المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌38 - باب غزوة تبوك - المطالب العالية محققا - جـ ١٧

[ابن حجر العسقلاني]

فهرس الكتاب

- ‌114 - بَابُ فَضْلِ قَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ

- ‌117 - بنو ناجية

- ‌118 - نَاجِيَةَ

- ‌119 - الأنصار رضي الله عنهم

- ‌120 - أَسْلَمَ

- ‌121 - عَبْدِ الْقَيْسِ

- ‌122 - أَحْمَسَ

- ‌124 - بَكْرِ بْنِ وَائِلٍ

- ‌126 - بَابُ ذَمِّ الْبَرْبَرِ

- ‌127 - بَابُ فَضْلِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ عَلَى الإِجمال

- ‌128 - باب الزجر عن ذكر الصحابة رضي الله عنهم بِسُوءٍ

- ‌129 - باب حق الصحابي رضي الله عنه فِي بَيْتِ الْمَالِ زِيَادَةٌ عَلَى حَقِّ الْمُسْلِمِ

- ‌131 - باب فضل هذه الأمة

- ‌132 - بَابُ فَضْلِ أَهْلِ الْيَمَنِ

- ‌133 - باب فضل العجم وفارس

- ‌41 - فضل الْبُلْدَانِ

- ‌1 - بَابُ عَسْقَلَانَ

- ‌3 - باب أهل مصر

- ‌5 - باب فضل الشام

- ‌6 - فضل الطائف

- ‌7 - فضل نعمان

- ‌8 - فضل مكة شرَّفها الله تعال

- ‌42 - كِتَابُ السِّيرَةِ وَالْمَغَازِي

- ‌1 - بَابُ مَوْلِدِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌2 - بَابُ مَحَبَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ جَدِّهِ فِيهِ وَبَرَكَتِهِ صلى الله عليه وسلم في صغره

- ‌3 - بَابُ أَوَّلِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَشَرَفِ أَصْلِهِ

- ‌4 - باب عصمة الله تبارك وتعالى رَسُولَهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم قَبْلَ البعثة

- ‌5 - باب شهوده صلى الله عليه وسلم مَشَاهِدَ الْمُشْرِكِينَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ مُنْكِرًا عَلَيْهِمْ

- ‌6 - بَابُ صِفَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - باب بناء الكعبة

- ‌8 - باب البعث

- ‌9 - بَابُ أَذَى الْمُشْرِكِينَ فِي أَصْنَامِهِمْ

- ‌10 - بَابُ مَا آذَى الْمُشْرِكُونَ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم-وَثَبَاتِهِ عَلَى أَمْرِهِ

- ‌11 - باب إسلام عمر رضي الله عنه

- ‌12 - باب الهجرة إلى الحَبَشة

- ‌13 - باب دعاء النبي إِلَى الإِسلام وَاقْتِرَاحِ قُرَيْشٍ عَلَيْهِ الْآيَاتِ

- ‌14 - [باب اعتراف القدماء بأعلام النبوة]

- ‌15 - باب الإسراء

- ‌16 - بَابُ هِجْرَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ

- ‌17 - باب بيعة العقبة

- ‌18 - من باب الهجرة

- ‌19 - بَابُ سَرِيَّةِ نَخْلَةَ

- ‌20 - باب غزوة بدر

- ‌22 - ذكر من قتل ببدر

- ‌23 - بَابُ قَتْلِ كَعْبِ بْنِ الْأَشْرَفِ

- ‌24 - بَابُ وَقْعَةِ أُحُد

- ‌25 - باب غزوة الأحزاب وقريظة

- ‌26 - ذكر قريظة

- ‌27 - بَابُ قِصَّةِ العُرَنيين

- ‌28 - بَابُ بَعْثِ بَنِي لَحْيَان

- ‌29 - بَابُ كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إلى قيصر

- ‌30 - باب بعث عمرو بن أُمية الضمري

- ‌31 - باب الحديبية

- ‌33 - باب غزوة خيبر

- ‌34 - بَابُ غَزْوَةِ مُؤْتَةَ

- ‌35 - باب غزوة الفتح

- ‌36 - باب غزوة حنين

- ‌37 - باب غزوة [الطائف]

- ‌38 - باب غزوة تبوك

- ‌39 - باب بعث خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى أُكَيْدِر دومة

- ‌40 - [باب وفد الحبشة]

- ‌41 - بَابُ وَفَاةِ سَيِّدَنَا رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌42 - بَابُ غُسْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌43 - بَابُ دَفْنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌43 - كِتَابُ الْفِتَنِ

- ‌1 - بَابُ بَيَانِ بَدْءِ [الْفِتْنَةِ]

- ‌2 - بَابُ الْأَمْرِ بِاتِّبَاعِ الْجَمَاعَةِ

- ‌3 - بَابُ تَرْكِ الْعَطَاءِ مَخَافَةَ الْفِتْنَةِ وَالْحَثِّ عَلَى طاعة الله تبارك وتعالى

- ‌4 - بَابُ الْبَيَانِ بِأَنَّ سَبَبَ الْفَسَادِ وَالْفِتَنِ تَأْمِيرُ ولاة السوء

- ‌5 - باب البيان بأن لا يبقى من الصحابة أحد إلى بَعْدَ الْمِائَةِ مِنَ الْهِجْرَةِ

- ‌6 - بَابُ الْعُزْلَةِ فِي الْفِتَنِ

- ‌7 - بَابُ نُصْرَةِ أَهْلِ الْحَقِّ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ الله

- ‌8 - بَابُ الْأَمْرِ بِتَرْكِ الْقِتَالِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌9 - باب كراهية الاختلاف

- ‌10 - بَابُ النَّهْيِ عَنْ بَيْعِ السِّلَاحِ فِي الْفِتْنَةِ

- ‌11 - باب علامة أول الفتن

- ‌12 - بَابُ جَوَازِ التَّرَهُّبِ فِي أَيَّامِ الْفِتَنِ

- ‌13 - بَابُ عَدَدِ الْفِتَنِ

- ‌14 - بَابُ مَبْدَإِ الْفِتَنِ وَقِصَّةُ اسْتِخْلَافِ عُثْمَانَ بْنِ عفان رضي الله عنه

الفصل: ‌38 - باب غزوة تبوك

‌38 - باب غزوة تبوك

4313 -

قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا جَرِيرٌ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، -هُوَ ابْنُ حَفْصِ (1) بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ-، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عمر رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى إِذَا كُنَّا بِعَيْنِ الرُّومِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا [غَزْوَةُ](2) تَبُوكَ، أَصَابَنَا جُوعٌ شديد، فقلت: يا رسول الله! إنا نلقى العدو غدًا، وهم شباع، ونحن جياع، فخطب صلى الله عليه وسلم النَّاسَ، ثُمَّ قَالَ:"مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ طَعَامٍ، فَلْيَأْتِنَا بِهِ" وَبَسَطَ نِطْعًا، فَأُتِيَ بِبِضْعَةٍ وَعِشْرِينَ صَاعًا، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَدَعَا بِالْبَرَكَةِ، ثُمَّ دَعَا النَّاسُ، فَقَالَ:"خُذُوا"، فَأَخَذُوا حَتَّى جَعَلَ الرَّجُلُ يَرْبِطُ كُمَّ قَمِيصَهُ فَيَأْخُذُ فِيهِ (3) فَفَضَلَ فَضْلَةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، فَلَا يَقُولُهَا رَجُلٌ مُحِقٌّ فَيَدْخُلُ النَّارَ".

(1) هكذا وقع في النسخ الثلاث والإِتحاف بذكر حفص، والذي يظهر أنها زائدة، دل على ذلك كتب التخريج والرجال.

(2)

ساقطة من (سد).

(3)

وقع في (عم): "بفضل".

ص: 493

4313 -

تخريجه:

ذكره الهيثمي في المجمع (8/ 304)، وقال: رواه أبو يعلى في الصغير والكبير، =

ص: 493

= وفيه عاصم بن عبيد الله العمري، وثقه العجلي وضعفه آخرون، وبقية رجاله ثقات. اهـ.

وذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 101 ب مختصر)، وقال: رواه

إسحاق بن راهويه بسند ضعيف، لضعف عاصم بن عبيد الله بن حفص. اهـ.

وهذا الحديث يرويه يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عبيد الله، واختلف عليه.

فرواه جرير بن عبد الحميد ومحمد بن فضيل، عن يزيد، عن عاصم بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عمر.

أما رواية جرير: فرواها إسحاق كما في حديث الباب، والفريابي في دلائل النبوة (ح 4)، قال: حدَّثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حدَّثنا جَرِيرٌ بن عبد الحميد، به، بلفظ مقارب.

وأما رواية محمد بن فضيل: فرواها ابن أبي عمر -كما في الإِتحاف- علامات النبوة (ص 381)، قال: حدَّثنا محمد بن فضيل بن غزوان، به، بنحوه.

-وقع في السند عاصم بن عبيد الله بن عمر-.

ورواها أبو يعلى في مسنده (1/ 199: 230)، قال: حدَّثنا أبو هشام، حدَّثنا ابن فضيل، به، بنحوه.

ورواه محمد بن إسحاق، عن يزيد، عن عاصم بن عبيد الله، عن عاصم بن عمر، عن عمر.

رواه أبو القاسم التيمي في دلائل النبوة (ح 223)، من طريق يحيى بن إبراهيم، عن محمد بن إسحاق، به، بنحوه، ولم يذكر في آخره قوله صلى الله عليه وسلم أَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلَّا الله

وذكره السيوطي في الخصائص الكبرى (1/ 274)، وعزاه أيضًا لأبي نعيم.

وذكره الهندي في الكنز (12/ 353: 35359)، وعزاه أيضًا لأبي أحمد الحاكم في الكنى. =

ص: 494

= وذكره الدارقطني في العلل (2/ 183)، وأورد وجوه الاختلاف. وقال عقبه: والاضطراب فيه عن عاصم بن عبيد الله، وقد تقدم ذكرنا له بسوء حفظه وقلة ضبطه للِإسناد. اهـ.

ثم قال: ورواه الزهري والأوزاعي جميعًا، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ، عَنْ عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري، عن أبيه. وهو الصحيح. اهـ.

قلت: ولفظه: عن أبي عمرة الأنصاري رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَاةٍ فأصاب الناس مخمصة فاستأذن الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحو بعض ظهورهم وقالوا: يبلغنا الله به، فلما رأى عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد هم أن يأذن لهم في نحر بعض ظهورهم قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، كَيْفَ بنا إذا نحن لقينا القوم غدًا جياعًا رجالًا، ولكن إن رأيت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تدعو لنا ببقايا أزوادهم فتجمعها ثم تدعو الله فيها بالبركة، فإن الله تبارك وتعالى سيبلغنا بدعوتك، أو قال يبارك لنا في دعوتك، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم ببقايا أزوادهم فجعل الناس يجيئون بالحثية من الطعام وفوق ذلك وكان أعلاهم من جاء بصاع من تمر، فجمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام فدعا ما شاء الله أن يدعو ثم دعا الجيش بأوعيتهم فأمرهم أن يحثوا، فما بقي في الجيش وعاء إلَّا ملؤه وبقي مثله، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجده فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ الله، لا يلقى الله عبد مؤمن بهما إلَّا حجبت عنه النار يوم القيامة.

رواه عن الأوزاعي، الوليد بن مسلم، وعمرو بن أبي سلمة، وابن المبارك، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الله بن العلاء بن زبر، ومحمد بن شعيب بن شابور.

أما رواية الوليد بن مسلم: فرواها الفريابي في دلائل النبوة (ح 1)، وابن حبّان، كما في الإحسان (1/ 221: 221).

وأما رواية عمرو بن أبي سلمة: فرواها الحكم في المستدرك (2/ 618)، والبيهقي في دلائل النبوة (6/ 12). =

ص: 495

= قال الحاكم: صحيح الإِسناد، ووافقه الذهبي.

وأما رواية ابن المبارك: فرواها أحمد في مسنده (3/ 417)، والنسائي في السنن الكبرى (5/ 244: 8793)، كتاب السير، باب جمع زاد الناس إذا فني زادهم وقسم ذلك كله بين جميعهم، وابن سعد في الطبقات (2/ 18)، وأبو القاسم التيمي في دلائل النبوة (ح224).

وأما رواية محمد بن يوسف الفريابي، رواها الطبراني في المعجم الكبير (1/ 211:575).

وأما رواية عبد الله بن العلاء بن زبر، عن الزهري والأوزاعي، رواها الطبراني في المعجم الكبير (20/ 376: 880)، وابن عبد البر في التمهيد (11/ 125)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 211: 575)، وفي الأحاديث الطوال (25/ 303: 52)

قال الهيثمي في المجمع (1/ 20)، رجاله ثقات. اهـ.

وأما رواية محمد بن شعيب بن شابور، فرواها ابن حبّان، كما في الإِحسان (1/ 221: 221).

ص: 496

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد فيه ثلاث علل:

1 -

يزيد بن أبي زياد، وهو ضعيف.

2 -

عاصم بن عبد الله العمري، وهو ضعيف.

3 -

عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب، قال الحسيني: لا يعرف.

وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف جدًا.

وقد ثبت معنى هذا الحديث من غير هذا الطريق، كما في تخريجه.

ص: 496

4314 -

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حدَّثنا زَيْدُ بْنُ الحباب، حدَّثنا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، حدَّثني عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أبي قتادة، عن أبيه رضي الله عنه، قَالَ: لَمَّا أَقْبَلْنَا مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ. فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

وَفِيهِ "فَمَنْ لَقِيَ مِنْكُمْ أَحَدًا مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ فَلَا يكلّمه ولا يجالسه".

وَفِيهِ: "هَذِهِ طَيْبَةٌ أَسْكَنَنِيهَا رَبِّي، تَنْفِي خَبَثَ أَهْلِهَا، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ، فَمَنْ لَقِيَ أَحَدٌ مِنْكُمْ (1) مِنَ الْمُتَخَلِّفِينَ فَلَا يُكَلِّمُهُ ولا يجالسه".

(1) في (سد): "منكم أحدًا".

ص: 497

4314 -

تخريجه:

ذكره البوصيري في الإِتحاف (2/ ق 102 أمختصر)، وقال: رواه أبو بكر بن أبي شيبة، وفي سنده موسى بن عبيدة الربذي. اهـ.

وذكره الصالحي في سبل الهدى والرشاد (5/ 673)، وعزاه لابن أبي شيبة في مسنده.

ص: 497

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد فيه موسى بن عبيدة الرَّبذي وهو ضعيف.

وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف.

ص: 497

4315 -

حدَّثنا (1) يزيد بن هارون، أخبرنا (2) دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ فَضَالَةَ الزَّهْرَانِيِّ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَبَيْنَا [نَحْنُ](3) نَسِيرُ مَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ إِذْ مَالَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَاحِلَتُهُ، فَاتَّبَعْتُهُ فَلَمَّا رَآنِي، قَالَ: أَيْنَ النَّاسُ؟ قُلْتُ: تَرَكْتُهُمْ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا، فَأَنَاخَ [رَسُولُ اللَّهِ](4) صلى الله عليه وسلم ثُمَّ نَزَلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ، ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَاحْتُبِسَ قَدْرَ مَا يَقْضِي الرَّجُلُ حَاجَتَهُ

فَذَكَرَ الْحَدِيثَ (5) فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ: ثُمَّ قَالَ: حَاجَتُكَ؟ قُلْتُ: مَا لِي حَاجَةٌ، فَرَكِبْنَا حَتَّى أدركنا الناس.

*إسناده صحيح.

(1) القائل هو أبو بكر بن أبي شيبة.

(2)

وقع في (عم): "أنبأنا" وفي (سد): "حدَّثنا".

(3)

ساقطة من (سد).

(4)

ساقطة من (عم) و (سد).

(5)

انظر تتمة الحديث في المعجم الكبير للطبراني (10/ 25: 1029).

ص: 498

4315 -

تخريجه:

رواه الطبراني في المعجم الكبير (20/ 425: 1029)، قال: حدَّثنا إدريس بن جعفر العطار، حدَّثنا يزيد بن هارون، به، بنحوه.

ورواه أيضًا (20/ 425: 1028)، من طريق خالد، عن داود بن أبي هند، به، مختصرًا.

وورد هذا الحديث عن الزهري، عن عباد بن زياد، عن عروة بن المغيرة، عن المغيرة.

وقد رواه عن الزهري جماعة، منهم.

ابن جريج عنه: رواه مسلم في صحيحه (1/ 317: 274)، والنسائي في السنن =

ص: 498

= الكبرى (1/ 101: 166)، وأحمد في مسنده (4/ 251)، وأبو عوانة في مسنده (2/ 214)، والشافعي في الأُم (1/ 32)، وفي المسند (ص 17)، وعبد الرزاق في المصنف (1/ 191: 192: 748)، وعبد بن حميد في المنتخب (1/ 360: 397)، وابن خزيمة في صحيحه (3/ 9: 1515)، والطبراني في المعجم الكبير (20/ 376: 880)، وابن عبد البر في التمهيد (11/ 125)، والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 274)، (2/ 295)، والبغوي في شرح السنة (1/ 455)، والمزي في تهذيب الكمال (14/ 121)، من طرق عن ابن جريج، به، بنحوه مع زيادة في آخره.

صالح بن كيسان، عنه: رواه أحمد (4/ 249)، وأبو عوانة (2/ 215)، وابن عبد البر (11/ 124)، من طريق يعقوب بن إبراهيم -زاد أحمد: وسعد بن إبراهيم- قالا: حدَّثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: حدَّثني عباد بن زياد -قال سعد: ابن أبي سفيان- عن عروة بن المغيرة، عن أبيه المغيرة بن شعبة. فذكره.

ورواه النسائي في السنن الكبرى (1/ 100: 165)، قال: أخبرنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، حدَّثنا عمي، حدَّثنا أبي، عن صالح بن كيسان، به.

عقيل بن خالد، عنه: رواه الدارمي في سننه (1/ 353: 1335)، قال: أخبرنا عبد الله بن صالح، حدَّثني الليث بن سعد، حدَّثني عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني عبّاد بن زياد، عن عروة بن المغيرة وحمزة بن المغيرة، عن المغيرة فذكره.

وقد خولف الدارمي في سنده، خالفه يعقوب بن سفيان، فقال في المعرفة والتاريخ (1/ 398)، حدَّثنا أبو صالح [عبد الله بن صالح] حدَّثنا الليث، حدَّثني يونس، عن ابن شهاب، به، فجعل شيخ الليث هو "يونس" بدل "عقيل".

مالك، ويونس، وعمرو بن الحارث، وابن سمعان، عنه: رواه ابن وهب في موطئه، كما في التمهيد (11/ 123).

قال ابن عبد البر عقبه: ولم يذكر مالك عروة بن المغيرة، ولم يذكر ابن سمعان عبادًا، هكذا قال ابن وهب عن هؤلاء كلهم، جمعهم في إسناد واحد، ولفظ واحد =

ص: 499

= كما ترى، إلَّا ما خصَّ من ذلك مالك في عروة، وذكر ابن سمعان في عباد بن زياد من ولد المغيرة إلَّا من رواية ابن وهب هذه، وإنما يعرف هذا لمالك، وأظن ابن وهب حمل لفظ بعضهم على بعض، وكان يتساهل في مثل هذا كثيرًا، وقد كان ابن شهاب ربما أرسل الحديث عن عروة بن المغيرة، ولا يذكر عباد بن زياد في ذلك، فمن هنالك لم يذكر ابن سمعان عباد بن زياد، والله أعلم. اهـ.

ورواه النسائي في سننه (1/ 62: 79)، كتاب الطهارة، باب صب الخادم الماء على الرجل للوضوء من طريق ابن وهب عن مالك ويونس وعمرو بن الحارث، عن الزهري، به، مختصرًا. ولم يذكر ابن سمعان.

ورواه أبو داود في سننه (1/ 37: 149)، كتاب الطهارة، باب المسح على الخفين. وابن حبّان، كما في الإحسان (3/ 320: 2221)، كلاهما من طريق ابن وهب، عن يونس بن يزيد وحده، عن الزهري به.

ورواه ابن عبد البر في التمهيد (11/ 123)، من طريق سليمان بن بلال، عن يونس، به، وزاد "حمزة بن المغيرة" مع "عروة بن المغيرة".

وقد خالف مالك من تقدم ذكرهم، فرواه عن الزهري، عن عباد بن زياد، من ولد المغيرة، عن أبيه، عن المغيرة بن شعبة.

رواه في الموطأ (1/ 35: 41)، كتاب الطهارة، باب ما جاء في المسح على الخفين. برواية يحيى بن يحيى الليثي، عنه.

ومن طريق مالك: رواه أحمد في مسنده (4/ 247)، وعنه: ابن عبد البر في التمهيد (11/ 122)، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، به.

ورواه أيضًا أحمد (4/ 247)، وابن عبد البر (11/ 121)، عن مصعب بن عبد الله الزبيري، قال: حدَّثني مالك به.

وفي آخر الحديث: قال مصعب: أخطأ فيه مالك خطأ قبيحًا. اهـ. =

ص: 500

= وقال الشافعي: وهم مالك رحمه الله فقال: عباد بن زياد من ولد المغيرة بن شعبة، وإنما هو مولى المغيرة بن شعبة. اهـ.

ذكره البيهقي في مناقب الشافعي (1/ 490).

وقال البخاري في التاريخ الكبير (6/ 32)، وقال مالك: عباد بن زياد، من ولد المغيرة

ويقال: إنه وهم. اهـ.

وقال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 69): سمعت أبي، وذكر الحديث الذي رواه مالك بن أنس، عن ابن شهاب،

فذكره فسمعت أبي يقول: وهم مالك في هذا الحديث في نسب عباد بن زياد، وليس هو من ولد المغيرة، ويقال له: عباد بن زياد بن أبي سفيان، وإنما هو: عباد بن زياد، عن عروة وحمزة ابني المغيرة بن شعبة، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ.

وقال ابن عبد البر في التمهيد (11/ 120): هكذا قال مالك في هذا الحديث: عن عباد بن زياد وهو من ولد المغيرة بن شعبة، لم يختلف رواة الموطأ عنه في ذلك، وهو وهم وغلط منه، ولم يتابعه أحد من رواة ابن شهاب ولا غيرهم عليه، وليس هو من ولد المغيرة عند جميعهم. اهـ.

ص: 501

الحكم عليه:

الحديث بهذا الإِسناد رجاله ثقات، إلَّا فضالة بن عمير الزهراني، ذكره البخاري في التاريخ الكبير وسكت عنه، وبيض له ابن أبي حاتم، وذكره ابن حبّان في الثقات.

فيتوقف في الحكم عليه، إلَّا أن للحديث متابعات رواها مسلم وغيره يرتقي بها الحديث إلى الحسن لغيره، والله أعلم.

وقد حكم الحافظ ابن حجر على حديث الباب، كما في المطالب هنا بصحة إسناده.

ص: 501

4316 -

وقال الْحَارِثُ: حدَّثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو، حدَّثنا أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -هُوَ الْمُزَنِيُّ- قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يَذْهَبُ بِهَذَا الْكِتَابِ إِلَى قَيْصَرَ، وَلَهُ الْجَنَّةُ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: وَإِنْ لَمْ يُقْتَلْ (1)؟ قَالَ صلى الله عليه وسلم: وَإِنْ لَمْ (1) يُقْتَلْ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ، فَأَتَاهُ بِالْكِتَابِ فَقَرَأَهُ (2)، فَقَالَ: اذْهَبْ إِلَى نَبِيِّكُمْ فَأَخْبِرْهُ أَنِّي مُتَّبِعُهُ (3) وَلَكِنْ لَا أُرِيدُ أن أدع ملكي، وبعث معه بدنانير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: كذب. وقسم الدنانير.

(1) في (عم) و (سد): "وإن لم يقبل".

(2)

زاد في (سد): "عليه".

(3)

في بغية الباحث: "معه".

ص: 502

4316 -

تخريجه:

هو في بغية الباحث (3/ 809: 626).

وذكره البوصيري في الإِتحاف المسندة (4/ ق 70 ب)، وقال: سيأتي شاهد لهذا الحديث في كتاب الجزية من حديث عبد الله بن شداد مرسلًا. ثم قال: هذا الإِسناد مرسل رواته ثقات. اهـ.

ورواه أبو عبيد في الأموال (ح 628)، ومن طريقه: حميد بن زنجويه في الأموال (2/ 584: 959)، قال: حدَّثنا مروان بن معاوية ويزيد بن هارون، عن حميد الطويل، به، بمعناه، ولم يذكر أول الحديث.

وأورد الحافظ ابن حجر في الفتح (1/ 50)، طرفًا منه، وعزاه لأبي عبيد في الأموال من مرسل بكر بن عبد الله المزني، وصحح إسناده.

وذكره القسطلاني في المواهب اللدنية (1/ 633)، ونقل كلام الحافظ السابق.

ص: 502

الحكم عليه:

رجاله ثقات إلَّا أنه مرسل. وعليه فالحديث بهذا الإِسناد ضعيف. =

ص: 502

= قال الألباني في حاشية فقه السيرة (ص 373)، إسناده صحيح، لكنه مرسل. اهـ.

وللحديث شاهد يرتقي به إلى الحسن لغيره.

فعن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر وله الجنة؟ فقال رجل من القوم: وإن لم يقتل؟ قال: وإن لم يقتل. فانطلق الرجل به فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس قد جعل له بساط لا يمشي عليه غيره، فرمى بالكتاب على البساط وتنحى، فلما انتهى قيصر إلى الكتاب، أخذه ثم دعا رأس الجاثليق وأقرأه، فقال: ما علمي في هذا الكتاب إلَّا كعلمك. فنادى قيصر: من صاحب الكتاب؟ فهو آمن، فجاء الرجل، فقال: إذا قدمت فأتني. فلما قدم، أتاه فأمر قيصر بأبواب قصره فغُلقت، ثم أمر مناديًا فنادى: ألا إن قيصرًا اتبع محمدًا وترك النصرانية. فأقبل جنده وقد تسلّحوا حتى أطافوا بقصره، فقال لرسول رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: قَدْ ترى أني خائف على مملكتي ثم أمر مناديًا فنادى: ألا إن قيصر قد رضي عنكم، وإنما اختبركم لينظر كيف صبركم على دينكم، فارجعوا فانصرفوا.

وكتب قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إني مسلم، وبعث إليه بدنانير، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حين قرأ الكتاب: كذب عدو الله، ليس بمسلم، وهو على النصرانية. وقسم الدنانير.

رواه ابن حبّان -كما في الإحسان (7/ 16: 4487) -، وأبو حاتم -كما في زاد المعاد (1/ 121) -.

قال الأرناؤوط كما في حاشية زاد المعاد (1/ 121): سنده صحيح. اهـ.

ص: 503