: فلا نستعين بالمشركين على المشركين، قال: فأسلمنا، وشهدنا معه، فقتلت رجلًا وضربني ضربة، وتزوجت بابنته بعد ذلك، فكانت تقول: لا عدمت رجلًا وشحك هذا الوشاح، فأقول: لا عدمت رجلًا عجل أباك إلى النار. رواه أحمد في مسنده (3/ 454)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 239)، وابن سعد في الطبقات (3/ 534)، والحاكم في المستدرك (2/ 121)، وصححه.

قال الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 92): رجاله ثقات غير عبد الرحمن هذا، وهو ابن خبيب ابن أساف، أورده ابن أبي حاتم (5/ 230)، من رواية ابنه خبيب هذا فقط، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقد ذكره ابن حبّان في الثقات أيضًا (7/ 79). اهـ.

وله شاهد آخر من حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قبل بدر، فلما كان بحرة الوبرة أدركه رجل قد كان يذكر منه جرأة ونجدة، ففرح أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه، فلما أدركه قَالَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: جئت لأتبعك وأصيب معك، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: لا، قال: فارجع، فلن أستعين بمشرك.

قالت: ثم مضى، حتى إذا كنا بالشجرة أدركه الرجل، فقال له كما قال أول مرة، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كما قال أول مرة، قال: فارجع فلن أستعين بمشرك، قال: ثم =

ص: 357

= رجع فأدركه بالبيداء، فقال له كما قال أول مرة: تؤمن بالله ورسوله؟ قال: نعم، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: انطلق.

رواه مسلم (3/ 1449: 1817)، وأحمد (6/ 68، 149)، والطحاوي في مشكل الآثار (3/ 236).

وقد ورد هذا الحديث مختصرًا عن عائشة. رواه أبو داود (3/ 75: 2732)، والترمذي (4/ 127: 1558)، والنسائي في الكبرى (5/ 279: 8886)، وابن ماجه (2/ 142: 2859)، والدارمي (2/ 305: 2496)، وابن حبّان كما في الإِحسان (7/ 111: 4706).

ص: 358

4264 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ وَعَلَيْهِ (دِرْعَانِ، وَقَالَ: لَيْتَ أَنِّي غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابِي بنُحْص (1) الجبل. يعني: شهداء أحد (2).

(1) في بغية الباحث: "بحضني".

(2)

ما بين القوسين غير واضحة في (مح)، وما أثبته نقلته من الإِتحاف وبغية الباحث.

ص: 359

4264 -

تخريجه:

هو في بغية الباحث (3/ 865: 673).

وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 108)، وقال: رواه البزّار، وفيه إسحاق بن أبي فروة، وهو ضعيف. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 أمختصر)، وقال: رواه الحارث عن الواقدي، وهو ضعيف، ورواه البزّار بإسناد حسن. اهـ.

ورواه البزّار في البحر الزخار (3/ 311: 1103)، قال: حدّثنا محمد بن عيسى التميمي، حدّثنا إسحاق بن محمد الفروي، حدّثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه. فذكره. دون قوله: ليت أني غودرت

قال البزّار في مسند سعد بن أبي وقاص (ص 83): وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أعلى من سعد، ولا نعلم يروى عن سعد إلَّا من هذا الوجه. اهـ.

وقد سقط أول كلام البزّار من مسند "البحر الزخار" لذا نقلت كلامه من مسند سعد بن أبي وقاص للبزار انتقاء الحويني.

وذكره الهيثمي في كشف الأستار (2/ 322: 1786).

وقد تعقب الحافظ ابن حجر الهيثمي في تضعيفه للحديث، فقال في مختصر زوائد البزّار (2/ 25): هو إسناد حسن، وقد ظن الشيخ أن إسحاق هو ابن عبد الله بن =

ص: 359

= أبي فروة، فقال. إنه ضعيف. وليس به، بل هو متأخر عنه، وقد أخرج له البخاري، وتكلم فيه بعضهم بكلام لا يقدح فيه. اهـ.

وذكره الصالحين في سبل الهدى والرشاد (4/ 369)، وعزاه للحارث.

ص: 360

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا، لأجل محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك.

أما رواية البزّار فحسن إسنادها ابن حجر، ويشهد لها:

ما رواه أحمد في مسنده (3/ 375)، قال: حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني عاصم بن عمرو بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن جابر بن عبد اللَّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: إذا ذكر أصحاب أحد: أما والله لوددت أني غودرت مع أصحاب نحص الجبل، يعني سطح الجبل.

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 28)، وعنه: البيهقي في دلائل النبوة (3/ 304)، من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق به.

قال الهيثمي في المجمع (6/ 123): رجاله رجال الصحيح غير ابن إسحاق، وقد صرح بالسماع. اهـ.

ص: 360

4265 -

[1] وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حدّثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ مُعَاذٌ، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ظَاهَرَ يوم أحد بين درعين.

ص: 361

4265 -

[1] تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (2/ 24: 660).

وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 427: 954).

وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 108)، وقال: رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى الموصلي.

ورواه أبو الفتح الأزدي في المخزون (ص 58)، قال: حدّثنا محمد بن عبدة بن حرب وعبد الله بن محمد بن عبد الله، قالا: حدّثنا سويد بن سعيد، به، بلفظه.

ورواه أبو داود في سننه (3/ 31: 2590)، كتاب الجهاد: باب في لبس الدروع. قال: حدّثنا مسدّد، حدّثنا سفيان قال: حسبت أني سمعت يزيد بن خصيفة يذكر عن السائب بن يزيد، عن رجل قد سماه. فذكره.

قلت: وقد سماه سويد بن سعيد معاذًا كما في رواية أبي يعلى والأزدي.

وقد روى هذا الحديث عن سفيان جمع من أصحابه، ولكن جعلوه من حديث السائب بن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم.

رواه النسائي في السنن الكبرى (5/ 171: 8583)، كتاب السير: باب التحصين من الناس.

قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن الضعيف، حدّثنا سفيان، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ عَنِ السَّائِبِ بْنِ يزيد. وَلَفْظُهُ:"إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ظاهر بين درعين يوم أحد".

ورواه الترمذي في الشمائل (ح 104)، ومن طريقه: البغوي في شرح السنة (10/ 400: 2658)، قال: حدّثنا أحمد بن أبي عمر، حدّثنا سفيان به. =

ص: 361

= قال الألباني في مختصر الشمائل (ح 90): حسن. اهـ.

ورواه ابن ماجه في سننه (2/ 137: 2833)، كتاب الجهاد: باب السلاح قال: حدّثنا هشام ابن عمار، حدّثنا سفيان به.

قال البوصيري في مصباح الزجاجة (2/ 115: 993): هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات على شرط البخاري. اهـ.

ورواه أحمد في مسنده (3/ 449)، ومن طريقه: الطبراني في المعجم الكبير (7/ 153: 6669)، قال: حدّثنا سفيان به.

وقع في مسند أحمد قال: حدّثنا يزيد بن خصيفة وهو خطأ، فقد سقط ذكر سفيان شيخ أحمد فيه.

ورواه ابن الجارود في المنتقى (ح 1060)، قال: حدّثنا عبد الله بن هاشم، حدّثنا سفيان به.

قلت: وقع في إسناد ابن ماجه وأحمد وابن جارود: عن السائب بن يزيد إن شاء الله.

ورواه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم (ص 124)، من طريق علي بن المديني، قال: حدّثنا سفيان به.

ورواه البغوي في شرح السنَّة (10/ 400: 2659)، من طريق يحيى بن الربيع المكي، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة به.

وخالفهم بشر بن السري، فرواه عن ابن عُيَيْنَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يزيد، عمن حدَّثه، عن طلحة.

رواه أبو يعلى في مسنده (2/ 24: 259).

وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 427: 955)، وأشار إليه برمز "ك" ومراده أنه في مسند أبي يعلى الكبير. =

ص: 362

= وقال في المجمع (6/ 108): وفيه راوٍ لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.

وقال البوصيري في الإِتحاف (2/ 96 ب مختصر)، رواه أبو يعلى بسند فيه راوٍ لم يسم. اهـ.

قلت: يظهر أن الذي كان يشك: هل هو عن السائب أو عن السائب، عن رجل هو سفيان بن عيينة، دل على ذلك رواية أبي داود. والله أعلم.

ص: 363

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل سويد بن سعيد فهو صدوق في نفسه إلَّا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه، أما معاذ راوي الحديث، فالذي يظهر أنه صحابي؛ لأن السائب بن يزيد صحابي صغير، وجهالة الصحابي لا تضر.

والحديث يرتقي إلى الحسن لغيره بالمتابعات السابقة. والله أعلم.

ص: 363

4265 -

[2] وحدثنا (1) عبد الأعلي بن (2) حماد، حدّثنا بشر بن السّري، حدّثنا ابن عيينة، لَكِنْ قَالَ: عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، عَمَّنْ حدَّثه، عن طلحة.

(1) القائل هو أبو يعلى الموصلي.

(2)

تكررت "بن" في (مح) مرتين.

ص: 364

4265 -

[2] تخريجه والحكم عليه:

هو في مسند أبي يعلى (2/ 24: 259).

وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق السابقة.

ص: 364

4266 -

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ مَوْلَى أَبِي (1) أُسيد السَّاعِدِيِّ، عَنْ أَبِي أُسيد رضي الله عنه، قَالَ: أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على قبر حمزة رضي الله عنه، فمُدَّت النَمِرة عَلَى رَأْسِهِ فَانْكَشَفَتْ رِجْلَاهُ، فمُدَّت عَلَى رِجْلَيْهِ فَانْكَشَفَ رَأْسُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مُدُّوها عَلَى رَأْسِهِ، واجعلوا على رجليه من شجر الحَرْمَل.

(1) في (مح): "ابن"، والتصحيح من مصنف ابن أبي شيبة وكتب التخريج والرجال.

ص: 365

4266 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 ب مختصر)، وعزاه لابن أبي شيبة.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 393: 18603)، كتاب المغازي، باب ما حفظ أبو بكر في أحد وما جاء بها. بسنده وبلفظ مقارب.

ورواه أيضًا في المصنف (3/ 260)، كتاب الجنائز، باب ما قالوا في كم يكفن الميت. قال: حدّثنا ابن حيان، حدّثنا محمد بن صالح، به، بلفظ مقارب.

ورواه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 335)، قال: قال لنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صالح، به، مطولًا.

ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 15)، قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب به، مطولًا.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 144: 2940)، و (19/ 265: 587)، قال: حدّثنا علي بن عبد العزيز، حدّثنا القعنبي به، مطولًا.

قال الهيثمي في المجمع (3/ 301): إسناده حسن. اهـ.

وقال أيضًا في (6/ 119): رجاله ثقات. اهـ.

وذكره الهندي في الكنز (15/ 709: 42820)، وعزاه لابن أبي شيبة. =

ص: 365

= الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل يَزِيدُ بْنُ زَيْدٍ مَوْلَى أَبِي أُسيد السَّاعِدِيِّ سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم، وذكره ابن حبّان في ثقاته، وحكم عليه الدارقطني بالجهالة.

إلَّا أن للحديث شواهد يرتقي بها إلى الحسن لغيره. منها:

1 -

حديث أنس، ولفظه: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أتى على حمزة فوقف عليه فرآه قد مُثِّل به، فقال: لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية، ثم دعا بنمرة فكفنه فيها، قال: وكانت إذا مدت على رأسه بدت قدماه وإذا مدت على قدميه بدا رأسه، قال: وكثر القتلى وقلّت الثياب، قال: وكان يكفن أو يكفن الرجلين -شك صفوان- والثلاثة في الثوب الواحد، قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يسأل عن أكثرهم قرآنًا فيقدمه إلى القبلة، قال: فدفنهم رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يصل عليهم. قال زيد بن الحباب: فكان الرجل والرجلان والثلاثة يكفنون في ثوب واحد.

رواه أحمد (3/ 128)، واللفظ له، وأبو داود (3/ 195: 3136) والترمذي (326/ 3: 1016)، وابن سعد في الطبقات (3/ 14)، وأبو يعلى في مسنده (6/ 264: 3568)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/ 502)، والطبراني في المعجم الكبير (3/ 144: 2939)، والحاكم في المستدرك (1/ 365)، (2/ 130)، (3/ 196)، والبيهقي في السنن الكبرى (4/ 10)، من طرق عن أُسامة بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسٍ.

قال الترمذي: حديث أنس حديث حسن غريب، لا نعرفه من حديث أنس إلَّا من هذا الوجه. اهـ.

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. اهـ.

ووافقه الذهبي، والألباني كما في السلسلة الضعيفة (2/ 28). =

ص: 366

= 2 - عن حارثة بن مضرب، قال: دخلت على خباب، وقد اكتوى سبعًا، فقال: لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنين أحدكم الموت " لتمنيته. ولقد رَأَيْتُنِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا أملك درهمًا، وإن في جانب بيتي الآن لأربعين ألف درهمٍ، ثم أتي بكفنه، فلما رآه بكى، وقال: ولكن حمزة لم يوجد له كفن إلَّا بردة ملحاء، إذا جعلت على رأسه قلصت عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه، وجعل على قدميه الإِذخر.

رواه أحمد في مسنده (6/ 395)، بهذا التمام، والترمذي في سننه (3/ 292: 970)، دون قوله: ثم أتي بكفنه. وقال: حديث حسن صحيح. اهـ.

وصحح إسناده الألباني كما في أحكام الجنائز (ص 59).

ص: 367

4267 -

وقال أبو يعلى: حدّثنا أبو موسى، حدّثنا محمد بن مروان العقيلي، عن عمارة ابن أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: قَالَ لِي علي (1) رضي الله عنه: لَمَّا انْجَلَى النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحد، نَظَرْتُ إِلَى الْقَتْلَى (فَلَمْ أرَ)(2) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِيهِمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ صلى الله عليه وسلم ليفرَّ، وَمَا أُرَاهُ في القتلى، ولكني أرى أن الله عز وجل غضب علينا (3)، فرفع نبيه صلى الله عليه وسلم، فَمَا لِي (4) خَيْرٌ [مِنْ](5) أَنْ أُقَاتِلَ حَتَّى أُقتل، فَكَسَرْتُ جَفْنَ سَيْفِي ثُمَّ حَمَلْتُ عَلَى القوم، فأخرجوا لِي، فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بينهم.

(1) هكذا وقع في (مح) والإِتحاف والمقصد العلي، أما مسند أبي يعلى ففيه:"عن عكرمة قال: قال علي".

(2)

في (مح): "قالوا"، وما أثبته من مسند أبي يعلى.

(3)

في المطبوعة: "عصينا".

(4)

في مسند أبي يعلى: "فما في خير".

(5)

هذه الزيادة، أضفتها من مسند أبي يعلى.

ص: 368

4267 -

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (1/ 415:546).

وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 430: 959).

وذكره أيضًا في المجمع (6/ 112)، وقال: رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن مروان العقيلي وثقه أبو داود وابن حبّان، وضعفه أبو زرعة وغيره، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى بإسناد حسن. اهـ.

ورواه ابن أبي عاصم في الجهاد (2/ 643: 270)، قال: حدّثنا أبو موسى به بلفظ مقارب. =

ص: 368

= وذكره الهندي في الكنز (10/ 426: 30037)، وعزاه أيضًا للبورقي وإلى سعيد بن منصور.

ص: 369

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، حديث عكرمة، عن علي بن أبي طالب مرسل، قاله أبو زرعة الرازي. انظر: التهذيب (7/ 242)، جامع التحصيل (ص 239).

قلت: وقد أشكل قول عكرمة في هذه الرواية: (قال لي علي) مما يدل على سماعه منه، وكذا وقع في الإِتحاف والمقصد العلي، إلَّا أنه عند الرجوع إلى مسند أبي يعلى لم تُذكر كلمة "لي" فلا أدري هل أصل الرواية هكذا بدون "لي"، كما في مسند أبي يعلى، أم أنها كما في حديث الباب بإثباتها. ومع ذلك فالراجح ما حكم به الحفاظ من عدم سماعه من علي رضي الله عنه.

وفيه محمد بن مروان العقيلي، وهو صدوق له أوهام.

ص: 369

4268 -

[1] وحدثنا (1) عبد الرحمن بن صالح، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ الْحُصَيْنِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُقْبَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُقْبَةَ مَوْلَى جَبْرِ بْنِ عَتِيكٍ، قَالَ: شَهِدْتُ أُحُدًا مَعَ مَوَالِي، فَضَرَبْتُ رَجُلًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَلَمَّا قَتَلْتُهُ، قُلْتُ: خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الرَّجُلُ الْفَارِسِيُّ، فَبَلَغَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال: أَلَا قُلْتَ خُذْهَا مِنِّي وَأَنَا الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ؟ فإن مولى القوم من أنفسهم.

(1) القائل هو أبو يعلى الموصلي.

ص: 370

4268 -

[1] تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (2/ 211: 910).

وذكره الهيثمي في المقصد العلي (2/ 428: 957).

وذكره أيضًا في المجمع (6/ 115)، وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى.

ورواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 120 ب)، من طريق مصرّف بن عمرو، قال: حدّثنا يونس بن بكير، به، بلفظ مقارب.

ورواه ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 311)، من طريق يونس بن بكير، به، بلفظ مقارب.

ورواه الحسن بن سفيان -كما في المطالب هنا- ومن طريقه: أبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ ق 56 ب)، قال: حدّثنا شيبان بن أبي شيبة، حدّثنا يحيى بن العلاء، عن داود بن الحصين، عن عقبة بن عبد الرحمن، عن أبيه. ولم يسق لفظه، إنما قال: فذكره.

قال الحافظ ابن حجر: كذا وقع عنده، وهو مقلوب، والصواب رواية يونس بن بكير. اهـ.

ورواه ابن قانع في معجم الصحابة (ق / 104 أ)، قال: حدّثنا أبو ميسِرة =

ص: 370

= محمد بن الحسين بن أبي العلاء، حدّثنا شيبان به، وقد سمى الصحابي عبد الرحمن الأزرق الفارسي.

قال ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 311): ذكره ابن قانع فقال: عبد الرحمن الأزرق الفارسي، وهو هذا، والله أعلم. اهـ.

وأورده ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 311)، وعزاه أيضًا لأبي موسى.

ورواه أحمد في مسنده (5/ 295)، وأبو داود في سننه (4/ 332: 5123)، كتاب الأدب، باب في العصبية، وابن ماجه في سننه (2/ 133: 2811)، كتاب الجهاد، باب النية في القتال، والدولابي في الكنى (1/ 45)، وابن أبي خيثمة وابن منده، كما في الإِصابة (2/ 486)، والمزي في تهذيب الكمال (34/ 95)، من طرق عن جرير بن حازم، عن محمد بن إسحاق بهذا الإسناد، إلَّا أنهم قالوا: عبد الرحمن بن أبي عقبة، عن أبي عقبة -وكان مولى من أهل فارس- الحديث.

قال الألباني في ضعيف ابن ماجه (ص 226): ضعيف. اهـ.

قال الحافظ في الإِصابة (2/ 486): وقد مضى النقل عن الواقدي (المغازي 1: 261)، أنه جعل هذه القصة لرشيد الفارسي، فإن لم يكونا اثنين، وإلَاّ فالصواب مع ابن إسحاق. اهـ.

ثم علّق على رواية جرير بن حازم، عن ابن إسحاق التي في إسنادها عبد الرحمن بن أبي عقبة، فقال: الذي في المغازي عبد الرحمن بن عقبة اسم لا كنية، فإن كان جرير ضبطه، فيحتمل أن يكون رشيد اسمه، وأبو عقبة كنيته، والله أعلم. اهـ.

ص: 371

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد، فيه عبد الرحمن بن عقبة وهو مقبول.

وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.

ص: 371

4268 -

[2] وقال الحسن بن سفيان: حدّثنا شيبان بن أبي شيبة، حدّثنا يحيى بن العلاء، عن داود بن الحصين، عن عقبة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قال: شهدت مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُحُدًا. فذكره.

4268 -

[3] وقال أبو نعيم: حدّثنا أبو عمرو بن حمدان، حدّثنا الحسن به.

فلزم من هذا أن ترجم أبو نعيم وسلمة بن نافع لعبد الرحمن بن عقبة في الصحابة، ولا أصل له، والله أعلم.

= = =

= 4268 - [3] تخريجه والحكم عليه:

هو في معرفة الصحابة (2/ ق 56 ب).

وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق الأولى.

ص: 372

4269 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، حدّثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْأَنْصَارِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يَوْمَ أُحد: مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ؟ فَقَالَ رَجُلٌ أَعْزَل (1): أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ، قَالَ: فَانْطَلَقَ فأرناه. فخرج حتى وقف على حمزة رضي الله عنه، فَرَآهُ وَقَدْ شُقَّ بَطْنُهُ وَقَدْ مُثِّل بِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! مُثِّل بِهِ وَاللَّهِ.

فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إن ينظر إليه، ووقف صلى الله عليه وسلم بَيْنَ ظَهْرَانَيِ الْقَتْلَى، فَقَالَ: أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ، كَفِّنُوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ جُرْحٌ يُجْرَحُ فِي اللَّهِ إلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ، قَدِّموا أكثرهم قرآنًا فاجعلوه في اللحد.

(1) في المجمع وطبقات ابن سعد: "أعزك الله".

ص: 373

4269 -

تخريجه:

هو في مسند ابن أبي شيبة (1: 340 رقم 502).

وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 119)، وقال: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 96 ب مختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، ورواته ثقات. اهـ.

ورواه أيضًا ابن أبي شيبة في المصنف (14/ 405: 18634)، كتاب المغازي، باب ما حفظ أبو بكر في أحد وما جاء فيها، بسنده وبلفظ مقارب.

ورواه أيضًا في المصنف (5/ 340)، كتاب الجهاد، باب ما ذكر في فضل الجهاد والحث عليه، بسنده وبلفظ مختصر. =

ص: 373

= ومن طريق ابن أبي شيبة، رواه الطبراني في المعجم الكبير (19/ 82: 167)، وابن عدي في الكامل (4/ 1597)، بهذا الإِسناد.

ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 13)، قال: أخبرنا خالد بن مخلد، به، بلفظ مقارب.

ورواه البيهقي في السنن الكبرى (4/ 11)، كتاب الجنائز، باب جماع أبواب الشهيد من طريق أبي الأزهر. قال: حدّثنا خالد بن مخلد القطواني، به، بلفظ مقارب.

قال البيهقي: وفي هذا زيادات ليست في رواية الليث، وفي رواية الليث زيادة ليست في هذه الرواية، فيحتمل أن تكون روايته عنه عن جابر، وعنه أبيه صحيحتين، وإن كانتا مختلفتين، فالليث بن سعد إمام حافظ، فروايته أولى والله أعلم. اهـ.

وقد ذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 352: 1038)، وقال: قال أبي: يُروى هذا الحديث عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الرحمن هذا شيخ مدني مضطرب الحديث. اهـ.

قلت: رواية الليث: رواها البخاري في صحيحه (3/ 248: 1343 الفتح)، كتاب الجنائز، باب الجنائز، باب الصلاة على الشهيد و (3/ 251: 1345)، باب دفن الرجلين والثلاثة في قبر، و (3/ 251: 1346)، باب من لم ير غسل الشهداء، و (3/ 252: 1347)، باب من يقدم في اللحد، و (3/ 258: 1353)، باب اللحد والشق في القبر، و (7/ 433: 4079)، كتاب المغازي، باب من قتل من المسلمين يوم أُحد. وأبو داود في سننه (3/ 196: 3138: 3139)، كتاب الجنائز، باب في الشهيد يغسل.

والترمذي في سننه (3/ 345: 1036)، كتاب الجنائز، باب ما جاء في ترك الصلاة على الشهيد. =

ص: 374

= والنسائي في سننه (4/ 62: 1955)، كتاب الجنائز، باب ترك الصلاة على الشهيد.

من طرق عن الليث بن سعد، عن الزُّهَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مالك، عن جابر.

ص: 375

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصاري، وهو صدوق يخطئ، وقد أخطأ في هذا الحديث.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (3/ 250): ابن عبد العزيز ضعيف، وقد أخطأ في قوله:"عن أبيه". اهـ.

ص: 375

4270 -

[1] وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ محمد.

[2]

وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، قالا: حدّثنا أبو معشر، حدّثنا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي أُمامة بْنِ سَهْلِ بْنِ حنيف، عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه، قَالَ: جَاءَ عَلِيٌّ بِسَيْفِهِ إِلَى فَاطِمَةَ يَوْمَ أُحد، فَقَالَ: اغْسِلِي سَيْفِي هَذَا فَقَدْ أَحْسَنْتُ الضِرَاب الْيَوْمِ، فَقَالَ (1) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (2): لئِن كُنْتَ أَحْسَنْتَ الْقِتَالَ فَقَدْ أحسنه عاصم بن ثابت، وسهل بن حنيف، والحارث بن الصمة.

(1) في (مح): "فقالت".

(2)

هذه الزيادة أضفتها من المجمع وكتب التخريج.

ص: 376

4270 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 122)، وقال: رواه الطبراني، وفيه أيوب بن أبي أُمامة، قال: لا أدري منكر الحديث. اهـ.

قلت: هكذا وقعت الجملة في المجمع، والصواب "قال الأزدي". (وانظر ترجمة أيوب بن أبي أُمامة).

ورواه أحمد بن منيع -كما في المطالب هنا- قال: حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا أبو معشر بهذا الإِسناد.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 76: 5564)، من طريق عاصم بن علي، قال: حدّثنا أبو معشر، به، بلفظ مقارب.

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 410)، من طريق عمر بن حفص السدوسي، قال: حدّثنا عاصم بن علي، به، بلفظ مقارب. =

ص: 376

= (وانظر البداية والنهاية 4/ 48).

ص: 377

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان:

1 -

أبو معشر المدني، وهو ضعيف.

2 -

أيوب بن أبي أُمامة قال الأزدي: منكر الحديث، وقال ابن حبّان: يروي المقاطيع والمراسيل.

وعلى ذلك فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.

وفي الباب:

1 -

عن ابن عباس ولفظه: دخل علي بسيفه على فاطمة رضي الله عنهما وهي تغسل الدم عَنْ وَجْهِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: خذيه فلقد أحسنت به الْقِتَالُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: إن كنت أحسنت القتال اليوم، فلقد أحسن سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وأبو دجانة.

وهذا اللفظ: رواه الحاكم في المستدرك (3/ 409)، من طريق أحمد بن صالح قال: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس.

قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري. اهـ.

وقال أيضًا: سمعت أبا علي الحافظ، يقول: لم نكتبه موصولًا إلَّا عن أبي يعقوب بإسناده، والمشهور من حديث ابن عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مرسلًا، وإنما يعرف هذا المتن من حديث أبي معشر، عن أيوب بن أبي أُمامة بن سهل، عن أبيه عن جده. اهـ.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (7/ 104: 6507)، (11/ 251: 11644)، قال: حدّثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا منجاب بن الحارث، حدّثنا سفيان بن عيينة، به، غير أنه ليس فيه إلَّا ذكر سهل وأبي دجانة. =

ص: 377

= قال الهيثمي في المجمع (6/ 123): رجاله رجال الصحيح. اهـ.

ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 283)، من طريق علي بن محمد الثقفي قال: حدّثنا منجاب بن الحارث، به، بنحوه.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 205: 12557)، (14/ 401: 18627)، وسعيد بن منصور في سننه (2/ 306: 2851)، عن سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ مرسلًا.

ص: 378

4271 -

[1] وقال الطيالسي: حدّثنا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عِيسَى بن طلحة، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا ذَكَرَ يَوْمَ أُحُد، قَالَ: ذَلِكَ يَوْمٌ كَانَ كُلُّهُ يَوْمَ طَلْحَةَ، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُ، قَالَ: كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُد، فَرَأَيْتُ رَجُلًا يُقَاتِلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دُونَهُ، قَالَ: أُرَاهُ يَحْمِيهِ، قَالَ: فَقُلْتُ: كُنْ طَلْحَةَ حَيْثُ فَاتَنِي مَا فَاتَنِي، فَقُلْتُ: يَكُونُ رَجُلًا مِنْ قَوْمِي أَحَبَّ إِلَيَّ، وَبَيْنِي وَبَيْنَ [المشرق](1) رجلًا (2) لا أعرفه وأنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أَقْرَبُ مِنْهُ، وَهُوَ يَخْطَفُ الْمَشْيَ خَطْفًا لَا أَخْطَفُهُ، فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ كُسرت رَباعيته وشُجَّ فِي وَجْهِهِ، وقد دخل في وجنتيه حلقتان من حلق المغفر، فَقَالَ (3) رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: عَلَيْكُمَا صَاحِبَكُمَا.-يُرِيدُ طَلْحَةَ- وَقَدْ نَزَفَ، فَلَمْ نَلْتَفِتْ إِلَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم، وذهبت لأنزع ذلك من وجهه-صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَّا تركتني، فتركته فَكَرِهَ أَنْ يَتَنَاوَلَهَا بِيَدِهِ فَيُؤْذِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فأزَمَ (4) عَلَيْهِ بِفِيهِ فَاسْتَخْرَجَ إِحْدَى الْحَلَقَتَيْنِ، وَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ مَعَ الْحَلَقَةِ، وَذَهَبْتُ لِأَصْنَعَ مَا صَنَعَ، فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ بِحَقِّي لَمَّا تَرَكْتَنِي، فَفَعَلَ كَمَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الْأُولَى، فَوَقَعَتْ ثَنِيَّتُهُ الْأُخْرَى مَعَ الْحَلَقَةِ، فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ [مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ](5) هَتْمًا، فَأَصْلَحْنَا مِنْ شَأْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،

(1) بياض في (مح)، وأثبتها من مسند الطيالسي وكتب التخريج. ووقع في المطبوعة:"النبي صلى الله عليه وسلم".

(2)

في (مح): "رجلًا"، وما أثبته من الإِتحاف.

(3)

في (مح): "وقال"، وما أثبته من الإِتحاف.

(4)

كذا في الإِتحاف، ووقع في المطبوعة:"وأذم"، وفي الطيالسي:"وأدم".

(5)

موجودة في هامش (مح).

ص: 379

ثم أتينا طلحة في بعض الْجِفَارِ (6) فَإِذَا بِهِ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ أَقَلُّ أَوْ أَكْثَرُ مِنْ (7) طَعْنَةٍ وَضَرْبَةٍ وَرَمْيَةٍ وَإِذَا قد قطع أصبعه، فأصلحنا من شأنه.

[2]

أخرجه ابن حَبَّانَ (8) مِنْ طَرِيقِ شَبَابَةَ بْنِ سَوَّارٍ، عَنْ إسحاق بن يحيى، به.

(6) موجودة في هامش (مح).

(7)

في المطبوعة: "بين".

(8)

الإحسان (9/ 62: 6941).

ص: 380

4271 -

تخريجه:

هو في مسند الطيالسي (ص 3).

وذكره الهيثمي في المجمع (6/ 112)، وقال: رواه البزّار، وفيه إسحاق بن يحيى بن طلحة، وهو متروك. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (3/ ق 57 ب مختصر)، وعزاه للطيالسي وابن حبّان.

ومن طريق الطيالسي: رواه أبو نعيم في الحلية (8/ 174)، قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر، حدّثنا يوسف بن حبيب، حدّثنا أبو داود، به، بنحوه.

ورواه أيضًا مختصرًا في معرفة الصحابة (1/ 326: 368)، وفي الحلية (1/ 87)، بسنده السابق.

قال أبو نعيم: غريب من حديث إسحاق بن يحيى بن طلحة، لم يسق هذا لسليمان إلَّا ابن المبارك. اهـ.

ورواه البيهقي في دلائل النبوة (3/ 263)، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك، أخبرنا عبد الله بن جعفر، به، بنحوه.

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 226)، من طريق أبي سلمة بن موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا عبد الله بن المبارك، به، بنحوه.

قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين. اهـ. =

ص: 380

= ورواه البزّار في البحر الزخار (1/ 132: 63)، قال: حدّثنا الفضل بن سهل، حدّثنا شبابة بن سوار، حدّثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، به، بنحوه.

قال البزّار: هذا الحديث لا نعلم أن أحدًا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلَّا أبو بكر الصديق، ولا نعلم له إسنادًا غير هذا الإِسناد، وإسحاق بن يحيى قد روى عنه عبد الله بن المبارك وجماعة واحتمل حديثه، وإن كان فيه، ولا نعلم شاركه في هذا الحديث غيره. اهـ.

وهو في كشف الأستار (2/ 324: 1791)، ومختصر زوائد البزّار (2/ 26: 1368).

ورواه ابن حبّان، كما في الإحسان (9/ 62: 6941)، من طريق إسماعيل بن أبي الحارث قال: حدّثنا شبابة بن سوار، به، بنحوه.

ورواه الضياء في المختارة (1/ 136: رقم 49)، من طريق الهيثم بن كليب الشاشي قال: حدّثنا محمد بن عبد الله بن المنادي، حدّثنا شبابة، به، بنحوه.

قال الضياء: لا أعرف هذا الحديث إلَّا من رواية إسحاق بن يحيى، وقد تكلم فيه غير واحد من الأئمة، وقد روى عنه غير واحد من الأئمة، ولكن قصة طلحة وثبوته مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أُحد مشتهرة، والله أعلم. اهـ.

ورواه ابن سعد في الطبقات (3/ 410)، قال: حدّثنا محمد بن عمر، حدثني إسحاق بن يحيى، به.

ورواه الضياء في المختارة (1/ 135: 48)، من طريق الطبراني قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدّثنا سعيد بن سليمان الواسطي، حدّثنا إسحاق بن يحيى، به.

ورواه الحاكم في المستدرك (3/ 26)، من طريق علي بن أبي بكر الرازي، قال: حدّثنا محمد بن إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن موسى بن طلحة، عن عائشة فذكره بنحوه. =

ص: 381

= قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ.

فتعقبه الذهبي بقوله: إسحاق متروك. اهـ.

قلت: وتعقب الذهبي يدلا على أن هناك خطأ في الإِسناد، فقد وقع في سند الحاكم: محمد بن إسحاق بن طلحة، وفي سند التلخيص قال: حدّثنا ابن إسحاق بن يحيى بن طلحة، والذي يظهر أن الصواب إسحاق بن طلحة؛ لأنه المذكور في تعقب الذهبي، وكذا ورد باسم إسحاق بن طلحة عند كل من روى هذا الحديث، والله أعلم.

وأورده السيوطي في الجامع الكبير (1/ ق 1024)، وعزاه أيضًا للشاشي.

والدارقطني في الأفراد وابن عساكر.

ص: 382

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد ضعيف، لأجل إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو ضعيف.

ص: 382