المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌41 - باب وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - المطالب العالية محققا - جـ ١٧

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌114 - بَابُ فَضْلِ قَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ

- ‌117 - بنو ناجية

- ‌118 - نَاجِيَةَ

- ‌119 - الأنصار رضي الله عنهم

- ‌120 - أَسْلَمَ

- ‌121 - عَبْدِ الْقَيْسِ

- ‌122 - أَحْمَسَ

- ‌124 - بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ

- ‌126 - بَابُ ذَمِّ الْبَرْبَرِ

- ‌127 - بَابُ فَضْلِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى الإِجمال

- ‌128 - باب الزجر عن ذكر الصحابة رضي الله عنهم بِسُوءٍ

- ‌129 - باب حق الصحابي رضي الله عنه فِي بَيْتِ الْمَالِ زِيَادَةٌ عَلَى حَقِّ الْمُسْلِمِ

- ‌131 - باب فضل هذه الأمة

- ‌132 - بَابُ فَضْلِ أَهْلِ الْيَمَنِ

- ‌133 - باب فضل العجم وفارس

- ‌41 - فضل الْبُلْدَانِ

- ‌1 - بَابُ عَسْقَلَانَ

- ‌3 - باب أهل مصر

- ‌5 - باب فضل الشام

- ‌6 - فضل الطائف

- ‌7 - فضل نعمان

- ‌8 - فضل مكة شرَّفها الله تعال

- ‌42 - كِتَابُ السِّيرَةِ وَالْمَغَازِي

- ‌1 - بَابُ مَوْلِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ مَحَبَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَدِّهِ فِيهِ وَبَرَكَتِهِ صلى الله عليه وسلم في صغره

- ‌3 - بَابُ أَوَّلِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَشَرَفِ أَصْلِهِ

- ‌4 - باب عصمة الله تبارك وتعالى رَسُولَهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَبْلَ البعثة

- ‌5 - باب شهوده صلى الله عليه وسلم مَشَاهِدَ الْمُشْرِكِينَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ

- ‌6 - بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - باب بناء الكعبة

- ‌8 - باب البعث

- ‌9 - بَابُ أَذَى الْمُشْرِكِينَ فِي أَصْنَامِهِمْ

- ‌10 - بَابُ مَا آذَى الْمُشْرِكُونَ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم-وَثَبَاتِهِ عَلَى أَمْرِهِ

- ‌11 - باب إسلام عمر رضي الله عنه

- ‌12 - باب الهجرة إلى الحَبَشة

- ‌13 - باب دعاء النبي إِلَى الإِسلام وَاقْتِرَاحِ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ الْآيَاتِ

- ‌14 - [باب اعتراف القدماء بأعلام النبوة]

- ‌15 - باب الإسراء

- ‌16 - بَابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ

- ‌17 - باب بيعة العقبة

- ‌18 - من باب الهجرة

- ‌19 - بَابُ سَرِيَّةِ نَخْلَةَ

- ‌20 - باب غزوة بدر

- ‌22 - ذكر من قتل ببدر

- ‌23 - بَابُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ

- ‌24 - بَابُ وَقْعَةِ أُحُد

- ‌25 - باب غزوة الأحزاب وقريظة

- ‌26 - ذكر قريظة

- ‌27 - بَابُ قِصَّةِ العُرَنيين

- ‌28 - بَابُ بَعْثِ بَنِي لَحْيَان

- ‌29 - بَابُ كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى قيصر

- ‌30 - باب بعث عمرو بن أُمية الضمري

- ‌31 - باب الحديبية

- ‌33 - باب غزوة خيبر

- ‌34 - بَابُ غَزْوَةِ مُؤْتَةَ

- ‌35 - باب غزوة الفتح

- ‌36 - باب غزوة حنين

- ‌37 - باب غزوة [الطائف]

- ‌38 - باب غزوة تبوك

- ‌39 - باب بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أُكَيْدِر دومة

- ‌40 - [باب وفد الحبشة]

- ‌41 - بَابُ وَفَاةِ سَيِّدَنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌42 - بَابُ غُسْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌43 - بَابُ دَفْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌43 - كِتَابُ الْفِتَنِ

- ‌1 - بَابُ بَيَانِ بَدْءِ [الْفِتْنَةِ]

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الْجَمَاعَةِ

- ‌3 - بَابُ تَرْكِ الْعَطَاءِ مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ وَالْحَثِّ عَلَى طاعة الله تبارك وتعالى

- ‌4 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سَبَبَ الْفَسَادِ وَالْفِتَنِ تَأْمِيرُ ولاة السوء

- ‌5 - باب البيان بأن لا يبقى من الصحابة أحد إلى بَعْدَ الْمِائَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ

- ‌6 - بَابُ الْعُزْلَةِ فِي الْفِتَنِ

- ‌7 - بَابُ نُصْرَةِ أَهْلِ الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله

- ‌8 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَرْكِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌9 - باب كراهية الاختلاف

- ‌10 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ السِّلَاحِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌11 - باب علامة أول الفتن

- ‌12 - بَابُ جَوَازِ التَّرَهُّبِ فِي أَيَّامِ الْفِتَنِ

- ‌13 - بَابُ عَدَدِ الْفِتَنِ

- ‌14 - بَابُ مَبْدَإِ الْفِتَنِ وَقِصَّةُ اسْتِخْلَافِ عُثْمَانَ بْنِ عفان رضي الله عنه

الفصل: ‌41 - باب وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

‌41 - بَابُ وَفَاةِ سَيِّدَنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

-

4319 -

قال إسحاق: أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا (1) مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ [عَنْ عِكْرِمَةَ] (2) قَالَ: قَالَ العباس رضي الله عنه: لأعلمنَّ مَا بقاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! لَوِ اتَّخَذْتَ شَيْئًا تَجْلِسُ عَلَيْهِ، يَدْفَعُ عَنْكَ الْغُبَارَ، وَيَرُدُّ عَنْكَ الْخَصْمَ، فَقَالَ:[وَاللَّهِ](3) لأدعنَّهم ينازعوني رِدَائِي، وَيَطِئُونَ عَقِبِي، وَيَغْشَانِي غُبَارُهُمْ، حَتَّى يَكُونَ (4) الله تعالى هُوَ الَّذِي يُرِيحُنِي مِنْهُمْ. قَالَ: فَعَلِمْتُ أَنَّ بَقَاءَهُ فِينَا قَلِيلٌ، قَالَ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَعِيشَ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّى يَقْطَعَ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَلْسِنَتَهُمْ مِنَ الْمُنَافِقِينَ، يَقُولُونَ: قَدْ مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! هَلْ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ عَهْدٌ أَوْ عَقْدٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالُوا: لَا، قَالَ: فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَمُتْ حَتَّى قَطَعَ الْحِبَالَ (5) وَوَصَلَ، وَحَارَبَ وَسَالَمَ، وَنَكَحَ النِّسَاءَ وَطَلَّقَ،

(1) في (عم): "أنبأنا".

(2)

بياض في (سد).

(3)

ساقطة من (سد).

(4)

في (عم): "يقضي".

(5)

في (عم): "الجبال".

ص: 508

وَتَرَكَكُمْ عَلَى مَحَجَّةٍ بَيِّنَةٍ، وَطَرِيقٍ نَاهِجَةٍ (6)، وَلَئِنْ (7) كَانَ كَمَا قَالَ عُمَرُ، لَمْ يُعْجِزِ اللَّهَ تعالى أن يحثو عنه، فيخرجه لنا، فخلِّ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ، فَلْنَدْفِنَهُ، فَإِنَّهُ يأسُن كَمَا يأسُن النَّاسُ.

قُلْتُ: رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس [عن العباس](8) رضي الله عنه نحوه.

(6) في (عم) و (سد): "باهجة".

(7)

في (عم): "لمن".

(8)

ساقطة من (مح).

ص: 509

4319 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 126 ب مختصر)، وقال: رواه إسحاق ورجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع، ورواه الطبراني من طريق ابْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابن عباس، عن العباس فهو متصل صحيح الإِسناد. اهـ.

ورواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 433 - 434)، كتاب المغازي: باب بدء مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الإِسناد.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (13/ 256: 16273)، كتاب الزهد: باب ما ذكر عن نبينا صلى الله عليه وسلم في الزهد. قال: حدَّثنا ابن علية، عن أيوب به مختصرًا.

ورواه الدارمي في سننه (1/ 49: 75)، في المقدمة: باب في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدَّثنا سليمان بن حرب، أخبرنا حماد بن زيد، عن أيوب، به، مختصرًا.

ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 266)، قال: أخبرنا عارم بن الفضل، أخبرنا حماد بن زيد، عن أيوب، به، بمعناه.

ورواه البزّار كما في كشف الأستار (3/ 157: 2467)، قال: حدَّثنا أحمد بن عبدة، أنبأنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، به. ولم يسق لفظه، إنما عزاه للحديث الذي قبله، فقال: ثم ذكر نحوه، ولم يذكر ابن عباس. =

ص: 509

= وقد رواه البزّار -موصولًا- كما في كشف الأستار (3/ 156: 2466)، قال: حدَّثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، حدَّثنا أبو غسان، حدَّثنا سفيان بن عيينة، عن أيوب، به، مختصرًا، إلَّا أنه قال: عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ العباس.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 21): رواه البزّار، ورجاله رجال الصحيح. اهـ.

ورواه أيضًا موصولًا الطبراني -كما في المطالب هنا- من طريق ابن عيينة به، ولم يسق لفظه، إنما قال: نحوه.

قال الحافظ ابن حجر عقبه: هو متصل صحيح الإِسناد. اهـ.

ولم أجده في المطبوع من المعجم الكبير؛ لأن مسند العباس ضمن المسانيد المفقودة.

ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 81)، في تخريج قول الرسول صلى الله عليه وسلم: مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ متعمدًا. من طريق سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب السختياني، به، مختصرًا، وزاد في آخره: فمن كذب عليّ فموعده النار.

وذكره السيوطي في تحذير الخواص (ح 91)، وملا علي قاري في الأسرار المرفوعة (ح 87).

ص: 510

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع بين عكرمة والعباس.

وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف، ولكن ورد موصولًا عند البزّار والطبراني، وقد صحح الحافظ ابن حجر إسناد الطبراني كما تقدم.

ص: 510

4320 -

وَقَالَ الْحَارِثُ: حدَّثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حدَّثنا مَيْسَرَةُ، عَنْ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ عباس رضي الله عنهم، قَالَا: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خُطْبَةً قَبْلَ وَفَاتِهِ، وَهِيَ آخِرُ خُطْبَةٍ خطبها بالمدينة، حتى لحق بالله تعالى، فذكر الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، وَفِيهِ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قد كبرت سنِّي، ودقَّ عَظْمِي، وأُنهك جِسْمِي، وَنُعِيَتْ إِلَيَّ نَفْسِي، وَاقْتَرَبَ أَجَلِي، وَاشْتَقْتُ إِلَى رَبِّي، أَلَا وَإِنَّ هَذَا آخِرُ الْعَهْدِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، فَمَا دُمْتُ حَيًّا فَقَدْ تَرَوْنِي، فَإِذَا أَنَا مُتُّ فَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ ورحمة الله وبركاته (1).

(1) تقدم هذا الحديث بسنده وجزء من متنه الطويل، في حديث رقم (4181).

ص: 511

4321 -

قال أبو يعلى: حدَّثنا كامل، حدَّثنا ابن لهيعة، حدَّثنا أبو الْأَسْوَدِ ،عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ (1).

*هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ منكرات ابن لهيعة.

(1) قال ابن الأثير في النهاية (1/ 303): ذات الجنب: هي الدُّبَيْلة والدُّمّل الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب وتنفجر إلى داخل، وقلما يسلم صاحبها. وذو الجنب الذي يشكي جنبه بسبب الدُّبَيْلة، إلَّا أن ذو للمذكر وذات للمؤنث، وصارت ذات الجنب علمًا لها وان كانت في الأصل صفة مضافة. اهـ.

ص: 512

4321 -

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (8/ 258: 4843).

وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 199: 457)، وقال: هذا حديث منكر. فقد ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذاك داء ما كان الله ليقذفني به. اهـ.

وذكره أيضًا في المجمع (9/ 34)، وقال: رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى بنحوه، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 125 ب مختصر)، وعزاه لأبي يعلى وذكر ما قاله الهيثمي في المقصد العلي بلفظه.

ورواه الطبراني في المعجم الأوسط -كما في مجمع البحرين (2/ 384: 228) - من طريق أبي الأسود، قال: حدَّثنا ابن لهيعة به بلفظ مقارب.

قال الطبراني: لم يروه عن أبي الأسود، إلَّا ابن لهيعة. اهـ.

ص: 512

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد فيه ابن لهيعة وهو ضعيف، وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف منكر.

ص: 512

= قال الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا-: هذا الحديث من منكرات ابن لهيعة. اهـ.

وقد حكم عليه بالنكارة أيضًا الهيثمي والبوصيري كما تقدم.

قلت: وهذا الحديث قد تعارض مع أحاديث أخرى صحيحة، منها:

1 -

ما رواه أحمد في مسنده (6/ 118)، وابن سعد في الطبقات (2/ 235)، وأبو يعلى في مسنده (8/ 353: 4936)، والطحاوي في مشكل الآثار (2/ 382)، كلهم من طريق عبد الرحمن ابن أبي الزناد، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قال لي أبي، إن عائشة قالت له: يا ابن أختي لقد رأيت من تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرًا عجيبًا، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت تأخذه الخاصرة فيشتد به جدًا، فكنا نقول: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عرق الكلية لا نهتدي أن نقول الخاصرة. ثم أخذت رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فاشتدت به جدًا حتى أغمي عليه، وخفنا عليه. وفزع الناس إليه، فظننا أن به ذات الجنب، فلددناه، ثم سري عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وأفاق، فعرف أنه قد لدّ ووجد أثر اللدود، فقال: ظننتم أن الله عز وجل سلطها عليّ، ما كان الله يسلطها عليّ والذي نفسي بيده لا يبقى في البيت أحد إلَّا لدّ إلَّا عمّي، فرأيتهم يلدونهم رجلًا رجلًا. قالت عائشة: ومن في البيت يومئذِ فتذكر فضلهم، فلدّ الرجال أجمعون، وبلغ اللدود أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فلددن امرأة امرأة، حتى بلغ اللدود امرأة منا. قال ابن أبي الزناد: لا أعلمها إلَّا ميمونة، قال: وقال بعض الناس أم سلمة، قالت: إني والله صائمة، فقلنا: بئسما ظننت أن نتركك وقد أقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلددناها والله يا ابن أختي إنها لصائمة.

قال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 755): وفي رواية ابن أبي الزناد هذه، بيان ضعف ما رواه أبو يعلى بسند فيه ابن لهيعة من وجه آخر عن عائشة -فذكر حديث الباب-. =

ص: 513

= 2 - ما رواه عبد الرزاق في المصنف (5/ 428: 9754): ومن طريقه أحمد في مسنده (6/ 438) عن معمر، عن الزهري، قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن، عن أسماء بنت عميس، قالت: فذكر الحديث بنحو الحديث السابق مختصرًا.

قال الحافظ في الفتح (7/ 755): رواه عبد الرزاق بإسناد صحيح. اهـ.

ص: 514

4322 -

حدَّثنا (1) عبيد بن جنّاد، حدَّثنا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرقان، عن عطاء، عن الفضل بن عباس رضي الله عنهما، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي مَرَضِهِ، وَعِنْدَهُ عِصَابَةٌ حَمْرَاءُ، أَوْ قَالَ: صَفْرَاءُ.

فَقَالَ: ابْنَ عَمِّ، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي، فَشَدَدْتُ بِهَا رَأْسَهُ، قَالَ: ثُمَّ تَوَكَّأَ عَلَيَّ حَتَّى دَخَلْنَا (2) الْمَسْجِدَ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ قَرَبَ مِنِّي الرَّحِيلُ مِنْ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، فَمَنْ كُنْتُ قَدْ أَصَبْتُ مِنْ عِرْضِهِ، أَوْ مِنْ بَشَره، أَوْ مِنْ شَعْرِهِ، أَوْ مِنْ مَالِهِ شَيْئًا، فَهَذَا عِرْضُ مُحَمَّدٍ، وَشَعْرُهُ، وبَشَره، وَمَالُهُ، فَلْيَقُمْ فَلْيَقْتَصَّ، وَلَا يقولنَّ (3) أَحَدٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَتَخَوَّفُ مِنْ مُحَمَّدٍ الْعَدَاوَةَ وَالشَّحْنَاءَ، إِلَّا إِنَّهُمَا لَيْسَا مِنْ طَبِيعَتِي وَلَيْسَا مِنْ خُلُقِي، قَالَ: ثُمَّ انْصَرَفَ.

فَلَمَّا كَانَ مِنَ [الْغَدِ أَتَيْتُهُ]، (4)، فَقَالَ: ابْنَ عَمِّي، لَا أَحْسَبُ أَنَّ مَقَامِيَ بِالْأَمْسِ أَجْزَأَ عَنِّي (5)، خُذْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَاشْدُدْ بِهَا رَأْسِي، قَالَ: فشددت بها رأسه، قال: ثم توكأ صلى الله عليه وسلم عَلَيَّ [حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ بالأمس، ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم:(6) إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَيْنَا (7) مَنِ اقْتَصَّ، قَالَ: فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! أَرَأَيْتَ يَوْمَ أَتَاكَ السَّائِلُ، فَسَأَلَكَ، فَقُلْتَ: مَنْ معه شيء يقرضنا؟ فأقرضتك ثلاثة دراهم، فقال صلى الله عليه وسلم: يا فضل أعطه، فأعطيته، ثم قال صلى الله عليه وسلم: وَمَنْ غُلِب عَلَيْهِ فَلْيَسْأَلْنَا نَدْعُ (8) لَهُ، قَالَ: فقام رجل، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! إني رجل جبان كثير النوم، قَالَ الْفَضْلُ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَشْجَعَنَا، وَأَقَلَّنَا نَوْمًا.

قال: ثم أتى صلى الله عليه وسلم بيت عائشة، فقال للنساء مثلما قال للرجال.

(1) القائل هو أبو يعلى الموصلي.

(2)

في (عم) و (سد): "دخل".

(3)

في (عم): "يقول".

(4)

ما بين القوسين بياض في (عم) و (سد).

(5)

في (عم): "أجز عني".

(6)

ما بين القوسين ساقطة من (عم).

(7)

في (عم): "إليّ".

(8)

في (عم) و (سد): "أن ندع له".

ص: 515

4322 -

تخريجه:

هو في مسند أبي يعلى (12/ 201: 6824).

وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 199: 458).

وذكره أيضًا في المجمع (9/ 25)، وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط وأبو يعلى بنحوه، وقال في آخره

وفي إسناد أبي يعلى عطاء بن مسلم، وثقه ابن حبّان وغيره وضعفه جماعة، وبقية رجال أبي يعلى ثقات، وفي إسناد الطبراني من لم أعرفهم. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 125 ب مختصر)، وقال: رواه أبو يعلى الموصلي، وله شاهد من حديث ابن عمرو. اهـ.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 281: 719)، من طريق محمد بن أبي السري العسقلاني، قال: حدَّثنا عطاء بن مسلم الخفاف به، إلَّا أنه قال: عن عطاء، عن ابن عباس، عن الفضل. فذكره مختصرًا جدًا.

ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 255)، قال: أخبرنا كثير بن هشام، أخبرنا جعفر بن بُرقان، حدَّثني رجل من أهل مكة، قال: دخل الفضل بن عباس على النبي صلى الله عليه وسلم فذكره بنحوه.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (18/ 280: 718) وفي الأوسط (3/ 298: 2650)، والعقيلي في الضعفاء (3/ 482)، والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 179)، من طرق عن معن بن عيسى القزّاز، قال: حدَّثنا الحارث بن عبد الملك بن عبد الله =

ص: 516

= الليثي، عن القاسم بن عبد الله بن يزيد بن قسيط، عن أبيه، عن عطاء، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، قال فذكره بنحوه مع زيادات في أثناء متنه.

قال الطبراني: لا يروى هذا الحديث عن الفضل إلَّا بهذا الإِسناد، تفرد به الحارث بن عبد الملك. اهـ.

وقال العقيلي: قال الصائغ: قال علي بن المديني:

وليس لهذا الحديث أصل من حديث عطاء ابن أبي رباح، ولا عطاء بن يسار، وأخاف أن يكون عطاء الخرساني؛ لأن عطاء الخرساني يرسل عن عبد الله بن عباس، والله أعلم. اهـ.

وذكره الذهبي في الميزان (3/ 382)، ونقل كلام ابن المديني السابق، ثم قال: أخاف أن يكون كذبًا مختلقًا. اهـ.

وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (5/ 203)، عن البيهقي، ثم قال عقبه: وفي إسناده ومتنه غرابة شديدة. اهـ.

وقال الألباني في حاشية فقه السيرة (ص 486): ضعيف جدًا. اهـ.

ص: 517

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد فيه عطاء بن مسلم الخفّاف، وهو صدوق يخطئ كثيرًا.

وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. أما المتابعات الأخرى فهي ضعيفة جدًا لا تقوي الحديث، والله أعلم.

ص: 517

4323 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبِ الزَّمْعِيِّ، حدَّثني أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: سيُعزِّي النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا مِنْ بَعْدِي لِلتَّعْزِيَةِ بِي (1)، فَكَانَ النَّاسُ، يَقُولُونَ: مَا هذا؟ فلما قبض رسول صلى الله عليه وسلم لقي الناس بعضهم [بعضًا](2) يعزي [بعضهم](3) بعضًا بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.

*هَذَا إسناد حسن.

(1) في (عم): "لي".

(2)

ساقطة من (سد).

(3)

ساقطة من (سد).

ص: 518

4323 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (9/ 38)، وقال: رواه أبو يعلى والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير موسى بن يعقوب الزمعي، ووثقه جماعة. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 123 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن. اهـ.

ومن طريق ابن أبي شيبة: رواه أبو يعلى في مسنده (13/ 541: 7547) قال: حدَّثنا أبو بكر بهذا الإِسناد.

والطبراني في المعجم الكبير (6/ 135: 5757)، قال: حدَّثنا عبيد بن غنام، حدَّثنا أبو بكر بن شيبة به بلفظه.

وابن عدي في الكامل (6/ 2341) قال: حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، حدَّثنا عبد الله بن أبي شيبة به مختصرًا.

ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 274) قال: أخبرنا خالد بن مخلد البجلي به بلفظه.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (6/ 135: 5757) من طريق عثمان بن =

ص: 518

= أبي شيبة، قال: حدَّثنا خالد بن مخلد به بلفظ مقارب.

وذكره الهيثمي في المقصد العلي (1/ 198: 455).

وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 279) وحسن إسناده.

ص: 519

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد حسن.

قال الحافظ ابن حجر -كما في المطالب هنا-: هذا إسناد حسن. اهـ.

وقد حسَّنه -أيضًا- البوصيري والسيوطي كما تقدم.

ص: 519

4324 -

وقال الطيالسي: حدَّثنا صَالِحُ بْنُ أَبِي الْأَخْضَرِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ميت، فقبّل جبهته (1).

(1) في (عم): "وجهه".

ص: 520

4324 -

تخريجه:

هو في مسند الطيالسي (237: 1712).

وذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 110 ب مختصر)، وقال: رواه أبو داود الطيالسي بسند فيه صالح بن أبي الأخضر، وهو ضعيف. اهـ.

ورواه ابن عدي في الكامل (4/ 1383) قال: أخبرنا الفضل بن الحباب، حدَّثنا مسدّد، عن محمد بن أبي عدي، أخبرنا صالح بن أبي الأخضر به بنحوه.

ص: 520

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد فيه صالح بن أبي الأخضر وهو ضعيف.

وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.

ص: 520

4325 -

وقال مسدّد: حدَّثنا عبد الواحد، حدَّثنا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قال:[قال علي](1): وَوَلِيَ دُفِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وإخفاؤه دُونَ النَّاسِ أَرْبَعَةٌ: عَلِيٌّ، وَالْعَبَّاسُ، وَالْفَضْلُ، وَصَالِحٌ رضي الله عنهم، وأُلحد لَهُ لَحْدًا، ونُصب عَلَيْهِ اللَّبِن نَصْبًا.

(1) ما بين القوسين ساقطة من (مح) و (عم) و (سد)، وما أثبته من الإِتحاف، ويدل عليه تخريج الحديث.

ص: 521

4325 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 126 أمختصر)، وقال: رواه مسدّد بسند صحيح والحاكم والبيهقي، ورواه ابن ماجه مختصرًا. اهـ.

ومن طريق مسدّد: رواه الحاكم في المستدرك (1/ 362)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 388)، كتاب الجنائز، باب ما يؤمر به من تعاهد بطنه وغسل ما كان به من أذى، و (4/ 53)، باب الميت يدخله قبره الرجال، ومن يكون منهم أفقه وأقرب بالميت رحمًا، من طريق يحيى بن محمد بن يحيى قال: حدَّثنا مسدّد به بلفظ مقارب مع زيادة في آخره.

قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين. اهـ.

وتعقبه الذهبي بقوله: قلت: فيه انقطاع. اهـ.

وتعقب الألباني كلام الذهبي، فقال في أحكام الجنائز (ص 50): قلت: وهذا مما لا وجه له، فإن الحديث من رواية مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عن علي، وهذا سند متصل معروف رواية بعضهم عن بعض، أما معمر عن الزهري، والزهري عن سعيد فأشهر من أن يذكر، وأما رواية سعيد عن علي فموصولة أيضًا كما أشار إلى ذلك الحافظ في التهذيب، بل ذهب إلى أنه سمع من عمر أيضًا. اهـ. =

ص: 521

= ورواه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 253) من طريق زياد بن خليل، قال: حدَّثنا مسدّد به.

ورواه البزّار في البحر الزخار (2/ 153: 519) من طريق الحسن بن الربيع، قال: حدَّثنا عبد الواحد بن زياد به بمعناه.

قال البزّار: وهذا الحديث رواه الزهري عن سعيد عن علي، وقد رواه بعض أصحاب الزهري عن الزهري عن سعيد أن عليًا رضي الله عنه لما غسل النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقل عن علي رضي الله عنه. اهـ.

وتوبع عبد الواحد بن زياد: فتابعه صفوان بن عيسى.

رواه ابن ماجه في سننه (1/ 270: 1466)، كتاب الجنائز، باب ما جاء في غسل النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدَّثنا يحيى بن حِذَام، حدَّثنا صفوان بن عيسى، أنبأنا معمر به بمعناه.

قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1/ 263): هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات. اهـ.

وصححه الألباني كما في صحيح ابن ماجه (1/ 247).

وتابع عبد الواحد أيضًا: حماد بن زيد.

فرواه الحاكم في المستدرك (3/ 59)، والبيهقي في السنن الكبرى (3/ 388) من طريق سليمان بن حرب، قال: حدَّثنا حماد بن زيد، عن معمر به بمعناه.

قال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين. اهـ. ووافقه الذهبي.

قلت: ولم يتعقبه الذهبي كما في الموضع الأول، حيث حكم عليه بالانقطاع هناك، بل وافقه كما ترى!

وخالفهم ابن المبارك وعبد الرزاق وعبد الأعلى فجعلوه مرسلًا. =

ص: 522

= فرواه عبد الرزاق في المصنف (3/ 475: 6381)، كتاب الجنائز، باب اللحد، قال: عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، قال: ولي غسل النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.

ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (3/ 324)، كتاب الجنائز، باب ما قالوا في القبر كم يدخله و (14/ 556: 18875)، كتاب المغازي، باب ما جاء في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدَّثنا عبد الأعلى عن معمر به بلفظ مقارب.

ورواه -أيضًا- في المصنف (3/ 246)، (14/ 558: 18879) في الموضع السابق، قال: حدَّثنا عبد الأعلى وابن المبارك، عن معمر به بمعناه.

ورواه أبو داود في المراسيل (ح 378)، قال: حدَّثنا هناد عن ابن المبارك عن معمر، به، بمعناه.

ورواه الضياء في المختارة (2/ 102: 476) من طريق أحمد بن منيع، قال: حدَّثنا ابن المبارك، به، بمعناه.

وتابع معمرًا: محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري.

رواه ابن سعد في الطبقات (2/ 279)، قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدَّثني محمد بن عبد الله، عن الزهري، به، مرسلًا.

وذكره ابن أبي حاتم في العلل (1/ 354: 1048)، وقال: قال أبي: الصحيح مرسل، وحديث عبد الواحد خطأ. اهـ.

وذكره الدارقطني في العلل (3/ 219)، وقال: حدَّث به سليمان بن أرقم عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ علي. وقال عبد الواحد بن زياد وصفوان بْنُ عِيسَى، عَنْ مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قال: قال علي: وأرسله ابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر، وكذلك قال صالح بن كيسان والأوزاعي عن الزهري، والمرسل أصح. اهـ.

وذكره الهندي في الكنز (7/ 249: 18783) وعزاه -أيضًا- للمروزي في الجنائز. =

ص: 523

= وذكر الهندي الرواية المرسلة (7/ 248: 18777)، وعزاه أيضًا لابن منيع والمروزي في الجنائز ولسعيد بن منصرر.

ص: 524

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد صححه الحاكم ووافقه الذهبي في موضع، والبوصيري والألباني.

قلت: بل الحديث بهذا الإِسناد المتصل معلول، والصحيح المرسل كما قال أبو حاتم والدارقطني.

ص: 524

4326 -

[1] وقال ابن أبي عمر: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: كَانَ أَبِي يَذْكُرُهُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّهُ دَخَلَ عَلَيْهِ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَقَالَ: أَلَا أحدَّثكم عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَلَى، قَالَ: لَمَّا كَانَ [قَبْلَ](1) وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثٍ (2)، أَهْبَطَ اللَّهُ [إِلَيْهِ](3) جِبْرِيلَ عليه السلام، فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ! إِنَّ اللَّهَ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ إكرامًا لك، وتفضلًا لَكَ، وَخَاصَّةً لَكَ أَسْأَلُكَ عَمَّا هُوَ أَعْلَمُ به منك، يقول: كيف تجدك؟ قال صلى الله عليه وسلم: أَجِدُنِي يَا جِبْرِيلُ مَكْرُوبًا (4). [ثُمَّ جَاءَهُ الْيَوْمَ الثَّانِيَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، ثُمَّ جَاءَهُ](5) الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً، [وَزَادَ: وَأَجِدُنِي يَا جبريل مغمومًا، قال: وهبط مع جبريل عليه السلام] (6) مَلَكٌ فِي الْهَوَاءِ يُقال (7) لَهُ [إِسْمَاعِيلُ عَلَى سبعين ألف ملك](8)] (9) فقال له جبريل عليه السلام: يَا أَحْمَدُ! هَذَا مَلَكُ الْمَوْتِ يَسْتَأْذِنُ عَلَيْكَ، وَلَمْ يَسْتَأْذِنْ عَلَى آدَمَيٍّ قَبْلَكَ، وَلَا (10) يَسْتَأْذِنُ عَلَى آدَمَيٍّ بَعْدَكَ، فَقَالَ: ائْذَنْ لَهُ، فَأَذِنَ له جبريل عليه السلام، فَقَالَ لَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ: يَا أَحْمَدُ! إِنَّ اللَّهَ عز وجل أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي أَنْ أطيعك، إن أمرتني

(1) هذه الزيادة من (سد).

(2)

أي بثلاث ليال.

(3)

هذه الزيادة من (عم).

(4)

في (عم): "مكروبات".

(5)

ما بين هذه الأقواس بياض في (عم).

(6)

ما بين هذه الأقواس بياض في (عم).

(7)

في (عم): "فقال".

(8)

في (عم): "فقال".

(9)

ما بين القوسين بياض في (سد).

(10)

في (عم): "لم".

ص: 525

بِقَبْضِ نَفْسِكَ قَبَضْتُهَا، وَإِنْ كَرِهْتَ تَرَكْتُهَا، فَقَالَ جبريل عليه السلام: إن الله تعالى قَدِ اشْتَاقَ إِلَى لِقَائِكَ، قَالَ صلى الله عليه وسلم: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ! امْضِ لِمَا أمرت له، فقال جبريل عليه السلام: يَا أَحْمَدُ! عَلَيْكَ السَّلَامُ هَذَا آخِرُ وَطْئِي الْأَرْضَ، إِنَّمَا كُنْتَ حَاجَتِي [مِنَ الدُّنْيَا](11)، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَاءَتِ التَّعْزِيَةُ، جَاءَ آتٍ يَسْمَعُونَ حِسَّهُ (12) وَلَا يرون شخصه، فقال: السلام عليكم وَرَحْمَةُ اللَّهِ (13)، فِي اللَّهِ عَزَاءٌ مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ، [وَخَلَفٌ مِنْ](14) كُلِّ هَالِكٍ، وَدَرَكٌ (15) مِنْ كل ما فات، فبالله فثقوا (16)، وإياه فارجو، فَإِنَّ الْمَحْرُومَ مَنْ حُرم الثَّوَابَ [وَإِنَّ الْمُصَابَ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ، وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ، فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا الْخَضِرُ عليه السلام.

(11) ما بين القوسين بياض في (عم) و (سد).

(12)

في (عم): "صوته".

(13)

زاد في (عم): "وبركاته".

(14)

ما بين القوسين بياض في (عم).

(15)

في (سد): "وردك".

(16)

في (سد): "فاتقوا".

ص: 526

4326 -

[1] تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (1/ ق 126 أمختصر)، وعزاه لابن أبي عمر، وقال: رجاله ثقات. اهـ.

ومن طريق ابن أبي عمر: رواه أبو نعيم في دلائل النبوة (ح 508)، من طريق محمد بن عبد الله بن مصعب، قال: حدَّثنا محمد بن أبي عمر، به، مختصرًا.

وابن حجر في الإِصابة (1/ 440)، من طريق إسحاق بن أحمد الخزاعى، قال: حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ، به.

وهذا الحديث يرويه جعفر بن محمد واختلف عنه. =

ص: 526

= فرواه محمد بن جعفر وعلي بن أبي علي الهاشمي عن جعفر بن محمد، فجعلاه من حديث علي ابن أبي طالب.

فرواية محمد بن جعفر، رواها ابن أبي عمر كما تقدم.

ولمحمد بن جعفر طريق أخرى جعلها من حديث الحسين بن علي وستأتي.

وأما رواية علي بن أبي علي:

فرواها ابن أبي حاتم في التفسير -كما في الإِصابة (1/ 439) - من طريق علي بن أبي علي الهاشمي عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، أن علي بن أبي طالب، قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم-وجاءت التعزية- فذكره مختصرًا.

قلت: والطريقان منقطعان، قال أبو زرعة: محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لم يدرك هو ولا أبوه عليًا. اهـ. انظر: المراسيل (ص 186).

وأرسله القاسم بن عبد الله عن جعفر، إلَّا قصة التعزية فجعلها عن علي بن أبي طالب.

رواه الشافعي في السنن (2/ 45: 487)، ومن طريقه: البيهقي في دلائل النبوة (7/ 267)، قَالَ: عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رجالًا دخلوا على أبيه، علي بن الحسين- فذكره بنحوه مع اختلاف في بعض ألفاظه.

وقد ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (5/ 242)، مطولًا، وعزاه للبيهقي وساق سنده من طريق الطحاوي عن المزني، عن الشافعي، ثم قال: هذا الحديث مرسل، وفي إسناده ضعف بحال القاسم العمري هذا، فإنه قد ضعفه غير واحد من الأئمة وتركه بالكلية آخرون. اهـ.

وقال الألباني في حاشية المشكاة (2/ 1685): إسناده واهٍ، وكل حديث فيه حياة الخضر إلى عهده صلى الله عليه وسلم لا يصح. اهـ.

ورواه أيضًا الشافعي في الأم (1/ 278)، والمسند (ص 361)، ومن طريقه: =

ص: 527

= البيهقي في السنن الكبرى (4/ 60)، كتاب الجنائز: باب ما يقول في التعزية من الترحم على الميت والدعاء له ولمن خلف. وفي معرفة السنن والآثار (5/ 337)، كتاب الجنائز: باب التعزية وما يهيأ لأهل الميت. وفي دلائل النبوة (7/ 268)، قال: أخبرنا القاسم بن عبد الله، به، مختصرًا. ولم يذكر فيه إلَّا التعزية التي في آخر حديث الباب.

قال البيهقي في السنن الكبرى: وقد روي معناه من وجه آخر عن جعفر، عن أبيه، عن جابر، ومن وجه آخر، عن أنس بن مالك، وفي أسانيده ضعف، والله أعلم. اهـ.

وذكره ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 309)، وعزاه للشافعي في مسنده، ثم قال: شيخ الشافعي القاسم العمري متروك

ثم هو مرسل، ومثله لا يعتمد عليه ههنا، والله أعلم. اهـ.

ورواه مرسلًا ابن سعد في الطبقات (2/ 260)، قال: أخبرنا محمد بن عمر، أخبرنا رجل، عن جعفر، به، مختصرًا.

قلت: وفيه الواقدي وهو متروك. انظر: (ترجمته في الحديث رقم 4264) وفي الإِسناد أيضًا رجل مبهم.

وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 273)، وعزاه لابن سعد والشافعي في سننه، وقال: وهو مرسل.

ووصله عبد الله بن ميمون، عن جعفر، فجعله من حديث الحسين بن علي بن أبي طالب.

رواه الطبراني في المعجم الكبير (3/ 128: 2890)، من طريق عبد الله بن ميمون القداح، قال: حدَّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه: عن علي بن الحسين، قال: سمعت أبي، يقول: فذكره.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 35): رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن ميمون القداح وهو ذاهب الحديث. اهـ. =

ص: 528

= ورواه محمد بن منصور الجزار -كما في الإِصابة (1/ 439) - عن محمد بن جعفر بن محمد وعبد الله بن ميمون القداح جميعًا عن جعفر، به، مختصرًا.

قال ابن الجوزي- كما في الإِصابة (1/ 440): تابعه محمد بن صالح، عن محمد بن جعفر، ومحمد بن صالح ضعيف. اهـ.

ورواه ابن سعد في الطبقات (2/ 275) قال: أخبرنا أنس بن عياض، قال: حدَّثونا عن جعفر بن محمد، عن أبيه: فذكره مختصرًا، ولم يذكر فيه قصة التعزية.

قال السيوطي في الخصائص الكبرى (2/ 273): هذا إسناد معضل. اهـ.

قلت: وفيه رواة مبهمون.

ورواه أنس بن عياض عن جعفر، فجعل الحديث من مسند جابر.

رواه الحاكم في المستدرك (3/ 57)، ومن طريقه: البيهقي في دلائل النبوة (7/ 269)، من طريق أنس بن عياض عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جابر رضي الله عنه قال: لما تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عزتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص .. الحديث.

قال الحاكم: حديث صحيح الإِسناد. اهـ. ووافقه الذهبي.

قال البيهقي: هذا الإِسناد، (يعني: رواية القاسم بن عبد الله وحديث جابر هذا)، وإن كانا ضعيفين، فأحدهما يتأكد بالآخر، ويدلك على أن له أصلًا من حديث جعفر، والله أعلم. اهـ.

قلت: القاسم بن عبد الله متروك، وقد اتهمه الإِمام أحمد بالوضع، فحديثه ضعيف جدًا.

ص: 529

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد فيه علتان:

1 -

محمد بن جعفر الصادق، تكلم فيه ولم يترك. =

ص: 529

= 2 - الانقطاع، فعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لم يدرك عليًا رضي الله عنه.

انظر: المراسيل (ص 139)، تهذيب الكمال (20/ 383).

وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف لا يصح.

وقد ضعفه ابن كثير في البداية والنهاية (1/ 309)، وقال: لا يصح.

قال ابن القيم في المنار المنيف (ص 67): الأحاديث التي يذكر فيها الخضر وحياته، كلها كذب، ولا يصح في حياته حديث واحد. اهـ.

قلت: ومسألة حياة الخضر من المسائل التي اختلف فيها أهل العلم قديمًا وحديثًا.

وانظر في هذه المسألة الإِصابة (1/ 428)، وما بعدها في ترجمة الخضر، فتح الباري (6/ 497)، البداية والنهاية (1/ 303)، وما بعدها.

ص: 530

4326 -

[2] رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْآثَارِ الَّتِي سَمِعَهَا الطَّحَاوِيُّ [عن (1) الْمُزَنِيِّ عَنْهُ، قَالَ: عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (2) بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصٍ [عَنْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ](3) عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: إِنَّ رِجَالًا مِنْ قُرَيْشٍ دَخَلُوا عَلَى: أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، [فَقَالَ:(4) أَلَا] (5) أحدَّثكم عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: بَلَى، فحدَّثنا، قال: لما مرض صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ جِبْرِيلُ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ، إلَّا أَنَّهُ قَالَ: يُقَالُ [لَهُ إِسْمَاعِيلُ عَلَى (6) مِائَةِ](7) أَلْفِ ملك، كل ملك منهم مِائَةِ أَلْفٍ.

وَقَالَ فِيهِ بَعْدُ "تَرَكْتُهَا" فَقَالَ: أو تفعل يَا مَلَكَ الْمَوْتِ؟ قَالَ نَعَمْ، بِهَذَا أُمرت وأمرت أن أطيعك، قال: فنظر صلى الله عليه وسلم إلى جبريل، فقال جبريل: يا محمد

فذكره نَحْوَهُ.

وَقَالَ بَعْدَ قَوْلِهِ: "الثَّوَابُ"، فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: تَدْرُونَ مَنْ هَذَا؟ هَذَا الخضر عليه السلام.

(1) ما بين القوسين بياض في (عم).

(2)

في (عم): "عبيد الله".

(3)

ما بين القوسين بياض في (عم).

(4)

ما بين القوسين بياض في (سد).

(5)

ما بين القوسين بياض في (عم) و (سد).

(6)

ما بين القوسين بياض في (عم).

(7)

ما بين القوسين بياض في (سد).

ص: 531

4326 -

[2] تخريجه والحكم عليه:

هو في سنن الشافعي (2/ 45: 487).

وتقدم تخريجه والحكم عليه في الطريق السابقة.

ص: 531

4327 -

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ: حدَّثنا أبو كامل الجحدري، حدَّثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ هِلَالِ بْنِ خَبَّابٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} (1)، حَتَّى خَتَمَ السُّورَةَ، نُعيت لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَفْسُهُ حِينَ أُنزلت (2)، فَأَخَذَ في أشد ما كان قط اجتهادًا في أمر الآخرة.

(1) صورة النصر: الآية1.

(2)

في (عم): "نزلت".

ص: 532

4327 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (9/ 22) وقال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط بأسانيد

واحد أسانيده رجاله رجال الصحيح. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 174 أمختصر)، وقال: رواه أبوبكر بن أبي شيبة وأبو يعلى الموصلي بسند رواته ثقات. اهـ.

وذكره الحافظ في الفتح (8/ 608)، وعزاه للطبراني.

وذكره السيوطي في الدر المنثور (6/ 455)، وعزاه للنسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه.

ورواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 328: 11903)، قال: حدَّثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدَّثنا أبو كامل الجحدري، به، بلفظه مع زيادة في آخره.

ورواه النسائي في السنن الكبرى (6/ 525: 11712)، كتاب التفسير: باب سورة النصر. من طريق محمد بن محبوب، قال: حدَّثنا أبو عوانة به بلفظ مقارب مع زيادة في آخره.

ونقله ابن كثير في التفسير (4/ 601)، عن الطبراني والنسائي. =

ص: 532

= ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (3/ 14: 2017)، من طريق عبد الواحد بن غياث، قال: حدَّثنا أبو عوانة به بلفظ مقارب مع زيادة في آخره.

وذكره الهيثمي في مجمع البحرين (2/ 377: 1222).

ورواه الدارمي في سننه (1/ 51: 79)، في المقدمة: باب في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال: أخبرنا سعيد بن سليمان، عن عبّاد بن العوام، به، بنحوه مع زيادة في آخره.

ولم يذكر: فأخذ في أشد ما كان

قال الألباني في حاشية المشكاة (3/ 1684): وإسناده حسن.

قلت: وفي تحسينه نظر، فهلال بن خبّاب لم يصرح بمن روى عنه قبل الاختلاط ومن روى بعده.

ورواه أيضًا الطبراني في المعجم الكبير (11/ 329: 11904)، (11/ 330: 11907)، وفي الأوسط (1/ 486: 887)، من طريق سعيد بن سليمان به.

قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن عكرمة إلَّا هلال. اهـ.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 23): رجاله رجال الصحيح غير هلال بن خباب وهو ثقة وفيه ضعف. اهـ.

وقال في موضع آخر (7/ 144: وفي إسناده هلال بن خباب، قال يحيى: ثقة مأمون لم يتغير، ووثقه ابن حبّان، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح. اهـ.

ورواه البيهقي في دلائل النبوة (7/ 167)، من طريق الأسفاطي، قال: حدَّثنا سعيد بن سليمان به.

ورواه أحمد في مسنده (1/ 217)، وابن جرير الطبري في جامع البيان (30/ 334)، عن محمد بن فضيل، حدَّثنا عَطَاءٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.

ولفظه: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "نعيت إليّ نفسي نأني مقبوض في تلك السنة". =

ص: 533

= ونقله ابن كثير في التفسير (4/ 601)، عن المسند، وقال: تفرّد به أحمد. اهـ.

قال الهيثمي في المجمع (7/ 144): في إسناد أحمد: عطاء بن السائب وقد اختلط. اهـ.

وقال أحمد شاكر في حاشية المسند (3/ 1874): إسناده صحيح. اهـ.

قلت: وفي إسناده عطاء بن السائب وهو ثقة اختلط، وليس محمد بن فضيل ممن سمع منه قبل اختلاطه. انظر:(في ترجمته: الحديث رقم 4257)، الكواكب النيرات (ص 319).

قال الحافظ في الفتح (8/ 608): ووهم عطاء بن السائب فروى هذا الحديث عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قال: فذكر الحديث.

ثم قال الحافظ: أخرجه ابن مردويه من طريقه، والصواب رواية حبيب بن أبي ثابت التي في الباب الذي قبله "نعيت إليه نفسه". اهـ.

قلت: يريد الحافظ برواية حبيب، ما رواه البخاري (8/ 606: 4969 الفتح)، من طريق حبيب ابن أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ "أن عمر رضي الله عنه سألهم عن قوله تعالى:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} ، قالوا: فتح المدائن والقصور، قال: ما تقول يا ابن عباس؟ قال: أجل، أو مثل ضُرِب لمحمد صلى الله عليه وسلم نعيت له نفسه.

قال ابن كثير في التفسير (4/ 600): تفرّد به البخاري. اهـ.

ورواه ابن جرير الطبري في جامع البيان (30/ 334)، قال: حدَّثنا مهران عن سفيان، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي رُزَيْنٍ، عَنِ ابْنِ عباس. فذكره بنحوه.

وذكره الحافظ في الفتح (8/ 608)، وعزاه لأحمد.

ومهران هو ابن أبي عمر العطار، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 549: 6933): صدوق له أوهام، سيء الحفظ. =

ص: 534

= وعاصم هو ابن أبي النجود الأسدي مولاهم، قال عنه الحافظ في التقريب (ص 285: 3054): صدوق له أوهام. وبقية رجاله ثقات.

ص: 535

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا هلال بن خبّاب فهو صدوق اختلط، ولا أدري هل رواية أبي عوانة عنه قبل الاختلاط أم بعده.

إلَّا أن متابعة أبي رزين عن ابن عباس تقوي هذا الطريق.

ويشهد له رواية البخاري من طريق حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ المتقدمة في تخريج الحديث.

وتدل هذه المتابعة وذلك الشاهد على احتمال أن هلال بن خبّاب قد روى عنه هذا الحديث قبل اختلاطه، وهو احتمال كبير.

وعليه فأقل أحوال هذا الحديث أنه حسن لغيره، إن لم يكن حسن لذاته، والله أعلم.

ص: 535